وهذا مستقى ومستفاد من قول الله جل وعلا قل يا ايها الناس ان كنتم في شك من ديني فلا اعبد الذي حين تعبدون من دون الله ولكن اعبدوا الله الذي يتوفاكم اكمل حين نزول هذه الاية. ولا يضر ان نزل بعد هذا بعد هذه الاية اية او كيف؟ فيها ذكر لبعض الواجبات او نهي عن بعض عن بعض المحرمات لان هذه تكون كالتفصيل ان وفي الصحيح ايضا. وهذا لا يعني ان يكون المراد بالصحيح هنا هو الصحيح في الحديث الاول. وهذا ان تنتبهوا له في صنيع اهل العلم اذا عزوا الى البخاري والى مسلم المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد بن ابراهيم بن عبداللطيف ال الشيخ. شروحات كتب الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله شرح فضل الاسلام. الدرس الاول بسم الله الرحمن الرحيم. انا شيخ الاسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى باب فضل الاسلام وقول الله تعالى اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا الاية وقوله تعالى قل يا ايها الناس ان كنتم في شك من ديني فلا فلا اعبد الذين تعبدون من دون الله ولكن اعبدوا الله الذي يتوفاكم الاية وقوله تعالى يا ايها الذين امنوا اتقوا الله وامنوا برسوله يؤتكم كفلين من رحمته ويجعل لكم نورا تمشون به ويغفر لكم والله غفور رحيم في الصحيح عن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم قال مثلكم ومثل اهل الكتابين كمثل رجل استأجر اجراء. فقال من يعمل لي من غدوة الى نصف النهار الى نصف النهار على قيراط فعملت اليهود ثم قال من يعمل لي من نصف النهار الى صلاة العصر على قيراط فعملت النصارى ثم قال من يعمل من صلاة العصر الى ان تغيب الشمس على قيراطين فانتم هم فغضبت اليهود والنصارى وقالوا ما لنا اكثر اكثر عملا اقل اجرا قال هل قال هل نقصتكم من اجلكم شيئا؟ قالوا لا. قال ذلك صلي اوسيه من اشاء. وله ايضا عن ابي هريرة وفيه ايضا عن ابي هريرة رضي الله تعالى عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ان النبي صلى الله عليه وسلم قال اضل الله عن الجمعة من كان قبلنا فكان لليهود فكان لليهود يوم السبت وكان للنصارى يوم الاحد بدأ الله بنا فهدانا فجعل لنا جمعة وكذلك هم تبع لنا يوم القيامة نحن الاخرون من اهل الدنيا والاولون يوم القيامة. وفيه تعليقا ان الحمد لله نحمده ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا. من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله. صلى الله عليه وعلى اله وصحبه ومن اهتدى بهداه الى يوم الدين اما بعد فهذا كتاب فظل الاسلام للامام المجدد ابي عبد الله محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى رحمة واسعة قدس روحه وهتابه عن من جاء بعده واهتدى بما دعا اليه خير الثواب واجل الثواب وتسمية هذا الكتاب بفظل الاسلام لاجل ان اول باب فيه هو باب فظل الاسلام هذا الكتاب فيه ذكر لاصول يجب ان يعلمها المؤمن الموحد من فضلي معرفته وتمسكه وعمله بالاسلام الصحيح. ومن اصول السنة واذتنا بالبدع ومكان اهل السنة والمتبعين لها ومكان اهل البدع المتبعين لها فالكتاب هذا على وجازته فيه اصول كثيرة وتلك الاصول مشتقاة من الادلة الواضحة من كتاب الله من سنة رسوله صلى الله عليه وسلم. ومن من اقوال سلف هذه الامة من الصحابة او التابعين باب فضل الاسلام والاسلام ها هنا الذي سيذكر في هذا الباب فضله هو الدين يعني ما يشمل المراتب الثلاث مرتبة الاسلام ومرتبة الايمان ومرتبة الاحسان فهذا الباب يذكر فيه فضل الاسلام على اهل الاسلام. يعني ان الاسلام له فضل لمن التزم به ولمن امن به واتبع رسوله صلى الله عليه وسلم من ذلك ان ان هذا الاسلام هو الذي رضيه الله جل وعلا دينا. وما دام ان الله جل وعلا يهودينا فمعنى ذلك انه واهله انه واهله محبوبون عند الله جل وعلا. وهذا يثمر توفيق الله جل وعلا لعبده ونصرته له وتثبيته له وهدايته له وتوفيقه هذا مسبقا من قوله تعالى اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي. ورضيت لكم الاسلام دينا. كذلك من فضل الاسلام على اهل الاسلام ان من اعتقد الاعتقاد الصحيح واستسلم عن عقيدة وانقياد وطاعة فانه سيكون الامر عنده في بيان ما يستحقه الله جل وعلا من الاستسلام له الاستسلام الكامل في العبادة وفي العمل وفي التحليل وفي التحريم. وسيكون عنده من الحجج الواضحة والدلائل البينة ما ينور الله جل وعلا به قلبه. وما تكون عنده الحجة على خصوم الاسلام الصحيح وكلما قوي الاسلام في قلب العبد وقوية معرفته به وعلمه به فان نوره يحرق الشبهات التي يثيرها اهل اثارة الشبهات فهناك من يشكك في الاسلام الصحيح يشكك في التوحيد الصحيح الذي دعا اليه الانبياء والمرسلون جميعا. لكن لكن الله جل وعلا جعل من فظل الاسلام على اهل الاسلام ان يقذف في قلوبهم النور والحجة الواضحة والادلة البينة لان ما اتبعوه وما ارتضوه طريقا ودينا وعقيدة انه هو الحق الواضح الذي لا تؤثر فيه شبهات المشبهين ولا تشتيتات المشككين. ان كنتم في شك من ديني فلا اعبد الذين تعبدون من دون الله. يعني انتم احق بالشك كما سيأتي في بيان تفسير هذه الاية. ايضا من فضل الاسلام على اهل الاسلام ان من اتقى الله جل وعلا ثقافة وامن برسوله يعني اسلم الاسلام الصحيح فان الله جل وعلا ينعم عليه ويتفضل عليه بانه يؤتيه طفلين من رحمته. يعني يؤتيه حظين من رحمته الواسعة ومن مغفرته وايضا يجعل له الله جل وعلا نورا يمشي به في الظلمات ظلمات الشبهات وظلمات الشهوات اذا دخلت القلوب فانها قد تجعل تلك القلوب تنتكس بعد اقامتها او ترتد بعد سلوكها السبيل القويم. فانعم الله جل وعلا على اهل الاسلام الصحيح بان يثبتهم عليه بان جل وعلا قال ويجعل لكم نورا تمشون به. وايضا من فظل الاسلام على اهله انه يغفر لاهله ويغفر لكم ويغفر لكم والله غفور رحيم ايضا من فضل الاسلام على اهله ما جاء في حديث ابن عمر هذا الذي رواه البخاري وغيره ان اهل الاسلام اعمالهم قليلة بالنسبة الى اعمال من سبق من الامم. ومن سبق من الامم عوملوا بفظل الله جل وعلا عوملوا بعدله جل وعلا وهذه الامة فضلت على من سبقها وزيد في اجورها كما قال هنا ثم قال يعني هذا الذي استأجر الاجراء ثم قال من يعمل لي من صلاة العصر الى ان تغيب الشمس على قيراطين فانتم هم. يعني انتم اولئك الذين استأجروا للعمل في هذا الزمن ما بين صلاة العصر الى ان تغيب الشمس فغضبت اليهود والنصارى فكان خاتمة الكلام ان قال الله جل وعلا هل نقصت من اجوركم شيئا او من حقكم شيئا؟ قالوا لا. قال ذلك فضلي اوتيه من اشاء. كذلك من فضل الاسلام على اهل الاسلام انهم يوم القيامة يستريحون من هوله قبل الامم. فهم الاخرون في في الدنيا يعني مجيئا والامم سبقتهم. اليهود سبقوهم والنصارى سبقوهم من حيث الزمن. لكن يوم القيامة جعل الله جل وعلا هذه الامة قبل الامم جميعا فهم اول من يحاسب وهم اول من توزن اعماله وهم اول من يجوزون الصراط وهم اول من يدخل الجنة. وهذا فيه فضل وايما فظل لان هول يوم القيامة ولان كربه لا يختار معه احد ان ان يظل في ذلك الموقف وحديث الشفاعة الطويل ظاهر في هذا. وذلك من فضل الله جل وعلا على هذه الامة. لما انعم الله جل وعلا عليهم تفضلا رحمة ان يكونوا من المؤمنين برسول الله محمد صلى الله عليه وسلم. كذلك من فضل الاسلام على اهل الاسلام ومن فظل اتباع النبي صلى الله عليه وسلم المؤمنين به من فظله على عليهم ان جعل اعمالهم وان قلت مباركة. تنمى لهم وهذا كما جاء في الاثار في اخر باب اثر قبي واثر ابي الدرداء وفي اثر ابي ان الاقتصاد في السنة خير من الاجتهاد من الاجتهاد في البدعة و اهل الاسلام الصحيح اعمالهم وان قلت فهي ابرك واكثر اجرا واعظم بعاملها وفاعلها من الذين ابتدعوا وسلكوا غير طريق الاسلام الثوي او من الذين لم يؤمنوا اصلا بهذا الاسلام. فاهل الاسلام اعمالهم وان قلت فهي اذكى وابرك. فاقتصاد في سنة خير من اجتهاد في بدعة. وهذا ولا شك يوجب على من يريد نجاسة ويريد الخير له في الدنيا والاخرة يوجب ان يتعلم وان ما هو الاسلام الصحيح الذي رضيه الله جل وعلا لنا دينا؟ ما هي تلك العقيدة؟ وما هي الشريعة ايضا لان الاسلام على تقسيم بعض اهل العلم عقيدة وشريعة. وهذا التقسيم وان كان ينازع فيه لكن هو في مقام التقسيم لا مشاحة فيه. يعني فيه جوانب تتعلق بالاعتقاد. وفيه جوانب هذه تتعلق بالعمل وهذا مستفاد ايضا من قول الله جل وعلا وثمة كلمة ربك صدقا وعدلا لا مبدل قال اهل العلم سمت كلمة ربك صدقا كلمة الله الشرعية يعني ما انزله في كتابه او الى رسوله صلى الله عليه وسلم تمت كلمة ربك صدقا يعني في الاخبار وعدلا في الاحكام لا مبدل لكلماته. فاذا هذا في الاخبار وفي الاحكام لابد ان نعلم ما يريد الله جل وعلا منا شرعا واذا علمنا ذلك واجتهدنا فيه فاننا فيكون لنا بفضل من الله ونعمة هذا الفضل الذي جعله الله جل وعلا لاهل الاسلام لاهل الاسلام ام ظهير و هؤلاء الذين اتاهم الله جل وعلا الكتاب هم درجات لان الله جل وعلا قال ثم اورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات باذن الله ذلك هو الفضل الكبير جنات عدن يدخلونها. فقسم الله جل وعلا اهل الاسلام ثلاثة اقسام اسم ظالم لنفسه يعني عقيدته عقيدة صحيحة وعمله عمل باعد بينه وبين الكفر وادخله في الاسلام. ولكن هذا العبد ظالم لنفسه. ظلم نفسه بالمعصية. ظلم نفسه بان اطاع الشيطان قال واعرض عن امر الله يعني حمل نفسه ما لا تطيق. والنفس والنفس لا يسوغ ان يحملها صاحبها ما لا تطيق فاذا حملها ما لا تطيق فانه قد ظلمها ابشع الظلم. ومتى يظهر ذلك يظهر يوم القيامة فينقسم الناس الى فريقين فريق في الجنة وفريق في السعير. فاذا حصل ان ظهر اثر تلك المعاصي على العبد وتفريطه في اوامر الله جل وعلا. وانه عذب بها واوخذ بها ظهر ظلم العبد لنفسه. وانه حملها من عذابي ما لا يجوز له ان يختار ان يحمل نفسه تلك التكملة. ثم القسم الثاني قسم اهل اقتصاد يعني يأتون بالطاعات بالفرائض ويجتنبون المحرمات ويأتون ببعض النوافل ليس عندهم اقدام ليس عندهم مسابقة في الخيرات وهؤلاء من اقسام اهل الاسلام لانهم صحت عقائدهم وصح توحيدهم وايضا اتوا بالعمل الذي فرض الله جل وعلا عليهم طاعة وامتثالا في الاوامر وفي النواهي. ثم القسم الثالث السابقون بالخيرات وهؤلاء هم الذين يجتهدون في الاعمال التي هي بعد الفرائض يجتهدون فيها ويسابقون فيها وهذه الاقسام الثلاثة فضل الاسلام عليهم ليس مستويا. ففظل الاسلام على على الذين ظلموا انفسهم ليس مثل فضل الاسلام على السابقين. فاذا هم درجات عند الله. هم درجات عند الله وكل يناله من فضل الاسلام ما يناسب حاله وبمقدار اقباله في هذه الدنيا ذكر المؤلف رحمه الله تعالى واجزل مثوبته ورفع درجته ذكر ايات تبين ذلك الامر فذكر اول ما ذكر قول الله جل وعلا اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا وهذه الاية اختلف فيها اهل العلم من جهة ان اكمال الدين هل كان من جهة انه لم ينزل بعد ذلك حكم ختمت بهذه الاية تشريعات الاسلام؟ ام ان المقصود بقوله اليوم اكملت لكم دينكم؟ يعني لما اتموا الحج الى بيت الله الحرام لانه قد ثبت ان هذه الاية نزلت والنبي صلى الله عليه وسلم واقف بعرفة في يوم الجمعة وكانت تلك حدة الوداع. في قوله اليوم اكملت لكم دينكم اختلف اهل التفسير. فمن قائل انها يعنى بها اكمال التعائر اكمال الفرائض الظاهرة بالحج. وقال اخرون من اهل التفسير ان المراد بقوله اليوم اكملت لكم دينكم يعني الاحكام فكل ما كان في الدين من العقائد والاحكام فانه قد ما سبق قبل نزول هذه الاية فقال تعالى ورضيت لكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا. فباتمام هذا الدين ثمت النعمة والنعمة العظمى هي هي النعمة بالاسلام ولا كاي نعمة توهمها العبد نعمة عظمى فانها دون نعمة الاسلام. واذا فقرت هذه الحقيقة في النفوس اننا اذ هدانا الله جل وعلا للاسلام الصحيح وجعلنا متبعين له مستقيمين عليه ان هذا فوق كل شيء انعم الله جل وعلا به علينا عند ذلك نكون قد فهمنا معنى ديننا وفهمنا معنى امتنان الله جل وعلا علينا بهذا الدين. ثم قال ورضيت لكم الاسلام دينا. يعني اذ رضيته لكم دينا فارضوه انتم دينا لكم فلا تلتفتوا عنه لا تلتفتوا عن عقائده لا تلتفتوا من اخباره التي يجب ان ان تتلقوها بالتصدير ولا عن احكامه التي يجب ان تتلقوها بالامتثال ثم ذكر قول الله جل وعلا في سورة يونس قل يا ايها الناس ان كنتم في فك من ديني فلا اعبد الذين تعبدون من دون يعني ان كنتم انتم في شك من ديني وديني واضح ليس فيه شبهة وليس عليه وليس فيه شك وليس عليه ما يكون فيه نوع فراق اذا كنتم سككتم فانتم احق بالشك ان كنتم في شك من ديني فانا الذي وحدت الله جل وعلا والذي لم اتجه لمعبوداتكم الضعيفة التي لا تملك لنفسها نفعا ولا ضرا من الاصنام او الاوثان او الالهة على اختلاف انواعها فانكم انتم احسوا بالشك فانا اعبد الذي يتوفاكم. اعبد الذي يملك بركم ونفعكم. املك اعبد الذي يقبض ارواحكم اذا انتهت اجالكم. فمن الذي احق بالشر؟ الذي يعبد ما لا يسمع ولا يبصر. الذي يعبد الاموات الذي يعبد من دون الله جل وعلا الهة ام الذي لا تملك شيئا؟ ام الذي يعبد السميع البصير؟ الذي يعبد الذي يملك لنا الضر والنفع. من الذي احق اذا انتم احق بالشك. وهذا من فظل الله جل وعلا على عبده بعد فهمه للاسلام الصحيح واعتقاده لاعتقاد الحق انه لا يكون عنده شك فبقدر قوة العلم في النفس قوة العلم في القلب فانه تنفى بتلك القوة جميع الشكوك. ويكون المرء على بينة من دينه. وعلى قوة فيه. فمهما شكك المشككون فانه لا يلتفت اليهم بل يقيموا الحجة عليهم. وبقدر اسلامه وقوته وثباته عليه تصديقا في الاخبار واتباعا في الاوامر والاحكام بقدر ذلك يكون فظل الله جل وعلا عليه الثبات على الان وبرد الشبه والصكوك التي يثيرها اعداءه او يثيرها المشركون في كل زمان ومكان. ولهذا ان بعض العوام الذين لم يتعلموا تعلم الاخرين تجد عندهم من قوة اعتقادهم ومن عدم الشك والانفراد في عقيدتهم ما ليس عند بعض القراء والمثقفين. ذلك من فضل الاسلام الذي من فضل الله جل وعلا عليهم بان امتن عليهم بالاسلام الذي هو به جليت الشكوك وانار الله جل وعلا قلوبهم فلم يعد عندهم في الطريق لب ولم يعد عندهم في الطريق ظلما. بل مهما خالف المخالفون فهم بينة مهما اعترظ المعترضون فهم على بينة وهذا من ثمرات من ثمرات الاسلام الصحيحة كذلك قول الله جل وعلا يا ايها الذين امنوا اتقوا الله وامنوا برسوله. يعني يا ايها الذين امنوا خافوا الله جل وعلا واتقوه واجعلوا بينكم وبين عذابه وقاية وامنوا برسوله محمد صلى الله عليه وسلم الذي ارسله بدينه الخاتم بالاسلام فاذا انتم فعلتم ذلك اه انه جل وعلا يؤتكم طفلين من رحمته ويجعل لكم نورا تمحون به ويغفر لكم والله جل وعلا غفور رحيم. وهذا قال فيه بعض اهل العلم انها نزلت في اهل الكتاب. ولهذا فسرها جمع من المفسرين بقوله يا ايها الذين امنوا بموسى وعيسى اتقوا الله في ايمانكم بموسى وعيسى اتقوا الله وخافوا الله جل وعلا في ايمانكم بموسى وعيسى الذي كل منهما بشر بمحمد صلى الله عليه وسلم وامنوا برسوله الذي بشر به موسى وبشر به عيسى. فان انتم فعلتم ذلك يا اهل فان الله جل وعلا سيثيبكم على ذلك بما ذكرها هنا بقوله يوقف طفلين من رحمته الاية. وهذا كما ثبت في الصحيحين ان النبي من حديث ابي موسى الاشعري ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ثلاثة يؤتون اجرهم مرتين رجل من اهل الكتاب امن برسوله ثم امن بي طاقة الحديث وهذا يذكره اهل التفسير عند قوله تعالى في سورة القصص ويدرؤون بالحسنة السيئة في قوله ولقد وصلنا لهم القول لعلهم يتذكرون. الذين اتيناهم الكتاب من قبله هم به يؤمنون واذا يتلى عليهم قالوا امنا به انه الحق من ربنا انا كنا من قبله مسلمين. اولئك يؤتون اجرهم مرتين بما صبروا ويدرؤون بالحسنة السيئة ومما رزقناهم ينفقون. الايات فذكر ان صفة اهل الكتاب هم كذلك بعد ان امنوا انه جل وعلا يؤتيهم اجرين بما صبروا واتبعوا وامنوا. واذا كان هذا في اهل الكتاب فاه هذه الامة التي امنت بالنبي صلى الله عليه وسلم هي مستحقة لذلك لانها داخلة في عموم قوله يا ايها الذين امنوا اتقوا الله وامنوا برسوله يؤتكم اثنين من رحمته فكل من امن واتقى الله جل وعلا وامن برسوله فانه يناله هذا الثواب العظيم. ثم ذكر رحمه الله تعالى حديث ابن عمر رضي الله عنهما الذي رواه البخاري في صحيحه فقال وفي وفي الصحيح عن ابن عمر رضي الله عنهم ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال وقوله وفي الصحيح هذه كلمة يستعملها اهل العلم ويعنون بها اما صحيح البخاري واما صحيح مسلم لان كلا منهما يشترك في هذا الاسم في هذا الاسم الا وهو الصحيح. وها هنا قوله وفي الصحيح يعني صحيح ابي عبد الله محمد بن اسماعيل البخاري رحمه الله تعالى. فقد روى هذا الحديث في عدة مواضع وهذا السياق الذي ذكره الشيخ رحمه الله في كتاب الادارة ذكر هذا الثياب وهو قوله مثلكم ومثل اهل الكتابين كمثل رجل استأجر اجراء يعني باهل الكتابين اليهود والنصارى. وجاء في بعض الالفاظ مثلكم ومثل اهل الكتاب. وهذا يراد به الجن وفي بعضها مثلكم ومثل اهل التوراة والانجيل. وكل هذا بمعنى بمعنى واحد. كمثل رجل استأجر اجراء والمثل لا يقتضي التشابه من كل وجه وانما المثل يراد به الشبه من جهة الوجه الذي استدل به عليه واستشهد به عليه وهذا المثل مسوق لبيان التفاضل في الاجر التفاضل في الاجر مع التفاضل في العمل فالتفاضل في الاجر بين الزيادة وعدم الزيادة والتفاضل في العمل بين الكثرة وعدم الكثرة. فاليهود كانوا هم اكثر من عمل اكثر من تعب ومع ذلك نالوا اجرا اجر قيراط. وكذلك النصارى عملوا عملا اقل من اليهود ونالوا اجرهم النصارى افضل يعني من حيث الجملة افضل من اليهود. ثم اتت هذه الامة فنالوا بعمل من صلاة في العصر الى غروب الشمس قيراطين. وهذا هو الذي من اجله حقيقة الحديث وليس لاجل التشكيك المثل وليس لاجل التشبيه من كل وجه. كمثل رجل استأجر اجراء فقال من يعمل لي من غدوة الى نصف النهار الغدوة الصباح لكنه ليس هو الفجر لكن اول اول النهار يقال غدوة. وقد جاء في بعض الالفاظ من صلاة الفجر الى الى نفس النهار ومن الصباح الى الى نصف النهار. على قيراط وهذا اللفظ هنا على قيراط يقتضي ان ان معناه ان القيراط يوزع على الجميع ولكن هذا غير مراد لانه جاء مبينا في روايات اخر انه قال على قيراط قيراط وفي لغة العرب انها اذا ارادت يعني العرب ان تقسم شيئا على مجموعه فانها تكرره. يعني من يعمل بي من غدوة الى نفط النهار على قيراط قيراط يكون المعنى يعني كل من عمل فله فله قراءة. واما اذا قلت من يعمل لي على قيراط فقط وسكت فالوجه العربي يقتضي ان معنى كلامك ان القيراط يقسم على على من عمل وهذا غير مراد ها هنا بان الروايات الاخر افصحت بالمعنى. فالمعنى على قيراط قيراط يعني كل من عمل اخذ اخذ هذا. والقيراط تكلم فيه اهل العلم. والكلام فيه قد لا يكون محرما. يعني هل كان في زمن النبي صلى الله عليه وسلم او اتى بعده وهل القيراط كان محددا في وقته عليه الصلاة والسلام ام لا؟ خلاف بين اهل العلم لا طائل من ذكره في هذا المقام ثم قال فعمل في اليهود في ذلك الزمن ثم قال من يعمل لي من نصف النهار الى صلاة العصر الى صلاة العصر على قيراطه يعني لكل واحد منهم فعملت النصارى. وهذا بالنسبة للزمن هذا نصف زمن اليهود يعني اليهود من غدوة الى نصف النهار هذا نصف النهار. وما بين الظهر والعصر او نصف النهار الى صلاة العصر هذا تقريبا تقريبا الربع فعلى طراط فعملت النصارى ثم اتت هذه الامة بعد الامم فكانت اخر الامم وهي ها وهي في هذا التمثيل في اخر اليوم ثم قال من يعمل لي من صلاة العصر الى ان تغيب الشمس على قيراطين. هذا تفضل هذا تفضل. رجل استأجر هجرة فاتى وقال انت هل تعمل لي بفراق؟ فعملت ما ظلمه هذا عمل واستحق ما وضعه له ثم قال مرة اخرى من يعمل على قيراط فعمل ذلك فاستحق الاجر. ثم قال من يعمل على قيراطين قيراطين اجاب من استجاب وعملوا فكان لهم ذلك الفضل الذي هو ضعف اجور من؟ من سبق. هل في هذا ظلم هذا هذا محض فضل واولئك عوملوا بالعدل والفضل ايضا وهؤلاء زيد لهم في الفضل. قال عليه الصلاة والسلام فانتم هم يعني انتم اولئك الادراء الذين استأجروا من صلاة العصر الى الى ان تغيب الشمس. والبخاري رحمه الله تعالى ساق بعض الفاظ هذا الحديث في باب مواقيت الصلاة لان من ادرك ركعة قبل غروب الشمس فقد فقد ادرك الصلاة. يعني من ادرك ركعة قبل ان تغيب الشمس من صلاة العصر فقد ادرك قد ادرك الصلاة. وهذا منه رحمه الله تعالى فقهم بديع وعجيب ايضا لانه نظر الى هذا الحديث ان الله جل وعلا تفضل على هذه الامة بان جعل عملها في ربع النهار ومع ذلك استحقت الاجر كاملا ومضاعفة والركعة من من ركعات العصر هي هي ربعها فلما اتى بها في وقتها جعل الله جل وعلا له الاجر له الاجر كاملا فقد ادرك الصلاة وليس عليه وليس عليه اثم التأخير في الى هذا الوقت. يعني من ادرك ركعة قبل غروب الشمس من صلاة العصر فصلاها قبل ان تغيب الشمس فله اجر صلاته. كذلك من فروع هذا الذي ذكره واستنبطه الامام البخاري رحمه الله ان من ادرك ركعة مع الجماعة فقد ادرك فقد ادرك الجماعة يعني ادرك اجرها وهذا من فضل الله جل وعلا على عباده. كيف؟ انه يأتي ويدرك ركعة واحدة فتكتب له فيكتب له اجر صلاته مع الجماعة. وهذا تفضل من الله جل وعلا لا يستحقه العباد باعمالهم فهم مفرطون والله جل وعلا يضاعف لهم ويتكرم عليهم. وهذا محض امتنان من جل وعلا ان جعلهم في اخر الزمن يعني بعد بعثة النبي صلى الله عليه وسلم ثم من عليهم بهدايتهم الى الى صراطه المستقيم والايمان بنبيهم صلى الله عليه وسلم ثم هداهم ووفقهم للعمل الصالح وطرد عنهم وباعد بينهم وبين معوقات الاعمال الصالحة ثم بعد ذلك ويضاعف لهم الاجر ويضاعف لهم المثوبة. وهذا مما يذل له قلب المؤمن ذلا بينا واضحا ويعلم ان فضل الله جل وعلا عليه عظيم عظيم لا لا يمكن له اي وصفيه جل وعلا تقرأ هذه النعم. قال فغضبت اليهود والنصارى. فغضبت اليهود والنصارى. وقالوا ما لنا اكثر عملا واقل عطاء او اقل اجرا. والرواية في كتاب الادارة ما وقفت عليه من مصحف البخاري. واقل عطاء يعني اننا عملنا كثيرا ولكن اجرنا قليل لم؟ وهؤلاء عملوا اقل من عملنا ومع ذلك نالوا اكثر قال عليه الصلاة قال عليه الصلاة والسلام مخبرا عن قول الله جل وعلا او عن قول ذلك الذي استأجر البدراء قال هل ظلمتكم من اجوركم شيئا؟ انا ظلمتكم؟ قالوا لا اذا هم يريدون ان ان يكون هناك تواسي ان يكون هناك تسوية في الاجر تسوية في العطاء ولذلك قالوا ما لنا اكثر عملا واقل واقل عطاء قال هل ظلمتكم؟ او هل نقصتكم من اجوركم شيئا يعني انتم عملتم عملا ولكم اجر عليه. هل نقصتكم من ذلك الاجر شيئا؟ قالوا لا قال ذلك فضلي اوتيه من اساء اذا هل تحذرون فضل هذا يملك ما يملك يعني ذلك الرجل الذي تاجر الاجراء فاعطى العامل هذا قيراط واعطى العامل الاخر قيراط والعامل الثالث قيراطين وهذا من التوهم الخاطئ في ان في ان التسوية في العطاءات انها عدل هذا غلط لان العدل هو اعطاء كل ذي حق حقه. فمن نقص ذا حقه فقد وقد ظلمه ومن اعطاه حقه فقد فقد عامله بالعدل ثم بعد ذلك يأتي الفظل يأتي الفظل والله جل وعلا يعامل عباده بالعدل وبالفضل سبحانه من رب الحكيم. ثم ساق الخبر او الحديث الذي بعده وهو حديث ابي هريرة فقال وفيه ايضا عن ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اضل الله عن يوم الجمعة من كان قبلنا. الحديث قوله هنا وفي الصحيح او وفيه ايضا يعني في الصحيح وهذا من الارجاع على الارجاع بالظمير على الظاحك. يعني كانه قال وفي الصحيح وفيه ايظا اناس قال وفي الصحيح عن ابن عمر رضي الله عنهما. وهنا قال وفي وفيه ايضا عن ابي هريرة رضي الله عنهما يعني وفي الصحيح فهو يريد اللفظ يريد اللفظ وهذا الحديث هو مما اخرجه مسلم رحمه الله تعالى في صحيحه عن ابي هريرة رضي الله عنه وحذيفة ايظا رظي الله عنه ساق الحديث بقريب من هذا اللفظ فيما وقفت عليه. وانا ما رأيته في البخاري وانما رأيت في مسلم وله طرق كثيرة في البخاري وفي مسلم بمعناه سيكون اذا اصله هذا واما فيكون هذا اللفظ في مسلم واما اصله ومعناه فهو متفق عليها من الفاظه ما جاء في صحيفة همام المنبه اليماني عن ابي هريرة رضي الله عنه الصحيفة الصادقة المذكورة التي يرويها عبد الرزاق بن همام عن معمر ابن راشد عن همام ابن منبه عن ابي هريرة رضي الله عنه اول حديث في تلك الصحيفة الصحيحة ان الرسول صلى الله عليه وسلم قال نحن الاخرون السابقون يوم القيامة بيد انهم اوتوا الكتاب من قبلنا فلنا يوم الجمعة ولكنها يوم القيامة تكون اول الامم فهي اول الامم تستريح من هول موقف اول الامم تحاصر اول الامم توزن اعمالها اول الامم تجوز على الصراط. اول الامم تشرب من من الحوض يعني قبل الجوز على الصراط اول الامم تدخل الجنة لانهم تبعوا لنبيهم عليه الصلاة والسلام وهو اول من يفعل ذلك يعني اول من يجوز اقتراب واول من يدخل الجنة. فرض على اهل الكتاب يوم يتخذونه عيدا وابهم عليهم فاجتهدوا فيه وما اهتدوا اليه اختار اليهود يوم السبت. وضلوا عن يوم الجمعة. وفرض على النصارى كما جاء في بعض الفاضل. فاختاروا واجتهدوا اجتهدوا واختاروا يوم يوم الاحد ثم اتى الله جل وعلا بهذه الامة وفرض عليهم يوم الجمعة بالتعيين ولم يكلهم الى الى اجتهادنا اهل العلم اليهود اجمع على اتخاذ يوم السبت عيدا والنصارى اجمعت على اتخاذ يوم الاحد عيدا وهذا يدل على ان اجماعهم يخطئون الا ان اجماعهم يكون على على غلط. واما هذه الامة فان الله اكرمها بانها لا تجتمع على على ظلالة وهذا قد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم من اوجه الضعاف لكن يشد بعضها بعضا وتكون يكون بمجموعها الحديث صحيح وهو قوله عليه الصلاة والسلام لا تجتمعوا امتي على ضلالة وفي هذا تخصيص لهذه بهذه الامة. تفضل الله على هذه الامة بان هداها. قال فجاء بنا وهدانا. يعني وفقت هذه الامة وهدي بهذا اليوم بعينه وهذا اليوم هو اليوم الذي خلق فيه ادم وهو اليوم الذي فيه من الفضائل وما فيه فهدى الله جل وعلا هذه الامة في ذلك اليوم. فاذا هم في الاعياد اولا فهم في الاعياد اليوم الذي يحبه الله جل وعلا اتوا به اولا وهو يوم الجمعة هم اليهود بعدهم ثم النصارى ثم النصارى بعدهم ثم قال فنحن السابقون فنحن الاخرون في الدنيا السابقون يوم يوم القيامة وهذا فيه من الفضل ما فيه بعد هذا نعود الى اصل ايراد هذه الايات والاحاديث وهو ان الاسلام له فضل على اهله وان الله جل وعلا له المنة على كل من دان بدين الاسلام. يمنون عليك ان اسلموا ولاة علي اسلامكم بل الله يمن عليكم ان هداكم للايمان ان كنتم صادقين. فمن عرف وعلم هذا الفضل العظيم للاسلام في الدنيا وفي الاخرة فانه يظهر له ظهورا جليا المنة من الله جل وعلا عليه ان جعله مسلما موحدا عالما بدينه عالما بعقيدته وثابتا عليها. فمن توفاه الله على الاسلام الصحيح غير ولا مبدل فيا فوزه ويا فلاح ونأتي لبقية الباب ان شاء الله في المرة في الدرس القادم باذن الله باذنه تعالى وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه هذا يقول يقول تفضلت بقولك ان فظل الاسلام يختلف باختلاف احوال الناس. فهل يمكن ذكر مثال لذلك نعم المسلمون درجات. ولكل مسلم من الفضل ما ليس ما ليس للاخر فمن المعلوم ان الله جل وعلا وعد المؤمنين بقوله ويغفر لكم والله غفور رحيم. وهذه المغفرة هذه المغفرة لمن تاب مؤكدا قبل الممات. اما من مات على العصيان فهو تحت فمنهم من يغفر الاخوة منهم من لا يغفر له. كذلك الناس يختلفون من حيث من حيث جوازهم يوم القيامة على الصراط فهل يستوون؟ لا يستوون. فبعضهم يمر كالبر. لمسة وقد داب وسلم من من الخوف من الوقوع في في جهنم والعياذ بالله وبعضهم يمر يكبو يحبو يكبو تارة ويتعلق تارة فذلك الاول فظله فضل الله جل وعلا عليه وفضل الاسلام عليه غير غير هذا الاخر فلكل فضل فكل مسلم للاسلام عليه فضل حتى افتق الفاسقين ما دام انه موحد وعقيدته صالحة واتى من العمل بما يدخله في الاسلام فانه ينجو من النار وهذا من فضل الاسلام من فضل الاسلام عليك يقول ويجعل لكم نورا تمشون به. هل هذا النور في الدنيا او في الاخرة؟ ام في الاثنين؟ الجواب ان النور الذي يؤتاه المؤمن من هو في الدنيا و وفي الاخرة فالمؤمن في الدنيا له نور بحسبه. وهذا النور قد احسه من احسه. نور يقلبه الله جل وعلا في القلوب به تحرق الشهوات التي تعرض على القلوب. فكلما قوي توحيد العبد لربه واسلامه كلما قوي ذلك النور واحرق الشبهات اذا عرضت واحرق الشهوات اذا اذا اقبلت. واذا ضعف ذلك النور بضعف الاستجابة للاسلام يضعف تقبل القلب بالشبهات والشهوات. فربما اقبلت الشبهة وربما اقبلت الشهوة فانس لها. كذلك في الاخرة العباد كون النور ومعلوم لديكم كما سبق ايظا ان يوم القيامة الناس يعطون تعطون نورا كما قال جل وعلا في سورة الحديد عن المنافقين انهم خاطبوا المؤمنين بقولهم انظرونا نقتدر من نوركم يعني جعلونا نمشي به ولو بجانبكم نأخذ من هذا النوع. قيل ارجعوا وراءكم فالتمسوا نورا. تريدون نورا؟ ارجعوا فضرب بينهم بسور له باب كما هو معلوم مما يخطر في ذلك في ذلك اليوم. اذا هذا النور في الدنيا وفي وفي الاخرة هنا في قوله يقول هلا فسرتم قوله تعالى فان كنت في شك مما انزلنا اليه فاسأل الذين يقرأون الكتاب من قبلي الاية هذه الاية من سورة يونس اختلف المفسرون فيها ومن احسن ما قيل فيها ان النبي صلى الله عليه وسلم وان كان لا يرفع الاثنان لكنه من احسن ما قيل انها لما نزلت هذه الاية قال لم تفك ولم ولن افهم وقال بعض المفكرين هذه الاية على التراحي يعني فاسأل الذين يقرأون الكتاب من قبلك ليس اجابة سؤال هنا او الامر بالسؤال على الفور وانما هو وانما هو على التراخي. يعني اذا وهذه الاية مكفية يعني اذا لقيت اهل الكتاب فاسألهم فاسألهم عن ذلك ليصدقوا الخبر فيكون حجة على اولئك المشركين الذين فعلوا ما قالوا عارضوا بما عاربوا. لكن من احسن ما قيل فيها انه قال لم اثب ولم ولم اسأل او انها على التراحم يعني اذا لقيتهم تسألهم اما الشك هنا فليس بحافظ فان كنت في شك مما انزلنا اليه ليس بحاصل من النبي صلى الله عليه وسلم انه شك بامر من الامور لكن هذا يعرض اتمام الطمأنينة بالامر كما قال ابراهيم عليه السلام رب ارني كيف تحيي الموتى؟ قال اولم تؤمن؟ قال بلى. ولهذا قال عليه الصلاة والسلام نحن اولى بالبس من من ابراهيم نحن اولى بالشك من ابراهيم. قال اهل العلم معناه لو شك ابراهيم فنحن اولى بالشك منه. لكن ابراهيم عليه السلام لم يشك وانما اراد ان ينتقل من يقين الى الى يقين. اراد ان ينتقل من علم اليقين الى الى عين اليقين والى حق اليقين. كما هو معلوم في مراحل اليقين وعلى خير لا الابيظ هذا ليس من من اثر النوم هذا صفة للوجه ووجه ذاته كما قال تعالى وجوه يومئذ مسفرة وجهه ضاحكة