فهذا فيه قتل لنفس زكية بغير نفس وفيه سعي في الفساد في الارض وقتل مسلم بغير حق. والمسلم دمه اعظم حرمة عند الله جل وعلا حتى من الكهنة لان دمه دين رسولهم كانوا ليسوا على جهل. فهذه جاهلية منسوبة الى زمن زمن من الازمنة ولما كان قبل البالغة الثاني من التقييم جاهلية ما كان يعني ان تكون الجاهلية في مكان دون مكان وهذا كثير بعد ظهر لكن ليس هام الا والذي بعده شر منه هذا كما قال النبي صلى الله عليه وسلم فسرها ابن مسعود بقوله لكن ذهاب علمائكم وخياركم وهذا من عظيم فقهه المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد بن ابراهيم بن عبداللطيف ال الشيخ طروحات كتب الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله. شرح فضل الاسلام. الدرس الرابع بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين اللهم نسألك علما نافعا وعملا صالحا وقلبا خاشعا ودعاء مسموعا ربنا لا تكلنا الى انفسنا طرفة عين ومن علينا بالتوفيق والهداية انك على كل شيء قدير نكمل ما مر معنا في باب وجوب الدخول في الاسلام وقد وقفنا على قوله رحمه الله تعالى وفي الصحيح عن ابن عباس رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ابغض الناس الى الله ثلاثة ملحد في الحرم ومبتغ في الاسلام سنة الجاهلية ومطلب دم امرئ بغير حق ليهريق دمه قوله ومبتغ في الاسلام سنة الجاهلية مبتغ يعني انه مريد عن قصد وطلب الاسلام يعني في زمن الاسلام وهو زمن مخاطبة الناس لبعثة محمد عليه الصلاة والسلام وهو ما بعد بعثته الى قيام الساعة لانه لا دين بعد الاسلام ولا رسالة بعد رسالة محمد صلى الله عليه وسلم ولهذا يمكن ان تفسر قوله ومبتغ في الاسلام يعني مبتغ بعد الاسلام. بعد ظهور الاسلام وبعثة محمد عليه الصلاة والسلام سنة الجاهلية وهنا في قوله سنة الجاهلية لابد من الوقوف عند هاتين الكلمتين الاولى كلمة سنة والثانية كلمة الجاهلية اما قوله سنة سنة الجاهلية فكلمة السنة هذه مستعملة في اللغة بمعنى الطريقة والعادة فمن اعتاد شيئا وجعله طريقة له وهديا الى هذه سنة فلان لانه اعتادها لزمها وكانت سمة علي ولكل امة سنة يعني لكل امة هذا وطريقه وهديه قال جل وعلا قد خلت من قبلكم سنن يعني فرائض وعادات وهذي لكل امة وهذه السنة قد تكون في العقائد وقد تكون في العبادات وقد تكون المعاملات وقد تكون في الامور الاجتماعية وقد تكون في القبر الى غير ذلك فكل ما كان هديا وعادة وطريقة لاهل زمن او عقل البلد الى هذه طريقتهم وعادتهم وسنتهم اما في الاسلام فكلمة سنة فانها تطلق على سنة النبي صلى الله عليه وسلم ومن كان على سنته مثل سنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعده وسنة الصحابة بما يعملون يعني طريقته عليه الصلاة والسلام وهديه في امره الباطن وامره الظاهر لهذا صنف عدد من اهل العلم كتبا اسموها السنن السنة لفلان او السنن لفلان مثلا السنن لابي داوود السنن للنسائي السنن لابن ماجه او السنة مثل السنة لعبدالله ابن الامام احمد السنة لابن ابي عاصم السنة للطبراني الى اخره هذا يشمل عندهم السنن في امور العقيدة والسنن في غمور العبادة والمعاملات والاجتماعيات الى اخره فاذا قوله هنا مبتغ في الاسلام سنة الجاهلية يشمل ارادة هذا الانسان بعد ظهور الاسلام اي طريقة وهدي من هدي اهل الجاهلية الذي ابطله الاسلام وجاء محله بسنة من السنن وهدي من الهدي الكلمة الثانية كلمة الجاهلية والجاهلية لفظ يعود الى الجهل وقد ذكر في القرآن في غير موضع كقول الله جل وعلا افحكم الجاهلية يبغون ومن احسن من الله حكما لقوم يوقنون وكقوله جل وعلا لا تبرجن تبرج الجاهلية الاولى واسم الجاهلية يعود الى الجهل الجهل باثر الرسالة وكل من خالف الرسول الذي كان في زمنه فهو في جاهلية ولذلك قال في اية الاحزاب الجاهلية الاولى لانه كانت جاهلية سابقة اولى ثم تتابعت الجاهليات لانهم جهلوا ما انزل الله جل وعلا على رسله هذه الجاهلية مردها كما ذكرت الى الجهل وهو عدم العلم عدم العلم بالشرف عدم العلم بالكتاب المنزل عدم العلم بما يستحقه الله جل وعلا وتارة يكون الجهل بسيطا وتارة يكون الجهل مركبا فيكون بسيطا اذا كان لا يعلم المسألة او لا يعلم الحكم او لا يعلم اه العلم ويكون هذا الجهل مركبا اذا كان العلم قريبا منه ولكنه لا يلتفت اليه ولا يرفع به الرأس ولا يهتم له لانه حينئذ يكون لا يعلم ولا يدري انه لا يعلم هذه الجاهلية نقل امام الدعوة رحمه الله تعالى كلام شيخ الاسلام ابن تيمية على لفظ الجاهلية. وهو كلام مهم. اقرأوا في اقتضاء الصراط المستقيم ويبين المراد بالجاهلية وهي كلمة من المهم خاصة في هذا الزمن ان نتعرف على ما يدخل فيها من احكام قال رحمه الله قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى قوله سنة الجاهلية يندرج فيها كل جاهلية مطلقة او مقيدة ثم فسر المقيدة بقوله اي في شخص دون شخص كتابية او وثنية او غيرهما من كل مخالفة لما جاء به المرسلون وهذا الكلام من ابن تيمية ظاهر الصواب في تفسير الجاهلية لان الجاهلية تكون مطلقة يعني مطلقة دون قيد يقيدها بزمن او بمكان او شخص انما هي جاهلية مغلقة وهذه الجاهلية المطلقة لا تطلقوا يعني لا تكون مطلقة ولا يصح هذا الاطلاق الا فيما قبل بعثة محمد عليه الصلاة والسلام اما بعد الاسلام فزالت الجاهلية المطلقة لا يكون هناك جاهلية تطبق في زمنه على كل الناس بعد محمد عليه الصلاة والسلام وانما تكون ثمة جاهلية مقيدة كما سيأتي بيان لان الجهل رفع بعد محمد عليه الصلاة والسلام وبعد انزال القرآن وعلم الناس ولا يزال في هذه الامة من هو قائم بامر الله جل وعلا كما اخبر بذلك عليه الصلاة والسلام في قوله لا تزال طائفة من امتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم حتى يأتي امر الله او حتى تقوم الساعة واجمع اهل العلم على انه لابد ان يكون في هذه الامة هذه الفئة هذه الطائفة التي تنفي وجود الجاهلية المطلقة وحينئذ اذا كانت هذه الفئة لابد ان تكون موجودة بعد رسالة محمد صلى الله عليه وسلم. ولا تنقطع قد تكبر في زمن وقد تقل بحسب ابي الحال وبحسب قوة اهل الدين وطاعتهم. لكن لابد من قيام هذه الفئة. ووجود هذه الفئة يرفع الجهل المطلق ولهذا لابد ان تكون هذه الفئة ظاهرة ولابد ان تكون هذه الطائفة ظاهرة كما قال عليه الصلاة والسلام لا تزال طائفة من امتي ظاهرين على الحق يعني انهم ظاهرون بالحق يقولون به ويجاهدون فيه قال اهل العلم ظهور هذه الطائفة نوعان ظهور بالسيف والسهام اذا اذا جاه الجهاد وظهرت مسوغاته الشرعية فانهم يظهرون على غيرهم لان الله جل وعلا ناصر رسوله واهل الاسلام والظهور الثاني هو الظهور بالبيان والحجة فاذا لا بد ان يكون الظهور اما ظهور كامل بالسنان والبيان او على الاقل ظهور بالبيان اذا كان كذلك فان الجاهلية المطلقة قد ارتفعت. فلا جاهلية مطلقة حتى في قرن من القرون. ولذلك اخطأ من وصف قرنا كاملا بانه في جاهلية كقول بعضهم مثلا جاهلية العصر او العصر عصر جاهلي او القرن قرن جاهل ونحو ذلك هذا فيه تعميم وهذا ليس بموافق لما دلت عليه النصوص وفسره اهل العلم النوع الثاني وهو المهم الجاهلية المقيدة والجاهلية المقيدة يعني ليست بمطلقة بل يكون تم تقييد فيها والتقييم قد يكون في زمن زمان دون زمان وقد يكون في مكان دون مكان وقد يكون في شخص دون شخص اما الجاهلية بالنسبة للزمان فانه يكون بالنسبة للعرب مثلا قبل رسالة محمد صلى الله عليه وسلم نقول كانوا في جاهلية باعتبار زمانهم وهناك بعض اتباع الرسل ممن اتبعوا الرسل بالحق ولم يحركوا الدين وكانوا على بقايا بحسب ظهور السنة وخفائها وبحسب ظهور الاسلام وخفائه وبحسب ظهور تلك الطائفة في ذلك المكان بعينه وعدم ظهورها. فمثلا عادت الجزيرة في وقت من الاوقات الى جاهلية كما قبل دعوة الامام المصلح الشيخ محمد بن عبد الوهاب كانوا في جهل كثير كان عندهم من امور الجاهلية في العقائد في المعاملات الشيء الكثير وهذا قد يتغير فيكون في في مكانه تكون هناك جاهلية وفي زمن في ذلك المكان يكون جاهلية ثم بعد ذلك يظهر السنة ويظهر الاسلام ويكون هناك جاهلية في مكان اخر فلا الزم من رفع الجاهلية المقيدة في مكان ان ترتفع كل الجاهليات المقيدة بل الجاهلية المقيدة هذه بحسب ما الناس فيه من الاهتمام والقيام بامر الله جل وعلا او عدم القيام بذلك والقسم الثالث الجاهلية المقيدة في شخص دون شخص وهذا كثير فقد يكون هناك جماعة من الناس الكل مسلم لكن هذا فيه بعض خصال الجاهلية والآخر ليس فيه من خصال الجاهلية شيء وهذا كما روى البخاري مثلا في صحيحه ان رجلا من الصحابة رضي الله عنهم عير رجلا اسود بامه فقال له يا ابن السوداء فرفع ذلك الى النبي صلى الله عليه وسلم فقال له عليه الصلاة والسلام اعيرته بامه؟ ان تمرؤ فيك جاهلية وفي خارج الصحيح في بعض طرق الحديث ان ذلك الرجل كان ابا ذر رضي الله عنه قوله انك امرؤ فيك جاهلية يدل على ان المرأة المسلم قد يكون فيه بعض خصال الايمان وبعض شعب الجاهلية وان ذلك لا يجتمع او يرتفع مطلقا بل يجتمع في الشخص المعين هذا وهذا كما يجتمع فيه شعب الايمان وشعب المعصية او يجتمع فيه ايمان وبدعة او يجتمع فيه اسلام وجاهلية وهكذا مثل ما قد ترون من ان بعض الاشخاص يكون عنده بعض خصال الجاهلية مثل الفخر المذموم الذي لم يأذن به الشرع ومثل التعدي ومثل تعظيم ما كان عليه الاباء والاجداد بغير حق. ومثل الانتخاب بالباطل. ونحو ذلك مثل التقليد المذموم. نحو ذلك من افعال اهل الجاهلية الذين كانت سمتهم التعصب المذموم والتقليد والنخوة بغير حق بهذا قد يكون الجهل في مسلم قد يجتمع في مسلم اسلام ومعصية ايمان هو بدعة قد يجتمع في المؤمن كذا وكذا لكن بشرط الا تبلغ المعصية او البدعة الى شيء كفري. وهذه كلها من خصال الجاهلية اذا تبين هذا فالجاهلية تحتها مباحث كثيرة وتفصيلات ومراد المصنف رحمه الله تعالى بايراد هذه هذا الحديث هو هذه الجملة. مبتغ في الاسلام سنة الجاهلية. وهذا فيه اكبر التحذير من ان ليدعو احد الى شيء من صنيع اهل الجاهلية وسننهم وطرائقهم سواء اكان ذلك في العقائد و تعهدات او كان فيما دونها واذا نظرنا الى حال هذه الامة وجدنا انها ما اصيبت الا انها فتحت ابواب سنن الجاهلية على الناس فعبادة الاوثان ما جاءت الا عن طريق صغار سنن الجاهلية وعبادة القبور تعظيم القبور والبناء عليها وتعظيم الاموات ونحو ذلك كل هذا كان مأخوذا من سنن الجاهلية. كذلك تعظيم الصور ورفع الصور تقديس الاشخاص واعطائهم بعض ما لله جل وعلا من صفات والتعظيم المذموم شرعا هذا كله كان في اهل الجاهلية. كما قال النبي صلى الله عليه وسلم مثلا لما قام عليه الصحابة في الصلاة قال وكان قاعدا عليه الصلاة والسلام يعني صلى قاعدا لمرض الم به قال زدتم ان تفعلوا انفا فعل فارس والروم بعظمائها وهذا الذي دخل في الاسلام في امور العقائد او وسائل العقائد من تعرف من مما يقدح في التوحيد او يبث الشرك. هذا متنوع كثير ولذلك صنف الامام المجدد رحمه الله تعالى مصنفا خاصا في بيان مسائل الجاهلية واطال فيه النفس حتى بلغت اكثر من مئة وثلاثين سورة من الصور التي كان عليها اهل الجاهلية وخالفهم فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو كتاب مطبوع معروف وله آآ اكثر من شرح كتاب مسائل الجاهلية التي خالف فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم اهل الجاهلية من العرب من العرب الاميين واهل الكتاب ونحو ذلك. فصل فيه جميع المسائل المتعلقة بذاك. فاذا من المنهج المهم الذي تميز به المتبعون الجماعة الاولى والمتبعون للسلف انهم لم يكونوا الكلام على لزوم الصراط الكلام على مد التفرق في الدين قال لكن ذهاب علمائكم وخياركم اذا ذهب العلماء الذين يحفظون السنة ولا ينطقون عن هوى ويبرئون ذممهم ولا اه يتوسعون يبتغون في الاسلام سنة الجاهلية بل يعلمون سنن الجاهلية ويخالفونها ويعتزون ويستمسكون بما امرهم به رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في اخره شيخ الاسلام ابن تيمية كتابية او وثنية او غيرهما لان الجاهلية منسوبة الى الجهل وهي مخالفة لما جاء به المرسلون وهذه قد تكون موروثة عن العرب من الاميين وقد تكون موروثة من النصارى قد تكون موروثة من اليهود وقد تكون موروثة من عباد الاوثان ايا كان سواء اكانوا فرصة او كانوا في الهند او كانوا في افريقيا او كانوا في بلاد الروم او الى اخره. اي ملة فان لها سنن وهذه السنن هي سنة الجاهلية. سنة الجاهلية ليست مختصة بسنن العرب الذين يسمون اهل الجاهلية بل اهل الجاهلية اسم يطلقوا على كل من جهل ما جاء به المرسلون وصنع هديا من عند وسننه يلتزمها من اي ملة كان سواء كانت ملة رسالية او كانت ملة غير رسالية وثنية او غيرها كما ذكر رحمه الله تعالى هذه الجملة مهمة في هذا الحديث وهي المقصد المهم في ان كل مسلم يجب عليه ان يبتعد اشد البعد عن كل سنن الجاهلية وان يكون متبعا لسنة النبي صلى الله عليه وسلم وسنن الجاهلية كثيرة متنوعة فواجب حينئذ ان يتعرف المؤمن على تلك السنن وان ينظر الى ما كتبه العلماء في ذلك وان يلتزم بسنة النبي صلى الله عليه وسلم. واذا كان هذا في افراد المسلمين فانه في الجماعات اسلامية او في الدول هذا من باب اولى واشد لانه يلزمهم ما لا يلزم غيره. ولانه يقوم بهم ما لا يقوم بالافراد فواجب حينئذ ان تنفى سنن الجاهلية في الافراد والجماعات والمجتمعات جميعا لان من ابتغى في الاسلام سنة الجاهلية فهو من ابغض الناس الى الله جل وعلا بنص كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم واذا كان الامر بهذه البشاعة وبهذا الجرم لانه يكون من ابغض الناس الى الله جل وعلا فيعظم هذا الاثر بعظم ما ينتج عن هذا الابتغاء سنة الجاهلية فاول ما ادخل مثلا طائفة من المنتسبين لهذه الامة ادخلوا لهذه الامة عبادة القبور والتوسل باصحابها فشاف الناس عقيدة الجاهلية وعبادة الاوثان على اختلاف انواعها ادخلت طائفة سنن الجاهلية في الكلام وفي الصفات وفي القدر وفي المنطق الى اخره حتى غزا غزت تلك الامور هذه الامة ما افسدت عقائدها وافسدت دينها. وفي ابواب السلوك لما ادخلت اه طائفة من من العباد طريقة النصارى في التعبد و في تخلية النفس من الشوائب وسرى هذا في الامة ظهرت فرق الصوفية المختلفة وحدثت الامة من مصائب ما الله به عليم من مخالفة في العقائد العلمية وفي المسائل العملية وهكذا. فاول ما يحدث يحدث شيئا فشيئا. حتى اتى الى انه حدث في الاسلام من اراد تحكيم ما يسمونه سوالف الاباء والعادات الاجداد في امور القبائل لانهم اذا اعتصموا حكموا الى عرف القبيلة وحكم بينهم من لا يعرف حكم ما انزل الله جل وعلا على رسوله صلى الله عليه وسلم الى ان وصل الامر الى هذا العصر الذي بلغ فيه اخذ الناس بسنن الجاهلية ما لا يدخل تحت حصر ولو جمعت المسائل التي اخذها اهل الاسلام المعاصرين المعاصرون اه من الجاهليات المختلفة لبلغت اكثر واكثر مما ذكره امام الدعوة رحمه الله في مصنفه المعروف بمسائل الجاهلية. فدخل ذلك في مسائل العقائد. ومسائل المعاملات ضد المسائل العبادات ومسائل السلوك حتى في اصغر المسائل ابتغيت سنة الجاهلية حتى في الاكل والشرب وحتى في طريقة اللباس وحتى في طريقة كذا وكذا مما قد لا يهتم به المرء لكن طغوا في الاسلام سنة الجاهلية وهذا من اعظم المصائب التي تبدل حبه المؤمن لدينه ولرسوله صلى الله عليه وسلم شيئا فشيئا. والله المستعان قال بعدها رحمه الله تعالى وفي الصحيح عن حذيفة رضي الله عنه قال يا معشر القراء استقيموا فان استقمتم فقد سبقتم سبقا بعيدا. فان اخذتم يمينا وشمالا فقد ظللتم ضلالا بعيدا يريد حذيفة رضي الله عنه بهذه الكلمة ان يوصي ويأمر اهل العلم وطلبة العلم طلبة القرآن حفظة القرآن ومن كان على قراءة في كتاب الله جل وعلا وعناية او قراءة في السنة وعناية او قراءة في العلم وعناية يوصيهم بالاستقامة والاستقامة هي لزوم الطريق المستقيم الذي وصف قبله وانه ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته رضي الله عنه. لان الاستقامة انما هي سلوك الطريق المستقيم والطريق المستقيم طريق واحد وليس بمتعدد. وهؤلاء القراء اذا استقاموا فانهم القدوة واذا اخذوا يمينا وشمالا من الاهوى والبدع والاراء الاراء المختلفة والاجتهادات التي تفرق اذا اخذوا فانه ولا شك يفسد الناس لانهم انما هم بعلمائهم وطلبة العلم عندهم وقرائهم. ولهذا كان من الكلام الحسن للحسن البصري رحمه الله تعالى انه خاطب القراء في الكوفة فقال لهم يا ملح الارض لا تفسدوا بانه ان فسد الملح لم يؤكل الطعام هذا صحيح و هو من بالغ فقهه وعنايته لان القرا طلبة العلم اهل الاستقامة الذين ينظر اليهم. ان اخذوا يمينا وشمالا فسدت الجماعة. لانه لابد لن يكون تفرق ولابد ان تكون اقوال مختلفة لم يعد الناس يهتمون باي قول من الاقوال لانه اذا تعددت الاتجاهات وتعددت الاجتهادات بامور المنهج وامور السنة وامور الامور العامة فان الناس لن يأخذوا لان عامة الناس والسواد في المسلمين لا يلزمهم الا شيئان معا الاول قوة السلطان والثاني قوة اهل العلم واجتماع اهل العلم. فاذا كان القراء تفرقوا واجتهدوا الى اقوال كثيرة وفئات الى اخره فان اثر ذلك على الناس وعلى الدين وعلى الاستقامة سيكون ابشع الاجر لهذا كانت وسيلة توحيد الناس هي ان يوحدوا على السنة والسبيل والاستقامة. وهذه ابسط طريق ان يوحدوا على السبيل والاستقامة فاذا استقمنا على السنة والسبيل وكنا شيئا واحدا في ذلك لا نأخذ يمينا وشمالا كما ذكر حذيفة رضي الله عنه فان الناس سيستقيمون وان الولاية ستتأثر ويكون هناك قوة. وكل من رأى تاريخ المسلمين المتنفر من ثلاثة قرون وجد انه ما قوي ما قوي اناس الا بالاجتماع في دينهم ولا ضعفوا الا بالتفرق. واذا تفرقوا تسلط اهل الجاهلية فاغروا بعضهم ببعض واخذوا من الخلاف والاجتهادات ما ييسر سبيل اه سنن الجاهلية المختلفة لهذا كانت وصية حذيفة هذه وصية عظيمة في صميم المنهج الذي فاختص به صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا معشر القراء استقيموا فان استقمتم فقد سبقتم سبقا يعني سبقتم في الخير سبقتم في الدعوة سبقتم في التأثير. فان اخذتم يمينا وشمالا من جهة الشبهات او من جهة الشهوات فقد ظللتم ضلالا بعيدا. واذا ضل القراء وضل العلماء وظل طلبة العلم فان وظل الدعاة فان الناس من باب اولى ان يضلوا لانه انما الناس بمقدريهم وبمن يقتدون بهم هذا الاثر هو كتف فيه لقول الله جل وعلا وان هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله. ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون وفيه من الفوائد ان القراء هم الصفوة وفي ذلك الزمن كان اسم القراء يطلق على حفظة القرآن وعلى طلبة العلم يؤم القوم اقرؤهم لكتاب الله يعني العطر الالة في كتاب الله جل وعلا واذا كان كذلك فان القراء في كل زمن هم الافخه وليسوا الاكثر قراءة قراء هم الافقه بكتاب الله جل وعلا يعلمون حدود ما انزل الله جل وعلا على رسوله صلى الله عليه وسلم قد يكون في زمن يكفر القراء الذين لا يعلمون والراء يقرأون القرآن ويقرأون السنة ويقرأون الكتب ولكن لا لا يعلمون وليس عندهم علم كما جاء في الموطأ ان ابن مسعود رضي الله عنه قال كيف بكم اذا كثر قراؤكم وقل فقهاؤكم هذه فتنة عظيمة. ان يكثر القراء ان يذكر المطلعون يستدلون بالقرآن يحفظون القرآن يستدلون بالسنة عندهم علم لسلام الناس وبما في الكتب. لكنهم ليسوا بعلماء فقهاء هؤلاء لا شك يحدثون فتنة لانهم يضرنا بالناس اذا قالوا ما لم يعلموا اذا نظر الناظر اليوم في الاحوال وجد ان القراء كثروا والفقهاء قلوا الفقهاء على الحقيقة الفقهاء لله جل وعلا بتوحيده فقهاء بالحلال والحرام فقهاء بالسنة قال له ولذلك كثرت الاقوال الغريبة العجيبة التي تسمعها. فاصبح اليوم الصغير يسمع اكثر من قول ولهذا لما ذكر تلك الجمل العامة والقواعد الكلية في وجوب الدخول في الاسلام ومعنى ذلك اتبعه بباب تفسير الاسلام الذي اوضح فيه تفاصيل الاسلام الذي امر الله جل وعلا به وكيف يوازن؟ وكيف يعرف ان هذا الاصح؟ وهل كل احد عنده من التقوى؟ واليقين ما يتحرى فيه الصواب ولا الا من يثق بعلمه ودينه هذا قليل لهذا اذا كثر القراء ولم يستقيموا على المنهج لم يستقيموا على مقتضى العلم واستعجلوا فانه يحدث من المفاسد ما الله به عليم. لهذا صار من من مسائل المنهج المهمة في الدعوة ان يقام منهج العلم الصحيح من وسائل البناء المهمة في الدعوة سواء كان بناء الافراد او بناء الجماعات ان يقوى بناء العلم. كلما قوي بناء العلم على اصوله كلما قوي بناء الدعوة والتأثير على الناس سواء كان التأثير بالفتوى او بالمحاضرة او بالدرس الى اخره. اما اذا ضعف العلم وصار مهزوزا فان التأثير سوف يكون مهزوزا وسيكون الناس حينئذ في امر مريد واقوال مختلفة كما هو ظاهر في ازمنة مضت بل والى يومنا هذا في عدد من بلاد المسلمين لهذا ينبغي في الحقيقة لكل او على كل من طلب العلم ان يحرص على الاستقامة بمعناها الواسع الاستقامة في سلوك الطريق والمنهج منهج السلف الصالح الاستقامة في العمل الاستقامة بحفظ اللسان وحفظ الجوارح. لان العبد ينكب بفلسات لسانه. ينكب بما يعرض فيه عن بينة. يقول ما لا علم له به فيعاقبه الله جل وعلا لانه لا يعلم مسألة اخرى فيصبح في جهل بين فترة واخرى لهذا احرص يا طالب العلم ويا معاشر القراء احرصوا على هذه الوصية بالاستقامة في كل المسائل. الاستقامة في امور العلم في امور العمل بامور الصلات باخوانك المؤمنين بامور الدعوة في امور الامر بالمعروف والنهي عن المنكر في السلات وجنب نفسك الهوى والزم نفسك بالاستقامة على ما دل عليه الدليل يكن الامر في المستقبل خيرا الى خير. اما اذا عظم التضرع وضعفت الاستقامة من القراء وهم العلماء طلبة العلم واهل القراءة بعمومها فانه يحصل من المفاسد بقدر ما خان وهنا لسة في كلام حذيفة في قوله فان اخذتم يمينا وشمالا لان الصراط واحد والثالث فيه اذا اخذ يمينا او اخذ شمالا معناه خرج عن ذلك خرج عن ذلك الصراط الواحد خرج عن ذلك الطريق الواحد فيأخذ يمينا فلابد ان يكون في هوى. يأخذ شمالا فلابد ان يكون في هوى. لهذا قال ان اخذتم يمينا وشمالا فقد ضللتم ضلالا بعيدا وهذا منه رحمه الله في التحذير الشديد من الالتفات على الطريق والتزام المنهج الذي كان عليه السلف الصالح رضوان الله عليهم وما دونوه في عقائدهم المباركة من العلم والهدى قال بعدها رحمه الله وعن محمد بن وضاح رضي الله عن محمد ابن وضاء انه كان يدخل المسجد يعني حذيفة فيقف على الحلف فيقول فذكره يعني يقول يا معشر القراء الى اخره الحلق هي حلف طلبة العلم حلق دروس العلم حلف القراء الذين يقرأون القرآن الى اخره وقال يعني محمد ابن وضاح في كتابه المعروف البدع والنهي عنها انباءنا سفيان بن عيينة هم جانب عن الشعبي عن مسروق قال قال عبد الله يعني ابن مسعود رضي الله عنه ليس عام الا والذي بعده شر منه لا اقول عام امطر من عام ولا عام اخصب من عام ولا امير خير من امير. لكن ذهاب علمائكم وخياركم ثم يحدث اقوام يقيسون الامور باربعاء بارائهم فيهدم الاسلام ويسلم هذا الاثر من ابن مسعود رضي الله عنه في عظيم فقه الصحابة فيما يصلح الناس ويقيم الامة على قوتها وعلى استقامتها وعلى هيبتها وعلى اجتماعهم قال ليس عام الا والذي بعده فر منه يعني ان كل عام يكون ما بعده شر منه طيب هذا هذا الشر هل يقول يعني المعايش الناس هل يكون في ارزاق الناس هل يكونوا في مآكلهم في مساكنهم هل يكون في دولهم في امرائهم ما تقعد ابن مسعود ليه هذا الشرط قال لا اقول هذا من التشويق لا اقول عام امطر من عام نحن من المطر سيقل و ولا عام اخصب من عام المراعي ستقل. والخصم سيقل ولا امير خير من امير. يعني ان امير هذه السنة يكون خيرا من امير السنة المقبلة يعني في كلام ابن مسعود ولا ان دولة دولة في وقت ما يكون ما بعدها دولة اقل منها وهكذا لم يذهب الى هذا لان هذه المسائل يداولها الله جل وعلا وربما اظهر شيئا بعد وجليل ادراكه للقرآن ولكلام النبي صلى الله عليه وسلم لان حقيقة الشر ان يقول الشر في دين الناس ان يكون الشرح الالتزام بالجماعة الاولى الالتزام بالمنهج الاول الذي اختص به النبي الله جل وعلا نبيه عليه الصلاة والسلام لكل جعلنا منكم سلعة ومنهاجا بامورهم بالفتوى ولا في امور توجيه ولا في امور الارشاد الى اخره بل يلتزمون ما كان عليه الناس فان هؤلاء هم مصدر الخيرية لكن ما سبب ضعف العلماء انهم يزاحمون قال ثم يحدث اقوال يقيسون الامور بهارائهم يعني العلماء لابد ان يكونوا موجودين لكن يزاحمون باقوام يقيسون الامور بارائهم هذا اول ما حدث في زمن الصحابة رضوان الله عليهم لما حدثت بدعة الخوارج قاس بالغموم ثم حدثت بدعة مرجعة غاة الامور والقدرية قات الامور ثم اتى من يقيس الامور في المسائل الفصحية ايضا اخذ بالعقليات والاقمشة فقدمها على ما دل عليه الدليل بعدم علمه تارة ولتأويله تارة اخرى وهذا المعنى وهو حدوث من يقيس الامر برأيه يضعف مهما كانت يضعف قوة اهل العلم فيذهب العلماء والاخيار ذهابا هل هو بالموت فقط؟ ام ذهاب؟ ام انه ذهاب ذهاب بقوة ذهاب التوجيه ذهاب سماع الكلمة هذا وهذا وقد يكون بهذا وقد يكون بذاك التابعون العلماء منهم كثير وحفظوا لنا الدين ولكن زاحمهم من قاسوا الامور بآرائهم فبقيت الفرق وبقيت الفتن ونشأت وازدادت وهكذا في كل زمن يزاحم اهل العلم من يقيس الامور بآرائهم بهذا من المسائل العظيمة مما ابتليت به هذه الامة حدوث الرأي وقياس الامور لارائهم واعظم ذلك في مسائل توحيد والعقيدة فما عبدت الاوثان عبدت القبور الا بالعقيدة قالوا هذا رجل صالح هذا النبي له المقام الاعظم عند الله جل وعلا وهو حي لم يمت لانه اكمل من الشهداء هذا الاخ استبدل شيئا فشيئا. فاذا سألناه اذا اذا استشفعنا به فهو حي يبلغه الكلام والى اخره مثل ما في كتب الخرافيين دعان. لذلك مسائل التوحيد مسائل توحيد الصفات اتى من حاش الامر برأيه فنفى طائفة من الصفات وجعلوا معارضة الذمير للعقل يقضى بالعقل على الدليل حتى قال قائلهم ان العقل هو القاضي المحكم والشرع هو الشاهد المعذب كما ذكرها بعض من كتب في اصول الفقه من من المشاهير. قال لما كان العقل هو القاضي المهدد لهو القاضي المحكم وكان الشرع هو الشاهد المؤدب يعني جعل الشرع شاهدا عدلا لكن القاضي الذي يفصل ويحكم وينفذ حكمه من هو هو العفو وهذا من قياس الامور ابيع الاراء وبالعقول. وهكذا في مسائل العبادات وفي مسائل المعاملات وفي مسائل كثيرة. ما ضر الامة مثل ما ضر ما ضرها اصحاب الاجتهادات الذين قاسوا الامور بارائهم ولم تحدث فتنة في الامة من اول يوم من اول يوم حدثت فيه الفتن الى زمننا هذا الا بالاجتهادات والعطشة الباطلة التي لم تلتزم فيها السنة ولم يلتزم فيها المنهج الاول يظن الضالة ان اجتهاده صحيح وانه انزه واطوع لله جل وعلا وليس الامر كذلك. هل قتل الا بالتأويل وبقياس الامور وهل قتل علي رضي الله عنه وهما خيرة من تحت اديم السماء في ذلك الزمن ما ما قتل الا الا بالعطشة والا بالمصالح والا بابتعاد اشياء. لهذا وصيتي ابن مسعود رضي الله عنه هذه وصية عظيمة وبيان شافي كافي لو كانت الامة تعقل قال ليس عام الا والذي بعده شر منه ما سبب كثرة هذا الشر وان ما قبل يكون اسلم قال ذهاب علمائكم وخياركم ذهابهم جميعا او انهم يقلون ويزاحمون ثم يحدث اقوام يقيسون الامور بارائهم فيهزم الاسلام ويسلم هذا هو الذي وقع هدم الاسلام بازمنة كبيرة وسلم في ازمنة اخرى وصار من المفاسد من الذين قاسوا الامور بارائهم ما حصل من المكاسب والله المستعان هذه خاتمة هذا الباب وهو باب عظيم في باب وجوبه في بيان وجوب الدخول في الاسلام اذا كان كذلك فهذا من اثار والاحاديث التي مرت معنا وقبلها الايات هذه كلها تفسير للاسلام الذي يجب الدخول فيها يعني لكن تفسير اجمالي من جهة المذهب لا من جهة التفصيل تفصيلها قائد الاسلام واركان الاسلام نعم بس الاخطاء بيذكرني بالجملة الثالثة في حديث ابن عباس فهي قوله عليه الصلاة والسلام ومطلب دم امرئ مسلم بغير حق ليفرق دمه هذه الجملة من اجلها اورد البخاري رحمه الله هذا الحديث في كتاب وهو ان من الناس من يسعى في طلب دم من فين بغير حق يعلم انه ليس له حق في دمه لكن يسعى ويطالب حتى يقتل. وهو يعلم انه ليس هو الجهل يحرم الا بحقه وهو الثلاث المذكورة اي حديث دم المسلم الا من ثلاث قوله مطلب دم امرئ مسلم مضطرب يعلم انه يسعى في الطلب ويسد فيه قول بغير حق لان دم المرء مسلم قد يكون يسحى فيه بحق. وذلك كقول الله جل وعلا ومن قتل مظلوما فقد جعلنا لوليه سلطانا ان من قتل مظلوما فوليا له الحق ان يقتص من هذا الخاتم ولكن كما قال جل وعلا فلا يشرك بالقتل انه كان منصورا لان القتل قد يكون بحق وقد يكون بلا حق. قال ليهري قدمه يعني لي ريح دمه يعني ليقتل وهو يعلم انه ليس له حق اه بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين. قال رحمه الله تعالى باب تفكير الاسلام وقول الله تعالى فان حاجوك فقل اسلمت وجهي لله ومن اتبعني الاية وفي الصحيح عن عمر رضي الله تعالى عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الاسلام ان تشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله. وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت ان اليه سبيلا وفيه عن ابي هريرة رضي الله تعالى عنه مرفوعا المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده وعن بهج ابن حكيم عن ابيه عن جده انه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الاسلام فقال ان تسلم لله وان تولي وجهك الى الله وان تصلي المكتوب وان تصلي الصلاة المكتوبة وتؤدي الزكاة المفروضة رواه احمد وعن ابي قلابة عن رجل من اهل الشام عن ابيه انه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم ما الاسلام قال ان تسلم قلبك لله ويسلم المسلمون من لسانك ويدك. قال اي الاسلام افضل؟ قال الايمان قال قال وما الايمان؟ قال ان تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله والبعث بعد الموت والباقي قال ان تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله والبعث بعد الموت. بارك الله فيك قال رحمه الله تعالى باب تفسير الاسلام بعد ان بين فضل الاسلام وبين وجوب الدخول في الاسلام والاصول العامة للالتزام الاسلام وما يجب الدخول فيه هل في القواعد الكلية التي تشمل الاتباع والتلقي ومفارقة اهل الجاهلية والاستقامة الى غير ذلك فسر الاسلام تفسيرا تفصيليا قال تفسير الاسلام والاسلام في اللغة تقول له اسلم يسلم اسلم يعني دخل في السلم او دخل في الاسلام كما يقال مثلا يعني في اللغة اربعة اذا دخل في الربيع انجد اذا دخل او اتى نجدة افهم اذا اتى اهانة وهكذا فاسلم يعني دخل في السلم والمسلم هو من اسلم لانه رغد السلامة وكل مسلم اذا التزم او طبق الاسلام او اخذ او فعل واعتقد اصول الاسلام يعني اركان الاسلام الخمسة واركان الايمان فانه حينئذ يكون قد اسلم وجهه لله جل وعلا يعني انه لم يتبع الهوى بل لزم الاستسلام لله جل وعلا هذا التفسير يأتي في بيان الاية والاحاديث الواردة اما في الشرع فالاسلام ليس هو دخولا في السلم ولكن هو دخول يعني اسلم يعني دخل في الاسلام الخاص الذي له صفاته وله اركانه الى اخره وقد يدخل في السن لكن لا يقال له مسلم وقد يدخل في يعني في السن يعني في طلب السلام لكنه في اللغة قبل كان ذلك ساكنا وهذا من الالفاظ الكثيرة التي نقلت من معناها اللغوي الى معنى شرعي الهي مثل الصلاة مثل الايمان والزكاة الى غير ذلك اما الاسلام في الشرع وقد بينه بينته الايات وبينته الاحاديث التي سيأتي بيانها ان شاء الله قال وقول الله تعالى فان حاجوك فقل اسلمت وجهي لله ومن اتبع هذه الاية في سورة ال عمران هي في محادثة النصارى من حال نجران الذين قدموا على النبي صلى الله عليه وسلم لمحاجته في مسائل فلما حاجوه بين الله جل وعلا ان الدين عند نحو الاسلام فقال ان الدين عند الله الاسلام وما اختلف اهل الكتاب وما نعم ارفع شوية وما اختلف الذين اوتوا الكتاب الا من بعد ما جاءهم العلم ثم قال بعدها فان حاجوك فقل اسلمت وجهي لله ومن اتبعه يعني ان حاجوك في هذا الدين وهذا الاسلام الذي لا يرضى به لا يرضى الله جل وعلا الا اياه وحاجوك في قبول ما هم عليه من الدين المحرم عبادة عيسى واعتقاد انه ابن انه ابن لله جل وعلا فقل معلنا لهم اسلمت وجهي لله ومن اتبعه وهذه الجملة اسلمت وجهي لله ومن تبعه يعني دخلت في الاسلام الذي وصفت لكم انا ومن اتبعني واسلمت كما ذكرت لك يعني دخلت في الاسلام ورضيت الاسلام وعبر هنا بالوجه في قوله اسلمت وجهي لان الوجه واشرف الاعضاء والعرب تطلق الوجه وتريد جميع الجوارح وجميع الاعظم في الانسان اذا قال اسلمت وجهي فيكون المراد هنا اسلمت وجهي يعني اسلمت الوجه والقلب والجوارح والارادة والقصد لله جل وعلا وحده ومن اتبعني كذلك فقد اسلم. فاذا يكون هنا اطلق الوجه بشرفه والمراد اسلام جميع الاعضاء والايرادات والخلف الى اخره لهذا في غير محاية في القرآن ذكر اسلام الوجه لله واثني على من يسلم وجهه لله جل وعلا وهو محسن كقوله جل وعلا بلى من اسلم وجهه لله وكقوله ومن يسلم وجهه لله وهو محسن فقد استمسك بالعروة الوسطى وغير ذلك من الايات كقوله جل وعلا مثلا ومن احسن دينا ممن اسلم وجهه لله وهو محسن واتبع ملة ابراهيم حنيفا واتخذ الله ابراهيم خليل واسلام الوجه لله جل وعلا فيه فايدة يعني تعبير بالوجه فيه فائدة ان من اسلم الوجه فانه لا يلتفت عمن توجه اليه اي التفات لان الوجه هو محل التوحيد ومحل الالات ومحل الحواس. فاذا اسلم الوجه وتوجه به فانه لا يلتفت به بدنه ولا بقلبه ولا بارادته وقصده عن الله جل وعلا. فاذا في قوله جل وعلا فقل اسلمت وجهي ادلة فيه اعظم الاستسلام لله جل وعلا اسلام الوجه توجها وانقيادا وطاعة واستسلام الجوارح باستعمالها فيما امر الله جل وعلا به واستسلام القلب في القصد والارادة والا يلتفت عن الاخلاص وعن طلب الله جل وعلا ان يلتفت قال ومن اتبعني؟ يعني ان من اتبعني سواء ما كانوا من الصحابة اما من اتبع محمدا عليه الصلاة والسلام ممن جاء بعد الى قيام الساعة فانهم ايضا اسلموا وجههم وجميع جوارحهم واسلموا قلوبهم لله جل وعلا فلا يلتفتون عن الله جل وعلا الى غيره بل جمعت قلوبهم وجوارحهم ووجوههم على الله جل وعلا. وهذا فيه ثبات من اتبعه على ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وهذه الاية هي كقوله جل وعلا قل هذه سبيلي ادعو الى الله على بصيرة انا ومن اتبعني وسبحان الله وما كان من لان من اتبعه صابر على طريقته وعلى سنته. هذا فيه الثبات على السنة والثبات على المنهج. وعدم صفات عن طريقته وعليه الصلاة والسلام ولا عما كان عليه صحابته عليه الصلاة والسلام في العقائد وفي عبادات وفي الاية ايضا من الفوائد ما يتصل بقوله عليه الصلاة والسلام في الآية التي قبل وفي الحديث الذي قبل ومبتغ في الاسلام سنة الجاهلية انه اعلم للنصارى اعلان ظاهرا بينا بعد محاجة له انه اسلم وجهه لله وانه لا يطيعهم اي شيء من الامر فاعلن لهم ذلك فعلموا انه ثابت على ما قال. حتى وصل الامر في اخره الى الدعوة الى المباهلة فما هو معلوم في سورة ال عمران قال بعدها وفي الصحيح عن عمر رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الاسلام ان تشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله وتقيم الصلاة وتؤدي زكاة وتصوم رمضان وتحج البيت ان استطعت اليه سبيلا. قوله في الصحيح يعني في صحيح مسلم وهذا قطعة من حديث جبريل المعروف و هو في الصحيحين من حديث ابن عمر رضي الله عنهما بلفظ اخر فهو بني الاسلام على خمس شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله واقام الصلاة وايتاء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت او وحج البيت وصوم رمضان بين في هذا الحديث اركان الاسلام والاسلام لا يصح الا بسيئين لا يصح الا بعقيدة باطلة وبعمل ظاهر كذلك الايمان لا يصح الا بعقيدة ظاهرة في عقيدة باطنة وبعمل ضاحي ولهذا طالما قال من اهل العلم ان الاسلام والايمان واحد يعني اذا تفرقا او مطلقا لان كلا منهما يحتاج الى اعتقاد باطل والى عمل ضاع فلا يصح الاسلام احد الا بايمان كما انه لا يصح ايمان احد الا باسلام فلا يتصور الكتاب بين الاسلام والايمان بانه يوجد مسلم لا ايمان معه البتة او يوجد مؤمن لا اسلام معه البتة. هذا لا يتصور وليس بموجود يعني في الحقيقة وانما يطلق الاسلام ويراد به الظاهر والباطن ويطلق الايمان ويراد به الظاهر والباطن. لكن الاسلام في الظاهر اظهر واشهر والايمان في الباطن اظهر وازهر وكل منهما تشمل على شيئين كركنيه فيه فالاسلام العقيدة ركن فيه والعمل ركن فيه والايمان العقائد الباطنة وركن فيه والعمل ايضا ركن فيه وهذا الحديث دل على تفسير الاسلام بالعقيدة وبالاركان الاسلام الاربعة كما هو معروف بتفصيله في موضعه فقال الاسلام ان تشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله الشهادتان هما الركان الاعظم او هما الركن الاعظم من اركان الاسلام. لانه فيهما يدخل في الاسلام وهي الفارقة بين المسلم وبين غيره شهادة ان لا اله الا الله معناها لا معبود حق الا الله قال الاسلام ان تشهد ان لا اله الا الله لا اله الا الله هذه معناها لا معبود حق الا الله يعني لا معبود بحق الا الله. معنى ذلك ان كل معبود عبد فانما عبد بغير الحق عبد بالباطل عبد بالبغي عبد بالظلم وهذه الشهادة تشهدها ومعنى الشهادة ان تعتقد اولا ثم تتكلم به ثانيا ثم تعلم به غيرك ثالثا ولا يعذر احد كل المكره او المستخفي بدينه بان لا يجمع هذه الكلام لابد ان يعتقد التوحيد وان يتكلم به نطقا يعني بالشهادتين وان يعلم غيره بما دلت عليه هذه الشهادة انه يعتقد ذلك ويبطل عبادة المعبودات المختلفة لهذا دار التفاسير السلف بالشهادة على هذه الثلاث معاني الاعتقاد والعلم ثم النطق بها والقول ثم الاعلام اعلام الغيب والاخبار بذلك كما فسروها عند قوله تعالى شهد الله انه لا اله الا هو واولو العلم والملائكة واولو العلم قائما بالقسط وفي غيرها من الهيات كقول الا من شهد بالحق وهم يعلمون لا اله الا الله تفسيرها هو تفسير الاسلام وهو انها راجعة الى العبادة افصال لعبادة المعبودات المختلفة لان الاله معناها المعبود. اي تعال بمعنى مفعول. لا اله الا الله يعني لا معبود الا الله وطائفة من الناس يفسرون الاله بالخالق الرازق. وهذا تفسير للالوهية بالربوبية. وهو باطل كما عليه طوائف في هذه الامة من ارباب الفرق جميعا المعتزلة والاشاعرة والماتوريدية و الرافضة والجماعة كثيرة من الفراع يفسرون الالوهية بالربوبية وهذا باطل لان معنى الاله المعبود كما قال جل وعلا بسورة الاعراف لقراءة ابن عباس مثلا وهي بركة والهتك يعني وعبادتك وذكرت لكم قول رغبة في رجبه المعروف لله در الغاليات الملتهي سبحن واسترجعن من تأله يعني من عبادة فالتعلم الا اخلق له العرب لا تعرف منها الا انه عبث حتى ان بعضهم قال الهمزة في اله اصلها واو وهي ولها لانه عبد متولها مسيما من الوله والمحب الذي هو شدة المحبة ولذلك دورانها لغة وشرعا يدل على بطلان قول اهل الفرص جميعا ومن نحى نحوهم من المفسرين ممن فسروا الالوهية في الربوبية. ولذلك كان من اعظم ما احدثه في الامام رحمه الله محمد بن عبد الوهاب في العلم انه صحح صح لسان بمعنى الاله والفرق بين الالوهية والربوبية واثار كلام السلف في هذه المسألة وكلام العلماء في ان الاله غير الرب وان الرب يطلق و يراد به للسيد المتصرف وسئل مرة رحمه الله هل الربوبية غير الالوهية مطلقا وهل الرب لا يطلق ويراد به الاله؟ فاجاب الاله رحمه الله وهي مدونة في حبوبته المعروفة اجاب بان الالوهية والربوبية والاله والرب بينهما او قال هي من الالفاظ التي اذا اجتمعت سرقت واذا افترقت سماع فقد يطلق الرب وحده ويعنى به الاله كقوله عليه الصلاة والسلام مثلا ان العبد اذا دهن يسأل من ربك؟ يعني من المعبود لان الابتلاء لم يقع في الربوبية وكذلك لقوله تعالى اتخذوا اخبارهم ورهبانهم اربابا من دون الله وفي تفسيره في تفسيرها في حديث عدي قال ما عبدناهم الى ان قال فتلك عبادتهم فصار تفسير الربوبية بالعبودية وكذلك في قوله ولا يأمركم ان تتخذوا الملائكة والنبيين اربابا ايأمركم بالكفر بعد اذ انتم مسلمون يعني الة يعني انه يريد ان لفظ الرب والاله هو كلفظ الاسلام والايمان. اذا اجتمعت صرخت واذا اشترقت اجتمعت لكن يكون دلالة احدهما يعني الرب على الاله ان دلالة في التضمن او دلالة في اللزوم يعني ان الربوبية تجمل الالوهية او انه يلزم من كونه ربا ان يكون معبودة ومن كونه الها ان يكون ربا. يعني كيف؟ يعبد الناس من ليس بربه ومن ليس بخالق ومن ليس قد سيعبدون او يشركون ما لا يخلق شيئا وهم يخلقون. لا شك ان من لا يخلق لا يستحق العبادة ولذلك من تفاسير المتكلمين للاله انهم قالوا الاله هو القادر على الاحترام لان الخالق هذا باطل ومن كلام العشائرة في كتبهم المعروفة انهم قالوا ان الاله هو المستغني عما سواه المفتقر اليه كل ما هداه حتى قال السنوسي في ام البراهين المشهورة من عقائدهم قال فمعنى لا اله الا الله لا مستغنيا عما سواه ولا مفتقرا اليه كل ما هداه الا الله وهذا يقر بها ابو جهل فيقول بها فلان انه لا احد يستغني عما سواه الا الله هو المتوحد في الاستغناء وهو المتوحد في استقرار كل شيء اليه جل وعلا ان يقروا بها مشرك العرب ويقر بها كل من ليس بملحد لان الله هو الغني الغنى الاعظم وهو القول القوة العظمى هذا من البلاء الذي مشى على كثير من المفسرين وكثير من صراع الحديث حتى اصبحوا يفسرون الالوهية في الربوبية حدث انحراف جديد قال الاسلام ان تشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله هذا تفسير للاسلام بركنه الاول وان محمدا رسول الله يعني ان تشهد اعتقادا وتنطق وتعلن غيرك لانك او بان محمدا الذي هو ابن عبدالله الهاشمي القرشي هو رسول الله حقا عليه الصلاة والسلام وان ما جاء به من الرسالة حق وان ما قاله صدق وانه ما جاء به واجب القبول عليه الصلاة والسلام. هذا الشهادة بانه عليه الصلاة والسلام رسول الله وقد صنع بعض اهل العلم بقوله معنى الشهادة ان محمدا رسول الله طاعته فيما امر وتصديقه فيما اخبر واجتناب ماء ونهى وجزر والا يعبد الله الا بما شرع. هذا تفسير صحيح بالمقتضي للشهادة لانه عليه الصلاة والسلام رسول الله حقا. هذا هو الركن الاول وهذا شيء اعتقادي يعتقده المرء وله اثر بي العبادة الظاهرة ونكمل ان شاء الله تعالى غدا او ما ليس غدا نكمل ان شاء الله في الدرس القادم باذن الله جل وعلا واسأل الله لي ولكم الانتفاع بما سمعنا وان يجعلنا من اهل سنتي عليه سنته عليه الصلاة والسلام والا يكلنا الى انفسنا طرفة عين وان يهيئ لنا من امرنا رشدا وصلى الله وسلم وبارك نبينا محمد