قل هذه سبيلي. ادعو الى الله. على بصيرة انا ومن من اتبعني وسبحان الله وما انا من المشركين السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد قال الامام ابو بكر بن خزيمة رحمه الله تعالى في كتابه التوحيد واثبات صفات الرب جل وعلا قال باب زكر سورة ربنا جل وعلا وصفة سبحات وجهه عز وجل تعالى ربنا ان يكون وجه ربنا كوجه بعض خلقه وعز الا يكون له وجه اذ الله قد اعلمنا في محكم تنزيله ان له وجها زواه بالجلال والاكرام ونفى عنه الهلاك هكذا قال باب ذكر سورة ربنا سبحانه وتعالى والصورة ستأتي في باب قادم اما ما تضمنه التبويب المذكور هو لم يزل متعلقا باثبات الوجه لله. اما ذكر السورة فليس له وجود في هذه الصفحات تحت هذا الباب وانما ستأتي في الباب الذي يتلوه ان شاء الله تعالى اما الذي نحن بصدده فبعد ان اورد رحمه الله تعالى الايات والاحاديث الدالة على اثبات صفة الوجه لله سبحانه وتعالى اتباع بمزيد من الاستدلالات ثم اورد ما حاصله انه لا يلزم ابدا من كوننا اسبتنا صفة الوجه لله ان يكون وجه ربنا كوجه خلقه فذكر عدة ادلة لاسبات هذا المعنى لاسبات انه ليس معنى كوننا اثبتنا لله وجها ان وجهه اننا نشبه وجه ربنا بوجه خلقه سيرد عدة استدلالات على ذلك وما يريده في هذا الباب ينسحب على عموم الابواب فلذا لم يحتج الى ان يكررها في سائر الابواب لم يحتج الى ان يكرر ما سيذكر هنا في سائر الابواب فاذا ذكر ان لربنا وجها واتبع ذلك بانه ليس معنى انه اثبت الوجه لله ان وجه الله كوجه خلقه من ثم سار على هذا النسق في عموم الصفات كصفة اليد كصفة الساق كصفة القدم كصفة العين كغيرها من الصفات فلذا هو سيسترسل بعض الاسترسال في هذا المقام حتى يكون القارئ على بينة من امره في هذه الابواب التي سترد ان شاء الله تعالى تقدمت عدة ايات وعدة احاديث فيها اثبات صفة الوجه لله جل وعلا. وهذا مزيد قال وبسنده الى ابي موسى الاشعري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله لا ينام ولا ينبغي له ان ينام ان الله لا ينام ولا ينبغي له ان ينام يخفض القسط ويرفعه يرفع اليه عمل الليل قبل عمل النهار يرفع اليه عمل الليل قبل عمل النهار وعمل النهار قبل عمل الليل او عفوا يرفع الي عمل النهار قبل الليل وعمل الليل قبل النهار حجابه النار حجابه النار وردت روايتان في هذا المقام احداهما حجابه النار والثانية حجابه النور. وبعد البحث والتحقيق في هاتين اللفظتين تبين ان اللفظتين ثابتتان لفظة حجابه النار ولفظة حجابه النور وغرام بعض العلماء الجمع بينهما ونفى عدد منهم التعارض اما من الناحية الحديثية فاللفظتان ثابتتان حجابه النار وحجابه النور قال حجابه النار لو كشف هنا لو كشف طبقها كذا بهذا اللفظ لو كشف طبقها لو كشف طبقها بهذا اللفظ عند ابن خزيمة وعند غيره بالفاظ متقاربا قال له كشف طبقها لاحرقت سبحات وجهه كل شيء ادركه بصره واضع يده لمسيء الليل ليتوب بالنهار الروايات يبسط يده بالليل هنا لفظة واضع يده ايضا ليست هي الجادة قال ومسيء النهار ليتوب بالليل حتى تطلع الشمس من مغربها الشاهد هنا ان الله ان النبي صلى الله عليه وسلم ذكر ما مفاده ان الله عز وجل له وجه اذ قال حجابه النار لو كشف طبقان احرقت سبحات وجهه كل شيء ادركه بصره هذا وجه الاستشهاد من هذا الحديث واورد ايضا رواية اخرى عن ابي موسى قال قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم بخمس كلمات ان الله لا ينام ولا ينبغي له ان ينام يرفع القسط ويخفض يرفع اليه عمل الليل بالنهار الرواية الاخرى يرفع عليه عمل الليل قبل النهار وهنا الخلاف لكن لا يعنينا تحريره بالدرجة الاولى هنا لان الحديث هنا عن الصفات عن الوجه والا فلو كان ثم مصنف يصنف في رفع الاعمال لالزم بان يحرر اي اللفظتين اصح هل يرفع اليه عمل الليل قبل النهار ايرفع اليه عمل الليل بالنهار كان يلزمه التحرير والتدقيق ولكن المقام وكما سلف مقام حديث عن صفات ربنا جل وعلا قال حجابه النور لو كشفه لاحرقت سبحات وجهه ما انتهى اليه بصره من خلقه نفس المادة السابق الشاهد من قوله حجابه النور لو كشفه لاحرقت سبحات وجهه ما انتهى اليه بصره من خلقه وعرضا وكفائدة عارضة يورد العلماء عند رؤيتي او عند البحث في رؤية نبينا صلى الله عليه وسلم وربه ليلة المعراج هل رأى النبي ربه ليلة المعراج فقد قال وقد سال ابو ذر النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك فقال هل رأيت ربك يا رسول الله قال رأيت نورا وفي رواية نور انا اراه فرأيت نورا يحمله البعض على الحجاب ويستدل به المستدل اعني بقوله لو كشفه اي لو كشف الحجاب لاحرقت سبحات وجهي ما انتهى اليه بصره من خلقه على عدم رؤية الله عز وجل يوم في الدنيا في الدنيا عدم رؤية النبي ربه تبارك وتعالى في الدنيا وهذا فضلا عن سائر الاستدلالات كقول الله تعالى وما كان لبشر ان يكلمه الله الا وحي او من وراء حجاب او يرزل رسولا فيوحي باذنه ما يشاء فالادلة على عدم الرؤية اقوى حجابه النور او حجابه النار واحدة. ثانيا لو كشفه لاحرقت سبحات وجهه ما انتهى اليه بصره من خلقه. ثالثا الاية الكريمة وما كان لبشر ان يكلمه والله الا وحيا او من وراء حجاب. رابعا قول النبي صلى الله عليه وسلم رأيت نورا او نور انا اراه والله اعلم. اعودك الى اورد سياقا ثالثا لحديث ابي موسى الاشعري ان الله لا ينام ولا ينبغي له ان ينام هنا قام فينا رسول الله باربع والاخرى قام فينا رسول الله بخمس وايضا المقام ليس بمقام تحرير لها المقام مقام الحديث عن صفات ربنا جل وعلا. قال ان الله لا ينام ولا ينبغي له ان ينام يخفض القسط ويرفعه يرفع اليه عمل الليل قبل النهار وعمل النهار قبل الليل حجابه النار لو كشفها لاحرقت سبحات وجهه كل شيء ادركه بصره فقال محمد بن يحيى يرفع الي عمل الليل قبل عمل النهار وعمل النهار قبل عمل الليل فهو لفظ ثالث في الباب وكما سلف تحريره في موطن اخر امرنا باسناد اخر عن ابي موسى قال قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم باربع قال ابن يحيى بمثله وزاد فيه ثم قرأ ابو عبيدة ام بورك من في النار ومن حولها وسبحان الله رب العالمين ام بورك من في النار ومن حولها فقوله قرأ ابو عبيدة ام بورك من في النار ومن حولها هو تفسير من ابي عبيدة ليس من كلام النبي صلى الله عليه وسلم ليس من كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم اني ارادة هذه الاية وكأن ابا عبيدة يفسر قوله تعالى ام بورك من في من في النار ومن حولها ان الذي في النار هو الله سبحانه وذلك عند الوادي المقدس عند الوادي المقدس طوى كما قال تعالى وناديناه من جانب الطور الايمن وقربناه نجيا وللعلماء اقوال في تفسير قوله تعالى نودي ام بورك من في النار ومن حولها الذي في النار حمله البعض كابي عبيدة وغيره على انه رب العزة سبحانه وان النار المذكورة هي الحجاب كذا قال بعض العلماء وثمة اقوال اخر قال ذكر طرقا للحديث ذكر طرقا اخر للحديث. حديث ابي موسى المتقدم والمؤدى واحد وورد ابن خزيمة رحمه الله اثرا ليس على شرطه في هذا الكتاب ليس على شرطه في هذا الكتاب ولم يكن ينبغي ان يورده لان صفات الرب جل وعلا لا تؤخذ من الاثار المقاطيع واني بالمقاطيع الموقوف على التابعين بل لا تؤخذ ايضا من اثار الصحابة رضي الله عنهم ولا يقال ان مثل هذه الاثار المقاطيع او المرفوعات عفوا او الموقوفات او الموقوفات لا حكم المرفوع الى رسول الله لا يقال ذلك لاحتمال كونها اثارا اسرائيلية اثارا اسرائيلية فكل او عفوا فليس كل مما لا يقال من قبيل الرأي يأخذ حكما مرفوع كلا بل قد يكون الاثر مما لا يقال من قبيل الرأي وهو من الاسرائيليات من الاسرائيليات وقد علمتم الموقف من الاسرائيليات سابقا. فورد اثرا وهو ليس على شرطه اذ من شرط الاستدلالات ومن شرط الكتاب من شرط الكتاب ان يحتج بالمرفوع الى رسول الله صلى الله عليه وسلم. وان كان يرحمه الله يجتهد في الاستدلال المرفوع الثابت من وجهة نظره ولكن قد يكون ثابتا من وجهة نظره الا ان علماء اخرين اعلوه اوطانه فيه قال وذكر بالسند الى عبيد الله بن مقسم انه ذكر ان دون الرب يوم القيامة سبعون الف حجاب حجاب من ظلمة لا ينفذها شيء وحجاب من نور لا ينفذها شيء وحجاب من ما لا يسمع حسيس ذلك الماء شيء الا خلع قلبه الا من يربط الله على قلبه وهذا كما سلف مقطوع من اقوال عبيد الله بن مقزم ولم يكن وليس لاراده وجه ها هنا واورد اثرا ايضا عن مجاهدين قال بين الملائكة وبين العرش سبعون حجابا حجاب من نور وحجاب من ظلمة وحجاب من نور وحجاب من ظلمة ولا يثبت هذا ولا يثبت هذا فامره كما ترون من كلام مجاهد ومجاهد كثيرا ما ينقل اثارا في ابواب المعتقد من الاسرائيليات او على الاقل يقال هي مقاطيع. اما ان يكون اخذها من صحابي او تابعي اخر. والا فجلوها ولا يسلم لكل ما نقله مجاهد رحمه الله تعالى ومن اشهر ما اخذ على مجاهد في هذا الصدد اثره في تفسير المقام المحمود عسى ان يبعثك ربك مقاما محمودا الا وهو اعني الذي ذهب اليه مجاهد ان الله عز وجل يجلس نبيه بجواره على العرش على العرش فهذا ما قاله مجاهد مخالفا بذلك جماهير العلماء فجماهير العلماء على ان المقام المحمود هو الشفاعة العظمى هو الشفاعة العظمى يوم القيامة قال ابو بكر يعني ابن خزيمة لم لم اخرج في هذا الكتاب من المقطعات لان هذا من الجنس الذي نقول ان علم هذا لا يدرك الا بكتاب الله وسنة نبيه المصطفى صلى الله عليه وسلم لست احتج في شيء من صفات خالقه عز وجل الا الا بما هو مستور في الكتاب او منقول عن النبي الا بما هو مسطور في الكتاب او منقول عن النبي صلى الله عليه وسلم بالاسانيد الصحيحة الثابتة كانه يعتذر عما اورده من الاسرين في تفسير الحجب اثر عبيد الله بن مقسم واثر مجاهد ويبين لنا شرطه في هذا الكتاب ان ما يريده في هذا الكتاب اما اية واما حديث ثابت صحيح من وجهة نظره اقول ثابت صحيح من وجهة نظره. وهو اعني الحديث وان كان ثابتا من وجهة قد يكون ضعيفا من وجهة نظر غيره فليس بمسلم لابن خزيمة تصحيح كل ما يريده اعود قليلا قال رحمه الله وما سيقوله في بيان امر سبقت الاشارة اليه الا وهو انه ليس بلازم ابدا من كوننا اسبتنا لله وجها كما اسبت ذلك لنفسه الا ابتغاء وجه ربه الاعلى الى غير ذلك من الاستدلالات لا يلزم من اثبات صفة الوجه ان يكون وجه ربنا كوجه خلقه. كلا بل الله قال ليس كمثله شيء وهو السميع والبصير قال ابو بكر اقول وبالله توفيقي واياه استرشد قد بين عز قد بين الله عز وجل في محكم تنزيله الذي هو بين الدفتين يعني المصحف الذي بين الجلدين هذا يقول ان له وجها وصفه بالجلال والاكرام والبقاء وصفه بالجلال والاكرام والبقاء اذكر بذلك واقف عند ذلك لان الله لما وصف وجهه بالجلال والاكرام وجوب بني ادم لا توصف بانها ذات الجلال وذات الاكرام قال والبقاء يعني قوله ويبقى وجه ربك ذو الجلال والاكرام. اما سائر الوجوه فثانية وزائلة سائر الوجوه فانية وزائلها فهذان استدلالان اولا سيقا في عجالة للفوارق بين وجه ربنا الاعلى ووجوه سائر المخلوقات ربنا وجهه وصفا بانه ذو الجلال والاكرام والثاني ان الله قال ويبقى وجه ربك وجوه الخلائق تفنى ووجه ربنا لا يفنى وجه ربنا ذو الجلال والاكرام اما وجوه الخلائق فلم توصف بذلك واضافة الى ما ذكر فوجه ربنا سبحانه له سبحات لو كشفها لاحرقت ما انتهى اليه بصره من خلقه ووجوه العباد ليست كذلك فنحن نرى وجوه العباد صباح مساء ليلا ونهارا لم نحترق برؤيتنا وجه من وجوه العباد فهذه بعض الفوارق بين وجه ربنا جل وعلا ووجوه سائري العباد ووجوه زائري العباد قال فقال جل وعلا ويبقى وجه ربك ذو الجلال والاكرام ونفى ربنا جل وعلا عن وجيل لك بقوله كل شيء هالك الا وجه فهذا ايضا فارق رابع ان الوجوه تهلك ووجه ربنا لا يهلك جل ربنا وعلا قال ونفى عن وجيل لاك في قوله كل شيء هالك الا وجهه قال وزعم بعض جهلة الجهمية ان الله عز وجل انما وصف في هذه الاية نفسه التي اضاف اليها الجلال بقوله تبارك اسم ربك ذي الجلال والاكرام وزعمت ان الرب هو ذو الجلال والاكرام لا الوجه معنى كلامه ان فئات الجامية الذين ينفون عن ربنا صفة الوجه ويقولون لا وجه لربنا وعملوا قوله تعالى كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والاكرام قالوا المعنى ويبقى ربك ذو الجلال والاكرام فاجابهم بمحاصلهم وسيأتي كلامه ان شاء الله تعالى اجابهم بما حاصل ان من تعلم شيئا من لغة العرب يفهم ويبقى وجه ويبقى وجه ربك ذو ان نزور اذا على الوجه انها وصف للوجه ولو كانت وصفا لربنا جل وعلا لقيل ويبقى وجه ربك ذي الجلال والاكرام فعادت ذو الجلال على الوجه في اية سورة الرحمن هذا الذي يريد ان يقوله في الكلمات التي ستأتي ان شاء الله تعالى. قال ابو بكر وهو ابن خزيمة اقول وبالله توفيقي هذه دعوة دعوة يدعيها جاهل بلغة العرب. لان الله عز وجل قال ويبقى وجه وربك ذو الجلال والاكرام تذكر الوجه مضموما في هذا الموضع مرفوعا وذكر الرب بخفض الباء باضافة الوجه ولو كان قوله ذو الجلال والاكرام مردودا الى ذكر الرب في هذا الموضع لك انت القراءة ذي الجلال والاكرام على ما سبق بيانه مخفوضا كما كان الباء مخفوضا في ذكر الرب جل وعلا. الم تسمع قوله تبارك وتعالى تبارك اسم ربك ذي الجلال والاكرام. هنا عدت على الرب. لكن الاخرى ويبقى وجه ربك ذو. فعادت على الوجه فلما كان الجلال والاكرام في هذه الاية صفة للربي خفض ذي خفض خفض الباء الذي ذكر في قوله ربك ولما كان الوجه في تلك الاية مرفوعا كانت صفة الوجه مرفوعة هذا والله اعلم. قال فتفهموا يا ذوي الحجى هذا البيان الذي هو مفهوم في خطاب العرب لا تغالطوا فتتركوا سواء السبيل اما سواء السبيل فهو وسط السبيل الطريق الوسط السواء المراد به الوسط ومنه قل يا اهل الكتاب تعالوا الى كلمة سواء بيننا وبينكم. ومنه قول الشاعر يا ويح اصحاب النبي ورهطه بعد المغيب في سواء الملحد اي في وسط القبر ومنه فاطلع فرآه في سواء الجحيم اي في وسط النار قال وفي هاتين الايتين دلالة على ان وجه الله صفة من صفات الله صفات الذات صفات الذات اظنه قد تقدمت الاشارة الى صفات الذات ولا صفاتي الافعال فصفة الذات اثبات الوجه لله صفة ذات لا تفارقه اما الكريم ففي ذاته ايضا كريم قد يكرم فلانا وقد يهين فلانا قل صفات الذات لا ان وجه الله هو الله. ولان وجه ولان وجهه غيره. كما زعمت الجهمية المعطلة لان وجه الله لو كان لقرأ ويبقى وجه ربك ذي الجلال والاكرام هذا مفاده ما تقدم بارك الله فيكم يعني مفاده القدر الذي بيناه انه يرد على على المعطلة والجاهمية الذين فسروا قوله تعالى كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والاكرام. لما قالوا وجه ربنا هو ربنا نفسه فاجابهم بقوله لو كان ذلك لكان النسق ويبقى وجه ربك ذي. لعودها على الرب لكن لما كانت ويبقى وجه ربك ذو الجلال والاكرام عادت كلمة ذو الجلال والاكرام على واصف الرب سبحانه وتعالى. قال قال رحمه الله نحن نقول وعلماؤنا جميعا في جميع الاقطار ان لمعبودنا عز وجل وجها كما اعلمنا الله في محكم تنزيله فزواه بالجلال والاكرام اي قال ذو الجلال والاكرام وصفه بذلك وحاكم له بالبقاء ونفى عنه الهلاك ونقول ان لوجه ربنا عز وجل من النور والضياء والبهاء ما لو كشف حجابك لاحرقت سبحات وجهي كل شيء ادركه بصره محجوب عن ابصار اهل الدنيا لا يراه بشر ما دام في الدنيا الفانية ونقول وانتبهوا فهذه زلة اراها زلة وقع فيها ابن خزيمة رحمه الله اذ قال ونقول ان وجه ربنا القديم وصف وجه ربنا بانه قديم ليس عليه دليل فيما علمت انما الوارد اعوذ بالله العظيم وبوجهه الكريم وسلطانه القديم فهنا قال هذا كلام ابن خزيمة فليتفطن لمثله ان مثل هذا تكرر في كثير من كتب العقيدة يصفون ربنا، عز وجل، بالقديم احيانا فيقول مذكرا ليس فيما علمت دليل من كتاب ولا من سنة على وصف وجه ربنا بانه قديم وان ذكرت في عدة كتب من كتب العقيدة فقال قال ونقول ان وجه ربنا القديم لا يزال باقيا هذا الاصطلاح يحذر منه كما سلف فنفى عنه الهلاك والفناء. ونقول كذا يقول ان لبني ادم وجوها كتب علينا الهلاك ونفى عنها الجلال والاكرام غير موصوفة بالنور والضياء والبهائي التي وصف الله بها وجهه تدرك وجوه بني ادم ابصار اهل الدنيا اي اننا ندرك وجوه بني ادم. اما وجه ربنا لا تدركوا الابصار. يعني في الدنيا فذكر هذا من الفوارق فمن الفوارق ما تقدم ان وجه ربنا وصف بذي الجلال والاكرام ثانيا ان الله قال ويبقى وجه ربك فحكم له بالبقاء ووجوه الخلائق تفنى ثالثا ليالك ووجوه الخلق تهلك كل شيء هالك الا وجها. رابعا ان لوجه ربنا سبوحات لو كشف الحجاب لاحرقت ما انتهى اليه بصره من خلقه سبحانه وتعالى اما وجوه اهل الدنيا فلا تحرق كما ذكر المصنف زكر شيئا سادسا وهو ان وجه ربنا لا تدركه الابصار ووجوه العباد او وجوه المخلوقات تدركها الابصار. والله اعلم. قال تدرك وجوه بني ادم ابصار اهل الدنيا لا تحرق لاحد شعرة فما فوقها لنفي السبحات عنها التي بينها نبينا المصطفى صلى الله عليه وسلم لوجه خالقنا ويضيف الى ذلك امورا فقال ونقول ان وجوه بني ادم محدثة مخلوقة لم تكن فكونها الله بعد ان لم تكن مخلوقة اوجدها بعد ما كانت عدما وان وجوه بني ادم ثانية غير باقية تصير جميعا ميتا ثم تصير رميما ثم ينشئها الله بعدما بعد ما قد صارت رميما فتلقى من النشور والحشر والوقوف بين يدي خالقها يوم القيامة ومن المحاسبة بما قدمت يداه اي قدمت يد العبد وكسبه في الدنيا ما لا يعلم صفته غير الخالق البارئ غير الخالق البارئ ثم تصير اما الى جنة منعمة فيها او الى النار معذبة فيها فهل يخطر يا ذوي الحجى الحجل عقول ببال عاقل مركب فيه العقل بباب ببال عاقل مركب فيه العقل يفهم لغة العرب ويفهم خطابها ويعلم التشبيه ان الوجه سبيه بذاك الوجه ولا هنا ايها العقلاء تشبيه وجه ربنا جل ثناؤه الذي هو كما وصفنا وبينا صفته من الكتاب والسنة بتشبيه وجوه بني ادم التي ذكرناها ووصفناها غير اتفاق اسم الوجه وايقاع اسم الوجه على بني ادم كما سمى الله وجهه وجها ولو كان تشبيها من علمائنا لكان كل قائل ان لبني ادم وجها اه قبل ان اخوض في ادخل فيما سيزكر اقول بعد ان ذكر المصنف رحمه الله تعالى بعد الفوارق بين وجه ربنا الاعلى ووجوه الخلائق قال لم يبقى الا الاشتراك في الاسم لم يبق الا الاشتراك في الاسم ان هذا اسمه وجه وذاك اسمه وجه ونحن نقول ليس كمثله شيء وهو السميع البصير. سينتقل الى شيء فيقول ليس معنى ان الاسم شابه الاسم ان يكون الوصف شابها. الوصف فانت تقول فلان له وجه من البشر والحمار له وجه لكن اذا قلت لهذا الفلان وجهك وجه حمار اقرناها كمعركة اقام معك معركة كيف تشبهه بالحمار ان قلت لاخر وجهك وجه خنزير مع ان الخنزير له وج وابن ادم له وجه لكن ان قلت له وجهك وجه خنزير تكون قد اهنته اشد الاهانة فليس معنى انك تقول الخنزير له وجه وفلان له وجه انك سويت بين فلان وبين وبين الخنزير وكذلك في الاسماء ايضا احيانا الله سبحانه وتعالى سمى نفسه الملك وسمى بعض العباد الملوك. ان الملوك اذا دخلوا قرية افسدوها وسمى نفسه العزيز وقالوا يا ايها العزيز ان له ابا شيخا كبيرا. فرضي يوسف من اخوته ان قالوا له يا ايها العزيز وسمى نفسه المؤمن الملك القدوس السلام المؤمن وقال عليه الصلاة والسلام ان من الشجر شجرة مسلها ما زال المؤمن وسمى نفسه العظيم وقال وكانوا يصرون على الحنث العظيم وسمى نفسه الاعلى وقال لموسى لا تخف انك انت الاعلى فليس معنى هذا لمجرد الاشتراك في الاسم ان المسمى يشبه ربه سبحانه وتعالى. اولا المسمى يماثل ربه تبارك وتعالى. هذا محصلة مازا ما سيرده المصنف فيما هو ات من الكلام ان شاء الله سمى الله نفسه المولى او عفوا قال الله عن نفسه انه مولى ووسم العباد بذلك هكذا سيسوق ادلة كثيرة جدا لاسبات ما ما ذكر من انه لا يلزم الاشتراك الاسم في شيئين ان يكونا متماثلين وسيرد ضمنا تأويلات الجهمية والمعطلة الذين يقولون ان قولنا او ان قوله وجه ربك او الايات التي فيها الوجه كما تقول وجه الكلام كذا اي ملخص الكلام كذا او مفهوم الكلام كذا فقال انكم يا معشر الجهمية لما قلتم ان الوجه كما نقول وجه الدار يعني واجهة الدار. شبهتم ربكم بالعدم شبهتم ربكم بالعدم فانتم مشبهة ليس اهل السنة هم المشبهين. هذا مضمون ما سيأتي القول فيه ان شاء الله. قال نعم الدرس خلص دقائق بس كده قال قال ولو كان تشبيها من علمائنا اي لو كان مجرد قولنا ان الله له وجه ان كان قولنا ان الله له وجه معناه اننا نشبه وغيرها مما ذكرت ولست احسب ان اعقل الجهمية المعطلة عند نفسه لو قال له اكرم الناس عليه لو قال الجميع هذا المفاد لو قال للجميع افضل شخص يحبه لو قال له وجهك يشبه وجه الخنزير والقرد والدب والكلب والحمار والبغل ونحو هذا الا غضب. لانه خرج من سوء الادب في الفحش من المنطق آآ خرج من سوء الادب في الفحش من المنطق من الشتم للمشبه وجهه بوجهه ما بوجه ما ذكرنا ولعله بعد يقذفه ويقذف ابويه يعني ازا قال له وجهك وجه حمار. وانا يشتمه ويشتم اباه وجهك وجه حمار قال ولست احسب ان عاقلا يسمع هذا القائل المشبه وجه ابن ادم بوجوه ما ذكرنا الا ويرميه بالكذب والزور والبهت او بالعته والخبل او يحكم عليه بزوال العقل ورفع القلم لتشبيه وجه ابن ادم بوجوه من ذكرنا فتفكروا يا ذوي الالباب فتفكروا يا ذوي الالباب او وجوه ما ذكرنا اقرب شبها بوجوه بني ادم او وجه خالقنا بوجوه بني ادم ازا ازا رمنا التشبيه فوجهك يا ابن ادم اقرب ان يكون الى وجه الحمار ووجه الخنزير من ان يكون اقرب الى وجه ربك الاعلى اذا رن التشبيه. ومع ذلك فاذا قال لك قائل وجهك وجه خنزير غضبت حتى اذا قلت للجمي ذلك غضب فكيف يتهمنا باننا وجه بني ادم بوجه خالقهم قال فاذا لم تطلق العرب تشبيه وجوه بني ادم بوجوه ما ذكرنا من السباع واسم الوجه قد يقع على جميع وجوهها كما يقع اسم الوجه على وجوه بني ادم فكيف يلزم ان يقال لنا انتم مشبها ووجوه بني ادم ووجوه ما ذكرنا من السباع والبهائم محدثا كلها مخلوقة كلها مخلوقة يرى هذا ايضا من الفوارق ان وجود بني ادم مخلوقا ووجه ربنا سبحانه وتعالى ليس بمخلوق قال قد قضى الله فلاها ولاكها. قد كانت عدما فكونها الله وخلقها واحدثها وجميع ما ذكرنا من السباع والبهائم لوجوهها ابصار وخدود وجباه وانوف والسنة وافواه واسنان وشفاء ولا يقول مركب فيه العقل لاحد من بني ادم وجهك شبيه بوجه الخنزير ولا عينك شبيهة بعين القرد ولا فمك فم دب ولا شفتاك كشفتي الكلب. ولا خدك كخد الذئب الا على المشاتمة ان يقول حتى اذا جئت لبني ادم والدواب الخنزير له وجه الوجه فيه عينان الوجه فيه انف الوجه فيه فم الفم فيه اسنان الوجه له خد كل هذا في الدواب كالخنزير البقرة الجمل فشبه بني ادم في في المسميات لكن ان قال لك قائل مال فمك هذا شكله وشكل فم الخنزير انت لك فم والخنزير له فم لكنك ستغضب حتما وستقاتله تعالى الله عما يقول اهل الظلم علوا كبيرا قال كما يرمي الرامي الانسان بما ليس فيه فاذا كان ما ذكرنا على ما وصفنا ثبت عند العقلاء واهل التمييز ان من رمى اهل الاثار القائلين بكتاب ربهم وسنة نبيهم بالتشبيه فقد قال الباطل والكذب والزور والبهتان وخالف الكتاب والسنة وخرج من لسان العرب بهذا القدر اجتزئ جزاكم الله خيرا اذ له قال ويبقى وجه ربك ذو الجلال والاكرام وقال كل شيء هالك الا وجهه وقال اهل الايمان انما نطعمكم لوجه الله وقال تعالى وما اتيتم من زكاة تريدون وجه الله؟ وقال تعالى وما لاحد عنده من نعمة تجزى اننا نشبه المخلوقين بالخالق؟ قال ولو كان تشبيها من علمائنا لكان كل قائل ان لبني ادم وجها وللخنازير والقردة والكلاب والسباع والحمير والبغال والحيات والعقارب وجوها قد شبه وجوه بني ادم بوجوه الخنازير والقردة والكلاب