وهذا من جملة ما يعجل فضل الاسلام على اهل الاسلام في ان المسلم اذا التزم واطاع الله جل وعلا فانه يهدى ويعان ولا يترك لنفسه فكما ان هذه الامة متميزة برفع الحرج فان هذا يكون من الدين الذي هو احب الى الله جل وعلا من غيره يعني من التفسير ولهذا كان سفيان الثوري رحمه الله تعالى يقول في معرض كلام الله او كقوله عنه او حتى او حدث او اشبه ذلك مما فيه صيغة الجزم في البداية ما ذكر فان هذا يدل على صحة اسناده عنده او جودته عنده لكنه تخاصر عن رتبة شرطه المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد بن إبراهيم بن عبد اللطيف ال الشيخ طروحات كتب الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله. شرح فضل الاسلام. الدرس الثاني بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين قال رحمه الله تعالى وفيه ايضا عن ابي هريرة رضي الله تعالى عنه انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اضل الله عن الجمعة من كان قبلنا فكان لليهود يوم السبت وللنصارى يوم الاحد. فجاء الله بنا فهدانا ليوم الجمعة. وكذلك هم تبع لنا يوم القيامة نحن الاخرون من اهل الدنيا والاولون يوم القيامة. وفيه تعليقا عن النبي صلى الله عليه انه قال احب الدين الى الله الحنيفية السمحة. وعن ابي ابن كعب رضي الله تعالى عنه انه قال عليكم بالسبيل والسنة فانه ليس من عبد على سبيل وسنة ذكر الرحمن ففاضت عيناه من خشية الله فتمسه النار وليس من عبد على سبيل وسنة ذكر الرحمن فاخشعر جلده من خشية الله الا كان مثله وكما تلي شجرة اليابسة ورقها فبينما هي كذلك اذ اصابتها الريح فتحات عنها ورقها الا تحاس عنه ذنوبه كما كما تحات عن هذه الشجرة ورقها وان اقتصادا في سبيل وسنة خير من اجتهاد في خلاف سبيل وسنة. وعن ابي الدرداء رضي الله تعالى عنه انه قال يا حبذا نوم الاسد قياس وافطارهم كيف يغبنون سهر الحمقى وصومهم ولا مثقال ذرة من بر مع تقوى ويقين فهو افضل وارجح من امثال الجبال عبادة من المغترين بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن اهتدى بهداه اللهم انا نسألك علما نافعا وعملا صالحا وقلبا خاشعا اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما وعملا واغفر لنا ذنوبنا انك انت الغفور الرحيم اما بعد فقد مر معنا الكلام على الايات التي ذكرها الامام المجدد رحمه الله في صدر هذا الباب بل وفي صدر هذا الكتاب مما يدل على فضل الاسلام في نفسه وفضله على اهله وفضل هذه الامة وما حبى الله جل وعلا هذه الامة بعامة وما ميز به شريعة الاسلام من الفضائل وبعد ذلك قال وفيه ايضا يعني في الصحيح عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اضل اضل الله عن الجمعة من كان قبلنا المصلح فيه دليل على عناية الله جل وعلا بهذه الامة ورزقه بها عدم اظلاله لها بل اعانها ومن عليها حتى صارت سابقة للهمم في شعائرها في الدنيا وفي منزلتها وكذلك يوم القيامة فكان لليهود يوم السبت وللنصارى يوم الاحد. فجاء الله بنا فهدانا ليوم الجمعة. وكذلك هم تبع لنا يوم القيامة نحن الآخرون من اهل الدنيا والاولون يوم القيامة قوله هنا وفيه ايضا يعني في الصحيح وهذا عطف على الكلام الذي سبق حيث قال في فيما سبق وفي الصحيح عن ابن عمر رضي الله عنه والعلماء يعبرون بقولهم وفي الصحيح خاصة المتأخرين منهم وتارة يعنون انه يكون في الصحيحين مع وتارة يعنون انه يكون في البخاري وهو الاكثر وتارة يعنون انه في مسلم وربما عطفوا واحدة على واحد. ويكون احدهم مع البخاري والثاني مسلم ولذلك لا يشترط في العطف ان يكون مخرج الحديث واحدا بل العطف على ظاهره في ان المراد ان يكون الحديث محرجا في الصحيح اما ان يكون في البخاري او في مسلم او فيهما معا وقوله هنا عليه الصلاة والسلام اضل الله عن الجمعة من كان قبلنا بيانه ان الله جل جلاله ابتلى الامم من قبلنا في يوم يتخذونه عيدا فامرهم بيوم واعمى ذلك اليوم عليهم فاجتهدوا فيه فاجتمعت اليهود واجمعت على ان ذلك اليوم هو يوم السبت واخطأوا في ذلك ثم بعدهم النصارى امروا بيوم يتخذونه عيدا يكون عيد الاسبوع ويجتمعون فيه اجتمعوا على ان يكون يوم الاحد فاخطأوا في ذلك فاضل الله جل وعلا الامتين من قبلنا عن اليوم الذي اختاره الله جل وعلا في علمه وهو يوم الجمعة وهو يوم الجمعة وفي هذا دليل على ان الامم من قبلنا قد تجتمع على غلط وتجتمع على خطأ حتى قبل التحريف وان الله جل وعلا يضل امما بمحض حكمته سبحانه وتعالى لما عملوه او ليكون الفضل لغيرهم عليهم وهذا من الابتلاء الذي ظهر به فضل هذه الامة وسابقتها مع كونها امة متأخرة في الزمان وفيه اظهار فضل امة محمد صلى الله عليه وسلم حيث انها لا تجتمع على ضلالة فظهر بذلك فضل هذه الامة لما فضلها الله جل وعلا بالاسلام من جهتين الجهة الاولى انه لم يترك لهم اختيار اليوم بل امرهم به معينا بخلاف من كان قبلنا والجهة الثانية ان الله جل وعلا انعم على هذه الامة بانها لا تجتمع على ضلالة قد ذكرت لكم امس انها هذا اللفظ لا تجتمع امتي على ضلالة مروي من طرق يسد بعضها بعضا وهي ظعيفة الاسانيد وبعضها شديد الضعف لكن يشهد بعضها لبعض مما جعل عددا من اهل العلم يعدونه في الاحاديث الحسنة فهذه الامة قصة بعدم اجتماعها على ضلالة وبان الله جل وعلا لم يكلها الى نفسها بل بين لها الدين واتم عليها النعمة كما قال جل وعلا اليوم اكملت لكم دينكم. هذه الامة قصة لعدم اجتماعها على ضلالة. وبان الله جل وعلا لم يصلها الى نفسها بل بين لها الدين واتم عليها النعمة كما قال جل وعلا اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا وكما سبق فان دينا رضيه الله جل وعلا جملة وتفصيلا واجب على العباد ان يرضوه هم اذ رضيه الله جل وعلا للعباد الذين به وهل يستسلم له جل وعلا بهذا الدين قال اضل الله عن الجمعة من كان قبلنا. فكان لليهود يوم السبت وللنصارى يوم الاحد فجاء الله بنا فهدانا ليوم الجمعة وهذا فيه ان قوله فهدانا ليوم الجمعة ان لفظ الهداية يعم ما كان عن اجتهاده وما كان عن غير فالله جل وعلا هدى هذه الامة فيما حمرها بهم وفيما نهاها عنه لان هذا من الهداية العظيمة الا توكل في اشياء كثيرة الا توكل في اشياء كثيرة الى انفسها واجتهادها بل هداها الله جل وعلا بتفاصيل الاحكام وهذا من جملة ما يدخل في قوله عليه الصلاة والسلام فجاء الله بنا فهدانا ليوم الجمعة وفي قوله جل وعلا اهدنا الصراط المستقيم. يعني طلبا للهداية لتفاصيل الاستقامة على الصراط وعملا اعتقادا وتصديقا قال بعدها عليه الصلاة والسلام وكذلك هم سبع لنا يوم القيامة وذلك ان هذه الامة امة محمد صلى الله عليه وسلم تكون سابقة يوم القيامة فهذه الامة متأخرة ولكنها يوم القيامة سابقة سبق الهلال البدر لكن لم يصر بالسبق بدر قال نحن الآخرون من اهل الدنيا والاولون يوم القيامة نحن الآخرون من اهل الدنيا. يعني من جنس الامم التي بعثت اليها الرسل فما من امة الا جاءها رسول. كما قال جل وعلا وان من امة الا خلى فيها نذير وقال جل وعلا ولقد بعثنا في كل امة رسولا ان يعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت فمنهم من هدى الله ومنهم من حقت عليه الضلالة فالامم المتنوعة بعثت اليها الرسل لكن اخر امة هي امة محمد صلى الله عليه وسلم توفي سبعين امة من الامم بعثت اليها الرسل في اجناسها ولكن قد تبقى اثار الرسالة واثار النبوة وقد لا تبقى بظلم من العباد وبصنيع العباد في انفسهم بهلا بان لم يستجيبوا للرسول فيوم القيامة يأتي النبي ومعه الرجل والرجلان. ويأتي النبي وليس معه احد. من قلة استجاب له. وفي الحديث الصحيح انتم توفون سبعين امة انتم اكرمها انتم خيرها واكرمها على الله فقوله نحن الآخرون من اهل الدنيا يحتمل امرين الاخرون من الامم التي بعثت اليها الرسل من اهل الدنيا او الاخرون يعني الامة التي ستبقى الى قيام الساعة فهي حاصرة يعني ستكون متعثرة على غيرها من الهمم يعني من اهل الدنيا من جنس الامم قال والاولون يوم القيامة والاولون يوم القيامة يعني ان اول امم تحاسب هي امة محمد صلى الله عليه وسلم. واول الامم تستريح من هول الموقف. هي امة محمد صلى الله عليه وسلم واول امة تعبر الصراط هي امة محمد صلى الله عليه وسلم لان نبيها عليه الصلاة والسلام هو السابق الى هذا كله وقد قال عليه الصلاة والسلام انا اول من تفتح انه ابواب الجنة وامته عليه الصلاة والسلام على اثره وهذا من فضل الله جل وعلا على هذه الامة انهم متميزون في الدنيا مهديون معانون وهم في الاخرة ايضا سابقون الى الجنة وسابقون قبل ذلك الى الاستراحة منه اعظم عند الله جل وعلا ممن عمل العمل الكثير لان ذاك صاحبه اخلاص ويقين وسنة وحسن قصد ورغب ورهب الى اخر ما يبارك الله جل وعلا به الاجور تحز الى ابو بكر شعبة حول الموقف اذا تبين هذا فهذا الحديث فيه فوائد الفائدة الاولى ان الضلال قد يقع في الامور الاجتهادية لقوله عليه الصلاة والسلام اضل الله عن الجمعة من كان قبلنا. وقد لا يؤاخذ المزدح لكن يطلق عليه انه اضل الصواب وفي القرآن ايضا ما يدل على ذلك كقوله جل وعلا ان تضل احداهما فتذكر احداهما الكفر وكقوله فاذا ظللنا في الارض ائنا لفي خلق جديد على احد التفسيرين وهذا يعني ان الضلالة هو الذهاب وعوذت الصواب وقد يكون مع الحثم اذا قصر في الاجتهاد وقد لا يكون مع الاثم فليس كل وصف بالضلال يعد قدحا فيما لمن وصف به. ولهذا صاحب من اهل العلم يعبرون في المسائل التي يفطر فيها من اخطأ بانه ظل في ذلك او هذا ضلال مبين نحو ذلك. ولا يعنى به انه يأثم على ذلك او انه صار في ذلك على وصف هواه او ما اشبه ذلك. وانما هي محتملة كما جاء في القرآن انها ستكون في النسيان والترك الذي عن غير حق وتقول الامور الاجتهادية وتكون ايضا بما يتركه المرء عن تقصير بإبتغاء الحق والسعي اليه الفائدة الثانية يوم الجمعة اختلف العلماء فيه هل هو اول ايام الاسبوع؟ ام هو اخرها وجمهور اهل العلم على ان يوم الجمعة هو اول ايام الاسبوع وان السبت بعده وان الاحد بعده واستدلوا لذلك بعدة ادلة منها ان منها هذا الحديث حيث قال وكذلك هم تبع لنا يوم القيامة في قوله وكذلك وفي رواية اخرى لهذا الحديث فنحن اليوم وهم واليهود غدا والنصارى بعد غد واستدلوا ايضا بذلك بان يوم الجمعة ويوم عيد والعيد يكون اول الايام. ولا يكون اخرها يكون افتتاح الاسبوع ولا يكون اخر الاسبوع وطائفة من اهل العلم؟ قالت لا. يوم الجمعة هو اخر ايام الاسبوع سيطلب من مظالمة لكن الشاهد هنا انه حث على هذا القول الذي قال به طائفة من انه اخر ايام الاسبوع فلا يعارض ان يكون سد بعده والاحد بعده باعتبار انها ثلاثة ايام متوالية فكان السبق لليوم الاول وهو يوم الجمعة. وبعده اليوم الثاني وهو اليوم السبت ثم يوم الاحد على كل من القولين فانه فان يوم الجمعة يسبق يوم السبت والاحد الفائدة الثالثة ثم انتقلنا الى ها وبالتفصيل الكلام عليها طيب الفائدة الثالثة ان هذا الحديث وهو موطن بعنوان التميز ومنها عدم اجماعها واجتماعها على ضلالة فان غيرها من الامم هذه الدنيا فيها اشياء كثيرة ومما ابتليت به كما سيأتي الاثار والاغلال. ومما ابتليت به انها حملت ما لا طاقة على هذا ومما ابتليت به كثير من الاحكام في الطهارة والصلاة واشباه ذلك مما عجزوا عنه حتى حرفوه و ترحبوا الطريق الذي رضيه الله جل وعلا لا قال بعدها رحمه الله وفيه شريطا عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال احب الدين الى الله الحنيفية السبعة يريد بقوله وفيه يعني في الصحيح الذي عناه بقوله في الحديث الذي قبله وفيه ايضا عن ابي هريرة وفيه تعريفا صحيح البخاري عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال احب الدين الى الله الحنيفية السبعة. وقد ذكر البخاري رحمه الله هذا حديثة معلقة في باب الدين اليسر في كتاب الايمان من اول صحيح البخاري وقول المصنف فيه شاميطا يعني ان البخاري رحمه الله تعالى لم يصل اسناده وانما علقه والاصل التاريخ من الفاظ الاصطلاح سلاح اهل الحديث يريدون به ان المخرج للحديث ليس محرك ان المخرج للحديث او الراوي للحديث من اصحاب الكتب يهدف ويسقط ما بينه وبين من علق عنه من الاسلام. فيسقط عددا من الرجال قد يصرف واحدة وقد يسقط اثنين وقد يسقط ثلاثة وقد يسقط جميع الاسناد ويذكر منتهاه فيقول وعن النبي صلى الله عليه وسلم او قال النبي صلى الله عليه وسلم لكن البخاري رحمه الله تعالى له طريقة في الثعابين انه اذا جزم بالتعليم يعني ذكره بصيغة الجزم كقوله قال والبخاري له شرط في الصحيح كبير ولهذا تقاصرت كثير من الاحاديث عنده عن شرطه فربما علق بصيغة الحفظ كما فعل في هذا الحديث انه علقه بصيغة الجزم وهو عن محمد ابن اسحاق عن داوود ابن الحصين عن عجيبة عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال احب الدين الى الله الحنيفية للسمع ومعلوم ان محمد ابن اسحاق وصفه جمع من اهل الحديث وخاصة المتعثرين بانه يدنس وانه قد يسقط الواسطة بينه وبين بين كافر لكن داوود ابن الحسين فقط وهو شيخ ابن اسحاق في هذا الاسناد وما دام ان البخاري علقه بصيغة الجزم فهذا يدل على صحة سماع محمد ابن اسحاق بهذا الحديث عن داوود ابن قصي لانه من طريقة اصحاب الصحيح انه اذا صح عندهم التحكيم في طريق من الطرق فانهم لا يبالون. اذكروا الاسناد وفيه التهميش ام ذكروه وليس فيه التحديث وهذا مأخوذ من صحيح ابن حبان بالتنصيح لانه نص عليه في مقدمته ومن صحيح البخاري ومسلم واشباههما بالاستقرار حيث تستقيم هذه القاعدة فيما يذكرونه وهذا الحديث موصول عند البخاري في الادب المفرد وفي كتبه عند الامام احمد وجماعة واسناده جيد والعلماء صححوه وله شواهد مختلفة اه تدل عليه قال احب الدين الى الله الحنيفية السبحة احبوا الدين الدين هنا ما المقصود به هل الالف واللام فيه للجزر فيناهي جميع الاديان؟ ان احب الاديان الى الله الحلفية السمحة التي هي دين الاسلام ودين محمد بن عبد الله عليه الصلاة والسلام فيشملوا حينئذ اذا كانت الالف واللام للجزء يشمل جميع الاديان السابقة فيظهر بذلك فضل هذا الدين ومحبة الله جل وعلا له الوجه الثاني ان الالف واللام في هنا بالالف والدين المعبود هو دين الاسلام فمعنى هذا الحديث على هذا توجيه احب الاسلام الى الله الحنيفية السبحة يعني احب خصال الدين الذي هو الاسلام الى الله جل وعلا الحديثية السمحة ففصال الدين متنوعة واموره كثيرة وشرائعه متعددة فاحبها الى الله جل وعلا الخليفية يعني ما كان على وصف السنة وكان سمحا الله جل وعلا لم يجعل ما يحبه من شرائع الاسلام الاثار والاغلال او فيما هو عزيز على العباد بل احبه اليه جل وعلا هو ما كان سمحا وسهلا اذا تبينت ذلك فات بحسب تقدير او توجيه كلمة الدين يختلف معنى احد فعلى المعنى الاول وهو ان الجنس تكون احب افعل بمعنى مفعول يعني ايه محبوب الدين الى الله الحنيفية السمحة لان الاديان التي سبقت بعد مدين الاسلام ليست محبوبة لله جل وعلا ولا يرتضي جل جلاله من احد ان يدين بها يصلح الاجتهاد من مثله بتطبيق الاصول وقواعد الشرع ومنها قاعدة المشقة تجذب التيسير او الضرر ميزان او نحو ذلك من الخوارج. فاذا كانت الحكم اليسير جاء عنه اجتهاد صحيح. في تطبيق بل لابد ان يدين بالاسلام فاذا كان كذلك فلا تقدر احد بانها تفعل على بابها بل يكون معناها محبوب الدين عند الله او الى الله وكونه افعل لا تكون على تفضيل. هذا كثير في اللغة فانها للتفضيل في اصلها لكن قد تكون لغيره في مواضع كثيرة. كقول الله جل وعلا اصحاب الجنة يومئذ خير مستقرون واحسن ما قيل يعني خير مستقرا من اهل النار. لكن هل عند اهل النار خير؟ لا واحسن مصيبة. يعني احسن ما قيل في اهل النار. هل اهل النار يكون عندهم نصيب اه حسن لا فيكون الى معنى طيب معنى قول احسن ما قيلا يعني حسن مصيرهم وكذلك في قوله احب الدين الى الله هنا يعني محبوب الدين الى الله الحنيفية السمحة التي هي الاسلام وعلى التوجيه الثاني ان يقول الدين المقصود به الدين المعبود وهو الاسلام فيكون احق على بابها يعني احب بخصال الاسلام وشرائع الاسلام الى الله جل وعلا الحديثية السمحة وهذا هو الذي فهمه البخاري حيث اورد الحديث في كتاب الايمان ليدل على يسر الدين اولا وان الفرج احبه الى الله جل وعلا وليدل على ان الاعمال من الايمان كما هو معلوم في موضعي قوله الحديثية السمحة الحنيفية في الاصل هي ملة ابراهيم الخليل عليه السلام وهي التي اوحي الى محمد عليه الصلاة والسلام ان يتبع ملته. كما قال جل وعلا ثم اوحينا اليك ان نتبع ملة ابراهيم وما كان من المشركين والحنفية مأخودة من الحنف وهو البيت لانها نالت عن جميع طرق الضلال الى الطريق الذي رضيه الله جل وعلا ما لك عن الشيخ الى التوحيد وقد يقال لها الملة العوجاء بمعنى الحنيفية يعني التي فيها اعوجاج عن طريق يعني مي يعني ميلا عن طريق الشرك الى طريق التوحيد وعن اهل الشرك الى اهل التوحيد والحديثية اذا كانت معنى البيت فانها قد تكون في العقيدة وهو الاصل والتوحيد وقد تكون في الشريعة لان العقيدة في باب العلم تحتاج الى ميل عن الغلط الى الصواب والشريعة في باب القهوة والشهوات تحتاج الى ميل عن طريق الشهوة الى طريق الاستباح والاستقامة قال السمع والسمحة يعني الميسرة السهلة وفي هذا الحديث مما اراده المؤلف رحمه الله ان الله جل وعلا من على هذه الامة بانه جعل منها حديثية تمحن سهلة بخلاف الامم من قبلنا فقد ابتلاها الله جل وعلا بالاثار والاغلال كما قال جل وعلا ويضع عنهم كسرهم والاغلال التي كانت عليهم وقال جل وعلا وما جعل عليكم في الدين من حرج ملة ابيكم ابراهيم هو سماكم المسلمين من قبل والله جل جلاله لما ابتلى الامم من قبلنا بانواع الاحكام الشديدة وصعبة وعسيرة فانه جل وعلا حثك عن هذه الامة حتى صارت سمة هذه الامة وسنة هذا الدين انه دين يسر وسهولة وان العبادات في هذه الامة عبادات سهلة ميسرة وصارت قاعدة من قواعد الشريعة ان الحرج مرفوع وانه لا واجب مع العدل ولا محرم مع الضرورة وان المشقة تجذب التيسير حتى اختص الله جل وعلا هذه الامة بانها لا تؤاخذ بما حدثت انفسها ما لم تعمل او تتكلم كما جاء في الصحيح انه عليه الصلاة والسلام قال ان الله تجاوز لامتي يعني خاصة هذه الامة تجاوز لامتي ما حدثت به انفسها ما لم تعمل او تتكلم وهذا يدل على فضل الاسلام في مكة ان من دخل والتزم به فانه يحصل على ذلك الفضل العظيم في الثواب والجزاء وفي دخوله في هذه الامة وان يكون هو الخير. ومع ذلك احكامه سهلة واعماله سهلة ميسرة وسمحة بل احب خصال الاسلام الى الله جل وعلا الحنيفية اكثر فكلما كان العمل المشروع اسهل فيما امر الله جل وعلا به فانه يكون احب الى الله جل وعلا لكن ها هنا تنبيه وهو ان مسألة السهولة واليسر هذه مما تختلف فيها الاذهان فينبغي ضبطها بانها يعني السهولة واليسر التي يحبها الله جل وعلا بانها على احد وجهين الاول انها موصوصة ليس الشريعة في القرآن او في السنة. فاذا كان العمل سهلا ميسورا منصوصا بالشريعة فان هذا بحث الى الله جل وعلا. مثاله الابصار في السفر وقصر الصلاة في السفر بعلة السفر ولحكمة المشقة فان الافطار افضل لانه ايسر. وان الخصر افضل لانه ايسر. ولن يشاد الدين احد الا غلب الوجه الثاني ان نكون التيسير والسماحة التي حكمت بها قد حررها امام او عالم مجتهد التجديد يحسنه كل احد وانما العلم الرخصة تأتيك من فصيل وهذا صحيح اذا كانت الرخصة اتت من فقيه بالنص وبقيهم بالقواعد الشرعية فان هذا مما يحبه الله جل وعلا. ومما تميزت به وميز الله به هذه الامة اذا تبين ذلك فان الناظر في احكام الشريعة الاسلامية يجب ان احكام الشريعة مبنية على السماحة واليسر والسهولة في الطهارة وفي مصر احكام المياه والعالية في احكام الصلاة وفي الزكاة وصيام والحج وفي المعاملات وفي الاجتماعيات الى هكذا كل هذه مبنية على ان على اليسر والسهولة فكلما كان الامر ايسر كلما كان احد الى الله جل وعلا. معنى ذلك ان العبد ينبغي له فليحسن منه ان يحب الايسر من الامرين. اذا عرضت له وهكذا كان عليه الصلاة والسلام فانه ما خير بين امرين الا اختار ايسرهما عليه الصلاة والسلام لم يقل اثما وهذا لانه يحب ما يحبه الله جل وعلا واحب الدين الى الله الحنيفية السامة اذا تبين هذا فان مراد المؤلف رحمه الله من ايراد هذا الحديث ذكر ما خص الله جل وعلا به هذه الشريعة وهذه الامة والمسلمين بعامة وكل مسلم بمفرده من انه مع كونه من الله جل وعلا عليه. بذاك الفضل العظيم الذي ذكر فان صحيح انما يحصل عليه في عمل يسير سهل وباحكام ميسرة فهذا مما يواظب العقلاء جميعا بان يدخلوا دين الاسلام ويردد اهل الاسلام في ان يلتزموا باحكامه وحرامه لانه كلما ازدادوا التزاما وطاعة في الحنيفية السمحة كلما كان هجرهم اعظم وكلما كانت محبة الله جل وعلا لهم ابلغ وهذا الذي ذكر يشمل يعني في السماحة واليسر يشمل الاحكام العملية ويشمل ايضا الامور العلمية الاعتقادية فان اليسر والسهولة الى الامور العلمية الاعتقادية ظاهر. لان الاسلام دين الفطرة والاسلام ليس فيه اعلامية ولا مباحث فلسفية لا يفهمه بها الا الناس بل كل احد يفهم الاسلام بعبارات سهلة اذا شرح له معنى التوحيد وبينت له وبعض الاحكام فانه يفهم الاسلام واما ما احدث في هذه الامة من الاقوال المتفرقة والتفصيلات مما يسمونه دليل الكلام ودقيق الكلام او ما يسمونه بالفلسفة الاسلامية او التعقيدات التي لا تصلح لجمهور الامة فان هذا بلا شك مما يجزم انه ليس مما يحبه الله جل وعلا. لان احب الدين الى الله الحنيفية السمحة الامور هذه المسائل المعقدة التي لا يفهمها الا الخواص بمقدمات كثيرة متنوعة هذه ليست مما يدخل في الشمس في السماحة ولا في اليسر ولذلك صار لا يعتقد تلك الاعتقادات على تفاصيلها التي يقول بها المتكلمة وارباب البدع لا يعتقدوها الا ولكن اذا سعيت عامة الناس هل تعتقد كذا لم يدري ما يقول او اجابت بما في النظر لهذا يحسن بعضهم في انه يزعم ان اكثر الامة اليوم وما قبل اليوم انهم اشاعرة مثلا في الاعتقاد. او ما تريدية او ان اكثر الامة على نحو كذا هذا غلط لان هذه المذاهب انما هي عند العلماء على تفاصيلها والعامة اكثر ما تجد عندهم الفطرة واكثر ما تجد عندهم ما دل عليه الدليل اذا علموه. وعما تفاصيل المسائل العقدية الازهرية او الماتوليدية. وتفاصيل المشاعر الكلامية او المذهبية على اي مذهب. هذه تحتاج الى تعليم. فاذا علمها لقيناه وحفظها واذا لم يعلمها فانه سيرجع الى ما يسمعه في الكتاب او في السنة والى ما يا قرآن وهذا مجرب ظاهر لهذا نقول ان الذي يناسب الناس هو الحنفية السمع. الذي يناسب الناس بالدعوة وفي انما هو فطرة الاسلام والتوحيد الذي لا ينتبح بالاقوال واتقنيات الكلامية والفلسفية والخرافية التي لا يفهمها الناس الا بالتعليم. وصدق رسول الله صلى الله عليه اذ يقول كل مولود يولد على الفطرة فابواه يهودانه او يمجسانه او ينفرانه الى عصر الحديث وهذا مهم في المنهج في منهج الدعوة ومنهج العمل في انه يفرط في الدعوة العامة وما بين خصوص المنحرفين من من علماء الفرق والذين درسوا على مذهب معين فان العامة قد لا تجد عندهم تلك الاقوال آآ وان وجدت عندهم قولا لا تجد عندهم تفاصيل مدح اذا سألت احدا مثلا من عامة الناس في اي بلد مما اذا كان فيه مذهب البشرية او مذهب ما تريديه او مذهب قدرية او معتزلة او الى اخره اذا سألته في مسائل القدر فانه يجيب لك يجيب آآ يجيبك بما يقتضيه الفطرة. لان الانسان مخير وانه غير مجبور. ولذلك يعمل لانه لم يعلم غير ذلك والفطرة تقتضي هذا واحساسه في داخله يقتضي ذلك. كذلك اذا اتيت في مشاعر الايمان انت احدث من عامة الناس ممن لم يعلم تفاصيل المذاهب المرجئة في الايمان هل العمل من الايمان؟ سيجيبك الجميع كما العمل من الايمان. وكذلك اذا اتيت في مسائل الصفات الله جل وعلا هل استوى على العرش؟ فإنه يقول نعم الله جل وعلا يقول الرحمن على العرش استوى الا اذا علم بالتأويل الا اذا لقطة وحدث فانه حينئذ ينتقل عن فطرته الى سيدنا عمر. ولهذا من المهم في منهج الدعوة ان يقرب منا ما يستطيع تستقيم ما يستقيم مع فطرهم وما يدخل عليهم صلة العمل الحميدية السمحة سمة الاسلام عقيدة وشريعة. وينبغي ان تكون سمة الدعاة الى الاسلام عقيدة وشريح قال رحمه الله تعالى بعدها وعن ابي ابن رضي الله عنه قال عليكم بالسبيل والسنة فانه ليس من عبد على سبيل وسنة ذكر الرحمن ففاضت عيناه من خشية الله فتمسه النار وليس من عبد على سبيل وسنة. ذكر الرحمن قد تعرض جلده من خشية الله. الا كان مثله كمثل شجرة مشاوراتها فبينما هي كذلك ان اصابتها الريح فتحات عنها ورقها الا تحاشت عنه ذنوبه كما تحاش عن هذه الشجرة وراثها وان اقتصادا في سبيل وسنة خير من اجتهاد في جهاد سبيل وسنة هذا الحجر رواه عبدالله بن مبارك في كتابه الزهد والامام احمد ايضا وابونا في الحلية. ووقع غلط في اسناده في الزهد بعبد الله بن المبارك. تصحح من والمقصود من هذا الاثر ان منهج الصحابة رضوان الله عليهم هو الحث على لزوم السبيل والسنة وبيان فضل الاستقامة على السبيل والسنة ويعني بقوله عليكم بالسبيل والسنة الزموا السبيل والسنة والسبيل المراد به سبيل محمد صلى الله عليه وسلم وسبيل صحابته رضي الله عنهم. وهو المذكور في قوله جل وعلا. وان هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله وهنا وحد الصراط فقال وان هذا صراطي مستقيما فجعله صراطا واحدا وهو السبيل الواحد. وهو الذي يجمع امور الاسلام على تفاصيلها. وامور الخلاس على تفاصيلها. واما السبل الاخرى والاهواء فعلى كل سبيل منها شيطان. يدعو الناس الى وها هنا سؤال معروف وهو ان الله جل وعلا قال في اخر سورة العنكبوت والذين جاهدوا فيها لنهدينهم سبلنا. وان الله لمع المحسنين فهنا جمعت سبل وفي اية الانعام وحد الصراط وهنا في اثر ابي وفي غيره من الاحاديث والاثار يفرد السبيل فهل بين هذا تعارض؟ الجواب لا الباب باب واحد. ولكن السبيل المقصود به سبيل الاسلام والسنة وهذا في داخله فيه تفاصيل ففيه سبيل الصلاة وفيه سبيل الزكاة وفيه سبيل الصلة وفيه سبيل اعمال القلوب التي تصلح القلب. وفيه سبيل كذا وكذا مما يحتاجه الناس تفصيلا. في امور دينهم ومما يكون عليه احوالهم في العبادة العلمية والعملية وفي عمل القلب وعمل الجوارح. فيكون اذا جمع السبل في قوله والذين جاهدوا فيما لنهدينهم سبلنا المقصود منها تفاصيل السبل وهي كلها سبيل واحد وصراط واحد دل عليه قوله دل عليه قوله اهدنا الصراط المستقيم فدل عليه قوله ان هذا صراطي مستقيما ودل عليه قول النبي صلى الله عليه وسلم عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي. ودل عليه ايضا قول الله جل وعلا لقد كان لكم في رسول الله اسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الاخر وذكر الله كثيرا ولقد احسن العلامة ابن القيم رحمه الله اذ قال في تقرير هذا فلواحد كن واحدا في واحدا تعني الا الحق والايمان فلواحدة يعني لله المقصود والمعبود له وحده جل وعلا قتلا وارادة وتوجها ورغبا ورهبا بواحد جل جلاله وتقدست معه كن واحدا في قص وارادتك وتوجه قلبك. لا تتشعب فليس الاوهام في قلبك. ولا في سلوكه صن واحدا انت في واحد يعني في سبيل واحد قال بعدها اعن سبيل الحق والايمان. وهو سبيل السلف الصالح وهذا مما يعز على كثير من الناس ان يضبط قلبه عليه. او ان يلزم نفسه به فانه في الاول فلواحد قد يقصد الله جل وعلا بعمله وقد يأتي مرة اخرى ويقصد غير الله جل وعلا اما الجاه واما الدنيا هم رؤية الناس ونحو ذلك من الرؤيا والسمعة. وقل من يسلم من انواع الشرك قال كن واحدا يعني انت لا تتلعب في قصفك وارادتك. فاجمع قلبك وارادتك وهي التي يسميها اهل السلوك الجمعية على الله جل وعلا فاجمع قلبك وارادتك بالله جل وعلا ولا تلتفت عنه جل وعلا في قصدك وارادتك وعملك الى غيره. واجعل الامور التي معك وسائل لجمع قلبك على الله جل وعلا في واحدة وهذا الابتلاء الصالح انه ليس ثم الا سبيل واحد. وهذه صعبة الا على من وفقه الله جل وعلا فكم من الناس في اكثر من سبيل في سبيل هنا وفي سبيل هناك اما من جهة الاتباع اما من جهة المنهج او من جهة الاستقامة او من جهة الاعتصام ونحو ذلك فان تنجو منها تنجو من ذي عظيمته والا فاني لا يحالك نادير قال رحمه قال رضي الله عنه هنا عليكم بالسبيل والسنة فانه ليس من عبد على سبيل وسنة ذكر الرحمن ففاضت عيناه من خشية الله تتمسح النار يريد بذلك ان الفضائل التي جاءت في الاحاديث انما يحظى بها من كان على السبيل والسنة قد جاء عنه عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح عينان لا تمسهما النار عين بكت من خشية الله وعين باتت تحرس في سبيل الله فيبين رضي الله عنه هنا انه انما يحظى بهذا الفضل من كان على السبيل والسنة وقد جاء عنه عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح عينان لا تمسهما النار عين بكت من خشية الله وعين باتت تحرس في سبيل الله فيبين رضي الله عنه هنا انه انما يحظى بهذا الفضل من كان على السبيل والسنة. قال فانه ليس ليس من عبد على سبيل وسنة ذكر الرحمن ففاضت عيناه من خشية الله فتمسه النار وليس من عبد على سبيل وسنة. ذكر الرحمن فاقشعر جلده من خشية الله الا كان مثله كمثل شجرة يبي ثورتها الى اخره يعني ان الذنوب تحاتت عنه وهذا كما جاء في الحديث لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا لقيتك بقرابها مغفرة. فان هذا فضل الذكر وانه من قال لا اله الا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير. في اليوم في يوم مائة مرة غفرت ذنوبه وان كانت مثل زبد البحر. ومن قال سبحان الله وبحمده الى اخر ما ورد في الاذكار اذا ذكر الله جل وعلا بانواع الاذكار من الاحر بالفضل العظيم الذي جاء فيها؟ وهو الموعود به هو من كان على سبيل وسنة قال ليس من عبد على سبيل وسنة ذكر الرحمن الى اخره فان هذا يدل على عظم شأن التزام المنهج الذي خص الله جل وعلا به نبيه صلى الله عليه وسلم فانه جل وعلا جعل لكل نبي شرعة ومنهاجا. والمنهج الذي اختص به عليه الصلاة والسلام هو السبيل والسنة. وهو الذي كان عليه صحابته عليه الصلاة والسلام. واتباع الصحابة وتابع وتابعوهم الى يوم الجيش ولهذا لما اشتبه في الطرق واختلفت السبل وتنوعت الاراء والافهام والاهواء من قديم. كان النادي من رجع ببصره وبصيرته وقلبه الى ما قبل حدوث تلك الفرق والاهواء وهو الزمن الذي اجمع فيه المسلمون على العقيدة وعلى السبيل والسنة وهو زمن الصحابة رضوان الله عليهم قبل حدوث الاختلاف. فان الصحابة رضوان الله عليهم ليس فيهم من اتبع بدعة وليس ففيهم من احدث حدثا بل انما احدث الحدث وابتدع البدع من اتى بعدهم وانما هم نجاهم الله الله جل وعلا فكانوا نجوما يهتدى بها لهذا نقول لك ان من الامور المهمة التي وقرروا في مثل هذا ان يحرص المؤمن على النجاة فانه ما استخاف ولا جاهد نفسه ولا ترك ما ترك من الشبهات والشهوات والرغبات واللذات في هذه الدنيا الا وهو يريد وجه الله جل وعلا الا وهو يريد النجاة الا وهو يريد السلام. فاذا كان يريد ذلك فليأخذ بالطريق المضمون وهو التزام والسنة لانها غير هذا الطريق من الطرق من طرق الاهواء والسبيل والسنة هي الجماعة ما هو السبيل والسنة؟ هو ما كانت عليه الجماعة. لهذا قال عليه الصلاة والسلام وستفترق هذه الامة على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار الا واحدة. قالوا من هي يا رسول الله؟ قال هي الجماعة. وقد سئل الامام احمد وجماعة من اهل العز سئلوا من هي الجماعة؟ قال ان لم يكونوا اهل الحديث فلا ادري من هم. يعني ان اهل الحديث في زمنه هم احق الناس بهذا الوصف لانهم لزموا ما كان عليه الصحابة قبل الاختلاف ولزموا الاثر ولم يأتوا بعقول ولا اجتهادات في الدين في العقيدة ولا في اصول الشريعة ولا في التلقي والدليل بل كانوا مبتبعين غير مبتدعين. لهذا قال ان لم يكونوا اهل الحديث فلا ادري من هم والامام الترمذي رحمه الله لما ذكر هذا الحديث قال الجماعة هم اهل العلم والعلم المحمود وقال الله قال رسوله قال الصحابة هم اولو العرفان. العلم المحمود هو العلم النافع الذي يخالف الرأي بل هو العلم الذي يكون مستندا الى دليل واسف واذا كان كذلك فانه يريد بهم من كان على هذا النهج. ولهذا اجمع في العلماء على ان ائمة الاسلام القارئ المعروف عن ابي بكر الصديق رضي الله عنه فقال ما سبقهم ابو بكر بكثرة صلاة ولا صيام ولكن بشيء وطر في قلبه الصحابة هل هم مثل من بعدهم اتى من بعدهم من هو متعبد. عبادات كثيرة وعظيمة لكن يقتدى بهم يعني عائشة اهل الحديث كمالك والشافعي واحمد والبخاري رحمه الله وكسفيان الثوري وسفيان ابن بنفس سفيان ابن عيينة كالهزاعي و نحوهم ونعين داري ومن نحى نحوهم ممن كتبوا عقيدة المسلمين ودونوها فاخذها العلماء بعدها والسبيل والسنة كما انه يكون في المسائل العلمية فانه يكون في المسائل العملية البدع بانواعها مبطلة لانها لم تكن على السبيل والسنة. وكل صاحب بدعة احدثها فيقال له هل كان عليها الناس من زمن الرسول صلى الله عليه وسلم؟ هل كان عليها الناس في زمن الصحابة؟ فانه سيجيب جزما له. لكن قل ولكن كذا وكذا. فاذا لم يكن عليها الناس في ذلك الزمن فنعلم انها ليست على السبيل والسنة. وتذكرون ان مما ذكر في قصة انجلاء المحنة في زمن يعني بعد زمن الامام احمد رحمه الله تعالى في الفتنة لخلق القرآن لما اتى احد العلماء يناظروا وعند الخليفة ابنه المتوكل لما اتى يناظره متوكل او الواثق يناظره داعية الى البدعة الى القول بخلق القرآن قال له يريد المناظرة قال له ابدأ او تبدأ فقال له المبتدأ ابدأ هانت فقال هذا الذي تدعو الناس اليه هل دعا اليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وابتلى الناس به فقال المبتدأ اقم فاطاله ثم قال له ارجع الى السؤال وما اشتبهت عليه القصة بعض الشيء لكن هذا مختصر سياقها. قال هذا الذي تدعو الناس اليه. هل دعا اليه ابو بكر الصديق رضي الله عنه ثم قال هل دعا اليه عمر؟ ثم قال هل دعا اليه عثمان؟ ثم قال هل دعا اليه علي؟ رضي الله عنه ثم قال هل دعا اليه الصحابة فكان الجواب انهم لم يدعوا الى هذا فقال هذا العالم للخليفة في زمنه قال شيء لم يدعو اليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا ابو بكر ولا عمر ولا عثمان ولا علي ولا صحابته. تدعو انت الناس اليك فلم يزل يردد هذه الكلمات حتى امر برفع الفتنة بالقول الزام الناس بالقول بحفظ القرآن وابتلاء بذلك المقصود من هذا ان هذا الاصل عظيم. ويحرز كل من سلك سبيلا من سبل البدع في المسائل العلمية او في المسائل هل كان عليه الزمن الاول فاذا قال لا فيقال لسنا بحاجة به. دعنا مهما كان عليه الناس في الزمن الاول فانه كافر قال رضي الله عنه بعدها وان الصفاد في سبيل وسنة خير من اجتهاد في صباع سبيل وسنة وذلك ان الله جل وعلا يبارك في قليل العمل اذا كان على سبيل وسنة. اذا كان على وقت السنة فان الله يحب العمل ويحب صاحبه يصيبه ويبارك له وينمي له عمله واما اذا كان على غير سبيل وسنة فانها حينئذ تكون محدثات. وبدع فيؤاخذ عليها ويكون عاصيا لله جل وعلا بها ومتبعا غير سبيل النبي صلى الله عليه وسلم ومتبعا غير سبيل المؤمنين فيكون مهما عمل من الاعمال الكبيرة فانها على غير هدى والله جل وعلى لا يهجره على ما افسد فيه. وانما يبدو من اصاب في عمله وهذا منه رضي الله عنه دليل عظيم على وجوب التحري تحري السنة في الاعمال. وعلى وجوب معرفة العلم بانواعه في مسائل التوحيد وفي مسائل العمل بانه ما ضل من ضل في هذه الامة الا تباهي غير السبيل والسنة في مسائل العقيدة وفي مسائل العمل ومراد الامام المصلح رحمه الله في ايراد هذا الاثر واختيارهم له في هذا الباب ان الاسلام الصحيح وهو السبيل والسنة والالتزام بما كان عليه السلف الصالح والاسلام الذي هو في القرآن والسنة وكان عليه الصحابة عند الالتزام بذلك يبارك الله جل وعلا لصاحبه في العمل. ومن كان قليلا ويضاعف له العمل وان كان قليلا لهذا يباهت الله جل وعلا الحسنة للمسلم بعشر اضعافها الى سبعمائة طرف يعني الى عشرين ضيفا الى ثلاثين ضعفا الى مئة ضعفا الى مئتين الى سبعمائة طفل ايضا الى افعاك كثيرة قال العلماء اختلف التضعيف في العمل باختلاف صواب العمل ويقين صاحبه وعقيدته فانه كلما كان اتبع ظاهرا وباطنا كلما كانت تضعيف اكثر فلا يستوي من اقتصد في سنة مع من خالف واتى بانف عبادات كثيرة. وجهاد عظيم لكنه على غير سبيل وسنة لان السبيل والسنة بها يضاهد الله جل وعلا اجور الاعمال الى سبعمائة ضعف الى اضعاف كثيرة وربما ترى هذا وهذا يعمل عملا قليلا وذاك يعمل عملا كثيرا ولكن من عمل العمل القليل يختلف تختلف المسجد عند الله لان التضعيف مختلف لان هذا القلب مختلف ولان صواب العمل في ظاهره مختلف فسئل الحسن البصري رحمه الله ايضا وهو الزاهد العالم المعروف لما كان الصحابة الصلاة مع ان من التابعين من هم اكثر منهم عبادة وقال رحمه الله اولئك تعبدوا والآخرة في قلوبهم وهؤلاء تعبدوا والدنيا في قلوبهم على صحيح فان فالله جل وعلا لم يبتلي الناس بكثرة العمل ولازم ابتلاهم بحسنه ليبلوكم ايكم احسن عملا صلاة الفجر ركعتان لكنها افضل من صلاة الظهر وهكذا فان قلة العمل لا يدل على كونه مقبولا بل قد يكون العمل القليل من صاحبه اعظم من العمل الكثير وهذا هو الذي يدل عليه قوله هنا وان اقتصادا في سبيل وسنة خير من اجتهاد في خلاف سبيل وسنة قال بعدها وعن ابي الدرداء رضي الله عنه قال يا حبذا نوم الاكياس وافطار كيف يغبنون سهر الحمقى وصومهم ولمثقال ذرة من بر مع تقوى ويطين اعظم وافضل وارجح من امثال الجبال عبادة من المغتربين ابو الدرداء رضي الله عنه كان حكيم هذه الامة وكان كثير التفكر كما قال ام الزرداء كانت اكثر عبادة هدي الدرداء التفكر والتفكر امره عظيم لانه يحدث في القلب الوجل والعلم واليقين وهذه كلها عبادات مرضية عند الله جل وعلا ومن تأمله وتفكره في ملكوت الله. وفي الاسلام وثواب الاعمال والاستقامة على السبيل والسنة هل قال يا حبذا نوم الاكياس وافطارهم كيف يحضرون شهر الحق وصومهم يعني انه يقول ان العبد قد يكون لهم في الليل ويفطر في النهار يعني ليس بكثير صيام لحمه ولا بكثير صلاة العيد. بل يستمتع بالليل نوما ويستمتع بالنهار افطارا فيما كتب الله جل وعلا له من النوافل ولا يصح على نفسه في انه مثلا يصوم يوما ويفطر يوما فليكفي ان يصوم مثلا ثلاثة ايام من كل شهر او الاثنين والخميس او على ما جاء وفي الليل يأخذ القليل ولا يصيب لكنه مع ذلك معه تقوى خوف من الله جل وعلا ومعه يقين ايمان صادق قوم كامل و التزام وعقيدة صحيحة متيقنة لا تفات فيها. ولا شك قال ان هذا افضل ممن يأتي بامثال الجبال عبادة ولكنه من المغترين بكثرة عبادته بانواع العبادة او المغترين بجهاده او بامره بالمعروف او بنهي عن المنكر ومغفلين ببذله او بدعوته او بحركته او الى اخره لكنه ليس على سبيل وسنة فانه فاق الاول هذا الحاقد ولهذا قال ولمثقال ذرة يعني اقل الحديث من يعني من عمل صالح متيقن على سبيل وسنة مع تقوى مع خوف من الله جل وعلا. لان الله جل وعلا يقول في وصف عباده خاصة عباده والذين يؤتون ما اتوا وقلوبهم وجلة. انهم اليه راجعون اثنى عليهم بذلك يعطون يصلون القليل او الكثير بحسب ما كتب الله لهم يتصدقون يدعون يأمرون بالمعروف ينهون عن المنكر ينصحون لكن قلوبهم وجلة انهم اليه جل وعلا راجعون مع تقوى ويقين. اليقين هو صدق في الاعتقاد والصواب فيه و القوة في الايمان وعدم التردد والشبهة فيه قال مثقال ذرة من بر مع هذين الشرطين الخوف واليقين اعظم وافضل اعظم اولا افضل وارجح عند الله من امثال الجبال عبادة من المعتدين وهذه الكلمة من الفقه العظيم رضي الله عنه وارضاه وهكذا كان طريق الصحابة رضوان الله عليهم على هذا بهذا وصف النبي صلى الله عليه وسلم الخوارج بانه يحشر احدكم صلاته مع صلاتهم وصيامه مع صيامه يمرقون من الدين كما وحسنه من الرمية. فليس العبرة بكثرة العبادة او بكثرة الجهاد او بكثرة كذا وكذا. او بكثرة الدعوة او العبرة هل هذا موافق للسبيل والسنة؟ ام ليس بموافق؟ فان كان غير موافق فانه ولو كان امثال الجبال فانه لا نفع او ان غيره انفع منه هذا الاثر رواه الامام احمد في الزهد وابو نعيم في حدية الاولياء باسناد لا بأس به و يظهر بهذا فضل الاسلام الصحيح وفضل السبيل والسنة وفضل متابعة الجماعة الاولى وان اصحاب اذا التزموه فان الله جل وعلا يبارك لهم في قليل اعمالهم وينميها لهم ويكون عملهم اعظم وارجح وافضل ممن يكثر ولكنه على غير السبيل اسأل الله جل وعلا لي ولكم التوفيق والسداد. وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد سمي الله