ليس الدخول فيه اختيارية بل يجب الدخول في الاسلام وتارة اذا ذكرت الفضائل فانه قد يضل ان الامر فيه ان المرء في صيغة من امره هل يدخل او لا يدخل هم يعتقدون ان للرحمن ان لله جل وعلا صفات بات جهل ونفى جميع الصفات عن الرب جل وعلا. وانه لا يتصف بصفة البتة غير صفة الوجود المطلق بشرط الاطلاق كما يزعمه هذا يعني انه يحرم عليه ان يخرج من النار البتة او يحرم عليه الا يدخل الجنة. البتة تحريم المؤقت انه يحرم عليه الجنة الى زمن ثم يدخلها من اهل المعاصي المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد بن إبراهيم بن عبد اللطيف ال الشيخ طروحات كتب الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله. شرح فضل الاسلام. الدرس الثالث بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين. قال رحمه الله تعالى باب وجوب الدخول في الاسلام وقول الله تعالى ومن يبتغي غير الاسلام دينا فلن يقبل منه وهو في من الخاسرين وقوله تعالى ان الدين عند الله الاسلام وقول الله تعالى وان هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله. الاية قال مجاهد السبل البدع والشبهات وعن عائشة رضي الله تعالى عنها ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من احدث في امرنا هذا ما ليس منه فهو رد اخرجاه وفي لفظ من عمل عملا ليس عليه امرنا فهو رد. وللبخاري عن ابي هريرة رضي الله تعالى عنه انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كل امتي يدخلون الجنة الا فمن ابى قيل ومن قيل ومن ابى امية معهم قيل ومن ابى؟ قال من اطاعني دخل الجنة ومن عصاني فقد ابى. وفي الصحيح عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهم وان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ابغض الناس الى الله ثلاثة ملحد في الحرم ومبتغ في الاسلام سنة الجاهلية ملحد في الحرم ومبتغ في الاسلام سنة الجاهلية نعم. ومضطرب دم امرئ مسلم بغير حق ليهري قدمه. رواه البخاري. قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله الله تعالى قوله سنة الجاهلية يندرج فيها كل جاهلية مطلقة او مقيدة اي في شخص دون كتابية او وثنية او غيرهما من كل مخالفة لما جاء به المرسلون. وفي الصحيح عن حذيفة رضي الله الله عنه قال يا معشر القراء استقيموا فان استقمتم فقد سبقتم سبقا بعيدا فان اخذتم من وشمالا فقد ظللتم ضلالا بعيدا وعن محمد بن وضاح انه كان يدخل المسجد فيقف على الحلق فيقول فذكره وقال انبأني اسفيان بن عيينة عن مجالد عن الشعبي عن مسروق قال قال عبدالله يعني ابن مسعود رضي الله تعالى عنه ليس عون الا والذي بعده اشر منه لا اقول عام امطر من عام ولا عام اخصب من عام ولا امير خير من امير لكن ذهاب علمائكم وخياركم ثم يحدث اقوام يقيسون الامور بارائهم طيب ويحدث يحدث ثم يحدث اقوام يقيسون الامور بارائهم فيهدم الاسلام ويسلم. بارك الله فيك بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما وعملا يا ارحم الراحمين اللهم هب لنا من لدنك سلطانا نصيرا وهيء لنا من امرنا رشدا انك رحيم ودود وبعد فهذا هو الباب الثاني من كتاب فضل الاسلام الامام المجددب شيخ الاسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى رحمة واسعة قال فيه باب وجوب الدخول في الاسلام بعد ان بين رحمه الله الباب الاول فضل الاسلام وما يحظى به اهله الذين التزموا به بمعناها العام والتزموا بافراده واستقاموا على ذلك من الفضل العظيم في هذه الدنيا وفي الآخرة من لم ان هذا الاسلام الذي ذاك فضله هل يعمل او لا يعمل لان ذكر الفضائل قد يظن معه ان المسألة اختيارية والاسلام ليس الدخول فيه اختيارية وانما الفضل الذي سبق ذكره لا يراد وجوب الدخول فيه بل الاسلام واجب التزامه فواجب الدخول فيه سواء اكان ذلك الدخول في الاسلام من ملل الكفر والوثنيات ام الدخول في في الاسلام كافة اي في الدخول في جميع شرائع الاسلام وعقائد الاسلام على وجه التفصيل فان ذلك واجب كما اما الدخول في اصله واجب فان التزام فروعه واجب على العباد على التفصيل المذكور في كلام اهل العلم الوالد في النصوص لهذا قال هنا باب وجوب الدخول في الاسلام والاسلام الذي يجب الدخول فيه هنا هو شريعة محمد عليه الصلاة والسلام والنصوص يطلق فيها الاسلام ويراد به تارة للاسلام العام الذي يشمل دين جميع المرسلين لان كل كل نبي وكل رسول انما جاء بدين الاسلام وهذا هو الاسلام العام الذي لا يدخل الجنة الا من كان مسلما بهذا الاسلام العام فاتباعه نوح عليه السلام كانوا مسلمين الاسلام العام وان كانت شريعتهم هي شريعة نوح عليه السلام واتباعه ابراهيم عليه السلام هم على الاسلام العام بالتوحيد والحديثية وان كانت الشريعة مختلفة وكذلك دين موسى عليه السلام ودين عيسى عليه السلام كل ذلك كان على الاسلام العام وان كانت الشرائع مختلفة لهذا قال الله جل وعلا لكل جعلنا منكم سلعة ومنهاجا يعني لكل نبي جعل الله سلعة ومن هذا ولكن الدين واجب. وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال الانبياء اخوة لعلام اثنين واحد والشرائع شتان تدين كل فدين كل نبي الاسلام. لم يأتي نبي بغير دين الاسلام ولهذا لا يصح ان يقال انه جاء من عند الله جل وعلا اديان مختلفة وديانات متعددة فقول من يقول الديانات السماوية هذا باطل فقول من يقول الديانات الالهية هذا باطل الشرف لان الدين واحد والله جل وعلا لم يأتي عنده لن يأتي من عنده الا دين واحد وهو الاسلام ولا يرضى عنده الا الاسلام فليس ثم ديانات سماوية وانما هو دين واحد يجب على كل البشر قبل محمد عليه الصلاة والسلام وبعده ان يدخلوا في الاسلام لان الله جل وعلا لا يرضى دينا عند الا فقوله مثلا ان الدين عند الله الاسلام هذا عام يشمل جميع الازمنة وجميع الفترات من لدنه خلق الخليقة الى ان يرث المخلوقات جل وعلا فلا يقبل من احد دينا الا دين الاسلام ولهذا نقول ان الاسلام يطلق في النصوص ويراد به تارة للاسلام العام وهو الدين الذي اجتمعت عليه المرسلون ورضيه الله جل وعلا لكل رسول والثاني الاسلام الخاص وهو الاسلام الذي بعث به محمد عليه الصلاة والسلام وهو الاسلام عقيدة وسريعة او الاسلام معناه وشرائعه وعقيدته التي جاء بها محمد عليه الصلاة والسلام الذي يشمل جميع ما جاءت به الرسل من الاسلام هو ما اجتمعت عليه في تفسير الاسلام والدعوة اليه والعلماء جمعوا ذلك في عبارة عرفوا بها الاسلام كما ذكرها ابن جرير الطبري في التفسير وذكرها شيخ الاسلام ابن تيمية في كتاب الايمان وفي غيره وايضا ذكرها الامام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله وجماعة. وهو ان الاسلام هو الاستسلام لله بالتوحيد والانقياد له بالطاعة. والبراهة من الشرك واهله فهذه الجملة تنطبق على ديانة كل رسول لانها مشتملة اولا على التوحيد الاستسلام لله بالتوحيد لان الشرك باطل في كل ملة ثم الانقياد لله جل وعلا بالطاعة وترك اتباع الهوى فيه للاوامر والنواهي والطاعة هنا تندرج في طاعة كل رسول قطب الهم بان يتبعه بحسب الزمان والمكان والبراءة من الشرك واهله هذه فيها الكفر بالطاغوت وبغض الشرك وبغض اهل الشرك لما هم عليه من هذا في غير الله جل وعلا كما قال جل وعلا ولقد بعثنا في كل امة رسولا ان اعبد ان اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت. هذا يعم جميع المرسلين في القيام بالتوحيد والاستسلام لله جل وعلا بالتوحيد. فكل فكل رسول امر بان يعبد الله وحده لا شريك له. والجملة الثانية وهي الانقياد له بالطاعة فيدل عليها قول الله جل وعلا وما ارسلنا من رسول الا ليطاع باذن الله والجملة الثالثة وهي قوله والبراءة من الشرك واهله هل يدل عليها قوله تعالى قد كانت لكم اسوة حسنة في ابراهيم والذين معه اذ قالوا لقومهم انا برءاء منكم مما تعبدون من دون الله. الاية قوله لابراهيم والذين معه يعني من المرسلين. من كانوا على دينه الحنيفية في الاسلام اذ قالوا لقومهم لاقوامهم وهذا دليل على الجملة الثالثة من تاريخ الاسلام العام واعظم من خص بثمان هذه الجمل الثلاث ومحمد عليه الصلاة والسلام وما من الله عليه من الرسالة فالاسلام الخاص له من هذه الثلاث اكمل ما امر به النبي من جهة الاستسلام لله بالتوحيد فهذا اكمل ما جاء في سريع في دين محمد عليه الصلاة والسلام والانقلاب للرسول بالطاعة اجمل ما جاء في دين محمد عليه الصلاة والسلام. والبراءة من الشرك واهله اكمل ما جاء في دين محمد عليه الصلاة والسلام فصار له عليه الصلاة والسلام من الامر بهذا الاسلام اعظم مما لغيره من الانبياء عليهم سلام الله اجمعين لهذا يدخل في قوله هنا باب وجوب الدخول في الاسلام يعني هذا الاسلام وهو الاستسلام لله بالتوحيد فهذا واجب الدخول فيه وان يستسلم المرء الله جل وعلا بالتوحيد وهل يترك البدع الشركية المحدثات الوثنية وكل عقيدة فيها شرك وفيها كفر وفيها ضلال من جهة سواء ما كان اكبر مصدر هذا كله واجب الدخول في التوحيد والاستسلام لله جل وعلا به يعني بالتوحيد للجميع انواعه توحيد الربوبية والالوهية والاسماء والصفات والحذر من ضده والبعد عنه وهو الشرك بانواعه كذلك الانقياد للرسول صلى الله عليه وسلم بالطاعة كذلك البراءة من الشرك واهله كما سيأتي بيانه ان شاء الله تعالى اذا مراد المعلم هنا في قوله باب وجوب الدخول في الاسلام انه يجب على الناس ان يدخلوا في الاسلام والاسلام هذا الذي يجب الدخول فيه كما ذكرنا لك صنفان عقيدة وسريعة واذا كان كذلك فمسائل الاسلام متنوعة متعددة كما قال جل وعلا يا ايها الذين امنوا ادخلوا في السلم كافة يعني ادخلوا في الاسلام كله و هذا يدل على وجوب الدخول في كل الاسلام وعدم التفريط بين امر وامر في من جهة قبوله واعتقاده اذا تبين هذا فهذا الوجوب في قوله وجوب الدخول في الاسلام نوعان وجوب تركه كفر لان الاسلام منه مائدة ثلث فهو كفر كتركي التوحيد او فعل الصيف الاكبر او نحو ذلك من المكفرات والثاني وجوب تركه محرم على العبد وهذا المحرم تارة يكون كبيرة وتارة يكون صغيرة لهذا فكل عقيدة او شريعة وكل امر سواء اكان امرا علميا ام امرا عمليا ويقابله النهي واجب على العباد الدخول فيه. فمن تركه فقد ترك الواجب. وهذا الترك قد يكون كفرا وقد يكون محرما وليس بكفر بحسب نوع ما ترك من العقائد والشرائع قال رحمه الله تعالى وقول الله تعالى ومن يبتغي غير الاسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الاخرة من الخاسرين تعالى ان الدين عند الله الاسلام الدين مر من على تفسيره وهو ان الدين مأخوذ في اللغة من قولهم بان بسبب اي التزم به وتودن المرء كما اذا كان يتعاهد هذا الشيء ويلتزم به ويكون عادة له فبين فبين العادة وبين الدين تنازل ذكرته لكم في الباب الذي قبله فاذا في قوله ومن يبتغي غير الاسلام دينا يعني ان يجعل طاعته وعادته التي يتقرب بها في غير الاسلام فان ذلك لن يقبل منه سواء اكان ذلك في امور العقائد ام في امور السرائر سواء اكان ذلك في الامور العلمية ام كانت الامور العملية فاذا كان تم الحزام بشيء يتقرب به الى الله فهذا صار دينا له سيدخل حينئذ في عموم هذه مسائل العقيدة والتوحيد ويدخل فيه ايضا مسائل البدع العملية. لان صاحب البدعة العملية قد اتخذ دينا التزمه التزم دينا وجعل له عادة يتعبد بها فاذا كانت ليست من الاسلام فانها تدخل في عموم هذه الاية قال جل وعلا في سورة السورة ام لهم شركاء صاروا لهم من الدين ما لم يأذن به الله. والدين هذه الاية تدخل فيه المحدثات والبدع التي كما استدل بها اهل العلم يعني بالاية على رد المحدثات والبدع. فاذا هذه الاية وهي قوله ومن يبتغي غير الاسلام دينا فلن يقبل منه يدخل في الاسلام او يعنى بالاسلام لاسلام المعروف وهو دين الاسلام اصلا كأن يدين بدين اليهودية او النصرانية بعد رسالة محمد عليه الصلاة والسلام او يدين بدين البوذية او باي دين يتقرب به الله جل وعلا فهذا كله باطل وهو في الاخرة من الخاسرين وايضا يشمل بعموم لفظها انه من ابتغى دينا يتدين به ويتقرب به الى الله جل وعلا وهو ليس في الاسلام الذي جاء به محمد عليه الصلاة والسلام فانه ايضا لن يقبل منه وهو في الاخرة من الخاسرين وقوله وهو في الاخرة من الخاسرين. الخسارة هنا بحسبها قد تكون خسارة كبرى بان يحشر الجنة ويدخل النار ويكون من المخلدين فيها وقد تكون خسارة طغرى بان يسر الدخول في الجنة والسلامة من العذاب مطلقا ولكن يعذب بقدر ما عنده من المخالفة ان لم يغفر الله جل وعلا له ويتجاوز الزم قوله ومن يبتغي غير الاسلام دينا وهو في الآخرة من الخاسرين وقوله وهو في الاخرة من الخاسرين الخسارة هنا بحسبها قد تكون خسارة كبرى بان يخسر الجنة ويدخل النار ويكون من المخلدين فيها وقد تكون خسارة صغرى بان يخسر الدخول في الجنة والسلامة من العذاب مطلقا ولكن يعذب بقدر ما عنده من المخالفة ان لم يغفر الله جل وعلا له ويتجاوز فاذا قوله ومن يبتغي غير الاسلام دينا فلن يقبل من هدفها. شرط وجزاء اذا ابتغى احد غير الاسلام فانه لن يقبل منه مهما كان تعبده وليس الشأن في ذلك ان يكون متعبدا باكيا خاشعا فان الشأن هو في اتباع الطريق اتباع السبيل دون نظر الى تعبد الشخص تعبد الانسان لهذا وصف الله جل وعلا طائفة بانهم يعملون ويتعبون ولكنهم النار قال جل وعلا عاملة ناصبة تصلى نارا حامية. تسقى من عينه اعنيها. فهم عاملون ولا انك وناصبون يتعبون ويعملون ويتعبدون وربما بكوا من خشية الله وربما اكثر تخليص النفس من الشوائب لكنهم كما وصف الله جل وعلا انهم يصلون نارا حاميا وذلك لان الشأن ليس هو في عمل العبد. ولكن الشأن هو في ان يكون عمله على وفق ما امر الله جل وعلا به. فاذا ابتغى غير الاسلام دينا ابتغى النصرانية ولو كان فيها راهبا متعبدا خاشعا لكنه لم يبتغي الاسلام ولم يستسلم لله بالتوحيد. وابتغى غير ذلك فهو في الآخرة من الخاسرين المخلدين في النار ولن يقبل منه ذلك وهكذا ايضا في المعنى الاخص وهو من ابتغى عملا ليس هو من الاعمال التي امر الله جل وعلا بها وجاءت بها السنة مثل المحدثات المختلفة والعقائد المتنوعة. التي احدثت في هذه الامة عقائد المرجئة عقائد الخوارج عقائد القدرية عقائد المعتزلة الجهمية شاعرة الى اخره. فهم يظنون انهم محسنون وانهم اكثر تنزيها ولكن هل هذا عليه الدليل هل هذا عليه نص الشرع؟ هل هذا هو الاسلام الذي جاء في النصوص؟ اذا لم يكن كذلك فان من ابتغى ولو رام ما رام تنزيها فانه لن يقبل منه وسيخسر بحسب ما فعل. وكذلك اهل عبودات مختلفة من الصوفية ونحوهم فانهم والا لبسوا الصوف وتبتلوا وخرجوا وتعبدوا و اخذوا نفسهم بالرياضات المختلفة ليصفوا النفس كثر تعلقهم بالله جل وعلا وتجردهم من الدنيا لكنهم لما لم يكونوا على السبيل لم يكونوا على الاسلام الذي جاه به محمد عليه الصلاة والسلام ولم يكن لهم في ما يفعلون ادلة فانه لن يقبل منهم ذلك وكذلك اهل الامر بالمعروف والنهي عن المنكر اهل الغيرة اذا لم يكونوا على السبيل فانه لن يقبل منهم ذلك. الخوارج ما خرجت الا للامر بالمعروف والنهي عن المنكر منكر وبسبب غلوهم فيه قتلوا عثمان رضي الله عنه ضحوا باشمط عنوان السجود به يقطع الليلة تسبيحا وقرآنا حتى ان الذي قتل عليا رضي الله عنه وهو عبدالرحمن ابن ملجم كان قتلة تقربا الى الله جل وعلا. ولما ارادوا قتله قصاصا لقتل عبدالرحمن بن ملجم قصاصا قال لا تباغتوني القسم يعني مرة واحدة ولكن قطعوا اطرافي شيئا فشيئا حتى انظر الى تعذيبي في الله جل وقال فيه عمران ابن حطان يمدحه لما هو عليه من الصلابة كما يزعمون في الدين. قال في وصفه في معروفا وهي ابيات ضلال والعياذ بالله. قال في مدح عبد الرحمن ابن ملجم يا ضربة من تقي ما اراد بها الا ليبلغ من ذي العرش عرش رضوان انا الا ليبلغ من ذي العرش رضوانا. اني لاذكره حينا فاحسبه. اوفى البرية عند الله ميزانه وهذا سلكه ايضا طائفة من من المعتزلة فغلوا في باب الامر بالمعروف والنهي عن المنكر حتى ادخلوا فيه الخروج على الحكام وعلى الولاة وماذا الامة منذ ظهور الخوارج الى وقتنا الحاضر وهم يبتلون بمن يغلو في هذا الباب. ولهذا كان شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله قال في عقيدته الواسطية فيما تميز به اهل السنة من الوسطية في الامر بالمعروف والنهي عن المنكر قال في وصف وهم مع ذلك يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر على ما توجبه الشريعة لان هناك من الطوائف من امرت ونهت على غير ما اوجبته الشريعة وانما على نحو ما املكته اليه عليه واو المقصود من ذلك ان ابتغاء غير الاسلام دينا هذا يدخل فيه كل من ابتغى غير ما جاءت به الشريعة ودل عليه الدليل واذا كان كذلك فواجب اذا على المكلف ان يدخل في الاسلام والا يأتي في فعل ولو لم يحدث فاذا اللفظان دل احدهما على المحدث ودل الاخر على الذي عمل بما احدثه المحدث وهذا الحديث ميزان للاعمال في ظاهرها. كما ان حديث عمر رضي الله عنه انما الاعمال من الافعال بامر الا وقد تبينت له حجته وخاصة مسائل العقائد ومسائل العمل والمنهج لان هذه هي التي تميز وليس فيها اجتهاد في فيها ولكن الاجتهاد يحصل في الامور الفرعية كما هو معلوم. اما ما قعده ائمة اهل السنة والجماعة في كتب العقائد وبينوا فيه من سمات وصفات اهل السنة فان ذلك ليس مجالا للاجتهاد بل واجب الالتزام به قال وقوله تعالى ان الدين عند الله الاسلام وهذا ظاهر وهو في معنى الاية التي قبلها الدين الذي يقبله الله جل وعلا هو الاسلام فقط واما غير الاسلام الذي عليه الدليل فانه لا يقبله الله جل وعلا وليس دينا عنده. وان كان العبد عده دينه قال وقول الله تعالى وان هذا صراطي مستقيما فاتبعوه. ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون الاية قال مجاهد السبل البدع والشبهات هذه الاية فيها الدليل على ان صراط الله جل وعلا واحد. قال وان هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ووجه الدلالة من الاية على الباب ان الله جل وعلا امر باتباع هذا الصراط بعد ان بين قال وان هذا صراطي مستقيما والاشارة هو ان هذا هذه اشارة الى امر واضح بين يعرض به لان التعريف تعريف الشيء يحتاج الى عبارة تدل عليه. كان اذا قيل عرف مثلا ما هو الهوى؟ يحتاج الى عبارة تدل عليه ما هو مثلا اللحم ما هو الانسان؟ ما هو ما هي الطائرة؟ ما الى اخره. فالعبارة تعرف به. واقصر تعبيرا العقلاء يعرف بالشيء ويوضحه بحيث لا يلتبس ان يكون بينا امامك اليه فاذا قيل مثلا ما الرسالة؟ فرفعت هذه ما الظرف؟ اذا قيل ظرف فيه ورقة فاذا قيل هذا التصور وصار واضحا هذا لانه بين اما اذا وصف بالعبارة فيحتاج الى الى بيان جديد. وهنا الله جل وعلا اشار الى هذا الطريق الواضح فقال وان هذا وهي اشارة الى شيء يشاهد يشاهده الناس يشاهده الصحابة يشاهدهم من كان في ذاك الزمان وفي كل زمان. وان هذا الاشارة الى الى السبيل والسنة وما في والسنة دون غيرها. وان هذا صراطي مستقيما. اذا الاشارة لما كان في عهد النبي صلى الله عليه وسلم كان عليه هديه فكل ما لم يدخل في هذه الاشارة فيمكن ان تقول انه خارج عن الصراط المستقيم قال وان هذا صراطي مستقيما. والصراط المستقيم فسر في سورة الفاتحة بعدة تفاسير وفي هذه الاية بانه السنة وانه الاسلام هو القرآن وهذه كلها او انه محمد عليه الصلاة والسلام. وهذه كلها متلازمة. فمن لزم الاسلام فقد السنة ومن لزم السنة وقد لزم القرآن ومن لزم القرآن على حقيقته فقد لزم الاسلام والسنة وهكذا هل يجب لزوم الاسلام الذي دل عليه القرآن والسنة؟ وبينه نبينا الكريم محمد عليه الصلاة والسلام. قال وان هذا صراطي مستقيما فهو صراط واحد كما بينت لك في الباب الذي قبله فامر باتباعه فقال فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله. ودلت الاية على ان اتباع الصراط الذي هو الاسلام والسنة واجب بامر الله جل وعلا له به. وان اتباع غيره من الاهوى والبدع والشبهات محرم لقوله ولا تتبعوا السبل وهذا منهي اه وهذا نهي والنهي هنا للتحريم. فدل ذلك على مراد المصنف من الاستدلال بالاية على اه وجوب الدخول في الاسلام وتحريم الخروج عنه الى غيره قال رحمه الله تعالى بعد ذلك وعن عائشة رضي الله عنها ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من احدث في امرنا هذا ما ليس منه هو رجل اخرجاه وفي لفظ من عمل عملا ليس عليه امرنا فهو رد. هذا الحديث متفق عليه متفق على صحته في لفظه الاول من احدث في امرنا هذا. واللفظ الثاني من عمل عملا اي رواه مسلم في الصحيح. وعلقه البخاري ايضا في صحيحه جازما به وهذا الحديث بهذين اللفظين حجة واصل عظيم من الاصول في رد البدع والمحدثات بجميع انواعها. وهذان اللفظان مهمان والفرق وكل منهما له حجة او كل منهما حجة في باب. اما الاول فقوله من احدث في امرنا هذا ما ليس منه فهو يسمع الو الذي ابتدع البدعة واحدث الحدث ولو لم يعمل مثل ذلك. فمن احدث يعني حدث فهو مردود عليه ولن يقبل منه وهو في الاخرة من الخاسرين والنصب الثاني من عمل عملا ليس عليه امرنا هذا يشمل الذي يعمل وانما لامرئ ما نوى ميزان للاعمال في باطنها. فمن صحت نيته في باطنه واستقام عمله الظاهر على وقت السنة فانه حينئذ مقبول الدين واما اذا فات احدهما فليس بمقبول العمل لانه اذا فات الاخلاص لم يقبل العمل واذا فاتت المتابعة والالتزام بالظاهر فانه لا يقبل العمل. اذا تبين ذلك فالمحدثات تسمعي محدثات في الدنيا ومحدثات في الدين وهذا الحديث يراد به محدثات في الدين لانه قال من احدث في امرنا هذا وقوله في امرنا هذا يعنى به الدين اما المحدثات في الدنيا فليست مشمولة بالنهي. ولهذا الصحابة رضي الله عنهم توسعوا في تنظيم امور الدنيا على وفق المصلحة وتنظيم امور الدنيا تارة يدخل تحت قاعدة المصالح المرسلة. وتارة يدخل تحت قاعدة الاصل في الاشياء الاباحة. وليس هذا بموطن بيان ذلك. اما المحدثات في الدين فهي مردودة جملة واحدة. فليس لاحد ان يحدث حدثا في الدين سواء اكان ذلك الحدث في امور الامور العلمية وامور العقائد انفذ الامور العملية. فاذا هذا الحديث يستدل به على بطلان كل عقيدة محدثة ويستدل به على بطلان كل عمل يتقرب به الى الله محدث فمن جاء بعقيدة محدثة كعقائد الخوارج او المرجئة او المعولة في الصفات او نفي الصفات او في القدر في الجبر او نحو ذلك فانه يقال له هل كان على هذا امر النبي صلى الله عليه وسلم فلا بد ان يقول لا ولكن هذا هو الاعلم او هذا هو الذي يجب التزامه لاجل الا ينسب للشرع كذا او ان ينزه الله جل وعلا عن كذا الى اخره ولهذا كان من الكلام الحسن مثلا في بعض الصفات ما قاله والد الامام الجويني رحمه الله حيث قال اني لما تأملت تعويل الصفات وجدت ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يتلو القرآن وفيه ايات الصفات وكان اتقوا الله جل وعلا في احاديثه. وعنده الصحابة ومنهم الحاضر ومنهم الباز. ومنهم الذكي ومنهم غير الذكي ومنهم العاقل ومنهم دون ذلك. ومنهم من قد يتصور شيئا غير الظاهر. ومنهم من قد لا يتصور الا الظاهر فلم يكن يتبع ذلك باشياء تصرفها عن ظاهرها فدل على ان نصوص الغيب واجب الايمان بها على ظاهرها دون التأويلات المحدثة. وهذا الذي قاله حق من جهة اخرى في المسائل العملية الحديث حجة على رد كل محدثة في العمل يتقرب بها الى الله جل وعلا المحدثات في الدين هي البدع. لهذا قال وكل محدثة بدعة. وكل بدعة ضلالة. كل محدثة يعني محتسب في امرنا هذا محدثا في الدين بدعة البدع ايضا هناك بدع في الدنيا وبدع في الدين. والمذموم هو الابتداع في الدين. اما الاحداث في الدنيا فلا يدخل في البحث انه لا يدخل في قوله من احدث في امرنا هذا. وانما المقصود الكلام عن الديانة اذا تبين ذلك فالبدع مذمومة كلها وكل بدعة مردودة في ادلة من الكتاب والسنة ومن السنة هذا الحديث الجامع الشامل الذي عده طائفة من اهل العلم ثلث وعده طائفة اخرون ربع ربع الدين لانه يشمل اه مسائل كثيرة اه تغطي ربع مسائل الدين في العقائد وفي الشرائع البدعة تنافي الدخول في الاسلام للدخول الكامل في الاسلام اذا كانت بدعة عملية والبدع تشمال بدع كفرية والثاني بدع دون الكفر عقدية او عملية فتارة تكون البدع قد يكون الامر بدعة ويكون كفرا. اكبر او شركا اكبر وتارة يكونوا دون ذلك دون الخطبة وهذا يشمل العقائد ويشمل العمليات فمثاله مثلا بالبدع العقدية التي هي كفر سلب الرب جل وعلا عن جميع صفاته وانه ليس له صفة البتة هذه بدعة احدثت لم يكن عليها حتى اهل الجاهلية واما البدع العملية التي هي كفر في الاستفتاء بالموتى الاستشفاء بالموتى شرك اكبر مخرج من الملة وهو بدعة محدثة ايضا في هذه الامة ولها وسائل كثيرة احدثت القسم الثاني البدع دون الكفر ومنها ما يكون في العقائد كبدع الارجاء بدع الخوارج وبدع القدرية وبدع تعويض الصفات والكلام في الاحوال والمقامات الى اخره يعني من جهة الاعتقاد والقسم الثاني بدعة عملية وهي التي يكثر فيها الكلام من جهة عمل الناس لها ثلاث صلوات مبتدعة اذكار مبتدعة احوال مبتدعة الى اخر ذلك احتفالات مبتدعة هذه كلها لا تصل الى الكفر والشرك وانما هي بدعة بحسب حالها والبدع العملية قسمان بدع اصلية وبدع اضافية البدع الاصلية ما احدث وليس له اصل يتبعه مثل احداث حفلات الموالد او المآتم او نحو ذلك. مما لم يكن له اصل اصلا في الشريعة. فهذه بدعة اصلية. احدثت هذه الامة. والقسم الثاني بدع اضافية اصلها يعني اصل العمل مشروع ولكن زيد عليه اشياء صارت بدعة. سماها بعض اهل العلم بدعا اضافية مثل الاستماع على الذكر على نحو ما ترديد اشياء بعد الصلاة المفروضة واشباه ذلك من مما الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم على صفة ما مثل ما جاء عن ابن مسعود رضي الله عنه جاء الى قوم وقد جعلوا لهم كبيرا وبينهم حصى ويقول لهم سبحوا مائة هللوا مائة احمدوا مائة الى اخره فقال لهم لانتم على طريق اهدى من طريق محمد عليه الصلاة والسلام او انتم على شعبة ضلالة هذه آنية رسول الله صلى الله عليه وسلم لم تكسر يعني ان العهد قريب وهؤلاء زوجاته عليه الصلاة والسلام لم يمتن وهؤلاء اصحابه عليه الصلاة والسلام فقالوا يا ابا عبد الرحمن الخير اردنا الخير اردناه. قال كم من مريد للخير لم يبلغه فهذه الصفة التي فعلوها تسبيح مشروع لكن اضافوا عليها صفة صارت محدثة ولهذا بعض اهل العلم يقول البدع المحدثة قسمان ان بدعة احدث اصلها هذا القسم الاول والثاني بدعة احدث وصفها وهو القسم الثاني اذا تبين ذلك فالبدعة لها عدة تعريفات عرف بها اهل العلم وسبق ذكرها لكن على اختصار نمر عليها وهي ان البدعة عرفت ما احدث على خلاف الحق المتلقى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في قول او عمل او اعتقاد وجعل ذلك هديا ملتزما وطريقا مسلوكا هذا عرفها به بعض اهل العلم على نحو هذا التعريف والثاني ما عرفه بها الشاطبي وغيره بان البدعة هي طريقة في الدين مخترعة يقصد بالسلوك عليها ما يقصد بالطريق الشرعية وجعل ذلك او التزم بذلك اذا تحصل من ذلك ان البدعة قد تكون في الاقوال قد تكون في الاعمال قد تكون في الاعتقادات ايضا الفائدة الثانية من التعاريف ان البدعة لم تكن في عهده عليه الصلاة والسلام ولا في عهد صحابته رضوان الله عليهم الثالث ان البدعة يقصد بسلوكها التقرب الى الله جل وعلا يعني عمل عبادي يقصد به الاجر والثواب والتقرب الى الله جل وعلا الامر الرابع وهو مهم ان البدعة ملتزمة يعني انه جعلها طريقة تضاهي الطريقة المشروعة في الالتزام بها. اما اذا لم يلتزم بالعمل او بالقول فيكون خلاف السنة ويكون غلطا او يكون مردودا او بحسب آآ الحال لكن لا يكون بدعة حتى يلتزم اذا احدثه والتزم يعني الناس مشوا على ذلك او هو التزمه فاذا يفرق في هذا المقام ما بين البدع والمحدثات في الدين وما بين مخالفة السنة فليست كل مخالفة للسنة بدعة فالبدعة ما تخالف به السنة ويلزم ويلتزم به فيكون طريقا مشروعا ملتزما به مثلا لو اتى احد من الناس وبعد الصلاة المفروضة رفع يديه ودعا هل يكون فعله بدعة او هو غلط وخلاف السنة نقول هنا ننظر هل يلتزم هذا ام انه فعله تلك المرة او يفعله في تارات بين حين واخر بعيدة كل شهر كل شهرين ولا يلتزمه كل مرة فيقول اذا فعله مرة نقول هذا خلاف السنة ولا يجوز له مخالفة السنة اما اذا التزم فصار هديا ملازما للصلوات المفروضة صار بدعة محدثة تشمل احاديث يشملها احاديث الوعيد عن البدع كلام على البدع يقول والوقت قد يقصر قال رحمه الله تعالى بعد ذلك وللبخاري عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كل امتي يدخلون الجنة الا من هبى قيل من ابى هذا فيه رعاية النصر لانه قال الا من ابى فرعوا لفظه عليه الصلاة والسلام فقالوا له ومن ابى؟ يعني من هذا الذي ابى؟ قال من اطاعني دخل الجنة ومن عصاني فقد ابى ومنهم من تحرم عليه النار معبدا ومنهم من تحرم عليه النار مؤقتا وهكذا وبهذا الجمع او بهذا التفصيل استقيم النظر في النصوص ويبين غلط الخوارج واهل البدع والغلو الذين فهموا من هذا منه عليه الصلاة والسلام تقرير لامر عظيم وهو انه لا يمكن الدخول في الاسلام الا بطاعة الرسول صلى الله عليه وسلم وانه اذا لم يطع الرسول صلى الله عليه وسلم ويلتزم بسنته فانه لم يدخل العبد في الاسلام كله. والله جل وعلا امر بالدخول في الاسلام كله. فقال يا ايها الذين امنوا ادخلوا في السلم كافة. يعني ادخلوا في الاسلام جميعا وامر بطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم وهذا الحديث فيه ان من اطاع الرسول صلى الله عليه وسلم فهو موعود بدخول الجنة كل امتي يدخلون الجنة الا من ابى وهذا فيه تعظيم لطاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد ذكر العلماء ان طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم امرا بها جاءت في القرآن في اكثر من ثلاثين موضعا كلها فيها الامر بطاعة النبي صلى الله عليه وسلم. وعدم مخالفته كقوله جل وعلا من يطع الرسول فقد مع الله وكقوله جل وعلا واطيعوا الله واطيعوا الرسول لعلكم ترحمون وكقوله جل وعلا فليحذر الذين يخالفون عن امره ان تصيبهم فتنة او يصيبهم عذاب اليم. ونحو ذلك من الايات وهي اكثر من ثلاثين. وقد كتب الامام احمد رحمه الله كتابا عظيما سماه كتاب طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم وذكر فيه كل الايات التي امر الله جل وعلا فيها بطاعة الرسول. وهو كتاب مفقود منه منتخبات او قطع في عدد من من الكتب كاخر بمسائل عبدالله بن الامام احمد كمواضع في بدائل فوائد لابن القيم ونقول ابن تيمية وفي اعلام الموقعين الى غير ذلك المقصود ان العلما اهتموا بذلك بطاعة الرسول صلى الله عليه وسلم لانها اساس الالتزام بالاسلام فلا يحصل الدخول في الاسلام الا بطاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله عليه الصلاة والسلام هنا كل امتي ما المراد بالامة هنا الامة هنا قد يكون المراد بها امة الدعوة يكون المراد باللفظ انه لا يدخل الجنة الا من كان على الاسلام يعني كل امة التي بعثت اليهم يدخلون الجنة الا من ابى طاعتي ومعنى ذلك انه من لم يستجب للرسول صلى الله عليه وسلم ولم يكن مسلما فلا يدخل الجنة. وعبر بقوله يدخلون الجنة للتشويق في الالتزام بالطاعة. ماذا قاله بعضهم ولكنه ليس بجيد والصحيح الذي عليه جمهور اهل العلم هو الثاني. وهو ان قول كل امتي يعني امتي الاجابة فهم اهل الاسلام اهل الاسلام كلهم يدخلون الجنة الا من ابى دخول الجنة قيل ومن ابى؟ قال من اطاعني دخل الجنة ومن عصاني فقد ابى يعني ابى دخول الجنة اذا تقرر ذلك فهل من عصى الرسول صلى الله عليه وسلم لا يدخل الجنة؟ ظاهر الحديث؟ نعم لا يدخل الجنة من عصى رسول الله صلى الله عليه وسلم لانه حينئذ يكون من اهل الوعيد لكن الدخول الى الجنة على قسمين القسم الاول دخول اولي يعني دخول ان صح التعبير مبكر دخول في اول الامر بعد ان ينقظي الناس منح الحساب فانه يدخل الجنة فئام اولا مبكرين في الدخول والقسم الثاني دخول متأخر وهؤلاء هم من شاء الله جل وعلا ان يدخلون ان يدخلوا النار ايعذبوا فيها بقدر اعمالهم الدخول في النصوص دخول الجنة نوعان دخول اولي او مبكر ودخول متأخر فقد ينفى دخول الجنة ويراد به الدخول نفي الدخول الاول او الدخول المبكر كهذا الحديث فقوله فقوله عليه الصلاة والسلام كل امتي يعني امتي الاجابة يدخلون الجنة اولا مبكرا ولا يتأخرون عن دخولها الا من عصاني. فانه لا يدخل الجنة اولا وانما يتأخر واذا تأخر فهو من اهل الوعيد. ممن يعذب في النار بقدر مخالفته وعصيانه لرسول الله صلى الله عليه وسلم ويقابل هذا في النصوص التحريم كقوله مثلا الجنة محرمة على قاطع الرحم لا يدخل الجنة قاطع رحم لا يدخلون الجنة ولا يجدون عرشها وان عرفها ليوجد من مسيرة كذا وكذا ان الله حرم على النار من قال لا اله الا الله ونحو ذلك. فالتحريم في النصوص ايضا قسمان. تحريم اولي او تحريم مؤقت وتحريم ابدي تحريم مؤقت وتحريم ابدي فالتحريم الابدي نفي الدخول مطلق الدخول وفهموا من التحريم مطلق التحريم وهذا ليس وفهموا من التحريم التحريم المطلق او مطلق التحريم بحسب الحال وهذا ليس بجيب بل النصوص فيها هذا وهذا المقصود من ذلك ان الحديث هذا الذي رواه البخاري رحمه الله يدل على ان الواجب على العبد المسلم ان يطيع رسول الله صلى الله عليه وسلم. والا يأبى دخول الجنة. ومن عصى الرسول صلى الله عليه وسلم فيما امر به او نهى فانه يأبى دخول الجنة والعاقل لا يمكن ان يأبى دخول الجنة. فدل الحديث على وجوب الدخول في الاسلام ووجوب طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم وان هذه الامة منهم من هو متوعد امة الاجابة منهم من هو متوعد فلا يدخل الجنة لانه ابى طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم قال بعدها وفي الصحيح عن ابن عباس رضي الله عنهما قوله وفي الصحيح كما ذكرت لكم من قبل انه يراد به البخاري في غالب كلام اهل العلم وقد يراد به مسلم وقد يراد به في الصحيحين جميعا بحسب تعابير اهل العلم. وهنا قوله وفي الصحيح يريد به صحيح البخاري رحمه الله تعالى ذكر هذا الحديث في في اكثر من موضع منها في الديات آآ لقوله في اخره ومطلب دم امرئ مسلم بغير حق ليهري قدمه قال وفي الصحيح عن ابن عباس رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ابغض الناس الى الله ثلاثة قوله ابغض الناس الى الله ثلاثة هذا فيه ان هؤلاء هم اشد الناس بغضا للرب جل جلاله وتقدست اسماه وهذا يعني ان فعلهم الذي فعلوه من اكبر الكبائر لانهم وصفوا بانهم ابغض الناس الى الله جل وعلا وابغض لغة صحيحة خلافا لمن زعم انها ليست بصحيحة والاحاديث حجة في اللغة لان الاصل فيها انها منقولة باللفظ وان النقل بالمعنى انما هو لعارض فقوله ابغض الناس يعني اشد الناس بغضا الى الله فابغى افعل في هذا الباب صحيحة على ما جاء في هذا اللفظ قوله ثلاثة العدد لا مفهوم له ولا يعني ان هؤلاء هم الابغض فقط وانما يعني ان هؤلاء اشدهم بغضا وقد يكون هناك من هو يساويهم في المقدار لان العدد لا مفهوم له وانما يؤتى به للتمثيل قد يكون يقتصر على هؤلاء وقد لا يكون الاول ملحد في الحرم ثلاثة خبر ابغض ابغض الناس الى الله ثلاثة قال ملحد في الحرم الحرم المراد به في الحرم المسكي في اصله وكذلك الحرم المدني لان كلا منهما حرام فمتى حرمها إبراهيم الخليل عليه السلام والمدينة حرم ما بين عير الى ثور من احدث فيها حدثا او آوى محدثا فعليه لعنة الله والملائكة والناس اجمعين. كما قاله عليه الصلاة والسلام والالحاد في الحرم كلمة ملحد في الحرم للحاج اختلف فيها اهل العلم ما المراد به فمنهم من فسر الالحاد بالشرك بالله جل وعلا والكفر لان هذا اعظم الالحاد وهو الميل عن الطريق الصواب وفسر بان الالحاد القتل وقتل وسفك الدماء. وفسر بان الالحاد في الحرم فعل الكبائر والمعاصي واحداث المحدثات والبدع وفسر بان الالحاد هو كل ما نهى الله جل وعلا عنه لان كل ما نهى الله جل وعلا عنه هي تحرير سواء اكان شركا او ما دونه فانه الحاد وميل عن الصراط المستقيم وهذا التفسير الثالث كما اختاره ابن جرير رحمه الله تعالى وغيره هو التفسير الصحيح لان التخصيص لا وجه له وقد قال الله جل وعلا ومن يرد فيه بالحاد بظلم نذقه من عذاب اليم في سورة الحج يعني المسجد الحرام بخصوصه والمسجد الحرام الذي جعلناه للناس سواء العاكف فيه والبادئ ومن يرد فيه بالحاد بظلم نذق من عذاب اليم ذكر الالحاد هنا وهو يشمل جميع ما نهى الله جل وعلا عنه لانه الحاد وميل على الصراط المستقيم قال ومبتغ في الاسلام سنة الجاهلية. وهذا هو الشاهد من هذا الحديث للباب للحاج في الحرم ايضا يعني الحرم يجتمع فيه عدة صفات ما نطيل الكلام فيها لهذا تغلظ مثلا في الدية من قتل في الحرم ليس كمن قتل في غيره. عثمان رضي الله عنه الصحابة غلظوا الدية في من قتل حرام. جعلوا عليه صارت الدية وثلث وتارة اكثر اه لانه جمع ما بين انتهاك حرمة المسلم وانتهاك حرمة المكان. وتارة تجتمع حرمة الزمان يكون التغليط اكثر بحسبه. المقصود ان الالحاد في الحرم جريمة والحرم له خصوصية وواجب تنزيهه عن انواع الالحاد. والا والا يكون فيه الا طاعة الله جل وعلا والعباد اذا عصوا الله جل وعلا فيه قد الحدوا بحسب الحال واعظمه في الشرك والبدع والمحدثات. ثم المنكرات العملية والمحرمات المختلفة ترك الفرائض وفعل الموبقات والعياذ بالله حتى ان طائفة من اهل العلم ذكروا ان الهم الجازم بالمعصية في الحرم يؤاخذ به العبد على ظاهر قوله ومن يرد فيه بالحاد بظلم قالوا ظمنا يرد هم لان همه تتعدى بالباء هم بكذا يكون معنا الاية من يرد فيه الحادا هاما به قاصدا له بظلم يعني عن بينة فعله عن بينة نذق من عذاب اليم وهنا مسألة وهي مسألة هل السيئات في الحرم تضاعف قول وما حدود الحرم الذي فيه تضعيف الحسنات تضعيف الصلاة بمئة الف وتظعيف الحسنات شدة فعل السيئات الصواب ما يسع الوقت للتفصيل الصواب ان كل ما ادخلته الاميال فهو حرام ولا يخص ذلك بالمسجد. نفسه يعني بمسجد الكعبة. بل كل ما ادخلته الاميال المعروفة فهو حرم فيه فضل الصلاة وفيه النهي عن الالحاد والذنب الى اخره وفيه تغليط الى اخر احكام الحرم ويدل لذلك قول الله جل وعلا يسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه قل قتال فيه كبير وكفر به والمسجد الحرام واخراج اهل منه اكبر عند الله منه يعني من من الحرم فهل هم خرجوا من مسجد الكعبة ولا خرجوا من مكة خرجوا من مكة اخراج اهله يعني اهل المسجد الحرام منه يعني من المسجد الحرام. انما خرجوا من مكة كل واحد خرج من من بيته لا من خصوصي مسجد الكعبة المدار حول الكعبة وكذلك قوله سبحان الذي اسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام الى المسجد الاقصى الذي باركنا حوله. وانه اسري به من بيت ام هانئ. كما هو قول اهل التفسير وحديث انس الذي في الصحيح الى غير ذلك من الادلة المسألة الثانية هل الحسنات تضاعف جميعا؟ ام ان تضاعف الصلاة العلماء لهم في ذلك اقوال اصحها ان التضعيف بمئة الف انما هو خاص بالصلاة لانه هو الذي ورد فيها الدليل قال عليه الصلاة والسلام صلاة في مسجدي هذا بألف صلاة فيما سواه من المساجد الا المسجد الحرام كما في الصحيح وفي غيره صلاة في المسجد الحرام بمئة الف صلاة فيما سواه من المساجد فهذا خاص بالصلاة. اما عموم الحسنات فان الطاعة فيه لشرف المكان افضل من الطاعة في غيره ويقابل ذلك السيئة فان السيئة باتفاق اهل العلم في الحرم اشد من السيئة في غيره. لكن هل السيئة تضاعف يعني يكتب على الانسان اذا فعل سيئة في الحرم يكتب عليه سيئتان الجواب انها لا تضاعف. ومن قال من اهل العلم ان السيئات تضاعف على نحو ما روي عن ابن عباس فان هذا ليس بصحيح خلاف النص فان الله جل وعلا يقول للاية المكية من جاء بالحسنة فله عشر امثالها. ومن جاء بالسيئة فلا يجزى الا مثلها. وهم لا يظلمون. هذه في سورة الانعام وقد انزلت في مكة لكن قال شيخ الاسلام ابن تيمية بالتوفيق في بين كلام اهل العلم في ذلك ان الحسنة في انها السيئة في الحرم يضاعف عقابها كيفية لا مقدار والعقاب قد يكون من حيث العدد واحدة لكن الكيفية مختلفة قد يكون من حيث النوع واحدة لكن من حيث الكيفية مختلفة فليست مثلا الضربة كالضربة وليست اللسعة كاللسعة وليس الالم كالألم وهكذا في الحال. هكذا قال اه ابن تيمية رحمه الله تعالى وكلامه قريب لتعظيم حرمة الحرم قال بعدها ومبتغ في الاسلام سنة الجاهلية مبتغ في الاسلام سنة الجاهلية. هذا هو الشاهد من هذا الحديث للباب وهو ان كل المحدثات التي احدثت في الدين وكل ما خالف به الناس منهج محمد عليه الصلاة والسلام. وطريقة صحابته رضوان الله عليهم فانما راموا طريقة من طرق اهل الجاهلية مصداقا لقوله عليه الصلاة والسلام لتتبعن سنن من كان قبلكم شبرا بشبر وذراعا بذراع وفي الرواية الاخرى قال حذو القذة بالقذة اتباع سنة الجاهلية مبتغ في الاسلام سنة الجاهلية يعني انه اتى بشيء جاهلي سواء اكان من جاهلية اهل الكتاب او كان من جاهلية العرب واتى به في الاسلام بعد ان اتى الله جل وعلا بالاسلام وارسل محمدا عليه الصلاة والسلام للامة فاذا ابغض الناس الى الله من ابتغى في الاسلام سنة من سنن اهل الجاهلية جاء بامر من صنيع اهل الجاهلية كالتثاقل مثلا بالاحساب والطعن في الانساب او كوأد البنات او اتى به العقائد المختلفة عبادة الاوثان او تقديس الصالحين. او اتى بطرائق اهل الكتاب في عباداتهم او في تعظيمهم للصور او في نحو ذلك فكل من ابتغى في الاسلام سنة الجاهلية فانه من ابغض الناس عند الله وفعله من اكبر الكبائر وهذا يحتاج الى مزيد بيان وتفصيل نتركه الى درس غد ان شاء الله تعالى واسأل الله جل وعلا لي ولكم التوفيق والسداد وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد