ان يتوكل على الاموات مطلقا وثانيا ان يتوكل على الغائبين مطلقا وثالثا ان يتوكل على حاضر فيما لا يقدر عليه الا الله توكلوا على حاضر حي بما لا يقدر عليه الا الله بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لشيخنا وانفعه وانفع به يا رب العالمين. قال الامام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى كتاب التوحيد اسباب قول الله تعالى وعلى الله فتوكلوا ان كنتم مؤمنين ان الحمد لله نحمده نستعينه نستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان نبينا محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله واصحابه وسلم تسليما كثيرا اما بعد فهذا الباب قد عقده المؤلف رحمه الله للكلام عن عبودية التوكل لله سبحانه وتعالى والتوكل مقام عظيم من مقامات الدين بل هو نصف الدين فالدين عبادة وتوكل فاعبده وتوكل عليه عليه توكلت واليه انيب اياك نعبد واياك نستعين والمتوكلون احباب الله سبحانه وتعالى ان الله يحب المتوكلين والتوكل شرط الايمان وشرط الاسلام وقال موسى يا قومي ان كنتم امنتم بالله فعليه توكلوا ان كنتم مسلمين والتوكل على الله اوسع مقامات الدين من حيث اهلها وذلك ان التوكل يكون من كل احد من المسلم ومن الكافر ومن اهل السماوات ومن اهل الارض ومن الانس ومن الجن حتى الحيوانات والطيور كل مخلوق فانه يتأتى منه التوكل على الله سبحانه وتعالى كما ان التوكل على الله من اوسع المقامات الايمانية من حيث تعلق هذا المقام بصفات الله سبحانه وتعالى عبودية التوكل لها تعلق بصفات كثيرة ونعوت جليلة للبارئ سبحانه وتعالى فلها تعلق بصفة العلم والقوة والقدرة والمشيئة والرحمة والرأفة والمحبة وغيرها من صفات الله جل وعلا انها عبادة جليلة القدر اذا خلا منها القلب ترحل عنه الايمان وان ضعف فيه ضعف الايمان فالتوكل على الله عز وجل له شأن واي شأن و حقيقة التوكل انها مركبة من شيئين من اعتماد وتفويض الى الله سبحانه وتعالى ومن بذل للسبب التوكل الحق انما يكون مجموع من هذين الامرين امر على الجوارح وامر يتعلق بالقلب اما الذي على الجوارح فهو بذل السبب واما الذي على القلب فانه الاعتماد والتفويض الى الله سبحانه وتعالى واذا اردنا ان نفصل هذا المقام اكثر فاننا نقول ان التوكل على الله سبحانه وتعالى يتعلق او ينبني على ثلاثة اشياء الاول تحقيق توحيد المعرفة والاثبات هذا التوحيد العلم الذي مر بنا في دروس خلت انه يشمل توحيدي الربوبية والاسماء والصفات لا يمكن ان يكون هناك توكل لمن هو فاقد لهذا التوحيد اول اساس في قيام هذه العبودية تحقيق هذا التوحيد افراد الله جل وعلا في ربوبيته وفي اسمائه وصفاته لا يمكن ان يكون متوكل الا من لا يمكن ان يكون متوكلا الا من كان معتقدا بان الله سبحانه وتعالى هو الرب المالك السيد المتصرف المدبر الذي له الخلق والرزق والتدبير وايضا انه المتصف بصفات الكمال جل وعلا ولذلك نقل الامام ابن القيم رحمه الله عن شيخه ابن تيمية قوله ان ثلاثة لا يتأتى منهم التوكل ثلاثة لا يتأتى منهم التوكل لا يجيء منهم ان يتوكلوا الفيلسوف والقدري النافي والجهمي المعطل وان يتأتى التوكل من فيلسوف يعتقد ان الله جل وعلا لا يعلم الجزئيات انما يعلم الامور كلية وان يتأتى التوكل من قدرين يعتقد ان الله سبحانه وتعالى لا يعلم الاشياء حتى تقع واما يتأتى التوكل من قدري يعتقد انه يقع في هذا الكون ما لا يشاءه الله وان لا يتأتى التوكل من جهمي يعتقد ان الله تعالى معطل عن صفات الكمال اذا هذا هو الاساس الاول الذي تنبني او الذي ينبني عليه صرح التوكل على الله جل وعلا الامر الثاني بذل السبب والسبب لابد ان يكون سببا مشروعا لا بد ان لا يكون سببا ممنوعا بمعنى بذل المستطاع في تحقيق المراد في ضوء ما اباحته الشريعة هذا هو السبب المشروع. هذا هو السبب الذي هو الركن الثاني من اركان التوكل لابد في تحقيق التوكل من بذل السبب وها هنا يخطئ كثير حينما يظنون ان هناك تنافرا بين التوكل وبذل السبب لا شك ان هذا خطأ كبير فان حكمة الله جل وعلا وشرعه وقدره اقتضت ربط الاشياء باسبابها وبالتالي فان بذل السبب في تحقيق المراد لا شك انه مما دلت عليه الشريعة ومما ابانته سنة النبي صلى الله عليه وسلم الم تسمع الى قول النبي صلى الله عليه وسلم لو انكم توكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدو خماصا وتروح بطانة تذهب في الصباح الباكر وهي جائعة ثم تعود بعد ذلك وقد شبعت الم ترى ان الله اوحى لمريم وهزي اليك الجد يا الساقة الرطب ولو شاء ان يحنيه من غير هزها اليها ولكن كل شيء له سبب اذا من حكمة الله عز وجل وشرعه وقدره ان ربط الاشياء باسبابها ولذا كان سيد المتوكلين عليه الصلاة والسلام الذي هو الذي قد بلغ الغاية بالتوكل والاعتماد على الله سبحانه وتعالى كان يبذل السبب بلا تقصير اليس هو الذي لبس عليه الصلاة والسلام يوم احد درعين اليس هو الذي اتخذ السبب المعلوم يوم الخندق اليس هو الذي اتخذ السبب المعلوم يوم بدر اليس هو الذي اتخذ دليلا لما خرج للهجرة اليس هو الذي كان يرصد قوت اهله لسنة اليس هو الذي اذا اراد السفر اعد الزاد عليه الصلاة والسلام اكان هذا قدحا في توكله حاشى وكلا صلى الله على نبينا وسلم اذا هذا موضع ينبغي التنبه له وهو ان بذل السبب من حقيقة التوكل لا انه شيء مناف للتوكل ولكن تنبه هنا الى ان المتوكل في شأن السبب لابد ان يجمع بين اتصال وانفصاف اما الاتصال فاتصال الجوارح بالسبب وانفصال القلب عن ذلك بمعنى ان التوكل فيه بذل السبب من جهة الجوارح يبذل ويعمل ويجد ويكدح بلا اي تقصير او فتور اما القلب فانه غير ملتفت للسبب القلب معلق بالمسبب سبحانه وتعالى اذا هذا امر لابد من التنبه له ولذا نقل الحافظ بن حزن رحمه الله الجزء الرابع من فتح الباري عن بعضهم انه عرف التوكل بانه قطع الالتفات الى الاسباب بعد بذل الاسباب التوكل قطع الالتفات او قطع النظر الى الاسباب بعد بذل الاسباب و العلامة ابن القيم رحمه الله في المدارج نقلا عن بعضهم تعريف التوكل بانه اضطراب بلا سكون وسكون بلا اضطراب اضطراب بلا سكون وسكون بلا اضطراب والمعنى انه اضطراب بالجوارح بمعنى ان التوكل يقتضي حركة دؤوبا وجدا واجتهادا بالجوارح ومع ذلك القلب ساكن لا يضطرب لانه واثق بالله سبحانه وتعالى لا يلتفت الى الاسباب حسب الاسباب الا تتجاوز هذا القدر وهي ان تكون وهي ان تكون اسبابا مبذولة بالجوارح دون ان يكون هناك التفات من القلب اليها الركن الثالث الذي ينبني عليه التوكل هو عمل القلب ولذلك عرف الامام احمد رحمه الله التوكل بانه عمل القلب وهذا العمل مركب من اعتماد وتفويض الى الله سبحانه وثقة وحسن ظن به اعتماد على الله وتفويض اليه مع ثقة به وحسن ظن به جل وعلا لابد من ان يكون المتوكل ان شاء ان يكون متوكلا صادق التوكل لابد ان يكون محسنا للظن بالله جل وعلا معتقدا ان خيرة الله له خير من خيرته لنفسه وان تدبير الله له خير من تدبيره لنفسه فوض الامر اليه واولى بك منك هذا هو المتوكل و هذا المقام سهل بالكلام لكن تحقيقه امر يحتاج الى مجاهدة فرق بين من يتصور التوكل وبين من يقوم به التوكل من يعرف ان عليه ان يثق بالله هذا سهل ومتيسر والكل حاصل منه ذلك لكن العبرة والشأن انما هو بان يقوم ذلك الاعتماد والثقة والتفويض حقيقة بالقلب والمحك والامتحان عند الشدائد حقيقة التوكل الذي عماده وركنه الاعظم عمل القلب الذي سمعت انما تظهر هذه الحقيقة عند الشدائد عند الامتحانات العصيبة التي يمر بها الانسان في هذه الحياة ها هنا يظهر الحال على وجه الحقيقة ان كان حقا متوكلا معتمدا على الله عز وجل ام انها كانت دعاوى يدعيها والله المستعان هذا المقام قد اخطأ فيه طوائف من الناس التوكل على الله زل في شأنه اقوام وضلوا وضلوا الطريق وتجاوز الصواب اول اولئك الذين اشركوا في توكلهم مع الله الشرك الاكبر قوم قد اخطأوا خطأ عظيما بشأن التوكل حينما جعلوا مع الله غيره متوكلا عليه وحد ذلك وضابطه هو ما يأتي ضابط التوكل الشركي الذي من قام به انه يكون قد اشرك مع الله عز وجل الشرك الاكبر واولا اذا من وقع في واحد من هذه الصور فقد اشرك مع الله عز وجل الشرك الاكبر ولذلك اولئك الذين تعلقت قلوبهم القبور والاضرحة والاولياء الذين عظم اعتمادهم وتوكلهم عليها فاشركوها مع الله عز وجل هؤلاء ينبغي ان يستيقظوا من غفلتهم هذا الشيء الذي هم واقعون فيه لا شك انه يوردهم دار البوار عافاني الله واياكم من ذلك هؤلاء تجد احدهم معتمدا ومتوكلا على الاله المعبود الذي يتوجه اليه بالعبادة ومن ذلك انه يتوكل عليه ولذلك تجدهم يصيحون يا سيدي فلان انا متوكل عليك يا ابن علوان على الله وعليك على الله وعليك انا فوضت الامر لله واليك انظر كيف جعله شريكا مع الله عز وجل في هذا الاعتماد والتفويض. نسأل الله السلامة والعافية وهذا لا شك انه امر عظيم هذا الشرك الاكبر الذي لا يغفره الله عز وجل حذاري يا عبد الله من ان تقع فيه لتخسر الدنيا والاخرة الصنف التاني الصنف الثاني الذي اخطأ في هذا الباب هو الذي وقع في الشرك الاصغر وذلك بان يكون وقع منه نوع التفات واعتماد بقلبه على مخلوق فيما يقدر عليه هذه شعبة من الشرك هذا نوع من الشرك الخفي هو لم يتوكل على ميت ولم يتوكل على غائب ولم يتوكل على حي فيما لا يقدر عليه الا الله انما عنده توكل على الله عز وجل ومع ذلك وقع في نفسه شيء من الاعتماد والالتفات لمخلوق فهذه شعبة من الشرك ونوع من الشرك الاصغر وهذا والله المستعان شيء يكثر ويقع في كثير من الناس شعروا او لم يشعروا كثير من الناس في شأن الرزق تجد عنده التفاتا في قلبه الى الوظيفة الى الراتب الذي يأتيه او يكون قد احتمى باحد بشأن دفع اذى من ظالم او نحو ذلك تجد عنده شيئا من الالتفات اليه وقلنا ان التوكل عمل القلب فلا بد اذا من ان يكون القلب قد اخلص توكله واعتماده على الله سبحانه وتعالى بحيث لا يكون منه التفات الى غيره وهذا مقام يحتاج من المسلم ان ينظر فيه الى نفسه وان يتأمل حاله وان يلقب في قلبه لعله واقع في ذلك وهو لا يشعر ايضا من الاخطاء في هذا الباب وهو الامر الثالث ما يقع من بعظ الناس حينما يتركون بذل الاسباب وظنهم انهم بهذا يكونون متوكلين وقد علمنا قبل قليل ان هذا غلط وان هذا ليس من التوكل الشرعي بل ان هذا مخالف سنة الله الشرعية وسنته الكونية وحكمته جل وعلا كما انه مخالف لهدي النبي صلى الله عليه وسلم وهدي اصحابه الميزان الذي ينبغي ان توزن به الاحوال انما هو سنة النبي صلى الله عليه وسلم ثم سنة اصحابه ونحن نعلم قطعا ويقينا ان النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه كانوا اعظم المتوكلين ومع ذلك فانهم كانوا يبذلون السبب والحقيقة اننا نقول ان هذا غلط من بعض الناس حينما يزعمون انهم يتركون الاسباب والواقع اننا نتحدث عن الشيء الذي يذكرونه ويزعمونه والا فالحقيقة انه لا يمكن لاحد ان يتخلى عن الاسباب حتى ان ابن القيم رحمه الله في مدارج ذكر ان ترك الاسباب مطلقا امر مستحيل عقلا وشرعا وحسا للعقل وفي الشرع وفي الحس يستحيل ان يدع الانسان الاسباب بالكلية انما هي دعوة يدعيها بعض الناس ووهم هم يقعون فيه يظنون انهم تركوا الاسباب لاجل اعتمادهم على الله سبحانه وتعالى والواقع انهم لا يمكن ان يدعوا بل التوكل نفسه سبب من الاسباب. اليس كذلك التوكل من اعظم الاسباب في تحقيق المطلوب والهرب من المرهوب ولذلك كيف يدعي انسان انه متوكل مع تركه الاسباب هذا امر لا يمكن ان يقع وقد ذكر ابن القيم رحمه الله في مدارج في الجزء الثاني عن بعض هؤلاء المتواكلين الذين يزعمون انهم متوكلون ذكر عن احدهم قصة وهي انه كان يسافر في الفيافي والقفار ولا يأخذ معه زادا بدعوى ماذا انه متوكل لا يأخذ طعام ولا شراب ويمشي لكن من عجيب امره انه كان يحمل معه خيطا وابرة وركوة ركوة يعني اناء صغير فقيل له في ذلك كيف تزعم انك تعتمد على الله ولا تأخذ بالاسباب وتحضر معك هذه الامور فقال هذا لا يقدح في التوكل فاني لا املك الا ثوبا واحدا وربما انشق وبالتالي فتظهر عورتي اذا صليت كان بحاجة الى ماذا الى ابرة وخيط لكي اخيط الثوب وانا بحاجة الى هذه الركوة لاجل ماذا ان اتوضأ تنظر كيف ان هذا الانسان قد تناقض وانه وان ادعى انه تارك للاسباب لكنه في الحقيقة لم يستطع ان يتخلى عن الاسباب بل سفره وذهابه لابد انه كان يطلب فيه شيئا. وهذا الطلب وهذا الذهاب هو في حد ذاته بذل للسبب ذكر بعضهم ان احد هؤلاء المتواكلين توهم ان التوكل يكون بترك بذل السبب وكان هذا الانسان يقطن في احد الاربطة التي يسكنها الفقراء وكان اهل الخير يأتون بالطعام كل يوم فيدورون على الغرف ويطعمون اهلها ما تيسر هذا الانسان اغلق بابه وقال انا متوكل على الله ورزقي سيأتيني دون بذل للسبب فعل هذا اه مر اصحاب الطعام اليوم الاول ورأوا الباب مغلقا فظنوا ان الرجل غير مروج وغير موجود فذهبوا وبقي الرجل يومه بلا طعام فجاء اليوم الثاني والباب مغلق مر القوم والباب مغلق فمضى ظنوا ان الرجل غير موجود فزاد جوع الرجل فلما كان اليوم الثالث وقد بلغ الرجل منتهى الجوع شعر بقدومهم سمع صوتهم وهم قادمون فكان ان تنحنح ففطن هؤلاء الى انه موجود فدخلوا عليه واطعموه فقيل له بعد ذلك كيف وجدت الرزق ايحتاج معه الى بذل السبب قال لابد من بذل السبب ولو بالنحنحة لابد من بذل السبب ولو بالنحنحة اذا يكذب على نفسه هذه الحقيقة يكذب على نفسه من يزعم انه متوكل على الله عز وجل وقد ترك بذل السبب المشروع وعندنا قيد مهم ها هنا وهو انه لا بد ان يكون السبب مشروعة والا فالذين يرومون تحصيل اغراضهم لاسباب غير مشروعة ايقال في حقهم انهم متوكلون حاشا وكلا الذي يريد ان يحصل على الغنى من طريق السرقة او الرشوة او الربا ايقال في حقه انه متوكل لا شك انه ليس بمتوكل بل هذا اتى بضد التوكل التوكل على الله سبحانه وتعالى عبادة وهذا الذي وقع فيه معصية بل كبيرة ايضا من الاخطاء الواقعة في هذا الباب وهو صنف رابع هو حال من يقصرون التوكل على ادنى الاشياء ويفوتهم التوكل على الله في عظائم الامور وهذا ايضا من الاخطاء الشائعة بعض الناس اذا سمع كلمة التوكل ظن ان القضية مقصورة على شيء معين وهو التوكل على الله عز وجل في شأن الرزق بشأن الدراسة في شأن آآ الزواج وما الى هذه الامور وهذا حسن طيب ولكن الخطأ ها هنا هو انه يغفل عن ان التوكل على الله عز وجل فيما هو اهم من هذه الامور اولى واشرف واعظم التوكل على الله عز وجل في عبادته جل وعلا لا شك انه اعظم ولذلك احوج الناس الى التوكل عباد الله سبحانه الصائم الذي يريد ان يصوم والمصلي الذي يريد ان يصلي والقائم الذي يريد ان يقوم والداعية الذي يريد ان يدعو والمحتسب الذي يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر وطالب العلم الذي يريد ان يطلب العلم هؤلاء مطالبون بالتوكل على الله سبحانه وتعالى في هذا الامر اعظم من غيرهم ولذلك انبياء الله جل وعلا كانوا اعظم الناس على التوكل في شأن الدعوة والبلاغ والبيان. فقالوا وما لنا لا نتوكل على الله وقد هدانا سبلنا فتوكل على الله انك على الحق المبين هكذا يخاطب ربنا جل وعلا ويأمر نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم انت على الحق المبين فتوكل على الله وادع الى الله شتانا بين من يتوكل على الله عز وجل في هداية قلبه وهداية الخلق ومن يتوكل على الله عز وجل في شأن رغيف هذا توكل وهذا توكل وكله خير ولكن شتان بين التوكلين اذن هذا من المقامات التي يحتاج الى ان يذكر في شأنها وهي ان التوكل على الله عز وجل في شأن الهداية والايمان والتوحيد والثبات على الدين هذا من اهم الامور وانه ليقطع الغرور تعلق القلب بغير الله سبحانه وتعالى ايضا من الاخطاء في هذا الباب وهو الامر الخامس ما يقع من بعظ الناس من اخطاء لفظية فان صادفت شيئا يقع في القلب كان هذا خطأ الى خطأ اما ان لم يكن شيء واقع في القلب لكنه عرض على اللسان فقط فهذا خطأ وينبغي على هؤلاء ان يتنبهوا لذلك من ذلك ان بعض الناس يقول يا فلان الامر عليك او على الله وعليك ويريد انه وكله في الامر لا يريد انه يعتمد بقلبه ويفوض الامر اليه كما هو يفوضه الى الله انما هو اخطأ في هذه التسوية بين الله عز وجل والمخلوق في اللفظ فهذا من الامور التي ينبغي التنبه لها وسيأتي ان شاء الله باب خاص بشأن هذا النوع من الشرك الخفيف في الالفاظ و بالتالي يحسن ان نقف وقفة مع قول الانسان انا متوكل عليك عندنا ها هنا الفاظ اولا قول الانسان انا متوكل عليك ثانيا قول الانسان انا متوكل على الله ثم عليك ثالثا قول الانسان انا متوكل على الله وعليك عندنا ثلاثة الفاظ اما اللفظ الثالث فهو قول الانسان انا متوكل على الله وعليك لا شك انه لا يجوز لا تجوز هذه التسوية وسنتكلم عن هذا ان شاء الله بالتفصيل في الباب الخاص بذلك نأتي الان في اللفظين الاولين قول الانسان انا متوكل على الله ثم عليك او انه يقول انا متوكل عليك بعض اهل العلم رخص في ذلك من جهة ان المتكلم ان المتكلم يريد التوكيل لا التوكل يعني في لسان العامة ولا يريد التفويض القلبي والاعتماد بفؤاده. انما يريد فقط انه وكله في هذا الشأن لكن الصواب ان هذا اللفظ خطأ وان كان لم يخطئ بقلبه لكن مجرد هذا اللفظ لا يجوز ويجب ان ينهى عنه لان التوكل عبادة ولا يجوز للانسان ان يتوجه بالعبادة ولو لفظا لغير الله جل وعلا ولذلك نقول لهذا الانسان قل انا متوكل على الله ووكلتك او انا اوكلك التوكيل شيء والتوكل شيء اخر. التوكيل اقامة الانسان غيره مقامه في شيء من الامور في شيء من الاشياء. يعني ينيب الانسان غيره ان ينفذ شيئا ما هذا هو ماذا الوكيل هذا هو التوكيل اما التوكل فشيء اخر التوكل كما علمنا عبادة لله عز وجل والعبادة لا يجوز ان تصرف لغير الله عز وجل ولو بمجرد ولو بمجرد اللفظ ولذلك هذا من الامور التي ينبغي ان ينبه عليها الناس. ان قال انا قصدي حسن نقول الحمد لله ان قصدك حسن ولكن يبقى ان تصوب ماذا اللفظ الذي انت عليه وبذلك انتشر الخير ويقل الشر لعلنا نكتفي بهذا القدر ونكمل الباب غدا ان شاء الله والله تعالى اعلم وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه باحسان