فواجبكم بشروطنا وقد يكون ثم هجرة واجبة اخرى ايضا وهي من دار بدعة الى دار سنة او من دار لا يستطيع فيها اظهار الدين الى دار يستطيع فيها اظهار الدين المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد بن ابراهيم بن عبد اللطيف ال الشيخ طروحات كتب الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله. شرح فضل الاسلام. الدرس السابع بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن اهتدى بهداه اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا واغفر لنا ذنوبنا وزدنا علما وعملا يا ارحم الراحمين اما بعد سنصل الكلام على ما جاء في باب ما جاء في الخروج عن دعوى الاسلام وقد ذكر الامام المصنف رحمه الله تعالى قول الله جل جلاله وسماكم المسلمين من قبل وفي هذا ثم قال عن الحارث الاشعري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال امركم بخمس الله امرني بهن السمع والطاعة والجهاد والهجرة والجماعة فانه من فارق الجماعة قيد شبر فانه من فارق الجماعة قيد شبر فقد خلع رفقة الاسلام من عنقه فانه من فارق الجماعة قيد شبر فقد خلع رقة الاسلام من عنقه الا ان يراجع الا ان يراجع ومن دعا بدعوى الجاهلية فانه من جثى جهنم. فقال رجل يا رسول الله وان صلى وصام قال وان صلى وصام تدعو لدعوى الله الذي سماكم المسلمين والمؤمنين عباد الله رواه احمد والترمذي وقال حديث حسن صحيح هذا الحديث من الاحاديث العظيمة وجوامع الكلم التي اشتملت على كل المطالب الدينية التي تنفع العباد في دينهم وفي دنياهم وفيما يصلح شأنهم في اجتماعهم في الدين وفي اجتماعهم في امر الدنيا وبين عليه الصلاة والسلام التي تنفع العباد في دينهم وفي دنياهم وفيما يصلح شأنهم في اجتماعهم في الدين وفي اجتماعهم في امر الدنيا وبين عليه الصلاة والسلام ان هذه الاوامر الله جل وعلا امره بها فقال اامركم بخمس الله امرني بهن قوله امركم يفيد وجوب هذه المطالب وتخصيصها يدل على انها من مطالب الاسلام العظام ومن خصاله الجليلة التي فاقت غيرها من الاوامر وقوله بخمس يدل على انها مختارة وعلى ان هذه الخمس اهم من غيرها مما يدخل في معناه قال الله امرني بهن هذا يدل على ان النبي صلى الله عليه وسلم اذا امر بامر فانما يبلغ رسالة الله جل وعلا فيأمر بما امر الله جل جلاله وينهى عما نهى الله جل جلاله. والسنة اخت القرآن لانها وحي من عند الله جل وعلا وان السنة بيان للقرآن وتفصيل باحكامه فهي من عند الله جل وعلا قد كان حسان بن عطية رحمه الله تعالى يقول كان جبريل يأتي النبي صلى الله عليه وسلم بالسنة كما ينزل عليه بالقرآن وايضا صح عنه عليه الصلاة والسلام انه قال الا اني اوتيت القرآن ومثله معك وقال جل وعلا وانزل الله عليك الكتاب والحكمة وعلمك ما لم تكن تعلم وكان فضل الله عليك عظيما والحكمة هي السنة امر النبي صلى الله عليه وسلم هو امر من الله جل جلاله وتأكيده عليه الصلاة والسلام لهذه الجملة بقوله الله امرني بهن ليلفت النظر عليه الصلاة والسلام على عظم هذه الاوامر وعلى دلالتها وفيه التفويض لسماعها وبيان ما فيها قال عليه الصلاة والسلام بعدها السمع والطاعة والسمع هنا يجوز ان تكون بدلا من خمس بخمس السمع والطاعة الى اخره بدل بعض من كل او ان ترفع على الاستئناف يعني تقول السمع والطاعة تكون حظرا لمبتدع محذوف تقديره وهي اووهن السمع والطاعة والجهاد والهجرة والجماعة وبكلا الامرين جاء في القرآن وفي السنة في مواضع فيجوز هذا وهذا قوله السمع والطاعة جعلها هنا اثنتين فجعل السمع واحدا والطاعة واحدة وذلك لان الحاجة اليهما معا بالعمر متعينة وعظيمة مع ان السمع والطاعة مقترنان من حيث الوجود فمن سمع فقد اطاع ومن اطاع فقد تمام ويريد بالسمع والطاعة الاستجابة لمن له حق ان يجاب واعظم ذلك الاستجابة لله جل وعلا ولرسوله وطاعة وطاعة الله جل وعلا وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم وقد قال جل وعلا في حق نبيه وان تطيعوه تهتدوا. وما على الرسول الا البلاغ المبين وهذا معلوم لان الرسول عليه الصلاة والسلام امر بالاستجابة وفي القرآن في غير ما اية الامر بالاستجابة لله وللرسول وكذلك امر الله جل وعلا بطاعته وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم اما الامر الثاني وهو المقصود هنا وهو الذي يكثر ترداده مخالفة ما كان عليه اهل الجاهلية تنعو الطاعة لولي الامر للامام المسلمين او لمن انابه او كان اميرا من امرائه فان السمع والطاعة سريعة ماضية وامر امر الله جل وعلا به والسمع معناه ان يسمع بامري ولي الامر وان يستجيب له فيما امر والطاعة معناها ان يطيع من ولاه الله جل وعلا امر الناس وان يعتقد ان هذه الطاعة طاعة لله جل وعلا ولرسوله السمع والطاعة واجبان وهما من حق الله جل وعلا اولا ثم من حق ولي الامر المسلم ومن النصح له ثم من حق المسلمين ايضا اجتمعت في السمع والطاعة ثلاثة حقوق حق الله جل وعلا لانه هو الذي امر بذلك والثاني حق ولي الامر والنصح له. لان هذا حق احقه الله جل وعلا له وامر الله جل وعلا باداء الحقوق الى اهلها والثالث حق للمسلمين جميعا لانه من خرج عن السمع والطاعة فانه لا يقضي ولي الامر فقط وانما يؤذي المسلمين جميعا بما يترتب على عدم سمعه وطاعته من المفاسد اذا تبين هذا فيمنح السمع والطاعة لولي الامر مشروطة في النصوص لانها سمع وطاعة غير معصية اما اذا امر العبد بمعصية فانه لا سمع ولا طاعة لانه حينئذ يكون قد عارض ما امر امر الله جل وعلا يكون الذي امر به معارض معارضا لامر الله جل وعلا وامر الله جل وعلا هو المقدم وطاعة ولاة الامور انما تجب تبعا لطاعة الله ولطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم ولا تجب استقلالا ولهذا قال الله جل وعلا يا ايها الذين امنوا اطيعوا الله واطيعوا الرسول واولي الامر منكم قال شيخ الاسلام ابن تيمية وتلميذه العلامة ابن القيم واخرون كرر الفعل اطيعوا في قوله اطيعوا الله واطيعوا الرسول لان الله جل وعلا يطاع استقلالا لحقه والرسول صلى الله عليه وسلم ايضا يطاع استقلالا بحقه يعني لا نعرض كلامه عليه الصلاة والسلام على القرآن واما ولي الامر فلم يكرر له الفعل اطيعوا قال واولي الامر منكم لان طاعته انما تجب تبعا لطاعة الله وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم ولا تجب استقلال فاذا كان امره فيه معصية فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق فحين اذ يطاع ولي الامر في غير المعصية وغير المعصية هي الحالات التي يجتهد فيها او يكون امره او نهيه فيها ليس بظاهر انه معصية لله جل وعلا وللرسول صلى الله عليه وسلم فيطار في المسائل الاجتهادية قال طائفة من العلماء من الشافعية ومن غيرهم حتى وان كانت ما امر به مخرجا على احد اقوال الائمة فانه يطاع لانه يأخذ حينئذ بوجه شرعي المصلحة في التزامه وعدم مخالفته وهذا امر بين والعلماء في ما كتبوا في السياسة الشرعية قرروا ذلك اي مسألة عظيمة وهنا ننبه الى ان بعض اهل العلم قد يعبروا في هذا المقام بقوله يطاع ولي الامر المقصر العادل قيل غير المعصية ويطاع ولي الامر الجائر فيما يعلم انه طاعة وهذا التعبير عبر به بعض اهل العلم فيه نظر من جهتين. الجهة الاولى ان النصوص ليس فيها تفريق في الطاعة بين ولي الامر المقسط العادل وبين ولي الامر الجاهر بل قال الله قال النبي صلى الله عليه وسلم بولي الامر الجائر اسمع واطع وان ضرب ظهرك واخذ مالك وهذا يدل على اطلاق السمع والطاعة في هذا المقام والتنبيه الثاني في هذا او على هذا الكلام ان هذا الكلام يمكن ان يحمل على محمل صحيح يوافق النصوص وهو ان الاوامر الشرعية فيها ان يأتي الانسان العدل والا يعين على الظلم قال جل وعلا وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الاثم والعدوان وولي الامر اذا كان عادلا يعني غالب اوامره على العدل وعلى الطاعة فانه حينئذ لا يستفصل فيما امر به هل هذا صادق لامر الله ام ليس بموافق؟ لان الاصل انه لا يأمر الا بموال فهذا يطاع دون بحث في المسائل المتعدية يعني فيحصل كلام فيما يتعدى المرء الى غيره كأن يقول مثلا قل اه ارض فلان او يقول خذ من فلان مال كذا او صادر سلاح فلان او افعل كذا فهذا اذا كان وولي الامر مقسطا عادلا فانه اه لا يستفسر لان الاصل في اوامره انها على وجه شرعي واما اذا كان غير ذلك بان كان معلوم عنه الظلم والتعدي على الحقوق فان هذا الكلام ممن قاله من اهل العلم يمكن ان يحمل على الاوامر المتعدية لان ولي الامر اذا كان ظالما يتعدى على الناس فان المسلم لا يطيعه حتى يعلم ان ما امر به طاعة فيحرم قوله ويطاع ولي الامر فيما يعلم انه طاعة اذا كان تعديا على الغيث قل بما فيه فعل بالغيب. فهذا يحتاج الى استفصال والى بيان. هذا ما يمكن ان يحمل عليه هذا الكلام ممن قاله من اهل العلم. مع ان النصوص كما ذكرت لكم وقول عامة اهل السنة والمدون في العقائد انه لا تفصيل في هذه المسألة بل يسمع ويطاع في غير المعصية باي مسألة لا تكون معصية لا يظهر فيها انها معصية فانه يطاع في ذلك. فاذا امر بمعصية سواء ما كانت في العبد للعبد في نفسه كان كان يأمره بالرشوة مثلا او ان يأمره بمقاربة حرام او ان يأمره بايه ما لا يحل شرعا فانه لا يجوز له ان يطيعه في ذلك. فان اطاعه فهو اثم ولا يعذر بذلك وكذلك في الاوامر المتعدية اذا امره ان يفعل بغيره ان يفعل فعلا بالاخرين ويعلم هذا المأمور ان هذا الفعل معصية فانه لا يجوز له ان يطيعه في ذلك فكونه يتحمل ما يأتيه من مخالفة الامر اسهل من انه يخالف امر الله جل جلاله وتقدست اسماه قال بعدها والجهاد الجهاز المراد به هنا جهاد الاعداء وجهاد العدو على قسمين منه جهاد بالحجة والبيان ومنه جهاد بالسنان والسلاح اما الاول فهو الجهاد بالحجة والبيان فهذا واجب مأمور به لكل من قدر عليه في كل زمان وفي كل مكان وفي كل حال بحسبهم وقد امر الله جل وعلا نبيه بذلك في مكة قبل ان يشرع الجهاد بالسنان فقال جل وعلا فلا تطع الكافرين وجاهدهم به جهادا كبيرا يعني جاهدهم بالقرآن على جهاد بالحجة والبيان وهذا يعم الازمنة والامكنة. ولا تزال طائفة من هذه الامة ظاهرة على الحق لا يضرها خذلها ولا من خالفها وهذه الطائفة دائما قائمة بالحجة بالجهاد بالحجة والبيان. اما الثاني فهو الجهاد بالسنان والجهاد بالصيام على قسمين جهاز عيني وجهاز كفاء يعني اما ان يكون فرض عين واما ان يكون فرض كفاية والله جل وعلا امر بالجهاد كما في هذه كما في هذا الحديث وهذا الامر يعني يكون مأمورا به اما امر عين على من تعين عليه. او امر كفاية على عموم الامة اذا نابها شيء احتاجت معه الى الجهاد في سبيل الله او كانت شروط مجتمعة في جهاز نشر الاسلام اقامة توحيد الله جل وعلا وعبادته وحده دون ما سواه ثم قال والهجرة والهجرة في النصوص قسمان هجرة من دار الكفر الى دار الاسلام والثاني هجرته مما سوى الله جل وعلا الى الله جل وعلا وحده والاول الهجرة من دار الكفر الى دار الاسلام كهجرة الصحابة من مكة الى الحبشة وكهجرة الصحابة ايضا من مكة الى المدينة ويعرض هذا في انه يكون هناك هجرة من دار كفر قد تظهر بعد زمن النبوة وقد ظهرت بعد زمن النبوة الى دار يعلو فيها الاسلام واما قول النبي صلى الله عليه وسلم لا هجرة بعد الفتح ولكن جهاز ونية المقصود منه لا هجرة من مكة الى المدينة بعد الفتح لانه بعد الفتح فمن كان في مكة بعد الفتح فقد اصبحت مكة دار اسلام فمن كان فيها بعد الفتح فانه يمكث فيها ولا يلزمه الهجرة الى المدينة فليبقى فيها ولا تزال مكة دار اسلام الى ان يرث الله جل وعلا الارض ومن عليها حرسها الله وبلاد المسلمين وهذه الهجرة لها احكام ولها شروط وتفصيلها في مواضعه من كحب العلماء في العقيدة او في التوحيد والفقه ولا نطيل في بيانها في هذا الموطن لكن ننبه الى ان الهجرة هذه من دار الكفر الى دار الاسلام لها شروطها الى دار دار يستطيع فيها ان يظهر دينه هذه تختلف اختلاف الاحوال والعزمنة والامكنة ولها تفاصيل كذلك اذا كان لا يستطيع البقاء في دار بدعة او تظهر فيها البدع لاجل ما ينوب نفسه من الحزن او من الضيق على ظهور البدع ولكنه يستطيع ان يظهر دينه وعن يعلي امر السنة لكن يريد بلادا يأمن فيها اكثر ولا يعرض فيه فيها دينه لي الفتن هذا يكون حكم الهجرة في هذا الحال مستحبة لانه يستطيع ان يظهر دينه والبلد وهو الدار ليست دار كفر وانما هي دار فيها السنة وفيها البدع وثم تفاصيل اخر في تطلب من مظاني. القسم الثاني الهجرة مما سوى الله جل وعلا الى الله جل جلاله ففروا الى الله اني لكم منه نذير مبين بان يهجر كل ما يشغل عن الله جل وعلا ويتجه ويهاجر الى الله جل وعلا ولهذا جاء في الحديث المهاجر من هجر ما نهى الله عنه وهذا يعم اشياء كثيرة تدل على ان حقيقة الهجرة هجرة ما لا يحب الله جل جلاله وتقدست اسماءه وهذا يختلف فيها الناس وتختلف مقاماتهم في ذلك بحسب عظم محبتهم لله جل وعلا ولرسوله صلى الله عليه وسلم وهذه الهجرة مما سوى الله جل وعلا الى الله جل وعلا وحده تكون في الاعتقادات وفي عمل القلب وفي كلام اللسان وفي استعمال الحواس والجوارح الامر فيها عبيد والفتنة او الفتن بعمومها انما يبتلى الناس فيها في هذا المقام العظيم هل هاجروا مما نهى الله جل وعلا عنه الى ما امر الله جل وعلا به ام انهم قصروا في ذلك؟ والتقصير يكون سببه ضعف المحبة وضعف الايمان فيكون اصحابه ممن خلطوا عملا صالحا واخر سيئة الخصلة الخامسة والاخيرة قال والجماعة فانه من فارق الجماعة قيد شبر فقد خلع رفقة الاسلام من عنقه الا ان يراجع قوله والجماعة هنا امر بالجماعة والمراد هنا بالجماعة في هذا الحديث جماعة المسلمين العبداني والا يخرج عنهم ويفارق جماعة المسلمين في ابدانهم لاجل ما يترتب على ذلك من المفاسد التي نهى الله جل وعلا عنها واصل الجماعة التي امر الله جل وعلا بها وضده وضدها وهو الافتراق الذي نهى الله جل وعلا عنه يشمل الاجتماع في الدين ويشمل الجماعة في الابدان اذ الجماعة نوعان جماعة الدين وجماعة الابدان وكل منهما متعلقة بالاخرى فاذا تمت جماعة الدين او الاجتماع على الدين الواحد دون تفرق في الاسلام دون تفرق في الدين فانه يجتمع الناس في ابدانه واذا اجتمعوا في ابدانهم فانه احرى ان يجتمعوا من دينهم لان الفرقة في هذا تنتج الفرقة في هذا ولابد فمن فرط في دين الله فانه يحصل بينهم الفرقة في الابدان والبغضاء والشحناء التقارب وكراهة بعضهم لبعض والاستماع في الدين امره عظيم بان لا يسند غير طريق الجماعة الاولى وهي جماعة الصحابة والتابعين وتبع التابعين الذين لم تظهر فيهم البدع ولم تكسوا فيهم الاهواء وانما وجدت وانكرت هؤلاء هم الذين كانوا على الجماعة الاولى فاذا كان الامر كذلك فان لزوم الامر الاول هو طريق النجاة في يقين واما غيره من الاجتهادات وكفارى ما يصل اليه اصحابه انهم يظنون انه طريق نجاة وقد يكون ظنهم غلطا وقد يكون ظنهم باطلا وقد يعتري الظن بعض الصواب لكنه مظنون ولهذا من سلك غير طريق الجماعة الاولى فانه قد عرض نفسه لي مخالفة الجماعة واحداث الفرقة وبالتالي فسيكون قد عرض نفسه للوعي الذي جاء في قوله عليه الصلاة والسلام الاحتراف كلها في النار الا واحدة قالوا من هي يا رسول الله؟ قال هي الجماعة وهذا الامر مهم وجلل وكل من اراد نجاة نفسه فعليه ان يلزم الطريقة الاولى لان الطرق المحدثة فربما فيها حيث وربما فيها شرط لهذا لما سأل حذيفة النبي صلى الله عليه وسلم بعد ان ذكر له الشر فقال له وهل بعد ذلك اهتر من خير قال نعم قالوا وفيه دخن قال وما دخنه قال قوم يهدون بغير هدي ويستنون بغير سنتي تعرف منهم وتنكر قال فما تأمرني قال ان تلزم جماعة المسلمين وامامهم قال فان لم يكن لهم جماعة ولا دماء قال فاعتزل تلك الفرق كلها مع انه قال فيها تعرف منهم وتنكر هل فاعتزل تلك الفرق كلها ولو ان تعض على عرش شجرة حتى يأتيك الموت وانت على ذلك وفي رواية اخرى قال فيه تعرف منهم وتنكر اه قال فيه اه وهل بعد ذلك اكثر من خير قال نعم وفيه دحن ثم فسر ذلك بانهم قوم من جلدتنا يتكلمون بالسنتنا يهدون بغير هدي المصطفى صلى الله عليه وسلم او كما جاء في الحديث فاذا امر الاجتماع على الدين والاجتماع في الابدان هذا امر عظيم في الدم واحده ملازم للاخر الذي يريد النجاة فعليه بطريق الجماعة الاولى فانها هي على الحق باجماع المسلمين حتى اهل البدع يقولون اصبح طريقة الصحابة والتابعين طريقة السلف اسلف فحتى في السلوك يقولون اسلم حتى في الزهد يقولون اسلم فهي باتفاق المسلمين هي اسلم لانها هي الطريقة التي اجمع عليها الناس لكن دخلت اجتهادات افسدت الامر وفرقت المسلمين ومن اجتهد فانه يظن انه على شعبة نجاة وقد لا يكون الامر كذلك قال فانه من فارق الجماعة قيد شبر فقد خلع رفقة الاسلام من عنقه قوله فارق الجماعة يعني فارق جماعة المسلمين في الدين او في الابدان. والابدان هو المقصود هنا لارتباط الاوامر الخمس هذه بعضها مع بعض قال من فارق الجماعة بمعنى انه لم يدم بي لزوم الجماعة ولزوم طاعة الامام وعدم الخروج عليه والنصيحة له فانه من فارق الجماعة بهذا المعنى قيد شبر ايش بمعنى مسافة وهو خلاف القيد طيب هو القيد المعروف وهو تكليل او توفير اما القيل فهو المسافة قيد فارتفعت الشمس قيد رمح يعني مسافة رمح قيد شبر يعني مسافة الحبر وهذا كناية عن قلة المفارقة يعني فارق الجماعة ولو شبرا وجلس منفردا ولو شبرا واحدة بعيدا عن الجماعة قال فقد خلع رفقة الاسلام من عنقه وهذا من احاديث الوعيد التي تمر كما جاءت وفيها تهديد والتخويف للمسلم ان يفارق الجماعة بقوله عليه الصلاة والسلام فقد خلع رفقة الاسلام من عنقه الا ان يراجع فخلع رفقة الاسلام من عنقه هل يفهم من ذلك؟ تكفيره؟ المعتمد عند اهل السنة انه لا يفهم من ذلك تفسيره ولكنه قد فعل امرا عظيما وجللا او جبلة ان يخلع ما يميزه من الاسلام الذي يدعو الى الاجتماع وعدم الافتراض من عنقه قال الا ان يراجع يعني الا ان يتوب لانه من تاب تاب الله عليه قال بعدها ومن دعا بدعوى الجاهلية فانه من جثى جهنم قوله ومن دعا بدعوى الجاهلية يعني من دعا الى امر ابطله الاسلام وكان مما تميز به اهل الجاهلية فانه حينئذ من اهل الكبائر ومن اهل الوعيد وتوعده بقوله فانه من جثى جهنم وهنا قوله دعا بدعوى الجاهلية لها تفسيران التفسير الاول انها فيما ذكرت لك من كل خصلة من خصال الجاهلية ابطلها الاسلام فيأتي احد يدعو اليها فهذه كما جاء في الحديث الذي مر معنا ابغض الناس الى الله ابغض الرجال الى الله ثلاثة. وذكر منهم مبتغ في الاسلام سنة الجاهلية والتفسير الثاني قوله من دعا بدعوى الجاهلية اي تثم باسماء الجاهلية التي كانت تدعو الى العصبية ارجح الناس الى عصبيات الجاهلية والى فخرها بالاباء والقبائل وهذا يفرط ولا يجمع الناس على كلمة الاسلام واسم المسلمين واسم المؤمنين وهذان الصنفان معا توعدهم عليه الصلاة والسلام بقوله فانه من جثى جهنم وجثا لها ضبطان جثا هكذا في القصر والثانية فانه من جهنم وهي القراءة المعروفة في اية سورة مريم ونظر الظالمين فيها تحيي بالرم الدين هذه معصودة من الجثو على الركب والعذاب على هذا النحو يعني انه ممن يكب بالنار على وجهه وعلى ركبه ونحو ذلك فقال رجل يا رسول الله وان صلى وصام؟ قال وان صلى وصام وهذا يدل على عظم هذه الكبيرة وان اصحابها متوعدون باشد الوعيد والعياذ بالله ثم قال عليه الصلاة والسلام امرا فادعوا بدعوى الله يعني تسموا بتسمية الله التي سماكم او قال الذي سماكم وهذه التسمية هي المسلمين والمؤمنين عباد الله يعني يا عباد الله فالله جل وعلا سمى عباده المسلمين كما في قوله هو سماكم المسلمين من قبل وفي هذا وايضا سماهم المؤمنين فيما ناداهم به في القرآن. يا ايها الذين امنوا وفي قوله واتقوا الله ايها المؤمنون لعلكم تفلحون. فسماهم بهذين الاسمين الشريفين الذي يجمع اعظم خصلتين وهما الاسلام والايمان وسيأتي مزيد بيان في كلام ابن تيمية رحمه الله ثم قال الامام بعد ذلك وفي الصحيح من فارق الجماعة قيد شبر فمات خميسته جاهلية يعني ان من فارق جماعة المسلمين جماعة الابدان اقل ميراث وخالفهم وانحاز الى غيرهم تماس فميسته جاهلية لان اهل الجاهلية لم يكونوا يدعنون لولي امر بل كانوا متفرقون في ذلك قد ذكر الامام في خصال الجاهلية وهي ثالث قتلة مما اورد او من اوائل القتال التي ذكر السمع والطاعة وقال فيها بعدها وابدع فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم واعاد. يعني كرر هذا الامر لاجل الا يشابه اهل الجاهلية حتى ان اهل الجاهلية لا تقر قبيلة بيس ان تكون سامعة مطيعة للقبيلة الاخرى ومن اثار ذلك فلما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم واجتمع المهاجرون والانصار يعني الصحابة من قريش والصحابة من الاوس والخزرج على الامارة بدأت فيهم اذ ذاك نزعة من نزعات الجاهلية فقالوا مما امير ومنكم امير وهذا يدلك على ان النفوس مشربة بحب الفرقة وحب الاعتزاز بالنفس وبالميل الى القبيلة وبالميل الى القريب. وان هذا الامر مفرق للمسلم للمسلمين ومفرق للجماعة ولهذا كان من اعظم مواقف ابي بكر الصديق رضي الله عنه ان انه الزم الناس بالذات بحجته القوية ان يكون ان تكون الولاية في قريش لانه فاقر قول النبي صلى الله عليه وسلم الائمة من قريش وقال نحن الامراء وانتم قال نحن الامراء يعني وانتم الوزراء او المستشارون ونحو ذلك مما يكون فيه الانصار مقربين لكن ليست لهم الولاية اذا تبين هذا فمن اعظم ما حدث بهذه الامة من اول الامر الافتراظ بداية الاشتراط في الولاية بداية عدم الرضوخ للجماعة. بداية الاعتزاز باشياء جاهلية بدأت هذه في اول الامر ثم حصلت طرقة الدين بعد نوازل فرقة الابدان فبدأت فرقة الابدان في النفوس ثم كان من نتائجها انحاز بعض الناس الى من وجدوا فيهم من آآ يسمع للأهواء وألقوا فيهم الأهواء حتى حدثت بدعة الخوارج في عهد عثمان وتجمعوا حتى قتلوا عثمان رضي الله عنه باسم الدين و باسم الامر بالمعروف والنهي عن المنكر والعياذ بالله ثم قال رحمه الله وصيني بدعوى الجاهلية وانا بين اظهره يعني فيه يعني في الصحيح ابي دعوة الجاهلية وانا بين اظهركم يريد رحمه الله تعالى قصة التي حصلت بين غلام من المهاجرين وبين غلام من الانصار حيث اختلف الغلامان على شيء حتى اختصم وتشابك فاراد المهاجري ان ينتصر بالمهاجرين واراد الانصاري ان ينتصر بالانصار فقال الغلام المهاجري يا للمهاجرين ينتقي بهم ويندبهم ويدعوهم لنصرته وقال الاخر يا الانصار يدعوهم لنصرته ويندبهم نصرته فلما سمعها النبي صلى الله عليه وسلم قال ابدعوة الجاهلية وانا بين اظهركم لان يعني ادي تسلية الجاهلية وبسنة الجاهلية. وانا لا ازال حيا بين اظهركم وهذا فيه التغليب والانكار الشديد على ذلك هذا يدل على ان الاسم اذا تعصب له فانه مذموم حتى ولو كان الاسم حتى ولو كان الاسم من شرعيا فكيف بالاسماء المحدثة كما سيأتيك قال ابو العباس يعني به شيخ الاسلام فقي الدين احمد ابن عبد الحليم ابن عبد السلام ابن تيمية الحراني رحمه الله تعالى من الائمة الصالحين الصادقين الذين نصروا الاسلام بالرد على اهل البدع نشر السنة ولفت النظر الى لزوم متابعة الدليل عليه رحمة الله ورضوانه قال كل ما خرج عن دعوى الاسلام والقرآن من نسب او بلد او جنس او مذهبه او طريقة فهو من عزاء الجاهلية من لما اختصم مهاجري وانصاري فقال المهاجر يا للمهاجرين وقال الانصاري يا للانصار قال صلى الله عليه وسلم ابدعوى الجاهلية وانا بين اظهركم فغضب غضبا شديدا. انتهى كلامه رحمه الله تعالى وهذا الكلام من نفيس كلام اهل العلم الذين تفقهوا النصوص وعلموا مدارس السلف في فهم الادلة وعلموا حدود ما انزل الله جل وعلا على رسوله صلى الله عليه وسلم فان العلم النافع كلما زاد في حق العبد كلما زاد في العبد المؤمن زاده بصيرة في دينه وبصيرة فيما حوله. حتى لا يلتبس عليه الحق بالباطل والله جل وعلا قال في وصف نبيه بل قال امرا نبيه عليه الصلاة والسلام قل هذه سبيلي ادعو الى الله على قصيرة انا ومن اتبعني فهو عليه السلام على بصيرة يعني على ادراك تام وعلم كامل بي عامل الدين وعمرو الدعوة التي يدعو اليها. وكذلك من اتبعه في الدين. وكان على هديه عليه الصلاة والسلام فهو على بصيرة واهل البصيرة ناجون شيخ الاسلام ابن تيمية كغيره من الائمة الاعلام الذين رفعوا راية الحنة ونصروا مذهب السلف الصالح نصيحة للامة وطاعة لله جل وعلا ولرسوله صلى الله عليه وسلم هؤلاء لا يكتمون نصيحة للعباد بل يبدونها لهم وقد لاقوا ما لاقوا في زمنهم من انواع الابتلاء لكن بقي سلامهم ينفع لانه من مشتاق الكتاب والسنة وليس فيه هوى وليس فيه خروج عن طريقة الجماعة الاولى وصراط السلف الصالح رضي الله عنه وهذا الكلام من من الكلام الجليل المفيد غاية الفائدة. قال كل ما خرج عن دعوى الاسلام والقرآن يعني كل تسمية خرجت عما سمى الله جل وعلا بها عباده في القرآن او عن تسمية الاسلام قال من نسب او بلد او جنس او مذهب او طريقة فهو من عزاء الجاهلية فكل تسمية حينئذ تكون من عزاء الجاهلية ومن دعا بدعوى الجاهلية فانه متوهم قال من متى كان يخرج انا نسمي المسلمين واسم المؤمنين الى اسم ينتسب اليه الى قبيلة فلانية من القبائل كقريش مثلا او الاوس او الخزرج او تميم او سبيع او اه اي قبيلة من القبائل الموجودة فهذه كلها خارجة عن دعوى الاسلام سيأتي تفصيل الكلام عن ما يجوز وما لا يجوز من ذلك فهي اذا خرج عن دعوى الاسلام الى نسب يوالى ويعادى فيه وينصر صاحبه ولا ينصر الاخر بل يبغض لاجل النسب ولا يقام لاسم الاسلام ما يستحقه مما امر الله جل وعلا به فانه حينئذ من عزاء الجاهلية. قال او بلد يعني ان تكون النسبة الى بلد من البلاد تعز يوالى عليها ويعاد كما ينسب مثلا يقال مصري شامي سعودي يماني خويقي مغربي الى اخره ويكون يوالي ويعادي على هذه الاسماء فان هذا من عزاء الجاهلية قال او جنس كيف يوالي على جنس العرب فقط او جنس البربر فقط عوجات من الاجناس الموجودة في الارض فقط ولا يقيم لاسم الاسلام ولا لدعوى الاسلام مقامها فيوالي من والى هذا ويعادي من عاد هذا وهي القوميات التي انتشرت في الزمان الاخير هذه كلها من عزاء الجاهلية قال او مذهب هذا المذهب سواء اكان مذهبا عقديا او مذهبا فقهيا او مذهبا سلوكيا مذهب العقدي مثل المعتزلة الخوارج ارجاع ونحو ذلك من المذاهب العقدية التي جاءت تسميتها بعد مضيء الجماعة الاولى او كان مذهبا فقهيا حنبلي شافعي حنفي مالكي ظاهري الى اخره او كان مذهبا سلوكيا او صوفيا كما يسمى ونحو ذلك مثل الطرق المختلفة الصوفية التي تعدى اه كل فرقة الى صاحبها قادرية نقشبندية كاذبية اه الى اخره فهذه كلها من النسب التي هي من عزاء الجاهلية اذا تجاوزت التعريف الى اعتقاد صحة ما عليه اهلها في كل شيء كما سيأتي في الصين قال او طريقة من الطرق مهما كان مذهب او طريقة من الطرق مهما كانت سواء كانت طريقة كما ذكرنا في الاول طريقة صوفية او كانت طريقة دعوية او كانت حزبية او سياسية الى اخره فان هذا كله كان عند اهل الجاهلية فجاء الله جل وعلا بالاسلام وعطل كل عزاء الجاهلية الا ما كان فيه اسم المسلمين والمؤمنين اذا تبين ذلك فاننا نقول ان هذه التسميات الحادثة في هذه الامة بانواعها سواء اكانت لنسب بنسب او قبيلة او بلد او جنس او مذهب او طريقة فان الاحوال فيها ثلاث الحالة الاولى ان تكون ممدوحة والحالة الثانية ان تكون مذمومة والحال الثالثة ان تكون مباحا اما الحالة الاولى وهي ان تكون ممدوحة فهي اذا كانت التسميات من التسميات التي تميز المسلمين بما نصه الكتاب والسنة في الكتاب والسنة على حسنه وعلى اعتباره فالله جل وعلا سمى المسلمين باسم الاسلام والايمان وكذلك وصف مثلا المتقين مع ان فيها تزكية كذلك وف بالابرار مع ان فيها تزكية ونحو ذلك. فهذه تسميات هي من قبيل الاوصاف لاسم المسلم واسم المؤمن وكل مسلم لديه تقوى بحسبه وكل مؤمن لديه تقوى وبر بحسنة وكذلك ما جاء بالوصف فلزوم السنة والجماعة فاسم السنة واسم الجماعة هذه من الاسماء التي جاءت في الاحاديث واصلها في القرآن ولهذا يسمى خاصة اهل الاسلام اهل السنة والجماعة لانهم لزموا سنة النبي صلى الله عليه وسلم ولزموا الجماعة والنبي صلى الله عليه وسلم هو الذي اذن بهذه التسمية بقوله في حديث الافتراق قالوا من هم؟ قال هي الجماعة من هي؟ يعني الفرقة الناجية؟ قال هي الجماعة وفي رواية اخرى قال هي من كان على مثل ما انا عليه اليوم واصحابي وقال عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي ولذلك ائمة السلف واهل الحديث اقاموا هذا الاسم مقام الاسماء المحدثة فلما تفرقت الاسماء وتعددت رجعوا الى الاسم الذي يميز اهل الاسلام المتمسكين بالامر الاول عما عداه لانهم بين امرين اما ان يسلبوا اسم الاسلام عن اصحاب الاهواء المحدثة وهذا ليس بصحيح لانهم مسلمون واما ان يصفوا من كان على الاسلام الاول باسم يخصون به ويكون منصوصا عليه في الادلة فهذا يكون سائغا هذا اجماع منهم على ان من كان على الامر الاول فانه يسمى مثلا اهل السنة والجماعة او قد يقال اهل الحديث لان السنة هي الحديث او يقال مثلا اهل الاثر او اتباع السلف ونحو ذلك هذه كلها في معنى واحد لانها ترجع بالامر الى ما كانت عليه الاولى التي نص النبي صلى الله عليه وسلم على انها لا هي فهذه تسمية مأذون بها كما ذكرنا لك. القسم الثاني هذه التسمية ممدوحة ليس تسمية ممدوحة القسم الثاني الاسماء والدعاوى المذمومة وهذه مما حدث في الامة من الاهواء المختلفة التي اتخذت لنفسها اسما يخالف اسم الذي كان عليه الصحابة كالخوارج والمرجئة المعتدلة واشباه ذلك لانهم يدعون الى ذلك يرون انهم على صواب فيه وربما سموا انفسهم اهل السنة والجماعة بهذا باحد الاعتبارات فكل تسمية فيها اشارة لمذهب يشتمل على باطل في العقيدة او باطل في السلوك فان التسمية في نفسها مذمومة ولو لم يقترن بها شيء اخر فكيف اذا اقترن بها التعصب او اقترنت بها بدع اخرى او اهواء اخر لهذا فان الاصل الا يفرج عن دعوى الاسلام كما قال شيخ الاسلام هنا فكل ما خرج عن دعوى الاسلام والقرآن فهو من عزاء الجاهلية الا ما اذن به مما ذكرت او سنذكر فاذا هذه التسميات كلها باطلة وهي تقول انها من عزاء الجاهلية لانها تفرغ مثل الطرق الصوفية المختلفة الاسماء ويدخل فيها ايضا الاسماء المحدثة للجماعات الاسلامية بانواعها التي جعلت لها أسماء يصدق عليه انه اسم لحزب يميز هذا الحزب عن غيره كحزب التحرير مثلا وكحزب الاخوان المسلمين وكجماعات اخر تظهر في بلد دون بلد فهذه تسميات محدثة وهي مذمومة ليه لان الاسم في نفسه مشتمل على دعوة تفرق المسلمين وتنصر من كان في هذا الحزب دون غير لهذا نقول ان هذه الاسماء المحدثة الجماعات مثلا الاسلامية وللاحزاب على نوعين منها ما هو للتعريف ومنها ما هو للتنظيم فما كان منه للتعريف فالاصل في باب التعريف في الاسماء انه واسع مثل ما سيأتي في الاسماء المباحة تفصيله ان شاء الله تعالى واما ما كان من قبيل تنظيم وان يوالى فيه ويعادى ويتعصب له دون غيره وينصر صاحبه دون غيره فهذا لا شك انه من عزاء الجاهلية واعظم منه انتصار المهاجر يعني اعظم مما رغبوا فيه انتصار المهاجر باسم شرعي وهو المهاجرون وانتصار الانصار لاسم شرعي وهو الانصار ومع ذلك لما انتصر للتمه ولاهله دون غيرهم فصار من دعوى الجاهلية بنص كلام النبي صلى الله عليه وسلم فاذا كان الامر في الاسماء المحدثة وانتصر لها ودوقع عنها دون غيرها بل ربما حورب غيرها من حرب غير من كان معهم من المسلمين مع انهم على طاعة وعلى خير فان هذا يدخل في دعوى الجاهلية وعزاء الجاهلية من باب اولى والمتأمل اليوم ينظر الى ان واقع الجماعات الإسلامية في عامة في الاسماء ان هذه التسميات لو كانت للتعريف فقط فكان الامر اسهل ان يسعى الى ان يجمع الناس على كلمة سواء فيها تحسين الكتاب والسنة واتباع طريقة السلف الصالح والغاء اسماء وعدم احداث التعصبات التي قد تثير الناس وتفرق عن الاجتماع. وكل ناصح لابد ان يسعى في ذلك لكنها ليست للتعريف بل هي للدلالة على الحزب او على التنظيم ولكي يتعارف اصحابها فيما بينهم فتجد ان المسلم مثلا يذهب اليوم الى بلد من البلاد فتجد ان اصحاب الحزب المعين يسألون هذا من اي فئة من اي جهة الى اخره فاذا كان اثني عليه انه من داخل هذه الجماعة او من اهل هذا الحزب او انه متعاطف معهم تبنوه وان لم يكن بذلك. واذا كان عالما جليلا وليس من اهل تلك الفئة فانهم يرفضونه ويتواصون برفضه مع انه عنده علم كثير او قد يكون عنده علم كثير بكلام الله جل وعلا وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم واذا جاءت مشكلة او جاءت منافسة على شيء فانهم يجتمعون على ذلك الاسم ويتعصبون له دون غيره والذي نظر فيما احدثته الحزبيات والاسماء في اقرب شيء الينا وهو ما حصل في افغانستان في العشرين سنة الماضية يجب ذلك ماثلا في ان وجود الاحزاب والاسماء تلك لم تكن للتعريف وانما كانت بالاستماع عليها والتعصب لها دون غيرها. فلما خرج العدو واخرجه الله ونصر الله جل وعلا عباده ظهرت المفاسد الاخرى للتعصب المذموم وللحزبيات هذه في الله اوقع المسلمين فيما بينهم وهذا كله يدل على ان كل مخلص لله جل وعلا ولرسوله صلى الله عليه وسلم وكل مخلص لدين الاسلام وكل راغب في رفع راية الاسلام يوجب ام لا يتعصب لاسم دون اسم الاسلام بل يكون التعامل مع المسلمين على اسم الاسلام ما داموا على التوحيد ولم يكونوا من اهل الاكبر فاذا كان كذلك قربا ومن المتقرر عند اهل السنة والجماعة ان كل مسلم يوالى بحسب ما عنده من الاسلام وبحسب ما عنده من الايمان فهولاية المسلم للمسلم تتبعض بقدر ما عنده من تحقيق الاسلام وتحقيق الايمان. وهذا هو نظر السلف الشرعي فيما تعاملوا به مع الناس. اما الولا والبراء والحب والبغض والمكايس ونحو ذلك من مما يحصل فهذا كله من فعل الجاهلية واثر من اثار التسميات لا يقرها اهل الحق البتة فاذا نصل من ذلك الى ان الاسماء المذمومة هذه في الجماعات او في غيرها يجب على كل مخلص ان يسعى الى الا تبقى في الناس بل ان يبقى المؤمنون اخوة يبحثون عن الحق في كتاب الله جل وعلا وفي سنة رسوله صلى الله عليه وسلم. وفي هدي السلف الصالح ولو وزالت هذه الشعارات وهذه الاسماء لزالت الشحنة من النفوس ولا اجتمع هذا الكم من المؤمنين على كلمة سواء وجاهدوا في الله حق جهاده ولحصل اشياء يمن الله جل وعلا بها اذا اجتمع العباد على كلمة اما اذا رضينا بعداء الجاهلية وبهذا الموجود فالله المستعان. وانتم تنظرون هذا وقل من يتخلص منه. فواجب على العبد ان يكون الامر بينه وبين ربه جل وعلا وان يخلص نفسه من الهوى وان ينظر لكل مؤمن بميزان اسم الاسلام والايمان وان يكون ميزانه هو ميزان اهل السنة والجماعة في ذلك والا يكون الميزان ميزان احزان او ميزان تنظيمات او ان هذا من هؤلاء او ليس منهم. ونحو ذلك من الازمة. كذلك مما يجب على عباد الله المؤمنين الا يحدثوا اسماء تزيد من الافتراء هذا حصل ويحصل في كل زمن من انه اذا تباغضت فئة لمز هؤلاء باسم والاخرون سموا اولئك باسمه فنشأت فرق جديدة او نشأت جماعات او نشأت مذاهب او افكار جديدة زادت من فرقة المسلمين ومن قواعد اهل السنة والجماعة ان البدعة لا ترد ببدعة. والغلط لا يرد بغلط بل يصبر حتى الانسان اذا اعتدي عليك ونيل منه يصبر ويحتسب عند الله جل وعلا ولا يقابل الباطل بباطل او يقابل التسمية بتسمية او مقابل البدعة ببدعة لان هذا يفرق اكثر واكثر ولا تجتمع النفوس. وقد جرب ذلك ووجد ان انتصار الناس من اسماء اعظم من انتصارهم للحق وقل من ينتصر للحق المجرد ولكنه اذا جاء الاسم فانه يتحرك اكثر واكثر وجرب هذا في انه يذكر اسم احد من المعظمين عندي اي عند اي فئة من الفئات يذكر بشيء مما قد لا يليق آآ ان يذكر به لكن آآ يعني من باب المثال فانه فستجد انه يتعصب له وينتصر له اعظم مما لو خولفت مسألة شرعية او وقع الناس في منكر او في باطل وهذا من استيلاء عزاء الجاهلية على النفوس وهذا كثير في كل بلاد المسلمين بلا استثناء والله المستعان. لهذا الواجب على كل مخلص اما اذا اقررنا في اي بلد كان هذه التسميات وسعينا فيها او ان اهلها رضوا بها فان الواقع لن يكون تارا لنا وامامنا تجارب كثير امامنا تجارب اه كثيرة دلت على ان الفرقة لا تأتي تأتي بخير كما قال عليه الصلاة والسلام الفرقة عذاب وهي الان الناس بسعة وهو تراجم بالكلام لكن لا ندري ما المستقبل وربما تحول التراجم تحول التراجم الى تراجم بغيره كما حدث في بعض البلاد لهذا اوصي طلاب العلم ممن يسمعني الان او فيما نستقبل اوصيهم بان يجمعوا الناس على تقوى الله جل وعلا وعلى لزوم الكتاب والسنة وطريقة السلف الصالح وان الزام الناس او دعوتهم الى الكتاب والسنة وطريقة السلف الصالح يجب ان تكون متخلصة من التنابذ بالالقاب ومن القدح ومما يجعل النفوس تثور فيها سوائر الجاهلية ويثور فيها الغضب الباطل والحمية حمية الجاهلية بعد ان اذهب الله جل وعلا عنا ذلك واذا رضينا بما نحن عليه فاننا نرضى بغير الحق. وواجب ان يبرئ الانسان ذمته تجاه ذلك والا يخوض فيما لا يحبه الله جل وعلا ويرضى النوع الثالث التسميات المباحة تسميات المباحة هذه كل اسم احدث وكان للتعريف وليس للموالاة والمعاداة في او للتعصب عليه وعقل الاباحة في ذلك من ان الله جل وعلا سمى المهاجرين مهاجرين وصار هذا الاسم باقيا عليه وسمى الانصار كذلك والنبي صلى الله عليه وسلم نادى قريشا باسمها ونادى القبائل باسمها بل جعل في الحروب كل قبيلة لها جناح من الجيش ليكون ذلك ادعى باجتهادهم وجهادهم لاعداء الله جل جلاله وهذا كله للتعريف. فاذا كانت الاسماء للتعريف فلا حرج في التعريف سواء كانت النسبة هذه او الاسمى لنسب القبائل اسماء القبائل للتعريف هذا قال الله جل وعلا وجعلناكم شعوبا لتعارفوا التعريف لا بأس به في اي من صفة كان وكذلك اذا كانت النسبة لمذهب من المذاهب مما لا يشتمل في نفسه على باطل يعني ان يكون مؤسسا على باطل كالنسبة مثلا للمذهب الحنبلي بالنسبة للمذهب الشافعي مذهب المالكية مذهب الحنفية مذهب الظاهرية ونحو ذلك فهذه مذاهب للتعريف كذلك ما نسب الى بلد معين قال هذا فلان كذا بالنسبة الى بلد او اقليم او نحو ذلك او جنس هذا للتعريف الامر فيه واسع كذلك الطرق المختلفة والجمعيات او الجماعات اذا كانت للتعريف فلا بأس بذلك وخذ مثلا على على ذلك مثلا جماعات تحفيظ القرآن الكريم في في هذه البلاد المباركة موجودة باسم الجماعة ولا تشتمل على موالاة ومعاداة على من فيها او على تمليت فيها وذلك ان الاسم للتعريف ليس الا ولتنظيم العمل وهذا امر فائق لان الله جل وعلا اذن باسماء خلاف اسم المسلمين والمؤمنين وهذه الاسماء في نفسها اذا تحولت الى تعصب وموالاة ومعاداة فانه يجب ابطال هذا التعصب وهذه الموالاة والرجوع الى الاصل في ذلك. فاذا مثلا اتى اتباع المذهب الشافعي واتباع مذهب المالك وتعصبوا لانفسهم ضد مذهب اخر لينتصروا لمذهبهم كان هذا من عزاء الجاهلية وكذلك اذا اراد اهل قبيلة ما ان ينتصروا لقبيلتهم ضد قبيلة اخرى كان هذا بمجرد الاسم كان هذا من عزاء الجاهلية. كذلك كل ما يتصل بهذه الاسماء المباحة لو ارادوا ان ان ينتصروا للاثم وان يوالوا ويعادوا عليه وان يضعفوا اسم الاسلام او اثر اسم الاسلام والايمان هذا كله من اثار الجاهلية في ذلك فعل فيما ذكرنا اشارات الى اصول هذه المسائل وقد بين هذه الاصول شيخ الاسلام ابن تيمية وبينها غيره ايضا فيمكن ان يراجع كتاب مثلا اختبار الصراط المستقيم او نحوه من الكتب التي فيها مخالفة اهل الجاهلية ومخالفة اهل الجحيم سلك الله بي وبكم صراط المستقيم والزمنا طريقة السلف الصالحين وجعلنا ممن تخلص من هواه ولزم الحق في قوله وعمله جدد الله فضيلة الشيخ خير الجزاء. هو جعلنا الله واياكم ممن يستمعون القول فيتبعون احسنه