بسم الله الرحمن الرحيم. اللهم اهدنا لاحسن الاخلاق. واحسن الاعمال. فانه لا يهدي لاحسنها الا انت واصرف عنا سيئ الاخلاق وسيء الاعمال فانه لا يصرف سيئها الا انت. تفضل رحمه الله احسن ما كان ان كان ومقدورهم فلن يدوم على الاحسان ان كانوا. فالرغب يزداد كانوا بالانوار فاغمة والحر بالفضل والاحسان يزدان نعم عاد المؤلف عاد الناظم رحمه الله تعالى الامر بالاحسان. كما قال في اول منظومته احسن الى الناس تستعبد قلوبهم. قال ها هنا احسن اذا كان امكان ومقدرة فلن يدوم على الاحسان ان كانوا كأنما اضاف معنا جديدا وهو انه ينبغي للمحسن ان يغتنم فرص القدرة على الاحسان. فقد يؤجل الانسان الامر آآ الى اجل غير مسمع. فتفوت الفرص من جراء تأجيله لهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ. رواه البخاري ففي حال الصحة وفي حال الفراغ يتاح للانسان ان يأتي من الاعمال والطاعات والمكارم امورا لا له في حال المرض او الشغل. فلهذا ارشد الناظم رحمه الله الى اغتنام فرص الامكان والمغفرة معللا ذلك بقوله فلن يدوم على الاحسان ان كانوا وصدق. اي والله. فانه تعرظ العوارض وتحول الحوائج كما قال النبي صلى الله عليه وسلم بادروا بالاعمال فتنا كقطع الليل المظلم. رواه مسلم. لاحظوا بادروا وقال ايضا بادروا بالاعمال ستا طلوع الشمس من مغربها او الدخان او الدجال او الدابة او خاصة احدكم او امر العامة رواه مسلم. فالحقيقة انه ما من انسان يدب على وجه الارض الا ويعرض له من العوارض والشواغل والامراض والعلل والافات ما يحول بينه وبين ما يشتهي اتمنى فاذا انست من نفسك صحة وفراغا فاغتنم ذلك. ولذا قال النبي صلى الله عليه وسلم لعبدالله ابن عمر كن في الدنيا كأنك غريب او عابر سبيل. وخذ من حياتك لموتك ومن صحتك لمرضك. ومن شبابك في هرمك. وهكذا ينبغي ان يكون الانسان حازما معشر الاخوة والاخوات هو من بلغ. ما اكثر ما يقضي التسويف على المشاريع المباركة النوايا الطيبة. كثير من الناس يقول سأفعل وسأقوم وسأحفظ وو الى اخره ثم لا يلبث ان يطوى بساط العمر ولم يصنع من ذلك شيئا. فهكذا ينبغي للانسان ان يتحلى بهاتين القيمتين العدل والاحسان. ثم قال رحمه الله فكل حر لحر الوجه صوام فان والوجه بالبشر والاشقاء والضالون نعم هذان البيتان تضمنا معنى مهما وهو العزة والكرامة والترفع عن الذلة والاستجداء يقول صن حر وجهك. لا تهتك غلالته. والغلالة هي الثوب الرقيق. كانما شبه ما يغشى الوجه من تقاسيم وانطباعات بالغلالة الرقيقة. فاذا كان الانسان مهينا نفسه يمد يده ويستجدي غيره فان ذلك كمن آآ مزق هذه الغلالة التي تكسو وجهه من العزة والانفة وآآ الترفع عن الدنايا. قال فكل حر لحر الوجه صوان. وآآ اينبغي بل لا يجوز للانسان ان يذل نفسه كما انه لا يجوز له ان يتكبر على عباد الله. بل ينبغي ان يكون الانسان كريما في نفسه متواضعا للخلق سيكون تواضعه في غير مذلة. وتكون عزته في غير كبر. فيصون حر وجهه عن المذلة. ومن المذلة ايها الاخوان ان يكون الانسان اه يسأل الناس حتى قال النبي صلى الله عليه وسلم من سأل الناس تكثرا اتى يوم القيامة وليس في وجهه مزعة لحم يعني يأتي ووجهه عظام بيضاء تلوح. وبعض الناس وللاسف يعتبر ذلك نوعا من الشطارة والمهارة ان يضع طلبا هنا وهناك وان يأخذ من فلان وعلان وربما اخذ بباطل وربما قدم الدعاوى العريظة التي يزعم فيها حاجته والامر ليس كذلك هذه من الكبائر لا يجوز ان يستجدي الانسان بغير حق. اللهم الا ان تدركه فاقة او تنزل به فحينئذ تحل له آآ الصدقة والزكاة. واما ان يهين الانسان نفسه يريق ماء وجهه ليتقرب لكبير او وزير او عظيم او امير ويهتك آآ كرامة نفسه فهذا لا يليق بمؤمن فضل عن عاقل لا يليق بعاقل فضل عن مؤمن. فكل حر يحر الوجه صوان ورتب على ذلك ايضا قال فان لقيت عدوا فالقهوة ابدا والوجه بالبشر والاشراق غضان. معنى اي مشرق طلق وقد لا يطيق كثير من الناس هذه الخصلة فان الانسان في الغالب اذا لقي عدوه آآ غشاه من آآ المشاعر ما يحمله على التقطيب والعبوس او على اقل الاحوال الا يبدي له البشاشة. لكن الناظم يطلب من مخاطبه او من مخاطبه ان يقابل العدو بالبشر. والاشراق لان في ذلك ما يشعر بقوته المعنوية. وانه ليس في موضع الذلة او الخوف او الرهبة من ذلك عدو وايضا يعطي معنى اخر ان هذا البشر والاشراق ربما يكون مفتاحا للصلح والمودة ويذيب الجليل الواقع بين هاتين النفسين. فلا ريب ان الابتسامة مفتاح للمودة ولذلك حثه على ان يفعل هذا حتى مع العدو. وهذا يوافق قول الله تعالى ادفع بالتي هي احسن فاذا الذي بينك وبينه عداوة كانه ولي حميم. فاذا لقيت خصمك او عدوك فعاملته معاملة كريمة وابتسمت وقلت له قولا معروفا لربما سل سخيمة قلبه وذهب عنه ما يجد وربما اتاك معتذرا من حسن مقابلتك له. لكن ان قابلته بالتقطيب وبما يشعره بالحفيظة عليه فسيتخذ غالبا نفس الموقف وتبقى الامور معلقة جرب تجد ثم قال رحمه الله قراءتك السلام لا ظل للمرء اعرى من تقى وان ضلته امرا والناس نعم امر الناظم مخاطبه ان يدع التكاسل فان التكاسل اه هوان في البدن وفي النفس. يحول بين المرء وبين الوصول الى مراقي الامور. وآآ امره او آآ دعاه الى النشاط في طلب الخير فليس يسعد بالخيرات كسلان ويروى في الحديث وان كان فيه ضعف الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت والعاجز من اتبع نفسه هواها وتمنى على الله الاماني وقول الله تعالى ليس بامانيكم ولا اماني اهل الكتاب. من يعمل سوءا يجزى به. فالذي يعيش على الاماني وعلى على التمنيات وعلى الاحلام الوردية وهو متكئ على اريكته لا يبذل ولا يسعى انه لن يحسد الا الفشل. لهذا قال دع التكاسل في الخيرات تطلبها. الخيرات لابد لها من بذل سلعة الله غالية. سلعة الله الجنة. فلا تظن انها تنال بالقعود والنوم والكسل. فليس يسعد بالخيرات كسلان وهذا ينطبق على امر الدين والدنيا ومن يتهيب صعود الجبال يعش ابد الدهر بين الحفر يقول لا ظل للمرء يعرى من تقى ونهى. لا ظل اي لا عز ومنع ومكانة للمرء يعرى منه حقا ونهى وان اضلته اوراق وافنان افنان يعني اغصان كما قال الله ذوات افنان. اذا لا بد من التقى والنهى والتقى كما اسلفنا هو تقوى الله بان يجعل بينه وبين عذاب الله وقاية بامتثال اوامره واجتناب مناهيه النهى هو العقل. ولهذا يا اخوة تأملوا معي. ما الذي يعصم الانسان عن الوقوع في الزلل والخطأ سفاسف الامور اربعة اشياء اربعة اشياء اعلاها الدين الذي هو التقى لان الدين عصمة لصاحبه يحول بينه وبين الوقوع فيما لا يليق وينبئ عن هذا قول عائشة رضي الله عنها في حديث الافك لما ذكرت من تكلم فيها قالت واما زينب وكانت تساميها عند رسول الله صلى الله عليه وسلم زينب بنت جحش قالت فعصمها الله بالورع ارأيتم كيف يكون الدين عاصما لصاحبه؟ اذا كان الانسان دينا تقيا فان دينه وورعه يعقل لسانه ويغض طرفه ويحفظ آآ اذنه وجنانه عن ان يتهوك ويتخبط ويتخوض في اعراض الناس وحقوقهم العاصم الثاني هو العلم. فان من الناس من قد يكون ذا ورع وبادين لكنه لا يميز الحلال من الحرام. فان هذا يحتاج الى علم شرعي لكي يعرف ما الحق من الباطل وما يحل مما يحرم العلم يحجز صاحبه ويبين له ما يحسن ان يأتيه وما لا ينبغي ان يأتيه العاصم الثالث الحقل من الناس من لا يوصف بانه دين وليس من اهل العلم وطلبته لكن يكون الله تعالى اتاه حصافة وعقلا وحسن نظر في الامور وتقدير للعواقب فيتأنى يتريث ويدع الامور التي توقعه فيما لا يليق. فالعقل عصمة وهو النهى الذي اشار اليه في في الشطر الاول ثم العاصم الرابع الخلق. واقصد بالخلق هذا الطبع والسجية التي يكون عليها الانسان بحيث يتمعر وجهه لما لا يليق تحفزه نفسه على فعل المروءات. هذا الخلق هذه الصورة الباطنية للانسان تحفظ صاحبها وان لم يكن ذا دين او ذا علم او ذا عقل من الوقوع فيما يستكره من الامور وصارت العواصم اربعة الدين والعلم والعقل والخلق فمن اجتمعت لهفة باعلى المراتب اذا اتى الله عبده دينا وعلما وخلقا وعقلا فيا لله ما اتمه وما اكمله واذا ذهبت هذه الاربع فما اشبهه بمجنون او سكير بيده سكين يضرب الناس يمنة ويسرة. اعاذنا الله واياكم ثم قال والناس اعوان من والته دولته. المراد بقوله من والته دولته يعني من اسعفته الامور اموره الدنيوية. ليس المقصود بالدولة الحكومة. لأ من والته دولته يعني من اسعفته احواله فصار دا غنى وذا جاه الى اخره فتجد ان الناس آآ ينهدون اليه وآآ يتوجهون نحوه. وهم عليه اذا عادته اعوانه اي والله. اذا انفض اذا ذهب عنه المال والجاه انفض عنه الاصحاب. جزى الله الشدائد كل خير عرفت بها صديقي من فتجد ان كثيرا من الناس الوصوليين آآ اذا كان الانسان في محل المنصب والرفعة يتهافتون حوله ويحيطون به ويقدمونه ويدبجون له العبارات الحسنة فاذا فقد ذلك قلبوا له ظهرا منجن وولوا وولوا عنه. هذا من استقراء الواقع. ثم قال رحمه الله وباغل في ثراء المال سحبا طيب سحبان من سحبان هذا؟ هذا رجل من بني وائل كان يضرب به المثل في الفصاحة ومن باق؟ هذا رجل من من بني اياد مشهور بالعي والفهاهة. مشهور بالعي والفهاهة. يعني انه اخرق حتى قيل انه اشترى ضبيا آآ مرة باحد عشر درهما او دينارا. فلقيه قوم وهو ممسك بالحبل الذي آآ مربوط به الضبي. فقيل له بكم اشتريت هذا الضبي رفع اصابعه العشرة واخرج لسانه لكي يبلغ العدد احد عشر. وسقط الحبل من يده ففر الضب وكان بوسعه ان يقول بلسانه باحد عشر درهما او دينارا. لكن هذا من العي والفهاهة. والناس هكذا ايها الكرام فان من الناس من يقارب حاله حال سحبان. فتجده يحسن التعبير عن نفسه وعن مراده ويصل بمقصوده آآ ويصل الى مقصوده بحسن العبارة وحسن التأتي وهذا موجود ومن الناس من حاله كحال باق. اذا اراد ان يقول ابيض قال اسود واذا اراد يقول طويل يقول قصير. واذا تصرف التصرف اتى بعكس ما يريد. وهذه هبات اه من الله عز وجل يتفاوت الناس فيها. وانما اراد في هذا البيت ان ابين بانه ينبغي للانسان ان يغتني عن الناس. بان يكون عنده جدة ومال تغنيه عن التوجه للناس. لهذا قال سحبان من غير مال باقل حصر. ومعنى حصر يعني عيب لان المال يغني صاحبه. فينطلق لسانه واذا كان اه ليس عنده ما يغنيه اصابه من الحزن ما يعقل لسانه. وهناك علاقة وثيقة بينما في القلب وما في اللسان الم تروا ان موسى عليه السلام قال ويضيق صدري ها ولا ينطلق لساني اذا ضاق الصدر انعقل اللسان واذا انشرح الصدر انطلق اللسان وهذه لفتة معشر طلبة العلم الى انه ينبغي لطالب العلم وللمؤمن عموما ان ان يتخلى ويتخفى عن الاحزان وان يكون طيب النفس منشرحا. ولان انشراح النفس والصدر يعينه على طاعة الله تعالى. والحزن ليس عبادة لا ينبغي للانسان ان ان يطلبه. ولا ان يستبقيه بل ينبغي ان يكون منشرح النفس هنيئا العيش من غير سرف ولا معصية فان هذا يعينه على تحقيق مقاصده ومصالحه وبالمقابل وباقل في ثراء المال سحبانه. باقل هذا العيي اذا كان بين يديه مال فانه يصبح بمنزلة سحبان الذي يعرب عن نفسه ويصل الى مقصوده والناس هكذا فيقدمون من يجدون حاجتهم عنده. لهذا يقال ان رجلا اتى الى مأدبة وكان رث الهيئة. رث الثياب لم بنفسه. فلما اقبل ردوه. لانه ليس على هيئة آآ اهل الدنيا. فذهب الى بيته ولبس احسن ثيابه واقبل فلما اقبل احتفوا به وقدموه. فجعل يضع ثيابه في في الطعام والمرق. ويقول كل كل يعني كأنما الاكل انما كان بسبب هذه الثياب وهذه الهيئة الظاهرة. ثم قال رحمه الله لا تحسب الناس ما كل ماء نعم ولا كل نبتة فهو سعدان. نعم قال لا تودع لا تودع السر والشائن. والشأن صيغة مبالغة. يعني كثير الوشاية. بمعنى انه اذا اودع السر اذاعه في العالمين ومن الناس من يكون كذلك لا يصبر على حفظ السر. اذا اودع سرا فكأنما هو لغم في صدره. يريد ان ان يفجره ويتخلص منه. هذا موجود ومن الناس من يكون بئرا عميقا اذا اودع سرا بقي فيه ومات معه يقول لا تودع لا تودع السر والشأن انا في نسختي والشاء يبوح به وعندك به هل ذكر تفسيرها؟ لا اعلمها. لا تودع السر والشاء يبوح به. فما رعى غنما في الدو سرحان الدو هو الفضاء والمفازة والسرحان هو الذئب شبه من اه يفضي بسره الى وشاه ليرعاه له ويحفظه له من استودع ذئبا على غنم في ارض دوية ليس عنده احد. فما هو المتوقع؟ ان يفتك بها. كذلك ايضا من حفظ سره عند وشاه. ولهذا قيل كل سر جاوز الاثنين شاء. كل علم ليس في القرطاس ضاع ثم قال لا تحسب الناس طبعا واحدا فلهم غرائز لست تحصيهن الوان. صحيح. هذا مشاهد. ولهذا من طرائق القرآن في البيان قوله تعالى ومن الناس ومن الناس ومن الناس. فهذا باب فقه عظيم ان يعرف الانسان اطباق الناس وخصالهم وطبائعهم لا على سبيل التندر بهم او الانتقاد لهم لكن على سبيل الوعي والمعرفة ليتعامل معهم وفق طبيعتهم. لان العاقل الحكيم اللبيب الذي يعامل كل احد بما يليق به تتنبه لهذا المسلك القرآني ومن الناس ومن الناس. لا تحسب الناس طبعا واحدا فلهم غرائز لست تعصيهن الوانه ثم قال ما كل ماء كصداء لوارده هذا مثل تضربه العرب تقول العرب ماء ولا كصداء. اشارة الى نبع ماء عذب فيقولون لا فيقول لا تظن ان كل ماء كماء صداء فما كل ماء كصداء لوارده نعم يعني هذه الجملة لتأكيد ما مضى ولا كل نبت فهو سعدان. ما السعدان؟ السعدان هو عشبة تحبها الابل. من نبات الصحراء اذا رأتها الابل فانه يغرز يغزر لبنها. ويزيد دسمه وطيبه. ولهذا قالت العرب في امثالها مرعى ولا كالسعداء. مرعى ولا كالسعدان. ومراده بهذا البيت اه تنبيهك ايها السامع على ان ليسوا سواء لا تعاملهم معاملة واحدة. لا آآ تظن انهم نسق واحد. لا تحشرهم في خندق واحد في قالب واحد عامل كل احد بما يليق به. ثم قال قال رحمه الله لا تخدشن بمظهر وجه عارفة فالبر يخدشه قد استوى فيه اصرار وللامور وللامور مواقيت مقدرة وكل امر له حد وميزان. نعم. ايضا نبه على فضيلة وخلق كريم ولطيفة من اللطائف. قال لا تخدشن بمطل وجه عارفة من اسدى اليك معروفا وقضى لك حاجة واه اقرظك قرضا ونحو ذلك من صور الاحسان. ثم جاء يطلب حقه فلا تماطل لا تماطل فان مطل الغني ظلم كما قال النبي صلى الله عليه وسلم وقال لي الواجد يحل عرضه هو عقوبته رواه ابو داوود والنسائي والامام احمد لهذا قال فالبر يخدشه مطل ويصح مطل وليان ويصح وليان والخدش هو ادنى الجرح. ادنى الجرح يسمى خدشة. يعني بمعنى ترفع حتى عن الامر البسيط. فلا تخدش اه هذا الذي اسدى اليك معروفا وجه عارفة بل احفظ المعروف لصاحبه وادي اليه حقه كما قال النبي صلى الله عليه وسلم ان لصاحب الحق مقالة. بعض الناس يحسن اليهم ثم اذا طولبوا الحق تأففوا وتبرموا وكانما هم اصحاب الحق. وقد سمعنا من هذا كثيرا يأتي الرجل الى الرجل فيستقرضه فيحسن اليه ويدفع اليه بعض ما له ليرتفق به صاحبه لمدة معينة ثم يأتي صاحب الحق بعد حين ويطلب حقه يشيح بوجهه عنه ويترفع عليه ثم يتأفف منه ويتبرر ويقول اذيتنا اشغلتنا. سبحان الله ان لصاحب الحق مقال انما اتى يطلب حقه. لهذا يقال لا تخدشن بمطل وجه عارفة فالبر يخدشه. مطل وليان ثم نبه على فضيلة اخرى قال لا تستشر غير ندب حازم يقظ. الاستشارة ايها الاخوة فضيلة من الفضائل لكن ينبغي ان تكون في محلها وهي طلب المشورة. طلب المشورة يعني ان يستخرج لك الصواب كما ذكرنا انفا ان نستشار من شارة العسل يعني جناه فكأنك اذا استشرت احدا وشار عليك كأنما يستخرج لك الصواب والحق من عمقه ومن اصله ويقدمه لك. ولهذا لا تستشر غير ندب. من هو الرجل صاحب النجدة حازم ضابط في اموره ليس ذي فهاة يقظ يعني يبيه واع. قال النبي صلى الله عليه وسلم المستشار مؤتمن. فينبغي ان تختار مستشارك بعناية ودقة وحرص لان من الناس من لا يصلح للاستشارة لا يزيدك الا اضطرابا برأيه القاصر وفهمه مضطرب فيزيد الامر سوءا. والناس يعرفون اصحاب العقول الراجحة والاراء الناضجة فلا تستشر غير ندب حازم يقظ. قد استوى فيه سر واعلان. وهذا الشطر الثاني يدل على انه ليس من ذوي الاهواء ولا تحركه بواعظ شخصية. بعظ الناس عافانا الله واياكم اذا جاءه احد يستشيره اخذ يرتب الامور من زاوية رصده الشخصية. ينظر ماذا يمكن ان يعود عليه ذلك بالمنفعة؟ لم يلحظ منفعة اخيه لكن تأملوا مثلا يوسف عليه السلام في السجن يأتي اليه صاحبه الذي نسيه ونسي اه اه طلبه ويقول له يوسف ايها الصديق افتنا في سبع بقرات سماد الى اخره يوسف عليه السلام لكمال تجرده ونصحه رأسا بادر بالجواب. قال تزرعون سبع سنين دأبة الى اخره. هل قال يوسف لا لن اخبرك انت قد اوصيتك ونسيت وصاتي منذ سبع سنين. وهم ظلموني واودعوني السجن فلم يأبى عليه الصلاة والسلام ان يبذل النصيحة. قال النبي صلى الله عليه وسلم في حق المسلم على المسلم واذا استنصحك فانصح له كن على حذر فيمن فيمن تستشيره وقرين الاستشارة ايها الكرام الاستخارة فان الاستخارة هي طلب خير الامرين من الله عز وجل وفي في الصحيح من حديث جابر بن عبدالله رضي الله عنهما رضي الله عنهما قال قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا الاستخارة في الامور كلها. كما يعلمنا السورة من القرآن. يقول اذا هم احدكم امر فليركع ركعتين من غير الفريضة ثم ليقل وذكر الدعاء المشهور. اذا وفقك الله اذا هممت بامر ما من الامور التي لا من اليومية فاستشر واستخر استشر حتى تحصل على قدر من المعلومات. ولا بأس ان تستشير اكثر من مستشار. تنطبق عليه الشروط السابقة ثم اتبع ذلك باستخارة ربك ثم امضي لما استخرت الله فيه. ولا تنتظر ان ترى رؤيا او ينشرح صدرك لشيء. لا لا لا. اذا اذا استخرت الله في امر فامضي فيه. فان كان خيرا اتمه الله لك. وان كان حال بينك وبينه. هكذا ينبغي ان تفهم الاستخارة. ثم قال رحمه الله فلتدابير فرسان اذا ركضوا. فيها ابر كما للحرب فرسان. يعني معنى ابر عليهم في لغة العرب يعني غلبهم. ابر عليهم اي غلبهم ومعنى ابر اي كثروا في الخير فيقال ابر في الخير واعروا في الشر ابر تقال في الخير واعر في الشر. فللتدابير فرسان اذا ركضوا يعني اولئك الفرسان. اذا ركضوا فيها ابروا كما للحرب فرسان وللامور مواقيت مقدرة وكل امر له حد وميزان. وفي هذا البيت ما يشعر بالطمأنينة وان كل شيء بقدر. وهذا يحتاج اليه الانسان بعد وقوع المقدور. فهو قبل قبل وقوع مقدور عليه ان يبذل قصارى جهده. احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز يعني بمعنى افعل كل ما من شأنه ان يحقق مرادك. بالوسائل المتاحة اه واياك وعبارات الاحباط والتثبيت والتخذيل كما يقول بعض الناس يمكن ربما قد لعل هذه عبارات تثبيط احذرها احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز. هذا قبل الشيء. طيب بعد الشيء اذا وقع الامر على خلاف ما تحب قال النبي صلى الله عليه وسلم ولا تقل لو اني فعلت كذا كان كذا. ولكن قل قدر الله وما شاء فعل فان لو تفتح عمل الشيطان في بيت الناظم وللامور مواقيت مقدرة وكل امر له حد وميزان. يسكب الطمأنينة في القلب يعني بمعنى اذا وقع الامر لا تندم. كل شيء بقدر. ندمك لن يغير قدر الله عز وجل. فاستأنف وانظر الى المستقبل وما تبين فيه قدر الله قل قدر الله وما شاء فعل. يقول الله عز وجل ما اصاب من مصيبة الا باذن الله. ومن يؤمن بالله يهدي قلبه قال علقمة هو العبد تصيبه المصيبة. في علم انها من عند الله فيرضى ويسلم. ثم قال رحمه الله وذو القناعة نعم هذه حكم آآ مهمة يقول فلا تكن عجلا بالامر تطلبه. اولا علينا ان نعلم ايها الكرام ان العجلة من صفات ابن ادم فقد قال الله عز وجل خلق الانسان من عجب. وقال وكان الانسان عجولا. وقال العلماء في قواعدهم من تعجل شيئا قبل اوانه عوقب بحرمانه. فلهذا قال الناظم لا تكن عجلا بالامر فاطلبه. يعني كن داءنات وروية وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم لاشج بني عبد القيس حينما قدم قومه قال ان فيك لخصلتان يحبهما الله ورسوله. الحلم والاناة وذلك انه تريث حين نزل قومه فاغتسل ولبس احسن ثيابه وتطيب واهدى على النبي صلى الله عليه على احسن حال وصورة ورائحة. فاعجب النبي صلى الله عليه وسلم حاله. وقال فيه ما سمعتم. فقال يا رسول الله جبلت عليهما انت خلقت بهما قال بل جبلت عليهما وقال الحمدلله الذي جبلني على خلقين يحبهما الله ورسوله يقول معللا في نهيه عن العجلة فليس يحمد قبل النضج يعني قبل الاكتمال بحران. ما هذا الكلمة بحران هذه من اليوناني المولد. كلمة يونانية مولدة مثل ما تتسرب الينا مثلا بعض الكلمات الاجنبية من لغات شتى يعني تستوطن وتجري على السنتنا. واما اه معناها معنى البحران فهو التغير الذي يحصل للعليل دفعة واحدة من الامراض الحادة الى الصحة او الى المرظ فان وقع هذا البحران بعد نظج مادة المرظ كما يقال فهو علامة الصحة شفاء. وان وقع قبلها فهو علامة الموت والهلاك. يعني مراده هذا تعريف اه المهاجم لكلمة بحران. مراده فليس يحمد قبل النضج بحران. يعني ان ما تراه من صحة عارضة قبل اكتمال الصحة حقيقية فلا تغرنك فانها علامة الهلاك. ولهذا العامة تجدهم يقولون عن بعض الحالات احيانا يقال الله فلان توفي وقبلها بيوم كان قد تعافى وبدا وكانه صحيح. صحيح البدن. فيقول هذه صحوة الموت هذه صحوة الموت. هذا هو الذي يسماه في البيت بحران. فليس يحمد قبل النضج بحران. ومراده ان العجلة لا تأتي بخير وقد يتعجل الانسان ويحصل له بعض آآ النجاحات والانجازات آآ الانية لكنها لا تدل على نجاح حقيقي دائم مستقر. فسرعان ما تنتكس. وهذا جار في الدين والدنيا. ومن مظاهره في الدين اما فواضح في الدنيا كما ترون بعض الذين يخبطون في البيع والشراء والمساهمات والمضاربات يعني يبدون انهم ظهروا دفعة واحدة ثم لا يلبث ان ينهار دفعة واحدة. هذا واضح في الدنيا لكن في الدين ايضا يقول النبي صلى الله عليه وسلم ان هذا الدين متين فاوغل فيه برفق ولا يكن احدكم كالمنبت لا ارظ انقطع ولا ظهرا ابقى. ولن يشاد الدين احد الا غلبه. فالذي ينبغي للانسان ان يتدين لله تعالى بيسر. وان يترقى في سلم العبادة بيسر. والا يندفع اندفاعة واحدة يقول النبي صلى الله عليه وسلم ان لكل عابد شرة ولكل شرة فترة فمن كانت فترته الى سنتي فقد اهتدى ذكر النبي صلى الله عليه وسلم الخوارج وما هم عليه من الطاعة تحقرون صلاتكم عند صلاتهم وصيامكم عند صيامهم. لكن قال ماذا؟ يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية فيا ايها العابد سر الى ربك سيرا حثيثا رفيقا متأنيا تتذوق فيه طعم العبادة لتثبت قدماك في عبادة ربك. ولا تكن كالمنبت. نسأل الله ان يثبتنا واياكم. ثم قال نعم ثم قال كفى من العيش ما قد سد من عوز. ففيه للحر عندي في نسختي ان حققت غنيان يقول كفى من العيش يعني ما يتبلغ به من الرزق ما قد سد من عوزه. يعني يكفيك ما يقضي حاجتك ويسد جوعتك ويكسي عورتك ولهذا النبي صلى الله عليه وسلم خير بين ان يكون ملكا رسولا او ان يكون نبيا رسولا فاختار ان يكون نبيا رسولا وهكذا قال صلى الله عليه وسلم ازهد في الدنيا يحبك الله وازهد بما في ايدي الناس يحبك الناس فقال كفى من العيش ما قد سد من عوزا. يعني ما اغناك عن الناس وقضى حاجتك الحمد لله يكفي. لا تستكثر ففيه للحر يعني القانع ان حققت غنيان يعني استغناء وكفاية وذو القناعة راض من معيشته. اي والله. ولهذا قيل القناعة كنز لا يفنى القناعة كنز لا يفنى. تجد احيانا بعض الناس عنده اليسير من المال والدخل لكنه طيب النفس قلبه مجبور بالرضا ولسانه يلهج بحمد الله وشكرا يعني يشعر بالاكتفاء والغبطة التامة. وتجد من اصحاب الملايين من هو فقير القلب؟ شحيح النفس كأنما هو صعلوك من الصعاليك لانه لم يغتني بغنى الله. الغنى غنى النفس. الغنى غنى النفس. فلا يغرنك ما ترى من مظاهر وذو القناعة راض من معيشته. وصاحب الحرص ان اثرى يعني ان اغتنى وكثر ما له فغضبان تجد نفسيته نفسية الفقير. ولهذا قال نبينا صلى الله عليه وسلم من همان لا يشبعان. طالب علم وطالب دنيا طالب علم وطالب دنيا. لكن هنيئا لطالب العلم الذي لا يشبع منه. لانه يستكثر من فضل الله. اما طالب الدنيا فهو لا يشبع ويموت وهو جوعان جوعان النفس لا يشعر بالاشباع ونسأل الله تعالى ان يغنينا واياكم من فضله وان يرزقنا القناعة. ثم قال صلى الله عليه وسلم قال رحمه الله حسب اذا تحاماه اخوان وخلان هما رضيع اذا وراءه في بسيط الارض او قانون يقول حسب الفتى يعني يكفيه. حسب الفتى عقله خلا يعاشره. الخل هو الصديق الحبيب يقول ان اوتيت عقلا راجحا كفاك يكفيك فهو نعم الصديق ونعم الصاحب اذا تحماه اخوان وخلان. يعني اذا تجنبه الاخوان والخلان وافردوه وصدوا عنه فان عقله كأنما هو يخاطب صديقا له. فعقله يناجيه ويسامره وينادمه هما رضيعان لبان هما رضيع لبان او لبان كلاهما صحيح ما هما ذلك الرضيعان اللذان اني متهدي واحد حكمة وتقى الحكمة قرينة التقى والتقى قرين الحكمة ولهذا جاء في الحكمة المشهورة رأس الحكمة ها مخافة الله رأس الحكمة مخافة الله. ويروى موقوفا عن ابن مسعود قال وساكن وطن مال وطغيان هذا هو الغالي ان المال والطغيان يسكنان جنبا الى جنب يقول الله عز وجل واتركناهم في الحياة الدنيا واذا اردنا ان نهلك قرية امرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميرا اذا نبى بكريم موطن فله. ما معنى نبأ؟ اي تباعد وتجافى. اذا نبى بكريم موطن فله في بسيط الارض اوطان. يعني ان اجبرتك الاحوال على مفارقة الاهل والاوطان. ففي ارض الله سعة كما قال الله عز وجل ان الذين توفاهم الملائكة ظالمي انفسهم. قالوا فيم كنتم؟ تقول لهم الملائكة عند الاحتضار فيم كنتم؟ قالوا كنا مستضعفين في الارض قالوا الم تكن ارض الله واسعة فتهاجروا فيها؟ فاولئك مأواهم جهنم وساءت مصيرا. الا المستضعفين من الرجال والنساء والولدان لا يستطيعون حيلة ولا يهتدون سبيلا اذا اذا نبى بكريم موطن فله وراءه في بسيط الارض اوطانه. يعني اذا لم يوافقك هذا المنزل اربأ بنفسك عن المذلة واقصد مكانا اخره غيره فارظ الله واسعة. وفي السفر ايها الكرام فوائد ومنافع حتى وان لم يقصد الانسان المفارقة التامة يقول الشاعر يقول تغرب عن الاوطان في طلب العلا وسافر الاسفار خمس فوائد تفريج هم واكتساب معيشة وعلم واداب وصحبة ماجد فهذا يحصل بالسفر لكن ليس بالسفريات التي تجري الان في السياحة ودرع الارض النزوه الفارغة وانما ارادوا ما كان يقع في زمنهم من السفر في طلب العلم وآآ اكتشاف الناس ولقيا الشيوخ وغير ذلك ثم قال بعد ذلك قال رحمه الله كنت في سنة فالدهر يقضان. ما استمرأ الظلم لو انصفت اكله مذاق المرء خطبان. يا ايها العالم المرضي سيرته ابشر فانت بغير الماء ريان. ويا اخا الجهل لو اصبحت في لجج فانت ما السهم رأى الظلم يا ظالما فرحا بالعز ساعده يخاطب الظالم الفرح بالعز لكن ليس مراده هنا بالعز العز المحمود. اراد بالعز هنا السطوة والاستطالة. يعني تعزز على الناس بغير حق لان هذا هو حال الظالم سيخاطب هذا الظالم مبكتا او مبكتا له قائلا يا ظالما فرحا بالعز ساعده ان كنت في سنة والسنة هي الغفوة والنعاس فالدهر يقضان. يعني جميع ما يصدر منك محفوظ ومكتوب او ما سوف تجني ما ما ما زرعت الظلم ظلمات يوم القيامة. حديث متفق عليه الظلم ظلمات يوم القيامة وثم قال ما استمرأ اي ما استطاب ما استمرأ الظلم لو انصفت اكله. يعني لا يمكن للظالم ان بالظلم ويطيب له اكله. وهل يلد مذاق المرء خطبان؟ بل خطبان الخطبان هو الحنظل اذا صغر يقال له اذا اصفر يقال له خطبان ويكون كاشد ما يكون مرارة حنظل الحنظل الذي نسميه الشري. شديد المرارة حتى قال الفقهاء في ابواب الصيام لو وطئ حنظلة فوجد في حلقة لشدة نفوذه. هكذا فهو شديد المرارة اذا اصفر سمي خطبان ولهذا يقال امر من الخطبان. فلا يمكن للظالم ان يستطيب ظلمه. فوالله انه في قلق. وان فهو لا ينغص عليه عيشه ويؤرق عليه نومه وليله ونهاره هذا عقابه في الدنيا قبل الاخرة الحذر الحذر ايها الاخوة من الظلم. الظلم له صور متعددة. فاياك ان تقع في قليل منه او كثير لا في حق ما لي فان كان لاحد عليك حقا ماليا فبادر برد المظالم الى اهلها وزد فوق ذلك ان تتحلل منه فان حبسك لماله بحد ذاته يعد خطيئة في حقه ومن حقه عليك ان ترد ما له وان تتحلل منه وتعتذر ولو لم يعذرك الا ببذل عوظ كذلك ايضا الحقوق الاعتبارية. كثير منا لا يبالي بالكلمات تصدر منه في حق واحد من الناس. على سبيل الغيبة او الشكية او النميمة. وقد يكون خصمك هذا لن تلقاه الا في عرصات القيامة ربما خصمك هذا الذي وقعت فيه ونلت منه قد لا تراه الا في عرصات القيامة. وحين ذاك هل تتوقع ان يسقط حقه؟ او ان يقول اذهب قد عفوت عنك؟ لا والله يتمنى ان يظفر بمثل ذلك ليلقي عليك من سيئاته. او ليأخذ من حسناتك بادر اولا بالوقاية قبل العلاج. بان تتحذر من الظلم بجميع صوره. فلا يصل الى احد من العالمين منك مظلمة وان وقع منك ذلك فابذل ما تستطيع للتخلص والتخفف من هذا الظلم الواقع ماليا كان او اعتباريا ثم توجه بخطاب آآ في باب اخر وهو ما يتعلق بالعلم والجهل فمجد ونظر حال العالم المرضي سيرته سيرته يقول يا ايها العالم المرضي سيرته. ابشر فانت بغير الماء ريان اراد بذلك العالم الرباني العالم الرباني الذي اخذ العلم بحقه وادى حقه عليه. العلم الذي يراد به الله والدار الاخرة. لا العلم الذي يراد لاجل ان يتصدر به المجالس او يباهي به العلماء او يجاري به السهاء السفهاء او يصل اليه وجوه العامة. اعلموا يرعاكم الله معشر طلبة العلم وطالباته ان العلم المحمود هو العلم الذي يورث الخشية العلم الذي يورث الخشية. فان لم يورثوا العلم خشية فليس بعلم قال الله تعالى انما يخشى الله من عباده العلماء وقال واصفا حالهم ان الذين اوتوا العلم من قبله اذا يتلى عليهم ها يخرون للاتقان سجدا ويقولون سبحان الله ربنا ان كان وعد ربنا لمفعولا ويخرون للاتقان يبكون ويزيدهم خشوعا اما العلم الذي يحمل صاحبه على التباهي والاستطالة على الخلق وتسفيههم والترفع عليهم او تكثير كلام بذكر خلاف العلماء. واظهار اطلاعه على مقالاتهم. هذا ليس بعلم نافع. هذا لا ينفع صاحبه ربما كان حجة عليه لا له ولهذا تجد العلماء الربانيين يتكلمون احيانا بكلام بسيط واضح لكنه من مفاصل الاعتقاد ومن اصول الديانة والملة لانه خارج من عمق القلب يخالطه الصدق والبيان والنصح والشفقة فينفع الله به. هذا هو العلم الذي ينبغي لطالب العلم ان يرسم خطته ليسير عليها. لا يكن همك من العلم المباهاة والتكثير او اذا من تأليفك كثرة التخريج وكثرة تكبير الحواشي وغير ذلك لا ليس هذا عنوان العلم العلم النافع هو ما اورث خشية وتقل لصاحبه وكان سببا في نفع العبادة موعظتهم. ويعرف هذا بتتبع سير العلماء الربانيين. سابقا ولاحقا ومعنا ريان اي مرتو وهو الشبع من الماء. وبايزاء ذلك خاطب الجاهل. فقال ويا اخا الجهل لو اصبحت في لجج يعني في ماء عظيم فانت ما بينها يعني ما بين تلك اللجج لا شك ظمآن يعني لا تنتفع لانك جاهل فلا تنتفع فلا تنتفع بما حولك. ثم قال قال رحمه الله لا تحزنن سرورا ابدا ساءته ازمان يا غافلا في الشباب الوحش منتشيا من كأسه هل اصاب لا تغتر بشباب رائق خذل. فكم تقدم قبل الشيب شبان. ويا الشيب لو ناصحت نفسك لم يكن لمثلك في الاسراف امعان تبدي عذر صاحبها. ما عذر اشيب يستهويه شيطان يا لها من موظة! اي والله تأملوا يا كرام لا تحسبن سرورا دائما ابدا من سره زمن ساءته ازمانه السرور لا يدوم كما قال الله عز وجل لقد خلقنا الانسان في كبد ركب الله هذه الدنيا على الشقاء يا ايها الانسان انك كادح الى ربك كدحا فملاقيه هكذا طبيعة الدنيا. فاذا المك بك سرور فلا شك انك تحمد الله عز وجل على ما انعم به عليك. لكن اياك اياك ان تستملي وتظن ان الامر قد قضي. توقع كن على حذر دوما. هذا السرور الذي يأتيك يلحقه شيء من الكدر. فكن متهيئا. واذا تهيأت بالايمان صار امرك كله كله لك خير. يقول النبي صلى الله عليه وسلم عجبا لامر المؤمن ان امره كله له خير ان اصابته سراء شكر فكان خيرا له. وان اصابته ضراء صبر فكان خيرا له. وليس ذلك لاحد الا الله اكبر يقول النبي صلى الله عليه وسلم في صحيح مسلم لا يصيب المؤمن من هم ولا غم يقول النبي صلى الله عليه وسلم لا يقضي الله على المؤمن قضاء الا كان خيرا له اقتنع بهذا واملأ به قلبك سوف تتحول جميع احوالك وظروفك الى خير المهم ان لا تستلم الى السرور العارض وتظن ان هذا حال الدنيا دوما من سره زمن ساءته ازمان ثم قال يا غافلان في الشباب الرحبي منتشيا رافلا اي مختالا متبخترا في الشباب الرحب منتشيا منتشيا يعني من السكر وهذا يساق للشباب الذين يحسون بفوعة الصبا ونظرة الشباب. ويظنون ان بمقدورهم تحقيق كل شيء والتلذذ بكل شيء الناظم يسكنهم ويهدئهم يقنعهم ويقول مخاطبا احدهم يا غافلا في الشباب الرحب منتشيا من كأسه هل اصاب الرشد نشوان؟ يعني هذا الانتشاء الذي يعتريك وآآ التباهي التفهق يمنة ويسرة هذا مظهر سكر وهل اصاب الرشد نشوة قالوا لا لا يستقيم يعني كأنما يقول ما قال لقمان لابنه قال واقصد في مشيك واغضض من صوتك. بل آآ قال آآ قبل ذلك يا بني اقم الصلاة وامر بالمعروف وانهى عن المنكر. واصبر ما اصابك ان ذلك من عزم الامور. ولا تصعر خدك للناس. ولا تمش في الارض مرحا. ان الله لا يحب كل مختال فخور مظاهر النشوة الشبابية. فلذلك اودعها الله في هذه المواعظ اللقمانية. لينتفع بها كل شاب الى يوم القيامة لا تأخذك فوعة الشباب وزهوة الصبا فتفقد الجاذبية وتصير بين السما والارض ما تدري تظن انك تحت الله فوق كن كما قال الله عز وجل ولا تمش في الارض مرحا. انك لن تخرق الارض ولن تبلغ الجبال طولا قال لا تغترر ينهاه عن الغرور. لا تغتر بشباب رائق نضر عندي هكذا نظر يعني من النضارة وهي الحسن والوضاءة والنعومة. لا تغتر بشباب رائق يعني صاف نضرب فكم تقدم الى الشيب شبان. اي والله. يعني يخيل للشاب ان بينه وبين الموت امدا بعيدا ولا يعلم انه ربما عمر شيخ واخترمت نفس شاب. وهذا موجود كثير نراه صباح مساء لكن الشاب يعني يبعد هذا الاحتمال عن نفسه. ولذلك نجد ان النبي صلى الله عليه وسلم يتوجه بالموعظة للشبان تامة معي يقول لابن عباس وابن عباس قد يعني حين توفي النبي صلى الله عليه وسلم كان للتو قد ناهز الاحتلام. يقول له احفظ الله يحفظك. احفظ الله تجده تجاهك اذا سألت فاسأل الله واذا استعنت فاستعن بالله. الى اخر المواعظ النبوية. التي قد يظنها ظان انها تساق لشيخ يقف على القبر وهي تقال لشاب يستقبل الحياة. لكنها ضوابط تحفظ مساره وتضبط قراره. ويقول لابن عمر وهو ايضا من شبان الصحابة. كن في الدنيا كأنك غريب او عابر سبيل ويقول لمعاذ ابن جبل ولابي ذر اتق الله حيثما كنت. واتبع السيئة الحسنة تمحها وخالق الناس بخلق حسن. فيا معشر الشباب اياكم ان يسكن في قلوبكم طول الامل. تطلقوا لانفسكم العنان. كثير من الشباب تحدثه نفسه داخليا لا يقوله بلسان المقال لكن بلسان الحال. يقول ساستمتع بشبابي واخذ من الدنيا واعب منها ثم اذا اويت الى سارية من سواري المسجد وقرأت القرآن واكثرت من التوبة والاستغفار هكذا تحدثه نفسه داخليا وهو لا يعلم انه ربما حيل بينه وبين ذلك الامد لربما اخترمت نفسه بحادث مروري بمرض عافانا الله واياكم. كما يرى في اقرانه واصحابه ممن ماتوا في ريعان الشباب ثم هب انك عمرت ومتعت بطول الاجل. هل تضمن ان يشرح الله صدرك للعبادة والطاعة؟ الستم ترون ايها الكرام في المساجد شيوخ قد بلغوا من الكبر عتيا يأتون الى الصلاة متثاقلين ويقضون الركعة والركعتين والثلاث والاربع وانت يخيل اليك انك اذا كبرت ستكون خلف الامام. انظر هؤلاء قد بلغوا المبلغ الذي تأمله ومع ذلك العبادة الثقيلة عليهم. واخرون في بيوتهم لا يحضرون الى المسجد. واخرون لا يصلون. فليست العبرة بالمد في السنين. وانما صلاح القلب وتوفيق الرب لعبده الى التوبة يقول ويا اخا الشيب لما ان فرغ من نصيحة الشباب توجه الى الشيب فقال ويا اخا الشيب لو ناصحت نفسك لم وفي بعض النسخ لو نصحت نفسك لم يكن لمثلك في اللذات امعان. اي والله. اذا كان ذا شيب ويمعن في اللذات والمعاصي فما اقل عقله وما اقل نصحه لنفسه. يقول الشاعر وما اقبح التفريق في زمن الصبا. فكيف والشيب للرأس شاعل. يعني التفريط قبيح في في الصبا فكيف في سن الشيب ويقول النبي صلى الله عليه وسلم مبينا قباحة ما يصدر من الشيخ من معاصي يقول ثلاثة لا ينظر الله اليهم يوم القيامة. اشيمط زان اشيمط يعني انه شمط شعر رأسه وابيض ودخل فيه الشيب ومع ذلك عافانا الله واياكم يزني فهذا تظعف له العقوبة يقول ويا اخا الشيب لو ناصحت نفسك لم يكن لمثلك في اللذات امعان. هب الشبيبة. تبدي عذر صاحبها. ما عذر اشياء يستهويه الشيطان يعني قدر وافرط وان لم يكن ذلك مسوغا ومبررا. هب الشبيبة يعني الحداثة في السن تبدي عذر صاحبها يعني تخدعه وتقول لا زلت شابا تلحق خير ويمكن في المستقبل تتوب الى اخره. افرض ان هذا يعني جرى في بالنسبة للشاب ما عذر اشيب يستهويه شيطان؟ اي والله ينبغي للشيخ ان يستيقظ ان كان سدرة وغفلة لقي الفضيل بن عياض رحمه الله رجلا من الناس فقال له كم اتت عليك يعني كم عمرك؟ فقال الرجل ستون سنة يعني بلغ سن التقاعد ستون سنة قال فانت منذ ستين سنة تسير الى الله يوشك ان تبلغ شف كيف نقله الى صورة حسية؟ قال انت مثلك مثل اللي يمشي منذ ستين سنة اللي يمشي منذ ستين سنة قارب ان يصل فقال الرجل وقد اصابه نوع من انتعاش قال انا لله وانا اليه راجعون. فقال له الفضيل وهو يعلم ان من الناس من يقول هذه الكلمة دون قال اتدري ما تقول من علم انه لله راجع علم انه موقوف. ومن علم انه موقوف علم انه مسئول. ومن علم انه مسؤول اعد سؤالي جوابا فقال الرجل فما الحيلة؟ تيقظ لانه وظعه في مكاشفة قال فما الحيلة؟ قال يسيرة وهذا من حسن التربية ان لا تغلق على الناس ابواب الامل. افتح لهم ابواب التفاؤل والرجاء. قال فما الحيلة؟ قال يسيرة. تحسن فيما بقي يغفر لك ما قد مضى فانك ان اسأت فيما بقي اخذت بما مضى وما بقي ما شاء الله الحل بسيط. تحسن فيما بقي. يعني ما بعد الستين يغفر لك ما قد مضى ما قبل الستين. فانك ان اسأت فيما بقي ما بعد الستين اخذت بما مضى وما بقي. يعني في عمرك كله يا لها من موعظة ثم قال قال رحمه الله كل ذنوبي ان شيع المرء اخلاص وكل كسر فان الدين يجبره وما لكسر قناته خذها سوائر امثال مهذبة فيها لمن خذها سوائر امثال مهذبة فيها لمن يبتغي التبيانة تبيان ما ضر حسانها والطبع صائبها ان لم يصوها قريع الشعر ما شاء الله. يقول كل الذنوب فان الله يغفرها. قال الله عز وجل ان الله يغفر الذنوب جميعا قل يا عبادي الذين اسرفوا على انفسهم لا تقنطوا من رحمة الله لا تقنطوا من رحمة الله الله تعالى يغفر الذنوب جميعها سبحانه وبحمده جميعا يقول يا ابن ادم لو اتيتني بقراب الارض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا لاتيتك بقرابها مغفرة قال ان شيع المرء اخلاص وايمان. يعني شيع المرء اي صاحبه ومعنى ذلك ان الله سبحانه وتعالى اذا علم من عبده الاخلاص والصدق والانابة والتوبة فانه سبحانه ذنبه لكن لابد من تحقق ذلك. لا يجوز ان يخدع الانسان نفسه بالاماني الباطلة ويقول ان الله يغفر الذنوب جميعا الله يغفر الذنوب جميعا. لكنه شديد العقاب. نبئ عبادي اني انا الغفور الرحيم وان عذابي هو العذاب الاليم وانما تحصل المغفرة لمن قام في قلبه من الاخلاص والتوبة والاذعان والانابة الى الله عز وجل ما يؤهله لذلك ومذهب اهل السنة والجماعة في مرتكب الكبيرة او مذهبهم في من اذنب ذنبا ان الله يغفر ان تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم وندخلكم مدخلا كريما الذين يجتنبون كبائر الاثم والفواحش الا اللمم. يعني فالله يغفره. اللمم صغائر الذنوب. فالله يتجاوز عنها لكن الكبائر اجارنا الله واياكم. الكبائر من وقع فيها فقد عرظ نفسه بوعيد الله. ومذهب اهل السنة والجماعة ان مرتكب الكبيرة يوم القيامة تحت المشيئة والارادة. ان شاء الله تعالى عفا عنه مجانا وادخله الجنة وان شاء عذبه بقدر ذنبه لكن مآله الى الجنة لكن لا يدري كم يمكث في النار. اخبر النبي صلى الله عليه وسلم ان الناس يجوزون على الصراط والذين يجوزون على فقط هم الموحدون. واما المشركون فيلقون في النار ما يمرون على الصراط. الذي يمر على الصراط يا اخوة ويا ايتها الاخوات ومن بلغ هم الموحدون وفيهم من سبقت لهم من الله الحسنى وفيهم العصاة. يقول النبي صلى الله عليه وسلم منهم من يمر كلمح البصر ومنهم من يمر كشعشعة البرق ومنهم من يمر كالريح المرسلة ومنهم من يمر كالخيل الجواد ومنهم من يمر كركاب الابل ومنهم من يركض ركظا ومنهم من يمشي مشيا ومنهم من ازحف وزحفا يعني على مقعدته. يقول النبي صلى الله عليه وسلم وعلى جنبتي الصراط كلاليب يعني كلاليب والكلوب هو الحديدة اللي لها رأس معقوف. تتهاوى بين جنبتي الصراط. تخطف الناس باعمالهم. فمخدوش ومكردس في النار. فتخطف الكلاليب اصحاب الكبائر وتلقيهم في النار. يقول الله عز وجل وان منكم الا واردون كان على ربك حتما مقضيا. ثم ننجي الذين اتقوا ونذر الظالمين فيها جثيا فينبغي للانسان ان يحرص على الاخلاص لله لانه اعظم عصمة. ينبغي ان ان يملأ قلبه بتعظيم الله واجلاله وتحميده وتسبيحه فان هذه الحسنة من اعظم الحسنات. وتأتي وتعفي على ما سواها وهي لا تتحقق للعبد بمجرد الاماني بل لابد من التهيؤ والتدبر والتفكير وادمان قراءة القرآن والتفكر فيما مخلوقات الله حتى يقوم في قلبه واعظ الله وتوحيد الله عز وجل فتصبح هذه الحسنة القلبية من الاخلاص والتوحيد قاضية على ما سواها يقول رحمه الله وكل كسر فان الدين يجبره. اي والله. اذا سلم دينك فما ذهب منك من دنيا وما فقدت من مال وولد فان الدين يجبره بالتصبر والعوض بالثواب الاجر. لكن وما لكسر قناة الدين جبران. اذا انكسر رمح الدين وافسدت دينك. لا شيء يجبره. لا شيء يجبره. فاحرص على استقامة دينك ولا تحد عنه. ثم قال خاتما هذه المنظومة الرائعة والموعظة البليغة خذها يعني خذها بالمجان خذها سوائر امثال مهذبة. وصدق رحمه الله. فقد هدبها وحبرها تحبيرا فيها لمن يبتغي التبيان تبيان. اي والله. فهي سلسة رائقة سهلة بينة المعاني تمتح من معين الكتاب والسنة. لم يأتي بشيء من بنات افكاره. وانما مما استفاده من علوم الكتاب والسنة ثم قال خاتما لها ما ضر حسانها؟ رد بقوله حسانها يعني قائلها وناظمها نسبة الى ان حسان بن ثابت شاعر رسول الله صلى الله عليه وسلم كان ينشد الشعر. قال ما ضر حسانها والطبع صائغها ان يصوغها قريع الشعر حسان. حسان بن ثابت الانصاري فهو سيد الشعر قريع الشعر يعني سيد الشعر. يعني ان هذه المنظومة وهذه الامثال المهدبة لا يضرها ان لم يكن قد نظمها سيد الشعراء آآ حسان بن ثابت رضي الله عنه فان العلم رحم بين اهل والحكمة رحم بين اهلها فجزى الله ابا الفتح علي ابن محمد ابن الحسين البستي خير الجزاء ورحمه رحمة واسعة على ما اودع في هذه المنظومة من الامثال النافعة والحكم المفيدة ونسأل الله سبحانه وتعالى ان يعظنا موعظة حسنة والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات