بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله. نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم كل شيخنا وانفعه وانفع به يا رب العالمين. قال الامام محمد ابن عبد الوهاب رحمه الله تعالى وغفر له في كتاب التوحيد باب قول الله تعالى الم تر الى الذين يزعمون انهم امنوا بما انزل اليك وما انزل من قبلك يريدون ان يتحاكموا الى الطاغوت وقد اذ امروا ان يكفروا به ويريد الشيطان ان يضلهم ضلالا بعيدا الايات ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان نبينا محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله واصحابه وسلم تسليما كثيرا اما بعد فهذا الباب الذي عقده المؤلف رحمه الله بعد الباب الذي سبقه كان منه ترتيب حسن من المؤلف رحمه الله حيث ان بين البابين علاقة وذلك ان المؤلف رحمه الله اراد ان يبين حقيقة الكفر بالطاغوت والطاغوت كما مر بنا في دروس سابقة اصح تعريف له هو تعريف ابن القيم رحمه الله كل ما تجاوز كل ما تجاوز به العبد حده من معبود او متبوع او مطاع اما المعبود مضى الكلام عما يتعلق به في الابواب المتقدمة واما المتبوع والمطاع خرج المؤلف رحمه الله ان ينبه الى ما يتعلق بهما في هذين البابين وذلك ان تجاوز العبد باحد حده يكون اتخاذا للطاغوت من هذه الجهات الثلاث ان يجعله معبودا او متبوعا او مطاعا تجاوز به الحد الواجب شرعا وكل واحد من هذه الامور الثلاثة فيه تفصيل هذا تعريف عام لكن ثمة تفصيل اما المعبود فلا شك ان كل عبادة لغير الله فهي تجاوز للحد لكن علمنا ان اطلاق وصف الطاغوت على المعبود لا يكون الا في حالتين الاولى حالتي الرضا بالعبادة يعبد وهو راض والحالة الثانية حالة الترشح يترشح للعبادة ويرى انه اهل لها وان لم يعبد ففي هذه الحالة نقول ان هذا طاغوت ايضا في حالة ما اذا كان المعبود ليس له ارادة كالاشجار والاحجار والاصنام فانها تسمى فانها تسمى طراويت واما الحالة الثالثة فهي ان يعبد المعبود دون الله جل وعلا وهو غير راض كعيسى عليه السلام والملائكة الجن المسلمون والاولياء الصالحين وما الى ذلك فهذا لا يسمى المعبود في هذه الحال طاغوتا انما يقال ان العابد اتخذ طاغوتا مع الله اما المعبود فلا يسمى طاغوتا في هذه الحال اذا المعبود له ثلاث احوال اثنتان منها يطلق على المعبود فيها انه طاغوت والحالة الثالثة لا يقال فيها عن المعبود انه طاغوت اما المتبوع فانه العالم الذي يتبع قوله واما المطاع فانه الامير وذو السلطان الذي يطاع امره وانما يكون هذا وذاك طاغوتين في ما اذا تعلق الامر بتحليل ما حرم الله او تحريم ما احل الله على الوجه الذي علمته في الباب السابق او من جهة تنزيل امره وقوله منزلة الكتاب والسنة في ارجاع مسائل التنازع الى هذه الاقوال اذا هاتان حالتان يكون فيها المتبوع او طاغوتا اذا احل ما حرم الله او حرم ما احل الله او جعل قوله وحكمه مرجوع اليه بمنزلة الكتاب والسنة الذين يحكم بهما وواجب ان يحكم بهما على تفصيل في هذا ان شاء الله سيأتي اذا هذا الباب اراد المؤلف به ان يبين ان تحكيم شرع الله عز وجل توحيد وان تحكيم غيرك وان تحكيم غير شرع الله اما ان يكون ناقضا لهذا التوحيد او قادحا في هذا التوحيد وبالتالي واجب على جميع المسلمين ان يجعلوا شرع الله الذي جاء في الكتاب والسنة هو المرجع عند التنازع وهو الذي يجب ان يحكم به وذلك ان الله سبحانه وتعالى كما انه معبود جل وعلا الحق كذلك هو الذي يجب ان يكون حكمه نافذا في خلقه كما ان حكمه الكوني نافذ فكذلك يجب ان يكون حكمه الشرعي نافذا الله جل وعلا هو الحكم واليه الحكم كما قال النبي صلى الله عليه وسلم فيما خرج ابو داوود وغيره ان الله هو الحكم واليه الحكم الحكم يجب ان يكون لله تبارك وتعالى ولا يجب ان يكون لغيره حكم ان الحكم الا لله افغير الله ابتغي حكما اليس الله باحكم الحاكمين اذا الحكم يجب ان يكون لله كما ان الطاعة وقد علمنا ذلك يجب ان تكون لله سبحانه وتعالى الله جل وعلا انزل هذا القرآن لا لغرض التعبد والتدبر فحسب هذا من مقاصد القرآن ولا شك لكن ليس الامر مقصورا على ذلك بل يجب ان يكون ايضا المرجع عند التنازع يجب ان يكون هو المحكم مع سنة النبي صلى الله عليه وسلم انا انزلنا اليك الكتاب بالحق لما لتحكم بين الناس بما اراك الله اذا يجب ان يكون التحكيم لكتاب الله ولسنة رسوله صلى الله عليه وسلم هذه قضية من صميم العقيدة الاسلامية يجب ان يعتقدها كل مسلم الحكم لله والطاعة لله وعلى جميع الخلق ان يلتزموا حكم الله ورسوله صلى الله عليه وسلم والا فانهم يقولون على شفا هلكة من لم يلتزم حكم الله ورسوله صلى الله عليه وسلم فانه يكون قد ضل ضلالا بعيدا كما هو الشأن في هذه الاية التي معنا وانبه هنا الى ان مفهوم تحكيمي شرع الله عز وجل اوسع مما يظنه بعض الناس بعض الناس يظن ان تحكيم الشريعة او ان حاكمية الشريعة مخصوصة بمسائل فظ النزاعات وهذا من حاكمية الشريعة وليس هو حاكمية الشريعة بمعنى كما يجب ان يكون الشرع هو المحكم في جرائم المجرمين وسرقة السارقين كذلك يجب ان يكون شرع الله عز وجل هو المحكم فيه تاف الهاتفين والمستغيثين بالاموات والناظرين للقبور والطائفين بالاضرحة يجب ان يكون حكم الله عز وجل وهذا مما يجب ان يلزم به يستحيل ان يكون شيء من الاشياء خاليا عن حكم الله ورسوله صلى الله عليه وسلم هذا من ابعد المحالات كل المسائل والقضايا والامور والنزاعات وغير النزاعات يجب ان يكون الكتاب والسنة محكما فيما تنازع الناس فيه في مسائل الاسماء والصفات فان من الناس من اتخذ طواغيت استعاذوا بها عن الكتاب والسنة ارجعوا هذه المسائل الجليلة اليها ارجع الى قواعد زعموها عقلية وسفسطات زعموها منطقية وهذيوانات زعماها فلسفية وتركوا كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم. ورائهم ظهرية يجب ان يكون شرع الله يجب ان يكون كلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم هو المحكم في العبادة فيجب ان يعبد الله بما شرع الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ما ان يحكم الانسان احدا من الخلق سوى رسول الله صلى الله عليه وسلم فواجعل قوله هو الذي يجب الرجوع اليه ولو استبان له كلام الله ورسوله صلى الله عليه وسلم. ومراد الله ورسوله صلى الله عليه وسلم فانه لا يبالي بني المرجع الى قول الامام وقول المذهب فحسب وما سوى ذلك ولو كان اية او حديثا فانه لا يلتفت الى ذلك هذا كله من ترك تحكيم الشريعة اذا تحكيم الشريعة مفهوم اوسع مما يظنه بعض الناس يجب ان يحكم شرع الله سبحانه وتعالى في كل قضية جلت او دقت هذه الاية التي معنا من سورة النساء وهي التي عنون بها المؤلف رحمه الله هذا الباب في سياق يدور معناه على قضية التحكيم والطاعة تأمل معي يا رعاك الله فانها ايات عظيمة يجب ان يعيها كل مسلم ومسلمة قال الله سبحانه يا ايها الذين امنوا اطيعوا الله واطيعوا الرسول واولي الامر منكم. لاحظ معي هنا كيف ان الفعل اطيعه تكرر في امر الله وفي امر رسوله صلى الله عليه وسلم. وهذا يفيد ان حكم النبي صلى الله عليه وسلم واجب الطاعة استقلالا بمعنى ما جاء الامر فيه من الكتاب والسنة فعلى الرأس وعلى العين وما جاء الامر فيه من الكتاب فحسب فعلى الرأس وعلى العين وما جاء الامر فيه من السنة فقط فعل الرأس وعلى العين فلا فرق عندنا معشر المسلمين بين ان يثبت الحكم باية وحديث او اية او حديث كل ذلك مقبول وكل ذلك واجب الطاعة والاتباع بخلاف قول بعض الضالين الذين يزعمون انهم قرآنيون والحق انهم كافرون بالقرآن مكذبون لكتاب الله حينما يزعمون انهم لا يأخذون الا بالقرآن واما من فرض به شيء من سنة النبي صلى الله عليه وسلم. فانه لا يلتفت اليه ولا يرجع اليه ولا شك ان هذا المذهب مكذب لكتاب الله وكفر بالكتاب والسنة ثم قال واولي الامر منكم نلاحظ ها هنا انه لم يعد الفعل اطيعوا ذلك ان اولي الامر والتحقيق في هذه الاية ان اولي الامر هذه الكلمة تجمع صنفين الامراء والعلماء قال واولي الامر منكم ولم يعد الفعل اطيعوا. ليبين لك ان طاعة اولي الامر ليست طاعة ليست طاعة مستقلة بل يجب ان تكون تابعة للكتاب والسنة وبالتالي فكل حكم لولي اميرا او سلطانا او عالما فانه لا يقبل اذا كان مضادا للكتاب والسنة. قال النبي صلى الله عليه وسلم انما الطاعة في المعروف فطاعة اولياء الامر لا يجوز ان تكون نافذة في معصية الله سبحانه وتعالى. قال النبي صلى الله عليه وسلم على المرء المسلم السمع والطاعة فيما احب وكره ما لم يؤمر بمعصية فان امر بمعصية فلا سمع ولا طاعة يا ايها الذين امنوا اطيعوا الله واطيعوا الرسول واولي الامر منكم فان تنازعتم في شيء فردوه الى الله والرسول اذا هذا هو الذي يجب من كل مؤمن بالله ورسوله صلى الله عليه وسلم ان يرد التنازع ومواضع التنازل واحوال التنازع الى الكتاب والسنة وقد اجمع العلماء على ان الرد الى الله هو الرد الى كتابه وان الرد الى رسوله صلى الله عليه وسلم بعد وفاته هو الرد الى سنته هذه هي زبدة الايمان و آآ حقيقته في هذا الباب ان يكون المحكم وان يكون المرجع في مواضع التنازع الى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم في كل قضية صغيرة او كبيرة واننا لنشهد الله على ان كل امر من الامور سواء تعلق بامر الدين او الدنيا سواء تعلق بكبار المسائل او صغارها سواء تعلق بامور الاقتصاد او الحدود او احوال واحكامها وما شاكل ذلك كل ذلك له حكم في الكتاب والسنة قطعا اما ان يكون فيه حكم في دليل خاص او ان يكون له حكم في دليل عام او ان يكون حكمه راجعا الى قاعدة شرعية او مقصد شرعي. مستحيل لله ورسوله صلى الله عليه وسلم فيها حكم. والشريعة تستوعب هذه الامور مهما استجدت المستجدات. لكن طبيب ذلك العالم الرباني الذي يعرف كيف ينزل المسائل على ادلتها بحيث يحسن تحقيق المناط والبلية حينما يتولى ذلك من ليس لذلك اهلا قال فان تنازعتم في شيء فردوه الى الله والرسول ان كنتم تؤمنون بالله واليوم الاخر ما اعظم هذه الجملة لانها دلت على ان هذا التحكيم شرط في الايمان وقد علمتم ان الشرطة ما يلزم من عدمه العدم اذا من لم يلتزم حاكمية الله ورد التنازع الى الله والرسول صلى الله عليه وسلم فانه يكون قد انطبق عليه هذا الحكم لم يكن مؤمنا بالله واليوم الاخر لم يكن مؤمنا بالله ورسوله صلى الله عليه وسلم قال سبحانه ذلك خير واحسن تأويلا ثم جاء موضع الشاهد الم تر الى الذين يزعمون انهم امنوا بي انهم امنوا بما انزل اليك وما انزل من قبلك. يريدون ان يتحاكموا الى الطاغوت وقد امروا ان يكفروا به ويريد الشيطان ان يضلهم ضلالا بعيدا. لاحظ الى هذا الاسلوب الحسن قال الم تر الى الذين يزعمون هذا في اللغة يسمى اسلوب تعجيب اعجب بمن هذه حاله انظر الى هؤلاء نزعمون انهم امنوا بما انزل اليك وما انزل من قبلك الزعم و الزعم كلمة من مثلث اللغة يقال زعم وزعم وزعم والاكثر زعم الزعم في اللغة قد يأتي وهذا الاكثر بمعنى القول الكاذب هذا زعم او زعم فلان يعني هذا كذب ومنه قول الله سبحانه وتعالى فقالوا هذا لله بزعمهم وجعلوا لله مما جرى من الحرث والانعاب نصيبا فقالوا هذا لله بزعمهم يعني بكذبهم وافكهم هذا هو الاكثر وقد يستعمل فيما هو ارفع شعنا من هذا وهو في القول الذي تحوم حوله الشكوك. امر مشكوك فيه يقال زعم فلان كذا. هو لم يجزم بكذبه لكن الامر ماذا مشكوك فيه وقد يستعمل هذه الكلمة فيما هو ارفع من ذلك وهو القول الذي تحال فيه العهدة الى قائله وهذا آآ واقع ايضا في كلام اهل اللغة وقد اكثر سيبويه رحمه الله في كتابه الكتاب من هذه الجملة فانه يقول زعم الخليل كذا زعم الخليل كذا فهو يريد انه قول ليس انه قول ليس كذبا انما هو قول نحيل عهدته على قائله وقد يستعمل في ما هو ارفع من ذلك وهو القول الحق ويشهد لهذا ما جاء في صحيح مسلم من قصة الاعرابي الذي جاء الى النبي صلى الله عليه وسلم وكان فيما قال انه اتانا رسولك فزعم انك تزعم ان الله ارسلك هذا قول الرسول ان النبي صلى الله عليه وسلم يزعم ان الله ارسله فهذا الزعم ماذا قوم حق قد تستعمل هذه الكلمة في القول الحق الشاهد ان هذا القول الذي آآ نسبه الله سبحانه وتعالى الى هؤلاء المنافقين وطائفة من المفسرين نقلوا الاجماع على ان المقصود في هذه الاية انما هم المنافقون. الم تر الى الذين يزعمون والزعم ها هنا هو القول الكاذب هم يقولون قولا لم يصدقوا فيه يزعمون انهم يؤمنون بما انزل اليك وما انزل من قبلك ومعلوم ان الايمان بالكتب من اركان الايمان وان من كذب بكتاب واحد مما انزله الله جل وعلا فلا شك انه كافر بالله سبحانه وتعالى وغير مسلم وميزة ما انزل الله على نبيه صلى الله عليه وسلم على بقية الكتب انما هو الاتباع اما بقية الكتب فيؤمن بها ويصدق بها لكن لا يعمل بها ولا تتبع الاتباع والعمل امر خاص بما انزل على النبي صلى الله عليه وسلم وهذا في حقنا معشر امة محمد صلى الله الله عليه وسلم قال الله جل وعلا يريدون ان يتحاكموا الى الطاغوت وقد امروا ان يكفروا به انتبه هنا الى هذه الكلمة المهمة يريدون اية تحاكموا الى الطاغوت الطاغوت في مجال التنازع هو كل ما جعل عديلا للكتاب والسنة بمعنى انه ينزل منزلة الكتاب والسنة في الرجوع اليه ووجوب الاذعان الى حكمه ما كان كذلك فانه طاغوت سواء سمي قانونا او دستورا او سوالف بادية او ما شاكل ذلك. كل ما نزل منزلة القرآن والسنة في وجوب الرجوع اليه اصبح بمثابة القرآن والسنة منزل منزلة القرآن والسنة فانه طاغوت. وهؤلاء يريدون دون ان يتحاكموا الى هذا الطاغوت لا الى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وسيأتي معنا ان شاء الله في اخر الباب ذكر سببين اوردهما المؤلف لنزول هذه الاية اعود فاقول ان قوله يريدون ان يتحاكموا الى الطاغوت. يدلك على ان كفرهم راجع الى عدم التزام الحكم او التحاكم الى الكتاب والسنة. انتبه هذه مسألة مهمة. اذا القوم اعني المنافقين كان الخلل عندهم انهم يريدون عندهم رغبة وعندهم انشراح صدر وهذا يدل دلالة بينة على انهم لم يلتزموا حكم الله ورسوله صلى الله عليه وسلم. وعدم التزام حكم الكتاب والسنة يثمر التحاكم الى الى التحاكم الى غير الكتاب والسنة وهذا اوان تفصيل هذه المسألة التحاكم ولاحظ انني اقول التحاكم هذه مسألة تختلف عن مسألة الحكم. اذا عندنا مسألتان مسألة تحاكم ومسألة حكم نحن نبحث الان في التحاكم هذه المسألة لها احوال ثلاثة الحالة الاولى هي عدم التزام الكتاب والسنة بمعنى تحاكم الى غير الكتاب والسنة مع عدم التزام التابع والسنة عدم التزام الحكم او التحاكم الى الكتاب والسنة. وهذا له صور منها انه يتحاكم الى غير الكتاب والسنة لي انه يستكبر ويأنف من التحاكم الى الكتاب والسنة وهذا عدم التزام بحكم الكتاب والسنة نحن مر بنا في دروس سابقة معنى كلمة الالتزام التي يذكرها اهل العلم في مثل هذا الموضع. الالتزام هو ان يعتقد الانسان انه مخاطب وملزم وواجب يعتقد انه واجب عليه وان عليه ان يفعل. بغض النظر اقام بهذا بالفعل او لم يقم المهم ان هذه قضية ماذا عقدية يعتقد انه ملزم وواجب عليه ومخاطب بكذا وكذا هذا لا يلتزم التحاكم الى الكتاب والسنة حيث انه يرى انه اكبر وارفع من ان يرجع الى الكتاب والسنة. او انه يعتقد ان الشريعة لا تعطيه حقه او يعتقد ان الشريعة قاصرة عن ان تحكم في مثل هذه المسائل. هذه قضايا يقول من مسائل المنازعات التجارية ما للشريعة ولهذه المسائل. فهو يترك التحاكم الى الكتاب والسنة. لانه يرى ان الشريعة عن ذلك الشريعة مسؤولة او شأنها ان تتعلق او ان تتكلم عن احكام الصلاة والصيام. اما ان تكون حاكمة بين الناس فيما يتنازعون فيه فهذا ليس شأنه. هذا من عدم التزامي التحاكم الى الكتاب والسنة او يتحاكم الى غير الكتاب والسنة. وهو يعتقد انه احسن من التحاكم الى الكتاب والسنة. يمكن ولا بأس. لا يجوز ان اتحاكم الى الكتاب والسنة. لكن الاحسن والافضل هو ان نرجع الى زبالات الاذهان الى قانون من قوانين الكفار هذا افضل واحسن و من ذلك ايضا وهو لا يبعد عن الاول بل هو في حكمه ان يقول الرجوع الى الكتاب والسنة احسن وتحكيمهما افضل ولكن يجوز ان نتحاكم الى غيرهما لا مانع والمشكلة كل ذلك من عدم التزام التحاكم الى الكتاب والسنة ولا شك ان هذا كفر بالله جل وعلا وعليه يتنزل او في هذه المسائل يتنزل قوله سبحانه وتعالى ومن لم يحكم بما انزل الله فاولئك هم الكافرون هذه المسائل جميعا يجب ان يكون الحكم فيها لله سبحانه وتعالى وما اختلفتم فيه من شيء فحكمه الى الله الحال الثانية ان يكون ملتزما بالتحاكم الى الكتاب والسنة ولكنه يتحاكم الى غيرهما لشهوة او لسبب او لاخر يعتقد وجوب ولزوم ان يتحاكم الى الكتاب والسنة لكنه يتحاكم الى القوانين الوضعية مثلا لانه يرى انها سوف تحكم له باكثر مما تحكم له به الشريعة فطمحت نفسه الى هذا العرض الزائل من الدنيا مع اعتقاده انه عاص لله جل وعلا وانه يخالف الواجب عليه فنقول هذا له حكم غيره من العصاة هذه معصية كغيرها من المعاصي وان كانت كبيرة وعظيمة وضلالا مبينا. لكنها لا تصل الى حد الكفر بالله جل وعلا لان مناط التكفير في مسائل التحاكم يعود الى ماذا ها عدم التزام التحاكم بالكتاب والسنة انتبه هذا منزلق ربما يخطئ فيه من يخطئ فيقع في آآ هوة التكفير بغير وجه حق. نتنبه الى هذا الامر. الحالة الثالثة حال الاضطراب وذلك كأن يكون مسلم يسكن بلدا من بلاد الكفار ولا حكم للشريعة هناك ولا محكمة شرعية ثمة اعتدل عليه اخذ ماله سرقت سيارته ماذا يفعل ايترك حقه يذهب هكذا امام نظره او ربما اعتدي عليه بالظرب يترك الناس تعتدي عليه وهو لا يحرك ساكنا لا شك ان الشريعة لا تأتي بهذا هذه حالة اضطرار ومثل هذه الحالة افتى علماؤنا بجواز الرجوع الى المحاكم التي تحكم بالقوانين ولكن بشروط اولا ان يكون الضرر محققا يعني ليست القضية قضية اوهام او توقعات او تصورات انما هناك امر واقعي محقق فمثل هذا وقع على الانسان في شأنه ضرر وقاعدة الشريعة الضرر نزال هذا اولا ثانيا الا يوجد حل لهذا الاشكال الا الرجوع الى هذه المحاكم لا يوجد محكمة شرعية لا يوجد مجالس للتحاكم في الجالية المسلمة ويكون حكمها ملزما. بعض البلاد ربما يوجد فيها شيء من ذلك. يوجد مجالس للتحكيم يتحاكم المتخاصمان من المسلمين في اه الى هذه المجالس ويحكم فيها بمقتضى الشريعة فمثل هذا واجب ان يرجع اليه ولا يجوز ان يرجع الى الاحكام الوضعية الامر الثالث ان يأخذ حقه الذي جعلته له الشريعة فقط لو ان في مقتضى قانون ما يجوز او محكم بان تأخذ يا ايها المظلوم اكثر من حقك ولو انه رجع في هذا الى الشريعة لاخذت حقك فقط. هذا القدر الزائد لا يجوز لك اخذه يجب ان تأخذ حقك فقط وبالتالي كان الرجوع الى هذه المحكمة لارادة الحصول على حكم الشرع ولكنك رجعت اليها لانه لا سبيل لك الى غيرها فانت مضطر في مثل هذه الحال باجتماع هذه الشروط الثلاثة فانه يجوز اعمالا لقواعد الضرورة في الشريعة الرجوع او التحاكم الى غير شرع الله سبحانه وتعالى ولكن عند التحقيق عاد الامر الى اخذ ما تحكم به الشريعة. طيب قال جل وعلا يريدون ان يتحاكموا الى الطاغوت وقد امروا ان يكفروا به. نعم. ومددنا ان نكفر بالطاغوت. الم يقل الله جل وعلا فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد فامسك بالعروة الوثقى اذا لا توحيد ولا اسلام ولا ايمان لمن لم يجمع بين الامرين لو امن بالله فقط لا ينفعه بل لا بد ان يضم الى ذلك الكفر بالطاغوت وهذا هو شطر كلمة التوحيد التي هي اساس الاسلام ومفتاح الايمان وذلك ان لا اله هي التي تترجم عن الكفر بالطاغوت. كما قد اخذنا هذا في الدروس السابقة واذا قيل لهم تعالوا الى ما انزل الله والى الرسول. رأيت المنافقين يصدون عنك صدودا ولاحظ ان هذا آآ هذه الجملة تدل على ان بلية المنافقين رجعت الى قضية الالتزام القلبي لماذا عندنا قرينتان القرينة الاولى في قوله تعالى رأيت المنافقين يصدون عنك صدودا والصد اعراض يشوبه في الغالب استكبار اعراض صد عن كذا يعني اعرض عنه في الغالب ان يكون هذا الاعراب مع شيء من ماذا من الاستكبار فالقوم اوتوا بامر اوتوا من جهة امر قلبي عقدي. والقرينة الثانية قوله تعالى بعد ذلك اولئك كالذين يعلم الله ما في قلوبهم. اذا الامر رجع الى شيء ماذا امر في القلب وليس راجعا الى امر في العمل انما هو الى امر في القلب. واذا قيل لهم تعالوا الى ما انزل الله والى الرسول. رأيت المنافقين يصدون عنك صدودا. فكيف اذا اصابتهم مصيبة بما قدمت ايديهم ثم جاءوك يحلفون بالله ان اردنا الا احسانا وتوفيقا. سبحان الله كل احد يمكن ان يدعي انه مصلح وانه يريد الخير ويريد الاحسان ويريد الاصلاح حتى المنافقون اساس الشر والبلاء. ان اردنا الا احسانا وتوفيقا حتى ابليس الم يقل الله عز وجل عنه وقاسمهما اني اني لك ما لا من الناصحين سبحان الله العظيم. حتى فرعون اكبر الطغاة على الاطلاق يقول وما اهديكم الا سبيل الرشاد اذا ليس كل من ادعى انه مصلح وانه يريد الخير ليس كل من ادعى ذلك يكون صادقا فشر الناس ادعوا هذا اذا العبرة ان يعرض القول على المحك والميزان الذي توزن به الاشياء والاقوال وهو كلام الله ورسوله صلى الله عليه وسلم. والشرع ميزان الامور لها وشاهد لفرعها واصلها فكيف اذا اصابتهم مصيبة بما قدمت ايديهم؟ ثم جاءوك يحلفون بالله ان اردنا الا احسانا وتوفيق اولئك الذين يعلم الله ما في قلوبهم فاعرض عنه وعظهم وقل له في انفسهم قولا بليغا وما ارسلنا من رسول الا ليطاع باذن الله هذه حقيقة الايمان بالرسول صلى الله عليه وسلم ان يكون مطاعا وان يكون متبعا وان يكون محكما ولو انهم اذ ظلموا انفسهم جاؤوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما فلا وربك لا يؤمنون. رجعنا مرة اخرى الى قظية التحاكم الى شرع الله فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في انفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما نفى الله ومن اصدق من الله قيل نفى الله الايمان عمن لم يتحاكم الى الرسول صلى الله عليه وسلم ويرجع الى الرسول صلى الله عليه وسلم. بل والله هذا لا يكفي حتى يحكموك حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في انفسهم حرجا مما قضيت يزول من قلبهم كل تلوم وكل تردد وكل حرج من حكم الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ويسلموا تسليما ويذعن اذعانا هذه حقيقة الايمان هذه حقيقة الطاعة هذا هو محك وامتحان للمؤمنين. اسأل الله جل وعلا باسمائه وصفاته ان يجعلني واياكم من اهل الايمان الصادق الكامل ونكمل بعون الله عز وجل ما تبقى من هذا الباب في درس غد ان شاء الله والله تعالى اعلم وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه باحسان