يروي عن ربه جل وعلا هذا الحديث العظيم الذي ينبغي ان يضعه كل مسلم نصب عينيه قال سبحانه انا اغنى الشركاء عن الشرك من عمل عملا اشرك فيه معي غيري الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين قال المصنف رحمه الله باب ما جاء في الرياء ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان نبينا محمدا عبده ورسوله الذي علمنا انه شرك اصغر اذا هذا النوع هابط ايضا بلا شك النوع او القسم الثالث هو الرياء الطارئ بمعنى انه قام او ابتدأ ابتدأ العبادة وهو مخلص فيها لله صلى الله عليه وعلى اله واصحابه وسلم تسليما كثيرا. اما بعد هذا باب عقده المؤلف رحمه الله للكلام عن الرياء والرياء مصدر رأى يرائي رياء ومراءة والمراد به ان يعمل الانسان العمل الذي لله لغيره اي ان يتقرب الانسان بالعمل لله سبحانه ولغيره المرائي اراد بعمله غير وجه الله سبحانه وتعالى خالصا انما اراد تحصيل مدح الناس وثنائهم وبلوغ الرئاسة والتصدر فيهم والرياء داء عضال وهو من اعظم غوائل النفس مكائدها الباطنة و البلية به عظيمة والكلام فيه له شأن وقد تكاثر في الادلة التنبيه والتحذير فيما يخصه والامر بضده الا وهو الاخلاص الرياء ينقسم الى قسمين القسم الاول هو الرياء الاكبر وهذا رياء المنافقين وهو الرياء الذي يقع في الاعمال كلها في اصل الدين وفي فرعه وهو الذي جاء في قول الله سبحانه وتعالى ان المنافقين يخادعون الله وهو خادعهم واذا قاموا الى الصلاة قاموا كسالى يراؤون الناس وهذا لا شك انه شرك اكبر القسم الثاني هو الرياء الاصغر وهو الذي يقع من المسلم في بعض الاعمال يريد بها وجه الله عز وجل ويريد بها ايضا ان يتصنع للخلق وان يحمد ويثنى عليه وهذا ليس بشرك اكبر وانما هو شرك اصغر على ما سيأتي تفصيله ان شاء الله وقد كان ابن القيم رحمه الله ذا دقة حينما عبر عن هذا النوع بقوله يسير الرياء وذلك ان الرياء الكامل هو رياء المنافقين اما الذي قد يقع من المسلم فانه يسير منه وطرف منه الرياء كما سبق ان ذكرت البلية به عظيمة والخطر في شأنه عظيم ويظهر هذا من وجوه اولا انه قد جاء في النصوص وصف هذا الامر بانه من الشرك بالله عز وجل واعظم بهذا خطورة وتحذيرا فقد سماه النبي صلى الله عليه وسلم الشرك الخفي كما سيأتي معنا في حديث ابي سعيد رضي الله عنه وسماه النبي صلى الله عليه وسلم بشرك السرائر كما في حديث محمود بن لبيد رضي الله عنه وسماه النبي صلى الله عليه وسلم بالشرك الاصغر كما في حديث شداد ابن اوس وكذلك في حديث محمود ابن لبيد وكلاهما عند الطبراني اذا هو الشرك الخفي والشرك الاصغر هو شرك السرائر وبالتالي الامر فيه عظيم فان وصفه بانه شرك مؤذن بانه اكبر من غيره من الكبائر الامر الثاني ان الرياء محبط للاعمال وهذا الحكم في الجملة وان كان سيأتي ان شاء الله تفصيل لذلك وذلك ان الله سبحانه وتعالى شرط في قبول الاعمال والاثابة عليها الاخلاص له جل وعلا فالاخلاص والرياء بالدم لا يجتمعان متى وجد الرواء زال الاخلاص وبالتالي كانت الاعمال حابطة عياذا بالله شرط قبول السعي ان يجتمع فيه اصابة واخلاص مع فالعامل الذي يعمل وقد خالط عمله الرياء فانه ما استفاد شيئا ولذلك قال بعض السلف قل لمن لا يخلص لا يتعب قل لمن لا يخلص لا يتعب فان عمله وتعبه لا فائدة منه ان اردت ان تحصل ثمرات عملك فعليك بالاخلاص لله جل وعلا ان تريد به وجهه ما سواه واذا كان ذلك كذلك تبين لك ايضا خطر الرياء اضف الى هذا امرا ثالثا وهو صعوبة التخلص من الرياء فان الرياء دافعه دافع قوي اذ ان الذي يحث ويدفع اليه شهوة خفية كامنة في النفوس الا وهي حب المدح والرئاسة ولذلك فان الرياء يعرض للصالحين للعلماء للعباد ولا يكاد يسلم منه الا الصديقون مسالكه خفية وطرائقه دقيقة له اشكال وله الوان ربما تتصور للانسان في صور حسنة وفي حقيقتها السم الزعاف اذا هذه الاوجه وغيرها تدل على ان ضياء ذو خطر عظيم وان على المسلم ان يكون حذرا اشد الحذر منه والله المستعان. نعم وقوله تعالى قل انما انا بشر مثلكم يوحى الي انما الهكم اله واحد هذه الاية اية عظيمة فيها الامر بالاخلاص لله سبحانه وتعالى وهذا يتضمن او يستلزم ترك الرياء بل انما انا بشر مثلكم يوحى اليه انما الهكم اله واحد فمن كان يرجو لقاء ربه من يعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه احدا المؤلف رحمه الله اورد شطر الاية واراد منك ان تكملها وما بعدها ليستبين لك وجه الشاهد وجه الشاهد ومن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه احدا ووجه الدلالة ها هنا من جهتين الاولى في قوله سبحانه فليعمل عملا صالحا فان العمل الصالح هو المقيد بالسنة الخالص من الرياء وبالتالي فان هذه الاية فيها زجر وتحذير من الرياء لا يكون العمل صالحا الا باجتماع هذين الاصلين وان شئت فقل باجتماع هذين الركنين الا وهما الاخلاص لله والمتابعة لرسوله صلى الله عليه وسلم والوجه الثاني تأكيد لما قبله وهو في قوله تعالى ولا يشرك بعبادة ربه احدا والرياء كما قد سمعت شرك بالله اذا الاية فيها النهي عن الرياء وكل دليل جاء فيه النهي عن الشرك فانه يتضمن النهي عن الرياء كل دليل دل على النهي عن الشرك فانه يتضمن النهي عن الرياء في هذه الاية فوائد قال سبحانه فمن كان يرجو قل انما انا بشر مثلكم اذا النبي صلى الله عليه وسلم بشر لا يختلف عن البشر ولا يتميز عن البشر من جهة كونه بشرا من هذه الجهة لا فرق بين النبي صلى الله عليه وسلم وغيره ومن خالف في ذلك فقد كذب صريح الاية قل انما انا بشر مثلكم انما الفرق في قوله تعالى يوحى اليه الفرق انه عليه الصلاة والسلام نبي ورسول وبالتالي ليس له من الربوبية شيء وليس له من الالهية شيء وليس له من خصائص الاله العظيم سبحانه شيء قل انما انا بشر مثلكم يوحى اليه انما الهكم اله واحد الاله هو المعبود معبودكم يجب ان يكون واحدا وهو الله سبحانه وتعالى فمن كان يرجو لقاء ربه هذه الاية استدل بها السلف رحمهم الله على رؤية الله عز وجل في الاخرة وربنا سبحانه يرى في الاخرة في موضعين في عرصات القيامة وفي جنات الخلد اسأل الله جل وعلا الا يحرمنا رؤيته فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه احدا لاحظ انه لما جاء النهي عن الشرك علق ذلك بصفة الربوبية قال فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه وهذا فيه دليل على منهجي ومسلك اهل السنة في ادلة التوحيد وذلك ان الربوبية دليل على الالوهية كأنه قال لانه ربكم وجب ان تعبدوه وحده ولا تشركوا به شيئا ثم لاحظ الفائدة الاخيرة وما احسنها وما الطفها وذلك في قوله جل وعلا ولا يشرك بعبادة ربه احدا كلمة احدا هنا نكرة في سياق النهي وقد تعلمنا في اصول الفقه ان النكرة في سياق النهي تفيد العموم وبالتالي في هذه الاية النهي عن الاشراك مع الله سبحانه وتعالى باي احد وبالتالي كان فيها ردا على اهل الشرك الحديثين والقدماء الذين زعموا ان الشرك انما هو ما كان فيه التقرب الى الاصنام والاوثان بمعنى انك اذا جئت ونهيتهم عن الاشراك في العبادة مع الله عز وجل واستدللت عليهم بما جاء في الكتاب والسنة؟ قالوا نعم هذه الايات نزلت في كفار قريش وامثالهم وهم كانوا يتقربون يا هبل وممات واللات. اذا هذه اصنام من تقرب اليها اشرك لكن نحن لا نفعل ذلك نحن نتقرب الى النبي والولي وبالتالي لا تتنزل علينا هذه الادلة هذه الاية رد صريح واضح عليهم الله جل وعلا نهى عن ان يشرك معه اي احد انسا كان ام جنا وليا كان ام نبيا حجرا كان ام شجرا اي احد فانه داخل في قوله تعالى ها ولا يشرك بعبادة ربه احدا نعم وعن ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال قال الله تعالى انا اغنى الشركاء عن الشرك من عمل عملا اشرك فيه معي غيري تركته وشركه رواه مسلم هذا الحديث الذي خرجه الامام مسلم رحمه الله في صحيحه حديث قدسي يرويه نبينا صلى الله عليه وسلم عن ربه والحديث القدسي كالقرآن من جهة ان لفظه ومعناه من الله جل وعلا كما ان القرآن تكلم الله به حقيقة فكذلك الحديث القدسي تكلم الله به حقيقة فلا فرق بين القرآن والحديث القدسي من هذه الجهة انما الفروق بينهما من جهات اخرى فاولا الفرق بينهما من جهة التعبد فالقرآن متعبد بتلاوته بخلاف الحديث القدسي ثانيا القرآن متحدا به تحدى الله عز وجل به الخلائق واما الحديث القدسي فلم يكن في شأنه ذلك الامر الثالث من جهة الاجر ومن جهة الثواب فان في تلاوة القرآن ما ليس في قراءة الحديث القدسي وبالتالي فانهما يفترقان من هذه الجهة الى فروق اخرى بين القرآن والحديث القدسي الشاهد ان النبي صلى الله عليه وسلم تركته وشركه الله جل وعلا لغناه التام ولكماله المطلق لا يقبل ان يشرك معه احد فاما ان تكون العبادة له خالصة والا فان الله جل وعلا يرد العمل ويحبط ثوابه ولا يقبل منه شيئا انا اغنى الشركاء عن الشرك لاحظ ان افعل التفضيل ها هنا ليست على بابها فليس لشركاء الله الذين يتقربوا او الذين يزعمهم المشركون غنى انما هذا للدلالة على غنى الله جل وعلا المطلق على حد قول الله سبحانه اصحاب الجنة يومئذ خير مستقرا مع ان اهل النار ليس معهم ولا لهم خير الشاهد ان الله جل وعلا اخبر انه اغنى الشركاء عن الشرك فمن عمل عملا صالحا مما يتقرب به الى الله لكنه اشرك معه غيره فان الله جل وعلا يتخلى عن هذا العمل قال تركته وشركه يترك الله جل وعلا العامل والعمل وبالتالي فان هذا الدليل صريح في حبوط العمل الذي دخله الرياء وجاء عند احمد في روايته لهذا الحديث فانا منه بريء وهو للذي اشرك فليطلب منه ثوابا يعني فليطلب وهو للذي اشرك اذا ليذهب اليه وليطلب منه ثوابا اما ربنا الغني سبحانه وتعالى فانه لا يصيب على عمل مشوب قصد به هو سبحانه وغيره وهذا مما المواضع المهمة التي تحتاج الى تنبه وذلك ان احوال الرياء من حيث اقتضاء الحبوط للثواب وعدم ذلك ترجع الى ما يأتي اولا الرياء المحض وهو الذي لا قصد للانسان فيه للدار الاخرة يعني لا يريد وجه الله بالعمل ولا يريد تحصيل الثواب الاخروي انما اراد الرياء فقط قصد التصنع للمخلوق فقط قام يصلي مثلا لاجل ان يحمد ويمدح ويثنى عليه لا غير. لا التفات عنده لنيل الثواب من الله سبحانه وتعالى وهذا معلوم بالضرورة انه عمل حابط وهل يتصور وقوع ذلك من مسلم او ان هذا لا يكون الا من مشرك منافق بعض اهل العلم كابن رجب رحمه الله ذهب الى ان هذا العمل يمكن ان يتصور وقوعه من مسلم في الاعمال التي تظهر كالحج والصدقة والزكاة وما الى ذلك. لكن لا يتصور وقوعه من مسلم في الاعمال التي فيها خفاء كالصيام او صلاة الانسان في جوف بيته وما الى ذلك المقصود ان هذا النوع من الاعمال حابط قطعا النوع الثاني هو الرياء اللاحق باصل العمل الرياء اللاحق باصل العمل بمعنى قام بالعمل اصلا ودافعه ارادة وجه الله ومراعاة الخلق قام يصلي ويريد ان يثاب وان يؤدي الفريضة التي اوجبها الله عليه ويريد ايضا مع هذا ان يحمد ويثنى عليه ويراه الناس ويشيرون اليه بالاصابع فيقولون عابد هذا القصد كان مقارنا لاصل العمل يعني ما ابتدأه الا وهو يريد هذين الامرين قلنا هذا يسمى الرياء اللاحق باصل العمل وهذا النوع من الاعمال حابط بلا شك بل قال ابن رجب رحمه الله انه لا يعلم عن السلف خلافا في ذلك وان كان بعض المتأخرين قد خالف في هذا ولكنهم محجوجون محجوجون بالاجماع المتقدم ومحجوجون بالادلة الصريحة الواضحة من ذلك هذا الحديث الذي بين ايدينا الم يقل الله جل وعلا من عمل عملا اشرك فيه معي غيري تركته وشركة واضف الى هذا ما خرج النسائي رحمه الله في سننه باسناد جيد كما قال ابن رجب ان رجلا جاء الى النبي صلى الله عليه وسلم وقال يا رسول الله الرجل يريد الغزوة الرجل يريد الغزو للاجر والذكر ما له يعني ما الذي يحصله ويريد الغزو والقسط ماذا امران ما هما اجر وذكر ذكر يعني ان يذكره الناس فيثنون عليه ويحمدونه فقال النبي صلى الله عليه وسلم لا شيء له فاعاد الرجل السؤال فاعاد النبي صلى الله عليه وسلم الجواب فكرر السؤال ثالثا فاجاب النبي صلى الله عليه وسلم ثالثا بقوله ان الله لا يقبل من العمل الا ما كان له خالصا وابتغي به وجهه هذه قاعدة رصينة تنسحب على جميع الاعمال وهي التي لا ينبغي لمسلم ان يغفلها ان الله لا يقبل من العمل الا ما كان له خالصا وابتغي به وجهه والسؤال هذا العمل الذي صاحبه الرياء في اصله اكان خالصا اجيبوا يا جماعة لم يكن خالصا وبالتالي فانه غير مقبول اي انه حابط لا ثواب فيه ويا ليت ان العمل الذي دخله الرياء يكون حابطا فحسب انما هناك عقوبة عظيمة تترتب على الشرك بالله عز وجل ثم طرأ عليه وارد الرياء وهذه الحالة لها صورتان الاولى ان يكون هذا الوارد خاطرا فدفعه فذهب قام يصلي ثم تنبه الى ان هناك انسان يحبها او يقدره او يطمع فيه ينظر اليه فبدأ يحسن الصلاة وبدأ اه يطبق السنة كاملة في ذلك ثم انه تنبه وتعوذ من الشيطان وترك هذا الالتفات والتصنع للمخلوق فان هذا لا يضره بلا شك. خاطر ورد فدفعه لا يضره ان شاء الله الصورة الثانية ان يطرأ فيسترسل معه العامل يعني اذا طرأ عليه في اثناء العمل بقي معه الى انتهائه هذا موضع اختلف فيه العلماء من العلماء من قال ان هذا الرياء الطارئ لا يضر في قبول العمل لان ابتدائه كان لله خالصا وقالت طائفة من اهل العلم ان هذا او ان هذه الصورة يكون فاعلها ارتكب معصية غير ان العمل ثبت ثوابه له لان العبرة بالاصل والقول الثالث انه حابط ايضا مثله مثل الصورة التي قبلها وهذا القول هو الاقرب والله تعالى اعلم وذلك لان الادلة التي سبقت لم تفرق في ورود الرياء على العمل بينما كان في اصله وبينما كان ماذا طارئا عليه ان الله لا يقبل من العمل الا ما كان له خالصا وابتغي به وجهه هل هذا العمل الذي خالطه الرواء في وسطه واستمر الى نهايته هل هو خالص لله الجواب لا وبالتالي فانه يكون حابطا ايضا. لكن تنبه هنا الى ان من اهل العلم كابن جرير الطبري وغيره من اهل العلم قالوا ان محل الخلاف ومحل البحث ها هنا هو في عمل يرتبط اوله باخره اما ما كان مما لا يرتبط اوله باخره فانه لا يرد فيه الخلاف ما معنى هذا الكلام يعني الخلاف انما نتصوره في عمل واحد له ابتداء وانتهاء كالصلاة كالصوم يرائي في صيام اليوم والعمل لا يكون صياما الا من اول اليوم الى اخره فيه امساك الصلاة من التكبير الى التسليم الحج منذ ان يحرم الى الى ان يطوف طواف الوداع اما الاعمال التي لا يرتبط اولها باخرها كقراءة القرآن فان كل اية بمثابة العبادة المستقلة. الذكر التسبيح كل تسبيحة بمثابة العبادة المستقلة وبالتالي ما مضى والانسان مخلص فيه فانه ماذا مثاب عليه وما ورد عليه الرياء فما بعد فانه يكون ماذا قد رأى فيه وبالتالي فهو فهو حابط فتنبه الى محل الخلاف او محل البحث في هذه المسألة الصورة الرابعة والاخيرة هي سرياء اللاحق عندنا الان اربعة او عندنا اربع صور اولا ها الرياء المحض اثنان الرياء اللاحق في اصل العمل ثلاثة الطارئ اربعة اللاحق بعد العمل بمعنى قام الانسان بالعمل مخلصا ثم حصل الرياء بعد ذلك وهل هذا متصور هل يمكن ان يرائي الانسان بعمل قد مضى وانتهى الجواب نعم كأن يقوم الليل ثم انه اذا اصبح تحدث بما عمل البارحة الله المستعان الواحد يعني قام وصلى ما كتب الله له ها؟ والمراد ماذا ان يعجب الناس به وان يصدر في المجالس وان تكون له الكلمة لانه انسان عابد والغالب ان مثل هذا نيته في الاصل مدخولة لكن لنتصور ولنقل انه كان مخلصا هذه الصورة من اهل العلم من قال انها من الرياء ومنهم من قال انها لا تدخل في مسائل الرياء بل هذه من مسائل السمعة. وان شئت فقل التسميع واختلف العلماء في التفريق بين الرياء والتسميع وفي الصحيحين قال النبي صلى الله عليه وسلم من رأى رأى الله به ومن سمع سمع الله به وعند ابن حبان من حديث انس رضي الله عنه باسناد صحيح ان النبي صلى الله عليه وسلم كان في دعائه والدعاء طويل قال واعوذ بك من السمعة والرياء. اذا عندنا ماذا امران شيء اسمه سمعة وشيء اسمه رياء. السمعة او التسميع اكثر من رأيته فرق بينهما ويبدو لي والله اعلم انه هو الفارق الصحيح ان الرياء يكون مقارنا للعمل وهذا ظاهر من اللفظ هو يعمل ويريد ان يرى عمله رياء فيه ايش رؤية اما السمعة او التسميع فانها ما كان لاحقا بعد العمل. لان الامر الان لا يعدو ان يكون ماذا سماعا بالعمل يعني يسمع خبره او يسمع خبر العمل فهو يتحدث بالعمل بعد ذلك لاجل ان يحمد ويثنى عليه وهذا يقع مع الاسف الشديد كثيرا من الناس من لا يصبر او لا يطيق ان يصبر على كتم عمله السابق. ولذلك تجده يتفنن في الحديث حتى يصل الى ان يتكلم عن ماذا عن عمل عمله سابقا ايه المقصود سواء سمينا هذه السورة رياء او تسميعا ما حكمها اختلف العلماء ايضا بهذه المسألة منهم من قال ان هذا الامر ليس محبطا للعمل لان الدليل قد جاء على ان الرياء هو المحبط وهذا ليس برياء انما هذه معصية يعاقب عليها اما العمل فالثواب ثابت فيه وقال بعض اهل العلم ان هذا العمل حابط ايضا لان حكمه حكم الرياء ولا فرق بينه وبين الرياء والله جل وعلا لا يقبل من العمل الا ما كان خالصا وقال بعض اهل العلم ان المقام مخوف محتمل يعني يخشى على من سمع ان يكون عمله حابطا والذي يبدو والله تعالى اعلم من خلال التأمل في قول النبي صلى الله عليه وسلم ومن سمع سمع الله به الذي يبدو ان هذا وعيد والمراد بان يسمع الله به انه يفضحه على رؤوس الاشهاد يوم القيامة. نسأل الله السلامة والعافية ومثل هذا لا يتناسب ان يكون معه اثابة على العمل عمل كان سببا لان يسمع بصاحبه يوم القيامة لا يتناسب معه ان يكون معه ان يكون معه ثواب فالذي يبدو والله اعلم ان هذا التسميع نوصل العمل الى حد الحبوط ولا مستغرب ان يكون شيء متأخر محبطا لشيء متقدم فان الردة المتأخرة محبطة للاعمال المتقدمة اذا قارنت الموت كذلك المعاصي والسيئات ظلت الادلة على انها مؤثرة احباطا او اضعافا للثواب بالنسبة للحسنات المتقدمة عليها اذا لا يبعد ان يكون التسميع مؤثرا في حبوط العمل الذي تقدم من الانسان اذا هذه هي الاحوال آآ الاربع التي تتعلق بحبوط الاعمال بالرياء وان شئت فقل بالرياء والتسميع والصورة الرابعة انبهك فيها ونفسي الى امرين الاول النعيم الانسان بهذا الحكم يحفزه الى ان ينظر الى عمله الصالح كرأس مال ينبغي ان يحافظ عليه الانسان وهذا قل من يلتفت ويتنبه اليه بمعنى ان عملك الصالح ينبغي ان تحافظ عليه اعظم من حفاظك على جوهرة ثمينة تمتلكها هذه اعمال صالحة قمت بها لله عز وجل. حافظ عليها يحافظ عليها من ماذا احافظ عليها من ان يرد عليها ما يحبطها او يبطلها او ينقص ثوابها وهذا يشتمل على امرين اولا التسميع وثانيا المعاصي والسيئات وذلك بان صبر الانسان على العمل الصالح بعد فعله وهذا من ادق انواع الصبر على الطاعة ان يصبر الانسان على الطاعة بعد فعلها بان يصبر على كتمانها وعدم اشهارها وايضا يصبر نفسه على ان لا يقع في معصية تكون سببا في حبوط عمله او نقصان اجره التنبيه الثاني الصورة الرابعة لا يتعلق بها سورة اخرى وهي ان يظهر العمل دون اظهار بمعنى ربما عمل الانسان العمل الصالح وهو مخلص لله جل وعلا لكن بغير فعل منه ولا ارادة منه ظهر العمل للناس صورتنا التي نبحث فيها قبل قليل تتعلق بعمل اظهره الناس اظهره هو للناس وسمع هو للناس ومثل هذا اراد به تحصيل الثناء والمدح اما اذا كان ذلك بغير فعل منه اطلع عليه انسان اثناء ادائه للعمل شاهده وهو يتصدق او لاحظه وهو يقوم الليل فاشتهر الخبر فبلغه ذلك هذا وان فرح به فانه لا يضره اذا كان فرحه بظهور فضل الله عز وجل وكتمان عمله السيء فهو يرجو ان الله سبحانه وتعالى يعامله بذلك في الاخرة يكتم ويستر عليه اعماله السيئة ولا يظهر الا عمله الصالح وقد جاء في صحيح مسلم سؤال النبي صلى الله عليه وسلم عن هذه السورة وهي انه سئل عليه الصلاة والسلام عن الرجل يعمل العمل فيحمد عليه قال النبي صلى الله عليه وسلم تلك عاجل بشرى المؤمن لعلي اضيف تنبيها ثالثا وهو ان بعض الناس يقول انا اظهر عملي الصالح الذي قد عملته لاجل ان يقتدى بي فيه ما رأيكم هل هذا يدخل في مسائل الرياء والتسميع او لا يدخل ها حسب الذي يظهر والله اعلم ان ذلك ليس من مسائل الرياء والتسميع ولا يريد هذا اصلا يعني يقول انا اخبرت الناس لانه والله حصل كذا وكذا مني لاجل اريد ان احفزهم وادفعهم لكي يعملوا وربما يعملوا امامهم لاجل ذلك فهذا فيما يبدو والله اعلم انه ليس من مسائل الرياء ولكن المقام مقام مخوف فاوصيك يا رعاك الله بان توغل في هذا الموضوع برفق فان القلب يتقلب والنية تتغير في الدقيقة الواحدة بل في اللحظة الواحدة ربما يبدأ الانسان هذا الاظهار وهو لا لا يريد من الناس مدحا وثناء انما يريد تحفيزهم ودعوتهم اليه لكن ما اسرع او ربما يسرع اليه تغيرا في النية فالمقام على كل حال مخوف. وكل انسان حجيج وطبيب نفسه. نعم وعن ابي سعيد رضي الله عنه مرفوعا الا اخبركم بما بما هو اخوف عليكم عندي من المسيح الدجال قلنا بلى قال الشرك الخفي. يقوم الرجل فيصلي فيزين صلاته لما يرى من نظر رجل احسنت هذا الحديث فيه تسمية النبي صلى الله عليه وسلم الرياء بالشرك الخفي في الحديث ان النبي صلى الله عليه وسلم خاف الرياء على كمل المؤمنين وهم اصحابه فماذا يقال عن من بعدهم او ماذا يقال عن اهل هذه العصور المتأخرة التي يضعها فيها الايمان وضعف فيها التوحيد والله المستعان لا شك ان المخوف علينا معشر اهل هذه الازمان الشرك الاصغر والشرك الاكبر ايضا كلاهما والله مخوف المقصود ان امرا يخافه النبي صلى الله عليه وسلم على اصحابه الذين هم اكمل الناس ايمانا وتوحيدا لحري ان يخافه الانسان على نفسه لاحظ ان النبي صلى الله عليه وسلم ذكر ان الرياء اخوف عنده عليهم من المسيح الدجال اتدري من المسيح الدجال انه اعظم فتنة خلقها الله عز وجل منذ خلق ادم الى قيام الساعة هذا الفتنة العظيمة الذي كان النبي صلى الله عليه وسلم يستعيذوا بالله عز وجل منه ويعلم اصحابه ان يستعيذوا بالله منه. داخل الصلاة وخارجها بل كان يعلمهم ذلك كما يعلمهم السورة من قرآن المسيح الذي سمي بالمسيح اما لانه يمسح الارض خلال اربعين يوما يجودها كلها او انه ممسوح العين اليمنى كما اخبر النبي صلى الله عليه وسلم في شأنه وهو ايضا دجال من الدجل وهو الكذب والتدليس فهو جمع هذين الوصفين مسيح دجال هذه الفتنة العظيمة التي يجعلها الله سبحانه وتعالى علامة من العلامات الكبرى للقيامة ومع خطرها وعظيم اه الخوف منها ومع ذلك فالرياء اخوف عند النبي صلى الله عليه وسلم منه لانه ذو مسالك دقيقة خفية ربما تخفى هذه المسالك على الانسان نفسه ولو تكلمنا عن مسالك الرياء الخفية لطال الامر لكن على الانسان ان يحاسب نفسه محاسبة الشريك الشحيح في هذا المقام وذلك ان الامر والله عظيم الانسان في عبادته يعامل الاله والرب الغني تبارك وتعالى الذي لا يقبل من العمل الا ما كان خالصا ليس فيه اي شائبة في قصد غيره فسر النبي صلى الله عليه وسلم الشرك الخفي بمثال له ولا ينحصر في هذا المثال لكنه مثال شائع والا فبقية الاعمال على هذا المنوال وهو ان يقوم الرجل فيصلي فيزين صلاته لما يرى من نظر رجل يقوم يصلي واذا بانسان اه يعظم في عينه ويريد هو ان يعظم في عينه فيحسن الصلاة يقرأ قراءة حسنة بصوت حسن وربما يتخشع وربما حاول ان يبكي وربما اطال الركوع او السجود المقصود انه يزين هذه الصلاة لا لشيء الا لاجل ان يثني عليه هذا الانسان ويمدحه ولو ان الانسان عقل نرى ان هذا الامر لا فائدة منه ثم ماذا سل نفسك هذا السؤال مدحك واثنى عليه ثم ماذا ما هي النتيجة ما هي الثمرة وراء ذلك حقيقة لا شيء الذي مدحه زين وذمه شين هو الله سبحانه وتعالى الذي بيده ان يثيبك هو الله جل وعلا الذي بيده النفع على الحقيقة هو الله جل وعلا هؤلاء الخلق جميعا ليس منهم شيء ولا اليهم شيء كل الذي فوق التراب ترابه ولذلك تذكر تلك الكلمة الثمينة التي قالها الفضيل ابن عياض رحمة الله تعالى عليه من عرف الناس استراح من عرف الناس استراح لم يتصنع لهم ولم يقصدهم بشيء ولم يلتفت اليهم ولم يرائهم ولم يسمع لهم لانه في الحقيقة لا يقدمون ولا يؤخرون ولا ينفعون ولا يضرون واعلم ان الامة لو اجتمعوا على ان ينفعوك بشيء لم ينفعوك الا بشيء قد كتبه الله لك الموضوع ينبغي ان ينظر اليه ان كان الانسان يريد الخير لنفسه من هذه الجهة اسأل الله جل وعلا ان يعيذنا من الشرك كله صغيره وكبيره رقيقه وجليله ان ربنا لسميع الدعاء وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه باحسان