الحديث الثاني والستون قال حدثنا ابو خالد الاحمر عن الاعمش عن عمارة بن عمير عن ابي عمار عن حذيفة قال والله ان الرجل ليصبح بصيرا ثم يمسي ما ينظر بشفر التخريج هذا الاثر صحيح ورواه المؤلف ايضا في مصنفه ونعيم ابن حماد في الفتن واب نعيم في الجزء الاول مئتين ثلاثة وسبعين والخلال في السنة وقال الشيخ الالباني اسناد هذا الاثر الصحيح وابو عمار اسمه عريب بن حميد الدهني انتهى الشرح الشكر بضم الشين وقد تفتح جفن حرف العين الذي ينبت عليه الشعر وقبل حذيفة يصبح بسيطا ليس المقصوده بصر العين الباصرة وانما مقصوده بصر البصيرة يعني انه كما قال الله عز وجل افلم يسيروا في الارض فتكون لهم قلوب يعقلون بها او اذان يسمعون بها فانها لا تعمى الابصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور اي هذا العمى الضاد في الدين عمى القلب على الحق حتى لا يشاهده كما لا يشاهد العمى المرئيات واما عمى البصر فغايته بلغة ومنفعة دنيوية ومراد حذيفة ان الرجل يصبح مؤمنا ويمسي كافرا او مطموس القلب كما في الحديث المرفوع بادروا بالاعمال فتنا كقطع الليل المظلم يصبح الرجل مؤمنا ويمسي كافرا او يمسي مؤمنا ويصبح كافرا يبيع دينه بعرض من الدنيا. رواه مسلم ولذلك اردفه المؤلف بحديث انس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال تكون بين يدي الساعة فتن كقطع الليل المظلم يصبح الرجل فيها مؤمنا ويمسي كافرا ويصبح كافرا ويمسي مؤمنا ولعل حذيفة اراد ان الانسان قد يسلب منه الايمان او اليقين ولا يصيب من كثرة الهوى والفتن فلا يعرف الحق من الباطل نعوذ بالله لذلك ينبغي ان يحرص الانسان على الدعاء اللهم ارني الحق حقا وارزقني اتباعه وارنا الباطل باطلا وارزقني اجتنابه من فوائد الاثر في هذا الاثر دليل على نقص الايمان مع وجود التصديق وان حذيفة يرى ذلك كما صح عنه فيما رواه ابن بطة والخلال في السنة بسند صحيح عن طارق بن شهاب قال قال حذيفة لي ان اعلم ان فيكم مائة مؤمن احب الي من حمر النعم وسودها فقالوا اما بهاجرتنا ولا بشامنا ولا بعراقنا مئة فقال ابيكم رجل لا يخاف في الله لومة لائم وما اعلمه الا عمر بن الخطاب فكيف انتم لو قد فارقكم ثم بكى حتى سالت دموعه على لهيته او على سابلته. رواه الخلال في السنة وابن بطة في الامانة الكبرى فاذا كان الانسان يمسي ويصبح على تقلب الحال فكيف يجزم بانه مؤمن وهو مع ذلك مصدق ليس شاكا في دينه. بل يؤمن بالله ورسوله صلى الله عليه وسلم. لكن الشهوات والفتن تنقص الايمان حتى يصبح عند الانسان عما في القلب وهي متفاوتة عند الناس. وهذا الذي اراده المصنف بايراد هذا الاثر بعد هذه الاثار لبيان انه كيف يجزم الانسان انه مؤمن وهو في حالة متقلبة بسبب الذنوب