المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد بن ابراهيم بن عبداللطيف ال الشيخ. شروحات كتب الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله شرح فضل الاسلام. الدرس الثالث قال المؤلف رحمه الله تعالى باب تفسير الاسلام لقول الله تعالى فان حاجوك فقل اسلمت وجهي لله. الاية. وفي الصحيح عن عمر فان حاجوك فيقول اسلمت وجهي لله ومن اتبعني الاية وفي الصحيح عن عمر رضي الله تعالى عنه انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الاسلام ان تشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله وتقيم الصلاة وتؤتي وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت ان استطعت اليه سبيلا. وفيه عن ابي هريرة رضي الله تعالى عنه المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده. لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان نبينا محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله وصحبه ومن اهتدى بهداه الى يوم الدين. اما بعد فهذا باب تفسير الاسلام وذكر فيه الشيخ رحمه الله تعالى اية عددا من الاحاديث تفسر الاسلام. ولا شك ان تفسير الاسلام انما يجب ان يؤخذ من الكتاب والسنة. لان القاعدة المقررة هي ان الالفاظ التي جاءت بها الشريعة فانه لا يجوز لاحد ان يفسرها او ان يجعل لها حدودا او ان يجعل لها تعاريف ما لم يدل على تلك على تلك التعاريب او الحدود او التفسيرات الكتاب والسنة لان تلك الالفاظ اتى بها الشرع الذي يفسرها هو الشرع. يعني يفسرها الله جل وعلا بما جاء في كتابه او يفسرها النبي صلى الله عليه وسلم بما ذكر من سنته وهذا عام من تفسير الاسلام تفسير الايمان وتفسير الاحسان و غير ذلك من الالفاظ التي جاءت في الشرع. وهذا يسميه بعض علماء اللغة يسمون هذه الاسماء الاسباب الاسلامية. يعني الكلمات التي جاءت بعد الاسلام وصار لها معنى خاص. لكن لا شك ان هناك ارتباطا بين معناها في اللغة ومعناها بالشرب ولكن لا يعني ان معناها في اللغة هو معناها في الشرع. ولهذا لا يسوغ تفسير الاسلام بما دل عليه في اللغة فقط كما انه لا يسوغ تفسير الايمان بما دل عليه في اللغة فقط كذلك الاحسان وغير ذلك من الالفاظ لكن اللغة تدل على المعنى او تدل على بعض المعنى يعني ان هناك الفاظا اتى بها الشرع ولم ينقلها من المعنى اللغوي الى معنى شرعي بل هو معناه في اللغة هو معناه وهناك الفاظ اخر اتى الشرع بنقلها الى معنى اخص من ذلك الاسلام من ذلك الايمان من ذلك الاحسان من ذلك الصلاة الزكاة الصوم ونحو ذلك. من الالفاظ. وذكر الشيخ رحمه الله تحت هذا الباب وهو قوله باب تفسير الاسلام ما يفسر به الاسلام ونبه بايراده هذه هذه الاية والاحاديث بعدها ان الاسلام يفسر بالكتاب والسنة. فالاية الحديث فسرت الاسلام وكذلك حديث عمر فسر الاسلام وكذلك حديث ابي هريرة فسر الاسلام فاذا لنا لنا في هذه او مع هذه الادلة نظر وتدبر فيما ذكره اهل العلم من معناها ثم بعد ذلك يتبين لنا معنى الاسلام. في قول الله تعالى في سورة ال عمران فان حاجوك فقل اسلمت وجهي لله ومن اتبعه. فان حاجوك يعني النصارى فصار نجران الذين اتوا الى النبي صلى الله عليه وسلم اتوه في المدينة وحاجوه في عيسى غير ذلك مما حاجوه فيه. قال تعالى لنبيه فان حاجوك فقل اسلمت وجهي لله ومن اتبع وذكر هذا بعد قوله في الاية التي قبلها ان الدين عند الله الاسلام. وقبلها قوله تعالى شهد الله انه لا لا اله الا هو والملائكة واولو العلم قائما بالقسط لا اله الا هو العزيز الحكيم. فقوله هنا في هذه الاية فان حاجوك قل اسلمت وجهي لله. اسلمت وجهي لله. الوجه هنا قال اهل العلم انما ذكر الوجه مع ان المسلم يسلم وجهه ويسلم جوارحه ويسلم قلبه لله تعالى لكن الوجه اشرف اجزاء الجسم واشرف اركاني الزاد. فاذا اطلق الوجه لحقه غيره من باب الاولى. لانه اذا اقيم من الوجه فتتبعه سائر الجوارح. قال تعالى فقل اسلمت وجهي لله. يعني هذا العضو الذي واشرف الاعضاء الظاهرة ابن ادم قال تعالى لنبيه فقل اسلمت وجهي لله. معنى ذلك اسلمت وجهي واسلمت قلبي واسلمت بجوارحي واسلمت ايراداتي وام اسلمت هوايا لله جل وعلا. وهذا هو معنى الاسلام. اسلمت وجهي يعني اسلاما اسلم اسلاما. فهذا هو معنى الاسلام الذي هو الانقياد. اسلم وجهه يعني قال بوجهه انقاد بقلبه انقاد بجوارحه انقاد بهواه انقاد برغباته لله جل وعلا اسلمت وجهي لله قال تعالى ومن اتبعني يعني قل ايضا من اتبعني من اتبع النبي صلى الله عليه وسلم بل من اتبع الانبياء جميعا فانهم هم جميعا واتباعهم اسلموا وجوههم لله اسلموا قلوبهم لله يعني انقادوا لله ذلوا وخضعوا لله جل وعلا وكانوا منقادين على وصف ما يريده منهم من انقادوا له ومن انقادوا من اجله. قال تعالى فقل اسلمت وجهي لله. وهذه هي الحجة البالغة التي تقطع النزاع بين المسلمين وبين غيرهم وبين اهل الاسلام الخاص وبين غيرهم انهم مسلمون وجوههم لله الاسلامية الكامل اسلمت وجهي لله. والوجه فهمنا منه انه يراد منه جميع اعضاء البدن بل جميع ما يتعلق بالبدن الوجه والقلب والجوارح والعقل وغير ذلك والهوى والارادة كلها تدخل في ذلك. وهذا كما قال جل وعلا فيه غير ما اية مبينا حقيقة الاسلام وان الاسلام يتضمن اسلام الوجه لله. قال تعالى بلى من اسلم وجهه لله. فلا من اسلم وجهه لله وهناك اية سورة النساء كذلك وفي غير ما اية. اسلام الوجه لله مقصود ولهذا كتب بعض العلماء في اسلام الوجه واسلام الوجه كما ذكرت لك المقصود منه اسلام الجميع جميع ما يتعلق بالانسان جميع ما يتعلق قلبا وقالبا وجوارح وعقل وارادة وهوى ورغبة يسلمها هذا هو حقيقة الاسلام. وهذا هو حق الله جل وعلا على عبادة لان الله جل وعلا خلق الخلق واراد منهم ان يعبدوه وحده لا شريك له اراد منهم ان يسلموا وجوههم له اراد منهم ان يسلموا وان يدخلوا في السلم كافة. ومعنى هذا ان لا يكون شيء منهم خارجا عن عن الاسلام لله يعني خارجا عن الانقياد له. خارجا عن الذل له. خارجا عن الخضوع له. فان الذل له وعلا والخضوع له والانقياد له هو محض حقه جل وعلا. وهذا هو معنى العبودية له جل وعلا. فاذا اخلص العبد في ذلك يعني جعل ذلك الذل والخضوع والانقياد له وحده دون ما سواه فانه اتى بالاسلام يعني اسلم وجهه لله تبارك وتعالى. لكن هذا يحتاج الى ظاهر يدل عليه. ولهذا جاء في الحديث الثاني حديث عمر ما يبين ذلك الظاهر. فالاية دلت على عموم الاستسلام عموم الانقياد عموم الخضوع والذل والرغبة اليه جل وعلا والامتثال لما امر به. والحديث اتى بالامور الظاهرة. فقال عليه الصلاة والسلام جبريل الاسلام ان تشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت ان استطعت اليه سبيلا. هذا هو الاسلام بمعناه بمعنى ما دل عليه ظاهرا. يعني ان الاية دلت على ان الانقياد لابد منه. وذلك الانقياد نوعان نوع في القلب وهو عمل القلب وهو عمل القلب ونوع على الجوارح وهو ما دلت عليه الاحاديث الوفر ومنها حديث عمر هذا عمل القلب الذي هو الانقياد له جل وعلا. يعني الانقياد له قلبا. الرضا بما جاء من عند الله. الرضا بحكم الله الرضا بحكم رسول الله صلى الله عليه وسلم الرضا بما احل الله الرضا بما حرم الله هذا كله اذا كان في القلب وانقاد لذلك رضا بهذه الامور اعتقادا بها هذا معنى انقياد القلب. وهذا يفسر لك يفسر الصلة بين الاسلام والايمان كما سيأتي ايضاحها بعد شرح الحديث اما الحديث فجاء بالاركان الظاهرة شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله اقام الصلاة ايتاء الزكاة صوم رمضان حج البيت لمن استطاع اليه سبيلا. هذه الاركان الخمسة هي اركان الاسلام. بل النبي صلى الله عليه وسلم فسر الاسلام بها. فقال الاسلام ان تشهده. وهذا معناه ان هي الاسلام ان هذه هي الاسلام يعني كأنه حصر الاسلام في في هذه الانواع وهذا المراد صحيح. لان هذه الاركان الخمسة هذه لا يخلو احد من وجوبها عليه. فهي واجبة على كل حال. وهي كلها من ثمرات انقياد وهي كلها دليل على على انقياد الظاهر. هي دليل على الانقياد الظاهر فمن اتى بهذه ظاهرا فثبت له اسم الاسلام. فان انقاد باطنا يعني عمل قلبه كان في هذا فانه يكون مسلما صحيح الاسلام يعني ليس بمنافق فان المنافقين يظهرون الاسلام يعني يظهرون الخمسة ولكنهم لم ينقادوا من بعض. ولهذا هم منافقين. نافقوا اغبروا شيئا واخفوا شيئا اخر فهذه الاركان الخمسة يقول شيخ الاسلام ابن تيمية وغيره من الائمة انها ذكرت لانها يعني هذه الخمسة بخصوصها مع ان هناك فرائض اخر وواجبات اخر لكنها ذكرت بخصوصها لان واجبة على كل احد وهي تحدث الانقياد الكامل والاسلام لله جل وعلا. اما غيرها من الواجبات فقد تجب لمصالح اما مصلحة العبد لنفسه واما مصلحة الغير من العبد يعني العلاقات مع الاخرين واما مصلحة العامة واما ان يكون واجب وجب لعرض بشيء عرض ليس بوجوب اصلي ونحو ذلك. وهذا صحيح وبهذا تعلم ان هناك من قال من اهل العلم قولا يخالف هذا ولكنه ليس هذا قالوا انه خص هذه الخمسة بالذكر لانها متنوعة فالشهادتان فالشهادتان فيهما اظهار الاسلام فيهما اظهار التوحيد. الصلاة عبادة الصلاة يرحمك الله الصلاة عبادة بدنية ظاهرة الصيام عبادة بدنية باطنة الزكاة عبادة مالية الحد عبادة تجمع بين البدن والمال فقالوا خصها بالذكر لاجل هذا وجعلها قواعد الاسلام لانها هي اموره العظام لانها رأس العبادات البدنية الظاهرة الصوم رأس العبادات البدنية التي تكون يعني الامتثال لها تماما في الخفاء في الصوم. رأس العبادات المالية الزكاة. رأس العبادات التي تجمع بين المال والبدن الحج. قالوا لهذا ذكر النبي صلى الله عليه وسلم هذه الخمسة. ولكن كلام شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله اظهر في المراد لان هذا التفريط وان كان وجيها لكنه ليس يستقيم مع قول النبي صلى الله عليه وسلم الاسلام ان تشهد. الاسلام هو شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله ان كان كلامهم يستقيم مع ما جاء في حديث ابن عمر وغيره من قوله عليه الصلاة والسلام بني الاسلام على خمس وساقعة. الاول من هذه شهادة اشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله. وهي الفاصلة بين الاسلام والكفر اذ معنى الشهادة بان لان لا اله الا الله معناها لا معبود حق الا الله جل وعلا. لا معبود حق الا هو تبارك وتعالى. وان كل معبود يعني كل من خضع له خضوع العبادة وذل له ذل العبادة ورجي رجاء العبادة وخيف منه حوض السر ونحو ذلك فانما توجه اليه بهذه الانواع بغي بالبغي وبالظلم والعدوان. وانما يستحق الذل والخضوع والخشية رغبة والانابة انما يستحقها الله جل وعلا وحده دون ما سواه. فالله جل وعلا هو المعبود الحق. لا معبود بحق من سواه كما انه لا رب غيره جل وعلا. فلا يتوجه العباد بنوع من انواع العبادات الاله جل وعلا. وهذا شعار لا اللي هو الاخلاص الا لله الدين الخالص. فاعبد الله مخلصا له الدين وما امروا الا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء وان محمدا رسول الله هذه قرينة الشهادة بالا اله الا الله. شهادة بان محمد هو مرسل من عند الله ومقتضى ذلك ان يطاع فيما امر واي ان يصدق عليه الصلاة والسلام فيما اخبر امر من امره الا ويطيعه العبد يطيعه طاعة قلبية فان امتثل بالقلب و اضاع بالجوارح كان ذلك كمالا كان ذلك هو الواجب عليه فان اطاع بالقلب ولم يطع بالجوارح كان ذلك معصية كذلك تصديقه فيما اخبر لا يشك في شيء مما اخبر به النبي صلى الله عليه وسلم. كذلك الانقياد له في شرعه الانقياد العام في شرعه بالاوامر والنواهي والاحكام ثم اخرها مقتضى الشهادة بان محمدا رسول الله الا يتعبد احد بنوع من العبادات الا بما شرعه رسول الله صلى الله عليه وسلم. رأيت اذا ان هذه الشهادة بان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله جمعت لك الاسلام كله. جمعت لك ظواهر الاسلام جمعت لك ما يجب على المسلم ان يعتقده وان يعمل به. ثم اتت الاركان الاخر الاربعة الاركان العملية وهي كالمكملة او المقتضى للشهادتين. فالصلاة والزكاة والصيام والحج هي من ثمرات ذلك الانقياد الباطن وذلك وتلك الشهادة الظاهرة بان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله. فاقام الصلاة فرض وايتاء زكاة فرض والصوم فرض والحج فرض وهناك فروق اخر من فروض الاسلام كما سيأتي ان شاء الله في الاحاديث الاخرى نخلص من هذا الى ان في الاية والحديث فسر الاسلام تفسيرين في الاية اسلام الوجه لله ومعناه الانقياد له والذل والخضوع له. اسلم يعني تسلم ان قال كهيئة المستسلم لغيره. مثلا هدد رجل الرجل محمد صلى الله عليه وسلم. لو هدد رجل الرجل فان فانه اذا وجهه يتوجه بما يريده المهدد لان المهدد سيكون مستسلما له اينما قاده سينقاد. وهذا هو حقيقة الاسلام ان يكون المرء مع ربه جل وعلا كهيئة المستسلم او ان يكون مستسلما حقيقة اينما وجه توجه. يعني يلغي اختياره امام اختياره لله جل وعلا كما قال تعالى وما كان لمؤمن ولا مؤمنة اذا قضى الله ورسوله امرا ان يكون لهم الخيرة منها امرهم يلغي الاختيار هذا معنى الانقياد وهذا دلت عليه الاية انقياد باطن وانقياد باطل ثم بين في الحديث ان هذه الامور هي الاسلام. يعني هي معالمه العظام هي المطلوبة من كل احد. فليس يعذر احد في ترك السلام. وليس يعذر احد في ترك الزكاة اذا وجبت عليه بتوفر شروطها في حق المرء لا يعذر بترك الصيام لا يعذر بترك الحج الا اذا كان هناك اعذار شرعية اجاز الشرع ترك بعظ العبادات من معها او من اجلها اذا تبين لك ذلك فالقلب او الاسلام ليس هو العمل الظاهر فقط بل الاسلام عمل ظاهر يتبعه عقيدة القلب وهو ما سميته لك بعمل القلب لابد من عمل القلب في حقيقة الاسلام. يعني في نفس معنى كلمة الاسلام. فليس الاسلام شيء ظاهرا فقط القلب بعيد عنه؟ لا انما انقياد القلب هذا من من الاسلام. لكن الانقياد باي شيء من الانقياد بالعمل. جاء في المسند في حديث انس رضي الله باسناد فيه نظر ان النبي صلى الله عليه وسلم قال الاسلام علانية والايمان في القلب الاسلام على هو الايمان في القلب؟ علانية يعني يظهر بما يعلنه المرء فاذا اعلن الاسلام ظهر اسلامه لكن هل هو هذا الاسلام النافع له الذي ولهذا قال اهل العلم ان الاسلام لابد للانتفاع به ان يكون معه اصل الايمان ان يكون معه اصل الايمان فلا ينتفع احد بالاسلام حتى يكون معه اصل الايمان ما معنى اصل الايمان؟ معناه علم القلب قد ذكرت لك قبل عمل القلب في تفسير مسمى الاسلام. فعمل القلب هذا من الاسلام. يعني ليس كل مال القلوب لكن بعض اعمال القلوب هذه من مسمى الاسلام. اما لصحة الاسلام فانه لابد من وجود العقيدة لابد من وجود الايمان الذي هو علم القلب. الذي هو علم القلب. ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم لجبريل لما سأله عن الايمان قال الايمان ان تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله وبالقدر خيره وشره من الله تعالى. وهذه امور ليست بظاهرة. وهذه يصح ان تسمى العلم. علم القلب. فالعبد لا تحو اسلامه حتى يكون عالما بان الله جل وعلا واحد في ربوبيته والوهيته واسمائه وصفاته وان اولئك حق وان الرسل حق وان الكتب التي انزلها الله جل وعلا حق ويؤمن بذلك كله وبالقدر خيره وشره وباليوم الاخر لا القريب في شيء من ذلك. لهذا قال الله جل وعلا انما المؤمنون الذين امنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا. هذا اصل من اصول الايمان. لا يصح الاسلام الا مع وجود هذه القاعدة. قاعدة الايمان فانه لا اسلام بدون اصل الايمان. كما انه لا ايمان بدون اصل الاسلام. فصار الامر ان هناك تلازما بين الاسلام وبين الايمان. لكن فيما ذكرته لك تفسير للاسلام لماذا دلت عليه الاية والحديث وبما نفسره ان شاء الله فيما نستقبل من شرح الاحاديث الباقية. واما الايمان فهو غير الاسلام وان كان يشترك معه في بعض الاشياء لكن فسر اهل العلم الاسلام بقولهم الاسلام هو الاستسلام لله بالتوحيد يعني جمعوا الادلة في ذلك قالوا الاسلام هو الاستسلام لله بالتوحيد والانقياد له طاعة والبراءة من الشرك واهله. وفسروا الايمان قالوا الايمان هو قول باللسان واعتقاد وعمل بالاركان يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية. هذا ما دلت عليه الاحاديث فهذه فهذه التعاريف هذه من الادلة قوله هنا في الاسلام الاستسلام لله بالتوحيد هذا ما دل عليه ايه؟ دلت عليه الاية ودلت عليه شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله. الانقياد له بالطاعة تأتي الاركان الاخر. البراءة من الشرك واهله نص عليها لانها من معنى الاسلام لانها هي معنى الكفر بالطاغوت الذي قال الله جل وعلا فيه. فمن يؤمن فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها يعني بالعروة الوسطى الاسلام او شهادة ان لا اله الا الله او نحو ذلك من التفاسير التي يجمع معنى واحد اذا فالاسلام شيء والايمان شيء اخر. ولكن بينهما التقاء. ولهذا قال اهل العلم كل مسلم قال اهل العلم كل مؤمن مسلم وليس كل مسلم مؤمنا قد يكون مسلم ليس مؤمنا. اي اي ايمان هذا؟ ليس هو الايمان الذي هو شرط لصحة الاسلام انما هو الايمان الخاص انما هو الايمان الخاص ولهذا يتوارد اسم الاسلام والايمان. فيقال الاسلام ويقال الايمان ويراد بلفظ الايمان الاسلام ويراد بلفظ الاسلام الايمان وهذا وهذا كثير لكن هناك ايضا مواضع فرقت بين الاسلام وبين بين الايمان. ولهذا قال المحققون من اهل العلم هذان اللفظان الاسلام والايمان من الالفاظ التي اذا اجتمعت تفرقت واذا تفرقت اجتمعت يعني اذا ذكر الاسلام وحده فمعنى الاسلام هو الايمان. اذا ذكر الايمان وحده فمعنى من هو؟ هو الاسلام. كما قال عليه الصلاة والسلام الحديث الموئي في الصحيحين الايمان بضع وستون او وسبعون شعبة على الشك. بضع وستون او بضع وسبعون شعبة. اعلاها قول لا اله الا الله وادناها اماطة الاذى عن الطريق لاحظ اعلاها عمل ظاهر وادناها عمل ظاهر والاعمال الظاهرة هي من من اما الاسلام ولهذا لقوله الايمان بضع وسبعون شعبة يعني به الايمان الذي هو يشمل الاسلام يعني الايمان الذي هو بمعنى اسلام ولهذا اذا اطلق الاسلام وحده بينما يراد به الاسلام والايمان. واذا اطلق الايمان وحده فانما يراد به الاسلام والايمان. واما اذا اجتمعا يعني في مكان واحد في سياق واحد فانهما يتفرقان من من جهة المعنى فيكون الاسلام له معنى والايمان له معنى اخر. كما قال جل وعلا في سورة قالت الاعراب امنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا اسلمنا. ولما يدخل الايمان في قلوبكم لما يعني لم يدخل الى الان وربما يدخل في المستقبل. ففرق في هذه الاية بين الاسلام والايمان فاثبت لهم اسلام ونفى عنهم الايمان. فاي ايمان هذا الذي نفاه عنهم؟ هو الايمان الذي هو اعلى درجة من من والا فان اسلامهم لا يكون الا الا بايمان. ومن هذا ايضا قوله تعالى فاخرجنا من كان فيها من المؤمنين فما وجدنا فيها غير بيت من المسلمين. هنا الايمان المنفي هنا والاسلام مهبط هذا يختلف عن هذا فالايمان مفسر بانه الاعمال الباطنة والاسلام يفسر بانه الظاهر. ولما هنا خص فهذا بالذكر هذا بحث اخر يعني هل معنى ذلك ان ابراهيم او قوم لوط انه لم يكن لم يكونوا ان يعني من تبع الوطن انه لم يكن مؤمنا بل هو مسلم فليس هذا معناه والبحث له موقع اخر. المقصود من هذا ان الاسلام يذكر ويراد به الايمان. كذلك لفظ مسلم ومؤمن. اذا توارد يعني ورد في نص واحد تفرق بين هذا وهذا. كما في قوله تعالى ان المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات. فالمسلم غير المؤمن والمسلمة غير المؤمنة. وهذا ظاهر. واصل هذا راجع الى عمل القلب الاسلام وراجع الى علم القلب في في الايمان. ولهذا يصدق على ما ذكرت القاعدة وهو ان كل صلاح انما هو بعلم القلب وبعمله. كل صلاة انما هو بعلم القلب وبعمل القلب. وما سوى ذلك انما هي فروع من هذا الاصل. ولا غرو ان كان ذلك كذلك فان النبي صلى الله عليه وسلم يقول الا وان في الجسد مضغة اذا صلحت صلح الجسد كله واذا فسدت فسد الجسد كله الا وهي القلب ولهذا ترى من الناس من يكون خاشعا ظاهرا لكن قلبه ليس بخاشع. وهذا ليس بمحمود. فتخشع جوارحه ولا يخشع قلبه. والعكس لا يقوم. يعني لا يكون من الناس من يخشع قلبه ولا تخشع جواده لان القلب اذا خشع لله وخضع لله وذل لله واستسلم لربه تبارك وتعالى فانه سيكون مشغولا بهذا الامر عن حركة يديه مثلا في عبادة الصلاة او في غير ذلك سيكون مشغولا عن التفات الجوارح الى غير ربه تبارك وتعالى في الدعاء مثلا وفي غيره. فان العمدة هي على القلب. ولهذا توجه القلب الى الله جل وعلا هو المقصد الاعظم وهذا معنى انقياد القلب الذي هو من تفسير من تفسير الاسلام فان عمل القلب الذي هو من تفسير الاسلام وعلم القلب الذي هو من تفسير الايمان اذا اجتمعا حاز القلب على على كمالاته. هذا القلب على كمالاته. فاذا انقاد القلب في اعماله واعظمها الاخلاص واعمال القلوب الاخر الرجاء الخوف الذل الخضوع لله الرهبة منه جل وعلا الخشية فانه يكون بعد ذلك له من الاعمال الظاهرة بحسب ذلك. ويأتي علم ليصحح توجهه توجهه ليصحح ذلك توجهه في اموره المختلفة. وهذه قاعدة عظيمة يجب ان تتأملوها فان فروع الاعمال انما هي من صلاح القلب. والعبد يتفطن في نفسه فانه اذا كان قلبه ليس منقادا لله وكان ظاهرا منقادا لله. يعني او احس من قلبه عدم انقياده كامل لله جل وعلا وبينما هو في الظاهر منقاد فانه يخشى عليه. بخلاف ما اذا كان في قلبه انقياد كامل لله جل وعلا وان فانه ولو قصر في الانقياد الظاهر فانه يرجى له المغفرة. يرجى له ان ينيب ان يتوب. ولهذا ماذا قال عليه الصلاة والسلام؟ لا يزدان حين يزني وهو مؤمن ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن الى اخر الحديث فانه هذه ما تجتمع مع الايمان الذي هو العلم علم القلب هو ما هو تبع له من عمل القلب فانه يكون معه محاربة هذه الامور من عدم خشية الله وعدم الخوف منه وعدم الرغبة فيما عنده ما جعله يؤثر هذه اللذة الدنيوية على مرضاة الله جل وعلا. وهذا يسلك عنه الايمان الكامل لحظة او حال وقوعه في هذه الفاحشة. فاذا اقلع عنها عاد اليه اسم الايمان الكامل. وكذلك الاسلام فانه قد يكون في بعض الناس اكمل ممن هو في بعض ان عمته ليس هو العمل الظاهر فحسب فان العمل الظاهر يشترك فيه الناس ولكن عمدته مع العمل الظاهر عمل عمل القلب الذي هو الانقياد عمل القلب الذي هو الانقياد الذي دلت عليه الاية فان حاجوك فقل اسلمت وجهي لله ومن اتبعه يعني اسلم قلبه اسلم جوارحه ذمة. اعود فالخص الموضوع حتى لا يتشهب عليكم. وهو ان الاسلام يكون في القلب قياد القلب لله جل وعلا يعني بانقياده واستسلامه لله رضاه بما جاء من عند الله قبوله ما جاء من عند الله ونحو ذلك مما تعلمونه من معنى الشهادتين من معنى شهادة ان لا اله الا الله او من شروطها الثاني عمل ظاهر وهو الاركان الخمسة. ويكتفى بالاركان الخمسة لقبول الاسلام الظاهر. ولكن قبوله عند الله جل وعلا انما يقول انما يكون بالمجيء بالامرين جميعا انقياد القلب وانقياد الظاهر. كذلك الايمان الايمان درجات وهو علم القلب وعلم القلب ايضا درجات. وكذلك يدخل فيه عمل عمل القلب ويدخل في فيه ايضا يعني هذا بالمسمى الاخص ويدخل فيه ايضا ما هو ايضا من ثمار ذلك او مما يتبعه تبع الشرط له والركن له وهو ما جمعه اهل السنة في قولهم الايمان قول باللسان واعتقاد بالجناب وعمل بالارض وكان فصارت هناك صلة بين الاسلام والايمان وهناك فرق بين الاسلام والايمان. هذه مسألة عظيمة وهي قاعدة ذكرها الشيخ هنا قاعدة تبين لك حقيقة معنى الاسلام ومعنى الايمان وترد اقوال اهل الاهواء سواء كانوا خوارج او كانوا مرجئة والمرجئة كثيرون في كل زمن كما ان الخوارج لا يزالون يظهرون حتى يقاتل اخرهم مع الدجال والمرجئة لهم الان صولة وجولة ويمثلهم مذهب الاشاعرة او فرقة الاشاعرة وفرقة الماتوريدية فانهم مرجعة في الايمان الما تريدين مرجعة والاشاعرة مرجئة يعني انهم لا يفسرون الايمان والاسلام على هذا النحو الذي فسرناه وهذه على كل حال كلمات موجزة لكنها اصول في هذا وسيأتينا ان شاء الله تعالى في شرح ما بقي من الاحاديث في الباب تتمة الكلام على هذه المسألة العظيمة وصلى الله وسلم على نبينا تعالى وفيه عن ابي هريرة رضي الله عنه مرفوعا المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده. وعن باز بن حكيم عن ابيه عن جده الله تعالى عنهم انه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الاسلام قال ان تسلم قلبك الى ان تسلم قلبك لله وان وجهك الى الله وان تصلي الصلاة المكتوبة وتؤدي الزكاة المفروظة. رواه الامام احمد وعن ابي قلابة عن رجل من اهل الشام وعن ابي قلابة عن رجل من اهل في الشام عن ابيه انه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم الاسلام. قال ان تسلم قلبك لله وان يسلم المسلمون من لسانك ويدك قال اي قال اي الاسلام افضل؟ قال قال الايمان قال وما الايمان؟ قال ان تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله والبعث بعد الموت. السلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد. فهذه الاحاديث الثلاثة هي تتمة في تفسير الاسلام وذلك ببيان معناه وبيان بعض خصاله فان الاسلام يفسر يعني يبين ما هو ببيع معناه وببيان خصاله. فبيان خصاله كما في حديث عمران النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن الاسلام فقال ان تجهل ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله والصلاة وتؤتي الزكاة وان تصوم رمضان وان تحج البيت. وايضا بين النبي صلى الله عليه وسلم ان الاسلام هو اسلام الوجه لله وان يسلم المسلمون من لسان المسلم ويده فجمع في هذا بين الخصال وبين تفسير الاسلام. كلها خصال للاسلام. ولكن هناك خصال ظاهرة وهناك خصال ليست بظاهرة مثل اسلام القلب لله هذا حمد القلب فهذا ليس من الظاهر والشهادتين اعتقاد المشتقة في الاسلام. وتعريف الاسلام او تفسير الاسلام هو بمجموع هذين الامرين. فمن اراد ان يفسره فليفسره بهذين الامرين. فاذا فسر مفسر باحدهما فانه يرى في التفسير الثاني. فانه لا حصل في كل مقام فاحيانا يكون هناك في بعض ببعض المقامات ببعض الخصال في بعض المقامات ذكر الحديث الاول عندنا اليوم هو قول النبي صلى الله عليه وسلم المسلم سلم المسلمون من لسانه ويده. وذكر الشيخ رحمه الله تعالى انه في الصحيح قال وفيه عن ابي هريرة رواية ابي هريرة لهذا الحديث في الصحيح يعني صحيح البخاري او صحيح مسلم لم اقف عليه وانما وقفت على رواية عبد الله بن عمرو ورواية جابر ابن عبد الله وهما في الصحيح. اما رؤية ابي هريرة فلما عليها في الصحيح ولعلها في موضع او هنى الشيخ نقلها عن بعض الكتب كذلك او هناك سببا في هذا من اختلاف نسخ او تغير الكلام ونحو ذلك. المقصود ان هذا يتأمل ويبحث هذا روعة الشيطان او روى احدهما هذا الحديث اللي هو من سلم المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده عن ابي هريرة ام لا؟ وهو معروف من رواية ابي هريرة لكن خارج الصحيحين وهو صحيح رواه جمع كثير من الصحابة المسلم من سلم المسلمون من لسانه وها هنا في قوله المسلم يعني الذي اكمل خصال الاسلام. فالمسلم الذي اكمل خصال الاسلام هو الذي سلم المسلمون من لسانه ويده. يعني بلغ الكمال بهذه الصفة. فمن لم ليسلم المسلمون من لسانه ويده فهو ناقص الاسلام. فقوله هنا المسلم على القاعدة لان الالف واللام هذه اذا دخلت على اسم الفاعل مسلم انها تفيد استغراق الصفات. والتنصيص على ذكر سلامة المسلمين من لسان المسلم ويده هذا لاجل اهمية ذلك. قال بعض اهل العلم حق الحق الواجب على المسلم ان يكون مسلما لله جل وعلا امره يعني ان يكون من المولى تبارك وتعالى قد اسلم وكذلك من جهة الخلق قد احسن اليه. خاصة المسلمين وان لا يكون متعديا عليهم لا في اموالهم ولا في اعراضهم ولا في انفسهم هنا من سلم المسلمون من لسانه ويده ذكر حق المسلم على المسلم. معلوم ان هذا جزء من حقيقة الاسلام. فان الاسلام معاملة بين العبد وبين ربه تبارك وتعالى. وايضا امتثال لامر الله في علاقة المسلم مع مع المسلمين فهذان جانبان للاسلام وهذا الحديث ذكر احد الجانبين ذكر احد العمرين العظيمين وهو ما يتعلق بحق المسلم على المسلم. يعني يجب على المسلم ان يسلم المسلمون من لسانه ويده. فلا يكون واقعة فيهم هي غيبة او في نميمة او في سباب او في لعن او ما شكل ذلك او ايذاء باي انواع الايذاء باللسان يعني بالقول كذلك لو لم يكن يتكلم ولكن كان فيه بلسانه سخرية واستهزاء كما يفعله السفهاء باللسان من الاستهزاء ونحوه للمسلمين هذا ايضا داخل يعني الامتناع عنه داخل في حقيقة الاسلام داخل في بعض خصاله التي يجب على المسلم ان يتجنبه. كذلك الاعتداء باليد كذلك الاعتداء باليد وهو اعنف من ان يكون اعتداء مباشرا على البدن. بل يشمل ذلك ويشمل الاعتداء على اموال ما يسميه الفقهاء بوظع اليد على املاك الغير من على مال الغير. فهذا يشمل ذلك كله. فشمل قوله عليه الصلاة والسلام من سلم المسلمون من لسانه ويده التعدي باليد التعدي الفعلي يعني بالضرب ونحوه او التعدي بالاستيلاء باليد على اموال الاخرين على اموال المسلمين ليشمل هذا وهذا فجمع هذا الحديث ما يجب للمسلم على المسلم فالمسلم الذي اتى بالاسلام بالكامل اتى باتصال الاسلام الواجبة هو من سلم المسلمون من لسانه ورفعه فلم يعتدي عليهم بيده لا على اموالهم ولا على اعراضهم ولا على انفسهم. كذلك سلم المسلمون من لسانه فليس هو وليس هو شتاما لهم وليس بذيئا معهم بل كما قال الله تعالى وقولوا للناس حسنا. وهذا يدل على تفاضل الاسلام. وان الاسلام يتفاضل كالايمان. ليس الاسلام شيئا واحدا. اما ان يأتي كله او ان يذهب كله بل قد يكون يجمع خصال من خصال الاسلام ويجمع خصال اخر من غير خصال الاسلام اما من خصال قال الجاهلية او غيرها. ومن هذا قول النبي صلى الله عليه وسلم لابي ذر الصحابي رضي الله عنه انك امرؤ فيك جاهلية كما اخرجه البخاري وغيره. فقوله فيك جاهلية دال على ان المرء المسلم يدخله الفصال التي يتصف بها اهل الكفر فليس كل من اتى الخصلة من خصال الجاهلية او من خصال الكفر عدة كافرة بل الاسلام يتفاضل كما ان الايمان يتفاضل. وذلك لان له شعبا لان له فروعا. فليس بشرط صحة الاسلام ان يأتي بكل شعبه بل هذا هو الكمال. قد يأتي ببعض شعبه فيكون محسنا من هذا الوجه ويترك بعض الشعب التي امر بها فيكون مسيئا من ذلك الوجه ومقصرا من تلك الجهات. هنا في قوله الصلاة والسلام المسلم من سلم المسلمون هل معنى ذلك ان الكافرين اما اما المشركين واما النصارى او اليهود انهم لا يجوز ان يسلم ان يسلموا من لسان المؤمن ومن يده؟ فالجواب ان قوله من سلم المسلمون هذا لغب ومن المعلوم المقرر بالاصول ان الالقاب لا مفهوم لها. يعني لا مفهوم مخالفة له. فليس من المفهوم من هذا الحديث ان المسلم من لم يسلم المشركون او الكفار من لسانه ويده وذلك لان الكفار او المشركين على قسمين او على اقسام وحالهم فيها تقسيم. فمنهم من يكون محاربا معاديا مظهرا للعداوة فهذا لا شك انه يجب على المسلمين ان يجاهد ان يجاهدوا هؤلاء بالسنتهم اموالهم وبايديهم وانما شرع الجهاد لامثال هؤلاء. ومن هذا ما جاء في الحديث الصحيح الذي رواه ابو داوود وغيره المشركين بالسنتكم واموالكم. يعني بالمشركين الذين لم يكن بين المسلمين وبينهم عهد ولا هدنة او شيء يجعل الاعتداء عليهم او مبادئة بالحرب والقتال والجهاد مما يحرمون لانه قد يكون بين المسلمين وبين المشركين عهد. فلا يجوز الاعتداء عليه. قد يكون بيننا وبينهم صلح مثل ما صار بين النبي صلى الله عليه وسلم وبين مشركي قريش. فلا يجوز الاعتداء عليهم في هذه الحالة. كذلك النصارى واشباههم اذا كان لهم مما كانوا بين المسلمين لهم ذمة فانهم لا يجوز الاعتداء عليهم بل شدد النبي صلى الله عليه وسلم بالاعتداء عليهم لانهم على الذمة و الاحاديث في ذلك كثيرة. والاصل في هذا قول الله تعالى لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم ان تبروهم وتقسطوا اليهم. والله يحب المقسطين انما ينهاكم الله عن الذين قاتلوا واخرجوهم من دياركم وظاهروا على اخراجكم ان تولوهم ومن يتولاهم فاولئك هم الظالمون. فبين جل وعلا ان الكفار والمشركين على قسمين. قسم مظاهرين بالعداوة وقسم غير مظاهرين بالعداوة بل مظهرين السلم ذلك اما ان يكونوا بين المسلمين في اهل عهد او اهل امان واما ان يكون غير يعني لم يوجدوا بين المسلمين وانما هم في خارج بلاد الاسلام لكن بين المسلمين وبينهم عهد او صلح فهذا فهؤلاء لا ينهى الله جل وعلا عن ان يبروا وان يبسط فيهم كما قال لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوا في الدين ولم يخرجوكم من دياركم ان تبروهم وتقسطوا اليهم. فهذا يدخل فيهم التأليف يدخل فيهم الاحكام المعروفة في البطء واما الاخرون فهؤلاء لا يجوز لا يجوز توليه ولا يجوز محبتهم ولا يجوز مناصرتهم الذين ظاهروا على افراد المسلمين وبارزوا المسلمين بالعداوة لهدم الرسالة وضعف الدين. المقصود من هذا ان قوله المسلم من سلم المسلمون من ويده لا يفهم منه ان المسلم من لم يسلم المشركون والكفار من لسانه ويده. بل الكفار في حالهم تفصيل فمنهم من يكون ممدوحا الا يستمع اولئك من لسان المؤمنين وايديهم السنة المؤمنين وايديهم ومنهم من ليس الحال كذلك بل يكونون لهم حكم لهم حكم المسلمين في عدم الاعتداء عليهم لا في انفسهم ولا في اعراضهم ولا في اموالهم والمسألة في هذا ظاهر. اما الحديث الثاني فهو حديث بهز بن حكيم عن ابيه عن جده ان النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن الاسلام فقال الاسلام ان تسلم قلبك لله وان تولي وجهك الى الله. وان تخلي الصلاة المكتوبة وتؤدي الزكاة المفروضة. رواه الامام احمد يعني في مسنده. وهذه الترجمة مشهورة بهز بن حكيم عن ابيه عن جده مشهورة عند اهل العلم. وهي صحيحة عند طائفة وقوية عند طائفة وحسنة انا عند طائفة والكلام فيها يطول وليس هذا بمحله. لكن هي ترجمة قوية لهذا يحكم الائمة على هذه الترجمة وان كان تجنبها البخاري ومسلم في اخراجها في الصحيحين لكن يحكمون عليها بالحسن او بالقوة. وهذا الحديث صحيح تفسير النبي صلى الله عليه وسلم للاسلام بقوله ان تسلم وجهك لله وان ان تسلم قلبك لله وان تولي وجهك الى الله. هذا على نحو ما مر معنا في تفسير الاية ومن وجهه الى الله وهو محسن. ومن يسلم وجهه لله ونحو ذلك من الايات. بلى من اسلم وجهه لله وقولها ان تولي وجهك الى الله هذا المقصود بالوجه المقصود بالوجه الدافئ يعني كل البدن لان هذا من اخلاق الجزء وارادة وارادة الكل على نحوه كل شيء كل شيء هالك الا وجهه وقوله ويبقى وجه ربك ذو الجلال والاتقان. هذا معروف بالعوض يذكرون الجزء ويريدون الحل ويذكرون الشريك من باغراض معلومة في علم البيان. ثم قال صل الصلاة المفروضة اصلي الصلاة المكتوبة وتؤدي الزكاة المكتوبة وهذا فنحن ما مر معنا في حديث عمر بن الخطاب والصلاة عماد الاسلام. الركن الاسلام الاعظم بعد الشهادتين هي الصلاة. والزكاة قرينة الصلاة فهذا فيه بيان خصال فيه بيان خصال الاسلام التي من تمسك بها كان مسلما لكن هنا في الصلاة خاصة يأتي خلاف عن معروف لديكم بين اهل العلم هل من ترك الصلاة تهاونا كمن ترك غيرها انتقال الاسلام الصواب في هذا ان الصلاة تختلف. من غيرها من اهل السنة من الاعمال من خصال الاسلام فانه لا يقبل فيها التهاون. لا يقبل فيها الترك لا كسلا ولا تهاونا بل من تركها. على اي صفة كان تركها فانه يكون كافرا خارجا عن بالسلامة. ومتى تترتب الاحكام الشرعية؟ على ذلك هذا اذا حكم بكفره الحاكم الشرعي او عالم من اهل العلم الذي يعلمون حدود التكفير وغيره. الحديث الثابت وهو ما رواه حماد ابن زيد عن ايوب عن ابي قلابة رحمهم الله عن رجل من اهل الشام عن ابيه في قصة ان النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن الاسلام فذكر اسلام وجه الله وسلامة المسلمين من من لسان المسلم ثم سئل عليه الصلاة والسلام اي الاسلام افضل؟ فقال الايمان. فقال وما الايمان؟ قال ان تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله وبالبعث بعد الموت. وتتمة انه سئل ايضا قال وما افضل الايمان الهجرة ثم سئل وما افضل الهجرة؟ قال الجهاد في سبيل الله الحديث فيما احسب رواه الامام احمد ايضا وذكره شيخ الاسلام ابن تيمية في اول كتاب الايمان فاظن الثاني حديث في كتاب الامام في اول صفحة وثاني صفحة. المقصود ان هذا الحديث ايضا من الاحاديث العمد في بيان ببيان حقيقة الاسلام ومعنى الاسلام وعلاقة الايمان وكون هناك في رجل فيه جهالة ورجل من اهل الشام هذا لا يضره لان الحديث هذا له شواهد كثيرة وما قدمناه من الشواهد كافي في ذلك هنا فسر الاسلام بالخصلتين باسلام القلب والوجه بخصلة العملية يعني بحق الله وحق وحق ثم قال اي الاسلام افضل؟ فهذا دل على ان الاسلام يتفادى وان بعضه يعني بعض خصاله افضل من بعض. وان بعضه يكون وبعض الاخر يفقد يوجد يكون هنا تاما معنى يوجد وبعضه يفقد وهذا مثل ما قدمنا في تفاضل اختصار الاسلام وانها وان الاسلام يكون بعضه ويفقد بعضه وليس من شرطه ان اما ان يوجد جميعا او يفقد جميعه. لكن هنا بين عليه الصلاة والسلام حينما سئل اي الاسلام افضل؟ قال الايمان. على الايمان. هذا هو افضل الاسلام. يعني بالاسلام هنا اسلام العام الذي الايمان اخص اخص منه الايمان هنا هو الايمان بالله وملائكته وكتبه ورسله وبالبعث بعد الموت. هذه الخمسة ذكرت في غير ما موضع من بالله كتبه ورسله وبالبعث بعد الموت ذكر الملائكة هنا بالله وملائكته وكتبه ورسله ومن بعده بعد الموت هذه الخمسة مذكورة في غير ما موضع وهنا يرد سؤال وهو هل كون الايمان هنا افضل الاسلام. معنى ذلك انه يمكن ان يكون مسلما ولم ياتي بهذه الدرجة الفاضلة الدرجة العالية وهي الايمان بالله وملائكته وكتبه ورسله والبعث بعد الموت والجواب فما قدمت لك في الدرس السابق ان الاسلام لا يصح الا بوجود اصل الايمان. وجود اصل الايمان. وهو التصديق الجازم والافراط التام بالله وملائكته وكتبه ورسله وباليوم الاخر وبالقدر خيره وشره. ثم بعد ذلك من اتم هذه اركان ستة فهذا هو افضل الاسلام. وهذا هو الذي يحمل عليه هذا الحديث. قوله اي الاسلام افضل؟ قال الايمان يعني اي هذا الايمان ما هو؟ ان تؤمن بالله الى اخره معناه من اتم هذه فمن اتى بهذه الامور تامة فقد اكمل الاسلام وبلغ اعلى مراتب اعلى مراتب الاسلام. لانه من اكمل هذه المراتب امن بالله جل وعلا ايمانا كاملا وربوبيته والوهيته وباسمائه وصفاته وامن بالملائكة وامن بالكتب بالقرآن ايضا خاصة وما يتبع ذلك الامام من العمل به وتحليل حلاله وتحريم حرامه والحكم به وكذلك الايمان بالرسل وخاصة نبينا محمدا صلى الله عليه وسلم وما يقتضيه الايمان به عليه الصلاة والسلام من والايمان باليوم الاخر. وما يقتضيه الايمان به من استحضاره والعمل له والخوف مما فيه والرغبة من بالجنة التي هي بالدار الاخرة وكذلك بالقدر خيره وشره من اتى بهذه الامور فقد استكمل الايمان وقد هذا افضل الاسلام. ومن نقص من ايمانه واقراره من نقص من ايمانه وتصديقه بهذه الامور. ما نقص فانه ينقص منه بقدر ذلك. لذلك حتى التصديق يتفاوض. ليس التصديق واحد كما يقول المرجئة ان اهله في اصله سواء واحد لا ليس ايمان ابي بكر كايمان احدنا. ليس ايمان عمر كايمان احدنا ونشاخر فاصل الايمان يختلف فيه الناس ولجبريل عليه السلام ليس ايمانه كايمان غيره من من من الناس خير مثلا من البشر؟ لا لكن الايمان اهله في اصله متفاوتون مختلفون فهو اصله يوجد لكن هذا الاصل يختلف باختلاف الناس. لذلك من اكمل الايمان اكمل هذه الاركان الخمسة اللي ذكرت ومعها الايمان بالقدر على درجات العالية هذا افضل الاسلام. وصار يطلق عليه الاسم الخاص وهو وهو المؤمن. لهذا يقال كل مؤمن مسلم وليس وليس كل مسلم مؤمن باي اعتبار باعتبار ان الاسلام غير الايمان وان الايمان المقصود بهذا هو مرتبة اعلى من مراتب الاسلام من مرتبة الاسلام وهي التي جاءت في هذا الحديث. وقوله هنا الاسلام في تفسير الاسلام يعني به الاسلام العام الذي يشمل الدين كله يشمل الاسلام الخاص والايمان والاحسان. فاي الاسلام افضل؟ هو الايمان بالله وملائكته ورسله وبالبعث بعد النوح. هنا ايضا يأتي سؤال اخر وهو اين مرتبة الاحسان من هذا؟ والجواب ان مرتبة الاحسان هذه هي اعلى مراتب الدين. كما بينها النبي صلى الله عليه وسلم في حديث عمر قصة جبريل. ومن استكمل من استكمل الايمان فانه يكون يكون محسنا. افضل الايمان ما هو؟ والاحسان. كما ان افضل الاسلام هو هو الايمان فافضل الايمان هو يعني من استكمل الايمان فانه يكون يكون محسنا. فمن عبد الله جل وعلا فكأنه يراه فان لم يكن يراه فالله فيعلم يقينا ان الله جل وعلا يراه فلا بد ان يصحح قوله وان يلحظ عمله وان يصحح وان يكون مراقبا لله جل وعلا. وهذا يوجب عليه ان يكون متعلما العلم النافع الذي به يصح دينه وبه تصح عقيدتنا. هذا بعد ما يحويه ما تحوي هذه الثلاثة احاديث من المعاني وربما لاحظ بعضكم ان بيانها خاصة فيما يتعلق بتفسير الاسلام والايمان والعلاقة بينهما كان على وجه الاختبار. وذلك لان غير واحد من الاخوان قالوا انهم في الدرس الماضي ما استوعبوا الكلام وانه كان فيه شيء من عدم الوضوح وذلك لاني اوضحته بشيء من التوسع وربما دخلت في بعض المسائل الدقيقة فيه فاثرت في مثل هذا اليوم