فلو قال هشام عن ابيه اليس بهذه الادلة يمكن ان يكون بعض الاحاديث لن يسمعها هشام من ابي حرام اذا لما هشام يقول عن عروة من ادراك انه سمع هذا الخبر من عروة فمن قائل بان اصح اسانيد اهل البصرة فلان عن فلان واهل الكوفة فلان عن فلان ومن قائل بل يحكم باصح الاسانيد الى صحابي بعينه فيقال اصح اسانيد ابي بكر الصديق فلان عن فلان لله تعالى نحمده ونستعين به ونستغفره ونعوذ بالله تعالى من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا من يهدي الله تعالى فلا مضل له من يضلل فلا هادي له اشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له فجاب لك احاديث لم يسمعها هشام ابن عروة ابن ابيه عروة انما سمعها من اخيه عبدالله بن عوف قال لك ادي عينة من الاحاديث التي لم يسمعها هشام من ابيه واشهد ان محمدا عبده ورسوله اما بعد فان اصدق الحديث كتاب الله تعالى واحسن الهدي هدي محمد صلى الله عليه وآله وسلم. وشر الامور المحدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار. اللهم صلي على محمد وعلى آل محمد كما صليت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم في العالمين انك حميد مجيد وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم للعالمين انك حميد مجيد قال الحافظ ابن كثير رحمه الله في كتاب اختصار علوم الحديث فائدة اول من اعتنى بجمع الصحيح ابو عبدالله محمد ابن اسماعيل البخاري فتلاه صاحبه وتلميذه او الحسين مسلم ابن الحجاج النيسابوري فهما اصح كتب الحديث والبخاري ارجح لانه اشترط في اخراجه الحديث في كتابه هذا ان يكون الراوي قد عاصر شيخه وثبت عنده سماعه منه ولم يشترط مسلم الثاني بل اكتفى بمجرد المعاصرة ومن ها هنا ينفصل لك النزاع في ترجيح تصحيح البخاري على مسلم كما هو قول الجمهور خلافا لابي علي النيسابوني شيخي الحاكم وطائفة من علماء المغرب ثم ان البخاري ومسلما لم يلتزما باخراج جميع ما يحكم بصحته من الاحاديث فانهما قد صححا احاديث ليست في كتابيهما كما ينقل الترمذي وغيره عن البخاري تصحيح احاديث ليست عنده بل في السنن وغيرها بعد ما انتهينا في المرة الماضية من الكلام على اصح الاسانيد واختلاف اهل العلم في هذا الباب وعمر فلان عن فلان وعثمان فلان عن فلان الى اخره والصواب انه لا يحكم لاسناد من الاسانيد بانه اصح مطلقا لا على البلدان ولا على الصحابة ليه لاحتمال ان يكون هناك اسناد يقال انه من اصح الاسانيد خولف فيه صاحبه فلا يكون حينئذ صحيحا بل يكون معلا. يعني مثلا لو روى سفيان ابن عيين حديث عن الزهد عن سالم عن ابيه فهذا معدود من اصح الاسانيد سفيان ابن عيينة عن الزهري عن سالم ابن عبد الله ابن عمر ابن الخطاب عن ابيه عبدالله ابن عمر ابن الخطاب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. ده اسناد مزهر احنا ذنب وذهب شبيه تمام فاذا افترضنا ولو تتذكرون اذا كنتم تذكرون شيئا من بحث الشاب الذي يعني كنا اخذنا فيه في نحو خمس محاضرات قبل رمضان الماضي فذكرنا في هذه في هذا البحث احاديث رواها سفيان ابن عيينة وخلف بها خالفه مالك مثلا او خالفه مع عمر تمام فلو قلنا سفيان بن عيينة عن الزهري عن سالم عن ابيه من اصح الاسانيد. طب ايه رأيك؟ اذا خولف سفيان في هذا الاسناد خالفه مالك فحين اذ يقال حديث ما لك اصح وحديث سفيان شاذ برغم انه سفيان عن الذرية علشان يلعن ابيه صح؟ ومع ذلك فهذا الاسناد شاذ في هذا الحديث فلا يكون من اصح الاسانيد لانه معلم بالمخالفة تمام فلأجل هذا لا يحكم لاسناد بعينه بانه اصح الاسانيد مطلقا بل لابد من النظر في كل حديث على حدة وهل هذا مما يصحح آآ اسناده ولا لا ده كان البحث الماضي الذي اه وقفنا عنده في المرة الفائتة واليوم نتكلم عن اه صحيحي البخاري ومسلم واجد مناسبة للكلام عن صحيح البخاري وعن كيفية تصنيف هذا الكتاب العظيم. الذي تلقته الامة جميعا بالقبول والمقصود بالامة هم اهل العلم مقصود الامة هم اهل العلم الذين انعقدوا بهم الاجماع ولا اقصد الامة كلها. لان الامة كلها فيها اصحاب الصناعات المختلفة. لا يدرون ما الكتاب ولا الايمان فضلا عن درايتهم بصحيح البخاري. وكيف صنف البخاري كتاب؟ فعندما نقول باجماع الامة اي باجماع اهل العلم الذين ينعقدوا بهم الاجماع وشهرة الامام البخاري رحمه الله. آآ معروفة لدى الطاصي والداني. وكنا في هذا المسجد ترجمنا للبخاري في ثماني محاضرات وازهدنا في ترجمة الامام رحمة الله عليه وذكر حياته وذكر طلبه للعلم وشيوخه وضعه واخباته ومحنته الى وفاته رحمه الله ورضي عنه فلسنا نعنى في هذا البحث بترجمة البخاري رحمه الله وانما نعطي اطلالة على صحيح البخاري آآ الامام آآ ابن كثير ذكر المزية التي للبخاري على مسلم هنا وهذا بحث عويص وساحاول بقدر المستطاع ان ايسر هذا البحث على اذهانكم حتى تستوعبوه ولا تيأس اذا لم تفهم البحث من اول مرة فهذا بحث عظيم اختلف فيه العلماء الكبار اختلف فيه العلماء الكبار. فمن مرجح لرأي البخاري ومن مرجح لرأي مسلم رحمة الله عليهما نادي ابي بدر فالبخاري لم يفصح عن شرطه قط انما استنتج العلماء شرطه من تصرفه في صحيحه ومن تاريخه الكبير واول من علمته صرح بشرط البخاري هو القاضي عياض رحمه الله وان البخاري يشترط سماع كل راوي من شيخه ولو في اسناد من الاسانيد يعني مالك عن نافع عن ابن عمر ده اسناد ايه ذهبي اسناد ذهبي معدود من اصح الاسانيد مطلقا تمام فمالك يشترط حتى نصحح روايته عن نافع ان يرد ولو في سند واحد ان يقول ما لك حدثني نافع او انبأني نافع او انبأنا حدثنا انبأنا اخبرني اخبرنا سمعت قال لي اي صيغة من الصيغ التي تحتمل الايه؟ السماع المباشر وكلمة حدثنا في اصطلاح العلماء يعنى بها السماع المباشر عشان كده بعض الناس اه توسع وارسل لي بحثا في جوازي ان يقول المستمع للشيخ الالباني في شريط من اسلوب احدثني الى الله قال لك لان انا سامع صوت الودن ليس هناك واسطة بيننا اتكالا على ان ده سماع مباشر. وهذا ليس بصحيح هذا تدليس هذا داخل في باب التدليس. الا ان يذكر الوسيلة التي بها سمع الالباني فيقول سمعت الالباني من شريط مسجل خلاص لان ده شبيه بايه؟ شبيه بمن يحدث بالاجازة مطلقا يعني انا اجزتك ان تروي عني هذا الكتاب خلاص وجعلت الاجازة مقرونة بالمناولة. تمام؟ المناولة ان اناولك الكتاب. خلاص دي المناولة بقول ايه؟ اقول اروي هذا عني اجدتك ان تروي هذا عني. فهذه اجازة مقرونة بالايه؟ بالمناولة تمام؟ والاجازة احد وجوه التحمل والمناولة احد وجوه تحمل عين. فانت اذا اردت ان تحدث عني من كتابي. هذا الذي اجزتك ان تروي ما فيه عني. فاذا قلت حدثنا ابو اسحاق قال حدثنا الالباني تبقى مدلدل امال تتصور ازاي؟ تكون حدثنا ابو اسحاق اجازة خاصة مقرونة بالمناولة يبقى انت كده ايه؟ بينت الوسيلة او الطريقة التي تلقيت الكلام بها عني خلاص؟ فهو انت لما تسمع شريط التسجيل اه هذا سماع مباشر من التسجيل لك وليس ان الشيخ الالباني لك لاجل هذا يعد هذا تدريسا فالصواب ان تذكر الوسيلة تقول سمعت الالباني في شريط تسجيل يقول كزا وكزا فالإمام البخاري قال حتى اصحح رواية مالك عن نافع اشترط ان يقول مالك في اسناد واحد لا اطالبه باكثر من ذلك في اسناد واحد ان يقول حدثني نافع ولو في سؤال واحد طيب ده مالك عن نافع مثلا روى الف حديث قال لك انا عائز حديث واحد عشان اصحح له تسعمية تسعة وتسعين حديث طب ايه السيدة من كده؟ قال لك اتأكد انه لقيه ولا يصحح سماع متعاصر من متعاصر ما لم يقع تصريحه او تحديثه في اسناده يعني مثلا الشيخ محمود شاكر رحمه الله وقل من يعرف الشيخ محمود شاكر الا اذا كان معنيا بالادب او على الاقل لو كان معنيا بالحديث فيكون عنده آآ كتاب من الكتب التي حققها الشيخ ابو فهد. رحمه الله زي كتاب تفسير نظري حطت فيه ستة عشر مجلدا وكتاب تهذيب الاثار لابن جرير الطبري ايضا الشيخ محمود شاكر توفي من حوالي ثلاث سنوات او اربعة فلا شك ان كل من في المسجد عاصره وكان يسكن في مصر الجديدة في القاهرة انت بتنزل القاهرة في الاسبوع مرة ومرتين وممكن تكون بتنزل عند في شارع الشيخ حسين المرصدي اللي الشيخ محمود شريف كان ساكن فيه في مصر الجديدة. ومع ذلك ما خطر ببالك ان تمر عليه طب انت عاصرته ام لا عصرت ولا لا؟ جميل. سمعت منه؟ جميل. اذا المعاصرة لا تقتضي السمع وتستطيع ان تضيف الى هذا المثال امثلة اخرى شبيهة به. زي مثلا الشيخ الالباني الشيخ الالباني كان معاصرا لنا واكثر الطلبة لم يروه. الشيخ ابن باز الشيخ ابن عثيمين رحمة الله على الجميع. الشيخ عبدالرزاق عفيفي الشيخ سيد سابق. كل المشايخ دول عاصرناهم وكثير منا لم يرى هؤلاء. لكن انا تكلمت عن الشيخ محمود شاكر حتى اقول ان هذا مصري ويسكن في القاهرة الشيخ الالباني ده ساكن في الاردن. فانت عشان تروح الاردن عايز تصريح وعايز تصريح عمل وعايز بتاع وعايز تزكرة وعايز فلوس عشان تسافر. انا سهلت عليك المسألة قلت لك انك بتنزل القاهرة مرة واتنين وتلاتة في الاسبوع وممكن تكون بجانب بيت الشيخ محمود شاكر ومع ذلك لم تلقى الشيخ فالمعاصرة اذا لا تقتضي الايه؟ لا تقتضي السمع لاجل هذا الامام البخاري رحمه الله قال انا لابد ان اسمع ايه ان احقق سماع كل راوي من شيء وكثيرا ما تراه في كتاب التاريخ الكبير يقول فلان لم يذكر سماعا من فلان فالعلماء بالنظر في صحيح البخاري وفي كتاب التاريخ الكبير وفي الاحاديث التي نقلها الترمذي وغيره عن البخاري وفيها اعلال بالانقطاع. لاحظوا ان البخاري يشترط ذلك لقدسه الحديث مسلم عارض ذلك وانكر اشد الانكار هذا الكلام ونسب قائله الى الجهل دي مذاهب السلف في هذه المسألة وهذا مما يقع على قلبي ان مسلما ما قصد البخاري ولا علي ابن المدين العلماء يقولون من يا ترى قصده مسلم بكلامه عندما تكلم بكلام شديد يرد هذا الشرط فمن قائل يقصد علي ابن النديم ومن قائل يقصد الامام البخاري. والذي يقع على قلبي انه لا يقصر واحدا من هذين انما يقصد رجلا اخر نابها في عصره لكن ليس له شهرة البخاري وليس له شهرة علي ابن المدينة. وان كان رجلا محترما في علمه. حتى ان مسلما للرد عليه ولذلك لم يسمه مسلم بل عرض به تعريضا يدل على وضاعة مكانته. وانه لم يكن معروفا ذات المعرفة. تلك المعرفة في ذلك الزمان ان كان رجلا نابها في نفسه فهو يقول وقد تكلم بعض منتحل الاخبار من اهل عصرنا ولا يقال مثل هذا الوصف لا للبخاري ولا لعلي المدين انما يقال كما قلت لرجل نابه وان لم يكن في الشهرة كهؤلاء وايا ما كان الامر سواء قصب علي المديني قصد البخاري قصد هذا المجهول الذي قلت انه يقع على قلبي ذكره فان مسلما رحمه الله رد كلامه ونقل مذهب اهل العلم في ذلك. فقال رحمه الله في مقدمة صحيحه والقول الشائع المتفق عليه. بين اهل العلم بالاخبار والروايات قديما وحديثا ان كل رجل ثقة روى عن مثله حديثا وجائز ممكن له سماعه ولقاءه انا عايز تركيزه في كلام مسلم وتاخدوا بالكم منه وجائز ممكن له لقاؤه والسماع منه لكونهما جميعا كانا في عصر واحد وان لم يأت في خبر قط انهما اجتمعا ولا تشافها بكلام فالرواية ثابتة والحجة بها لازمة الا ان يكون هناك دلالة بينة ان هذا الراوي لم يلق من روى عنه او لم يسمع منه شيئا فاما والامر مبهم على الامكان الذي فسرنا فالرواية على السماع ابدا حتى تكون الدلالة على ما بين ادي كلام مسلم الذي نقله عن اهل العلم. يقول القول الشائع المتفق عليه. وارجو ان تستحضر ان مسلما اه من الائمة الكبار الذين لو نقلوا الاجماع لقبل منهم ومن عجب ان هناك من يوهم مسلما في نقل الاجماع ابن رجب الحنبلي وغيره ومسلم ليس خفيف الوزن الى هذا الحد الذي ينقل اجماع العلماء ويقول يقول في جملة ما يقول يعني ولو ادعى قائل هذه المقالة خلاف ما قلنا فليأت بدليل ولم يجد اليه سبيلا لانه لا يزال يرسخ دعوى الاجماع الذي نقلها ويعسر على المخالف ان يجد شيئا يخالف هذا الاجماع واطنب في ذكر الادلة على قوله في هذه المقدمة الممتعة فارجو ان تسمع هذا الكلام ان تستحضر مكانة مسلم رحمه الله وانه اذا نقل الاجماع فليس هو واحد من ابناء الناس بامثالنا يدخل الاجماع ويخفى عليه موضع الاجماع. فيقول ان القول الشائع اي المعروف والمتفق عليه بين اهل العلم ان كل راو ثقة يروي حديثا عن مثله اي عن فقر ايضا زي مالك عنان وهذا الراوي جائز ممكن فلما قرن الجواد بالامكان دل على انه لا يقصد مطلق المعاصرة انما يقصد المعاصرة البينة المعاصرة البينة اللي هي ان يروي اهل بلد عن بعضها اليوم مصري على المصريين وان نعوة سمع من عائشة وان عائشة سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم لا شك عندنا في اتصال هذا الاسلام هشام ابن عرون عن ابيه عروة عن عائشة رضي الله عنها اسناده مجهز ايضا شبيكة وشامي عن شامي وحجازي عن حجازي. كوفي عن كوفي بصر عن بصر الى اخره دي اسمها المعاصرة البينة خلاص ليه؟ لان النهاردة مصري عن شام انت تسأل اين التقيا مصرع مصري والاتنين طلاب علم واحد شيخ مشهور وواحد تلميذ برضو جاد في طلب العلم شيء طبيعي ان هو يختار لا سيما في ذلك الزمان اللي كانت دولة نفسها تشجع على طلب العلم الشرعي وكان الخلفاء يعطون الاعطيات الكثيرة لطلبة الحديث حتى ان المأمون امتحن رجلا قال هل هنا عندها في هنا رجل من اهل الحديث فقال رجل نعم فقال تروي عنه شيء طبعا ليه المأمون ادركه شهيما وروى عنه هشام ابن بشير ده شيخ اه شيخ الامام احمد طب كم روى هشيم في باب كذا فيسكت. طب كم روى فلان عفان في باب كذا؟ يقول حبيبي والمأمون عنده اكثر من كده فيقول يطلب احدكم العلم ثلاثة ايام ثم يزعم انه محدث اعطوه ثلاثة دنانير على قد الايه؟ على قد البضاعة اللي عنده فالخلفاء انفسهم كانوا يطلبون الحديث وكانوا يحضرون على الشيوخ. وكانت الدنيا كلها آنذاك مهتمة بالعلم وبالرحلة وكان الخلفاء والامراء والولاة يحضون على طلب الحديث. فصعب جدا ان يكون هناك مشهور في بلد ما وهناك طلبة علم ويعلمون ان هذا المحدث عنده اسانيد عالية ومع ذلك يكسل احدهم ويجلس في بلده ولا يطلب العلم على هذا الشيء. هذا اكاد اقول انه مستحيل الا لماما. ازا جبنا مسلا مسلين تلاتة وقبل غدنا لم يلقى فلان عن فلان وهو في بلده ماشي. لكن اذا اه لم يكن هناك هذا المثال يبقى الاصل ان الطالب كان يبحث عن الشيوخ اصحاب الاسانيد العوالي وكانوا يحضرون عندهم فمن العسير جدا ان يكون هناك مصري مشهور وطالب علم مصر ايضا ولا يسمع لهذا الشيء. لكن ممكن ان هو يكون رجل في الشام وانا مصري وليس عندي نفقة خلاص؟ يبقى المعاصرة البينة ان يروي اهل كل بلد عن اهل الايه؟ عن اهل البلد فعندما يقول مسلم وجائز ممكن له فقرن الجواز بالامكان ممكن له لقاؤه والسماع منه فالحجة بروايته قائمة لازمة الا ان يقوم دليل على ان هذا لم يسمع من هذا خلاص او انه لم يلقه طالما هذا الدليل غير موجود والامر على الامكان مصري مع مصري على الامكان. فالحجة لازمة بهذه الرواية يعني معنى كلام الامام مسلم مسلا لو قلنا الليث ابن سعد وهذا احد الائمة المصريين الكبار من اقران الامام مالك والليث مثلا في القاهرة واحنا طلاب علم وانا رويت عن الليل رويته عن الليل قلت عن الليث ابن سعد عن سعيد ابن ابي سعيد المقبوري عن ابي هريرة فقال امام زي يحيى ابن معين فلان لم يلقى الليل لان هذا الفلان خرج من مصر سنة كذا وذهب الى العراق ودخل الليث ابن سعد مصر بعد خروج هذا الى العظام تمام ولما رجع هذا من العراق كان الليث قد مات شوف المسائل عاملة ازاي يبقى انا سمعت منه فين الليث دخل مصر مثلا اي سنة من السنوات دخل مصر سنة مية وخمسين انا خرجت من مصر سنة مية تسعة واربعين ورحت العراق الليث جه سنة مية وخمسين يبقى انا لم القه لليث مثلا سنة مية خمسة وخمسين انا نزلت مصر تاني سنة مية تسعة وخمسين مية تمانية وخمسين يبقى انا لقيت الليل سمعت منه فمسلم بيقول كده بيقول اذا قامت دلالة بينة زي اللي انا قلتها دي على ان فلانا لم يسمع من فلان او لم يلقه يبقى نعمل في الدلالة دي ونقول فلان لم يسعى فلان والاسناد من قطع اما اما ولا يعرف انا متى خرجت الى العراق؟ ولا متى دخل الليل؟ ولا متى رجعت هنا الى مصر؟ والامر على الامكان يبقى الرواية صحيحة حتى تقيم الدليل على انني لم اسمع من الليل فمسلم رحمه الله بعد ما قال هذا الكلام ضرب قال كده قال لك فان قال هذا القائل يعني انا انما طالبت بسماع الراوي من شيخه ولو مرة مخافة الا يكون سمع ويروي بالالسان اي بالعنعنة ولا يكون سمع منه فده اللي خلاني احتاط ان ممكن ما يكونش شبع منه فانا بس عشان اتأكد انه لقيه وسمع منه يبقى انا محتاج يقول لي حدثني ولو باسناد من اسانيده فقال له طب اذا كنت بتقول هذا الكلام فيلزمك ان تطلب السماع في كل رواية وليس في رواية واحدة لاحتمال انه يروي بالعنعنة رواية ما ولا يكون سمعها وضرب امثلة على ذلك. قال لك هشام ابن عروة نحن نعلم بيقين انه سمع من ابيه عروب ولا يكون بينه وبين عروة واسطة وقد تكون الواسطة رجلا ضعيفا مثلا وانت لا تدري ستصحح الاسناد هشام عن عروة حاجة في السما سوف تصحح هذا الاسناد مع ان في واسطة في هذا الحديث بالذات بين هشام وبين عروة تمام؟ قال لك اذا هذه الامثلة ترد عليك وتهدم كلامك من اصل وجعل مسلم يدلل بادلة وامثلة كثيرة على صحة قوله وبلاصة الكلام ان شرط البخاري الذي نسب اليه لا شك انه اضيق واحكم ولكننا اذا التزمناه ستضيع علينا احاديث كثيرة لم نقف فيها على موضع السماع من فلان عن فلان مع امكان السماح فاذا بشرط البخاري وكان اضيق لكن شرط مسلم صحيح ده شرط مسلم صحيح لا اشكال فيه وشرط البخاري اضيق واقوى ما لا لا نختلف ايضا على انه اقوى. ولكن شرط مسلم قوي ايضا فلا معنى لتضعيف رأي مسلم في سبيل نص رأي البخاري كما فعله جماعة من طلاب العلم المعاصرين ولا كنت اود من اخواننا طلاب العلم ان يرجئوا الكلام في هذه المسألة الكبيرة والا يتسرعوا فيها فقد اختلف فيها العلماء الكبار جدا الذين لا تصل قامة واحد منا الى شراك نعل واحد منهم ومع ذلك اختلفوا في هذه المسألة اختلافا كبيرا واختلافا متباينا فكان الاولى بطلاب العلم ان يتمهلوا وان يعني يصبروا على انفسهم. حتى اذا يعني نضجت ملكتهم وطالت اعمارهم وكثر استقراؤهم يصل في اخر عمره الى الفصل في هذه المسألة لانني رأيت كثيرا من الطلبة الذين اعرفهم معرفة شخصية ومنهم من لم تقل انصاره في العلم ومنهم من يسرق تخريجات الشيخ الالباني. وينسبها لنفسه. ويدعي تصحيحا وتضعيفا. دخل في هذه المسألة والف كتابا في الرد لعن الامام مسلم رحمه الله وفي تضعيف شرطه وفي نصر كلام الامام البخاري. واخذ هذا البحث كله من كتاب ابن الرشيد السبتي الفهري رحمه الله الذي سماه بالسنن الابين والمورد الامعن في المحاكمة بين الامامين في السند المعنع وعمل ايه؟ مقارنة ما بين شرط البخاري ومسلم. وان كنت رأيت في هذا الكتاب مع قوة نفس ابن رشيد فيه ابن رشيد من ائمة الفحول الكبار وله كتاب ممتع يدل على آآ يعني رحلته الواسعة. وهمته العالية سماه ملء العيبة بما جمع بطول الغيبة في الوجهة الوجيهة مكة وطيبة كتاب يعني ايه جمع فيه رحلته ولقاءه بالشيوخ وطلاب العلم والاحاديث التي والكتب التي اخذها عنهم يعني هذا رجل فاضل عالم جليل. لكن على العادة علماء المغرب عندنا مجاهيل علماء المغرب عند اهل المشرق كالمجاهيل او هم مجاهيل. نحن لا نعرف احدا من علماء المغرب بخلاف المشرق فان المغاربة يعرفون علماء المشرق جميعا انا وطبعا ليه؟ لان المشرق ده هو ارض الرسالات وكل الانبياء نزلوا في هذا المشرق دون المغرب وكأن المغرب يعني حل عليه معنى الغروب فيعني لم يعني يشتهر علماؤهم ولذلك انا لو قلت لكل طلبة العلم ان بهاء الفضلات هل يستطيع الواحد منكم ان يسمي لي عالما من ليبيا او تونس او الجزائر او المغرب او موريتانيا مثلا يقتل موريتانيا شوية عشان شنقيط الشيخ محمد امين الشنقيطي. ويعني العلماء الشناقطة دول يمكن عشان فجاءوا الى هنا الى المشرق برضو فعربوا. والا لو بقوا في موريتانيا ما عرفهم احد. فلا يستطيع واحد منا ان تعرف عالما من علماء المغرب. والمسألة دي قديمة. كان ابن حزم مع نباهته لا يعرف في المشرق لا يعرف في المشرق وقد توجع هو من ذلك قال انا الشمس في جو العلوم منيرة لكن عيبي ان مطلعي الغرب ولو انني من جانب الشرق طالع لجدت على ما ضاع في ذكري النهب ولي نحو اكناف العراق صبابة ولا غرو ان يستوحش الكلف الصبو فان ينزل الرحمن رحلي بينهم فحينئذ يبدو التأسف والكرب. هنالك يظهر ان للبعد قصة وان كساد العلم افته القرب. يقول انا يعني اذا خرجت من المغرب ورحت العراق سيتأسفون على فقدي ويعرفون ولكن كساد العلم القرب واذهب الناس في العالم اهله وجيرانه ابن رشيد هذا امام عالم كبير متضلع بانواع العلوم وفي علم الحديث خصوصا صنف هذا الكتاب الممتع. وانا اقر بانه كتاب ممتع. وقد صنفه بطريقة مبتكرة جيدة. ولكن مأخذي انه لم يحتفل برأي الامام مسلم ولم يتعنى في اظهار هذا الرأي مثل ما فعلنا في اظهار الرأي المنسوب الى الامام البخاري رحمه الله يقول ابن كثير رحمه الله ومنها هنا ينفصل لك النزاع في ترجيح التصحيح البخاري على مسلم كما هو قول الجمهور على اساس ان شرط البخاري آآ اضيق من شرط الامام مسلم وكلما ضاق الشرط كان دخول الخلل منه اقل وكلما اتسع الشرط امكن دخول الخلل منه كما هو قول الجمهور خلافا لابي علي النيسابوري شيخ الحاكم وطائفة من علماء الملك آآ ينسب الى ابي علي النيسابوري انه قال ما تحت اديم السماء اصح كتابا من كتاب مسلم وان كان الحافظ ابن حجر العسقلاني اشار في مقدمة فتح الباري الى عدم ثبوت هذا الكلام عن ابي علي النيسبوي. اي ان الاسناد الى ابي علي فيه ضعف اذا يعني آآ لم نرد كلام ابي علي النيسابوري فيحمل على آآ اشياء اخرى بخلاف التصحيح كترتيب مسلم لكتابه مثلا وكطريقته في اه اه نظم الاسناد ده كتاب مسلم يترجح فعلا على كتاب البخاري من هذه الجهة وان من اراد ان يستمتع بدراسة الاسانيد فعليه بكتاب مسلم دون كتاب البخاري والذي يريد ان يستمتع بالفقه فعليه بكتاب البخاري دون كتاب مسلم والامام البخاري يقطع الاحاديث في الحديث الواحد في عدة اماكن على حسب الفقه الذي يطلبه من الحديث. بخلاف مسلم فانه يورد الحديث كاملا في الباب فتستمتع انت بالقراءة في صحيح مسلم اكثر من استمتاعك بالقراءة في صحيح البخاري لحرص مسلم على الحديث كاملا. وبعد الحديث يولد عدة اسانيد يقوي بها هذا الحديث زي اول اسناد او اول حديث في صحيح مسلم. حديث عمر ابن الخطاب رضي الله عنه اللي هو حديث الايمان والاسلام والاحسان المعروف بحديث جبريل عليه السلام فان مسلما اخرج هذا الحديث وانفرد به عن البخاري. البخاري لم يخرج حديث عمر انما خرج حديث ابي هريرة الذي رواه مسلم ايضا فاورد مسلم حديث عمر بن الخطاب وبعدين اتى له بعدة اسانيد حوالي سبع اسانيد غير الاسناد الذي بدأ به الحديث فيجمع الاسانيد كلها في مكان واحد ويجمع الحديث كله في مكان واحد ولا يقطعه وقلما يعيد مسلما الحديث في مكان اخر نادر جدا ان يعيد الحديث في مكان اخر انما البخاري كرر حديث انما الاعمال بالنيات بسبعة مواضع من صحيحه صحيح يعني انه آآ ينوع في المشايخ لمشايخه في هذا الحديث. ولكن آآ روى الحديث ببعض الفاظه بنصها في اماكن اخرى. ليه؟ للبخاري محتاج الى هذا الحديث يحطه في هذه الكتب. كتاب الايمان والنذور. كتاب الحيل مثلا ارسال الطلاق كتاب بدء الوحي. حط الحديث ده على حسب الفقه الذي يريده هذا الحديث. فربما قصد ابو علي النيسابوني فرض ثبوت هذا الكلام عنه المعاني التي ذكرتها ولا يقصد تصحيح مسلم رحمه الله. والا فاهل العلم جميعا على ان البخاري كان اجل من مسلم في فهم الحديث وفي فهم علله. وانما تخرج مسلم بالبخاري بل قال الدار قطنين رحمه الله لولا البخاري ما راح مسلم ولا جاه. وانا اعتقد ان هذا الكلام صدر على سبيل المبالغة والا فقد تخرج مسلم بمئات الشيوخ الكبار من امثال البخاري. نعم هو لزم البخاري صحيح خمس سنوات ولكن علم الحديث الذي عند مسلم ليس عن البخاري وحده انما علي البخاري وغير البخاري من مشايخ البخاري كمان. فانا اعتقد ان هذا الكلام انما صدر على سبيل المبالغة وعلى سبيل اظهار مكانة البخاري رحمه الله وقال قائل اخر ان مسلما بعض غلمان البخاري. برضو ايه يجري هذا الكلام على برضو نفس الوتيرة التي آآ صدرت مني الدار قطني رحمه الله فالبخاري كما قلت اذا كانت جلالته في علم الحديث فوق مسلم فلا شك ان تصحيحه يكون فوق مسلم ايضا لاجماع العلماء على الفرض بينهم. وقد ذكر بعض اخواننا ايضا اه سؤالا يقول هل شرط البخاري هذا في صحيحه فقط ام في اصل الصحة والظاهر انه في اصل الصحة وليس في صحيحه فقط ويدل على ذلك اه احاديث كثيرة في كتاب التاريخ الكبير عللها البخاري رحمه الله برغم انها موجودة مثلا في صحيح مسلم لكن علنا البخاري بانه لا يعلم لفلان سماعا من فلان ويعلي الاحاديث الاخرى بنفس هذه العلة. فدل ذلك على ان البخاري انما يقصد اصل الصحة بهذا الشرط ولا يقصد صحيحه وحده قال ثم ان البخاري ومسلما لم يلتزما باخراج جميع ما يحكم بصحته من الاحاديث بينهما قد صححا احاديث ليست في كتابيهما كما ينقل الترمذي وغيره عن البخاري تصحيح احاديث ليست عنده بل في السنن وغيرها طبعا هذا فيه رد على الذين زعموا ان البخاري ومسلم استوعب الاحاديث الصحيحة وبنوا على هذا شيئا اخر وقالوا ان الاحاديث الصحيحة لا تتجاوز ثلاثة الاف حديث لان مجمل ما في البخاري ومسلم بعدم المكرر يعني قرابة الفين حديث ونية وهذا الكلام غير صحيح. يدل عليه قول البخاري نفسه قال ما اخرجت في كتابي هذا كل ما عندي من الصحيح انما اخرجت فيه اصح الصحيح وتركت من الصحاح لحال الطول روى هذا عنه ابراهيم بن معقل النسفي احد رواة كتابه وصرح بذلك الائمة مثل ابي بكر الاسماعيلي صاحب المستخرج على صحيح البخاري وصرح به ايضا ابن عبدالبر عالم الانبا الشهير وجماعة اخرى وصار كالمتواتر عند علماء الحديث بل هو متواتر عند علماء الحديث ان البخاري رحمه الله لم يخرج كل الاحاديث الصحيحة. ومن الادلة على ذلك ان من طالع كتاب العلل الكبير لابي عيسى الترمذي رحمه الله وهو كتاب يشتمل على احاديث يسأل الترمذي فيها شيخه البخاري عن جملة من الاحاديث حديث البخاري يجيب بما عنده من العلم اما هذا حديث معلل واما الحديث صحيح واما حسن واما موقوف اللي على حسب ما يجيب البخاري. فيقول سألت محمدا اي ابن اسماعيل البخاري. عن الحديث الذي روى حدثنا به فلان عن فلان عن فلان فقال هذا حديث حسن او هذا حديث حسن صحيح او هذا حديث صحيح خلاص فقد صحح البخاري احاديث كثيرة في كتاب العلل الكبير للتلميذي بل وفي كتبه الاخرى زي التواريخ التلات ايضا يخرج احاديث ويحكم على بعضها بالصحة. فدل هذا على ان البخاري لم يشترط جمع الصحيح جميعا في كتابه كل الاحاديث التي صححها لا تكون في صحيح البخاري انما تكون في السنن وفي غيرها. وكذلك الامام مسلم رحمه الله قال انتخبت هذا الكتاب من ستمائة الف حديث مسموعة واقصى ما ذكره احمد ابن سلمة. رفيق مسلم وصاحبه وهو الذي عناه مسلم آآ بالمخاطبة في مقدمة صحيح فانه يقول وانك يرحمك الله بتوفيق خالقك طلبت مني ان اصنف كتابا في الاحاديث الى اخر الكلام بتاع مسلم. مسلم احمد ابن سلمى فيقول احمد ابن سلمة ان جملة ما في صحيح مسلم اثنا عشر الف حديث وطبعا هو يقصد بالمكرر بحيث ان مسلما لو قال حدثنا قتيبة حدثنا آآ مثلا آآ القعنبي قال قتيبة حدثنا مالك وقال القعنبي اخبرنا مالك انه يعد هذا حديثين خلاص؟ حديث لقتيبة عن مالك وحديث للقعنبي عن مالك اذا كان الامر كذلك اه ممكن يوصل اتناشر الف حديث لكن بالمتون فصحيح مسلم في حدود يعني يتجاوز الالفين يعني شيء يسير حوالي ثلاثمائة اربعمائة. وسنذكر ما في صحيح البخاري وعدة ما في صحيح مسلم عن اهل العلم في المحاضرة القادمة ان شاء الله اقول قولي هذا واستغفر الله العظيم لي ولكم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين