وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه باحسان بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله. نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. وبعد قال الامام محمد ابن عبد الوهاب رحمه الله تعالى في كتاب التوحيد باب ما جاء في التطير الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين اللهم صلي على محمد وازواجه وذريته كما صليت على ال ابراهيم وبارك على محمد وازواجه وذريته كما باركت على ال ابراهيم انك حميد مجيد اما بعد فان المؤلف رحمه الله بعد ان تكلم عن السحر وبعض انواعه وعطف على ذلك ما يقرب منها وما يحل او ما يتعلق بحله رجع الى شيء اشار اليه في باب بيان بعض انواع السحر وهو ما مر بنا من اخبار النبي صلى الله عليه وسلم ان العيافة والطرق والطيرة من الجبت وبينا ان الطيرة تشبه السحر من جهة تأثيرها على النفوس هذا اوان الكلام عن الطيرة الطيرة هي التشاؤم ومعنى ذلك ظن سيء يقوم بالقلب ناشئ عن سبب متوهم لا حقيقة له هذه هي الطيرة وهذا هو التشاؤم ظن سيء يقع في القلب ناشئ عن سبب متوهم لا حقيقة له المتطير يتوقع السوء بسبب لم يجعله الله سببا فهو اذا رأى شيئا او سمعه او لاحظ شيئا ما يتعلق بمكان او زمان او غير ذلك توقع السوء والله جل وعلا ما ربط بين هذا الشيء الذي توجس منه وبينما توقعه انما هو شيء يقع في نفسه لا حقيقة له فلم يجعل الله عز وجل ما يكون من سعود او نحوس لم يجعل ذلك راجعا الى هذه التوهمات التي يوسوس بها الشيطان ويقذفها في قلب ضعيف الايمان الاصل في تسمية الطيرة يرجع الى ما كان عليه العرب فانهم كانوا اهل ولع شديد بالتشاؤم من اشياء كثيرة ولا سيما من الطير كانوا يتشائمون من الطير من اسمائها فاذا مر غراب قالوا وقعت غربة واذا مر عقاب قالوا تحصل عقوبة او بالوانها فاذا شاهدوا طائرا اسود تشاءموا او بحركاتها وممرها كما مر معنى ذلك في الزجر وقلنا ان العيافة زجر الطير واثارته عن مكانه ثم تأمل حركته بعد ذلك فان جاء من جهة اليمين كان سانحا. وان جاء من جهة الشمال كان بارحا وان جاء من جهة الامام كان نطيحا وان جاء من الخلف كان قعيدا فربما تشاءموا ببعض هذه الاحوال وتيمنوا او تياء سروا وتفائلوا ببعضها وربما كان العكس عند بعضهم لكن الغالب انهم كانوا يتشائمون من البارح ويتفائلون بالسانح ربما تشائموا ايضا باصواتها فاذا سمع احدهم او صوت الغراب او صوت البومة فانه يتشاءم وربما تشاءم بنوعها فاذا نزلت بقربه هامة او بومة او وقعت على بيته قال انها نعت الي نفسي وقرب اجلي فضاقت نفسه بذلك المهم ان هذا شيء كثير عندهم وعند جميع الامم فمقل ومكثر والله جل وعلا قد اخبرنا في كتابه عن حال بعض الامم من جهة تطيرهم كما سيمر معنا ان شاء الله بل قال ابن القيم رحمه الله ان الله ما حكى التطير الا عن اعداء الرسل ما جاء التطير منسوبا الى احد في القرآن الا عن اعداء الرسل كما اخبر الله جل وعلا مما سيأتي في قوم فرعون او في اصحاب القرية اذ جاءها المرسلون وكذلك في شأن ثمود حينما قالوا لصالح اه اطيرنا بك وبمن معك كذلك اهل الجاهلية حينما قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم وان تصيبهم سيئة يقولوا هذه من عندك اذا هذه اربعة مواضع في القرآن هي نسبة التطير الى اعداء الرسل اما اهل الايمان واهل التوحيد الصادق والذين تمسكوا بالعروة الوثقى وعظم توكلهم على العظيم سبحانه وتعالى فانهم ابعد ما يكونون عن الوقوع في هذه الرعونات فان اهل التوحيد اهل احسان للظن بالله العظيم واعتماد وثقة به جل وعلا ولذلك مر معنا في حديث السبعين الفا الذين يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب انهم ماذا كانوا لا يتطيرون من صفات اهل الايمان والتوحيد انهم كانوا لا يتطيرون ولذلك جاءت الشريعة بالتشديد في شأن التطير وهذا امر ظاهر لمن تأمل الكتاب والسنة مر معنا قول النبي صلى الله عليه وسلم ليس منا من تكهن او تكهن له او تطير او تطير له يتطير يكون منه التشاؤم او يتطير له تذكرون انه قد مر منا حينما تكلمنا عن العيافة ان بعض القبائل كان لهم مزيد عناية واختصاص بها فبعض الناس يذهب اليهم الى هؤلاء الذين لهم معرفة ويسمون العرافين ويطلب منه ان يتطير له. ان يثير الطير ثم بعد ذلك يعطيه النتيجة ويعقب بعد ذلك قراره يسافر او لا يسافر يتزوج او لا يتزوج يتاجر ام لا وهذا مما انكرته الشريعة وبين التحريم وفي صحيح مسلم لما سأل معاوية بن الحكم رضي الله عنه النبي صلى الله عليه وسلم قال ان منا اناسا كانوا يتطيرون قال ذلك شيء يجدونه في نفوسهم فلا فلا يصدنهم. يعني هذا شيء لا يتجاوز ان يكون توهما في النفس لا حقيقة له في الخارج. ولا تأثير له في الاشياء فلا ينبغي ان يسترسل الانسان معه التطير باب الى الشرك وسنتحدث عن هذا ان شاء الله في محله التطير سوء ظن بالله سبحانه وتعالى التطير ضعف في التوكل التطير تسلط من الشيطان على ابن ادم التطير رعونة وسخف لا حقيقة له التطير هموم واحزان صاحب التطير الذي استولى هذا الامر على نفسه كئيب كسيف البال مهموم حزن باستمرار دائما تجده يتأمل في الاشياء ويتوقع السوء من اي شيء لو رأى ذاعاها تشاءم ورجع الى بيته يمشي في طريقه فيشاهد حادث سير فيقول هذا يوم نحس يعطيه انسان ياسمين فيقول يأس وميل يسمع شيئا لا يعجبه فيتطير يرى شيئا لا يعجبه يتطير يصاب برفيف للعين او طنين للاذن فيتشاءم وهكذا هو في هموم واحزان باستمرار ومن عجيب هذا الشأن ان من استولى التطير والتشاؤم على قلبه تجد ان الشرور اسرع اليه من السيل الى منحدره. سبحان الله العظيم الذي يستولي عليه التشاؤم ما اكثر ما يقع عليه هذا الشيء او هذا السوء الذي كان يتوجس منها بخلاف اهل الايمان الكامل الذين لا يلتفتون الى هذه الامور ولا يلقون لها بالا يمضون بعزم وثبات وثقة بالله جل وعلا لا تلتفتون الى هذه الترهات تجد انهم سالمون بتوفيق الله عز وجل من ذلك وهذا له سبب وهو ما اخبر الله عز وجل به في الحديث القدسي انا عند ظن عبدي بي فليظن بي ما شاء المؤمن ظن بالله احسن الظن واعتمد ووثق وتوكل وفوض اليه فاعقبه ذلك ان نجاه الله عز وجل من المكاره واتاه الله السعادة والطمأنينة اما ذاك الذي اساء الظن بالله وضعف توكله عليه جازاه الله من جنس سوء ظنه. جزاء وفاقا فعلى المسلم ان يقطع هذه الوسائس عن الوساوس عن نفسه والا يمكن لها طريقا الى قلبه وليحرص على ان يعالج ما وقع في نفسه اولا باول فان منع المبادئ اولى من قطع التمادي وهكذا كان السلف الصالح عليهم رحمة الله يحرصون على ان يقطعوا اي وسيلة لتسلل هذه السخافات والوساوس الى النفوس ذكر عكرمة مولى ابن عباس رضي الله اعنه ورحمه ان ابن عباس كان جالسا فمر غراب يصيح فقال احد الحاضرين خير خير فالتفت اليه وقال لا خير ولا شر ما علاقة الخير والشر؟ بمرور هذا الطائر او صوته وكذلك طاووس عليه رحمة الله. كان في سفر فمر طائر يصيح فقال خير قال واخي قال واي خير في ذلك لا تصاحبني اعطاه درسا عمليا على ترك الالتفات الى هذه الامور فالمسلم محسن الظن بالله سعيد قدر استطاعته في هذه الحياة لا يلتفت الى هذه المنغصات التي لا حقيقة لها والتي ما جعل الله عز وجل لها علاقة بنزول المكاره. لماذا يغم الانسان نفسه؟ ولماذا يفقد ثقة وحسن الظن بالله جل وعلا والله المستعان. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله وقول الله تعالى الا انما طائرهم عند الله ولكن اكثرهم لا يعلمون هذه الاية في شأن قوم فرعون قال جل وعلا ولقد اخذنا ال فرعون بالسنين ونقص من الثمرات لعلهم يذكرون فاذا جاءتهم الحسنة قالوا لنا هذه. يعني نحن الجديرون الحقيقون بها نحن اهلها. نحن نستحق هذا الامر والمراد الحسنة الدنيوية الحسنة الدنيوية من مطر وخصب ونبات الزرع وما الى ذلك وان تصبهم سيئة يتطيروا بموسى ومن معه الا انما طائرهم عند الله ولكن اكثرهم لا يعلمون لا يعلمون ان موسى اهل الايمان معه لا علاقة لهم بهذا الذي اصابهم. بل الخير كل الخير فيما جاء به الرسل عليهم الصلاة والسلام موسى واخوانه ولو عقل هؤلاء وعلموا لادركوا هذا يقينا. لكن اكثرهم لا يعلمون والله جل وعلا بين هنا ان طائرهم عند الله وفي هذه الاية كلام كثير عند اهل التفسير والاقرب والله تعالى اعلم ان المعنى ان هذا الذي اصابهم وتشاءموا بسببه راجع الى تقدير الله سبحانه وتعالى الذي عاقبهم بسبب كفرهم واعراضهم عن الله ما اصابهم مما تشاءموا به ونصبوه ظلما وزورا الى موسى ومن معه هذا في الحقيقة بتقدير الله عز وجل. وكان عقوبة منه سبحانه على بغي هؤلاء الكفار وصدهم عن سبيل الله جل وعلا. فهذا الاقرب في معنى قوله تعالى الا انما طائرهم عند الله وكأن المؤلف رحمه الله اراد من ايراد هذه الاية ان يبين ان التطير ليس من شأن اهل التوحيد انما هو من شأن اهل الشرك فعلى المسلم ان يحذر من ذلك. نعم قال رحمه الله وقوله قالوا طائركم معكم الاية كذلك هذه الاية بين الله عز وجل فيها رد الرسل الذين ارسلهم الله عز وجل الى اهل القرية الذين ذكرهم الله سبحانه وتعالى في سورة ياسين واضرب لهم مثلا اصحاب القرية اذ جاءها المرسلون الى ان قال جل وعلا قالوا انا تطيرنا بكم لان لم تنتهوا لنرجمنكم ولا يمسنكم منا عذاب اليم قالوا معكم ائن ذكرتم بل انتم قوم مسرفون. اان ذكرتم تتطيرون اذا ذكرناكم بالله جل وعلا ودعوناكم وبلغناكم امر الله ونهيه قلتم انكم تتطيرون بل انتم قوم مسرفون وقول الرسل عليهم الصلاة والسلام. طائركم معكم هو من باب القصاص في الكلام لما نسبوا الطيرة اليهم تشاءم القوم بهم قالوا انا تطيرنا بكم ردوا عليهم وقالوا انه لا علاقة لنا بما وقع في نفوسكم. نحن برءاء من ذلك. فالواقع ان هذا الذي اصابكم راجع اليكم طائركم معكم هو شيء في نفوسكم كان ثمرة لكفركم واعراضكم عن الله سبحانه وتعالى اما نحن فلا علاقة لنا به وليس لكم ان تنسبوا هذا الينا. قالوا طائركم معكم. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله عن ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا عدوى ولا طيرة ولا هامة ولا سفر اخرجاه زاد مسلم ولا نوء ولا غول هذا الحديث حديث ابي هريرة رضي الله عنه مخرج في الصحيحين. وانبه هنا على ما جاء في اخر كلام المؤلف من ان مسلما رحمه الله زاد في صحيحه ولا نوء ولا غول وهذا ان اراد به المؤلف رحمه الله ان هاتين الكلمتين وردتا في مسلم بغض النظر عن كون ذلك كان في حديث واحد او سياق واحد او لم يكن فالكلام صحيح فهذا اللفظ من كلام النبي صلى الله عليه وسلم وارد في صحيح مسلم. اما ان كان المراد ان مسلما رحمه الله اورد هذا النص بهذا اللفظ في حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم هكذا فهذا ليس بصحيح وذلك ان الذي في مسلم زيادة في رواية ابي هريرة وهي قوله لا نوء ولا ولا نوء ولا ولا نوءة ولا صفر وجاء من حديث جابر ايضا عند مسلم ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ولا غول ولا صفر اذا عندنا روايتان ابو هريرة زاد في رواية عند مسلم ولا نوءة ولا صفر. وجابر رضي الله عنه ده حديث اخر ولكن آآ المعنى واحد قال ولا غول ولا صفر فتحصن من هذا ان نفي النوء ونفي الغول ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم في حديث في صحيح مسلم ولكنه في حديثين مفرقين وليس بهذا السياق. ولعل السبب راجع الى وهم حصل او انتقال للبصر الى التبويب الذي بوبه النووي والمشهور ان هذا التبويب الذي بين ايدينا في صحيح مسلم انما هو من صنع النووي رحمه الله لعله انتقل النظر الى التبويب فظن ان هذا لفظ الحديث. فان التبويب الذي جاء قبيل هذا الحديث فيه باب آآ لا عدوى ولا طيرة ولا هامة ولا صفر ولا نوء ولا غولة فلعله سبق النظر الى الى التبويب فظن ان هذه زيادة في الحديث وانما هذه قطعة من ماذا؟ من التبويب اقول لعل السبب هو ذلك والله عز وجل اعلم الخلاصة ان هذا من كلام النبي صلى الله عليه وسلم نفي النوم ونفي الغول هذا حديث عظيم فيه تنصيص على امور بعضها راجع الى ما نحن فيه وهو باب التطير قال صلى الله عليه وسلم لا عدوى العدوى انتقال المرض من المريض الى الصحيح انتقال المرض من المريض الى الصحيح وقوله صلى الله عليه وسلم ها هنا لا عدوى. هل اراد به نفي العدوى من اصلها او اراد نفي ما كان يعتقده اهل الجاهلية من ان المرض او بعض انواعه تنتقل بنفسها باستقلال عن مشيئة الله التحقيق والجمع بين النصوص يرجح الثاني يعني لم يكن هذا من النبي صلى الله عليه وسلم نفيا عن ان هناك اسبابا تؤدي الى انتقال المرض هي العدوى ينتقل المرض بسبب هذا السبب وهو مخالطة المريض. فالعدوى واقعة من جهة التسبب. لا العدوى التي كان يعتقدها اهل الجاهلية من ان المرض ينتقل بذاته دون مشيئة الله سبحانه وتعالى وذلك ان النبي صلى الله عليه وسلم هو الذي قال هذا الحديث وهو ايضا الذي قال عليه الصلاة والسلام فر من المجذوم فرارك من الاسد. والحديث صحيح علقه البخاري رحمه الله في صحيحه ووصله غيره فالنبي صلى الله عليه وسلم امر بالابتعاد عن المجذوم. المجذوم الذي اصيب بالجذام. وهو مرض يصيب الانسان فيؤدي الى تآكل اعضائه. نسأل الله السلامة والعافية وهذا ربما انتقل بسبب المخالطة فامر النبي صلى الله عليه وسلم بالابتعاد عن ذلك كذلك ثبت عنه في الصحيح عليه الصلاة والسلام قال لا يورد ممرض على مصح قال لا يورد ممرض على مصح. ما معنى هذا الكلام؟ يعني ان صاحب الابل المريضة لا يورد ابله لا يدخلها في ابل مصح يعني من ابله صحيحة سليمة ما في فيها مرض من ابتلي بان كان في ابله مرض ليس له ان يأتي بها فيدخلها في في ابل انسان آآ ابنه صحيحة لاجل ان لا يكون هذا سببا في ماذا في ان تصاب الابل الصحيحة كذلك النبي صلى الله عليه وسلم نهى من كان في بلد وقع فيه طاعون ان يخرج منه او اذا كان خارجا عنه ان يدخل اليه. هذه النصوص وغيرها تدل على ان العدوى تقع ولكن بماذا بمشيئة الله سبحانه وتعالى يعني هي سبب من جملة الاسباب ليس ان المرض ينتقل بذاته انما ذا بمشيئة الله سبحانه وتعالى. والله جل وعلا جعل للاشياء اسبابا القرب او الوقوع في النار ادي الى ماذا الى حصول الاحراق. اذا القرب كان سببا لماذا؟ للاحراق. تناول السم. سبب لماذا للمرض او الموت والهلاك. هذا مجرد ماذا؟ سبب. والله جل وعلا ربط الاشياء باسبابها ربط حصول الحرق او حصول الهلاك باسباب. كذلك الشأن في هذه الامراض بعضها جعل الله سبحانه وتعالى لها اسبابا للانتقال. الخلطة او الملاصقة والمجاورة او نقل الدم مثلا او الريق او ما شاكل ذلك او كان ذلك المعاشرة اه بين الرجل والمرأة كما هو واقع في شأن آآ الامراض العصرية نسأل الله السلامة والعافية منها. المهم ان هذا امر واقع لا يمكن انكاره ولا يمكن ان تأتي الشريعة بما يخالف الواقع. خذ هذه حقيقة مسلمة لا يمكن ان تأتي الشريعة بما يخالف الواقع. والطب والواقع والمشاهدة كلها تشهد بان هناك انواع من الامراض بالمخالطة تنتقل ولكن انتقالها ها كان بمشيئة الله سبحانه وتعالى. اذا اهل الايمان يجمعون بين الامرين بين اثبات مشيئة الله عز وجل واثبات الاسباب التي جعلها الله اسبابا وبالتالي تبين لنا ان قول النبي صلى الله عليه وسلم لا عدوى ليس انكارا او نفيا لوجود ادواء اصلب لا انما هو نفي لما كان يعتقده اهل الجاهلية في هذا الشأن يقول قائل وماذا انت قائل في ما ثبت عن بعض الصحابة كعمر وابنه وسلم ان رضي الله وعنهم من انهم اكلوا مع مجذومين الجواب عن هذا ان يقال ان الخلطة بهؤلاء المصابين آآ سبب ولكن السبب قد يكون له مانع السبب كل سبب يقابله يقابله ماذا؟ مانع. ان وجد المانع فان اثر السبب يزول او وضعه صح ولا لا؟ يعني هناك امراض لها اسباب ويمكن ايضا ان يكون هناك مانع مصل يأخذه الانسان او اه ما يسمونه تطعيم او علاج او جرعة او ما الى ذلك هذا يعتبر ماذا؟ مانع لتأثير هذا السبب. التوكل على الله عز وجل اذا عظم في النفس كان احد الموانع من وقوع هذا المرض وانتقاله وبالتالي ففعل هؤلاء الصحابة رضي الله عنهم يوجهوا على انه كان في الخلطة تحقيق مصلحة رأوها مع عظيم توكلهم واعتمادهم على الله سبحانه وتعالى فبطل او اوفى تأثير السبب واضح يا جماعة؟ اذا على هذا يوجه هذا الامر من عظم توكله على الله وكان في خلطته لهذا المريض مصلحة شرعية معتبرة فان الله سبحانه وتعالى من رحمته قد يعافيه من تأثير هذا السبب. وقد يصاب وقد يصاب اذا شاء الله سبحانه وتعالى ذلك وهذا من قدر الله جل وعلا اضحى عندنا في الشريعة مسلكان عندنا في الشريعة مسلكان. مسلك الاخذ بالاسباب وهذا ما دل عليه حديث فر من المجذوم فرارك من الاسد والى اخره. وهناك مسلك اخر وهو ان يسلك الانسان مسلك التوكل والاعتماد على الله عز وجل. ويقتحم هذا الامر معتمدا على الله عز وجل لتحقيق هذه المصلحة وهذا يرجى له الا يصاب. قد بعض هؤلاء المرضى يحتاج الى زوجة تخالطه وخادم يخدمه وممرض يمرضه فمثل هؤلاء في بقائهم بالقرب من صاحب هذا المرض تحقيق مصلحة في حصول شفائه او بقاء حياته او تخفيف المه ومثل هؤلاء اذا توكلوا على الله عز وجل واعتمدوا عليه وفوضوا الامر اليه فيرجى ان شاء الله الا يصيبه شيء من هذا الاثر ثم قال صلى الله عليه وسلم ولا طيرة. وهذا الذي هو محل البحث ها هنا. ومناسبة ايراد هذا حديث بل مناسبة ايراد هذا الباب هو ما في التطير من منافاة التوحيد. الواجب على ما سيأتي تفصيله ان شاء الله في اخر اه او في الكلام عن اخر هذا الباب. وهل قوله صلى الله عليه وسلم هنا لا طيرة. اللام ها هنا للنهي او للنفي اختلف العلماء في ذلك والاقرب والله اعلم ان لا ها هنا للنفي وهذا ابلغ من ان تكون للنهي. لانها تتضمن النهي وزيادة. هذه الزيادة هي الدلالة على ان هذا امر لا حقيقة له ولا تأثير له وبالتالي اصبح ابلغ من ان تكون لا النهي قال لا عدوى ولا طيرة ولا هامة الهامة اختلفوا في تفسيرها الى قولين الاول ان الهامة طير من طير الليل وبعضهم نص على انها البومة البومة طائر معروف اليس كذلك؟ كان اهل الجاهلية يتشائمون بها. فاذا نزلت بالقرب من الانسان او على سطح بيته قالوا نعت الي نفسي تشاءموا بذلك بان الموت قد قرب فنفى الله سبحانه وتعالى ذلك وعليه فيكون نهيه او نفيه للهامة من باب عطف الخاص ها على العام الخاص اين لا هامة ها والعام هم اين العام ولا طيره ولا طيرة هذا هو العام يعني ذكر سورة خاصة ذكر سورة خاصة وهي الهامة قال نعم التفسير الثاني ان الهامة نفيها نفي لاعتقاد جاهلي كان عليه الكفار سابقا وهو ان الميت اذا قتل بغير حق يقولون ان هناك طائرا يطير حول قبره وربما قالوا انه يخرج من عظامه يصبح طائرا يطوف ويدور على قبره ويقول اسقوني اسقوني حتى يؤخذ بثأره ثم بعد ذلك يذهب وينصرف هذه الخرافة كان يعتقدها اهل الجاهلية كان مرادهم من بثها واشاعتها حث اهله على اخذي بثأره. بين النبي صلى الله عليه وسلم ان هذه خرافة لا حقيقة لها وبالتالي كان هذا موضوعا اخر بعيدا عن موضوع موضوع الطيارة قال ولا صفر. ايضا اختلف العلماء في نفي سفر ها هنا او في تفسير سفر ها هنا الى قولين الاول ان صفر داء يصيب البطن وهذا ما نص عليه البخاري رحمه الله فانه قال باب لا صفر وهو داء يصيب البطن وكأن الامر والله تعالى اعلم ان اهل الجاهلية كانوا يعتقدون ان هذا المرض ينتقل بنفسه ولذلك كانوا يرون انه شديد العدوى حتى كانوا يصفونه بانه اعدى من الجرب فبالتالي يكون هذا نفيا لامر خاص بعد امر عام وهو لا عدوى اذا اصبح قوله صلى الله عليه وسلم لهامة راجعا الى لا طيرة واصبح قوله لا صفر راجعا الى لا عدوى. اما التفسير الثاني فهو ان صفر هو الشهر المعروف شهر صفر ثاني الاشهر الهجرية. واختلفوا بعد ذلك في هذا النفي الوارد في الحديث الى قولين الاول ان النفي انما كان لتشاؤم اهل الجاهلية من شهر صفر فكانوا يتشائمون من ازمنة ومنها شهر صفر يتشائمون منه. فبين النبي صلى الله عليه وسلم ان هذا امر متوهم لا حقيقة له جاهلية لا حقيقة لها. فعاد نفيه لسفر الى نفيه ليه ها؟ الطيرة عاد الى نفيه الطيارة اما التفسير الثاني على ان صفر هو الشهر المعروف ما يرجع الى النسيء الذي كان يستعمله اهل الجاهلية وهو الذي جاء في قوله تعالى انما النسيء زيادة في الكفر وذلك انهم كانوا يؤخرون النسي يعني التأخير. كانوا يؤخرون شهر محرم الى شهر صفر لاجل الغزو. اذا ارادوا ان يغزوا في شهر محرم. وهو عندهم شهر محرم معظم لا يجوز القتال فيه. قالوا نجعل شهر محرم متى؟ في وقت شهر صفر. وبالتالي يجوز لنا ان نغزو في هذا الوقت وهذا من التلاعب الذي كان عليه اهل الجاهلية وبالتالي يكون النبي صلى الله عليه وسلم قد فهذا التصرف في هذا الحديث هكذا قيل هذا التوجيه فيه من البعد ما فيه كان الاقرب والله تعالى اعلم ان هذا راجع اما على تشاؤمهم من شهر صفر او ان يكون هو المرض الذي ذكره غير واحد من اهل العلم ومنهم البخاري رحمه الله اما الزيادة فهي قوله صلى الله عليه وسلم ولا نوء. والنوء فيه كلام اه يختص بباب خاص نتكلم عنه ان شاء الله تعالى على وجه التفصيل في محله ان شاء الله. اما الغول فالغول لما ذكروا نوع من انواع الجن والشياطين وبعضهم يقول هي سحرة الشياطين وسميت بذلك لانها تتغول للمسافرين. يعني تتراءى لهم وتضلهم عن الطريق وربما اهلكتهم وهل مراد النبي صلى الله عليه وسلم نفي حقيقة الغول او اراد نفي تأثير الغول يعني نفي وجود شيء اسمه الغول من الشياطين او نفي هذا التأثير الذي كانوا يعتقدونه من ان هذه الشياطين تتراءى لهم وتضلهم عن الطريق الصحيح. وربما كانت سببا في موتهم. الثاني هو الاقرب والله تعالى اعلم. وصلى الله