ان كان اقل من اربعة احرف او اكثر من اربعة احرف فان الحرف الاول من المضارع حكمه الفتح تقول ذهب يذهب المضارع يكون مفتوحا لان ماضيه ثلاثي ذهب ذهب يذهب بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين اما بعد قال الامام ابن هشام رحمه الله تعالى في سوقه لانواع الفعل ومضارع ويعرف بلم وافتتاحه بحرف من ايت نحو نقوم واقوم ويقوم وتقوم ويضم اوله ان كان ماضيه رباعيا فيدحرج ويكرم ويفتح في غيره فيضرب ويستخرج ويسكن اخره مع نون النسوة نحو يتربصن والا ان يعفونا ويفتح مع نون التوكيد المباشرة لفظا وتقديرا نحو لينبذن ويعرب فيما عدا ذلك نحو يقوم زيد ولا تتبعان لتبلون فاما ترين ولا يصدنك ولا يصدنك واما الحرف فيعرف بالا يقبل شيئا من علامات الاسم والفعل. بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما اللهم اصلح لنا نياتنا وذرياتنا واحسن ختامنا يا ارحم الراحمين. اما بعد شراع الامام ابن هشام رحمه الله تعالى بالكلام عن القسم الثالث من اقسام الفعل وهو الفعل المضارع سمي مضارعا من المضارعة وهي المشابهة لان هذا الفعل يشابه الاسم في بعض الصفات والمعاني وقد سبق للمؤلف رحمه الله ان تكلم عن النوع الاول وهو الفعل الماضي وعن النوع الثاني وهو فعل الامر وهذا الموضع شرع فيه في الحديث عن النوع الثالث وهو الفعل المضارع وذكر علامة علامة لهذا الفعل كيف نميز هذا الفعل من غيره من الافعال الاخرى فذكر له علامة وعلامة هذا الفعل كما يقول ان يصلح دخول لم عليه ان يصلح دخول لم اداة الجزم لم عليه كما قال ابن مالك رحمه الله سواهما الحرف كهل وفي ولم فعل مضارع يلي لمك يشم فعلامة الفعل المضارع انه يقبل دخول لم الجازمة عليه مثل قوله تعالى قل هو الله احد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا احد فدخلت لم على الفعل المضارع في هذه المواطن الثلاثة من هذه السورة المباركة ثم ذكر بعد ذلك علامة اخرى وهي ان الفعل المضارع يبدأ بحرف من حروف المضارعة وحروف المضارعة اربعة يجمعها قولك رأيت او انيت النون والالف والياء والتاء هذه الاحرف تسمى باحرف المضارعة فمن صفات الفعل المضارع انه يفتتح بحرف من هذه الحروف الاربعة وابن هشام رحمه الله تعالى لم يذكر هذه الصفة الاخيرة من باب التعريف للفعل المضارع اعني دخول حرف من هذه الحروف الاربعة وافتتاح الفعل المضارع بها لكن ذكره من باب التمهيد للحكم الذي بعده وهو حكم حرف المضارعة في اول الفعل المضارع هل يفتح او يضم تذكر هذه المعلومة وهي ان الفعل المضارع يبدأ بحرف من هذه الحروف من باب التمهيد لهذا الحكم وليس من باب تمييز الفعل المضارع عن غيره لان هذه الاحرف قد توجد بالفعل الماضي ايضا كما توجد في الفعل المضارع لتقول اكرمت الرجل على احسانه فهذا فعل ماض وقد بدأ بحرف الالف وتقول تعلمت مسألة في الفقه اليوم وتعلمت فعل ماض وقد بدأ بحرف من حروف المضارعة ومنه قولهم نرجسة الهواء او نرجسة الدواء اذا جعلت فيه النرجس وهو النبات المعروف فالخلاصة ان هذه الاحرف الاربعة قد توجد في اول الفعل الماضي فذكرها هنا ليس من باب التمييز لان لان هذا امر مشترك بين المضارع وبين الامر ايضا وبين الفعل الماضي ايضا ولكن ذكره تمهيدا للحكم الذي بعده وهو حكم الفعل المضارع ثم شرع بعد ذلك في الحديث عن حكم الفعل المضارع وقسمه الى نوعين. حكم اوله وحكم اخره يعني حكم الحرف الاول منه وحكم الحرف الاخير منه فذكر في حكم اوله انه يضم احيانا ويفتح احيانا اخرى فاول الفعل المضارع له حالتان. الحالة الاولى ان يفتح فيها والحالة الثانية ان يضم فيها متى يضم؟ يضم اول الفعل المضارع اذا كانت اصول هذا الفعل في الماضي اذا كانت على اربعة احرف فننظر الى هذا الفعل المضارع ونتأمل في فعله الماضي. فاذا كان الفعل الماضي منه على اربعة احرف فان الحرف الاول من المضارع يكون مضموما يكون مضموما ومثلوا لذلك بقولهم لا حرج يدحرج فدحرج هذا الماضي مكون من اربعة احرف فيكون المضارع منه مضموم الاول فتقول دحرج يدحرج وكذلك اكرم يكرم فاوله مضموم اذا كان الفعل الماضي منه على اربعة احرف والحالة الثانية هي حالة الفتح وهي في غير هذه الحال بمعنى ان يكون الماضي من هذا الفعل المضارع ان يكون اقل من اربعة احرف او اكثر استخرج يستخرج انطلق ينطلق فالخلاصة اذا هي ان تنظر الى الفعل الماضي ان كان على اربعة احرف فاول المضارع يكون مضموما واذا كان غير ذلك اي اقل من اربعة احرف او اكثر فحكم اوله الفتح هذا فيما يتعلق اول المضارع. انتقل بعد ذلك الى ما يتعلق باخر الفعل المضارع فذكر له حالات ثلاث الحالة الاولى البناء على السكون والحالة الثانية البناء على الفتح والحالة الثالثة الاعراب بحسب العوام فهذه الحالات الثلاثة للفعل المضارع في اخره اما الحالة الاولى فهي حالة البناء على السكون فهذا يكون في حالة ما لو اتصل بنون التأنيث. اذا اتصل بنون التأنيث الساكنة فان اخر الفعل المضارع يكون حكمه البناء على السكون ومنه قوله تعالى والمطلقات يتربصن بانفسهن اوصل في المضارع الرفع يتربص لكن لما دخلت عليه نون النسوة سكن الحرف الاخير منه سكن الحرف الاخير فيقال كما في هذه الاية والمطلقات يتربصن بانفسهن كذلك قوله تعالى والوالدات يرضعن اولادهن في الاصل في الفعل المضارع رفعه على الضم ولكن لما اتصلت به نون النسوة صار حكمه البناء على السكون هذه الحالة الاولى. اما الحالة الثانية فهي حالة البناء على الفتح البناء على الفتح وهذا حكم الفعل اخر الفعل المضارع اذا اتصلت به نون التوكيد اذا اتصلت به نون التوكيد مثل قوله تعالى كلا لينبذن في الحطمة لينبذل. الاصل ينبذ ولكننا بنينا الحرف الاخير على الفتح هنا بسبب اتصاله بنون التوكيد وفهم من هذا انه اذا لم يتصل بنون التوكيد بمعنى انه وجد فاصل وجد حرف من الحروف الفاصلة فانه لا يبنى على الفتح كما في الامثلة التي ذكرها كقوله تعالى فاما ترين من البشر احدا فانه لا يبنى على الفتح بهذه الحالة بسبب وجود الفاصل هذه الحالة الثانية. اما الحالة الثالثة وهي حالة الاعراض. بحسب العوامل فهذا هو الاكثر في الفعل المضارع وهذا هو الاصل فيه انه يعرب بحسب العوامل فتقول يقوم الرجل ولن يقوم الرجل ولم يقم الرجل فيكون اعرابها بحسب بحسب العوامل الداخلة عليها نعم قال رحمه الله واما الحرف فيعرف بالا يقبل شيئا من علامات الاسم والفعل نحو هل وبل وليس منه مهما واذ ما. بل ما المصدرية ولما الرابطة في الاصح. وجميع مبنية طيب لما انتهى رحمه الله تعالى من الكلام على القسمين السابقين للكلمة وهما الاسم والفعل شرع في بيان القسم الثالث من اقسام الكلمة وهو الحرف بالكلمة كما ذكر المؤلف سابقا ينقسم الى الى اسم وفعل وحرف فهذا موضع الكلام عن القسم الثالث وهو الحرف والحرف في اصل معناه اللغوي هو طرف الشيء حرف الشيء اي طرفه ومنه حرف السيف اي طرفه وحده ومنه حرف الجبل اي طرف ومنه قوله تعالى ومن الناس من يعبد الله على حرف يعني يعبد الله على طرف من الدين والحرف في الاصل هو بهذا المعنى وسمي هذا اللفظ حرفا لانه يقع في طرف الكلمة تقول مررت بزيد فالباء هنا وقعت في طرف الاسم فهذا معناه من حيث اللغة لكن ما هي علامته قال واما الحرف فيعرف بالا يقبل شيئا من علامات الاسم والفعل يعني ان الحرف علامته عدم وجود علامة شيء من الافعال او الاسماء كما قال الناظم والحرف ما ليست له علامة ترك العلامة له علامة فتنظر في الكلمة فاذا وجدتها لا تقبل علامات الاسماء ولا علامات الافعال فانها تسمى حرفا وهذا تعريف الاصل اخذه النحات من تعريف سيبويه رحمه الله في كتابه الكتاب لما قال الحرف ولفظ جاء لمعنى في غيره. ليس باسم ولا بفعل ليس باسم ولا فعل فاذا العلامة الحرف هي انه لا يقبل علامة من علامات الاسم ولا علامة من علامات الفعل ومثل له بهل وبل فهل تقول حرف استيفاء لانه لا يقبل علامات الاسماء الجر والتنوين والاسناد وغير ذلك من العلامات ولا يقبل ايضا علامات الفعل فلا تدخله لا يدخله ضمير الفاعل ولا العلامات الاخرى ثم قالوا وليس منه مهما واذ ما بل ما المصدرية ولما الرابطة في الاصح هذه كلمات اربعة وقع فيها خلاف بين النحات هل هي حروف او ظروف واسماء فاشار اليها المؤلف رحمه الله تعالى واختار ان الاولين مهما واذ ما ليس من الحروف وان ما المصدرية ولم الرابطة من الحروف لانه قال بل ما المصدرية؟ وبل هذا اضراب واستدراك فاضرب عن حكم النوعين الاولين الى حكم اخر في الكلمتين الاخريين وليس منه مهما واذ ما اذ ما اختلف فيها علماء النحو فبعضهم يرى انها حرف يفيد الشرطية بمعنى ان الشرطية ويقول القائل اذ ما تفعل افعل كانه قال ان تفعل كذا افعل كذا فاعتبروا اذ ما حرفا يفيد الشرطية وذهب اخرون الى انه ظرف وانه بمعنى متى اذ ما تفعل افعل اي متى تفعل افعل كذا فاعتبروا هذا ظرفا اي اسما واستدلوا على هذا بان اذ قبل ان تدخل عليها ما هي اسم والاصل بقاؤها على الاسمية لان التغيير هذا امر عارض وامر طارئ والاصل ان تبنى الاشياء على اصولها فاختار ابن هشام رحمه الله انها ليست من الحروف وانما هي من الظروف وكذلك وقع الخلاف في كلمة مهما فجمهور العلماء يرون ان مهما اسم يفيد الشرطية اسم جازم يفيد الشرطية فعندما تقول مهما تفعل كذا افعل فانك تعلق الجواب على هذا الفعل. فمتى وجد هذا الفعل الشرطي وجد جوابه كما في قوله تعالى مهما تأتنا به من اية لتسحرنا بها فما نحن لك بمؤمنين مهما تأتنا به وهذا دليل الجمهور على انها اسم شرط جازم ان الضمير هنا في به يعود الى مهما والضمائر انما تعود الى الاسماء ولا تعود الى الافعال ولا الى الحروف فاستدل الجمهور بهذا على ان مهما هي اسم اسمه شرط جازم وبعضهم كما عرفنا يرى انها حرف والمختار عند المؤلف ابن هشام رحمه الله انها ليست من الحروف اما الكلمة الثالثة فهي ماء المصدرية ما المصدرية وهي التي ينسبك مع ما بعدها مصدر بمعنى اننا نسبك ماء مع ما بعدها وتكون مؤولة بالمصدر ولهذا قيل لها ما المصدرية ومثل لذلك بقوله تعالى ودوا ما عنتم والتقدير ودوا عنتكم وتؤول هي وما بعدها بالمصدر وهكذا في قول الشاعر يسر المرء ما ذهب الليالي وكان ذهابهن له ذهابا يسر المرء ما ذهب الليالي ما ذهب مؤول بالمصدر اي يسر المرء ذهاب الليالي ولهذا يدل على هذا التفسير الشطر الثاني فكان ذهابهن له ذهابا فما المصدرية ايضا وقع فيها الخلاف بسيبويه ومن معه يرون انها حرف مصدري بمنزلة ان المصدرية وذهب اخرون الى انها بمنزلة اسم الموصول ليست حرفا وانما هي اسم بمعنى الذي ودوا ما عنتم قالوا ودوا الذي عندتموه والجمهور على ما ذهب اليه سيبويه وانما المصدرية حرف وليست اسما واما الكلمة الرابعة فهي لما وسماها المؤلفة الرابطة يعني التي تربط وجود شيء بوجود شيء اخر تربط وجود شيء بوجود شيء اخر فتقول مثلا لما جاءني فلان اكرمته لما جاءني فلان اكرمته فلما هنا رابطة لانها ربطت الاكرام وجود الاكرام بوجود المجيء ولهذا يقول اصيبويه وغيره هو حرف وجود لوجود حرف وجود لوجود يربط وجود شيء بوجود شيء اخر وهو ايضا محل خلاف وبعضهم لا يعتبره حرفا وانما يعتبره نوعا من الاسماء والمؤلف رحمه الله لما قال لما الرابطة فهذا احتراز من لم غير الرابط لان لما تأتي لمعان اخرى فتأتي احيانا نافية لما يقضي ما امره يعني لم يقض ما امره فتكون نفيا ولكنها ليست نفيا مطلقا وانما هو نفي الى زمن التكلم نفي الى زمن التكلم. لما يقضي ما امره اي لم يقضي ما امره الى هذا الوقت لكن يتوقع منه ان ان يفعله بعد ذلك لما يسلم فلان يعني لم يسلم الى هذا الوقت وهو وقت التكلم لكن يتوقع منه الاسلام بعد ذلك كما ان لما تأتي الزامية كما تقول عزمت عليك لما فعلت كذا يعني الا فعلت كذا فهذه كلها ليست داخلة في لما التي هي محل خلاف لما التي هي محل خلاف هي لما الرابط اما غيرها فهي حرف باتفاق النحات لما النافية او لما الالزامية هذه حروف باتفاق النحات ثم قالوا وجميع الحروف مبنية يعني هذه حكم الحرف حكم الحرف البناء كما قال ابن مالك وكل حرف مستحق للبناء. والاصل في المبني ان يسكن وكل حرف مستحق للبناء فحكم الحروف البناء ولا يدخلها الاعراب لماذا لا يدخلها الاعراض لان معاني الحروف لا تختلف باختلاف الاعراب لا تختلف باختلاف الاعراب ولا تتنوع بتنوع العوامل فمعناها ثابت فمن مثلا تفيد التبعيض قل اخذت من الدراهم فمن هنا للتبعيض لا يتوقف معناها هذا على العوامل الداخلة على الكلام فمعناها ثابت ولهذا حكمها البناء تلزم حالة واحدة ولا تتغير بتغير العوامل. لان نهى ثابت لا يختلف باختلاف العوامل الداخلة عليه نعم. قال رحمه الله والكلام لفظ مفيد واقل ائتلافه من اسمين كزيد قائم او فعل واسم كقام زيد. ثم قال والكلام لفظ مفيد لما انتهى من الكلمة وانواعها واحكام كل نوع كما سبق ان ذكر الكلمة هي القول المفرد ثم قسم الكلمة شرع يبين معنى الكلام فقالوا والكلام لفظ مفيد الكلام يعني في اصطلاح النحات كما قلنا هناك الكلمة يعني في اصطلاح النحات نبحث في علم النحو ولهذا قال ابن مالك كلامنا لفظ مفيد كاستقم واسم وفعل ثم حرف للكلم. كلامنا يعني معشر النحات اما الكلام في اصل اللغة فكل ما يتكلم به سواء كان مفيدا ام غير مفيد. يسمى كلام لكن الكلام عند النحات يختص باللفظ المفيد اللفظ هو ما يلفظه اللسان الصوت المشتمل على بعظ الحروف والمفيد يعني المفيد للسامع فائدة يحسن السكوت عليها بمعنى ان السامع لا ينتظر منك كلاما اخر يقول تعلم زيد اليوم مسألة لو سكت المتكلم لا يحتاج السامع بعد ذلك الى كلمات اخرى لادراك المعنى. فقد ادرك المعنى المقصود بهذا المقصود بالمفيد يعني المفيد فائدة يحسن السكوت عليها هذا هو تعريف الكلام والكلام لفظ مفيد واقل ائتلافه من اسمين كزيد قائم او فعل واسم كقام زيد يعني اقل ما يتركب منه الكلام الحد الادنى الذي يتركب منه الكلام المفيد هو اما من اسمين او من فعل وسع المثال الاول زيد قائم كما ذكر المؤلف زيد قائم مبتدأ وخبر وكلاهما من الاسماء او اسم وفعل مثل قام زيد قام زيد قام فعل وزيد فاعل فتركب من فعل واسم لكن لو قلنا زيدون قام صارت الجملة من كلمتين او ثلاث الجمهور على انه من ثلاث لان الضمير ضمير الفعل مقدر هنا زيده قام اي هو فاقل ما يتركب منه الكلام المفيد الذي يحسن السكوت عليه اسمان او اسم وفعل نعم قال رحمه الله تعالى فصل انواع الاعراب اربعة رفع ونصب في اسم وفعل نحو زيد يقوم وان زيدا لن يقوما. وجر في اسم نحو بزيد. وجزم نحو لم يقم فيرفع بضمة وجزم في فعل وجزم في فعل نحو لم يقم فيرفع بضمة وينصب بفتحة ويجر بكسرة ويجزم بحذف حركة هذا الفصل يتكلم فيه المؤلف رحمه الله تعالى عن انواع الاعراب والمقصود بالاعراب هو الاثر الاثر الذي يكون في اخر الكلمة الاثر الذي يكون في اخر الكلمة سواء كان ظاهرا ام مقدرا ولو قلت قام زيد فالضمة هي الاثر الظاهر في اخر الكلمة وهذا الاثر يظهر كما في هذا المثال ويكون مقدرا في كلمات اخرى تقول جاء الفتى وذهب الفتى ورأيت الفتى فالاثر هنا في اخر الكلمة مقدر وليس ظاهرا فهذا الاثر هو الذي يسمى بالاعراب وهذا الاعراب كما قال مؤلف رحمه الله له انواع اربعة له انواع اربعة. رفع ونصب وجر وجزم هذه هي الانواع الاربعة للاعراب رفع ونصب وجر وجزم هذه الانواع الاربعة كما تلاحظون من كلام المؤلف رحمه الله تنقسم الى اقسام القسم الاول هو قسم مشترك بين الاسماء والافعال يعني اعراب يدخل في الاسماء ويدخل في الافعال ايضا وهذا النوع هو ما بدأ به وهو الرفع والنصب والرفع يدخل الاسماء والافعال والنصب يدخل الاسماء والافعال وهناك نوع اخر يختص بالاسماء وهو الجر والنوع الثالث يختص بالافعال وهو الجزم فهذه انواع اربعة للاعراض تنقسم الى هذه الاقسام الثلاث نوع مشترك بين الافعال والاسماء ونوعد خاص بالاسماء ونوع خاص بالافعال والحروف لا دخل لها هنا. لماذا لانها مبنية كما صرح المؤلف رحمه الله قبل قليل والحروف كلها مبنية فاذا انواع الاعراب الاربعة تنقسم الى هذه الاقسام الثلاث هذه الانواع الاربعة لها علامات تدل عليه وهذه العلامات قسمها علماء النحو الى علامات اصلية وعلامات فرعية العلامات الاصلية هي الحركات كما اشار اليها في اخر كلامه عندما قال فيرفع بضمة وينصب بفتحة جروا بكسرة ويلزموا بحذف حركته هذه هي العلامات الاصلية لكن احيانا قد تأتي علامات فرعية ليست اصلية كالحروف مثلا وهذه الحروف هي نيابة عن هذه الحركات والاصل في الاعراب ان يكون بالحركات ولهذا اعتبرها النحات علامات اصلية بينما الاعراب بالحروف هي علامات فرعية. ولهذا يقولون مرفوع بالواو نيابة عن الضمة بالياء نيابة عن الفتح لان الاصل في الاعراب انما يكون بالحركات. لهذا قال ابن مالك وجر بالفتحة ما لا ينصرف ما لم يضف. او يك بعد الردف ففي هاتين الحالتين نخرج عن هذا الحكم الذي ذكره المؤلف رحمه الله وهو الاستثناء ونعود الى الى الاصل وبالتالي يكون الحكم في هذا هو الجر بالكسرة نرجع الى الاصل وهو الجر بالكسرة. الحالة الاولى ان تدخل عليه كما في قوله تعالى وانتم عاكفون في المساء جيد بالكسر مع ان مساجد في الاصل هي ممنوعة من الصرف لانها صيغة منتهى الجموع. لكن لما دخلت عليها عادت الى الاصل فتجر بالكسرة. الحالة الثانية كما قال او الاضافة بمعنى ان هذا الاسم الممنوع من الصرف اضيف الى اسم اخر مضاف اليه ومثل له بقوله بافضلكم. ما هو بافضلكم. لا تقول بافضل بافضل يرجع الى الاصل لماذا؟ لان الاضافة هنا اعادتها الى الاصل. ومنه قوله تعالى ولقد خلقنا الانسان في احسن تقويم الاصل احسن لانه ممنوع من الصرف للوصفية ووزن الفعل ولكن لما اضيف عاد الى الاصل فكان حكمه الجر بالفتح نعم قال رحمه الله والامثلة الخمسة وهي تفعلان وتفعلون بالياء والتاء فيهما وتفعلين فترفع بثبوت النون وتجزم وتنصب بحذفها. نحو قوله فان لم تفعلوا فان لم تفعلوا ولن تفعلوا هذا ايضا مما خرج عن الاصل في الاعراب بالحركات التي سبق ذكرها خرج ايضا من هذا الاصل الامثلة الخمس وتسمى الافعال الخمس وسردها المؤلف رحمه الله بقوله وهي تفعلان وتفعلون بالياء والتاء فيهما يعني يفعلان ويفعلون وتفعلان وتفعلون هذه اربعة والخامسة وتفعلين وضابطها العام عند العلماء هو كل فعل مضارع اتصلت به الف الاثنين او واو الجماعة او ياء المخاطبة كل فعل مضارع اتصل به احد هذه الثلاثة الادوات الثلاثة فانه يسمى من يعتبر من الافعال الخمسة ويكون اعرابه مختلفا عن الاصل. كيف تعرض هذه الافعال الخمسة كما قال رحمه الله فترفع بثبوت النون اذا قلت انتم تقومون تقومون مرفوع بثبوت النون. لانه من الافعال الخمس فترفع بثبوت النون وتجزم وتنصب بحذفها يعني بحذف النون واورد الاية الكريمة التي اجتمعت فيها سورة الجزم وسورة النصب ايضا وهي قوله تعالى فان لم تفعلوا ولن تفعلوا فان لم تفعلوا هذا مثال الجزم ولن تفعلوا هذا مثال النصب وتلاحظون ان النون حذفت في الصورتين والافعال الخمسة اذا تجزم وتنصب بحذف النون كما ترفع بثبوت النون. نعم قال رحمه الله والفعل المضارع المعتل الاخر فيجزم بحذف اخره نحو لم يغزو ولم يخشى ولم يرم هذا ايضا من الصور الخارجة عن الاصل وهي الصورة السابعة والاخيرة مما خرج عن الاصل في الاعراب وهو الاعراب بالحركات التي سبق ذكرها ويخرج ايضا من هذا الاصل الفعل المضارع المعتل الاخر فعل المضارع المعتل الاخر يعني الذي اخره حرف علة مثل يخشى ويغزو ويرمي هذه افعال مضارعة اخرها حرف علة فالفعل المضارع اذا كان معتل الاخر فانه يجزم بحذف اخره يلزم بحذف اخره. فتقول لم يغزوا الرجال ولم يخش العصاة ربهم ولم يرمي الرجال سهامه وتلاحظون ان الاعراب هنا في حالة الجزم انما كان بحذف حرف العلة نعم قال الله قال رحمه الله تعالى فصل تقدر جميع الحركات في نحو غلام والفتى ويسمى مقصورا والضمة والكسرة في نحو القاضي ويسمى منقوصا والضمة والفتحة في نحو يخشى والضمة في نحو يدعو ويقضي وتظهر الفتحة في نحو ان القاضي لن ولن يدعوا هذا الفصل يتكلم فيه المؤلف رحمه الله تعالى عن الحركات المقدرة الحركات المقدرة بمعنى ان الحركات احيانا تكون ظاهرة وهذا هو الاصل وهو الغالب كما سبق لكن يقول بان الحركات احيانا تكون مقدرة. اي ليست ظاهرة وهذا لا يكون في كل حالة وانما في حالات معينة واسبابها مختلفة في كل حالة سبب التقدير يختلف عن سببه في الحالة الاخرى ما هي هذه الحالات التي تقدر فيها الحركات هناك بعض الحالات التي تقدر فيها جميع الحركات الضمة والفتحة والكسرة وهناك بعض الحالات التي لا تقدر فيها جميع الحركات ولكن بعضها وذكرها مرتبة فقال تقدر جميع الحركات في نحو غلام والفتى اذا من المواطن التي تقدر فيها الحركات الاسم المضاف لياء المتكلم اشار اليه بقوله غلام الاسم المضاف الى ياء المتكلم تقدر فيه جميع الحركات فتقول جاء غلامي غلامي فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدرة ولا الظاهرة؟ المقدرة والسبب هو دخول ياء المتكلم ما هو السبب في المنع هنا؟ السبب في المنع هنا هو اشتغال المحل بحركة المناسبة لان يا المتكلم كما عرفنا يقتضي كسر ما قبله فهذه الصورة الاولى. الصورة الثانية اشار اليه بقوله والفتى بمعنى ان الاعراب يقدر في الاسم المقصور ما هو الاسم المقصور؟ الاسم المقصور هو الاسم الذي اخره الف لازمة مثل الفتى والمصطفى والتقوى ففي هذه الحالة تقدر جميع الحركات يعني لا تظهر والسبب المانع من ذلك هو التعذر فانه يتعذر ان ان تقول جاء الفتى فالحركة لا تظهر في في هذا الحرف الاخير في الالف اللازمة. الالف اللازمة لا تقبل ظهور الحركة ويسمى الثاني مقصورا الثاني يعني الفتى يقصد مقصورا والمقصور هو كل اسم اخره الف لازم كما عرفنا والحالة الثالثة هي التي يقدر فيها الضمة والكسرة فقط يقدر فيها الضمة والكسرة وتظهر فيها الحركات الاخرى فاذا ليست كل الحركات تقدر فيها وانما يقدر فيها بعض الحركات وهي الضمة والكسرة والسبب المانع من الظهور هنا هو الاستثقال هو الاستثقال لانه ثقيل على اللسان ان تقول جاء القاضي ومررت بالقاضي هذا ثقيل على اللسان فلثقله على اللسان قدرت الحركة فيه ولم تظهر يرحمك الله وهذا الذي قال المؤلف ويسمى منقوصان فالاسم المنقوص اذا هو الاسم الذي اخره ياء مكسورة ما قبله مثل القاضي والداعي لهذا قال ابن الوردي انما النقص والاستثقال في لفظة القاضي لوعظ ومثل يعني يريد ان يصرف الناس عن الدخول في القضاء ويقول يكفي في الصرف عنه ان اسم القاضي ايضا منقوص عند النوحات ويمنع من ظهور الحركة فيه الاستثقال انما النقص والاستثقال فيه لفظة القاظي لوعظ ومثل فالاسم المنقوص تقدر فيه الضمة والكسر والرابع ما تقدر فيه الضمة والفتح تقدر فيه الضمة والفتحة وتظهر ما عداهما ما هو هذا الموضع هو الفعل المعتل بالالف والمؤلف اشار اليه بقوله والضمة والفتحة في نحو يخشى يخشى يعني فعل معتل بالالف فهذا تقدر فيه حركة الضمة والفتحة والسبب في عدم الظهور هو التعذر ايضا مثل المقصور ويتعذر ظهور الحركة في هذه الكلمات والموطن الخامس والاخير هو الموطن الذي تقدر فيه الضمة فقط يعني لا تظهر الضمة اما ما عداها من الحركات فتظهر ما هو هذا الموطن هو الفعل المعتل بالواو او بالياء الفعل المعتل بالواو او الياء واشار اليه بقوله والضمة في نحو يدعو ويقضي يدعو هذا الفعل المعتل بالواو ويقضي هذا هو الفعل المعتل بالياء ففي هذه الحالة تقدر الضمة فقط اما ما عداها من الحركات فتظهر ولهذا صرح بعد ذلك قالوا قال وتظهر الفتحة في نحو ان القاضي لن يقضي ولن يدعوا يعني ان الفتحة تظهر على الياء في الاسماء والافعال في الاسماء والافعال وعلى الواو في الافعال ايضا ان القاضي لن يقضي بغير الحق فتقول ان القاضي فتظهر الفتح والسبب في ظهورها خفة الفتح ان الفتح اخف من الحركات الاخرى ولهذا ظهرت في هذه الحالة كذلك في قوله لن يقضي المضارع هنا تظهر فيه الفتحة لخفتها كما في قوله تعالى اجيبوا داعي الله لن يؤتيهم الله خيرا. وهكذا ايضا تظهر في الافعال المختتمة بالواو. مثل لن يدعوا ومنه قوله تعالى لن ندعوا من دونه الها لن ندعوا فالفتحة هنا تظهر فاذا الاصل في الحركات انها تكون ظاهرة كما سبق في اول الباب لكنها تقدر اما جميع الحركات او بعضها بحسب التفصيل الذي ذكره المؤلف رحمه الله تعالى ونكتفي بهذا القدر ونكمل غدا ان شاء الله. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه