قل هذه سبيلي. ادعو الى الله. على بصيرة انا ومن من اتبعني وسبحان الله وما انا من المشركين انا من المشركين السلام عليكم ورحمة الله وبركاته بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد قال الامام ابو بكر بن خزيمة رحمه الله تعالى في كتابه التوحيد وصفات الرب جل وعلا تحت باب ذكر استواء خالقنا العلي الاعلى الفعال لما يشاء على عرشه. فكان فوقه وفوق كل شيء عاليا كما اخبر الله جل وعلا في قوله الرحمن على العرش استوى ذكر عدة استدلالات على علو الله سبحانه وتعالى وانه في السماء مستو على عرشه وهذا مزيد يذكره رحمة الله تعالى عليه لقد سبق من قبل التنويه على ان هذه المسألة من مسائل الاعتقاد ذات الاهمية القصوى وعليها من الادلة ما يربو على الف دليل عقلي ونقلي هذا ويجدر بالذكر وعند هذا التبويب الذي سمعتموه من ابن خزيمة رحمه الله يجدر بالذكر التنويه على معنى الاستواء فكلمة الاستواء من الكلمات التي تتعدد معانيها ايضا ويفهم معناها من السياق الذي وردت فيه ومن التعديات التي تعدت بها فاذا جاءت كلمة استوى مجردة عن ادوات التعدية كاستوى الى او استوى على فيكون معناها التمام والكمال قال تعالى في شأن نبيه وكليمه موسى عليه السلام ولما بلغ اشده واستوى اتيناه حكما وعلما وكذلك نجزي المحسنين فاستوى هنا تم عقله وكمل فقوي بدنه واكتمل ايضا هذه كلمة استوى اذا جاءت مجردة عن التعدية به الى او بعلى فقد ورد ذكر ذلك مرارا في كتاب الله عز وجل قال تعالى ذكر عن جبريل عليه السلام ذو مرة فاستوى وهو بالافق الاعلى فقال تعالى كمثل زرع اعجب الكفار نباته الى قوله فازره فاستغلظ فاستوى على سوقه ولها معان تأتي في محلها ان شاء الله تعالى فكلمة استوى اذا لم تأتي متعدية بالى او بعلى فغالب امرها انها تكون بمعنى الكمال والتمام قل فلان استوى فلان اكتمل سواء اكتمل عقله او قوي بدنه واشتد عوده وتأتي اذا تعدت بقينا بمعنى واذا تعدت بعلى بمعنى وان كان من العلماء من يجعلهما معنا واحد لكن الاظهر والله اعلم ان نستوى على العرش علا وارتفع واستوى الى العرش او عفوا استوى الى السماء اي قصد الى السماء. كذا قال فريق من اهل العلم هكذا وان كانت في المسألة اقوال اخر فاستوى على العرش علا وارتفع واستوى الى السماء قصد كما قال فريق من العلماء وسمم معاني اخر في هذا الصدد وبالله تعالى التوفيق قال قال سبحانه عفوا قد فرق بعض العلماء بين العلو والاستواء فقالوا العلو صفة ذات لله سبحانه وتعالى والاستواء صفة فعل لله سبحانه وتعالى ويأتي بيان ذلك ان شاء الله. قال قال ابن خزيمة رحمه الله حدثنا بندار محمد بن بشار قال حدسنا ابو عاصم هو النبي واسم الضحاك بن مخلد قال حدثنا سفيان انا عمار وهو الدهني عن مسلم البطين عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما قال الكرسي موضع القدمين والعرش لا يقدر قدره او لا يقدر قدره الكرسي بقوله تعالى وسع كرسيه قال في تفسير الكرسي الكرسي موضع القدمين الكرسي موضع القدمين وقال العرش لا يقدر قدره لا يقدر قدره كذا ورد عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما واسناده يا صاحب طرق عن ابن عباس وقد وردت روايات موقوفات مفادها ان كرسيه علمه وهذه روايات مرجوحة والروايات الاصح ان الكرسي موضع القدمين والله اعلم قال حدثنا بندار حدثنا ابو احمد وابو احمد الزبيري وروايته عن سفيان الثوري فيها بعض المقال الا ان رواياته عن سفيان في البخاري استثناها فريق من العلماء وصححوها قال حدثنا سفيان وهو ابن سعيد الثوري عن عمار وهو عمار الدهني المتقدم ذكره عن مسلم البطين عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال الكرسي موضع القدمين هكذا ذكر رحمه الله وذكر سندا ايضا الى سفيان بنحوه سم قال حدثنا محمد بن العلاء ابو كريب قدسنا ابو اسامة عن هشام وهو ابن عروة عن ابيه قال قدمت على عبدالملك فذكرت عنده الصخرة التي ببيت المقدس فقال عبدالملك هذه صخرة الرحمن التي وضع عليها رجلا فقلت سبحان الله يقول الله تبارك وتعالى وسع كرسيه السماوات والارض وتقول وضع رجله على هذه يا سبحان الله انما هزه جبل قد اخبرنا الله انه ينسف نسفا فيذرها قاعا صفصفا يعني عبدالملك يقول في الصخرة التي عند بيت المقدس انها الصخرة التي وضع عليها ربنا رجلا فاستنكر علي عروة ابن الزبير هذا الكلام استنكارا شديدا تجزم بان كل ما في الدنيا من جبال وصخور منه هذه الصخرة تنسف نسفا كما قال تعالى ويسألونك عن الجبال فقل ينسفها ربي نسفا وكثيرا ما يؤول التكلف باهله الى مثل هذه التقولات ولا مثل هذه التخرصات فعلى سبيل المثال وانا اراجع قوله تعالى وفديناه بذبح عظيم قال ان هذا الذبح العظيم هو الكبش الذي كان مع ادم عليه السلام في الجنة بلا بينة ولا مستند الا روايات اسرائيلية توالف فيجدر بالشخص ان يحافظ على عقله وعلى دينه اذ الله يقول ولا تقف ما ليس لك به علم ان السمع والبصر والفؤاد كل اولئك كان عنه مسئولا قال ابو بكر يعني ابن خزيمة ولعله يخطر ببال بعض مقتبسي العلم ان خبر العباس بن عبدالمطلب عن النبي صلى الله عليه وسلم في بعد ما بين السماء الى التي تليها خلافه خبر ابن مسعود وليس كذلك فنقول ايضا تعاقبا على الامام ابن خزيمة رحمه الله كما يقول الائمة والسادة من اهل العلم ثبت عرشك ثم انقش فان خبر العباس ابن عبدالمطلب المتقدم ذكره انفا لا يصح سنده لا يصح سنده الا وهو الخبر الذي تقدم ذكره من طريق عبدالله بن عميرة عن الاحنف بن قيس عن العباس ومفاده ان بين كل سماء وسماء اما سنتان واما ثلاث وسبعون سنة ففي اسناده عبدالله بن عميرة وهو مجهول ولا معنى للتكلف تكلف الجمع بينما مرفوعات ضعيفة وبين موقوفات لعلها متلقفة من الاسرائيليات هذا وذاك كلاهما يشغل البال بلا وجه استحقاق وعندنا من الادلة من الكتاب العزيز والسنة المباركة لاثبات علو الله سبحانه واستوائه على عرشه ادلة في غاية من الثبوت والصحة فلا معنى اذا لتتبع احاديث ضعيفة وتكلف الجمع بينها وبين موقوفات ليست بمرفوعة قال قال اليس كذلك هو عندنا اذ العلم محيط ان السير يختلف باختلاف سير الدواب من الخيل والهجن والبغال والحمر والابل يقول ما حاصله ولعل هذا ينفعنا في مسائل هل انت تأتي تقديرات ان ما بين سماء وسماء مسيرة خمسين او مسيرة ستين او مسيرة اربعين تتفاوت الالفاظ احيانا في بعض الاحاديث فهو يقول ان مسير لا تكون مسيرة ستين باعتبار سير نوع من انواع الدواب كالابل تكون بمسيرة خمسين اعتبار سير دواب اخر كالخيول قال قل ان الدواب تختلف فاذا جاءت رواية فيها ما بين كذا وكذا مسيرة سنة ورواية اخرى ما بين كذا وكذا نفس الشيء والشيء مسيرة سنة ونصف او مسيرة سنتين فهذا كوجه من وجوه الجمع لعل هذه مسيرة الابل وتلك مسيرة الخيل وتلك مسيرة الحمير او مسيرة البغال فلا يكن ثم تعارض والله اعلم. كذا يشير رحمه الله تعالى وهي وان لم نستفد بها في هذا المقام قد تفيدنا في مواطن اخر يحتاج اليها كوجوه من وجوه الجمع بدلا من الحكم بالاضطراب والله اعلم والهجن نوع من انواع الابل ولعلك قرأت يا طلعت وآآ لك هدية ان عرفت من قائل هذا البيت لبس قليلا يدرك الهجن جمل ما احسن الموت اذا جاء الاجل او يسكن الاولى لا تعلم بتعرف من يعرف؟ اذا انت معزور لبس قليلا يدرك الهجن جمل جمل او جمل ما احسن الموت اذا جاء الاجل لبس قليلا يدرك الهجن جمل ما احسن الموت اذا حان الاجل يقوله سعد بن معاذ لما طعن في الخندق ويعني رحمة الله تعالى عليه ورضي الله عنه قد سبقني ناس من اخواني واستشهدوا في سبيل الله وها انا ذا قد جرحت تنتظر قليلا او انتظري قليلا يا نفسي فسيدرك الهجن الابل التي سبق سبقت الشهداء الذين ساروا وبين اهل مكة فكان في ذلك اجله يعني اتكلم بس عن الهجن قال يختلف باختلاف سير الدواب من الخيل والاجن والبغال والحمر والابل وسابق بني ادم. يختلف ايضا فجائز ان يكون النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم اراد بقوله بعد ما بينهما اثنتان او ثلاث وسبعون سنة اي بسير جواد الركاب الركاب من الخيل وابن مسعود اراد مسيرة الرجالة من بني ادم او مسيرة البغال والحمر او مسيرة الهجن من البرازين كانه يرى ان الهجن هنا برزون وليس جمل والذي يظهر ان ان الهجر من الجبال من الجمال لكن على اية حال الامر قريب في التوصيف او غير الجواد من الخيل فلا يكون احد الخبرين مخالفا للخبر الاخر وهذا مذهبنا في جميع العلوم ان كل خبرين يجوز ان يؤلف بينهما في المعنى لم يجز ان يقال هما متضادان متهاتران على ما قد بينا في كتبنا يعني يقول نجمة اولى من ان نرد فمثلا ورد في فضل صلاة الجماعة انها تعدل سبعا وعشرين انها تعدل خمسا وعشرين انها تعدل ثلاثا وعشرين انها تعدل واحدا وعشرين ضعفا من صلاة الفرض فيمكن ان يقال صلاة الجماعة التي اتقن الامام الصلاة فيها وحسنت تلاوته واستوت صفوف المصلين وازداد عددهم بسبع وعشرين ضعف وتكون القلة بناء على تخلف شيء من المذكورات والله اعلم وقد قال بعض العلماء بتفسير قوله تعالى وارسلناه الى مائة الف او يزيدون قال بعضهم مائة الف في نظر بعض النازرين او يزيدون في نظر ناظرينا اخرين. قال بعضهم او بمعنى بل وارسلناه الى مئة الف بل يزيدون والله اعلم قال حدثنا علي ابن حجر السعدي قال حدثنا شريك وحدثنا عبدة بن عبدالله الخزاعي ورمى يحيى ابن ادم عن شريك عن سماك عن عبدالله بن عميرة وهو مجهول كما سلف عن الاحنف ابن قيس عن العباس بن عبد المطلب في قوله ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية اي في تفسير قوله ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ قال املاك في صورة اوعال قولوا هذا لا يصح ثم لا يصح وصف حملة العرش بانهم ملائكة في صورة اوعال والوعل الثور كما تقدم بيانه ولعلكم او لعلنا ذكرنا بقول الشاعر كناطح صخرة يوم ليوهنها فلم يضرها واوهى قرنه الوعل الويل قيل الكبش النطاح وقيل الثور الحاصل انه وكما تقدم يقول حملة العرش ثمانية ثمانية املاك اي ثمانية من الملائكة في سورة او عال ولا يصح. قال وزاد عبدة في حديثه ما بين اظلافهم الى ركبهم ثلاث وستون سنة قال شريك مرة ومناكبهم ناشبة بالعرش قال حدثنا عبدالجبار بن العلاء قال حدثنا سفيان عن ابي الزناد عن الاعرج عن ابي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال قال الله سبقت رحمتي غضبي وقال يمين الله ملأى سحاء لا يغيبها شيء بالليل والنهار حدثنا محمد بن يحيى حدثنا معاوية بن عمرو حدسنا زائدة عن الاعمش عن ابي صالح عن ابي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال احتج ادم وموسى. قال موسى يا ادم انت الذي خلقك الله بيده ونفخ فيك من روحه اغويت الناس واخرجتهم من الجنة فقال ادم وانت موسى الذي اصطفاك الله بكلامه تلومني على عمل اعمله كتبه الله علي قبل ان يخلق السماوات والارض قال فحج ادم موسى لعله يقول اهبطهم من الجنة لكن هنا اخرجتهم فهبطتهم هي التي تصلح في باب العلو لانها تدل على ان الجنة في السماء وعرش الرحمن فوق فوق الفردوس وحدثنا محمد في عقبه قال حدثني ابو بكر بن ابي شيبة قدتنا وكيل حدثنا الاهمش عن ابي صالح عن ابي سعيد قال احتج ادم وموسى. قال محمد محمد ابن يحيى فذكر الحديث قال ابو بكر خبر ابي صالح عن ابي هريرة قد سمعه الاعمش عن ابي صالح وليس هو مما دلسه وخبر ابي سعيد في هذا الاسناد صحيح لا شك فيه. الحمد لله وانما الشك في خبر ابي سعيد في ذاك الاسناد دون خبر ابي هريرة كذلك حدثنا محمد ابن يحيى قدسنا عمر بن حفص بن غياث قال حدثنا ابي حدثنا الامش وحدثنا ابو صالح حدثنا ابو هريرة قال واراه قد ذكر ابا سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم احتج ادم وموسى وساق الحديث والله اعلم يعني ذكر ابي سعيد في ايواء واظن الوهم من طريق عمر بن حفص بن غياس فكثيرا ما يهم والله اعلم رجل اخر او جمل اخر يتبعهم فكأنه قال ما انا واحد الا من الذين سبقوني ان الذين سبقوني واضح؟ كان قد طعن بيوم الاحزاب وسأل ربه الشهادة في سبيل الله ان لم يكن ثم مشاهد بين رسول الله