بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله. نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر تناولت به يا رب العالمين. قال الامام محمد ابن عبد الوهاب رحمه الله تعالى في كتاب التوحيد باب من اطاع العلماء والامراء بتحريم ما احل الله او تحليل ما حرم الله فقد اتخذهم اربابا من دون الله ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان نبينا محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله واصحابه وسلم تسليما كثيرا اما بعد فان الامام محمدا رحمه الله بوب هذا الباب الذي وسمه بقوله باب من اطاع العلماء والامراء بتحريم ما احل الله او تحليل ما حرم الله فقد اتخذهم اربابا من دون الله هذا الباب عقده الشيخ رحمه الله لاجل بيان ان من لوازم التوحيد وشهادة ان لا اله الا الله ان تكون الطاعة كلها لله سبحانه وان تكون طاعة غيره مندرجة في طاعته تبارك وتعالى وقد ذكر كما ترى اداة شرط وفعله وجوابه من اطاع العلماء والامراء او غيرهم ما ذكر الشيخ ها هنا انما هو على سبيل التمثيل لان اكثر ما يقع الخلل في هذا الباب اعني في باب الطاعة انما هو من جهة المخالفة في طاعة العلماء او في طاعة الامراء ولو اطاع غيرهم ايضا في هذا الشأن وهو في تحريم ما احل الله او في تحليل ما حرم الله فجواب الشرط فقد اتخذهم اربابا من دون الله وقد نزع في هذا التبويب الى الاية الاتية مع حديث علي رضي الله عنه وارضاه وان مما لا شك فيه ان طاعة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم اوجب الواجبات على المسلم الله تبارك وتعالى عبادته هي طاعته وطاعته هي عبادته لا فرق في معاملة العبد بربه بين الطاعة والعبادة بخلاف معاملة غيره فان الامر فيه تفصيل فان الطاعة اوسع من العبادة على ما يأتي بيانه ان شاء الله اما في حق ربنا سبحانه وتعالى وما يعامل العبد به ربه فان الطاعة والعبادة امران مترادفان فالطاعة هي العبادة والعبادة هي الطاعة والدين انما هو طاعة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم والامر بطاعة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم بكتاب الله في عشرات المواضع وكذلك الشأن في احاديث النبي صلى الله عليه وسلم اذا الواجب لمن اراد ان يكون محققا توحيده ان تكون طاعته الكاملة لله ورسوله صلى الله عليه وسلم و غيرهما انما يطاع في طاعة الله جل وعلا و المقصرون والمخالفون في باب الطاعة اصناف منهم اهل البدع والكلام الذين قصروا في طاعة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم حيث انهم اعتمدوا قواعد زعموها عقلية وهذيانات وفلسفات منطقية قدموها على كلام الله ورسوله صلى الله عليه وسلم فخرجوا الى انواع من البدع وتعطيل صفات الله سبحانه وتعالى ثانيا المتعصبون للمذاهب الفقهية فان البلية بالتعصب للمذاهب الفقهية بنية كبرى عمت فطمت فان من الناس من يتعصب لمذهبه ولامامه بحيث انه لو تليت عليه الايات والاحاديث المخالفة لما كان عليه هذا الامام او ما تقرر في مذهبه فانك لا تجد منهم قيادا للحق انما يركب الصعب والذلول لاجل ان يتأول او يضعف اسانيد او دلالات هذه النصوص والمهم ان يسلم المذهب وان يسلم قول الامام وهذا لا شك انه قدح عظيم في شأن التوحيد من جهة طاعة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم صنف ثالث وهم اتباع المشايخ والطرق والاحزاب والجماعات الذين جعلوا لهم اماما لا يتقدمون عن قوله ولا يتأخرون لسان حالهم يقول انه معصوم وان الحق يدور مع قوله وموقفه ولذلك فانهم عنه لا يتزحزحون حتى لو قامت الادلة والبراهين على خطأ هؤلاء وهذه بليلة وهذه بلية قديمة حديثة شاهدوا هذا الخلل في الطاعة ما تراه من احوال بعظ هذه الجماعات والاحزاب والطرق التي بينت لها اخطاؤها بالدليل والبرهان منذ عشرات السنين ولا تزال مصرة على السير على النهج الذي وضعه الامام والقائد والزعيم وهذا لا شك انه خلل كبير في باب الطاعة صنف رابع من المقصرين بل من اصحاب التقصير الشديد في باب الطاعة وهم اهل السياسات الجائرة والعلمنة الفاجرة الذين يقدمون اقوال البشر وقوانينهم على كلام الله ورسوله صلى الله عليه وسلم تجد من فلتات كلامهم وكتاباتهم ارادة الى التحاكم الى الطاغوت وقد امروا ان يكفروا به وتجد في اعطى فيما يقولون ما ينبئ عن خبية خبيئة نفوسهم وهي انهم ينظرون الى الشريعة الاسلامية بانها شريعة قاصرة عن ان تستوعب احكام السياسة او الاقتصاد او الاسرة يرمونها تصريحا او تلميحا بانها لا تستطيع ان تواكب ما عليه هذا العصر ولذلك يغرسون في نفوس الاغمار والناشئة بان شأن الشريعة الاسلامية انما هو ان تنظم علاقة الانسان بربه جل وعلا فحسب اما شؤون الحياة والمعاش فانه لا علاقة للشريعة بها ولا شك ان هذا ظلم وجور وبهتان على الشريعة فان هذه الشريعة الاسلامية المحمدية لا شك انها شريعة جاءت منظمة لعلاقة الانسان بربه وعلاقة الانسان بنفسه وعلاقة الانسان بغيره وعلاقة الانسان بالحياة انظر الى اطول اية في كتاب الله في اي شأن كانت اليست اية المداينة اليس هذا شأنا من شؤون المال والاقتصاد اذا شريعة النبي صلى الله عليه وسلم التي انزلها الله عز وجل عليه جاءت كاملة منظمة لكل الشئون على الاطلاق لم تدع شيئا من الاشياء على هذا الاطلاق وبهذا العموم الا وقد نظمته تنظيما بديعا يعود بالسعادة على الفرد وعلى المجتمعات من تنظيم سياسة الدول والى كيف يلبس الانسان حذاءه مرورا باحكام العبادة والنكاح والطلاق والصناعة والزراعة وكل شئون الحياة اذا من الجور العظيم زعم ان هذه الشريعة قاصرة عن ان تنظم امور معاش الناس هؤلاء وغيرهم كانوا مقصرين في شأن طاعة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ومقدمين طاعة غيرهما على طاعتهما ولا شك ان هذا خلل عظيم قد يكون فسقا وقد يكون كفرا بحسب حال هذا المخالف وما سيأتي ان شاء الله من الكلام عن الادلة التي اوردها المؤلف رحمه الله والاثار ما يبين هذا الباب بجلاء ان شاء الله. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله وقال ابن عباس رضي الله عنهما يوشك ان تنزل عليكم حجارة من السماء. اقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وتقولون قال ابو بكر وعمر هذا اثر لطيف اللفظ حسن المعنى وان كان لم يوقف عليه بهذا اللفظ آآ لم يوقف على اسناد له بهذا اللفظ وان كان قد نقله جمع من اهل العلم وكأن المؤلف رحمه الله تابع في ذلك شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله فانه ذكره بما يقرب من اربعة مواضع في مجموع فتاوى وكذلك ابن القيم رحمه الله بالطرق الحكمية وفي زاد المعاد بالصواعق المرسلة وفي اعلام الموقعين المقصود ان هذا اللفظ مشهور في كتب اهل العلم وان كان لم يوقف له على اسناد وما زعم من وجود اسناد له فهذا بما اعلم وهم ذكر بعض الفضلاء ان له اسنادا في مجموع الفتاوى في المجلد السادس والعشرين لابن تيمية ولكن هذا وهم هذا الاسناد كان لاثر لابن عمر رضي الله عنهما وجاء عن ابن عباس رضي الله عنهما لفظ قريب مما بين ايدينا وذلك ما خرجه ابن عبدالبر رحمه الله في جامع بيان العلم وفضله من قوله رضي الله عنه اه وراهم سيهلكون اقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ويقولون لها ابو بكر وعمر كما اخرج اثرا قريبا ايضا من هذا آآ في نفس الموضع فهما اثران احدهما صحيح والاخر فيه ضعف باسناده شريك ابن عبدالله وهو ضعيف المقصود ان هذا الاثر ربما يكون موجودا في بعض الكتب اه اعني اسناده ربما يكون موجودا في بعض الكتب التي لم تصل الينا والله اعلم المقصود ان ابن عباس رضي الله عنهما انما قال هذا القول في شأن مسألة التمتع في الحج ولسنا بصدد البحث في هذه المسألة لكننا مع هذا الاثر الذي يدل على وجوب ان يقدم قول الله ورسوله صلى الله عليه وسلم على قول اي احد حتى ولو كان في منزلة علية حتى لو كان قول ابي بكر وعمر ومعلوم ان منزلتهما عند المسلمين بمنزلة السمع والبصر ومع ذلك شدد النكير رضي الله عنه على من قدم قولهما على قول الله ورسوله صلى الله عليه وسلم وفي هذا ان من المشروع ان يغلظ على من عارض كلام الله ورسوله صلى الله عليه وسلم بكلام اي احد مهما علت منزلته هذا هو الحق الذي يجب ان يكون يجب ان يحفظ للنصوص الشرعية وللايات والاحاديث يجب ان يحفظ لهما قدرهما ومكانتهما بحيث لا يجوز ان يتجرأ عليهما احد وفي الاثر ان من عارض و لم يقبل ولم يذعن لكلام الله ورسوله صلى الله عليه وسلم فانه متوعد بعذاب يصيبه وهذا ما اخبرنا به جل وعلا فليحذر الذين يخالفون عن امره ان تصيبه فتنة او يصيبهم عذاب اليم كل من عارض كلام الله ورسوله صلى الله عليه وسلم واستكبر ولم ينقد فليبشر بي العذاب المعجل قبل العذاب المؤجل الا ان يتوب الى الله سبحانه وتعالى في صحيح مسلم ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يأكل ومعه رجل فقال له وقد كان يأكل بشماله قال له كل بيمينك قال لا استطيع قال لاستطعت ما منعه الا الكبر يقول الراوي فما رفع يده بعد ذلك الى اخيه يعني شلت يده بسبب انه استكبر عن طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم اذا حذاري من ان يتردد او يتأخر انسان في طاعة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم انه يوشك ان يعازله الله عز وجل بالعقوبة وهذا مما ينبغي ان يأخذه المسلم على محمل الجد وان يتنبه له غاية التنبه لا يجوز بحال ان يعارض كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم واولى من ذلك ان يعارض كلام الله عز وجل بكلام اي احد كائنا من كان حتى ولو كان اماما يشار اليه او عالما او رجل صالحا تقيا لان النبي صلى الله عليه وسلم هو امام كل مسلم وهو الذي سيسأل عنه كل احد عليه الصلاة والسلام كل انسان سيسأل عن هذا النبي الكريم صلى الله عليه وسلم في موضعين عظيمين في القبر حينما يقال للميت ماذا كنت تقول في هذا الرجل الذي بعث فيكم وفي الموضع الثاني في عرصات القيامة ويوم يناديهم فيقول ماذا اجبتم المرسلين والرسول المرسل الينا اسمه محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم اذا معاكم على كل انسان ان يعد جوابا لهذا السؤال كان مقبلا على طاعة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ام انه مقصر ام انه مدبر معرض والله المستعان. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله فقال احمد بن حنبلي رحمه الله تعالى عجبت لقوم عرفوا الاسناد وصحته يذهبون الى رأي سفيان والله تعالى يقول فليحذر الذين مخالفون عن امره ان تصيبهم فتنة الاية. اتدري ما الفتنة؟ الفتنة شرك. لعله اذا رد بعض قوله ان يقع في قلبه شيء من كيف يهلك الله المستعان هذا الاثر العظيم عن الامام احمد ابن حنبل رحمه الله رواه عنه اه تلميذه الفضل ابن ضياء وكذلك آآ تلميذه ابو طالب كلاهما روي هذا الاثر عن الامام احمد رحمه الله وهو يرسم لنا منهجا واجبا على كل من استطاع الوصول الى الحق فانه لا يجوز له ان يقلد في خلافه يقول عجبت لمن عرف الاسناد وصحته هذا في شأن من هو متأهل لمعرفة الحق والصواب بحيث انه يمكن ان ينظر في الاحاديث وفي اسانيدها وفي عللها وبالتالي فانه يمكن ان يتحقق من اه الحق وان يصل اليه من كتاب الله ومن سنة رسوله صلى الله عليه وسلم كيف يدعو هذا ويذهب الى اقوال العلماء ومثل بامام جليل من ائمة المسلمين المقدمين وهو سفيان الثوري رحمه الله المتوفى سنة احدى وستين ومئة وكان اماما جليلا وله مذهب متبوع وله طلاب ومع ذلك يقول كيف لانسان يمكنه ان يعرف الحق كيف لا يسعى للوصول الى الحق ويدع ذلك اتباعا لقول فلان او فلان من اهل العلم و آآ اذا كان هذا في حقي هؤلاء الائمة الاجلاء فكيف في من ترك الكتاب والسنة واستعاض عنهما باقوال اهل بدع او ضلال او ربما من الكفار او الملاحدة واعجبتني كلمة لابن القيم رحمه الله في الصواعق تعليقا على كلمة ابن عباس رضي الله عنهما التي سمعتها انفا قال رحمه الله رضي الله عن ابن عباس ورحمه فكيف لو رأى الخلف الذين نعرفهم وهم يتركون كلام الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ويأخذون بقول ارسطو وافلاطون وابن سينا والفرابي والجهم بن صفوان وبشر المريس وابي الهذيل العلاف اذا كان الذي يترك الحق يترك نور الوحي من الكتاب والسنة الى قول الصحابة واهل العلم والائمة مذموما فكيف بمن ترك هذه آآ الادلة الى قول غيرهم من الضالين لا شك انه احق بالذنب ثم بين رحمه الله ان الدليل على وجوب اتباع الحق و ما جاء في كتاب الله جل وعلا ومنه قوله تعالى فليحذر الذين يخالفون عن امره ان تصيبه فتنة او يصيبهم عذاب اليم ولاحظ ها هنا ان آآ الامام احمد رحمه الله فسر الفتنة بالشرك وهذا احد اقوال ثلاثة من اقوال اهل التفسير في هذه الاية منهم من فسر الفتنة بالضلالة ومنهم من فسر الفتنة بالابتلاء في الدنيا ومنهم من فسر الفتنة باء بالشرك وهو قول السد ومقاتل واختاره كما ترى الامام احمد رحمة الله تعالى على الجميع الشاهد ان من اعرض عن كلام الله ورسوله صلى الله عليه وسلم وتقصد الى مخالفته والاستكبار عن اتباعه فانه متوعد بهذا الوعيد الشديد ان تصيبه فتنة او يصيبه عذاب اليم ولاحظ ها هنا ان الفعل يخالفون مع انه يتعدى بنفسه الاصل ان يقال فليحذر الذين يخالفون امره لكنه عد الفعل ها هنا بحرف عن وذلك لان الفعل ها هنا اشرب معنى الاعراض فكأنه قال فليحذر الذين يعرضون عن امر النبي صلى الله عليه وسلم ان تصيبه فتنة او يصيبهم عذاب اليم اذا ليست كل مخالفة هي ما نتحدث عنه ولو كانت عن خطأ او اجتهاد انما الحديث عن خطأ ناتج عن اعراض واستكبار هذا الذي يدور عليه هذا الوعيد الشديد وفي هذا الاثر ان على المسلم ان يجتهد في الوصول الى الحق ما استطاع الى ذلك سبيلا وان يبذل جهده في ان اه يصل اليه و لا يعني هذا الا يستعين باقوال اهل العلم وان يرجع الى فتاويهم وان يسألهم بل هذا هو الواجب عليه ان كان لا يستطيع الوصول الى الحكم باجتهاد منه اذا كان ضعيف العلم واجبه ان يسأل اهل العلم لان الله سبحانه وتعالى امرنا بذلك اه وكذلك امرنا رسوله صلى الله عليه وسلم هلا سألوا اذ لم يعلموا؟ انما شفاء العي السؤال و بالتالي من كان جاهلا فانه يسأل اهل العلم ويعمل بمقتضى قولهم لكن دون ان ينصب له شيخا او عالما لا يتجاوز قوله هناك فرق بين التعلم وبين التعبد العلماء وسيلة للتعلم اما التعبد فانه يرجع الى آآ مقام الالوهية يتعبد الانسان لله سبحانه وتعالى والتعبد هذا انما يكون بكلام الله ورسوله صلى الله عليه وسلم. اقوال العلماء ومذاهبهم لا يستغني عنها الانسان للوصول الى الحق بمعنى هذه المذاهب والفتاوى والاقوال انما هي بمثابة النجم الذي يستدل به الانسان على القبلة فاذا عاين الانسان الكعبة هل يحتاج ان ينظر الى النجم لا يفعل هذا عاقل اذا من وقف على الحق ووصله الدليل من الكتاب والسنة فانه لا يحتاج ثمة ان يرجع الى كلام احد المهم ان يتحقق من صحة الدليل ومن صحة الاستدلال ان تكون اية او يكون حديثا صحيحا ثم ان يتحقق من المعنى بان لا يفهم المعنى فهما خاطئا ثم بعد ذلك فليشد يده بهذا الدليل ولا يبالي باحد ولو خالف في ذلك اهل المشرق والمغرب وان كان الدليل ولله الحمد من الكتاب والسنة منصورا ولا يمكن ان لا يكون على هذا او ان لا يكون ثمة قائل بهذا الدليل من اهل العلم. هذا مستحيل. بل لا بد ان يكون قد قيل بهذا القول وان كان يعلمه من يعلمه او يجهله من يجهله لكن قد يقول قائل وماذا يفعل من سأل وبحث وتبين له ان في المسألة خلافا وما اكثر المسائل الخلافية ماذا اصنع يقول هذا الانسان انا ليس عندي حصيلة علمية اتمكن بها من الترجيح بين الاقوال والوصول الى مراد الله ورسوله صلى الله عليه وسلم هذا شيخ يقول حلال وهذا شيخ يقول حرام. هذا يقول انه واجب وذاك يقول انه ليس بواجب. اذا كيف اصنع نقول الواجب عليك الاتي اولا ان يكون قصدك الوصول الى الحق جرب قصدك ورغبتك في الوصول الى الحق وابشر بالخير فانك ستهتدي الى الحق الم يقل الله سبحانه ان الذين لا يؤمنون بايات الله لا يهديهم الله مفهوم المخالفة من امن بالله ورسوله صلى الله عليه وسلم وبالايات والاحاديث واذعن الى الحق ابشر بان الله عز وجل سيهديه الى الحق. هذا اولا ثانيا عليه ان يبذل ما يستطيع في معرفة الحق فان كان لا يستطيع فعليه ان يراجع من يثق في دينه وعلمه فيسأله فان اختلف العلماء عليه فعليه رابعا ان يرجح بين الاعلمية او بالتقوى والورع وهذا لا يحتاج الى ان يكون الانسان عالما حتى يميز بين عالم وعالم او ان هذا اعلم من هذا ارأيت احوال الناس كيف انهم يميزون بين الاطباء اذا مرض لانسان طفل مثلا فانه يحرص على ان يعرضه على افضل الاطباء وتجد انه بالتسامح بقرائن الاحوال يدرك ان هذا الطبيب افظل وهذا لا يحتاج الى ان يكون الانسان طبيبا حتى يدركه. كذلك الشأن في باب العلم فان قال لا استطيع حتى هذه لا استطيعها والكل عندي سواء نقول وهو الخامس اذهب الى من تثق في دينه وعلمه من العلماء او طلاب العلم وقل له رجح لي بين هذه الاقوال وخذ بقوله وبذلك تكون قد عملت بقول الله عز وجل فاسألوا اهل الذكر ان كنتم لا تعلمون هلا سألوا اذ لم يعلموا وبذلك يصل الانسان بتوفيق الله عز وجل الى الحق والله اعلم. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله اناديني حاسم رضي الله عنه انه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ هذه الاية اتخذوا احبارهم ورهبانهم اربابا من دون الله قال فقلت له انا لسنا نعبده. قال اليس يحرمون ما احل الله فتحرمونه ويحلون ما حرم الله فتحلونه؟ قلت بلى قال فتلك عبادتهم رواه احمد والترمذي وحسنه هذا حديث عدي ابن حاتم رضي الله عنه هو الذي انتزع منه المؤلف رحمه الله التبويب على هذا الباب والحديث كما سمعت خرجه الامام احمد الترمذي والمؤلف ذكر ان الترمذي قد حسنه والواقع انه حسنه ولكن عقب عليه بان فيه بطيفة ابن اعين وذكر ما يدل على ضعفه وهذا الرجل فيه ضعف ضعفه الدار قطني الحافظ ابن حجر وغيرهما كثير من اهل العلم على ضعفه وهذا الحديث من جهة الثبوت فيه بحث طويل واختلاف طويل بين اهل العلم منهم من ضعف ومنهم من حسنه ومن اولئك شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله في كتاب الايمان وغيرهم الى العلماء المعاصرين منهم من حسن هذا الحديث وقد جاء عن حذيفة رضي الله عنه تفسير لهذه الاية قريب من هذا الحديث الذي بين ايدينا خرج ذلك ابن جرير رحمه الله في تفسيره وهذا الحديث ان صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فانه يبين لنا مسألة مهمة تتعلق بموضوع الطاعة في شأن التحليل والتحريم وهذا الباب ينبغي ان يحكمه المسلم وعلى الاخص ان يحكمه طالب العلم لانه منا المزالق اعني ان من لم يحكم هذا الباب وفق منهج اهل العلم الاثبات وطريقة اهل السنة والجماعة ربما اخطأ وضل. بل ربما اه وقع في التكفير بغير حق كما وقع فيه من وقع مما بل لم يلزم طريقة اهل السنة والجماعة في تناول هذه المسألة نذكر ان احدهم وهو ممن له كتابات اه مشهورة بين بعض الناس ذكر ان اه النساء اللائي يتبعن الموضة او ما يسمى الموضة انهن كافرات بالله جل وعلا مشركات لانهن اطعن الكفار وهذا لا شك انه خطأ كبير و خلل كبير ايضا في فهم منهج اهل السنة والجماعة وهذا تكفير لا يجوز وذلك ان الخلل ها هنا جاء من عدم التفريق بين الطاعة والعبادة الطاعة والعبادة اذا تعلقت بحق الله سبحانه وتعالى فاننا كما قد علمنا انهما كلمتان مترادفتان اما في حق غيره سبحانه فان الامر يختلف. الطاعة اوسع من العبادة فليس كل طاعة عبادة وهذا المقام فيه تفصيل فانتبه له مسألة الطاعة ومتى تكون شركا؟ ومتى لا تكون شركا فيها التفصيل الاتي الطاعة قد تتعلق بالاعتقاد وقد تتعلق بالعمل اذا عندنا ها هنا حالتان الحالة الاولى الطاعة في الاعتقاد وهذه الحالة تتفرع الى ثلاث صور اما السورة الاولى فهي ان يطيع الانسان من جهة الاعتقاد بان يعتقد ان غير الله عز وجل يصوغ له ان يحلل او يحرم برأيه وهواه ويطاع على ذلك ان يعتقد ان غير الله جل وعلا يسوء له ان يحلل او يحرم برأيه وهواه وبالتالي فانه يطاع على ذلك ولا شك ان هذا شرك بالله سبحانه وتعالى وذلك ان التحليل والتحريم حق لله سبحانه وتعالى لا يجوز ان يشاركه فيه غيره كما قال ذلك ربنا سبحانه وتعالى اتخذوا احبارهم ورهبانهم اربابا من دون الله والمسيح ابن مريم ولاحظ ها هنا ان هؤلاء النصارى الذين جاءت فيهم هذه الاية قد اختلف الحال عندهم بينما يتعلق بعيسى عليه السلام وبينما يتعلق باحبارهم ورهبانهم. الاحبار يعني العلماء واحد الاحبار الحبر ويجوز كسر ذلك حبر لكن الاكثر على الفتح حبر يعني عالم الاحبار هم العلماء والرهبان هم العباد وهناك اتخاذ لعيسى عليه السلام ربا اتخاذ عيسى عليه السلام ربا كان باعتقاد الربوبية فيه والتقرب اليه بالالهية اما في حق الرهبان والاحبار فانما كان اتخاذهم اربابا من جهة طاعتهم في التحليل والتحريم حيث انهم يحللون ما حرم الله او يحرمون ما احل الله وهذا هو الشرك وهو الذي كانوا به متخذين الاحبار والرهبان اربابا. ولذلك جاء في رواية عند ابن جرير لاثر حذيفة رضي الله عنه لما جاء الى تفسير هذه الاية قال والله انهم ما صلوا لهم ولا صاموا لهم ولكنهم كانوا يحرمون لهم الحلال فيحرمونه ويحلون لهم الحرام فيستحلونه هذا هو الذي كانوا به اربابا مع الله جل وعلا اذا من اعتقد هذا الاعتقاد وان احدا يجوز ان يشارك الله عز وجل في حق التحليل والتحريم فلا شك انه قد اتخذه ربا مع الله عز وجل وهذا شرك اكبر الصورة الثانية ان يعتقد آآ عفوا ان يطيع غير الله جل وعلا في تحليل ما حرم الله او تحريم ما احل الله اعتقادا يطيعه من جهة الاعتقاد بمعنى ان يقول له في شيء حرمه الله انه حلال فيعتقده هو حلاله او يقول له في شيء احله الله انه حرام فيعتقدوه حراما فهذا قد آآ اطاع في شأن التحليل والتحريم من جهة الاعتقاد وهذا يحصل من آآ طائفة قبورية الذين غلوا في اه مشايخهم الذين اتخذوهم اربابا بل اتخذوهم ايضا الهة فانهم يعتقدون ان الشيء الذي يقول فيه هذا الشيخ انه حرام فهو حرام وان كان الله احله وما قال فيه الشيخ انه حلال فانه حلال وان كان الله عز وجل حرمه ولا شك ان هذا شرك اكبر لله سبحانه وتعالى لو ان هذا الشيخ قال لمريده ان الخبز حرام مع ان الله احله فاعتقد التلميذ المريد ان الخبز حرام. نقول قد اتخذ هذا ربا مع الله فاشرك او قال له ان الخمر حلال وهو يعلم ان الله عز وجل قد حرمها فاعتقد ان الخمر حلال بناء على طاعته لهذا الشيخ فيكون قد اتخذه ربا مع الله فاشرك ويدل على هذا الحكم اه قول الله سبحانه وتعالى ولا تأكلوا مما لم يذكر اسم الله عليه وانه لفسق وان الشياطين ليوحون الى اوليائهم ليجادلوكم وان اطعتموهم ماذا انكم لمشركون. قال اهل العلم ان اطعتم هؤلاء المشركين في تحليل ما حرم الله عز وجل فانكم حينئذ تكونون ماذا؟ مشركين. والاية على المشهور في سبب نزولها تتعلق في قول المشركين ان الميتة حلال لانها في زعمهم قد قتلها الله سبحانه وتعالى فهي اولى بالحلية مما يقتله الانسان كيف تجعلون المذكى والمذبوح حلالا والميتة حراما مع ان الله عز وجل هو الذي قتلها اذا هي اولى ان تكون حلالا مع ان الله عز وجل قد بين في كتابه ان هذه حرام فبين سبحانه في هذه الاية ان من اطاع المشركين في ذلك والخطاب موجه للصحابة وان اطعتموهم ماذا انكم مشركون. فدل ذلك على ان اعتقاد تحريم ما احل الله او تحليل ما حرم الله سبحانه وتعالى لا شك ان هذا شرك اكبر الصورة الثالثة هي اعتقاد ان غير الله عز وجل يجوز ان يطاع في معصية الله فلو امر احد احدا بمعصية الله كأن يأمر سلطان او متنفذ غيره بمعصية الله عز وجل فيعتقد انه يجوز ان يطيعه على ذلك فهو يعمل هذا الامر المحرم وهو يعتقد انه يجوز ان يفعله طاعة لهذا الامر وهذا لا شك انه ايضا شرك اكبر اذا الطاعة ان تعلقت بالامر الاعتقادي في هذه الصور الثلاث لا شك انها شرك اكبر اما من جهة العمل فان هذه الحال تتفرع الى صورتين الصورة الاولى ان يؤمر الانسان بالشرك فيفعل الشرك يطيع في الفعل الشركي فيكون مشركا قال له العالم او قال له الامير او قال له ذو النفوذ اسجد للصنم او ادعوا الاموات ففعل الان اطاع من جهة العمل فعل الشرك فيكون بهذا ماذا مشركا الصورة الثانية ان يطيع في فعل معصية وهذه معصية كأن يقول له اه اسرق او اشرب الخمر فيطيع وهو يعتقد ان هذا ماذا؟ حرام لكنه يطيعه لا من جهة الاعتقاد وانما من جهة العمل امر بان يعصي فعصى مع اعتقاده انه عاص ومع اعتقاده ان هذه الطاعة لا تجوز لكنه يرجو بره او يزعم انه يكتفي شره مثلا ولا يكون بهذا معذورا فهذه الحالة تكون ماذا معصية اذا لابد من النظر في هذا الموضوع بهذا التفصيل. ومن لم يكن مفصلا لهذا فانه يكون قد وقع في الخطأ هذا الحديث اخبر فيه النبي صلى الله عليه وسلم ان طاعة العلماء الذين هم الاحبار او العباد وقد يكون ذلك في غيرهم ايضا كما ذكر المؤلف رحمه الله في التبويب ربما يكون اميرا وربما يكون غير هؤلاء لا شك ان من آآ اطاعه في ذلك من جهة تحريم ما احل الله او تحليل ما حرم الله لا شك ان هذا يكون شركا على التفصيل الذي سبق وبذلك يتبين لنا ان الواجب على المسلم ان يخلص طاعته لله ورسوله صلى الله عليه وسلم من جهة التحليل والتحريم ومن جهة العمل ايضا فانه بذلك يسلم من الشرك ويسلم من الفسق ويحقق توحيده لله سبحانه وتعالى. الواجب على المسلم ان يكون مذعنا موطنا نفسه على الاستجابة السريعة العجل لامر الله ورسوله صلى الله عليه وسلم. وان يحذر اشد الحذر من معارضة امر الله ورسوله صلى الله عليه وسلم باي نوع من انواع المعارضة لا يعارض الايات والاحاديث لا بقول شيخ ولا بعرف ولا بعادة ولا باحوال الزمان ولا اه غير ذلك من الاعذار الواهية انما يكون مستجيبا ومقبلا و اه هذه من علامات الايمان وهذا هو المحك الذي يظهر به المؤمن الصادق من غيره الامام الشافعي رحمه الله حدث مرة بحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له احد جلسائه اتقول بهذا الحديث فغضب الامام الشافعي رحمه الله وقال له اتراني خرجت من كنيسة اترى في وسط زنارا يعني علامة كانت اه معروفة في اهل الكتاب في ذلك الزمان حتى اروي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثا ولا اخذ به بنى على الرأس وعلى العين هذا هو الاتباع الصادق لهؤلاء الائمة يخطئ من يظن انه اه انه يتبع الامام حينما يأخذ بقوله المخالف للحق من الكتاب والسنة الامام ربما يكون معذورا وليس احد معصوما وليس احد قد احاط بكل حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم العالم مهما كان رفيع الدرجة في العلم لابد ان يفوته شيء من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وبالتالي فانه اذا قال قولا خالف فيه الحق فجاء هذا التابع لهذا الامام او من ينتسب اليه او من يتقلد مذهبه فخالف الامام واتبع الحق هو في الحقيقة متبع للامام لا مخالف له. نعم هو خالفه في جزئية لكنه وافقه في القاعدة العامة وهذا اقرب الى الاتباع الشافعي رحمه الله قال كلمة عظيمة تكتب بماء العين. قال اجمع المسلمون على ان من استبانت له سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم. لم يكن له هو ان يدعها لقول احد كائنا من كان هذا اجماع قطعي وان كان قد قاله الشافعي رحمه الله فهو لسان حال جميع الائمة من الائمة الاربعة وغيرهم اما هذا الذي يقول انا اتبع هذا الامام ولا اخرج عن قوله ابدا اختار واحد من الائمة الاربعة مثلا وبالتالي فانني لا يمكن ان اخرج عن قوله ابدا لا شك ان هذا امر محدث في دين الله وليس عليه اثارة من علم وليس عليه دليل من الكتاب والسنة انما الذي يجب ان يكون مبتغاك وان يكون قصدك هو طاعة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم. وكل ما سوى ذلك فانه يكون مطرحا امام كلام الله ورسوله صلى الله عليه وسلم وهذا اجماع الائمة الاربعة بل اجماع الائمة جميعا وفي هذا يقول الناظم وقول اعلام الهدى لا يعمل بقولنا ان خالف نصا يقبل فيه دليل الاخذ بالحديث وذاك في القديم والحديث اسمع قول الائمة الاربع قال ابو حنيفة الامام لا ينبغي لمن له اسلام اخذ باقوال حتى تعرض على الكتاب المرتضى ومالك امام دار الهجرة قال وقد اشار نحو الحجرة كل كل كلام منه ذو قبول ومنه مردود سوى الرسول صلى الله عليه وسلم والشافعي قال ان رأيتم قولي مخالفا لما رويتم من الحديث فاضربوا الجدار بقولي المخالف الاثار واحمد قال لهم لا تكتبوا قولي بل اصل ذلك اطلبوا فهذه مقالات الهداة الاربعة فخذ بها فان فيها منفعة لقمعها لكل ذي تعصب والمنصفون يكتفون بالنبي صلى الله عليه وسلم اسأل الله جل وعلا ان يرزقني واياكم الاتباع الصادق لنبينا صلى الله عليه وسلم والاخذ بسنته وان يحيينا عليها وان يميتنا عليها ان ربنا لسيع الدعاء وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه باحسان