الحمد لله وحده وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد قال الامام ابن هشام رحمه الله تعالى فصل يرفع المضارع خاليا من ناصب وجازم نحو يقوم زيد مثل قوله تعالى لن نبرح عليه عاكفين حتى يرجع الينا موسى حتى يرجع والتقدير حتى ان يرجع ولكن اضمار عن هنا على سبيل الوجوب ولا يجوز الاظهار في هذه الحالة وينصب نحو لن نبرح. وبكي المصدرية نحو لكي لا تأسوا وباذن مصدرة وهو مستقبل متصل او منفصل بقسم نحو اذا اكرمك واذا والله نرميهم بحرب وبان المصدرية ظاهرة نحو ان يغفر لي ما لم تسبق بعلم نحو قوله علم ان سيكون منكم مرضى فان سبقت بظن فوجهان نحو قوله وحسبوا الا تكون فتنة ومضمنة جوازا بعد عاطف مسبوق باسم خالص. نحو ولبس عباءة وتقرعين وبعد اللام نحو قوله لتبين للناس الا في نحو لئلا يعلم ولئلا يكون للناس فتظهر لا غير ونحو وما كان الله ليعذبهم فتضمر لا غير. كاضمارها بعد حتى اذا كان مستقبلا. نحو حتى يرجع الينا موسى وبعد او التي بمعنى الى نحو لاستسهلن الصعب او ادرك المنى او التي بمعنى الا نحو وكنت اذا غمزت وكنت اذا غمزت قناة قوم كسرت كعوبها او تستقيم وبعد فاء السببية او واو المعية مسبوقتين بنفي محض او طلب بالفعل نحو قوله تعالى لا يقضى عليهم فيموتوا. وقوله ويعلم الصابرين وقوله ولا تطغوا في فيحل ولا تأكل السمك وتشرب الحليب بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء وسيد المرسلين سيدنا ونبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد ما زال كلام المؤلف ابن هشام رحمه الله تعالى متصلا بالاعراب وانواع الاعراب وذكر في هذا الفصل ان الفعل المضارع حكمه الرافع وان السبب الذي رفعه انما هو تجرده من الناصب والجازي فالفعل المضارع اذا حكمه انه مرفوع والاصل في الرفع كما عرفنا سابقا ان يكون بالضمة وهكذا الفعل المضارع فالاصل فيه انه مرفوع بالضمة يقرأ زيد الكتاب فتعرب يقرأ بانها فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على اخره والسبب الذي جعل العلماء يحكمون على الفعل المضارع بالرفع هو كما اختار المؤلف رحمه الله تجرده من الناصب والجاز تجرده من الناصب والجازم يعني عدم دخول اداة من ادوات النصب او اداة من ادوات الجزم عليه هذا هو مذهب الفراغ وهو مذهب المشهور الذي اختاره المؤلف بن هشام رحمه الله وهو الذي اختاره قبل شيخ نحات في زمانه ابن مالك في الفيته رحمه الله عندما قال ارفع مضارعا اذا يجرد من ناصب وجازم فتسعد فالسبب الذي رفع الفعل المضارع من اجله هو تجرده من ادوات الجزم وادوات النصب ثم بعد ذلك قال ويوصف بلن نحو لن ابرح لما بين الاصل في حكم الفعل المضارع انتقل الى بيان الاحكام الفرعية التي تخرج عن الاصل السابق فالفعل المضارع وان كان اصله والرفع الا انه يكون منصوبا في حالات معينة يخرج من حالة الرفع الى حالة النصب اذا دخلت عليه ادوات النصب الاربعة وهي كما بدأ المؤلف لن وكي واذا وان هذه ادوات النصب اذا دخلت على الفعل المضارع فانها تخرجه من حالة الرفع الى حالة النصر وبدأ اولا باداة لن لانها ملازمة للنصب لانها ملازمة للنصب بخلاف الادوات الاخرى فانها قد تخرج عن النصب الى معاني اخرى فلهذا بدأ بكلمة لن لانها ملازمة للنصب ومثل له بقوله تعالى لن نبرح لن نبرح فنبرح في الاصل فعل مضارع مرفوع والاصل ان يرفع بالضمة لكن دخلت عليه اداة لن فنصبت الفعل فجاء الفعل في القرآن الكريم كما ترون منصوبا. لن نبرح عليه عاكفين والاصل في دلالة كلمة لن انها تدل على النفي في المستقبل النفي في المستقبل فقوله تعالى لن نبرح عليه عاكفين هذا نفي للفعل في المستقبل وهكذا لن يقوم زيد. فهذا نفي لقيام زيد في المستقبل فيما بعدنا التكلم او زمن التكلم هذا هو الدلالة لن في لغة العرب وليست لها دلالات اخرى وكل معنى اخر يضاف الى لن غير هذه المعاني فانها كما يقول النحات دعوة بلا دليل دعوة بلا دليل فهي محتملة بكل معنى من هذه المعاني فنسبتها الى معنى من المعاني يحتاج الى دليل يثبتها فمن ذلك القول بان لن تفيد التأبيد تأبيد الفعل وعدم وقوعه ابدا وهذا مذهب ذهب اليه الزمخشري في كتابه الانموذج والذي دفعه الى هذا هو موافقة مذهب المعتزلة في نفي رؤية الله تبارك وتعالى في الجنة في قوله تعالى لن تراني ولكن انظر الى الجبل. فقال لن تفيدوا التأبيد فنسب اليها هذا المعنى يتوافق مع مذهبه في مسألة الرؤية ورد العلماء على هذا بان هذه دعوة لا دليل عليها. وان لن لا تفيد التأبيد ولهذا تقبل دخول لفظ التأبيد عليها مثل قوله تعالى لن يتبنوه ابدا. ولن يتبنوه ابدا فجاء التأبيد ودخل على كلمة لن ولو كانت تفيد التأبيد في ذاتها لم احتاج الى ذكر التأبيد مرة اخرى ولكان هذا تكرارا والاصل عدم التكرار الاصل في الكلام العربي عدم التكرار وهكذا القول بانها تفيد التأكيد او غيرها من المعاني فكلمة لن في اصل معناها انها تفيد النفي في المستقبل لن يقوم زيد هذا نفي للقيام في المستقبل اي بعد زمن التكلم لن يكتب زيد هذا نفي للكتابة في المستقبل اي بعد زمن التكلم. الحمد لله وما عدا ذلك من المعاني يحتاج الى دليل يدل على ان هذه الكلمة تأتي لهذا المعنى في لغة العرب هذا معنى قوله وينصب بلن نحو لن نبرح ثم قالوا وبكي المصدرية نحو لكي لا تأسوا هذا النوع الثاني او الناصب الناصب الثاني الذي ينصب الفعل المضارع وهو كي المصدرية والمصدرية احتراز من كيد افادت معاني اخرى مثل التعليلية فكي احيانا تأتي بمعنى التعليم وليست هي الناصبة للفعل المضارع الاداة الناصبة للفعل المضارع هي كي اذا جاءت مصدرية ومثل لذلك بقوله تعالى لكي لا تأسوا فنصب الفعل المضارع هنا بعدها بحذف حرف النون وكذلك مثاله قوله تعالى لكي لا يكون على المؤمنين حرج لكي لا يكون بفتح النون والسبب في هذا النصب هو دخول كي المصدرية عليها وكي تتعين في دلالتها على المصدرية اذا دخلت عليها اللام اذا دخلت عليها لام التعليل كما في هذه الايات لكي لا تأسوا لكي لا يكون على المؤمنين حرج فهنا يتعين ان تكون كي مصدرية وليست تعليلية لانه دخل عليها حرف اللام وحرف اللام يفيد التعليل وحرف التعليل لا يدخل على حرف التعليل ولهذا تعين ان تكون في هذه المواضع ان تكون مصدرية والاداة الثالثة هي اذا وجاءت في المتن مكتوبة بالنون على مذهب المبرد وابي عثمان المازني اما جمهور النحاة فان اذا تكتب بالالف وليس بالنون كما جاء رسمه في المصاحف العثمانية ورسمها بالالف وهو الذي عليه جمهور النحات قال وباذن مصدرة وهو مستقبل متصل او منفصل بقسم نحن اذا اكرمك واذا والله نرميهم بحرب هذا هو الناصب الثالث من نواصب الفعل المضارع وهو حرف الجواب والجزاء اذا هو حرف جواب وجزاء لانه يأتي جوابا لكلام قبله وتقول لصاحبك ساتيك في البيت فالجواب اذا اكرمك اذا اكرمك بنصب الفعل المضارع فلهذا قيل لها حرف جواب وجزاء لكن اذا لا تكونوا ناصبة للفعل المضارع الا بشروط واشار الى هذه الشروط بقوله مصدرة هذا الشرط الاول بمعنى ان تقع كلمة اذا في صدر الكلام مثل المثال الذي ذكره اذا اكرمك فاذا لم تقع في صدر الكلام وسبقها لفظ اخر فانه لا ينصب الفعل المضارع ولكن يرفع فاذا قال لك ساتيك في البيت فقلت انا اذا لا تنصب المضارع فتقول انا اذا اكرمك بالرفع لان اذا ما جاءت في صدري الجواب سبقها الضمير مبتدأ. انا اذا اكرمك بالرفع وليس بالنصب بعدم الشرط الاول وهو مجيء اذا في صدر الكلام والشرط الثاني اشار اليه بقوله وهو مستقبل يعني ان يكون الفعل بعدها مستقبلا ان يكون الفعل بعدها مثل اذا اكرمك ان يكون مستقبلا يعني سيقع في المستقبل اما اذا تعلق بشيء سابق قد وقع فيرفع ولا يوصف فاذا قال وحدثك امر معين فقلت اذا تصدق اذا تصدق بالرفع وليس بالنصب لانك وصفت كلاما سابقا قد وقع. وليس كلاما مستقبلا اما الشرط الثالث فاشار اليه بقوله متصل وهو مستقبل متصل بمعنى الا يفصل بين اذا وبين الفعل فاصل ان يكون متصلا ليس بينهما فاصل فاذا وقع بينهما الفاصل رفعت ولم تنصب واستثنوا من ذلك القسم استثنوا من ذلك الفصل بالقسم ولهذا قال المؤلف او منفصل بقسم او منفصل بقسم وذكر لي هذا شاهدا من شعر حسان ابن ثابت رضي الله عنه وهو قوله اذا والله نرميهم بحرب تشيب الطفل من قبل المشيب اذا والله نرميهم فنصب الفعل المضارع بعدئذ وقد فصل بينهما بالقسم لكن الفصل بينهما بالقسم لا يقطع الاتصال هو تأكيد للكلام ويكون كالمتصل حكما هذه هي شروط التي اذا توفرت كانت اذا ناصبة للفعل المضارع انتقل بعد ذلك الى الاداة الاخيرة وهي ان مصدري وان هذه هي ام الباب كما يقولون ومن شدة اصالتها في النصب انها تنصب ظاهرة ومضمرة تنصب ظاهرة ومضمرة ايضا بخلاف الادوات الاخرى فانها لا تنصب الا ظاهرة اما هذه تنصب ظاهرة ومضمرة وانما اخر ابن هشام رحمه الله كلام فيها مع انها ام النواصب لطول مسائلها وكثرة تفاصيلها فذكر رحمه الله تعالى هذه الاداة وقال وبأني المصدرية كأن التي هي من نواصب المضارع يشترط فيها ان تكون بمعنى المصدر تكون انا المصدرية لان ان تأتي بمعاني اخرى تأتي مفسرة وناديناه ان يا ابراهيم وتأتي زائدة التي هي من نواصب الفعل المضارع هي ان المصدرية مثل قوله تعالى والذي اطمع ان يغفر لي خطيئتي يوم الدين وجاء الفعل المضارع منصوبا بعد ان في هذه الاية الكريمة ومثل ذلك قوله تعالى يريد الله ان يخفف عنك يريد الله ان وان هذه مصدرية وجاء الفعل المضارع بعدها منصوبا ان يخفف عنكم فهو بمعنى التخفيف يعني يريد الله التخفيف عنكم فان الناصبة هي ان المصدرية دون ما عداها من المعاني التي تأتي لها ان في لغة العرب لكن المؤلف رحمه الله ذكر شرطا ذكر شرطا اخر في النصب بان فقال ما لم تسبق بعلمي ما لم تسبق بعلم يعني ما لم يتقدمه ما لم يتقدمها ما لم يتقدمها لفظ يدل على العلم العلم بمعنى اليقين هذا هو الشر فاذا تقدمها ما يدل على العلم اي اليقين فان ما بعدها يكون مرفوعا وليس منصوبا لان ان في هذه الحالة تكون المخففة من الثقيلة وليست عن المصدر اذا سبقها علم مثل قوله تعالى علم ان سيكون منكم مرضى علم ان سيكون فجاء الفعل المضارع مرفوعا لان عن هنا سبقت بعلم علم ان واذا سبقت بالعلم رفع الفعل المضارع وجاء الفاصل علم ان سيكون والفاصل هنا حرف السين علم ان سيكون بالرفع منكم مرضى لان ان هنا هي المخففة من الثقيلة والتقدير علم انه سيكون منكم مرضى فهذا معنى قوله ما لم ما لم يسبق بعلم بقيت سورتان هذه الصورة اذا سبقها العلم الصورة الثانية بان يسبقها ما يفيد الظن وليس العلم واليقين ففي هذه الحالة يجوز الوجهان يجوز الوجهان اي الرفع رفع الفعل المضارع بعدها ونصبه ايضا والنصب هو الاشهر يجوز الرفع والنصب لانه يحتمل ان تكون عن المصدرية ويحتمل اللفظ ايضا ان يكون انا المخفف من الثقيل فيجوز ان تحمل على هذا وعلى هذا ولكن الاكثر والغالب انما هو النصب كما في قوله تعالى الف لام ميم احسب الناس ان يتركوا احسب الناس ان يتركوا فهنا جاء الفعل المضارع منصوبا. اي يتركوا بحذف النون وهكذا ايضا في قوله تعالى وحسبوا الا تكون فتنة وحسبوا الا تكون فجاء منصوبا. وقرأ بالرفع ايضا وحسبوا الا تكونوا فتنة بناء على انها المخففة من الثقيلة فيجوز الوجهان لان الحسبان وصورة منصور الظن فيجوز فيه لوجهان الرفع والنصب والنصب هو الاشهر والاكثر بهذه الصورة واما الصورة الثالثة فهي الا يسبقها علم ولا ظن الا يسبقها علم ولا ظن. فهذه على الاصل الذي سبق ذكره بمعنى انها تكون ناصبة للفعل المضارع كما قال الله تعالى في الاية السابقة والذي اطمع ان يغفر لي خطيئتي يوم الدين وهنا يتعين النصب تكون النصب واجبا في هذه الصورة الثالثة واشار المؤلف رحمه الله تعالى الى ان ان هذه الناصبة تعمل ظاهرة كما في الامثلة السابقة وتعمل مضمرة ايضا مضمرة يعني غير ظاهرة ومع هذا اثرها الاعرابي قائم في الفعل المضارع بعده وبدأ يسرد لنا هذه المواطن التي تعمل فيها ان مضمرة وهذه المواطن التي سيأتي ذكرها منها ما يكون الاضمار فيها جائزا ومنها ما يكون الاضمار فيها واجبا يضمار جائز بمعنى انه يجوز ان تضمر ان ويجوز ان تظهرها ايضا في الكلام واحيانا يكون الاضمار واجبا يعني لا يجوز اظهار ان في الكلام وسيسردها واحدة واحدة المسألة الاولى او الحالة الاولى التي تعمل فيها ان مضمرة وتنصب الفعل المضارع وهي مضمرة الحالة الاولى ان تقع بعد حرف عاطف يعني بعد اداة من ادوات العطف وقد سبقت باسم خالص وقد سبقت باسم خالص اي محض وضرب لهذا مثلا بابيات ميسون بنت بهدل وكانت امرأة من البادية تزوجها معاوية رضي الله تعالى عنه وانتقلت من البادية الى الحاضرة والمدن ولكنها حنت الى ما ناسبتها البيئة الجديدة تعودت على حياة البادية والابل والبقر فانشأت هذه الابيات التي يحن فيها الى حياتها في البادية فقالت ولبس عباءة والعباءة هي ثوب خشن الثقيل ولبس عباءة وتقر عين احب الي من لبس الشفوف احب الي من لبس الشفوف النساء في المدن يلبسن ثياب الخفيف اما في البوادي يلبسن العباءات الثياب الثقيلة فتقول لبس العباءة الخشنة الثقيلة مع قرة العين بالبادية وبين اهلي احب الي من لبس هذه الملابس الخفيفة الغالية بالمدن والقرى ومحل الشاهد في قولها وتقر عيني الواو حرف عاطف وجاء الفعل المضارع بعد الواو منصوبا. وتقر على تقدير المضمرة في هذا الموضع ولبس عباءة وتقر عيني. يعني وانت قر عيني احب الي من لوس الشفوف الموضع الثاني ان تقع بعد لام الجر اذا وقع الفعل المضارع بعد لام الجر فانه ينصب بان مضمرة سواء كانت هذه اللام لام الجر للتعليل ام كانت للعاقبة ام زائدة في كل هذه الاحوال ينصب الفعل المضارع بان مضمرة مثل قوله تعالى وانزلنا اليك الذكر لتبين للناس اللام هنا تعليلية فعلل انزال القرآن الكريم بهذه العلة وهي البيان وجاء الفعل المضارع منصوبا هنا. لتبين للناس والتقدير لان تبين للناس فنصبت بعد ان مضمرة بعد لام التعليل كذلك انا فتحنا لك فتحا مبينا ليغفر لك الله ليغفر لك الله. وجاء الفعل المضارع منصوبا والتقدير لان يغفره وانه لا مضمرة وهكذا في انواع اللام الاخرى فالتقطه ال فرعون ليكون لهم عدوا وحسد اللام هنا تسمى لام العاقبة وليست لام التعليم لانهم لم يلتقطوا موسى عليه السلام ليكون لهذه العلة ليكون لهم عدوا وحزن انما هي لام العاقبة فعاقبة الامر انه صار لهم عدوا وحزنا وهكذا بقية الامثلة في الفعل في هذه الصور من المواطن منصوب بان مضمرة لكن الاضمار هنا جائز بمعنى انك لو صرحت بان فلا حرج في ذلك فلو اظهرت ان في غير كلام الله تبارك وتعالى فان هذا يعتبر جائزا من الناحية اللغوية لكن اشار بعد ذلك الى انه اي الاظهار والاضمار قد ياخذ حكما اخر الحكم في الصور التي ذكرها الجواز لكنه يخرج الى وجوب الاظهار احيانا ووجوب الاضمار احيانا اخرى ومثل لوجوب الاظهار بقوله لئلا يعلم اهل الكتاب وبقوله تعالى لئلا يكون للناس على الله حجة والسبب في وجوب الاظهار في هذه الحالة هو اقترانه بلا دخلت عليها كلمة لا فوجب الاظهار في هذه الحال لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل لئلا فظهرت انملة واظهارها واجب. بسبب دخول لا عليها وهكذا في الاية الاخرى التي ذكرها في قوله لئلا يعلم اهل الكتاب بالفعل المضارع هنا منصوب ولكن ان يجب اظهارها في هذه الحالة بسبب دخولنا وايضا يجب الاضمار اذا كان الاظهار واجبا في هذه المواطن فاشار الى ان الاضمار يكون واجبا احيانا من ذلك بعد لام الجحود لوقع الفعل المضارع بعد لام الجحود ولام الجحود هي اللام التي تأتي بعد كون منفي بعد كون منفي. مثل قوله تعالى وما كان الله ليعذبهم وانت فيه وما كان الله ثم قال ليعذبه وانت فيه اي لان يعذبهم فالفعل المضارع منصوب بان مضمرة وجوبا لانها وقعت بعد لام الجحود ومثلها قوله تعالى لم يكن الله ليغفر له لم يكن الله واتى بالايتين يشير بالاية الاولى الى كان التي هي بصيغة الماضي وبالاية الثانية الى الى يكون التي هي الى كلمة يكون التي هي بصيغة مضارع فلام الجحود هي اللام التي تقع بعد كون منفي. سواء كان بصيغة الماضي ام بصيغة المضارع والفعل المضارع في هذه الصور يكون منصوبا بان مضمرة وجوبا اذا ان اذا وقعت بعد اللام الخلاصة لها هذه الحالات الثلاث التي اشار اليها وجوب الاظهار ووجوب الاضمار وجواز الوجهين ثم بعد ذلك اشار الى المواطن الاخرى التي يضمر فيها ان وجوبا فمنها بعد كلمة حتى اذا جاءت اذا جاء الفعل المضارع بعد كلمة حتى فهي من المواطن التي ينصب فيها الفعل باضمار ان وجوب ثم اشار الى المسألة الثانية او الموطن الثاني الذي تضمر فيها ان فقال وبعد او التي بمعنى الى او الا كذلك اذا جاء الفعل المضارع بعد الحرف العاطف او فانه ينصب بان مضمرة ولكن او هذه لابد ان تكون بمعنى الى او بمعنى الا ومثل لهذه المعاني مثل لي او بمعنى الى بقول الشاعر لاستسهلن الصعب او ادرك المنى. فمن قادت الامال الا لصابرين قال او ادرك فنصب الفعل المضارع بعد او لماذا؟ لان او هنا بمعنى الى اي لاستسهلن الصعب الى ان ادرك المنى فمن قادت الامال الا لصابر واما مثال النوع الثاني الذي اشار اليه فهو قول الشاعر ايضا الذي انشده المؤلف وكنت اذا غمزت قناة قوم وكنت اذا غمزت قناة قوم كسرت كعوبها او تستقيم كسرت كعوبها او تستقيم. او هنا بمعنى الا تقدير الا ان تستقيم اي الا ان تستقيم هذه الكعوب فلا اكسرها فاو اذا جاءت بمعنى الى او جاءت بمعنى الا فان الفعل المضارع بعدها يكون منصوبا بان نضمرة كذلك لو قلت لاقتلن الكافر او يسلم يعني الا ان يسلم فلا اقتله فتنصب الفعل المضارع في هذه الصورة بعد ان مضمرات كذلك من المواطن التي ينصب فيها الفعل المضارع بعد ان مضمرة اذا جاء الفعل المضارع بعد فاء السببية اذا جاء بعد اخفاء السببية لكن ذكر المؤلف رحمه الله ان هذا له شرط وهو ان يكون مسبوقا بنفي او طلب ان يكون مسبوقا بنفي او طلب فالنفي مثل قوله تعالى لا يقضى عليهم فيموتوا لا يقضى عليهم هذا نفي وفيه دليل على ما ذهب اليه اهل السنة من ان اهل النار مخلدون في النار وان النار باقية غير فانية لا يقضى عليهم اي على اهل النار فيموت الفا هنا سببية وجاء الفعل المضارع بعدها منصوبا والتقدير فان يموت وحذفت النون بسبب دخول الناصب عليها هذا مثال للنفي المحض الذي اشار اليه المؤلف رحمه الله كذلك اذا تقدمها طلب والطلب له صور. الامر النهي التحضيض كل ما فيه طلب اذا جاءت بعده فالسببية داخلة على الفعل المضارع فان الفعل المضارع يكون منصوبا بان مضمرة كما قال الشاعر بمثال الطلب وهو الامر يا ناقصي عنقا فسيحا الى سليمان فنستريح يا ناقوا هذا من باب الترخيم الاصل ناقة سيري عنقا فسيحا. العمق نوع من السير السريع الى سليمان اي الخليفة فنستريحا فسب بي هنا وجاء الفعل المضارع بعدها منصوبا وقد تقدمه الامر وهو نوع من انواع الطلب كذلك اذا تقدمه النهي لان النهي ايضا هو طلب لكنه طلب ترك وليس طلب فعل ومثل له ابن هشام رحمه الله تعالى بقوله ولا تطغوا فيه في حل عليكم غضبي ولا تطغوا فيه هذا نهي عن الطغيان بمعنى الغلو والزيادة وتجاوز الحد ثم قال في حل عليكم فسببية لأن حلول العذاب سببه هو الغلو والمبالغ فلا تطغوا فيه في حل عليكم غضبي. فجاء الفعل المضارع منصوبا بان مضمرة كذلك انواع الطلب الاخرى مثل التحضيض ومثل له بقوله تعالى لولا اخرتني الى اجل قريب فاصدق لولا اخرتني هذا تحضير ولولا من ادوات التحضيض اي الطلب بعناية ثم جاءت فائز السببية وبعدها الفعل المضارع منصوبا بان مضمرت فاصدق فانهى اصدق وكذلك جاء في الترجي مثل له بقوله تعالى لعلي ابلغ الاسباب اسباب السماوات فاطلع الى اله موسى وجاءت فاء السببية بعد الترجي وجاء الفعل المضارع بعد فاء السببية منصوبا بان مضمرة