لان من احترامه وادبه وحفظ حقه بقاء هيبته ونفوذ كلمته. وبالتالي استتباب الامر ونفوذ حكمي حتى يبقى للجماعة رباطها. ويستقيم لها عمادها ويحفظ لها هيبتها بحفظ هيبة امامها. اذ لو بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن والاه اما بعد. فقد وقف بنا الحديث عند حديث عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال يقال لصاحب القرآن اقرأ وارتق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا فان منزلتك عند اخر اية تقرأها. والحديث عند ابي داوود والترمذي والنسائي وقال الترمذي حديث حسن صحيح وهذا الحديث في فضائل القرآن التي اوردها المصنف في هذا الباب هي الفضيلة الحادية عشرة وفيها التشريف وعلو المنازل في الاخرة وتقدم في كتاب الامام الاجري رحمه الله تعالى اثر عائشة رضي الله عنها عدد درج الجنة بعدد ال القرآن. اخذا من هذا حديث وان منازل الجنة التي يتصاعد فيها اهل القرآن بقدر ما معهم من القرآن يدل على المكانة العظيمة وعلى ارتفاع درجات بعدد ايات القرآن. في الحديث ايضا من الكرامات والاشارات اللطيفة انه لما يقال لصاحب القرآن يوم القيامة اقرأ وارتق ورتل ليس في مقام اختبار ولا بيان ما عنده من القرآن على رؤوس الخلائق. لان الذي يأمر به الى الجنة سبحانه وتعالى عالم بما مع صاحب القرآن من القرآن وهو سبحانه وتعالى ينزل اهل الجنة منازلهم التي يستحقونها والله تعالى اعلم بها. لكن لما يأتي في الحديث يقال لصاحب القرآن اقرأ وارتق ورتل ليس اختبارا. بل تكريما واظهارا لشرفه وقدره على الخلائق يوم القيامة وفيه ايضا فظل القرآن الذي يتنافس فيه اهل القرآن يوم القيامة كل يقرأ وكل يصعد. وهذا التفاوت الكبير عائد الى ما مع كل واحد من نصيبه من القرآن في الدنيا. قال كما كنت ترتل في الدنيا. فمن كان في دنياه معتنيا بالقرآن كثير الاقبال عليه. دائم الاشتغال به. كان كذلك يوم القيامة. من كان في دنياه مع القرآن مترنما مشتغلا مستمتعا بما اتاه الله من قرآنه. كان كذلك يوم القيامة والحديث يقول كما كنت ترتل في الدنيا. نعم وعن معاذ ابن انس رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من قرأ القرآن وعمل بما فيه لبس والداه تاجا يوم القيامة. ضوءه احسن من ضوء الشمس. ضوءه احسن من ضوء الشمس في بيوت الدنيا فما ظنكم بالذي عمل بهذا؟ رواه ابو داوود. هذه كرامة في الباب ايضا وفضيلة هي الثانية عشرة. اكرام صاحب القرآن واكرام والديه ايضا. بكرامة القرآن. من قرأ القرآن وعمل بما فيه. بهذا القيد قراءة مع العمل. البس والداه تاجا يوم القيامة ضوءه احسن من ضوء الشمس في بيوت الدنيا. فما ظنكم بالذي عمل بهذا يعني ان كانت كرامة والدي صاحب القرآن لانه اوتي القرآن بهذا التاج الذي يفوق ضوءه ضوء الشمس في دنيا الناس اذا كانت هذه كرامة والديه فما ظنكم بكرامته هو؟ وباجره هو ومنزلته هو اذا كان القرآن الى كل ذلك الخير والكرامة. نعم وروى الدارمي باسناد عن باسناده عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال اقرأوا القرآن فان الله الا يعذب قلبا وعى القرآن. وان هذا القرآن مأدبة الله تعالى. فمن دخل فيه هو امن ومن احب القرآن فليبشر فليبشر. فليبشر. فليبشر. هذا الاثر الذي يرويه الدارمي باسناده عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه من احب القرآن فليبشر وهو عند الدارمي بمواضع متفرقة اقرأوا القرآن فان الله تعالى لا يعذب قلبا مع القرآن. اخرجه في موضع واخرج في موضع اخر وان هذا القرآن مأدبة الله ومن احب القرآن فليبشر فيه كرامة وبشارة لصاحب القرآن بالقرآن. وفيه الامان من العذاب هذه الفضيلة الثالثة عشرة للقرآن في هذا الباب انه امان من العذاب فان الله تعالى لا يعذب قلبا وعى القرآن هذا الاثر موقوف على ابن مسعود رضي الله عنه. لكنه مما يكون له حكم الرفع لان مثله لا يقال بالرأي والاجتهاد المسألة تتعلق بالعذاب الاخروي يوم القيامة والبشر ليس لهم معرفة بذلك الا بتوقيف من الوحي. فمثل هذا الذي يقول فيه اهل العلم انه موقوف له حكم الرفع. فاذا صح سنده عن عبدالله بن مسعود فان معناه عظيم. وهي امان صاحب القرآن من العذاب يقول اقرأوا القرآن فان الله تعالى لا يعذب قلبا وعن قرآن. والجزء الاخر فيه وصف القرآن بانه مأدبة اللهم المأدبة هي المائدة التي يوضع لها الطعام ويدعى اليها الناس فيقبلون عليها ليصيبوا مما فيها من الطعام وينتفعون به. فوصف القرآن بانه مأدبا لما فيها من الكرامة والحفاوة والاجر والثواب فهي بمثابة اكرام الضيف الزائر الذي يقبل على بيت مضيفه. قال فمن دخل فيه فهو امن. ومن احب القرآن فليبشر. والمقصود بشارات القرآن الكثيرة التي ورد طرف منها في هذا الباب وعن عبدالحميد الحماني قال سألت سفيان الثوري عن عن الرجل يغزو احب اليك او يقرأ القرآن فقال يقرأ القرآن لان النبي صلى الله عليه وسلم قال خيركم من تعلم القرآن وعلمه. الحديث مر عند البخاري في صحيحه لكن المقصود هنا هذا الاثر عن سفيان رضي الله عنه ورحمه لما سئل عن الرجل يغزو اليك يغزو احب اليك او يقرأ القرآن. ففضل قارئ القرآن مستشهدا بالحديث. مع ما في الغزو من الفضل مع ما في الجهاد من الاجر. مع في نشر دين الله وخدمته ورفع رايته من عظيم المكرمات والثواب. لكنه استشهد بالحديث في الخيرية المطلقة خيركم من تعلم القرآن وعلمه. اكتفى المصنف رحمه الله بهذه الفضائل. وتعدادها ثلاثة عشر فضيلة. اورد على كل واحدة منها حديثا او اثرا نعم. الباب الثاني في ترجيح القراءة والقارئ على غيرهما في ترجيح القراءة قراءة القرآن. يعني على غيرها من الاعمال الصالحة والقارئ يعني قارئ القرآن على غيره من العباد من اهل الايمان. فقراءة القرآن في جنس الاعمال الصالحة راجحة على غيرها وقارئ القرآن بالنسبة الى العباد الموصوفين بالخير والفضل والاحسان والعمل الصالح راجح على غيره من العباد فالقرآن في ذاته ذو فضل على العمل الذي يرتبط به. فمن قرأه كان خيرا من غيره. وقراءة القرآن ارجح من غيرها في ثواب العمل الصالح. وهذا باب اراده المصنف رحمه الله. ليست تتمة لان الباب الاول في الفضائل. والان في الترجيح لانك اذا اثبت فضيلة القرآن فاعمال صالحة كثيرة لها فضائل فهذا ترجيح لها على غيرها ثبت عن ابي مسعود الانصاري البدري رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يؤم القوم اقرؤهم لكتاب الله رواه مسلم. هذا حديث ابي مسعود الانصاري رضي الله عنه وهو في صحيح مسلم يؤم القوم اقرؤهم لكتاب الله والتفضيل هنا في اقرأهم شاهد للمصنف في هذا الباب ان قارئ القرآن ها ارجح من غيره مفضل على غيره. طيب ولو قال قائل لكن هذا الترجيح ليس مطلقا هذا تفضيل مقيد بالامامة في الصلاة وكيف تقول ان قارئ القرآن ارجح من غيره الجواب ان هذا هو موطن الشاهد الصلاة اعظم عبادة واجل اركان الدين. ولما يصطف العباد في بيوت الله يقفون لفريضة من فرائض الله الصلاة صلة بين العبد وبين ربه ومناجاه. فاذا اصطفوا صفوفا وفيهم الرئيس والمرؤوس والصغير والكبير والعالم جاهل والمقدم والمؤخر في هذا المقام الذي يجتمع فيه الكل يتقدم الجميع ضرا صاحب القرآن فهذا من اعظم الشواهد على ترجيح قارئ القرآن على غيره لانه فضل في اعظم عبادة في اعظم موقف في مكان يجمع الناس بلا استثناء فيتقدم صاحب القرآن والحديث عند مسلم ايضا من رواية ابي سعيد الخدري رضي الله عنه بلفظ اذا كانوا ثلاثة فليؤمهم احدهم واحق هم بالامامة اقربهم. فدل ايضا على ان قارئ القرآن الاقرأ هو المقدم على غيره. ها هنا مسألة فقهية لطيفة تحسن الاشارة اليها. في مسألة اولوية قارئ القرآن بالامامة في الصلاة ومحل الاشارة اليها معنى الحديث وفهم الفقهاء له مع تنزيله على واقعنا الذي نعيشه اليوم. فان العلماء وفقكم الله على قولين في فهم الحديث منهم من يقول يؤم القوم اقرأهم لكتاب الله يعني اكثرهم قرآنا وهنا سيعود الامر الى مقدار اخذ القارئ من القرآن. فمن كان اكثر قرآنا كان احق بالامامة واولى بها. وقال ما لك والشافعي الافقه اولى بالامامة من الحافظين. فاذا اجتمع اثناء احدهما اكثر فقها والثاني اكثر حفظا يقدم الافقه هذا قول مالك والشافعي. قالوا الارتباطه بهذا المعنى زمن الصحابة. فان النبي عليه الصلاة والسلام لما قال يؤم القوم اقوم لكتاب الله حتى لو نزلناها على معنى اكثرهم قرآنا. كانت قراءة القرآن واخذ القرآن مرتبطة ها بالعلم والعمل فمن كان اكثر قرآنا كان اكثر علما واكثر عملا واخذوا القرآن والايمان والعلم والعمل جميعا من كان اكثر قرآنا كان اكثر وذهب ابو حنيفة وهو عند الحنابلة ايضا ان الاحفظ اولى بالامامة من الافقه. قالوا لدلالة الة النص عليه يؤم القوم اقرأهم لكتاب الله فان كانوا في القراءة سواء فاعلمهم بالسنة فلما نزل من درجة القراءة الى العلم بالسنة كانت هذه علامة التقديم بمسألة الدين والدراية به والفقه في وحتى من يقول انه يؤم القوم اقرأهم بكتاب الله فان الاقرأ هنا ذهبوا فيه الى معنيين المعنى الاول الاكثر قرآنا والثاني الاحسن قراءة هل هما سيان او بينهما فرق بينهما فرق الاكثر قرآنا يعني الاكثر حفظا. فمن معه عشرة اجزاء اولى من الذي معه جزئين. والذي يحفظ نصف القرآن اولى من الذي احفظوا عشرة اجزاء والذي يحفظ القرآن كله افضل واولى من الذي يحفظ بعضه. هذا المعنى الاول الاكثر قرآنا. والمعنى الثاني الاحسن قراءة اقرؤهم يعني اجودهم قراءة والمعنيان يحتملهما اللفظ اي لفظ اقرأهم لكتاب الله لكن المعنى الاول الاكثر قرآنا ترجح ببعض الادلة. اخرج البخاري عن ابن عمر رضي الله عنهما قال لما قدم المهاجرون الاولون العصبة هو موضع بقباء في المدينة. قبل مقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم. كان يؤمهم سالم مولى ابي حذيفة وكان ما اكثرهم قرآنا. وفي رواية وفيهم عمر وابو سلمة وزيد وعامر بن ربيعة ويشهدوا له ايضا حديث البخاري عن عمرو ابن سلمة ان اباه اتى من عند النبي صلى الله عليه وسلم. فقال لقومه جئتكم والله من عند النبي صلى الله عليه وسلم حقا. فقال صلوا صلاة كذا في حين كذا وصلوا صلاة كذا في حين كذا. فاذا حضرت الصلاة فليؤذن احدكم وليؤمكم اكثركم قرآنا فلفظ اقرأهم لكتاب الله عند مسلم جاء مفسرا عند البخاري بماذا؟ اكثركم قرآنا وهذا تفسير واضح لان معنى بمعنى الاكثر قرآنا. قال عمرو فنظروا فلم يكن احد اكثر قرآنا مني فقدموني بين ايديهم وانا ابن ست او سبع سنين ومن ذهب الى ان المعنى الاحسن قراءة قال بمعنى القراءة التامة باقامة الحروف وعدم اسقاطها والاخلال بها. ولماذا حملوا اقرأوا وهم بكتاب الله على هذا المعنى. قالوا لانا وجدنا مثل قوله عليه الصلاة والسلام ارحم امتي بامتي ابو بكر واشده في دين الله عمر الى ان قال واقرأهم كتاب الله هم ابي بن ابي بن كعب فهل كان ابي بهذا المعنى عنده مقدار من القرآن اكثر من باقي الصحابة؟ اذا ما انا اقرأهم ابي احسنهم. فاذا انت الان فسرت في حديث ما ان الاقرأ بمعنى الاحسن فستحمل الحديث هنا يؤم القوم اقرأهم لكتاب الله يعني يعني لو كان عندنا واحد يحفظ من القرآن نصفه لكنه يجيد قراءته ويحسنها فانه مقدم على من يحفظك من القرآن ان لم يكن بمقداره في الجودة. هذان معنيان يحتملهما لفظ اقرأهم لكتاب الا لكنه لا خلاف انه ان تساوايا في قدر الحفظ قدم الاحسن قراءة او تساويا في حسن القراءة يقدم الاكثر قرآنا كما ذكر المرداوي في الانصاف يقول الحافظ ابن رجب كما في فتح الباري اذا اجتمع شخصان يحسنان قراءة القرآن الكريم احدهما اكثر والاخر اجود قراءة. فما رأيكم يقول اذا اجتمع شخصان يحسنان قراءة القرآن احدهما اكثر قرآنا والاخر اجود قراءة فما رأيكم قال احدهما اكثر قرآنا والاخر احسن قراءة يقول رحمه الله فمن يقدم؟ قال ظاهر السنة ان الاكثر حفظا للقرآن مقدم قال واكثر الاحاديث تدل على اعتبار كثرة القرآن ولهذا قال في عون المعبود ايضا وهو يشرح الحديث عند ابي داوود قال لانه لا صلاة الا بقراءة اليس كذلك ثم قال اذا كانت القراءة من ضرورة الصلاة وكانت ركنا من اركانها صارت مقدمة في الترتيب على الاشياء الخارجة عنها يعني قراءة القرآن بحد ذاتها مقصودة اصلا في الصلاة. نعم وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال كان القراء اصحاب مجلس اصحاب مجلس عمر رضي الله عنه ومشاورته كهولا كانوا او شبانا. رواه البخاري في صحيحه وسيأتي في الباب بعد هذا احاديث تدخل في هذا الباب. نعم. وهنا التنبيه ايضا في حديث ابي مسعود الانصاري رضي الله عنه يؤم القوم اقرؤهم بكتاب الله. تنبيه مهم حقيقة بل تنبيهان. التنبيه الاول يتعلق بما يحصل احيانا اذا اجتمعت جماعة لاداء سواء كانوا في موضع اجتمعوا فيه في مكان في طريق في سفر ونحوه فتحصل بعض ما يخالف السنة في هذا الباب. فيقدم مثلا الاكبر سنا والحديث لا يدل عليه بل حديث ما انتقل الى السن الا عند التساوي في القرآن والسنة والهجرة. ومع ذلك فان هذا يحصل كثيرا وهذا خلاف السنة. او يقدم احيانا على اعلى رتبة يعني اذا اجتمع مجموعة وفيهم مدير وموظفون قدموا المدير. وان كان اقلهم قرآنا وهذا خلاف السنة او قدموا لاعلى درجة هذا لانه رئيس قسم او هذا لانه دكتور او هذا لانه كذا فيقدم ولو كان اقل قرآنا وكل هذا مخالف السنة بل ربما وقعوا في مخالفة اخرى يجتمع قوم في مكان ما وفيهم المقيم وفيهم المسافر فيقدمون من؟ المسافر لانه سيقصر ركعتين وبالتالي فالمقيم يكمل بعده لاتمام الصلاة والمسافر يقصر. لكن لو قدموا المقيم الزم الجميع بالاتمام باربع ركعات فيعمدون الى وجه من التفظيل والتقديم خلاف السنة. يا اخي يقدم الاقرا لكتاب الله ولو كان مقيما او كان مسافرا المهم العبرة بما دلت عليه السنة يؤم القوم اقرأهم لكتاب الله. استثنى الحديث تقديم ذي السلطان في سلطانه لان تتمة حديث ابي سعيد ابي تتمة حديث ابي مسعود الانصاري كما قرأناه يؤم القوم اقرأهم لكتاب الله ثم قال ولا لا من الرجل الرجل في سلطانه ولا يقعد على تكرمته الا باذنه. فمن صلى في دار احد وفي مزرعته او في موضعه فصاحب المكان احق بالامامة لانه ذو سلطان في سلطانه فهو اولى بالامامة مقدما ولو كان غيره اقرأ منه لكتاب الله للنص الواردة في الحديث ولا يتعدى ذلك الى غيره من وجوه التقديم. التنبيه الثاني وقد اشرت في الحديث الى تنزيله على واقعنا اليوم. اليوم اه اصبح في الناس صنفان اما حفظة للقرآن لا حظ لهم من الفقه والعلم واما طلبة علم ضعف اخذهم للقرآن فنشأت هذه المسائل من هذه النواحي فماذا واذا كنا جماعة في مسجد او اهل قرية وعندنا شخصان فمن نقدم ان نقدم اقرأنا لكتاب الله وهو مع تمام عنايته بالقرآن وحفظه وضبطه واتقانه الا انه ربما بلغ من عزوفه عن العلم الى انه يجهل بعض مسائل الصلاة الا يحسن بعض مواقف الامامة ولا يفقه في مسائل السهو مثلا وماذا يصنع وصنف اخر طلب العلم وتفقه لكنه زهد في حفظ القرآن وليس معه الا اجزاء معدودة وسور من هنا وهناك بعض صغار الحي يحفظ من القرآن اكثر من حفظه فنشأ هذا الاشكال الذي يغلو فيه كما صنعت الخوارج في الغلو بالاخذ بمعنى القرآن وترك بعضه وضرب بعضه ببعض. او الجافي عنه اصحاب القرآن المقصرين المقصرون الذين اخذوا القرآن فضيعوا بعض حقوقه واهملوا التخلق بأدبه ومن ثم احتاج الفقهاء المعاصرون الى تناول المسألة هل يقدم الاقرأ بمعنى الاكثر اخذا للقرآن ويجدون امامهم من عبارات السلف ما سمعت والائمة علماء ما اوردت لك لكنهم يقولون هذا عندما كان الاقرأ للقرآن بالضرورة كان كان هو الاعلم وكان هو يعني وانت تعلم ان ابن عمر رضي الله عنهما مكث في سورة البقرة ثمانية سنين حتى اتمها. وابوه عمر رضي الله عنه اتمها في عشر سنوات اركان الرجل منا اذا اخذ البقرة وال عمران جد في اعيننا. وفي رواية جل في اعيننا. مع انه ما البقرة وال عمران الطلاب اليوم في شهر ثماني سنوات ليست ضعفا في الحفظ. لكنها لما تحمل البقرة سنام القرآن هي وال عمران الزهراوان غمامتان او غيايتان تأتيان يوم القيامة تظللان صاحبهما. يقول كان الرجل اذا اخذ البقرة وال عمران جد في باعيننا او جل يعني اصبح شيئا عظيما فهذا يدل على ما ارتبط في اخذ القرآن في ذاك الزمن مع ارتباط بالعلم والعمل. فاذا كانت البقرة بما فيها من التشريع والاحكام والايمان والوعي عدو الوعيد والقصص والاخبار هي سلام القرآن فمن اخذها اخذها شيئا عظيما. واذا كانت ال عمران معها كانت اعظم فهذا يفهمك ما الذي كان عليه النص وكيف كانوا يفهمون. ما الذي اصاب النبي عليه الصلاة والسلام من وقع المصيبة بمقتل سرية بئر معونة وقد كانوا سبعين كما في الصحيح وفي رواية في السير كانوا اربعين. ما حزن عليه الصلاة والسلام في حزنه قط حزنا اشد من ذلك اليوم بما اصابه في مقتل اصحابه. فقد سبعين كانوا من القراء مصطلح قراء ايضا بمعنى هم خيرة اصحابه. القارئ للقرآن المتفقهين في الدين العالمين. وما ارسلهم الا للدعوة الى بئر معونة فحصلت الغدر والخيانة فقتلوا ففقد الثقل في اصحابه. فقد سبعين من خيرة اصحابه اصحاب قرآن اصحاب علم وفقه. فلذلك كان انا القارئ والقراء بهذه الدلالة. وقالوا اذا ما تفهم قارئ القرآن وقراءة القرآن ومثل المعاني الا المرتبطة باخذه من القرآن مع حظه من العلم والعمل. فاذا عدنا الى زمان كهذا فان التوجيه يقول يا اصحاب القرآن اجعلوا مع اخذكم للقرآن حظكم من طلب العلم وتحصيله. لانه ما يحسن والله ان يفتح الله لاحد فتحا عظيما في القرآن ثم يكون فيه من الحذاق والمهرة والمتقنين. ويغلبه صغار الطلبة في فقه بعض مسائل الصلاة فظلا عن غيرها من فقه شريعة لانه قد شاع في الاونة الاخيرة شيء ما يشعر به اصحاب القرآن والمعلمون والطلاب انه لا عيب على احدنا ان كان لا ينصرف الى التفقه وان هذه تخصصات واذا اعتنينا بالقرآن واشتغلنا به وبحفظه واتقانه ودراسة علومه واخذ قراءاته ورواياته فان هذا تخصص ينبغي ينفرد له قارئ القرآن ولا يعيبه ان جهل في السنة او في الفقه او الفرائض او غيرها من احكام الشريعة. ليس المطلوب ان طالب العلم في كل طريق فلا يبلغ الغاية لا هنا ولا هناك لكن المطلوب الا يستقر هذا فهم الخاطئ ان اخذ القرآن تلاوة وعناية بلفظه بمعزل عن ما فيه من الحكم والاحكام والعظات والعبر والتدبر انه هو المقصود رأسا فينبغي الاتزان وانه كلما فتح الله على احدنا في القرآن شعر انه باب فتح لاجل ان يسير فيه لا ان يقف على عتبته لانك رأيت بعض القراء اليوم يتفاخر بانه رغم عنايته البالغة بالقرآن وانه لا يحسن شيئا في فقه الشريعة والمطلوب ان يكون له قدر لا يحسن الجهل به. واقل ذلك فقه العبادات. واعظمه فقه الصلاة التي هو فيها في المحراب اماما وربما صعد المنابر خطيبا. فاولى به ان يفقه تلك المسائل والاحكام ويعرف ما بها. نعم لا يضره ان جهل من دقائق فقه البيوع وصور خفية من الربا وبعض مسائل الطلاق وخلاف الفقهاء فيها او بعض شروط احكام والجنايات قد يفوته بعض ذلك لكنه ليس بمثابة جهله بالامهات من مسائل العبادات صلاة وصياما اعتكافا وهي ترتبط بالمساجد والناس يأتون اليه. الصيام في رمضان والاعتكاف وقيام الليل وصلوات الفريضة وخطب الجمعة او العيدين والكسوف هذه مسائل هو يؤم الناس فيها فلا يحسن جهله بها البتة. ومجرد الاقتصار على انه قارئ انه شيخ المنطقة وانه اليه الاجازة والاسناد في اقليمه وقطره كل هذا خير. لكنه لا ينبغي ان يكون محصورا فيظن انه القدر الذي يكتفي به بين قوسين بمسمى التخصص في العلوم والاقتصار على فن دون غيره. يبقى الارتباط بكتاب الله بابا ومدخلا يربط طالب العلم بالفقه في الشريعة على مراتب اقلها ما اشرت اليه. قال وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال كان راء اصحاب مجلس عمر. مرة اخرى من القراء في ذاك الزمان ليسوا كمثل مصطلحنا المعاصر يعني قراء مشتغلين فقط بالقراءة واذا خرجوا عنه شبرا اصبحوا صفرا. لا القراء قراء اصحاب قرآن اصحاب فقه اصحاب علم. عمر رضي الله عنه وهو عمر الذي ينزل القرآن بموافقته ما فيه من السداد والرأي والصواب ورجاحة العقل. لما يريد ان يتخذ اصحاب شورى ومجلس شورى يجالسهم ويعرض عليهم قضايا والامة والاحوال ويستشيرهم. من اختار؟ يختار القراء، اتظن القراء يريد ان يستمع لتلاوتهم ويطرب ويترنم في المجالس وهم يرددون عليه بعض المقاطع من خواتيم السور لا ويبحث عن رجاحة عقل عن فقه في الدين عن سداد عن عمق في الشريعة عن ادراك لمقاصدها ترجيح وموازنات بين المصالح والمفاسد هذا خليفة امير المسلمين امير المؤمنين كان القراء اصحاب مجلس عمر رضي الله عنه ومشاورته كهولا كانوا او فما كان الضابط عنده بالسن كان يبحث عن صاحب القرآن ليعلم ما عنده من العلم المرتبط بكتاب الله فيأنس برأيهم رضي الله عنهم جميعا نعم واعلم ان المذهب الصحيح المختار الذي عليه من يعتمد عليه من العلماء ان قراءة القرآن افضل من التسبيح والتهليل وغيرهما من الاذكار. وقد تظاهرت الادلة على ذلك والله اعلم. ها هنا شيئان الاول هذا التفضيل من القرآن وبين سائر انواع الذكر ومأخذه ما هو؟ ان الكل ذكر لله. القرآن ذكر والتسبيح ذكر والتهليل ذكر فاذا اجتمعت كلها في كونها جنسا واحدا هو ذكر الله. واذا كان هذا الجنس انواعا فاعلى الجمل والكلمات من ذكر الله هي القرآن الكريم والامر الثاني الذي اشتملت عليه عبارة المصنف رحمه الله هذا التفضيل المطلق وقد اطلق العبارة هنا. لكنه في المجموع الامام النووي قال قراءة القرآن افضل من التسبيح والتهليل وسائر الاذكار الا ها الا الا في الصلاة يعني غير القرآن افضل نعم. قال الا في المواضع التي ورد الشرع بالاذكار فيها مثل التسليم من الصلاة. جاء الاستغفار ثلاثا اللهم انت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والاكرام والتسبيح والتهليل والتكبير. هنا بعد الصلاة القرآن ام هذا الذكر هذا الذكر فالقاعدة ان الذكر المخصوص بموضع معين وزمان معين افضل من غيره ولو كان غيره افضل منه في الجملة. فكلام وصلني في هنا المطلق قيده رحمه الله في المجموع وهو ادق واصوب. ولهذا يقول ابن القيم رحمه الله في الوابل يقول قراءة القرآن افضل من الذكر والذكر افضل من الدعاء. هذا من حيث النظر لكل منهما مجردا. اسمع يقول وقد يعرض للمفضول ما يجعله اولى من الفاضل. بل يعينه فلا يجوز ان يعدل عنه الى فاضل وهذا كالتسبيح في الركوع والسجود فانه افضل هم من قراءة القرآن فيهما بل القراءة فيهما منهي عنها نهي تحريم او كراهة وكذلك التسبيح والتحميد في محلهما افضل من القراءة. وكذلك التشهد. وكذلك الذكر عقب السلام من الصلاة. ذكر التهليل والتسبيح والتحميد افضل من الاشتغال عنه بالقراءة. وكذلك اجابة المؤذن والقول كما يقول افضل من القراءة. وان كان فظل القرآن على كل كلام كفضل الله تعالى على خلقه. لكن لكل مقام مقال. متى فات مقاله فيه وعدل عنه الى غيره اختل الحكمة وفقدت الاصلحة المطلوبة منه الى اخر ما قاله رحمه الله تعالى. تم كلام المصنف الباب الثاني وهو ما يتعلق بترجيح القارئ والقراءة على غيرهما. نعم الباب الثالث في اكرام اهل القرآن والنهي عن ايذائهم قال الله عز وجل ومن يعظم شعائر الله فانها من تقوى القلوب. وقال تعالى ومن يعظم حرمات الله فهو خير له عند ربه. وقال تعالى واخفض جناحك للمؤمنين. وقال تعالى والذين دون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا واثما مبينا. باب في اكرام اهل القرآن والنهي عن ايذائهم. والان ذكر لك في الباب الاول فضل تلاوة القرآن. ثم ترجيح القراءة والقارئ. الان في موضوع الاخص ان اكرام اهل القرآن مطلوب لم لكرامة القرآن وان تعظيمهم واجلالهم وعدم اذيتهم مطلب اكراما للقرآن الذي معهم. انظر كيف استدل؟ اتى باربع ايات ذلك ومن يعظم شعائر الله فانها من تقوى القلوب ذلك ومن يعظم حرمات الله فهو خير له عند ربه. ما علاقة هاتين الايتين ما في الاية لا قرآن ولا اهل قرآن ولا اكرام ولا عدم ايذاء ربط القضية يا احبة باصل عظيم في الشريعة ما هو تعظيم الله ومن تعظيم الله تعظيم شعائره وتعظيم حرماته. ذكر في الاية الاولى من يعظم شعائر الله وفي الثانية من يعظم حرمات الله بدأنا ندخل الى شيء اقرب. اذا تعظيم الله هو الاصل ومن عظم الله عظم شعائره وعظم حرماته ما الشعائر؟ شعائر الدين معالمه البالية الكبار. فالاذان من الشعائر والصلاة من الشعائر والقرآن من شعائر الله والحرمات ما هي؟ ذلك ومن يعظم حرمات الله. ما الحرمات كل شيء له حرمة وقدر ومكانة فهي حرمات الله فحرمات الله كثيرة. فالنبي صلى الله عليه وسلم والكعبة والقرآن كلها من حرمات الله فربط المسألة باصلها في الشريعة. تعظيم الحرمات وتعظيم الشعائر ويدخل في تعظيم الشعائر تعظيم القرآن ويدخل في تعظيم الحرمات تعظيم القرآن ايضا. ومن تعظيم القرآن تعظيم اصحابه وفي الاية الثالثة واخفض جناحك للمؤمنين وهي عامة. اذا امرنا بخفض الجناح لكل مؤمن فاهل القرآن من باب اولى. وخفض الجناح الاكرام والتواضع لهم وفي الرابعة نص على تحريم اذية المؤمنين. والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا واثما مبينة وفيها ترتب هذين الوصفين الذميمين البهتان والاثم الذي وصفه الله بانه مبين. كل ذلك مشيعا لهذا الباب وردا لاهل الاسلام عن الوقوع فيهم. نعم وفي الباب حديث ابي مسعود وفي الباب حديث ابي مسعود الانصاري وحديث ابن عباس المتقدمين في الباب الثاني ما علاقة حديث ابن مسعود ام القوم اقرأهم لكتاب الله واثر ابن عباس كان اصحاب كان القراء واصحاب مجلس عمر. هذا نوع من الاكرام يؤم القوم اقرأهم لكتاب الله تكريم لهم واصحاب القراء القراء اصحاب مجلس عمر هو تكريم لهم ايضا هو يستشهد بوجوه من تدل على اكرام اهل القرآن وعن ابي موسى الاشعري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان من اجلال الله تعالى اكرام ذي الشيبة المسلم وحامل القرآن غير الغالي فيه والجافي عنه. واكرام ذي السلطان المقصر. رواه ابو داوود وهو حديث هذا حكم من المصلي في الامام النووي على الحديث بالحسن. والحديث عند ابي داوود وضعفه كثير من اهل العلم لجهالة الراوي عن ابي موسى الاشعري وهو ابو كنانة مجهول الحال. وبين المحدثين جدل في جهالة هذا الراوي عن ابي موسى ويروي عنه الحديث وحديثا اخر والمقصود ان الحديث فيه نص على اكرام اهل القرآن بل وجعل ذلك من علامة تعظيم الله في قلب المسلم. ان من اجلال الله تعالى. عبد الله تحب الله تجل الله في قلبك وتعظمه امارة ذلك وعلامته اكرام ثلاث فئات من البشر قال اكرام ذي الشيبة المسلم. كل من شابت لحيته ابا كان او عما او خالا او جدا او قريبا او غريبا او بعيدا مسلم شابت لحيته في الاسلام. ان من الوقار الذي نتعلمه والادب في شريعتنا احترام الكبار واجلالهم وتوقيرهم فيقدمون على غيرهم. ويحترمون في رأيهم ويتغاضى عن زلتهم وخطأهم وان ما يدفعنا الى ذلك ادب تؤدبنا به الشريعة اولا. ورغبة في نيل هذا الوصف والكرامة في هذا الحديث ان من اجلال الله تعالى اكرام ذي الشيبة. وتعامل كبيرهم كاب لك. او اخ اكبر او شخص له عليك فضل وقد لا تعرفه قابلته في مطار وقفت معه في شارع صليت بجواره في مسجد ما تعرفه ولا رأيته من قبل. لكن احترامك له وتقديمك عند الدخول في الباب في المصعد وفي المقعد ان يجلس في المجلس ان يتقدم الى اخره. صور شتى لما يشيع مثل هذا الادب في المجتمع تظهر صور الاحترام والوفاء والخلق الكريم. قال عليه الصلاة والسلام وحامل القرآن. ايضا هذا موضع تكريم. ان يكون اهل القرآن في مجتمعنا مقدمين محترمين ان يكون لهم من الاعزاز والاكرام ليس لذواتهم واشخاصهم. بل لما اودع الله عز وجل في فترى حامل القرآن فتحترمه احتراما للقرآن الذي في صدره. وللتكريم هذا صوره شتى ايضا اجلها واعظمها تقديمهم في صفوف الصلاة ليكونوا ائمة نصلي خلفهم. قال في وصف حامل القرآن غير الغالي فيه والجافي عنه. من الغلو وضيعوا كثيرا من معالمه. اولئك اهل تقصير. فاذا كان اهل القرآن مقصرين في انفسهم بالاخذ بالقرآن والقيام به حق القيام جلبوا على انفسهم انتقاص الناس وسقوطهم من اعينهم. ولهذا قال غير الغالي فيه والجافي عنه. ثم قال في الثالثة واكرام ذي السلطان المقسط. العادل صاحب السلطة والحكم والامارة لانه لا يستقيم للمجتمع امر ولا تستحب تستتب حياة ولا يستقيم نظام الا باحترام ذي السلطان. السلطان الاعظم ولي الامر والحاكم او السلطان فيما دونه فصاحب كل سلطة في موضع كلمته ونفوذ امره صاحب سلطان. فالمدير والمسؤول والرئيس والوزير والمباشر كله هؤلاء ذوو سلطان وكذلك الاب في بيته صاحب سلطان على بيته لكن الحديث يراد به السلطان الاعظم الامام وولي الامر انخرم هذا الباب وتسلط السفهاء والاوباش والاوغاد فكانت منهم التعديات الاساءة والتشويه المتعمد للحاكم لولي الامر تجرأ الناس فسقطت الهيبة واذا سقطت الهيبة انفضت وانقضت العرى التي تحكم البلاد فيكون امر الناس فوضى فاذا شاعت الفوضى واختل النظام وان فرط العقد لن يستتب امر وسيتسلط الشيطان من ابواب شتى للفساد والافساد وعن عائشة رضي الله عنها قالت امرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ان ننزل الناس منازلهم رواه ابو داوود في سننه والبزار في مسنده قال الحاكم ابو عبدالله في علوم الحديث هو حديث صحيح. الحديث عند ابي داوود في السنن وعند البزار في مسنده البحري الزخار قال النووي البزار صاحب المسند بالراء في اخره تفريقا بينه وبين بعض الالقاب مثل البزاز التي تكون من صناعة البز فاراد ان يفرق بينهما. قال الحاكم ابو عبدالله في علوم الحديث هو حديث صحيح. فعزا تصحيح الحديث الى الامام الحاكم رحمه الله حديث عائشة رضي الله عنها وقد اعل ابو داوود وقد روى الحديث اعل الحديث بعدم ادراك الراوي وميمون لعائشة رضي الله عنها. قالت امرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ان ننزل الناس منازلهم انزالوا الناس منازلهم تقديرهم واحترامهم بقدر ما هم عليه. من الرتب والمناصب والاماكن التي هم فيها. انزال الناس منازلهم احترام بقدر ما معهم من العقل والعلم والحلم. انزال الناس منازلهم معرفة ما لهم من الوجاهة والرياسة والمنصب الذي يستحقونه فينزل منازلهم هو ايضا من اخلاق الاسلام الكبيرة وادبها العظيم الذي عممت به. وان كان الحديث آآ يعني ضعيف السند لكن معنى في الاصل هو من الاخلاق العامة التي تحتكم اليها آآ اداب المسلمين. نعم وعن جابر بن عبدالله رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يجمع بين الرجلين كان يجمع بين رجلين من قتلى احد ثم يقول ايهما اكثر اخذا للقرآن؟ فاذا اشير الى احدهما قدمه في اللحد رواه رواه البخاري هذا من اجل واعظم سور تكريم صاحب القرآن التي جاءت بها سيرة المصطفى عليه الصلاة والسلام بغزوة احد كلكم يعلم مصاب المسلمين حيث استشهد منهم سبعون شهيدا يوم احد ولما انتهى القتال اخر النهار وانصرفت قريش وابعدها الله عن المدينة عزم النبي عليه الصلاة والسلام على دفن شهداء احد في موضع استشهادهم في ساحات احد والعدد كبير سبعون شهيدا ولا قدرة لبقية الجيش وهم دون السبعمائة كما تعلمون لما انخذل عبد الله ابن ابي بثلث الجيش وكانوا الفا ما بقي الا سبعمائة السبع مئة بعد مقتل السبعين ليس فيهم الا جريح او مطعون او مضروب ما فيهم احد سلم بل حتى رسول الله عليه الصلاة والسلام وقد سقط في الحفرة التي حفرها الخبيث ابن ابي قمية. فانكسرت رباعيته وسقط على جنبه وشج عليه الصلاة والسلام وسال الدم على وجهه الشريف ودخلت حلقتان من المغفر في وجنته. فالكل مصاب يوم احد فمن الذي يسعه ان يحفر سبعين قبرا لسبعين شهيدا وهم يريدون العودة الان الى المدينة واتمام المهمة قبل مغادرة المكان فكان من الحلول ان يجمع الاثنان والثلاثة في قبر واحد فبدل ان يحفر سبعون قبرا سيحفر ثلاثون قبرا او نحوها هو اهون واخف عليهم ثم سيجمع كل اثنين او ثلاثة في لحد واحد. فكلما حفروا حفرة وجهزوها جمعوا اثنين وثلاثة ويؤذنون رسول الله صلى الله عليه وسلم لينزل في الحفرة عليه الصلاة والسلام ويتلقاهم بيده الكريمة ليلحده في القبر ويصعد فكلما جمعوا اثنين او ثلاثة من قتل احد يأتي فيقول ايهما اكثر اخذا للقرآن فاذا اشاروا الى واحد قدمه في اللحد على صاحبه وفي بعض الروايات انه كان يجمع بين الرجل وصاحبه يعني من كان له صحبة واخوة معه فكما اصطحبا في الدنيا يصطحبان في القبر لكن هذه والله يا اخوة من اعجب الاشارات يسأل ايهما اكثر اخذا للقرآن فيقدمه هل هو تكريم تكريمه قد مات ما يدري يعني هو سيدخل قبل صاحبه في اللحد تكريم لو كان حال الحياة تكرم شخصا تقدمه على غيره تبدأ به قبل الاخرين انت افرحت قلبه واسعدته. الان هذا شهيد الموقف يا اخوة ليس موقف تكريم لمن بدأ في اللحد هل دخوله في الحفرة قبل صاحبه دلالة على شيء يستحقه في الاخرة قبل صاحبه هذا ليس له دلالة هي والله باختصار شديد رسالة لي ولك وللامة الى يوم القيامة تقول حيثما وجدت فرصة لاكرام صاحب القرآن فافعل وكلما وجدنا مجالا نعلن فيه اكرامنا لاهل القرآن وتقديمهم على غيرهم فينبغي ان نفعل مشهد عجيب والله كلما جمع اثنان ويأتي عليه الصلاة والسلام ايهما اكثر اخذا للقرآن؟ فاذا اشير الى احدهما قدمه في اللحم ابعد هذا يزهد صاحب القرآن في اخذه للقرآن ونزهد مع ابنائنا واولادنا بنين وبنات في توجيههم للعناية بالقرآن واخذ القرآن. هذا موقف تكريم عجيب. والنبي عليه الصلاة والسلام جعله في هذا الموضع وهو يلتفت ويلفت انظار الامة الى هذا المعنى العظيم تكريم اهل القرآن نعم وعن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال النووي رحمه الله لحد قدمه في اللحد قال لحد القبر بفتح اللام وضمها لحد ولحد. لغتان مشهورتان قال والفتح افصح وهو شق في بجانبه القبلي يدخل فيه الميت يقال لحد الميت والحدته يعني ادخلته في اللحد. نعم وعن ابي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله عز وجل قال من اذى لي وليا فقد اذنته بالحرب رواه البخاري من اذى لي وليا فقد اذنته بالحرب. كذا في النسخة عندكم نعم وفي نسخة النووي في التبيان قال فقد اذنني بالحرب وعزاه الى البخاري في صحيح البخاري هكذا اذنته وانما قال النووي او اورد النووي رحمه الله الرواية بلفظ فقد اذنني لانه فسرها في الباب العاشر. فقال اذنني اي اعلمني ومعناه محاربتي فاورد المصنف الرواية بلطف فقد اذنني لكن الصواب كما عند البخاري في الصحيح والحديث معزول فقد والمقصود ان الله عز وجل يحذر العباد من ايذاء اوليائه. وان من تعرض لاوليائه بالاذى فقد اعلن الحرب مع الله وهذه اعلان الهلاك والخسارة. من الذي يقوى على حرب الله فظلا عن ان يعلنها طيب ما علاقة هذا بالباب في اكرام اهل القرآن اولياء الله طيب اكمل وثبت وثبت في الصحيحين عنه صلى الله عليه وسلم انه قال من صلى من صلى الصبح فهو في ذمة الله فلا يطلبن الله بشيء من ذمته وعن الامامين الجليلين ابي حنيفة والشافعي رحمهم الله تعالى قال ان قال ان لم يكن ان لم يكن العلماء اولياء الله فليس لله ولي. نعم هو استند الى هذا. انه يدخل في عموم الاولياء وجنس الولاية اهل القرآن نسبي الى ابي حنيفة والشافعي رحمة الله عليهما ان لم يكن العلماء اولياء الله فليس لله ولي. لان ولاية الله ما تنال الا بالعلم بالعلم بشريعة الله التي انزلها على العباد. واورد حديث من صلى الصبح فهو في ذمة الله. فلا يطلبنكم الله تعالى بشيء من ذمته عزا الحديث الى الصحيحين وهذا سهو من المصنف الامام النووي رحمة الله عليه فان الحديث ليس الا عند مسلم في صحيحه وليس عند البخاري. وكذلك اورده في رياض الصالحين على الصواب وعزاه الى مسلم وحده فقط ابو حنيفة قال النووي رحمه الله اسمه النعمان ابن ثابت ابن زوطة والشافعي قال النووي رحمه الله ابو عبد الله محمد ابن ادريس ابن عباس ابن عثمان ابن شافع ابن السائب ابن عبيد ابن عبد يزيد ابن هاشم ابن المطلب ابن عبد مناف ابن قصي نعم وقال الامام الحافظ ابو قاسم ابن ابو قاسم ابن عساكر رحمه الله تعالى اعلم يا اخي وفقنا الله واياك لمرضانا وجعلنا ممن يخشاه ويتقيه حق تقاته. ان لحوم العلماء مسمومة وعادة وعادة الله تعالى في هتك في هتك استار منتقصهم معلومة وان من اطلق لسانه في العلماء سلبي ابتلاه الله تعالى قبل موته بموت بموت القلب. فليحذر الذين يخالفون عن امره ان تصيبهم فتنة او يصيبهم عذاب اليم. كلام الامام ابي القاسم ابن عساكر الذي اورده في تبيين كذب المفتري فيما نسب الى الامام ابي الحسن اشعري رحمه الله من العبارات التي اصبحت تحفظها طلبة العلم لانها تبين جلالة قدره العلماء وتحفظ مكانتهم وتدل على الادب معهم. العبارة مشهورة يحفظها عامة طلبة العلم. اعلم يا اخي وفقنا الله واياك لمرضاته وجعلنا ممن يخشيه يخشاه ويتقيه حق تقاته ان لحوم العلماء مسمومة. وان عادة الله في هتك استار منتقصيهم معلومة وان من اطلق لسانه في العلماء بالثلج ابتلاه الله قبل موته بموت القلب. هذه العبارة في الجملة تدل على معنى عظيم وهو احتفاظ الامة باقدار العلماء اجلالا واحتراما ومهابة وامساك الجهال عن التسلط عليهم. وان من لا يعرف قدر العلماء لا يحفظ لهم حقهم قوله لحوم العلماء مسمومة يقصد تناول اعراضهم. وان كان لحم المسلم عامة حرام. ايحب احدكم ان يأكل لحم اخيه ميتا فكرهتموه واتقوا الله. هذا في الجملة لكن اهل العلم اشد حرمة لما معهم من العلم. ولهذا فان عليه الصلاة والسلام شدد على مسألة الاعتداء على الاعراض خصوصا يوم عرفة ان دمائكم واموالكم واعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في شهر كم هذا في بلدكم هذا الاهل بلغت وقالها ايضا في صعيد خطبته يوم النحر. فهذا اصل كبير اما اهل العلم فان انتقاصه والتعدي عليهم والحق من اقدارهم مدعاة الى فساد عريض في الامة تدري ما هو؟ سقوط من مناصب القدوات في اعين الناس تجرئة السفهاء والعامة عليهم. عدم احترام الناس لما يصدر عنهم من فتوى وقضاء وحكم. فاذا حصل ذلك انفرط نظام الشريعة وتبددت الاحكام وصارت الناس فوضى. وسيكون العبث في دين الله عز وجل والهزوء والسخرية بدين الله. فهم ليسوا مقدسين لاشخاصهم لكنهم حراس الشريعة وحماتها والواقفون على ابوابها وخدامها والساقون الناس من حوضها. كل ذلك اذا بالانتقاص والسخرية والاستهزاء. اهتزت الشريعة وفقدت سلطانها على قلوب الناس. ومن ثم تسلط الشيطان فاذا زالت هيبة الشريعة والقائمين عليها وسهل على الناس التعدي عليها لم يبق للحرمة في في دين الله قائمة. فهذا اصل كبير وما زالت العلماء تنقل عبارة ابن عساكر رحمه الله. قال ومن اطلق لسانه في العلماء بالثلج ابتلاه الله قبل موته بموت القلب. يقصد القسوة وحجاب الغفلة والغلظة التي لا يستفيد صاحبها بعد موعظة ولا نصحا ولا ارشادا نسأل الله السلامة. ثم اورد الاية الكريمة فليحذر الذين يخالفون عن امره ان تصيبهم فتنة او يصيبهم عذاب اليم. اشارة الى ان المخالفة توجب على صاحبها فتنة او عذابا اليما وكذلك الشأن في عدم رعاية حق اهل الدين الذين هم خلفاء وورثة الانبياء عليهم السلام في اممهم بالعلم الذي اتاهم الله عز وجل اياه الباب الرابع في اداب معلم القرآن ومتعلمه هذا الباب مع البابين بعده هي مقصود الكتاب. وهو طويل منتشر وانا اشير الى مقاصد الى مقاصد مختصرة في فصول ليسهل حفظه وظبطه ان شاء الله تعالى. نعم. هذا الباب الرابع كما قال هو من الفصول المقصودة في الكتاب وهو طويل منتشر. اداب معلم القرآن ومتعلم القرآن وجعل فيه نحو من عشرين فصلا في هذه الاداب ربما اكتفينا بالفصل الاول منها المتعلق بالاخلاص بعد الاذان ان شاء الله تعالى