تعيدها من شدة اعجابك بها. الى ماذا ستصل بعد مدة الى الملل جرب في كل كلام مع كثرة سماعك او كثرة قراءتك او كثرة تردادك تصل الى درجة من التشبع به بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين مقدمة المؤلف قال قال الشيخ الامام العالم الزاهد الضابط المتقن المحقق ابو زكريا يحيى ابن شرف ابن ابن مرية النووي رحمه الله تعالى الحمد لله الكريم المنان ذي الطول والفضل والاحسان الذي هدانا للايمان وفضل ديننا على سائر الاديان ومن علينا بارساله الينا اكرم خلقه عليه وافضلهم لديه. حبيبه وخليله وعبده وخليله وعبده على النصب حبيبه وخليله وعبده ورسوله محمدا صلى الله عليه وسلم. فمحى به عباد به عبادة الاوثان عبادة الاوثان فمحى به عبادة الاوثان واكرمه صلى الله عليه وسلم بالقرآن المعجزة المستمرة على تعاقب الازمان التي تحدى بها الجن والانس باجمعهم وافحم به وافحم بها جمع اهل الزيغ جميعا وافحم به وافحم بها جميع اهل الزيغ والطغيان. وجعله ربيعا لقلوب اهل للبصائر والعرفان لا يخلق على لا يخلق لا يخلق على كثرة التردد وتغاير الاحيان ويسره للذكر ويسره للذكر حتى استظهره صغار الولدان وضمن حفظه من تطرق وضمن حفظه من تطرق التغيير اليه والحدثان والحدثان وهو محفوظ بحمد الله وفضله ما اختلف الملوان. هذا طرف من مقدمة المصنف رحمه الله تعالى وقد تقدم معكم ان الباب العاشر الذي ختم به النووي رحمه الله رسالته التبيان جعلها في ضبط الفاظ الكتاب يعني هي اشبه بشرح الكلمات الغريبة والمفردات الواردة وجعلها في اخر الكتاب وهي طريقة للنووي رحمه الله كما صنع المفرد تهذيب الاسماء واللغات. فمن اراد الاستفادة من اي كلمة غريبة سيرجع الى الباب الاخير في الكتاب. اجعل في اثناء التعليق على كلام المصنف ايراد كل كلمة غريبة اوردها في اخر الكتاب حتى تكون في موضعها هنا وبعض المحققين للكتاب التبيان فعل هذا. فرغ الباب العاشر الوارد في اخر الكتاب في هامش الابواب التسعة عند كل كلمة في موضعها وهذا ايسر للقارئ وللناظر في الكتاب. فمثلا قال رحمه الله الحمدلله الكريم المنان. قال في الباب العاشر الحمد الثناء بجميل الصفات. الكريم قال الكريم في صفات الله تعالى قيل معناه المتفضل وقيل غير ذلك المنان قال رحمه الله روينا عن علي بن ابي طالب رضي الله عنه ان معناه الذي يبدأ بالنوال قبل السؤال. من نوال الاعطاء يقول المنان الذي يعطي قبل ان يسأل سبحانه. وذكر هذا اثرا عن علي رضي الله عنه. والاثر الذي اورده النووي رحمه الله في اسم المنان لله سبحانه وتعالى عن علي ابن ابي طالب رضي الله عنه اخرجه الخطيب البغدادي في تاريخه عن شيخ عبدالوهاب ابن عبدالعزيز ابن الحارث ابن اسد ابن الليث ابن سليمان ابن الاسود ابن سفيان ابن يزيد ابن اكينة التميمي حفظتم الاسم مهم ان تحفظوه لانه قال في باقي السند هكذا. قال سمعت ابي يقول سمعت ابي يقول سمعت ابي يقول سمعت ابي يقول سمعت بعت ابي يقول سمعت ابي يقول سمعت ابي يقول سمعت علي ابن ابي طالب فالسند واحد يرويه كل ابن عن ابيه. يقول الخطيب البغدادي رحمه الله وهذا من رواية الابناء عن ابائهم وفي هذا السنة تسعة اباء اخرهم اكينة بن عبدالله وهو الذي ذكر انه سمع علي رضي الله عنه لكن حديث اه فيه بعض الاباء المجهولين في السند انما هو من لطيف انواع علوم الحديث. والشاهد في هذا طريقة النووي رحمه الله في التعليق كل اسم او لفظة ترد. قال ذي الطول والفضل والاحسان قال النووي رحمه الله الطول الغنى والسعة. يصف الله عز وجل بالمحامد ويثني عليه وان ربنا كثير الانعام والجود والاحسان. الذي هدانا للايمان. قال النووي الهداية التوفيق واللطف ويقال هدانا للايمان وهدانا بالايمان وهدانا الى الايمان. فالفعل هدا يتعدى بثلاثة احرف بالباء واللام والى تقول هدانا بالايمان وهدانا للايمان وهدانا الى الايمان. قال وفضل ديننا على سائر الاديان. قال النووي رحمه الله سائر بمعنى الباقي اشار الى تنبيهه فان عامة طلبة العلم بينهم خطأ شائع يستخدمون كلمة سائر بمعنى جميع تقول مثلا حضرت وحضرت الدرس مع سائر من حضر يقصد سائر هنا بمعنى جميع وهذا ليس صوابا فان السائر بمعنى الباقي وليس بمعنى الجميع ومنه مشتقاتها في اللغة هو السؤر وهو الباقي من الطعام او الشراب في الاناء. قال ومن علينا بارساله الينا اكرم خلقه عليه وافضلهم لديه صلى الله عليه عليه وسلم. قال النووي رحمه الله لديه اي عنده حبيبه وخليله وعبده ورسوله محمدا صلى الله عليه وسلم قال النووي رحمه الله سمي نبينا صلى الله عليه وسلم محمدا لكثرة خصاله المحمودة قاله ابن فارس وغيره اي الهم الله تعالى اهله ذلك لما علم من جميل صفاته وكرم شمائله صلى الله عليه وسلم قال فمحى به عبادة الاوثاب واكرمه صلى الله عليه وسلم بالقرآن المعجزة المستمرة على تعاقب الازمان تحدى بها الجن والانس باجمعهم. قال النووي رحمه الله تحدى قال اهل اللغة يقال فلان يتحدى فلان اذا ما راه ونازعه الغلبة تحدى به الجن والانس باجمعهم. قوله باجمعهم بضم الميم وفتحها يعني باجمعهم او باجمعهم لغتان مشهورتان اي جميعهم. وافحم قال النووي اي قطع وغلب. وافحم بها جميع اهل الزيغ والطغيان. وجعله طبيعيا لقلوب اهل البصائر والعرفان. اخذه النووي رحمه الله من حديث النبي عليه الصلاة والسلام. في الدعاء المشهور ان تجعل قرآنا العظيم ربيع قلبي. فهو اورد هذه المعاني والجمل المأخوذة من تلك النصوص والاثار وضمنها مقدمته رحمه الله قال لا يخلق او لا يخلق على كثرة الرد وتغاير الاحيان. الظمير يعود الى القرآن الكريم. قال المصنف رحمه الله لا يخلق بضم اللام ويجوز فتحها. يخلق ويخلق. قال والياء فيهما مفتوحة. ويجوز ظم الياء مع كسر اللام يعني يخلق يقال خلق الشيء وخلق وخلق واخلق اذا بلي فخلق الشي يعني اصبح باليا. باليا قديما من كثرة الاستعمال والاستخدام. اي شيء تستعمله بكثرة ثم هو عرضة للغسل مثلا والاستعمال الكثير يقال بلي الثوب. وبلي الفراش وبلي اللباس ما معنى بليا ما معنى بلية قد ما اصبح قريبا من التلف من كثرة الاستعمال. هذا معنى خلق او خلق او خلق. فلما نقول في القرآن لا يخلق على كثرة الرد ايش يعني لا يخلق؟ يعني لا يمكن للقرآن ان يصبح عند الحافظ والقارئ وعند الامة جميعها لا يصبح قديما يصل الى درجة الملل من كثرة قراءته وحفظه وتكراره وهذه من عجائب القرآن وخصائص اوصافه. فانك جرب مثلا ان تحفظ قطعة من اللغة تعجبك سواء كانت قطعة نثرية او شعرية او قصيدة فانك مهما اعجبتك كلماتها وابياتها وجملها ماذا لو ومن شدة اعجابك بها جلست تكررها. تقولها وانت صاعدا للدرج وانت خارج من البيت وانت تقود السيارة وانت في اوقات الفراغ والانصراف عنه والملل الا القرآن وهذا من اعجب ما جعله الله في خصائص كلامه. فان القراء والحفاظ اصحاب الاوراد منتظمة والختمات المتتابعة ما يزيدهم كثرة قراءة القرآن الا رغبة في الازدياد وكلما اتموا ختمة شرعوا في اخرى وكلما انتهوا من سورة اعادوها. واحدهم اذا اراد ان يكرر الاية او يحفظها لن يمل مع كثرة التكرار والترداد بخلاف ما لو جاء يحفظ قصيدة او نظما او جملة او خطبة فانه اذا حفظها يمل من كثرة التردد عليها. فاصبحت هذه من خصائص القرآن. قال لا يخلق على كثرة الرد وتغاير الاحيان. كثرة الرد يعني كثرة الاستعمال والعودة اليه والتردد اليه. ويسره للذكر حتى استظهره صغار الولدان. قال النووي استظهره حفظه ظاهرا والولدان الصبيان وظمن حفظه من تطرق التغيير اليه والحدثان. قال المصنف رحمه الله الحدثان بفتح الحاء والدال هو والحادثة والحدث بمعنى. يعني بمعنى واحد وهو وقوع ما لم يكن. فالشيء الحادث الذي وقع بعد ان لم يكن موجودا. يعني ان القرآن محفوظ من تطرق الحوادث التي يمكن ان تغيره. قال فهو بحمد الله وفضله ما اختلف الملوان. ما الملوان؟ الليل والنهار كما قال المصنف رحمه الله. نعم ووفق ووفق للاعتناء بعلومه من اصطفاه من اهل الحذق والاتقان فجمعوا فيها من كل فن ما ينشرح له صدور اهل الايقان احمده على ذلك وغيره من نعمه التي لا تحصى خصوصا على نعمة الايمان واسأله انك علي وعلى جميع احبابي وسائر المسلمين بالرضوان. قال المصنف رحمه الله الرضوان بكسر الراء وضمها رضوان ورضوان وهما قراءتان صحيحتان في كل كلمة وردت فيها رضوان في القرآن الكريم عدا الموضع الثاني في سورة الماء وقراءة الظم رواية شعبة عن الامام عاصم. نعم واشهد ان لا واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له شهادة محصلة للغفران منقذة صاحبها من النيران موصلة له الى سكن الجنان. واشهد ان محمدا عبده ورسوله الداعي الى الايمان صلى الله عليه وسلم. وعلى اله وصحبه وشرف وكرم ما تعاقب الجدر ما تعاقب الجديدان. الجديدين ايضا يقصد بهم الليل والنهار. نعم اما بعد فان الله سبحانه وتعالى من على هذه الامة زادها الله تعالى شرفا بالدين الذي ارتضاه دين الاسلام وارساله اليه وارساله اليها محمدا خير الانام عليه منه افضل الصلوات والبركات والسلام واكرمها بكتابة افضل الكلام بكتابه واكرمها بكتابه افضل افضل الكلام وجمع وجمع فيه سبحانه وتعالى جميع ما تحتاجه اليه ما يحتاج اليه وجمع فيه سبحانه وتعالى جميع ما ما يحتاج اليه من اخبار الاولين والاخرين والمواعظ والمواعظ والامثال والاداب وجروب الاحكام والحجج والحجج القطعيات في الدلالات على وحدانيته وغير ذلك مما جاءت به رسله صلوات الله وسلامه عليهم الدامغات لاهل الالحاد ولاهل الالحاد الظلال الطغام الطغام الطغام وضعف الاجر في تلاوته وامر بالاعتناء به والاعظام وملازمة الادب معه وبذل وبذل الوسع في في الاحترام قال اما بعد. بعدما قدم من حمد الله والثناء عليه والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه واله وسلم. شرع المصنف رحمه الله في بيان هذه المقدمة التي يجعل فيها تمهيدا لما يريد الحديث عنه. قال اما بعد فان الله سبحانه وتعالى من على هذه الامة زادها الله تشريفا وذكر ثلاثة اشياء خصائص الامة المحمدية امة الاسلام في الكرامة بين الامم بثلاثة اشياء بدينها وكتابها ونبيها صلى الله عليه وسلم بهذا امتازت امتنا على سائر الامم فامتنا خير الامم دينا وخيرها كتابا وخيرها نبيا صلى الله عليه وسلم اما الكتاب فالقرآن واما الدين فالاسلام واما النبي فمحمد صلى الله عليه وسلم وصدق رحمه الله فان هذه الثلاثية هي التي اختصت بها امة الاسلام وازداد بها شرفها على سائر الامم. قال فان الله وتعالى من على هذه الامة زادها الله شرفا. بالدين الذي ارتضاه دين الاسلام وهذا واحد واشار بقوله الذي ارتضاه الى اية المائدة اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا. اما ان كل دين لكل امة ارتضاه الله لها. اليس كذلك؟ فدين اليهودية ارتضاه الله لامة موسى عليه السلام ودين النصرانية ارتضاه الله لامة عيسى عليه السلام. وكل دين لكل امة ما كان الا بارتظاء الله عز وجل. لكن الشرف ان تأتي اية في كتاب الله تتلى الى يوم القيامة تكون المنة فيها من الله على الامة اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا. قال رحمه الله وبارساله اليها محمدا خير الانام صلى الله عليه وسلم فيه منه افضل الصلوات والبركات والسلام. وهذا ايضا مما لا حاجة بنا الى الاستطراد في بيان فضيلة رسولنا عليه الصلاة والسلام وخيريته وامامته وسيادته صلى الله عليه وسلم فهذا مما تكاثرت به النصوص قال واكرمها بكتابه افضل الكلام وهذا ثالث الخصائص التي كرم الله بها امة الاسلام. فاذا فالدين والقرآن النبي عليه الصلاة والسلام. ولان الكلام عن كتاب يتعلق باداب القرآن استطرد في هذه الخصلة الثالثة. واراد ان يبين من فضائل القرآن التي امتازت به امة الاسلام. قالوا اكرمها بكتابه افضل الكلام وجمع فيه سبحانه وتعالى جميع ما يحتاج او ما تحتاج اليه من اخبار الاولين والاخرين والمواعظ والامثال والاداب. وظروب الاحكام. والحجج القطعيات الظاهرات في الدلالة وعلى وحدانيته وغير ذلك مما جاءت به رسله صلوات الله وسلامه عليهم الدامغات لاهل الالحاد. الدامغات للحجج القطعيات الظاهرات التي جاءت في القرآن. قال النووي الدامغات الكاسرات القاهرات لاهل الالحاد والضلال الطغام. يعني حجج القرآن التي جاءت لبيان الحق وتكسر وتقهر وتقهر هذه الفئة اهل الالحاد والضلال الطغام. الالحاد الذي هو جحد وحدانية الله وتفرده واستحقاقه سبحانه وتعالى للعبودية والالوهية والضلال جمع ضال. الطغام قال النووي رحمه الله بفتح الطاء المهملة وبالغين معجمة هم اوغاد الناس. الاوغاد يعني السفلة وارباب الحقارة الذين لا وزن لهم ولا قيمة ولا قال وضعف الاجر في تلاوته وامر بالاعتناء به والاعظام ملازمة الاداب معه وبذل الوسع في الاحترام. نعم وقد صنف في فضل تلاوته جماعات من الاماثل والاعلام. قال النووي رحمه الله الاماثل الخيار واحدهم وقد مثل الرجل بضم الثاء اي صار فاضلا خيارا. قال والاعلام جمع علم وهو ما يستدل به على الطريق من جبل وغير سمي العالم البارع علما بذلك بانه يهتدى به. فهذا من شرح المصنف للكلمات الواردة في اخر الكتاب يقصد ان بعض العلماء تصدى للتصنيف في فضل تلاوة القرآن. نعم كتبا معروفة عند اولي النهى والاحلام من نهى العقول قال النووي رحمه الله النهى العقول واحدها واحدها نهية بضم النون. قال لانها تنهى صاحبها عن القبائح. وقيل لان صاحبها ينتهي الى رأيه وعقله. قال ابو علي الفارسي يجوز ان يكون النهى مصدرا ويجوز ان يكون جمعا كالغرف نعم لكن ضعفت الهمم عن حفظها بل عن مطالعتها؟ الكتب. هذه الكتب التي صنفها الائمة الاماثل ضعفت الهمم عن حفظها بل عن مطالعتها. نعم فصار لا ينتفع بها الا افراد من اولي الافهام ورأيت اهل بلادنا دمش بلدنا ورأيت اهل بلدنا دمشق حماها الله تعالى وصانها وسائر بلاد اسلام مكثرين من الاعتناء بتلاوة القرآن العزيز تعلما وتعليما. قال المصنف دمشق بكسر الدال وفتحه الميم على المشهور وحكى صاحب مطامع الانوار كسر الميم ايضا. دمشق. فيجوز فيها الاسمان يبين المصنف الان سبب تأليفه للكتاب ما الذي جعله يصنف كتاب التبيان؟ نعم ورأيت اهل بلدنا ورأيت اهل بلدنا دمشق حماها الله تعالى وصانها وسائر بلاد الاسلام مكثرين من الاعتناء بتلاوة القرآن العزيز تعلما وتعليما. وعرضا ودراسة في جماعات وفرادى مجتهدين في ذلك بالليالي والايام زادهم الله تعالى حرصا عليه وعلى وعلى جميع انواع الطاعات مريدين وجه مريدين وجه ذي الجلال والاكرام. فدعاني ذلك الى جمع مختصر في اداب حملته. واوصاف حفاظه وطلبته. اذا ما الذي دعاه الى تأليف الكتاب ما رآه من اقبال اهل بلده دمشق على القرآن. وهو يصف ايضا منظرا لحياة الامة في ذلك الوقت. في منتصف القرن السابع الاقبال على القرآن والاشتغال به كما قال تعلما وتعليما وعرضا ودراسة في جماعات وفرادى فكانت امة مشتغلة قيل بالقرآن بالرغم من ان تلك الفترة هي الفترة المظلمة في تاريخ الامة انذاك لضعفها وما اعتراها من كثير من الانهيار والضعف والتراجع والانحطاط لا تنسى الامام النووي يحكي عن حياته التي عاش بين ستمئة واحدى وثلاثين وستمائة وستة وسبعين والتي وقع في وسطها ست مئة وستة وخمسين سقوط الخلافة العباسية في بغداد ودمار الامة على يد التتر وغزوهم للعراق وسقوط بغداد. ورغم ذلك فهو يحكي ان الامة كانت مقبلة على القرآن وهذا شيء من الاجتماع الذي يصعب تفسيره في تاريخ الاسلام الا لمن عرف انها بركة هذا الدين. في اسوأ ظروف في الامة وانحطاطها سياسيا مثلا وواقتصاديا تجد ان الحياة العلمية ما تزال عامرة وان المدارس والعلماء والطلاب والتأليف والكتب لا تزال في ذروتها وهذا من تسخير الله عز وجل لحفظ دينه. يفنى كل شيء الامة ويمكن ان تزول فيها كثير من معالم الحضارة وتفنيها الحروب والابادة لكن يبقى دين الله عز وجل محفوظا بحفظه سبحانه وتعالى قال الى جمع مختصر في اداب حملته قال المصنف رحمه الله المختصر ما قل لفظه وكثرت معانيه لاحظ هو يصف الكتاب الان بالمختصر. اذا هو عمد الى تقنين العبارات والكلام. وهكذا سترى في فصول الكتاب فقد اوجب الله سبحانه وتعالى النصيحة لكتابه. ومن النصيحة له بيان اداب حملته وطلابه وارشاده اليها وتنبيه وتنبيههم عليها. واوثر فيه الاختصار. هذا منهجه الان في الكتاب. نعم واوثر فيه الاختصار واحاذر واحاذر التطوي واحاذر التطويل والاكثار اختصروا في كل باب على طرف من اطرافه. اذا هو لا يقصد الان الاستيعاب ولا الحصر في ابواب الكتاب. بل سيعمد الى الاختصار كما قال اقتصر في كل باب على طرف من اطرافه سيعمد الى الانتخاب والانتقاء سواء كان في النصوص او في الاحاديث والاثار او عبارات السلف او حتى كان في الاشارة الى الجمل والاداب على المهمات نعم واحاذر التطويل والاكثار واقتصر في كل باب على طرف من اطرافه وارمز في كل ظرب من ادابه الى بعض اصنافه فلذلك اذكر فلذلك اذكر ما اذكره بحذف اسانيده وان كانت اسانيده بحمد الله تعالى عندي من الحاضرة العتيدة. قال المصنف العتيدة الحاضرة المعدة. سترى احاديث المصنف في الكتاب كله بلا اسانيد. يقول مع ان اسانيدها عندي الامام النووي محدث. ويروي بالاسانيد وله اجازات بكتب الحديث ورواياته لكنه لو اراد ايراد الاسانيد لطال الكتاب وهو ماذا يريد؟ يريد الاختصار. فمن لوازم ذلك حذف الاسانيد. يقول والا فهي بحمد الله عندي من الحاضرة العتيدة يقول معدة لكنها رغبة في الاختصار اقتصر على ايراد اسم الصحابي فقط الراوي للحديث عن رسول الله عليه الصلاة والسلام او الامام او العالم التابعي فمن دونه اذا كان صاحب العبارة والاثر. نعم فان مقصود التنبيه على والتنبيه على اصل ذلك. والاشارة بما اذكره الى ما حفظته مما هناك. الى ما دفته مما والاشارة بما اذكره الى ما حذفته مما هنالك والسبب في ايثار اختصاره والسبب في ايثار اختصاره ايثار حفظه ايثاري حفظه ايثاري حفظه وكثرة الانتفاع به وانتشاره يقول السبب في ايثار اختصاره الذي جعلني اختصر الكتاب بهذه الطريقة ايثاري حفظه وكثرة الانتفاع به وانتشاره. يقول اردت ان يكون مختصرا حتى يسهل حفظه اولا ويكثر ارتفاع الناس به ثانيا وينتشر ثالثا. فاراد رحمه الله ان يكون الكتاب مقبولا للحفظ سهل العبارة قليل الكلام والاحاديث فيه محذوفة الاسانيد ليكون اسهل بمن رام حفظه. نعم ثم ما وقع ثم ما وقع من غريب الاسماء واللغات في الابواب افرده بالشرح والظبط الوجيز الواضح على بوقوعه في باب في باب في اخر الكتاب. ليكمل انتفاع وليكمل ليكمل ليكمل انتفاع صاحبه به ويزول الشك عن طلبته عن طالبه. ويزول الشك عن طالبه ويندرج في ضمن ذلك وفي خلال الابواب جمل من القواعد ونفائس ونفائس من من مهمات الفوائد. من مهمات الفوائد يقول رغم الاختصار الا انك ستجد في ثناء الابواب والفصول جملا من القواعد ونفائس من مهمات الفوائد. وصدق رحمه الله. ستأتي قواعد نفيسة وجمل مركزة وعبارات وفوائد ولطائف رغم الاختصار وهذا من توفيق الله عز وجل للمصنف رحمه الله وابين الاحاديث الصحيحة والظعيفة مظافة الى الى من رواها. مظافات الى من رواها من ائمة الاثبات وقد وقد اذهلوا عن نادر من ذلك في بعض الحالات. اذا هو فقط لا يقتصر على العزو للحديث الى من رواه وخرجه بل يعقب عليه بالحكم وهذا في الاعم الاغلب. قال وقد اذهلوا عن نادر من ذلك في بعض الحالات. نعم واعلم ان العلماء من اهل الحديث وغيرهم وغيرهم نعم على الوجهين وغيرهم جوزوا العمل بالضعيف من فضائل الاعمال. ومع هذا فاني اختصر على الصحيح ولا اذكر الضعيف الا في بعض الاحوال. هذا تنبيه منه انك قد تجد في بعض المواطن من الكتاب احاديث ضعيفة فلا تظن انها سهو او غفلة او عدم دراية بانه ضعيف. بل هو يعلم انه ضعيف. وقد ينص على وضع فيه لكنه اراد ان ينبهك على قاعدة اشار اليها بقوله واعلم ان العلماء من اهل الحديث وغيرهم جوزوا العمل بل الضعيف في فضائل الاعمال. هذه القاعدة على سعتها ضبطها كثير من العلماء. هل يجوز العمل بالحديث الضعيف الاصل في الاحكام لا يبنى الحكم الشرعي على حديث ضعيف لا يثبت. لكن هذه الجملة المطلقة تقيد عند العلماء بتفصيل ليست بهذه الجملة الوجيزة المختصرة. لان الكلام عن الاحكام ينقسم الى احكام شرعية في بيان او لبيان فضائل الاعمال او لبيان اصول في العقائد. فالحديث الضعيف لا يبنى عليه عقيدة يستقل بها الحديث ضعيف وهي ايضا لا تستقل بتأصيل الاحكام الشرعية. بقي الخلاف في فضائل الاعمال. والمقصود ان يأتي حديث لبيان فضل ركعتي الضحى او الوتر او قيام الليل او صيام بعض الايام او بعض الاذكار او فضيلة بعض العبادات ونحو ذلك فضائل الاعمال فمن العلماء من قال يجوز العمل بالحديث الضعيف في فضائل الاعمال لانه ليس تأصيلا لحكم شرعي بل هو حث للعباد على التقرب الى الله لا بأس بالضعيف في هذا الباب يقول المصنف طالما ان العلماء وجمع منهم قرروا هذا يقول فاني افعل هذا وقد اريده ومع هذا فاني اقتصر على صحيح ولا اذكر الضعيف الا في بعض الاحوال. وبالجملة فالمحققون من المحدثين يرون ان العمل بالضعيف ولو كان في فضائل الاعمال يشترط فيه شروط اهمها الا يكون الضعف شديدا. فان بعض الضعيف لا يجوز الالتفات اليه ولا شيء عليه بشدة ضعفه اما لان في رواة سنده من يتجاوز الظعف والحكم عليه بضعف الحفظ والرواية الى درجة الترك والاتهام بالوضع ومثل هذا لا يجوز اهل العلم اخذ الحديث المروي عنه. ومنها ثانيا ايضا ان يكون في الحديث اصل صحيح يستند اليه. فيكون هذا الحديث الضعيف شاهدا ومقويا او فيه بيان لمزيد فضيلة ولا اصلا في بيان فضل هذا العمل. ومنها ثالثا الا يكون وهو قريب من السابق ان يكون العامل بهذا الحديث يعمل به في بخاصة نفسه ولا يجعله شرعا للامة او يبني عليه توجيها ودلالة نظرا للضعف الذي يحف بالحديث. وقد كتب كثير من اهل العلم قديما وحديثا في تأصيل ضوابط العمل بالحديث الضعيف والعلم عند الله. نعم وعلى الله الكريم وعلى الله الكريم توكلي واعتمادي واليه تفويضي واستنادي يختم رحمه الله مقدمته واللطيفة بجمل من الدعاء الذي يظهر فيه ضراعته وافتقاره الى الله وسؤاله التوفيق والسداد. نعم وعلى الله الكريم توكلي واعتمادي واليه تفويضي واستنادي. اسأله اسأله سلوك سبيل الرشاقة والعصمة من احوال الزيغ والعناد والدوام على ذلك وغيره من الخير في ازدياد وابتهل اليه سبحانه ان يوفقني لمرضاته. قال المصنف ابتهل اي اتضرع. قالوا والتوفيق خلق قدرة الطاعة وان يجعلني ممن وان يجعلني ممن يغشاه ويتقيه حق تقاته. وان يهديني لحسن النيات وييسر لي انواع الخيرات ويعينني على انواع المكرمات ويمدني ويديمني ويديمني على ذلك حتى الممات وان يفعل ذلك كله بجميع احبائي وسائر الاحباب وان يفعل ذلك كله بجميع احبابي وسائر المسلمين والمسلمات هذا من من عجيب قصد المصنف رحمه الله في هذا الموضع من الدعاء وقبله ايضا قبل قليل لما ذكر في اثناء المقدمة كلما اورد دعوة رحمه الله قصد ان يعم المسلمين في دعوته ولا يخص بها نفسه او من يتكلم عنه على وجه الخصوص. مثلا قال في اثناء قال فجمعوا فيها من كل فن قالوا اسأله المنة علي وعلى جميع احبابي وعلى سائر المسلمين بالرضوان. وقال ايضا رحم الله لما ذكر دمشق حماها الله تعالى وصانها وسائر بلاد الاسلام قال هنا وان يفعل ذلك كله لما قال يسلك سبيل الرشاد والعصمة من الزيغ والعناد والدوام على ذلك وان يوفقه لمرضاته ويجعله ممن يخشاه ويتقيه حق تقاته. ويهديه لحسن النيات وتيسير جميع الخيرات والمكرمات ويديمه حتى الممات. قالوا ان يفعل ذلك كله بجميع احباب وسائر المسلمين والمسلمات وهذا فوق انه يدل على حمل نية طيبة في صدر صاحبها يريد بها الخير وينوي بها الخير لجميع المسلمين فوق ذلك كله ايضا عمل باداب شرعية جاءت في هذا الباب. مثل قوله عليه الصلاة والسلام من استغفر للمسلمين كتب الله له بكل مسلم حسنة. ومنها ارادة الخير لجميع الامة. هذا القصد العظيم يظهر في ثنايا الكلام. فهذه ليست جملا جاءت هكذا هذا مقصود من مصنف رحمه الله وقد رأيت في المقدمة تكرر معه في ثلاثة مواضع تعميم الخير والدعاء بما يريد ولنفسه يشمل به امة الاسلام جميعا. فرحمة الله عليه رحمة واسعة وحسبنا الله ونعم الوكيل ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم. قال المصنف حسبنا الله اي كافينا. ونعم الوكيل اي او قولوا اليه وقيل الموكول اليه تدبير خلقه. وقيل القائم بمصالح خلقه. وقيل الحافظ. نعم وهذه فهرسة ابوابه. الباب الاول في اطراف من فضيلة تلاوة القرآن وحملته. الباب الثاني في ترجيح القراءة والقرب في ترجيح القراءة والقارئ على غيرهما. الباب الثالث في اكرام اهل القرآن والنهي عن ايذاء الباب الرابع في اداب معلم القرآن ومتعلمه. الباب الخامس في اداب حامل القرآن الباب السادس في اداب القراءة وهو معظم الكتاب ومقصوده الباب السابع في اداب الناس كل في اداب الناس كلهم مع القرآن. الباب الثامن في الايات وسور المستحبة في اوقات واحوال مخصصة مخصوصة مخصوصة الباب التاسع في كتاب في كتابة القرآن واكرام المصحف. الباب العاشر في ظبط الفاظ الكتاب. تمت مقدمة المصنف وقد اشتملت على ما يسميه اليوم اه اه آآ اهل العلم في الجامعات والمعاهد والدراسات الاكاديمية ما يسمونه باصول الكتابة في الكتابة العلمية في البحوث. هذه مقدمة اشتملت على سبب تأليفه للكتاب وعلى منهجه فيه. وعلى طريقته فيه وعلى اشارة لبعض جهود من سبق في هذا الباب وختمه بخطة البحث. هذه الطريقة درج عليها علماؤنا قبل ان تعرف الجامعات والدراسات والاكاديمية العليا قبل ان تعرف مناهج البحث واسس البحث وطرق البحث هذا صنيع السلف رحمهم الله ليس النووي اول من يفعل هذا. لكنها كما ترى صنيع بحثي منهجي متكامل ذكر الخطة وذكر السبب وذكر المنهج وذكر الطريقة واشار الى جهود من سبق فرحمة الله عليهم جميعا