عن ما رضيه الله جل وعلا عباده المسلمين قال وعن الحارث الاشعري ام في هذا الكفاية؟ نكمل ان شاء الله غدا يوم السبت نكتفي بهذا القدر لاجل وقت حديث فيه طول المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد بن ابراهيم بن عبداللطيف ال الشيخ طرحات كتب الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله. شرح فضل الاسلام. الدرس السادس بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين قال الامام المجدد رحمه الله تعالى باب وجوب الاستغناء بمتابعة الكتاب عن كل ما سواه وقول الله تعالى انزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء. الاية روى النسائي وغيره عن النبي صلى الله عليه وسلم. انه رأى في بيد عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه ورقة من التوراة فقال امتهوثون يا ابن الخطاب؟ لقد جئتكم بيضاء نقية ولو كان موسى حيا واتبعتموه وتركتموني ضللتم. وفي رواية لو كان موسى حيا ما معه الا اتباع فقال عمر رضيت بالله ربا وبالاسلام دينا وبمحمد نبيا بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين اللهم نسألك علما نافعا وعملا صالحا ربنا هين لنا الخير حيث كنا عليك توكلنا لا حول لنا ولا قوة الا بك. اللهم فكن لنا مصيرا وظهيرا اما بعد فهذا باب وجوب الاستغناء بمتابعة الكتاب عن كل ما سواه ويعني بالحساب القرآن وفي عدد من النسخ ايضا بمتابعته صلى الله عليه وسلم المذكور هنا كما هو في نسخ معتمدة من هذا الكتاب هو الصحيح لان عنوان الكتاب وجوب الاستغناء بمتابعة الكتاب ان عنوان الباب وجوب الاستغناء بمتابعة الكتاب عن كل ما سواه وسيأتي بيان ان متابعة النبي صلى الله عليه وسلم تدخل في متابعة الكتاب والاستغناء بالكتاب يشمل ايضا الاستغناء بسنته عليه الصلاة والسلام قال رحمه الله تعالى وجوب الاستغناء ولفظ الوجوب هذا مأخوذ او مستدل عليه بما اورده من الادلة التي فيها بيان شمول الكتاب وطاعة النبي صلى الله عليه وسلم ولزوم الجماعة والنهي عن النظر في كتب الامم قبلنا غضب النبي صلى الله عليه وسلم حينما رأى في يد عمر اوراقا من الثورات والاستغناء يعني الاكتفاء يعني ان الاكتفاء بمتابعة الكتاب وبمطالعة الكتاب الذي هو القرآن وبالاخذ منه ان هذا واجب ففي الكتاب الذي هو القرآن كفاية. وفي سنة النبي صلى الله عليه وسلم كفاية وقوله عن كل ما سواه هذا يشمل كل ما يريد العبد ان يأخذ منه الهداية والعلم النافع مما هو سوى القرآن وسنة النبي صلى الله عليه وسلم فاذا دل تبويب على ان الاكتفاء بالكتاب والسنة وما جاء في الكتاب والسنة من اوجه الادلة ان هذا واجب ليس للمرء مصيره ايه؟ وان هذا يستغنى به عن كل كتاب يطلب الهدى منه او يطلب لعلم النافع منه كما سيأتي بيان تفصيله في شرح الاية والحديث وتبويب الامام رحمه الله لهذا الباب وعقده له من الاهمية بمكان بل كل متبصر في حال الامة وفي حال اهل الاسلام الذين فارقوا الجماعة وانشأوا الفرق وتبعوا الضلالات يتبين يتبين له ان سبب ذلك هو انهم لم يستغنوا ولم يكسبوا بما جاء في القرآن والسنن ومن هدي الصحابة عن الكتب المختلفة والاراء العقلية والاقليسة بل زهدوا في في الكتاب وزهدوا في السنن وزهدوا في الهدي الاول واخذوا يتلقفون العلم من مصادر اخرى يظنون ان فيها الهداية وسواء اكان ذلك العلم في امور التوحيد والعقيدة ام كان في امور الامر واللهي والحلال والحرام ام كان في امور القوانين العلمية التي تنبني عليها العلوم واصل انحراف الناس في هذه الامة جاء من احد ثلاثة انحاء او منها جميعا الاول منها انهم ذهبوا الى العقل في تقديري او في اثبات الحق من عدمه وهذا هو الذي يسمونه الفلسفة التي اساسها تقديس العقل وان ما يمليه العقل الصحيح حسب ما يزعمون انه لا معقب له وهذا كان عند اهل اليونان وعند الفلاسفة بعامة ودخل في هذه الامة شيئا فشيئا حتى صار تحكيم العقل مقدما على تحكيم النص وتوسع في ذلك حتى صارت الاجتهادات العقلية مقدمة على ما جاء النص به والفلاسفة زعموا ان لهم قانونا يزنون به الامور سموه المنطق بحيث يعصم الفكر يعني ذلك العلم الذي يسمى المنطق او يسمى معيار العلم او نحو ذلك مما سمي يجعلونه هو القانون الذي به يعرف صحة الشيء من عدمه لانه قانون التفكير السليم وقانون الوصول الى النتائج الصحيحة ولهذا افضل كثيرا مما جاء في الكتاب والسنة من المسائل لاجل ابطال العقل لها بدلالة المنطق على ذلك البطلان هذا من جهة التصنيف يعني من جهة استعمال علم وقانون لكن توسع في الامة حتى صار الناس يخالفون العلم الصحيح باجتهاد ليس له معيار وليس له قانون ايضا فتوسع الناس في اقوال كثيرة وفي نحل مختلفة. ليس لها قانون وليس لها معيار يرجع اليه واساسها كله الاخذ بفلسفة اليونان وما جاء في هذه الامة من علوم القوم علوم الاوائل ممن يسمونهم بالحكماء هذا هو السبب الاول والسبب الثاني ان ضعف العلم بالكتاب والسنة ظن معه ان الكتاب والسنة وما فيهما من الادلة ليس بكاف في حاجات الناس وان حاجات الناس يحتاج معها الى انواع الاجتهادات في المسائل العلمية وفي المسائل العملية وهذا باطل من جهاز كما سيأتي ولو قالوا اننا نقتصر على ما جاء في النصوص وما لم يرد فيها نجتهد فيه فكان هذا امرا سائرا كما كان عليه الصحابة رضوان الله عليه لكنهم ضعفوا ضعف علمهم بالشريعة. فصاروا يجتهدون فيما دلت الشريعة عليه فاذا كانت المسألة في الدليل اذا كانت المسألة في الكتاب او في السنة وفي كلام السلف الصالح رضوان الله عليهم فما العلم اذا؟ ان يترك ذاك الى علوم اخرى او الى اجتهادات لا اساس لها الا تفكير اصحابها وهذا كثر جدا في الامة في المسائل العقدية. وفي مسائل الفقه ايضا والحلال والحرام وفي مسائل السلوك والزهد والعبادة حتى حدث هذه الفرق والجماعات المختلفة في كل بلد وفي كل صنف ستجد اراء مختلفة في العقيدة وفرق متباينة في التوحيد وتجد في الصوفيات والزهديات والسلوكيات ايضا فرق مختلفة. وكل فرقة تظن انها هي المفضلة. وكذلك في الفخذ تجد ان كل مفت يفتي بما عنده مما لو وصل اليه اجتهاده وهو قد قصر في النظر في نصوص الكتاب والسنة وتحقيق المسائل في ذلك ولو كان الناس استغنوا بالكتاب والسنة وبما فيهما من الدلالة على لزوم هدي السلف الصالح واتباع الصحابة لو ضعف الافتراء جدا ولا لزم الناس منهجا واحدا مستقيما. ونحن نرى اليوم ايضا ان انما اختلفوا لاجل واحد من هذين السببين او هما معي والسبب الثالث مما حدث في الامة ايضا في هذا السياسات الجائرة او السياسات الظالمة التي حرفت الشريعة في مسائل كثيرة وجعل اهل الخير واهل القضاء واهل الفتيا يفتون بها لاجل مصلحة دولة او مصلحة فئة ثم تابع ذلك ما بين فعلا ورد فعل حتى حدث له من الاثار والعواقب ما وسع دائرة الاضطراب والانحراف عن اساس الدين. وسيأتينا في شرح الحديث في الباب الذي بعده اهمية لزوم الجماعة ومعنى ذلك وصلة ذلك اللزوم بعث الكتاب والسنة والاستغناء بهما عن كل ما سواهما واذا نظر الناظر في زماننا الحاضر حيث كثر بعد ضعف الاسلام ضعف اهل الاسلام اه بس كثير من المخلصين للامر بالمعروف والنهي عن المنكر وفي الدعوة الى الله جل وعلا. وفي نصرة الاسلام في بقاء المسلمين جميعا نجد ان هذه الاسباب الثلاثة تأتي ماثلة امامك في انهم حاجوا عن الاستغناء بمتابعة الكتاب والسنة عن كل ما سواه واثرت فيهم اما العقليات واما ان اثرت فيهم ضعف العلم وترك التعلم. او اثرت فيهم السياسات المختلفة. حتى غدوا ما بين خير وشر تعرف منهم وتنكر الا من تابع العلم الصحيح. وتأمل ذلك تجده في الناس كما قال القائل حرك ترى فان الاكثرين ممن خالفوا الصراط الاول اما ان يكونوا خالفوه عن ضعف علمه بما جاء في النصوص فيجتهدون مع وجود الدلائل واما انهم ركنوا الى عقليات ومصالح يجعلون لا حجة قوية واما ان تكون اثرت فيهم السياسات فجعلتهم يتصرفون بمحض اراء سياسية. وسواء كانت تلك السياسات منهم. او من دول تجاههم فانها اثرت فيهم حتى صاروا بعيدين عن متابعة الكتاب والسنة حق المتابعة فاخذوا يترففون العلم والحق من هنا وهنا فلم يدرك ذلك قال رحمه الله بعد هذا وقول الله تعالى ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء هذه الاية فيها الدليل على ان الله جل وعلا جعل القرآن تبيانا لكل شيء وانه نزله سبحانه مفرقا ليكون تبيانا لكل شيء يحتاجه العباد في امر دينهم وفيما هم في صلاح العلم والعمل. وهذه الاية كقوله تعالى في سورة الانعام ما فرطنا في الكتاب من شيء ولكن اية الانعام يرى فيها خلاف بين السلف في التفسير هل المراد بالكتاب في قوله ما فرطنا في الكتاب من شيء؟ هل هو اللوح المحفوظ او هو القرآن على قولين. واما هذه الاية فالكتاب فيها هو القرآن بتفاسير السلف ولا غيب لهذا استدل بها رحمه الله تعالى لاجل الا يقال ان في الاية اختلافا في التفسير فقوله ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء يعني ان الله جل وعلا نزل هذا القرآن من اجل ان يكون تبيانا لكل شيء. او انه جل وعلا ابان فيه كل شيء سفيان واظهره وجعله ماثلا حتى لا يحتاج الناس الى غير هذا القرآن قال جل وعلا ونزلنا عليك الكتاب تبيانا. تبيانا هنا هذا تفعال من البيان. و هل هي مفعول لاجله او هي مصدر؟ الا قولين لاهل العلم ويكون التقدير اذا كانت مفعولا لاجله انها ان تنزيل الكتاب من اجل ان يكون تبيانه يعني العلة في تنزيل الكتاب للصبيان للبيان واما اذا كانت مصدرا فتكون للتأكيد. يعني ان الله جل وعلا نزل الكتاب كان فيه كل شيء تبيانا. فيكون مصدرا مؤكدا لما في الفعل المقدر الذي دل عليه المصدر. يعني جعل كل شيء في هذا القرآن بينا ظاهرا لا لبس فيه وانما هو بيان يعني القرآن لكل شيء يحتاجه الناس كما قوله هنا فديانا لكل شيء كل شيء كل هذي من الفاظ العموم كما هو معلوم في الوصول لكنها من الفاظ الظهور في العموم لان الفاظ العموم على قسمين. الفاظ تدل على التنصيص في العموم والفاظ تدل على الظهور في العموم والالفاظ التي تدل على الظهور في العموم معناه ان يكون العموم فيها بحسبها. وقد يخرج من ذلك العموم ما لا يصلح لما جاء العموم من اجله لهذا فسر السلف واهل العلم فسروا كل شيء هنا بانه كل شيء يحتاجه العباد بس في امر دينهم كما فسرها ابن جرير الطبري رحمه الله وجماعة. ومن اهل العلم من المتقدمين كمجاهد وغيره فسروا كل شيء هنا يعني الحلال والحرام. يعني تبيانا لما احل الله جل وعلا وما فما احل الله في كتابه فهو الحلال وما حرمه فهو الحرام وعموم التفسير اولى لان الحلال والحرام هو احد افراد هذا العموم لازم لا يشمل قوله كل شيء قوله تبيانا لكل شيء لا يشمل ما لا ينفع الناس في دينهم. لان القرآن لم ينزل تبيانا لامور الناس في دنياهم لم ينزل تبيانا لامور الرياضيات والجبر والهندسة والفيزياء والكيميا والزراعة والفلس واشباه ذلك وانما نزل بالهداية. كما قال جل وعلا ان هذا القرآن يهدي للتي هي اقوم والله جل جلاله لحكمته جعل الاشياء على قسمين جعل اشياء فيما حولنا على قسمين وفيما نتعامل به. منها اشياء يدخلها الهوى. هوى الانسان مثل محبته وبغضه ومثل ما يأتي وما يذر من بيعه وشرائه وتعاملاته وتعبداته لربه ونحو ذلك فهذه يدخلها هوا قد يرغب ان يظلم يرغب ان لا يتعبد يرغب ان يأتي بالفواحش يرغب ان يكون كذا وكذا فهذه اشياء تدخلها هو في امور الشبهات وفي امور الشهوات والقسم الثاني ما لا يدخله الهوى. والقرآن جعله الله جل وعلا هاديا الناس الصراط المستقيم والطريق القويم الذي لا يلتبس فيما يدخله هوى الناس وهو الامور العلمية والعملية التي يحتاجونها. اما في الامور التي تسري فيها سنن الله جل وعلا هذه لا يدخلها الهوى. القرآن لم ينزل لاجل بيانها. لهذا مثلا امور الحساب وامور الهندسة ونحو ذلك هذه لا يبطلها الهوى. لو قال قائل مثلا زوايا المثلث يمكن ان تكون مئتين يمكن ان تكون مائتي درجة هذا لا يدخله رغبة الراغب او يصدر قرار من زوايا المثلث مئتي درجة او انه آآ يأتي من يدعو الناس الى ان تكون زوايا المثلث مثلا مئتي درجة او ان عشرة زائد عشرة تساوي خمسطعش ونحو ذلك هذه لا تدخلها الاهواء لهذا الناس اذا اتى من يخبرهم فيها بغير الحق فانهم سيردون عليه لانها لا توافق الحق الذي يعلمونه وهو ليس له هوى في ان تكون الامور الطبيعية على خلاف ما خلق الله جل وعلا لهذا يخطئ من يجعل القرآن كتابا في العلوم كلها. كما دعم الطائفة ان القرآن كتاب في الطبيعة وكتاب في الزراعة وكتاب في الهندسة وكتاب في الجبر وكتاب في كذا يظنون ان هذا فيه رفع لشأن القرآن وليس كذلك بل فيه انزال من شأن القرآن لان الله جل وعلا لم ينزل القرآن لذلك ولم يجعله كتابا في الامور الرياضية او الطبية او الهندسية الى اخره. وانما جعله كتاب هداية فيما تدخل فيه اهواء الناس تحريفي مراد الله جل وعلا فيه. اما ما حكمته سنن وقوانين من الله جل جلاله. وتقدست اسماؤه بامور الطبيعة فهذه الحق فيها سيبين بما اجرى الله من سنته وما اجرى من لهذا تجد ان بعض الناس في تفسيره لهذه الاية في كتب التفسير يجعل القرآن كاملا لكل العلوم حتى ال الامر في بعضهم ان جعلوا العلوم المحدثة الباطلة التي يردها القرآن جعلوا القرآن مشتملا على كعلوم التصوف والفلسفة والطرق المختلفة جعلوا هذا القرآن يدل على ذلك كله وهذا وامور النظر امور النظر وامور الحكمة وامور القواعد والقوانين في المناظرة واشباه ذلك والجدل جعلوا كل هذه العلوم في القرآن وهذا ولا شك من الغلو الباطل. فالقرآن اذا تبيان كما اخبر الله جل وعلا تبيان لكل كيف القرآن تبيان لكل شيء. ابانا الله فيه كل شيء ينفع العباد ويحتاجون اليه فيما قد يحركه باهوائهم او قد لا يدركون الحق فيه مما ينفعهم في اخرتهم ابانه الله جل وعلا بيانه. فكل المطالب الدينية في القرآن كل ما يكون من قبيل الهداية في الدنيا او في الاخرة هو في القرآن. اما العلوم الاخرى ان هذه لا تدخل في العموم في قوله بكل شيء لعدم اشتمالها على الهداية في الطريق الذي قد يلتبس على الناس اذا تبين لك ذلك فقوله ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء. والاستغناء بالكتاب. هل معنى هذا ان السنة واقوال الصحابة ليست مما يؤخذ به ويستغنى به الجواب ان هذا هو من الكتاب فالسنة من القرآن يعني الاستدلال بها واقوال الخلفاء الراشدين من القرآن يعني الاستدلال بها في القرآن وكذلك الصحابة في القرآن. ولهذا لما روى البخاري وغيره ان ابن مسعود قال لعن الله الواشمة والمستوشمة والنامصة والمتنمصة والواسرة والمستوشرة والمتفلجات للحسن المغيرات لخلق الله فاتته امرأة فقالت يا ابن مسعود لقد قرأت القرآن ما بين دفتيه فلم اجد لعن الله لما قال لان كنت قرأتيه لقد وجدتيه. لقد قال الله جل وعلا وما اتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا. وقد لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم كذا وكذا فاستدل ابن مسعود بما جاء في القرآن من السنة على انه على انه في القرآن وهذا استدلال اصولي عميق لان دليل السنة والاخذ بها وطاعة الرسول صلى الله عليه وسلم ومتابعة النبي صلى الله عليه وسلم هذا في القرآن. وفي القرآن تبيانه وفي القرآن اظهاره فاذا الاستغناء بالقرآن يشتمل على الاستغناء بما دل عليه القرآن من متابعة النبي صلى الله عليه وسلم وهذا فيه ادخال السنة في الاستغناء بمتابعة الكتاب عما سواه كذلك اقوال الصحابة رضوان الله عليهم فهي داخلة في قول الله جل وعلا ومن يتابع الرسول من بعد ومن يشار الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين. نوله ما تولى ونصبه جهنم وساءت مصيرا وفي قوله والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولاخواننا الذين سبقونا بالايمان. ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين امنوا ربنا انك رؤوف رحيم وكذلك الذين اتبعوهم باحسان جاء النص عليهم في القرآن فاذا يكون اتباع هدي الصحابة رضي الله عنهم وهدي من اتبعهم باحسان مما جاء في القرآن فيكون اذا القرآن دل على انه على ان السنة حجة وان اقوال الصحابة ومنهج الصحابة وهدي الصحابة حجة وان لزوم طريقة الصحابة والتابعين كذلك حجة سيكون اذا الاستغلال بالكتاب هو استغناء بالسنة واستغناء بهدي الصحابة وبما جاء عنهم وعن التابعين في مسائل العلم. اذا كان الامر كذلك فاذا نقول ان الاية دلت على الاستغناء اه على الاستغناء بمتابعة القرآن والسنة وهدي السلف الصالح عن كل ما سواها قال رحمه الله تعالى بعد ذلك وروى النسائي وغيره عن النبي صلى الله عليه وسلم انه رأى في يد عمر بن الخطاب رضي الله عنه ورقة من التوراة فقال امتهوكون يا ابن الخطاب لقد جئتكم بها بيضاء نقية ولو كان موسى حيا واتبعتموه وتركتموني ضللتم. وفي رواية لو كان موسى حيا ما وسعه الا اتباعي. فقال عمر رضيت بالله ربا وبالاسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا. هذا الحديث حديث حسن قد صححه جماعة من اهل العلم وله روايات مختلفة يعبد بعضها بعضا عمر رضي الله عنه رعى في يده ورقة من التوراة. وقد قيل انه اخذها من اخ له يعني في بعض الروايات من اخ له يهودي قالوا ان هذه الاخوة قد تكون اخوة رضاعة او لها وجهها. المقصود من ذلك انه اخذ هذه الورقة من الثورات يطالع فيها فلما رآه النبي صلى الله عليه وسلم غضب وقال امتهوكون يا ابن الخطاب ا متهوقون يعني امتحيرون؟ يعني افي حيرة انت؟ افي شك انت؟ افي ريب انت مما جئت به قال لقد جئتكم يعني والله لقد جئتكم بها يعني بالشريعة بيضاء نقية لم لا يدخلها لبس ولا يدخلها تهريب. ولو كان موسى حيا واتبعتموه وتركتموني ظللتم. لان رسالة النبي صلى الله عليه عليه وسلم هي خاتمة الرسالات ولان نبوته هي خاتمة النبوات وكتاب كتابه الذي هو القرآن هو خاتم الكتب وهو المهيمن على كل كتاب فاذا لا يجوز النظر في ما سبقه من الكتب بعد ما انزل الله جل وعلا الكتاب قال لو كان موسى حيا ما وسعه الا اتباعي. لانه بعد بعثة النبي صلى الله عليه وسلم يجب على الجميع ان يؤمنوا به وكانت رسالة كل رسول خاصة وكانت رسالة محمد عليه الصلاة والسلام عامة يا ايها الناس اني رسول الله اليكم جميعا وما ارسلناك الا رحمة للعالمين. فرسالته عليه الصلاة والسلام تعم الثقلين الجن والانس وكل رسول فانه كان يرسل الى قومه خاصة ومحمد عليه الصلاة والسلام ارسل للناس عامة. فهذا يدل على انه لا يجوز النظر فيما سبق من الكتب ولا ان يتبع غير النبي صلى الله عليه وسلم ولو كان احد من الانبياء موجودا حال بعثته عليه الصلاة والسلام لاتبعه عليه الصلاة والسلام ولهذا عيسى عليه السلام رفع حيا وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم وينزل في اخر الزمان في دمشق في المسجد الذي بناه بني بناه بنو امية عند المنارة البيضاء كما جاء في الاحاديث الصحيحة فينزل حكما عدلا مقسطا ويكون مأموما في تلك الصلاة فيأتي فيعرفه الناس فيأتي الامام يتأخر ليتقدم رسول الله عيسى عليه السلام فيدفع عيسى عليه السلام بالامام ويقول امامكم منكم تكرمة الله لهذه الامة فينزل يحكم بالقرآن ويدع الانجيل ويأمر باتباع محمد عليه الصلاة والسلام فهو عليه السلام بعد نزوله يكون من اتباع النبي صلى الله عليه وسلم. ولما لقيه في السماء لقيه جسدا وروحا وامن بنبينا صلى الله عليه وسلم ولهذا من الالغاز التي يلغز بها بعض اهل العلم ان يقال مثلا من رجل من امة محمد هو افضل من ابي بكر الصديق بالاجماع من رجل من امة محمد صلى الله عليه وسلم هو افضل من ابي بكر الصديق بالاجماع ويجيب اهل العلم على ذلك بانه عيسى عليه السلام بانه حي وينزل وهذا عقيدة يعتقدها كل مسلم ويحكم بالقرآن ويكسر الصليب ويدع الانجيل ولهذا هو من الامة وقد لقي النبي صلى الله عليه وسلم ليلة المعراج وامن به المقصود من ذلك انه يجب متابعة النبي صلى الله عليه وسلم والاستغناء بالقرآن وعدم النظر في التوراة وها هنا دل الحديث على تحريم النظر في التوراة وعلى غضب النبي صلى الله عليه وسلم من ذلك. وان المرء اذا نظر فهو يكون في شك من امره كما قال عليه الصلاة والسلام لعمر رضي الله عنه ا متهوكون يا ابن الخطاب يعني امتحيرون امتشككون ونحو ذلك. اذا تبين هذا فالعلماء لهم قولان في النظر في التوراة منهم من يقول يحرم النظر في التوراة او الانجيل او في الزبور مطلقا يعني لاي احد سواء اكان عالما ام غير عالم وسواء في وقت التنزيل ام بعد وقت التنزيل؟ وهذا قول جمهرة كثيرة من اهل العلم والقول الثاني ان ذلك يحرم لكن ليس على اطلاقه فيجوز لاهل العلم الموثوق بهم ان ينظروا في التوراة او في الانجيل لغرض ابطال دعوة اليهود او دعوى النصارى او لنصرة الدين او ما شابه ذلك من المسائل في الدعوة الى الله جل وعلا والجهاد العلمي وهذا القول الثاني هو الذي اعتمده كثير من اهل العلم والفوا كتبا كثيرة في بيان بعض التحريفات التي اشتمل عليها الانجيل والتوراة بل كتب ابن تيمية رحمه الله كتابا سماها الجواب الصحيح من بدل دين المسيح في نقل كثيرة عن الثورات والانجيل هو كتاب لابن هداية الحيارى في اجوبة اليهود والنصارى ايضا فيه نقل كثير عن عن تلك الكتب. وكذلك القرطبي وجماعات من اهل العلم نظروا لذلك بغرض نصرة الشريعة وهذا هو المعتمد في انه لا يجوز لافراد الناس واحاد طلاب العلم ان ينظروا فيها بل يحرم يأثم من نظر فيها لكن اذا كان نظره نظره نظر عالم راسخ في العلم بقصد الجهاد فان هذا جائز بحسبه لانه عليه الصلاة والسلام لما امر برجم اليهود الذي زنا باليهودية قالوا ان الرجم ليس في كتابنا قال اتوا بالتوراة تتلوها ان كنتم صادقين فاتوا بالتوراة فنظر فيها النبي صلى الله عليه وسلم ووضع اليهودي يده او اصبعه على اية الرجم فقال عبد الله بن سلام رضي الله عنه مره يا مره يا رسول الله ان يرفع يده عن عن فالآية تحت يده او كما جاء المقصود من ذلك ان الحديث دل على التحريم وهو على بابه ويستثنى من ذلك من ذكرنا من الراسخين في العلم الذي لهم قصد صحيح في الجهاد في سبيل الله اذا تبين هذا فهل النهي عن النظر في التوراة والانجيل؟ لاجل انها منسوخة او لاجل انها محرفة او هما معا والصحيح ان النهي لهذه الاسباب جميعا اولا لانها منسوخة. واذا كانت نسخت بالقرآن ورسالة موسى عليه السلام ورسالة عيسى نسخت برسالة محمد عليه الصلاة والسلام. فالله جل وعلا لا يرضى الا باتباع القرآن واتباع محمد عليه الصلاة والسلام والسبب الثاني ايضا لانها محرفة. وتحريف الثورات وتحريف الانجيل كبير جدا. واذا كانت محرفة فانه لا يوثق بأخذ الحق منها اذا كان فيها اذا كان الناظر فيها يريد حقا في مسألة لانها محرفة ومبدلة كما نص الله جل وعلا على ذلك. لكن اختلف اهل العلم هل التحريف الذي في التوراة والانجيل هل هو تحريف تبديل وتغيير الالفاظ او هو تحريف وتبديل بمعنى تأويل الكلم على غير تأويله وتحريف معاني وتبديل المعاني بالتأويل. على اقوال لاهل العلم القول الاول وان التحريف تحريف الفاظ وهذا ذهب اليه كثيرون جدا من اهل العلم في ان التوراة حرفت الفاظها والانجيل حرفت الفاظه. فحرف منه اشياء وزيد فيه اشياء في اللفظ ولهذا قال الله جل وعلا مثلا ومبشرا برسول برسول يأتي من بعد اسمه احمد وهذا البشارة لا تجدها كالانجيل وهي في بعض الاناجيل لكن الاناجيل الاربعة المعتمدة عندهم ليست فيها. مع ان ذكر النبي صلى الله عليه وسلم موجود في التوراة هذا يعني انهم حذفوا منه اشياء. كذلك بعض المسائل الفقهية ايضا ازالوها. ما اشتمل عليه من توحيد الله جل وعلا نجد انه فيه نسبة النقص لله جل وعلا. وفيه نسبة يعني في التوراة والانجيل معا والتوراة اكثر في نسبة النقائص للانبياء وقوع الانبياء في الفواحش ونحو ذلك مما نجزم ان هذا مما غيروه وزادوه او نقصوا منه فهذا يدل لهذا القول وهو ان الثورات والانجيل والزبور وقع فيها التحريف في الالفاظ واصحاب هذا القول يقولون ان التحريف تحريف اللفظ ويستدلون بظاهر قوله جل وعلا يحرفون الكلم من بعد مواضعه ونحو ذلك مما جاء. وان الله جل وعلا اختص الحفظ بالقرآن. ومعنى ذلك ان تلك الكتب وقع فيها التحريف والتبديل في الالفاظ. القول الثاني هو الذي اختاره البخاري رحمه الله في الصحيح. واختاره جماعة من اهل للعلم ايضا هو ان التحريف والتغيير والتبديل انما وقع في التأويل. المعاني ولم يقع في النصوص في الالفاظ واستدلوا عليه بحديث اية الرجل وانهم قالوا الرجم ليس في كتابنا ليست الثورات الرجم وقال الله جل وعلا قل فاتوا بالثورات فاتلوها ان كنتم صادقين فوضعوا فوضع القارئ اصبعه على اية الرجم حتى لا تظهر قالوا فلو كان عندهم التحريف حذف الالفاظ لازالوا هذه الاية بعدما تركوا حكم الرجم بما نص الله جل وعلا في التوراة. قال ذهب اليه البخاري وجماعة من اهل العلم ايضا لهذا الحديث. يفسرون الايات التي فيها التحريف والتنزيل بانه تحريف معاني لا تحريف الفرض والقول الثالث هو القول وهو القول الراجح والصحيح واختاره شيخ الاسلام ابن تيمية والعلامة ابن القيم وجماعة من اهل العلم من ائمة الدعوة ومن غيرهم ايضا بان التحريف والتبديل وقع على الجهتين معا وقع فيها تحريك الفاظ وتحريف كلمات بازالتها وادخال ما ليس من التوراة فيها ازالوا الفاظا وايات او جمل. وادخلوا اشياء اخر وايضا فسروه بغير تفسير وتأولوه على غير تأويل. فوقع الامران معه. وهذا هو الصحيح وهو الذي يطابق الواقع. في من نظر الى هذين الكتابين لذلك الثورات الموجودة الان والانجيل الموجود الان ليس هو باللغة التي نزل بها الان يترجمون الى لغات متعددة. يعني بحسب لغات البلاد فترجم للغة العربية وترجم الى اللغة اه اللغات المختلفة الانجليزية والفرنسية والالمانية الى اخره منذ قرون من الزمان وليس في ايدي الناس القديم ولذلك اذا عمل احد مقارنة ما بين النصوص الموجودة الان والنصوص التي ينقل عنها اهل العلم في من سبع مئة ثمان مئة سنة فيما نقلوا من الردود يجدوا بينها اختلاف بل يوجد اختلاف ما بين الترجمات التوراة والانجيل قبل اربع مئة خمس مئة سنة الى يومنا هذا في العربية يكون هناك اختلاف في التراجم وزيادة ونقص بحسب الطبعات وهذا يدل على ان تلك الكتب غير محفوظة وغير موثوق بها. والله جل وعلا لم يجعل لهم من خاصية المحافظة عليها بالنقل وبالاسناد ما جعل الله لهذه الامة المحمدية من خاصية المحافظة على القرآن بالنقل والاسانيد حيث لو زاد واحد في شرق الارض او في غربها حرفا في القرآن لا دهمه صبيان المسلمين في انه زاد ونقص لحفظ الله جل وعلا لهذا الكتاب العظيم اذا تقرر من ذلك ان عدم النظر في هذا في التوراة والانجيل انما هو لاجل ان هذه الكتب محرفة ولاجل انها منسوخة فحينئذ لا يمكن ان يؤخذ منها حق ولهذا في احاديث بني اسرائيل وقد يكون بعضها من الثورات. او بعضها من الانجيل. قال عليه الصلاة والسلام اذا احدثكم بنو اسرائيل فلا تصدقوهم ولا تكذبوهم لانهم قد تصدقهم في شيء قد كذبوا فيه وقد تكذبهم في شيء هو مطابق بما هو موجود وهذا امر لا علم لنا به بانها حرفت وبدلت فاذا لا نصدق ولا نكذب ونؤمن بان الثورات انزلها الله جل وعلا على موسى وان الانجيل اذا انزله الله جل وعلا على عيسى نؤمن بكتب الله جل وعلا. اما خصوص هذين اما خصوص هذين الكتابين الثورات والانجيل او كما يسمونه في العصر الحاضر العهد القديم والعهد الجديد. بخصوصها فهذه لا نؤمن بها وانما نؤمن بالتوراة التي انزلها الله جل وعلا. نؤمن بالانجيل الذي انزله الله جل وعلا. اما هذا المحرم المبدل في الفاظه وفي تغويلاته وزيادة الاشياء وحذف الاشياء وادخال تفاسير العلماء علمائهم ورهبانهم فيه فهذا لا نؤمن به فيكون الايمان حينئذ بكتب الله ايمان بما انزل الله جل وعلا واما هذا الذي دخله التحريف والتغيير فلا نؤمن به مراد امام الدعوة رحمه الله تعالى من استدلاله بهذا الحديث ان هذه الثورات اصلها كلام الله جل وعلا لكن لما وقع فيها التحريك والتبديل والتغيير وكنا مستغنيين بالكتاب وبالسنة فان النظر فيها لا يحل بل يحرم اذا كان هذا في كتاب اصله من عند الله جل وعلا فكيف اذا الامر بالنسبة الى كتب نسجتها عقول البشر وكتب خطتها انامل من لم يهتدي بهدي من لم يهتدي بهدي الكتاب والسنة من كتب الفلسفة وكتب التصوف وكتب الزندقة وكتب الاقوال المختلفة التي فرقت هذه الامة من الكتب التي قد يسمونها كتب الفلسفة وكتب المنطق وكتب علم الكلام وكتب التصوف وكتب الاحوال والرسائل والكتب حتى ان اثار هذه الكتب لما نظر فيها الناس اثرت في تفسير الكتاب وفي تفسير احاديث النبي صلى الله عليه وسلم فتجد ان من العلماء من فسر القرآن ببعض الاقوال الفلسفية والعقلية وترك تفاسير ومنهم من فسر السنة نحو ما جاء في اقوال الفلاسفة واهل المنطق الى اخره مما جعلها جعل الكتب الموروثة في هذه الامة مشتملة على حق وباطل وقل من يميز ذلك. ولهذا كان من المنهج الذي ورثه ائمة الاسلام من السلف الصالح الاول ان يستغنوا بالكتب النافعة عن الكتب التي اشتملت على حق وباط الحمد لله القصد سلامة المؤمن في دينه. القصد سلامة المؤمن في ايمانه. فاذا كان كذلك فهو يستغني ما صح من الكتب او كثرت فيه او قل فيه الغلط مما كثر فيه الغلط ونحى مناحم لا يؤمن فيها لهذا ينبغي الا ينظر بل يجب ان لا ينظر في الكتب التي فيها ضلالات حتى ان اهل العلم قالوا ان كتب اهل البدع يجب احراقها ولا ضمان على من احرقها. كما ذكروه في اخر كتاب الغصف من كتب الفقه يعني باب الوصف من كتب الفقه وهذا يدل على ان كتب الضلالات هي من باب اولى ان تمنح اذا كان النبي صلى الله عليه وسلم منع عمر من ان ينظر في التوراة فاذا المنهج الصحيح ان يربى الناس في الدعوة وان يرشدوا الى ما ينفعهم في العلم الذي يقابلون الله جل وعلا به في الاخرة. والعلم النافع هو ثلاثة اقسام. كلها في القرآن. كما وصفها ابن القيم رحمه الله تعالى بقوله والعلم اقسام ثلاث ما لها من رابع والحق ذو تبيان. علم باوصاف ونعته وكذلك الاسماء للديان. والامر والنهي الذي هو دينه وجزاؤه يوم المعاد الثاني والكل يعني كل انواع هذه العلوم في القرآن والسنن التي جاءت عن المبعوث بالفرقان. وهذا يدل على ان العلوم النافعة للمرء في دينه وفيما ينفعه في الاخرة وما يحصل به الاهتداء في امر دينه ويرشد به الى ويتكون معها العلم في الصحيح هذه كلها في الكتاب. وفي السنن وفي هدي السلف الصالح وفيما سطرته ايدي العلماء المأمونون على الشريعة في كتبهم كتب العقيدة او كتب السنة او ما التعصب للاسماء وليس التعصب لاصل الديانة وهذا من النظر العظيم والتأمل البليغ في حال المسلمين قبل وفيما يخشى يخشى عليهم بعد والمتأمل في الكتاب والسنة وسيرة النبي صلى الله عليه وسلم اجتهدوا فيه مما نظروا في النصوص هذا هو الذي ينفع ولذلك كلما كان المرء اكثر نصحا للعباد فان انه يرشدهم الى هذه الكتب النافعة يضعف النظر اولئك في الكتب المختلفة وهذا ظاهر في ان كثيرين انما انحرفت افكارهم ومفاهيمهم ونظراتهم واصبحوا يتصورون على غير الحق لانهم نظروا في كتب مختلفة. النظر في الكتب المختلفة قد يؤثر على طالب العلم بانه يجعله متحير. ولذلك ما اعظم قول النبي صلى الله عليه وسلم لعمر امتهوكون؟ يعني امتحيرون لان النظر يوجب الحيرة. كثرة النظر في الكتب المخالفة توجب الحيرة سماع اهل البدع يجعل في القلب شيء والنظر اليهم ايضا واهل الشرك والضلالات واهل العلوم الضالة يجعل في القلب شيء من عدم يقينه حق فكيف اذا اذا كان يقرأ ويستسقي من تلك العلوم التي هي علوم مخالفة لما جاء بالكتاب والسنة فيحدث الخلل الكبير وهذا كما ذكرت لك من اسباب الخلل الواقع في هذه الامة انها نشأت كتب كثيرة عقلية ولا تعتمد على العلم الصحيح اصحابها عجب عنهم علم الكتاب والسنة وذهبوا الى غيره. والعياذ بالله فحصل فيهم الخلق الكبير وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما اخبر به في ان ذلك سببه الحيرة او انه يوجب الحيرة والشك والري قال رحمه الله تعالى بعدها باب ما جاء بالخروج عن دعوى الاسلام قال الامام رحمه الله تعالى له ما جاء في الخروج عن دعوى الاسلام. وقوله تعالى هو سماكم المسلمين من قبل وفي هذا عن الحالة الاشعري رضي الله تعالى عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال قام الله بكم بخمس لله وامرني السمع والطاعة والجهاد والهجرة والجماعة. فانه من فارق الجماعة قيد شبر فقد خلق رفقة الاسلام من عنق الا ان يراجع ومن دعا بدعوى جاهلية فانه من جفاء جهنم يفاجأ فانه من جفاف جهنم فقال رجل يا رسول الله وان صلى وصام قال وان صلى وصام فادعوا بدعوى الله الذي سماكم والمؤمنين عباد الله رواه احمد والترمذي وقال حديث حسن صحيح وفي الصحيح من فارق الجماعة فماتت فميتته جاهلية وفيه ابدعوة الجاهلية وانا بين اظفركم قال ابو العباس ما خرج عن دعوة الاسلام والقرآن من نسب او بلد او جنس او مذهب او طريقة فهو من عزاء الجاهلية فلما اختصم مهاجري وانصاره فقال المهاجرين يا للمهاجرين فقال الانصاري يا للانصار قال صلى الله عليه وسلم ابدعوة الجاهلية وانا بين ظهركم وغضب لذلك غضبا شديدا انتهى كلامه رحمه الله باب ما جاء في الخروج عن دعوى الاسلام ينظر امام الدعوة رحمه الله تعالى في هذا الكتاب الى اسباب حدوث الافتراض والتباين في هذه الامة وعدم اجتماع الكلمة بين المسلمين والى ما حصل من فرح كل طائفة بمذهبها او طريقتها وان سبب اجتماع الناس هو ان لا يكون بينهم تميز وتفريق. فليرجعوا الى الاوصاف التي وصفهم الله جل وعلا بها والاسماء التي اسماهم الله جل وعلا بها والناظر في تاريخ هذه الامة وجد يجد ان الاسماء والشعارات والالقاب التي حدثت في هذه الامة وفرقت بين المسلمين انها كثيرة جدا وهذه الالقاب والاسماء المختلفة قد تكون بالتعصب الى بلد وقد تكون بالتعصب الى قبيلة وقد تكون بالتعصب الى رجل او بالتعصب الى فئة وحزب وجماعة وفرقة او تكون بالتعصب الى مذهب معين فحدثت اسماء كثيرة في هذه الامة مخالفة للاسماء الشرعية التي ذكرها الله جل وعلا في كتابه. او ذكرها رسوله صلى الله عليه وسلم في سنته ولا شك ان سمة التجمع اذا كانت على اسم واحد فان الفرقة تقل واذا كانت على اسماء كثيرة متعددة فان التوحد والتفرد بالاسم يوجب ولا شك يوجب الفرقة في الابدان ويوجب الفرقة في الاقوال مما يعني انه يحدث افتراقا في الدين وافتراقا في الجماعة وهذا هو الذي خشي امام الدعوة على المستقبل وايضا يصف به الماضي الذي مضى في حياة ان الله جل وعلا سمانا باسماء لم يقبلها المسلمون بل احدثوا اسماء من عند انفسهم وجعلوا لكل فرقة منهم اسم أسماء ولقبا لا احدثوا ثم بعد ذلك تعصبوا له وجعلوا الولاء والبراءة له ومن كان في هذا الاسم فهو المقبول ومن كان خارجا عنه فهو غير مقبول لاجل يجد ان الله جل وعلا سمى عباده باسماء سماهم المسلمين والمؤمنين وهذا كما في قوله هو سماكم المسلمين من قبل وفي هذا وسيأتي ان ارجح الاقوال ان الله جل وعلا هو الذي سمى وليس ابراهيم الخليل عليه السلام سمى المؤمنين وسمى المهاجرين من هاجر من مكة الى المدينة اولا ثم كل صاحب هجرة الى المدينة يسمى مهاجرا وسمى الانصار ايضا وجعل العلاقة والعصبية انما هي الاسم الاسلام واسم الايمان دون غيرها من الاسماء التي سمى الله جل وعلا بها طائفة من المسلمين الله جل وعلا سمى من هاجر مهاجرا وسمى من نصر انصارية قال جل وعلا والسابقون الاولون من المهاجرين والانصار والمهاجرون اسم شرعي. والانصار اسم شرعي لكنه تخصيص لبعض المسلمين باسم معين لاجل وصف استوصفوا به وهو الهجرة او النصرة ومع ذلك لما اتى رجل وجعل العصبية للهجرة او جعل العصبية للنصرة فانه جعل ذلك من دعوى اهل الجاهلية فلما اختصم غلامان فقال احدهما يا للمهاجرين اختصم مهاجري وانصاري وقال الاخر يا للانصار يعني هذا يدعو المهاجرين لنصرته. وذاك يدعو الانصار لنصرته. قال النبي صلى الله عليه وسلم ابي دعوة الجاهلية وانا بين اظهركم مع ان التعصب جاء على اسم شرعي سم الله جل وعلا به اهله. فلما كان الاسم وهو اسم المهاجر او الانصاري. تحول من اسم للتعريف والوصف الى اسم للتعصب عليه والنداء والنخوة به ذمه النبي صلى الله عليه وسلم وجعله من دعوى الجاهلية وهذا فيه الدليل على وجوب لزوم الاسم الاول الذي هو اسم المسلم واسم المؤمن الذي سمانا الله جل وعلا به. وسمانا به رسوله صلى الله عليه وسلم. ونادى الله الناس في القرآن به يا ايها الذين امنوا ونحو ذلك فانما ناداهم باسم الايمان دون غيره من الاسماء او الصفات وهذا به يتبين ان من خرج عن دعوى الاسلام يعني عن اسم الاسلام الى غيره فان هذا لقد تناولته النصوص وتناوله اهل العلم في كلامه. فمنه ما هو مذموم ومنه ما هو مأذون به بشروطه وهذا كما سيأتي بيانه عند شرح كلام ابن تيمية رحمه الله تعالى. قال وقوله تعالى هو سماكم المسلمين من قبل في هذا قوله هو جمهور اهل التفسير على ان الظمير يرجع الى رب العالمين الى الله جل جلاله يعني ان الله جل جلاله كما يدل عليه السياق الاية هو لحاقها ولحافها لان الله جل وعلا هو الذي لم يجعل علينا في الدين من حرج. هو الذي خفف عنا وهذا هو ملة ابينا ابراهيم عليه السلام. قال جل وعلا وما جعل عليكم في الدين من حرج يعني وما جعل الله عليكم في الدين من حرج ملة ابيكم ابراهيم يعني نفي الحرج ومن لتابيب ام ابراهيم هو سمى المسلمين يعني الله جل جلاله هو الذي سماكم المسلمين من قبل يعني في الكتب السابقة وفي هذا يعني في هذا القرآن الذي انزله الله جل وعلا على محمد عليه الصلاة والسلام وذهب قليل من اهل العلم منهم عبد الرحمن ابن زيد ابن اسلم و من نهى نحوه الى ان الضمير في قوله هو يرجع الى ابراهيم الخليل عليه السلام وهذا ليس بجيد بل هو اقرب الى الغلط لان سياق الاية يدل على ان المراد الضمير هو الله جل جلاله. وتقدست اسماع هو سماكم المسلمين. الشاهد من من استدلال بالاية قوله سماكم المسلمين والله جل وعلا لم يسمي اتباع محمد صلى الله عليه وسلم باسم الا باسم الاسلام هو سماكم المسلمين ولذلك كان اسم الاسلام اسم المسلمين يختص بهذه الامة واما اسم المؤمنين فقد يشمل كل مؤمن ولا يختص بهذه الامة يعني من حيث الاطلاق فتجد مثلا ان النصارى يستعملون لفظ المؤمن ولا يستعملون لفظ المسلم فيقول يقولون مثلا ايها المؤمنون بالله هذه رسالة الى المؤمنين بالله هذه صفة المؤمنين بالله وهذه خصال المؤمنين بالله يستعمل هذا اللفظ النصارى واليهود. اما اسم المسلم اي فهو خاص بمن اتبع محمدا عليه الصلاة والسلام وامن به ودان بدين الاسلام. ولهذا ينبغي بل يجب المحافظة على هذا الاسم في كل من وان هذا هو خاصية هذه الامة من ما عداها من الامم هذه تسمية الله جل وعلا ويجب على العباد ان يرضوا بتسمية الله جل وعلا لهم لانها اكرم تسمية واعظم تسمية فالمسمى هو رب العالمين والملقب هو رب العالمين. فمن خرج عن تسمية رب العالمين بعباده فقد خرج هذا الباب مهم لان فيه الكلام على الاسمى والشعارات والالقاب والتعصب في الجماعات سواء كانت جماعات اسلامية كما يقال ام كانت جماعات اجتمعت على شيء اخر في تفصيل هذا الكلام هذه المسائل جميعا ان شاء الله تعالى بما نرجو فائدته لي ولكم باذنه تعالى وفي هذا القبر كفاية. وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد