ونكثر من مطالعة حديثه وما جاء في سنته فان هذا فان هذا احد سبل النجاة باذن الله تعالى لانه كلما كان القلب يعيش اكثر مع اولئك كانت محبته لهم اكثر وكان رغبه المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد بن ابراهيم بن عبداللطيف ال الشيخ. شروحات كتب الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله شرح فضل الاسلام. الدرس السابع حتى اذا اهويت الاناء لهم فاقول اي رب اصحابي قالوا انك لا تدري ما احدثوا بعدك. وله معنى ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وجدت انا قد رأينا اخواننا قالوا اولسنا اخوانك يا رسول الله؟ قال اصحابي واخواني الذين لم يأتوا من بعد. قالوا فكيف تعرف من لم يأت بعد من امتك؟ قال ارأيتم لو ان رجلا له قيل يغر بين ظهران خير دهن به. الا يعرف قيله؟ قالوا بلى يا رسول الله. قال فانهم يأتون برا محجلين من الوضوء وانا فرطهم على الحوض الا ليزادن رجال من امتي يوم القيامة كما يزاد البعير الضال يناديهم اله الامة فيقال انهم قد انهم قد احدثوا بعدك فاقول اللهم نسألك صلاحا في قلوبنا صلاحا في اعمالنا استقامة في وعارفين ان تختم لنا بخاتمة السعادة وان تحيينا على الملة وان تقيمنا على السنة اما بعد فهذا الباب وثمه الامام رحمه الله تعالى بباب قول الله تعالى فاكن وجهك للدين حنيفا فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله. ذلك الدين القيم وقد ذكرت من قبل ان معنى قوله جل وعلا لا تبديل لخلق الله ان هذا نهي هذا الخبر لكنه مضمن للناس النهي عن التجديد الدين. التجديد في الفطرة التي فطر الله جل وعلا الناس عليها. قد بينا ان الفطرة هي الاسلام بدلائل واضحة ظاهرة فقول الله جل وعلا فاقم وجهك للدين حنيفا فيه ان اقامة الوجه للدين والميل عن سبل اهل الضلال انها فرض من فرائض الله جل وعلا وان التبديل والتغيير انه محرم من المحرمات. ذكر المؤلف رحمه الله بعد ان ذكر الايات والاحاديث المكتملة على بيان هذا الحر ذكر اثر ذلك في الاخرة احاديث تدل على حرمة تبديل الدين وعلى ان الواجب هو الاستقامة على ما كان عليه الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة وعدم احداث اي شيء في الاعتقادات ولا في العبادات. ولهذا ذكر احاديث الحوض واحاديث الحوض مشتملة على ان اناسا يختلدون اي يقدمون وينزعون ويذادون ايضا يعني يدفعون بشدة عن ورود حوض رسول الله صلى الله عليه وسلم. وفي هذه الاحاديث ذكر السبب لهذا الدفع في الدفع ولهذا الابعاد عن حوض رسول الله صلى الله عليه وسلم. وهذا هو المقصود بالمؤلف رحمه الله تعالى من ايراده احاديث في هذا الباب وليس مقصوده اثبات عقيدة الحوض وانما المقصود ان اناسا يزادون عن الحوض ويدفعون عنه بشدة. فيقول النبي صلى الله عليه وسلم امتي امتي او اصحاب اصحابي او اطيحابي. فيجاب عليه الصلاة والسلام في اجوبة مختلفة منها ان يكون انك لا تدري ما احدثوا بعدك. ومنها انهم لم يزالوا مرتدين على ادبارهم ومنها انه يقال للنبي صلى الله عليه وسلم بعد ان يقول اصحابي اصحابي او امتي امتي يقول انهم احدثوا بعدك حدثا. وهذه الاحاديث وغيرها تدل على ذم الاحداث وعلى فضيلة التمسك بالامر الاول. واحاديث الحوض متواترة حديث حوض النبي صلى الله عليه وسلم وان للنبي صلى الله عليه وسلم حوضا في فترة او من صفته ان ماءه اشد بياضا من اللبن وان عرقه اي رائحته اطيب من المسك وانه يمد من نهر الكوثر بالجنة يشطب فيه كما جاء في الحديث ميزابان من الجنة ميزابان من نهر الكوثر في الجنة. فمداده من نهر للكوكب القاف نادي في الجنة اعطيه النبي صلى الله عليه وسلم له خاصة حيزانه كعدد نجوم السماء وطوله شهرا في شهر طوله وعرضه شهر في شهر وله اوصاف اخر ليس هذا لمحل بيانه. الحوض مكانة في عرفات القيامة. مكانه في عرفات القيامة. من اهل العلم من يقول انه بعد الصراط. الحول ليس وليس خاصا بالنبي صلى الله عليه وسلم. بل لكل نبي حوضه. وقد جاء هذا ومرسلا والمرسل عند اهل الحبيب لكن ضمن جماعة من كتب في عقائد اهل السنة والجماعة من متقدمين ضمنوا هذه المسألة كتبهم وهي ان لكل نبي قوضة. والكوثر الذي قال الله جل وعلا فيه انا اعطيناك الكوثر من فسره بالحوض. ولهذا جعل من خصائص النبي صلى الله عليه وسلم ان له حوظاء وذلك لان ظاهر ظاهر الاية ان الكوثر يعطيه النبي صلى الله عليه وسلم خاصة له وقالوا الكوثر هو الحوض كما جاء في بعض الاحاديث فدل على ان الحوض خاص به عليه الصلاة والسلام والجواب ان الكوثر نهر في الجنة. وان الحوض ليس بخاط ولكن الخاص به عليه الصلاة والسلام هو صفة المال الذي في الحوض. وهو انه من ماء الكوثر الذي اختص به النبي عليه الصلاة والسلام كذلك قوله عليه الصلاة والسلام تشرب منه امته وكل نبي يدعو امته اليه ولهذا قال في هذا الحديث اني اعرف امتي قالوا كيف تعرفهم؟ فذكر المثال وهو انه اذا كان لرجل خيل بهم دهم وله خيل اخرى محجلة يعني فيها رجلها وايديها بياض يعرفها بغرتها وبتحفيلها. الا يميز هذه من هذه قالوا بلى قال فان امتي يأتون يوم القيامة غرا محجلين من اثار الوضوء يعني فالنبي صلى الله عليه وسلم يدعوهم اليه يدعو امته الى حوضه عليه الصلاة والسلام. فاذا دعاهم الى حوضه ورغب من شفقته ورحمته ومحبته لامته ان يأتوا فاذا بطائفة منهم يدفعون بحدة ويختلجون فيقول عليه الصلاة والسلام وهو الرؤوف الرحيم بهم يقول امتي امتي او اصحابي اصحابي او صيحاب او صيحاب ايجاب لانهم فعلوا فعلا منعهم من ان يسقوا من الحوض. هذا الذي اراد له الامام رحمه الله من ان هناك امورا تمنع من الشوب من حوض رسول الله صلى الله عليه وسلم. وهذا يدل على فظاعتها وعلى عظمها. وقد جاء في الاحاديث بيان ذلك ودماعها اربعة اشياء جماع الاسباب التي من اجلها يذاب طائفة من الحوض ذماعها اربعة اشياء وكلها ثابتة صحيحة الاول الردة فمن ادرك رسول الله صلى الله عليه وسلم مؤمنا به ثم ارتد بعد ذلك فانه يذاب عن حوضه ولا يشرب منه. الثاني احداث الحدث في الدين. انك لا تدري ما احدثوا بعدك وهذا عام وقوله في الحديث امتي او قوله اصحابي حمل على قوله امتي. والمقصود بالامة هنا امة الاجابة. يعني من اجاب من اجابني لكن احدث حدثا في الدين يعني عمل او اعتقد شيئا لم يكن عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته. فانه يزداد عن الحوض. والمحدثات قسمان. محدثات عقدية ومحدثات عملية المحدثات في الاعتقاد يدخل فيها كل حدث احدثه العباد لم يكن عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم مثاله المحدثات ابواب صفات الله جل وعلا حيث ادخلوا فيها اشياء مثل التأويل والتحريف والتعطيل والتجسيم ومن المحدثات المحدثات في ابواب الايمان من الغلو في التكفير بما حصل من الخوارج المعتزلة او الارجاع. مثل ما حصل من المرجئة كل هذه من المحدثات لذلك في ابواب القدم كل من احدث حدثا فيه باعتقاد لم يأت لم يكن عليه الرسول صلى الله عليه وسلم واصحابه فانه يصدق وعليه انه احدث حدثا وغير ذلك من ابواب المحدثات من انواع المحدثات العقدية كذلك المحدثات العملية وهي البدع العملية كل البدع يصدق عليها انها محدثة فاذا كانت محدثات في الدين فهي بدعة مذمومة. فكل من ابتدع بدعة او عمل بها واعتقدها فانه يزاد عن حوض رسول الله صلى الله عليه وسلم وذلك لقوله انك لا تدري ما احدثوا بعده وهذا النوع هو الذي اراده الامام رحمه الله تعالى في سياق هذه الاحاديث لان الذين واجههم الشيخ رحمه الله بدعوته احدث محدثات لم يكن عليها امر رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقد ثبت في الصحيحين ان النبي صلى الله عليه وسلم قال من احدث في امرنا هذا ما ليس منه وهو رد. وفي مسلم والبخاري تاليفا مجزوما به انه عليه الصلاة والسلام قال من عمل عملا ليس عليه امرنا فهو رد فاذا هذا يدلك على عظم شأن التمسك بالامر الاول. في جميع انواع العبادات والاعتقادات وهذا ميزان عظيم من اخذ به كلمة باذن الله من اخذ بهذا الميزان سلم باذن الله بدينه واتى الله جل وعلا بقلب سليم ان يحرص على التزام السنة. ان يحرص على متابعة النبي صلى الله عليه وسلم. ان يحرص على البعد عن المحدثات بل يحرص على كره المحدثات وعلى بغضها فهنيئا له ان وفقه الله جل وعلا ومات على ذلك للشرب من حوض رسول الله صلى الله عليه وسلم. السبب الثالث هو ظلم العباد او اعانة من يظلم العباد فانه قد جاء في الاحاديث انهم وصفوا يعني الذين ابعدوا عن الحوض وصفوا بانهم يظلمون وهل هذا عام في كل ظلم؟ ام هو في الظلم العظيم اكثر اهل العلم على انه في الظلم العظيم ظلم الناس بدمائهم او في اموالهم او في اعراضهم السبب الرابع هو فعل الكبائر والموت على ذلك من غير توبة. وهذا ذكره طائفة من اهل العلم ونازع فيه اخرون وهو محل له اذا فمجمل هذه الامور ان الورود على حوض رسول الله صلى الله عليه وسلم له شروط واما قوله امتي امتي فيعني بها امة الاجابة وليس معنى كون طائفة تزاد عن حوض رسول الله صلى الله عليه وسلم انهم جميعا مرتدون. لا ولكن منهم من يكون مرتدا ومنهم من يكون مبتدعا محدثا الحدث في الدين. ومنهم من يكون ظالما الظلم العظيم ومعنى هذا انه ليس كل من دفع عن شربه من عن الشرب من حوض رسول الله صلى الله عليه وسلم انه يكون مخلدا في النار لانه قد جاء في الحديث الذي سمعناه انه يساق بهم الى النار ويؤخذ بهم الى النار ويقول الى اين؟ فيقول الى النار والله وقوله هنا الى النار لا يستفاد منه التخليد فيها. بل يقال ان من لم يشرب من حوض رسول الله صلى الله عليه وسلم فانه قد يخرج من النار وقد لا يخرج باعتبار هل كان مرتدا ام كان مؤمنا عاصيا خاتمة المقال هو ان الامام رحمه الله تعالى يبين لك عظم فائدة اقامة الوجه للدين حنيفا وعدم التبديل في الدين والاهتمام بالفطرة وما كان عليه ابراهيم الخليل عليه الصلاة والسلام. وما كان عليه النبي عليه الصلاة والسلام من تمسك بهذا فانه فانه متمسك بالسنة. ومن تمسك بالسنة ولم يحدث حدثا كان له الفضل العظيم في الدنيا وكذلك في الاخرة ومنه الشرب من حوض رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي يختص به من كان مقيما ومستقيما على السنة لم يغير ولم يبدل. وهذا نرجع به الى عنوان الكتاب الاصلي وهو فضل الاسلام وهو الاسلام الصحيح فان من فضله على اهله يعني الاسلام الصحيح انه يحظون بهذا بهذه النعمة العظيمة الا وهي الاستطاعة من حوض رسول الله صلى الله عليه وسلم والشرب من حوضه يأمن معه العبد فان الناس يحشرون الى عرفات القيامة فيدعى عن كل يدعو كل نبي الى حوضه. فيأتى يؤتى بطائفة الى حوض رسول الله صلى الله عليه وسلم. يعني يؤتى بامة النبي صلى الله عليه وسلم الى قومه ويشرب من يشرب منهم وهذه اولى البشريات اولى البشريات وهي التي في مثلها قال الله جل وعلا الا ان اولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون. الذين امنوا وكانوا لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الاخرة. من البشرى في الاخرة انهم يسقون من حوض رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك دلالة على دخولهم الجنة لكن يبقون يحتاجون الى امن اكثر لانهم ما ما يدرون ما يقضى لهم هل يدخلون النار بذنوبهم ام يعفى عنهم وهذا فيه بشرى لهم في ذلك المقام العظيم فاق المؤلف بعد ذلك حديث ابي هريرة المشهور كل مولود يولد على الفطرة وهذا سبق ان اوضحنا ما اشتمل عليه من وعن حذيفة رضي الله عنه قال كان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير وانا اسأله عن الشر مخافة ان يدركني فقلت يا رسول الله انا كنا في جاهلية وشر. وجاءنا الله بهذا الخير. فهل بعد هذا الخير من شر؟ قال نعم. فقلت وهل بعد ذلك الشر من خير؟ قال نعم وفيه دخن. قلت وما دخنه؟ قال قوم يستنون بغير سنتي. ويهدون بغير منهم وتنكر بعد ذلك الخير من شر؟ قال نعم فتنة عمياء ودعاة على ابواب جهنم من اجابهم اليها قذفوه فيها. قلت يا رسول الله خذهم لنا. قال قوم من جلدتنا ويتكلمون بالسنتنا قلت يا رسول الله ما تأمرني ان ادركتم ان ادركت ذلك؟ قال تلزم جماعة المسلمين وامامه وامامهم قلت فان لم تكن لهم جماعة ولا امام قال فاعتزل فاعتزل تلك الفرق كلها ولو ان تعض على اصل شجرة حتى يأتيك الموت وانت على ذلك اخرجه وزاد مسلم ثم ماذا؟ قال ثم يخرج الدجال معه نهر نار. ثم يخرج الدجال ما هو نهر نهر ونار فما وقع في ناره وجب اجره وحط عنه وزره. ومن وقع في نهره وجب وزره وحط اجره يحط اجره قلت ثم ماذا؟ قال هي قيام الساعة. وقال ابو العالية هذا الحديث العظيم حديث حذيفة رضي الله عنه مناسبته لهذا الباب وما جاء فيه من قوله عليه الصلاة والسلام حينما سأله حذيفة وهل بعد ذلك الشر من خير؟ قال نعم وفيه دخن. قال وما دخنه؟ قال قوم نون بغير سنتي ويهدون بغير هدي. لاجل هذا ساقه وهو مفهم ان الاستنان بغير سنة النبي للدين حنيفا. والا يحيد عنه المسلم. وهذا اذا تمسك به من تمسك فسيكون في بعظ احوال او في بعض الازمان او في بعض الامكنة فيكون غريبا فرجع الامر الى ان وسلم والاهتداء بغير هديه انه موجب انه موجب لمفارقة طريق النبي صلى الله عليه وسلم. لانه قال وفيه دفن وادفنوا لا يرغب فيه بل هو مكروه. هل فيه خير؟ ولكن فيه دخل. وهذا الدخن هم هؤلاء ثم ذكر النبي صلى الله عليه وسلم الذين يدعون الى هذا الدخل وهم الدعاة على ابواب جهنم من اطاعهم قذفوه فيها. يدعون الى المحدثات. يدعون الى الشرك بالله. يدعون الى الاعتقادات الفاسدة. يدعون الى كل امر لم يكن عليه الهدي الاول. لهدي الرسول صلى الله عليه وسلم ولا هدي اصحابه. هؤلاء دعاة على ابواب جهنم. وابواب جهنم هؤلاء كانهم واقفون عليها. يعني من اطاعهم قذفوه فيها. من اطاعهم قذفوه فيها. وفي هذا التحذير الشديد من طاعة من يدعو الى غير الهدى وان المؤمن لا بد ان يكون مستبصرا في دينه. وان يكون على دليل من امره. فلا يتبع من دون وعي اخلاق اما يسمع الكلام فيتبعه دون ان ينظر هل لهذا امر من ادلة شرعية ام لا وهذا هو حال الذين يقدحون والعياذ بالله في جهنم لما دعاهم دعاة جهنم دعاة على ابواب من اطاعهم قذفوه فيها. وهؤلاء ما صفتهم؟ قال قوم من جلدتنا. ويتكلمون بالسنتنا. وفي رواية نعرف منهم وتنكر وفي رواية تعرف منهم وتنكر. من جلدتنا يعني انهم من العرب ويتكلمون بالسنتنا يعني باللسان العربي. وهذا لاجل الا يتوهم متوهم ان العرب لا يطرأ عليهم شرك او لا يطرأ عليهم دعوة الى غير الاسلام. بل كما كان الامر قبل بعث النبي صلى الله عليه وسلم كانوا على غير الاسلام فيعودون الى غيره يعني طائفة منه. وفي هذا عدم الاغترار بالظواهر. عدم الاغترار للتكلم باللسان. او بلطف اللباس الذي يلبسه المرء وانما العبرة العبرة بما يقوم في القلب من اعتقاد ويدل عليه اللسان والا يغتر المرء بمن يكون ظاهره شبيها بحاله. لانه هنا قال صفهم فقال قوم من جلدتنا يتكلمون بالفنتنا فهذا يعني ان المرء ينتبه لا يغتر بالظواهر لان الدين يحتاج الى بصيرة. يحتاج الى بينة ومن علامات ذلك من علامات ذلك ان المرء لا يكثر التنقل او لا يتنقل في دينه. كل يوم له رأي وكل يوم يتبع داعي هذا قد يغول به الامر الى ان يتبع دعاة الضلالة هؤلاء كما قال مالك من جعل دينه عرضا للخصومات اكثر التنقل وهذا ظاهر. فهؤلاء الدعاة على ابواب جهنم هم الدعاة الى الشرك بالله. هم الدعاة الى الكفر بالله. هم الدعاة الى البدع هم الدعاة الى المحدثات هم الدعاة الى الفجور. كل ما كان فعله يدخل جهنم اما مؤقتا او دائما فانه من دعا اليه كان داعيا على ابواب جهنم. ويشفق عليه في يومنا هذا العلماء الذين يدعون ويحسنون الشرك بالله. للناس والعياذ بالله ويحسنون البدع ويستدلون لها وينافحون عنها ويصدق على ذلك الذين يدعون الناس الى اقتراف الكبائر والشهوات بطرق مختلفة يحببونها للناس اما غنى واما شرب الخمر واما الربا واما غير ذلك. فهؤلاء داخلون في قوله دعاة على ابواب جهنم لان هذه كبائر والكبائر متوعد عليها من فعلها النار والعياذ بالله ولهذا ساق المعلم بعد هذا الحديث كلام ابي العالية. وفيه الخوف الشديد. الخوف الشديد على سادات التابعين. كما سيأتي الخوف الشديد على سادات التابعين من التغير والتبدل. من من استنكار اتباع السبيل السوي. وهذا مما نخافه على انفسنا وبعض الناس لا يخاف على نفسه. ومن لم يخف على نفسه فانه ليس على سبيل سوي. بل المسلم الحق يكثر الخوف على نفسه. اذا عرض له امر من قوله او عمله فينظر هل هذا ينجيه ام لا ينجيه؟ هذه هي الطريقة السوية وهذه طريقة اهل القلوب الحية. اذا اتى من يدعوه الى امر يرى هل هذا الامر محدث ام هو على سبيل السوي؟ اشتبه عليه الامر هل هو كذا او كذا ينظر هدي الرسول صلى الله عليه وسلم وينظر هدي الصحابته الكرام وفي هذا نجاي واذا اشتبه عليه الامر لجأ الى الله جل وعلا ليكشف له الحال ثم سأل اهل العلم المتمسكين بالسنة وبعقيدة السلف الصالح فيكتبون له المراد. ونسمع كلام ابي العالية وتعليق الامام رحمه الله تعالى عليه. ففيه الشفاء وقال ابو العالية تعلموا الاسلام فاذا تعلمتموه فلا ترغبوا عنه. وعليكم بالصراط المستقيم فانه اسلام ولا تعرفوا عن الصراط يمينا ولا شمالا. وعليكم بسنة نبيكم صلى الله عليه وسلم. واياكم وهذه الاهواء انتهى تأمل كلام ابي العالية رحمه الله تعالى هذا تأمل كلام هذه العالية رحمه الله تعالى هذا ما واعرف زمانه الذي يحذر فيه من الاهواء التي من اتبعها فقد رغب عن الاسلام. وتفسير ذلك الاسلام وتفسير ذلك وتكسير الاسلام للسنة والاسلام وخوفه على على اعلام التابعين وعلمائهم وتفسير الاسلام بالسنة والاسلام وخوفه على تفسير الاسلام بالسنة والاسلام. وخوفه على اعلام التابعين وخوفه على على اعلام التابعين وعلمائهم من الخروج عن السنة والكتاب يتبين لك معنى قوله تعالى اذ قال لهم ربه اسلم قال اسلمت لرب العالمين. وقوله ووصى بها ابراهيم بنيه ويعقوب يا بني. ان الله اصطفى لكم الدين فلا تموتوا ثم الا وانتم مسلمون. وقوله تعالى ومن يرغب عن ملة ابراهيم الا من شفع نفسه. واشباه هذه الاصول الكبار هي اصل الاصول التي هي اصل الاصول كلام ابي العالية هذا خرج منه الامام رحمه الله بفائدة. وهي ان هذا الكلام وجهه ابو العالية الى الناس في زمانه. وزمانه فيه كبار التابعين. وفيه العلماء والزهاد والعباد. وفي فيه ظهور السنة وضعف البدعة او انعدام البدعة الا ما شاء الله. فخاف ابو العالية على اولئك ووفاهم بهذه الوصية ان عليكم التمسك بالاسلام والسنة ونبذ الاهواء والاهواء اذا اذا كانت في زمن ابي العالية اذا كانت موجودة في في زمنه فانها موجودة فيما بعده من الزمان اكثر مما كان عليه. وهذا يوجب الخوف منها اولا ثانيا يوجب السعي الشديد في التمسك بالاسلام والسنة. التمسك بالاسلام والسنة. فان دعوى التمسك بالاسلام اليوم نسمع المسلمون ها هنا والمسلمون ها هنا والمسلمون ها هنا في كل مكان يقال فيه المسلمون يقال فيه مسلمون ولكن نزنوا امرهم بشيء الا وهو التمسك بالاسلام والسنة هل عندهم محدثات ام لا؟ هل هم على شرك ام لا؟ هل هم على عقيدة صحيحة ام لا؟ فاذا لا يغتر المنكر بدعوة الاسلام بدون معرفة هذه الوصية. الا وهي انه اذا انتشرت القهوة فيوزن الناس بالتمسك بالاسلام وبالسنة ولهذا فانه قد جاء في حديث الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم انه انهم سألوه لما قالوا لما قال عليه الصلاة والسلام تداعى عليكم الامم كما تداعى الاكلة الى قصعتها. قالوا او من قلة نحن يومئذ يا رسول الله؟ قال لا بل انتم كثير ولكنهم موسى كغثاء السيل. والتمسك بالاسلام والسنة يخرج منه القلة. الذين هم الغرباء الذين وصفهم النبي صلى الله عليه وسلم بالمتمسكين بسنتي عند فساد امتي. يتبين لك ان هذا الكلام الذي نكرره في شرح هذا الكتاب وفي غيره من شروح اصول الدين واصول التوحيد طب السنة ان تكرار مثل هذا وان بيانه مرة تلو مرة انه ليس بالامر العجيب بل هو الامر المتعين لانه اذا لم يكرر ولم ينبه عليه بطرق مختلفة وربما غاب عن الذهن بتسلط اهل الاهواء او بتسلط واليوم نرى الاهواء كثيرة مختلفة فلا بد من الوصية بالتمسك بالاسلام والسنة الاهواء اليوم مختلفة انواع من الاهواء تارة اهواء شركية اهواء بدعية اهواء على غير النهج المستقيم والسنة هم مسلمون وظاهرهم الاسلام ويحرصون على بعض السنة ولكن ليسوا على السنة بل عندهم بدع وعندهم اهواء وليسوا على النهج السوي ولهذا يعلم قدر هذا الكتاب وقدر امثاله وهذا الكلام الذي نكرره من رأى الحال ورأى خطر المحدثات وخطر الاهوى على القلوب وعلى الناس. وعليه فيجب علينا طلبة العلم ان ننقل هذا للناس نقلا بينة ولينكر اننا تهاونا في بيان مثل هذه الاصول فانتشرت في الناس بدع حتى في هذه في هذه البلاد ما كنا نعلم ما كانت موجودة فيما سلف لكن لما تساهل الناس في بيان هذه الاصول العظام الكبار وفي بيان فضل التمسك بالسنة اهبل وجوب اقامة الوجه لله جل وعلا حنيفا والبعد عن سبل المشركين انتشرت انتشرت كثير من البدع خرفان فاصبح طائفة من اهل هذه الديار بل من اهل من اهل البلاد ونجد خاصة ترى فيهم بعض الاعتقادات الفاسدة مثل الاعتقاد في الجن وبالجن. ومثل الاعتقاد في السحر والذهاب الى السحرة. ومثل وضع تمائم ونحوها اليوم تمشي في الشارع فترى. ترى ظواهر السيئة حالك ترى هذا يعلم حذو الثرى على سيارته واخر يعلق حيوان رأس حيوان واخر يعلق ارنب وثاني يضع شيء كل هذه تمائم شركية والعياذ بالله. والناس دخل فيهم هذا وقليلا قليلا نسأل الله جل وعلا ان يعصمنا واياكم من الشرك ظاهره وباطنه حتى يكون في الناس الاعتقاد بالشرك الاكبر. وبهذا تدخل الامور. والسبب ان الناس غفلوا عن الدعوة الى هذه الامور الخطباء باموره ليست هي اصل الاصول وانما شغلوا باشياء اخر ليست هي اصل الاصول تارة في وعظيات يكررونها وتارة بامور لا يستفيد منها العامة استفادة استفادة كبيرة وهم يقعون في الشرك اما الاكبر واما الاصغر اما اعتقاد في الجن فحرام ومائل ونحو ذلك في مثل هذه البلاد يوجب لك ما ذكره ابو العالية. من انه خاف على اهل زمانه. وهم سادات التابعين وهم العلماء وهم الزهاد العباد خاف عليهم فحذرهم. كذلك يجب علينا ان نخاف على من حولنا وان نحذرهم التحذير الكبير. وان نعلم اهلينا من حولنا نعلمهم اصول الاعتقاد ونعلمهم الشرك وانواعه لكي يحذروا منه. وقد قال ابراهيم الخليل عليه السلام وهو خليل الله جل وعلا. قال داعيا ربه جل وعلا واجنبني وبني ان نعبد الاصنام قال اهل العلم خاف على نفسه وخاف على بنيه من بعده. قال ابراهيم التيمي رحمه الله تعالى ومن يأمن البلاء بعد ابراهيم. ولهذا نعلم من هذه الكلمة وهذا التعليق من الامام رحمه الله تعالى سوء مقالة من يقول ان في هذه البلاد لسنا بحاجة الى دراسة التوحيد ولا الى دراسة العقيدة ولا الى تدريسها لاننا الحمد لله عقائدنا صافية وعقائدنا سليمة وهذا الحال الذي نراه قد انتشر وان كان قليلا لكنها بداية انتشار تبين خطأ مقالته وزيفها واننا اشد ما نقوم الى بيان هذا الامر حتى يموت الميت منا وهو على قلب سليم لم تدنسه الاهواء ولم تدنسه الاعتقادات الباطلة. اسأل الله جل وعلا ان يسلمني واياكم. ثم اوصيكم اوصيكم بهذا الامر. وهو الا يغفل في بيتك وفي مجالك الوصية بالتمسك بالاسلام والسنة وبيان العقيدة الصحيحة وما يضادها من البدع والشركيات وان يدعو المرء الى هذا اهله ومن حوله اسأل الله الكريم ان يجعلني واياكم من اولئك وعن يمن علينا بخاتمة حسنة وثبات على الهدى والحق. وصلى الله وسلم على نبينا محمد الاية وعن ابي هريرة رضي الله عنه مرفوعا بدا الاسلام غريبا وسيعود غريبا كما بدأ فطوبى للغرباء. رواه مسلم ورواه الامام احمد رحمه الله من حديث ابن مسعود رضي الله عنه وفيه قيل من الغرباء؟ قال النزاع من القبائل وفي رواية الغرباء الذين الغرباء الذين يصلحون اذا فسد الناس ورواه احمد من حديث سعد بن ابي وقاص رضي الله عنه وابيه. وفيه فطوبى يومئذ للغرباء اذا فسد الناس. وللترمذي من حديث كثير ابن عبد الله عن ابيه عن جده فطوبى للغرباء الذين يصلحون ما افسد الناس من سنتي وعن ابي وعن ابي واميته قال سألت ابا تعلبة الخشني رضي الله عنه كيف تقولون في قوله تعالى يا ايها الذين امنوا عليكم انفسكم لا يضركم ولا يضركم من ضل اذا اهتديتم؟ قال لقد سألت عنها خبيرا. سألت عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال بل ائتمروا بالمعروف نهوا عن المنكر حتى اذا رأيتم حتى اذا رأيتم شحا مطاعا وهوى متبعا ودنيا مؤثرة واعجاب كل ذي رأي برأيه فعليك بنفسك ودع عنك العوام فان من ورائكم ايام الصابر فيها مثل القابض على الجمر. للعامل فيها اجر خمسين رجل يأمنون مثلها املكم قيل منا ام منهم؟ قال بل منكم؟ رواه الترمذي وابو داوود. وروى ابن وضاح نحوه من حديث ابن عمر رضي الله عنهما ولفظه ان من بعدكم اياما للصابر فيه للصابر فيها المتمسك بمثل ما انتم عليه اليوم له اجر خمسين منكم. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد فاسأل الله جل وعلا الكريم لي ولكم الثبات على الهدى والاستقامة على الرشد والبعد عن سبل الغواية واسأله ان يجعلنا ممن يصلحون اذا فسد الناس ويصلحون ما افسد الناس من سنة نبينا صلى الله عليه وسلم هذا الباب مناسب عنوان الكتاب فهذا الباب فيه ذكر الغرباء وما جاء فيهم. وهذا الكتاب هو كتاب فضل الاسلام وقد مر معنا انه يجب التمسك بوصول الاسلام واقامة الوجه اولئك الغرباء في زمنهم قول الاسلام عليهم ظاهر ومنة الله جل وعلا عليهم بالتمسك والاستمساك بالهدى ودين الحق. بين ظاهر. والدعوة الى سنة النبي صلى الله عليه وسلم وما في ذلك من الهجر وما يلزم لذلك من الصبر ما هو بين ولهذا ذكر في حديث ابي ثعلبة ان من وراء ان من وراء الصحابة قال ان من ورائكم ايام الصبر في الرواية التي قرأها ان من ورائكم ايام الصابر فيها كالقابض على الجمر. العامل فيها اجر خمسين يعملون مثل عملك قالوا منا او منهم يا رسول الله؟ قال لا بل منكم يعني من الصحابة. فمن عمل عملا عمل بمثله احد الصحابة كان لاولئك الغرباء الصابرين القابضين على دينهم كالقبض على الجمر كان للواحد منهم اجر خمسين من الصحابة عملوا مثل ذلك العمل. وهذا يبين لك ان فضل الاسلام والاستمساك بالسنة والدعوة اليها والصبر على ذلك ان فظله بلغ هذا المبلغ من ان من عمل عملا له اجر خمسين من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم عملوا بمثل ذلك العمل فاذا مناسبة الباب للكتاب ظاهرة والكلام عن عن الغرباء انه كلام ذو شجون. وذلك اننا لا نخلو في كل عصر. لا نخلو في كل عصر من وجود طائفة غرباء. حتى في زمن التابعين بل وفي اواخر زمن الصحابة حصل بعض الغربة وفي زمن التابعين ازدادت الغربة وصارت في الازمنة المتأخرة صارت الغربة ظاهرة. ولهذا هذا نقول ان الغربة الغربة غربتان. الغربة غربتان. غربة ظاهرة وغربة باطنة. في احد اختبارات تنقسم الغربة الى هذين القسمين. غربة ظاهرة ومثل لها اهل العلم بانها غربة اهل طلاح والطاعة بين الفسقة والفجار صعوبة اهل العلم المستقيمين الذين طلبوا العلم لله لم يطلبوه ليمانوا به السفهاء ولا يصرفوا وجوه الناس اليهم الذين خشعت قلوبهم وجوارحهم لله جل وعلا بين من طلب العلم ليس لله. من طلب العلم وطلبه ليس لله. بين من رغب في العلم لكنه رغب لاجل الجهل لاجل المال لاجل الترفع كذلك غربة المستقيمين في اموالهم وانفاقهم وتحري المأكل الحلال والمصرف الحلال بين اولئك الذين يأكلون من كل جهة ويفرفون من كل في كل جهة وهذه في غربة ظاهرة مثل لها اهل العلم في هذه الامثلة بغيرها. هذه غربة ظاهرة يتضح ذلك. اذا يتضح ذلك برؤية اصحابها. اذا فالغربة قد تكون في طائفة دون طائفة. قد تكون في فئة دون فئة. تكون في العلماء في جهة ما وتكون في العباد في جهة ما. فاذا هذه الغربة الظاهرة اساسها الاستمساك بالاسلام الصحيح والناس لا يرغبون في ذلك. فاذا امسك العالم بالاسلام الصحيح ودعا اليه وصبر على ذلك لابد ان يكون غريبا بين ابناء جده. اذا سلك صاحب المال في ماله الطريق المحمودة في الدخول والخروج لابد ان يكون غريبا بين امثاله وهكذا. فاذا الغربة الظاهرة هذه تكون بالوصل الغربة الظاهرة هذه تكون بالوقت. لمن اتصف بالعلم فيهم غربة وبينهم غريب لمن لمن كان عنده مال فيهم غربة لمن كان من اهل الجهاد في غربة وهكذا. القسم الثاني غربة باطنة. غربة باطنة وهي التي لا يظهر لا يظهر امرها. وهذه هي التي تنافس فيها المتنافسون. الا وهي غربة ادخل قلبي وقصده في توجهه الى مولاك. بحيث تكون ايراداته ورغباته الى الله وفي الله ولله. فيرى هذا الغريب يرى الناس من حوله وتكالبهم على الدنيا ورغبهم فيها وحرصهم عليها وانهم يرونها وكانها الباقية. يراهم وهو متجه فيما بينهم الى ربه طامعا في الجنة متباعدا عن النار يرى وكأنه غريب فيما بينهم لان قصده وتوجه قلبه مختلف عن توجه الناس. كذلك الخاشع الخاضع قلبه لله جل وعلى بين جمهرة الذين لا يخشعون لله جل وعلا يكون غريبا. فهذه الغربة الباطنة هذه الغربة باطنة مما يتنافس فيها المتنافسون لان لصاحبها لان لصاحبها الحظ الاوفر مما جاء في فضل في فضل الغرباء. لان صلاح الباطل اثره على صلاح الظاهر بين جلي فهاتان الغربتان هاتان الغربتان اما يظهر للمتأمل يظهر للمتأمل انها فاشية في الناس. من القرون الاولى. انه لابد لكن هل هاتان الغربتان مقصودتان بالحديث بدأ الاسلام غريبا وسيعود غريبا كما بدأ والجماعة هذه غربة عامة وكذلك كلما خص كلما نزلت بخصوصية صارت هناك غربة خاصة اذا فالغربة هذه الغربة العامة ليس هي ليست هي المرادة. انما المراد الغربة الخاصة. وهي غربة الجواب ليس الامر كذلك. فان قوله عليه الصلاة والسلام بدأ الاسلام غريبا يعني انه بدأ واهله قليل عددهم. يطردون ولا يكرمون. يبعدون ولا يقربون. لا يرفع بهم رأس ولا يقبل منهم قول ولا يتبع منهم ارشاد. فكانوا قليلا واقلا من القليل بدأ الاسلام بهم وهم صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم الذين اسلموا في مكة ثم عز الاسلام شيئا فشيئا حتى ما بلغ ما بلغ. قال عليه الصلاة والسلام وسيعود غريبا كما بدأ. هذه الغربة ليست لاهل المتمسكين به. ولكنها غربة للدين. فالاسلام اول ما ظهر توحيد الله جل وعلا تنزيه الله جل وعلا عن كل نقص في مكة كان قريبا بين العرب. فقال القائل منهم هؤلاء الطابعة هؤلاء خرجوا علينا. فكان النبي صلى الله عليه وسلم يسمع بخبره في في الجزيرة. يتناقل الناس خبرا لانه غريب بما جاء به. وقبل ان يأتي عليه الصلاة والسلام بالاسلام وقبل ان يوحى اليه لم يكن غريبا بل كان معروفا فيما بينهم لكنه لما جاء بالاسلام صار الاسلام في وقته صار غريبا بين ملل الكفر ونحل الباطل باجمعها. قال عليه الصلاة والسلام سيعود غريبا كما بدأ. يعني ان الاسلام الصحيح يعني ان الاسلام صحيح فيعود غريبا فيستغرب تستغرب مبادئه وتستغرب اصوله في زمن من الازمان. قال وسيعود غريبا. كما بدأ. ولكن قال اهل العلم ان هذه الغربة يفهم منها انه سيعود عزيزا بعد بعد غربته لانه لما كان الاسلام في اول الامر غريبا اتى بعد تلك الغربة عزة للاسلام ولاهله. قال يفهم من ذلك انه اذا عاد غريبا فانه سيعود له العزة والتمكين بعد ذلك. واذا نظرت نظرت الى غربة الاسلام هذه وجدت انه قد ظهر من القرون الثلاثة الاول في اواخر القرن الثالث او اواخر القرن ثاني بدأت النحل والافكار تنتشر وتظهر. فساد المعتزلة بما سادوا به حتى اصبح تمسكوا بالسنة غريبا. صار الامام احمد في وقته غريبا. الجميع من العلماء والعباد. الا من رحم الله اجابوا الفتنة وصبر فصار غريبا وصار الحق في ذلك الوقت غريبا. ثم زالت تلك الغربة ولكن رجع غربة اخرى وهكذا. وبالجملة نقول انك اذا درست وعلمت اصول الاسلام ثم نظرت الى ما حدث لتلك الاصول من التغيير والتبديل سواء في توحيد الالهية او في توحيد الاسماء والصفات او في اصول ايمان او في القدر او في غير ذلك من ابواب الاعتقاد ثم رأيت ما حصل من في هذه الابواب من التغيير وجدت ان اهله الذين تمسكوا بهؤلاء ان تمسكوا بهؤلاء الاصول وبتلك الدعائم العظام ان اهله كانوا غرباء. ولهذا قال اهل العلم الفرقة الناجية الفرقة الناجية هي الغريب واهلها هم الغرباء. والفرقة الناجية او الطائفة المنصورة هذه وهذه الثورة. الفرقة الناجية والطائفة المنصورة كما قال اهل العلم من المتقدمين احمد والبخاري وغيرهم هم اولو العلم. وهم اولو الحديث هم اصحاب الحديث والاثر لانهم يتمسكون بما ايجمع الناس الموافق والمخالف على انه كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه. لكن المبدلين يقولون ان ما كان عليه اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم اسلم ولكن طريقتنا احكم. وهؤلاء الغرباء يعني الفرقة الناجية والطائفة المنصورة. هؤلاء تمسكوا بالاصول الاولى ولم يغيروا ولم يبدلوا. ولهذا تجد انهم ان المتمسك بما كان عليه الاوائل لا بد ان يكون غريبا. لابد ان يكون غريبا. لم؟ لان التمسك باصل الاسلام وما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه هذا قد لا يوافق اهواء كثير من الناس. قد لا يوافق اهواء كثير من الناس. اذا سنتلخص من هذا ان النبي صلى الله عليه وسلم لما قال بدأ الاسلام غريبا وسيعود غريبا كما بدأ ان هذه غربة للاسلام وليس المراد غربة اهله لكنها تلحق بالتبع. وهذه الغربة هذه الغربة بدأت تظهر عند عن كل اصل من اصول الاسلام. فلما ظهرت الفرق وانتشرت وتكاثرت ثلاثة وسبعين فرقة. صارت هذه الفرقة الواحدة من بين الثلاثة والسبعين فرقة صارت غريبة وصار اهلها غرباء. قال كلها في النار الا الا واحد ولهذا قال بعض اهل العلم الغربة الغربة تنقسم بالنظر الى مجموع الناس الى اقسام. وغربة اهل الاسلام وغربة اهل الاسلام. بين من لا يدينون الاسلام هذه ظاهرة. فالمسلم اذا عاش بين الكفار او كان يخالطهم فسيكون غريبا. ولو كان ما عنده التمسك باصول اهل السنة الناجية والطائفة المنصورة بين الفرق جميعا نقول هنا فيما قاله الامام رحمه الله مستدلا بقول الله تعالى فلولا كان من القرون من قبلكم اولوا بقية ينهون عن الفساد في الارض. قال فلولا كان من القرون يعني فهلا كان من القرون والقرن هم الناس الذين في وقت واحد. خير الناس قرني يعني صحابته الذين عاشوا في وقته عليه الصلاة والسلام. فلولا كان من القرون من قبلكم اولوا بقية. يعني الذين سلفوا من الامم الذين قص الله جل وعلا خبرهم في هذه السورة سورة هود لولا كان منهم يقول الله هلا كان منهم قولوا بقية قولوا عقل وفهم وبقية من التمسك باثار الانبياء ينهون عن الفساد في الارض الواقع انه لم يكن فيهم من اولئك كثير. قال جل وعلا الا قليلا ممن انجينا منه. فكان اولئك السكون قليلين بالنسبة الى من عاداهم. وهذا الوصف وهو القلة ملازم للغرباء. ملازم للغرباء من صفاتهم انهم انهم قليل. نبه عليه الشيخ في قوله الا قليلا ممن انجينا منه. ولهذا وصف الله جل وعلا الاكثرين بانهم ليسوا على الرشد والهدى. فقال جل وعلا ان وان تطع اكثر من في الارض يضلوك عن سبيل الله. وقال جل وعلا وما يؤمن اكثرهم بالله الا وهم مشركون. وقال جل وعلا وما اكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين. وقال جل وعلا وما امن معه الا قليل. وهكذا كذا وهكذا فاذا الوصف الاول من اوصاف الغرباء انهم قليل. ولهذا جاء في الحديث ان النبي صلى الله عليه وسلم قال هم اناس صالحون قليل في اناس سوء كثير. من يعصيهم اكثر ممن يطيعهم. لكن هل القلة وصف كاتب او وصف مؤسس الجواب انه وصف كاشف وليس بوصف مؤسس. ما معنى؟ وما الفرق بين الامرين؟ الوصف هو الذي ليس عمدة في في كشفهم ومعرفتهم. يعني ليس كل ما كان اصحاب فكر انهم قليل معنى انهم على الحق ولهذا درجة هذه الشبهة على كثيرين. فكلما تمسكوا بالحق فكلما تمسكوا بامرهم الذي هو على غير الحق وظنوا انهم على الحق ورأوا انفسهم قليلين قالوا نحن على الحق وقالوا الجماعة ما كان على الحق ولو كنت وحدك ونحو ذلك وهذا استدلال بالمتشابه. فاذا هذا الوصف وصف كاشف غير مؤسس. كما وصف النبي صلى الله عليه وسلم الخوارج بقوله ايماهم بقوله سيماهم التحليل. سيماهم التحليل. قوله سماهم التحليل هذا وصف كاشف ولا مؤسف؟ كاف ليس كل من صار يحلق رأسه فهو فهو خارج لكن هذا وصف كاشف تتبين به اولئك مع مجموع الاوصاف الاخرى فاذا القلة وصف كاشف للغرباء. لانهم لو كانوا كثير وصار المغاير لهم قليل وصار المغاير لهم قليلا فانهم لا يسمون غربا. هذا الوصف الاول. الوصف الثاني لهم الذي جاءت به هذه الاحاديث انهم متمسكون بالسنة عند فساد الامة. وهذا وصف نبه عليه الشيخ بذكره هذه الرواية. المتمسك بالسنة عند فساد الامة. كيف المتمسك في السنة؟ السنة اسم جامع لما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم من الاحوال في العقائد وفي العبادات وفي المعاملات السنة اسم جامع. ليست السنة خاصة بالهدي لا. ولهذا انتبه اهل الحديث رحمهم الله الى هذا الاصل فسموا كتب الاعتقاد سموها كتب السنة رعاية لهذا الاصل. لان المتمسك بها المتمسك بها قد قد حاز الفضل. ومن تمسك بها وقد خالفه الاكثرون فانه سيكون غريبا. وهذا الذي حصل. فان اهل الحديث اهل الحديث واهل السنة اتتهم الازمان مديدة اصبحوا غرباء فيما بين الناس وقد كان الامام احمد في وقته غريبا وقد كان اهل السنة في القرن الثالث والرابع غريبين وظهرت الدولة الفاطمية. العبيدية الكافرة وظهر فئات من الناس يدعون الى نحلهم ما بين صوفية وما بين معتزلة وما بين اشاعرة وغير ذلك فصار اهل الحق والاثر صاروا غرباء المتمسك بالسنة هذا وصف مهم. والسنة اسم جامع لما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم في العقائد و ايه؟ والعبادات والمعاملات والاحكام. فاذا هذا وصف له. فمن تمسك بالسنة وعض عليها بالنواجذ وصبر على ذلك كان حريا بان يكون من اولئك الغرباء ولو خالفنا الوصف الثالث مما جاء ان من يعصيهم اكثر ممن يطيعهم من يعصيهم اكثر ممن يطيعهم. وهذا يفهم منه انه لا يقتصرون على انفسهم لا يقتصرون على انفسهم في التمسك بالاسلام والسنة. وانما يدعون غيرهم. لانه قال من يعصيهم اكثر ممن يطيعهم فاذا هم يدعون الى السنة. وهذه الدعوة الى السنة متنوعة بتنوع الزمن. قد تكون الدعوة بالقلم بالكتاب وقد تكون الدعوة بالكلام والمناظرات وقد تكون الدعوة المصاحبة ونحوها الدعوة عامة هنا من يعصيهم قال اكثر ممن يطيعه. فاذا اذا دعا داع بالكتابة فهو داع ومن اذا دعا بالكلام فهو داع واذا دعا بالمصاحبة فهو داع واذا دعا بتمسكه بالهدي فايضا هو هو داع بفعله لا بقوله. اذا قوله هنا من يعصيهم اكثر ممن يطيعهم نستفيد منه انهم انهم يدعون ولهذا ذكر الامام رحمه الله حديث ابي ثعلبة الكشري حديث ابي ثعلبة الخشني مناسبة للباب من جهتين الجهة الاولى انه ذكر حدا لهذه الدعوة. حدد للدعوة. متى يدعو الى متى تدعو الى متى؟ متى يعذر بترك البلاغ؟ قال حتى اذا رأيت شبحا مطاعا وهوى متبعة ودنيا مؤثرة واعجاب كل ذي رأي برأيه فدع عنك فعليك بخاصة نفسك ودع عنك امر العامة. في هذه الحالة يعذر المرء. اذا اجتمعت هذه الصفات الاربعة اذا هو قد يكون غريبا اذا لم يدعو بس بشرط بشرط ان تتوفر هذه الاربع ان يوجد الشح المطاع ان يوجد الهوى المتبع الدنيا المؤثرة اعجاب كل ذي كل ذي رأي برأي. وتلاحظ ان هذه الاوصاف اذا اجتمعت فان القلوب لن تتقبل ايمان ولا اسلام ولا خلاص تكون هي على ما هي عليه. ولن تتقبل لانها معجبة في هواها معجبة برأيها متبعة لهواها. ومطيعة لشحها وبكلها وعدم قبولها للحق ممن جاء به المناسبة الثانية للايراد هو اخر الحديث انه قال الصابر فيها كالقابض على جمر للعامل منهم اجر خمسين. اذا نخلص من هذا الى ان غربة الاسلام غربة الاسلام لها وصف. وغربة الغرباء لها وصف ذكرنا غربة الاسلام وكيف تكون وغربة الغرباء هؤلاء وبعض اوصافهم التي جاءت جاءت في هذه الاحاديث. ونقول اخيرا انه يحصل لك من مجموع هذه هذه الاحاديث وهذا الباب ان مدار الغربة النافعة التي لصاحبها اجر الخمسين ان مدارها على الاستمساك بالامر الاول. وهدي النبي صلى الله عليه وسلم وهدي هذا مدارها متمسك بالسنة. فلما تمسك وكان الذي يعفيه اكثر مما يطيعه وصبر حتى طار صبره كقبض على جمر صار له من الاجر ما لخمسين صحابيا عملوا بمثل امله. لم؟ لان الصحابة لما عملوا كان هناك مساعد له وهؤلاء يقبضون على دينهم كقبض على جمر. وهذا ولا شك هو زماننا وهذا ولا شك هو زمان بل ان كل طائفة من اهل العلم ظنت ان زمان الغربة هو هو زمانها. لهذا قال احمد بن ابي عاصم احد العلماء العباد من اقران ابي سليمان الداراني فيما ذكر عنه ابو نعيم في الحلية قال اصبح اهل العلم الثائرون الى الله جل وعلا غريبين بين اهل المقام بعلمه واصبح اهل الاستقامة غريبين بين اهل الشهوات واصبح طلاب الاخرة غريبين بين طلاب الدنيا. وهذه غربة في كل زمن حاصلة. مثل ما قسمت لكم اولا وغربة ظاهرة. الغربة الباطنة. هذه الغربة حاصلة يستشعرها المرء بل ربما جلس المرء في مجلس وصار الجميع ممن حوله يراهم يهتمون بشيء وهو همه بشيء اخر فرأى نفسه غريبا وان لم يكن غريب البدن والثياب ولكنه غريب قلبه فيما بينهم هو همه في شيء وهم همه شيء اخر. لهذا نقول مدار هذا الامر على التمسك بسم الله. ولهذا نحث انفسنا جميعا ومن حولنا. على التمسك بالامر الاول. وعلى السنة وعلى ما كان عليه السلف الصالح رظي الله عنه. فان اهل الحديث فان اهل الحديث والسنة كانوا غرباء فيما مضى. وسيبقون غرباء حتى يقاتلوا اواخرهم حتى يقاتلوا اواخرهم مع عيسى ابن مريم. وهم الذين يعلمون صفات الدجال بما يعلمون من احاديث النبي صلى الله عليه وسلم. فيأتي طوائف منتسبة الى الايمان ولكنهم يفتنون بفتنة المسيح الدجال. لبعدهم عن السنة وعن معرفته. ويكون هؤلاء ايكونا ومنهم والله اعلم منهم الذي يقول انه ما زادني ذلك فيك الا معرفة حيث قتله بالدجال واعاده حيا قتله واعاده حيا. فقال الان الست بربك؟ قال ما زادني ذلك فيك الا معرفة لم؟ لانه يعلم حديث النبي صلى الله عليه وسلم ويعلم ما جاء في سنته من وصف الدجال. اهل العلم بالحديث هم احق الناس بهذه الاوصاف. ولهذا نتمسك قدر المستطاع في سنة النبي صلى الله عليه وسلم لما عندهم وفي احوالهم اكثر. ولهذا يحشر الناس يحشر المرء مع من يحب يحشر المرء مع من يحب. ولا شك ان من يكثر الورود على سنة النبي صلى الله عليه وسلم قراءة وتدبرا وتأملا استمتاك وحرصا ودعوة لانه شاء الله تعالى اذا توفاه الله جل وعلا للاسلام وقبل منه ذلك