قالت لي ان ورهان وجوب الله جل وعلا الهيته هو ما ركز في الفطر من انه جل وعلا واحد في ربوبيته والربوبية وان الله واحد في ربوبيته هذه يقر بها المشركون من دون الله ولهذا قال جل وعلا في سورة المؤمنون ومن يدعو من دون في الاية ومن يدعو ومن يدعو مع الله الها اخر لا برهان له به فانما حسابه عند ربه المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد بن ابراهيم بن عبداللطيف ال الشيخ. شروحات كتب الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله شرح كتاب التوحيد الدرس الخامس عشر الباب الذي بعده باب قول الله تعالى ايشركون ما لا يخلق شيئا وهم يخلقون نعم باب قول الله تعالى ايشركون ما لا يخلق شيئا وهم ايشركون ما لا يخلق شيئا وهم يخلقون وهم يخلقون ولا يستطيعون لهم نصرا ولا انفسهم ينصرون. وقول الله تعالى والذين تدعون من دون الله ما يملكون من دونه. والذين اتدعون من دونه ما يملكون من قطمير. ان تدعوهم لا يسمعوا دعاءكم ولو سمعوا ما استجابوا لكم. ويوم القيامة يكفرون بشرككم ولا ينبئك مثل خبير. وفي الصحيح عن انس رضي الله وفي الصحيح عن انس رضي الله عنه قال سج النبي صلى الله عليه وسلم يوم احد وكسرت رباعيته فقال كيف يفلح قوم شجوا نبيهم؟ فنزلت ليس لك من الامر شيء. وفيه عن ابن عمر رضي الله عنهما انه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول اذا رفع رأسه من الركوع في الركعة الاخيرة من الفجر اللهم لمن وصل يقول سمع الله لمن حمده ربنا ولك الحمد فانزل الله ليس لك من الامر شيء. وفي رواية يدعو على عثمان ابن يدعو على صفوان ابن امية وسهيل ابن عمرو والحارث ابن هشام. فنزلت ليس لك من الامر وفيه عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قام رسول الله صلى الله عنه حين وانذر عشيرتك الاقربين قريش نحوها استووا انفسكم من الله لا اغني عنه تروا انفسكم اشتروا انفسكم لا اغني عنكم من الله شيئا. يا عباس بن عبد المطلب لا اغني عنك من الله يا صفية نعمة رسول صلى الله عليه وسلم لا اغني يا فاطمة بنت لي من ما لي ما شئت لا اغني عنك من الله شيئا هذا الباب باب قول الله تعالى ايشركون ما لا يخلق شيئا وهم يخلقون. ولا يستطيعون لهم نصره هذا الباب ايراده بعد الابواب المتقدمة من احسن الايراد ومن اعظمه فقها ورسوخا في العلم ويلقي بها كل احد فهي البرهان على ان المستحق للعبادة هو من توحد في الربوبية فهذا الباب والباب الذي بعده ايضا ورهان استحقاق العبادة وحده دون بدليل فطريا ودلا واقعيا دليلا عقلي ومن المعلوم ان الادلة العقلية عندنا اهل السنة والجماعة نأخذها من الكتاب والسنة لان في الكتاب والسنة من الادلة العقلية ما يغني عن تكلف ادلة عقلية اخرى لمن تأمل ذلك في نصوص الوحيين. فهذا الباب فيه بيان ان الذي هو الله وحده. والليل يرجو الله وحده. والذي يملك هو الله وحده. وان غير الله جل وعلا ليس له نصيب من الخلق وليه نصيب من الرزق ونهيب من الاحياء وليس له نصيب من الاماتة وليس وليس له ملك حقيقي في امرنا الامور. ليس لك من الامر شيء حتى اعلى الخلق مقاما وهو النبي عليه الصلاة الصلاة والسلام قال له الله جل وعلا ليس لك من الامن شيء يعني مالكا بشيء من الامر ليس من الامر شيء تملكه. اللام هنا لام الملك. فمن الذي يملك اذا؟ هو الله جل وعلا. فاذا كان النبي عليه الصلاة والسلام ينفى عنه ذلك فان نفيه عمن هو دونه من باب اولى. والذين توجهوا الى اصحاب القبور او الى الصالحين والاولياء والانبياء في داخلهم زعم بانهم يملكون اشياء اما ان يملكون شيئا من الرزق اما ان يملكوا شيئا من الرزق او ان يملكوا شيئا من التوسط والشفاعة بدون اذن الله جل وعلا ومشيئته. فاذا هذا الباب احد ابواب التي فيها البرهان على استحقاق الله للعبادة وحده دون ما سواه. والقرآن فيه كثير من البراهين على ان المستحق للعبادة هو الله جل وعلا وحده دون ما سواه. فمن تلك الادلة والبراهين ما في القرآن من ادركها اقرار المشركين بتوحيد الربوبية كل ذلك النوع من الادلة فيه دليل على ان المستحق للعبادة هو من اقررتم له ومن الادلة والبراهين على ذلك ما في القرآن من ان الله جل جلاله نصر رسله واولياءه على وان كل طائفة من طوائف الشرك ذلت وخضعت وغلبت امام طوائف اهل الايمان امام جند الله جل وعلا من الرسل ومن اتباع الرسل والانبياء. وهذا نوع اخر من الادلة انه ما من طائفة موحدة بعث الله جل وعلا امامها ورسولها بقتال المشركين الا وظهرت عليهم. الا وغلبتهم حتى صارت العاقبة لهم وهذا امر في القرآن كثير. وادلته كثيرة قصص الانبياء وقصص القرى وكل قرية خالفت رسولها عوق لمن؟ وهكذا كل القرى هذا دليل على ان التوحيد هو الحق وان الشرك باطل. من الادلة نوع اخر القرآن من البراهين نوع اخر في القرآن من ان المخلوق ظعيف. ان العابد الذي يسمع هذا القرآن كل مخلوق كل مكلف يعلم من نفسه الضعف وانه جاء الى الحياة بغير اختياره بل الله جل وعلا الذي اتى به الى هذه الحياة. وان انه سيخرج من هذه الحياة بغير اختياره ايضا. فهو اذا مقهور ويعلم قطعا ان الذي قهره اذله وجعله على هذه الحالة ليس هو تلك الالهة وانما هو الله جل وعلا وحده هو الذي يحيي ويميت وهذا عام يعلمه كل احد من فطرته. من الادلة والبراهين ايضا ان الله جل وعلا اسماء الحسنى وله الصفات وانه ذو النعوت الكاملة وذو النعوت الجليلة نعوت الجلال وجمال ونعوت الكمال وهو سبحانه له الكمال المطلق في كل اسم له وفي كل نعس ووصف له. له الكمال المطلق الذي لا يعتريه نقص بوجه من الوجوه. هذا الباب ذكر فيه الشيخ رحمه الله احد انواع ادلة ادلة الربوبية او براهين التوحيد وانه جل وعلا هو الواحد في ربوبيته. والباب الذي يليه باب قول الله تعالى حتى اذا فزع عن قلوبهم قالوا ماذا قال ربكم قالوا الحق وهو العلي الكبير فيه دليل على عظمة الله جل وعلا في صفاته. وفي هذا الكتاب تنويع ايضا كما سيأتي براهين التوحيد توحيد العبادة بادلة من القرآن متنوعة ونكمل ان شاء الله في الدرس القادم شرح هذا الباب والذي يليه وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فهذا اخ يقول فضيلة الشيخ هل يعتبر نذر مطلق او مقيد؟ اذا حصل للعبد منفعة مثل نجح او حصل على الوظيفة ونذر وان يصوم ثلاثة ايام لله سبحانه وتعالى مع العلم انه لم ينذر قبل نجاحه او حصوله على الوظيفة بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن اهتدى بهداه. اما بعد فالنذر مطلق بلم يعلق بشيء سيحصل في المستقبل والنذر المقيد هو المعلق الذي علق الوفاء بحصول شيء من الله جل وعلا للعبد وهذا يكون في المستقبل. ان شفى الله مريضي فسأصوم ثلاثة ايام. ان نجحت فسأصوم. هذا هو المعلق المقيد اما المطلق فهو ان ينظر نذرا لله جل وعلا تضررا منه اما بسبب حادثة حدثت او نعمة تجددت او نقمة اندفعت او بدون سبب فهذا كله يدخل في المطلق اما المقيد فهو المعلق بشرط في المستقبل. نعم ظاهر يقول ما حكم عمل احتفال بسيط بمناسبة انتهاء عقد احد العاملين بالشركة سواء كان مسلما او غير مسلم وحجة بعضهم في عمله الاحتفال بغير المسلم انه انه من باب دعوته للاسلام مع العلم انه خلال وجوده انه خلال وجوده في العمل لم تقدم له كفاء او شريط لدعوته الاسلام ممن يحتجون بهذا القول وجزاكم الله خيرا. تلك الاحتفالات منها اكرام من اقيمت له فاذا كان مسلما فاكرام المسلم من حقوقه المستحبة واذا كان غير مسلم فله حالتان الحالة الاولى ان يكون ممن لم يظهر للاسلام عداوة بل واظهر في الاسلام رغبة وهو مسالم لاهل الاسلام ومحب لاهل الخير محب لاهل الدين والصلاح. كما يظهر من بعضهم فهذا الغالب على قلبه انه يصلح ان يدعى للاسلام لانه قريب كلمة من والعداوة التي تحجزه عن قبول الحق لو عرض عليه فهذا النوع اذا كان قصد من عمل الاحتفال ان يكون بداية لدعوته وان يكون في شيء من الدعوة الى الاسلام ببيان محاسنه وبيان بطلان الاديان الاخرى ونحو ذلك فهذا بحسب قصد فاعله. اصل الاكرام لغير المسلم لا يجوز واما ان كان معاديا او لم يظهر قبولا للاسلام او عرف من سيرته حين بقي انه يعني حين بقي تلك المدة في المؤسسة او الشركة انه لا يحب الخير بل ربما ظهر سدودا عن اهل الخير واظهر عدم قبول بعض اوامر التي يهم بها فهذا لا اكرامه لان اكرامه من موالاته. وموالاته موالاة الكافر محرمة. لانه يكرم مع بقائه على عداوته وعلى بوره. والاصل في هذا قول الله جل وعلا لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم ان تبروهم وتقسطوا اليهم ان الله يحب المقسطين انما ينهاكم الله عن الذين اخرجوكم من دياركم وظاهروا على اخراجكم ان تولوهم ومن يتولهم فاولئك هم الظالمون. فهذه الايات فيها بيان حال الصنفين. لهذا النبي صلى الله عليه وسلم كان ربما اجاب اجاب دعوة يهودي او يهودية وربما اتى بعض اهل الكتاب وربما اهدى اليهم بل وحث على الهدية للجار هذا لاجل الترغيب في الخير والترغيب في الاسلام المقصود ان الاكرام بتلك الحفلات لا يجوز الا اذا كان ثم مصلحة شرعية راجحة يقدرها اهل العلم اذا وصف الحال لهم. واما ما عدا ذلك فلا يجوز اقامة الحفلات لهم لان نوع موالاة للكفار نعم وهذا يقول هل يدخلوا في باب لا يذبح لله بمكان يذبح فيه لغير الله؟ ما يحرم وخاصة في اوروبا وامريكا من شراء كثيرين من المسلمين بكنائس قديمة ثم تعديلها لتكون مساجد او هدم كنيسة وبناء وبناء مسجد مكانها نرجو التوجيه وجزاكم الله خيرا لا يدخل في ذلك لان مسجد النبي صلى الله عليه وسلم الذي الصلاة فيه مضاعفة اقيم على مكان فيه قبور المشركين بعد ان نبثت تلك القبور ولا الرفات اقيم المسجد في ذلك المكان وبالكنيسة التي عبد فيها غير الله جل وعلا اذا حولت الى مسجد فهذا من اعظم الطاعات ومن احب الاعمال الى الله جل وعلا وذكرت لكم ان الفرق بين هذه وبين ما يذبح لله بمكان يذبح فيه لغير الله ان الذبح صورته مشتركة. الصورة الظاهرية واحدة. وانما الاختلاف في النيات. ولهذا منع من ذلك. اما عبادة المسلمين وصلاتهم وهيئة مساجدهم وجلوسهم الى اخر تلك الهيئات مخالف لما عليه النصارى فابدال الكنيسة بمسجد هذا امر مطلوب اذا تمكن المسلم الشام ومصر نعم وهذا يقول نرى عبارة مكتوبة على بعض السيارات يا رضا الله ورضا الوالدين قوله يا رضا الله ورضا الوالدين فيها غلط من جهتين الجهة الاولى انه نادى رضا الله مناداة صفات الله جل وعلا ديان نداء لا تجوز لان الصفة في هذا المقام غير الذات في مقام النداء. ولهذا انما ينادى الله جل وعلا المتصف بالصفات وقد نص شيخ الاسلام ابن تيمية برده على البكري وغيره من اهل العلم على ان مناداة الصفة محرم بالاجماع. فاذا كانت الصفة هي الكلمة كلمة الله جل وعلا كان كفرا. بالاجماع لان من نادى الكلمة يعني بها عيسى عليه السلام. فيكون تحليها لغير الله جل وعلا. ورضا الله جل وعلا صفة من صفاته فلا يجوز نداء الصفة والمؤاخذة الثانية في تلك الكلمة انه جعل رضا الوالدين مقرونا برضى الله جل وعلا بالواو الانسب هنا ان يكون العطف يقول مثلا اسأل الله رضاه ثم رضا الوالدين وان كان استعمال الواو في مثل هذا السياق لا بأس به لان الله جل وعلا قال ان اشكر لي ولوالديك الي المصير. وقال جل وعلا وقضى ربك الا تعبدوا الا اياه وبالوالدين لدين احسانا. ولان الواو هنا تقتضي تشريكا في اصل الرضا هذا الرضا يمكن ان يكون من الوالدين ايضا سيكون التشريك في اصل المعنى لا في المرتبة نعم وهذا يقول هل يجوز الذهاب للعلاج عند من يزعم انه يعالج بمساعدة جن مسلمين؟ وهل هذه المساعدة من الجن للقارئ من الاستعانة جائزة او محرمة الاستعانة بالجن سواء ما كانوا مسلمين او غير مسلمين وسيلة من وسائل الشرك والاستعانة معناها طلب الاعانة ولهذا من المتقرر عند اهل العلم انهم لا يطلبون الاعانة من مسلمي الجن فلم يطلب منهم الاعانة الصحابة رضوان الله عليهم وهم اولى ان تخدمهم الجن وان تعينهم واصل الاستعانة بالجن من اسباب اغراء الانس بالتوسل الى الجن وبرفعة مقامه وبالاستمتاع به وقد قال جل وعلا ويوم نحشرهم جميعا يا معشر الانس يا معشر الجن قد استكثرتم من الانس. ويوم يحشرهم جميعا يا معشر الجن قد استكثرتم من الانس وقال اولياؤهم من الانس ربنا استمتع بعضنا ببعض. وبلغنا اجلنا الذي اجلت لنا. فحصل الاستمتاع كما قال المفسرون من الجن بالانس لان الانس يتقرب اليه ويخضع له ويذل ويكون في حاجته ويحصل الاستمتاع من الانس بالجن لان الجني يخدمه. قد يكون مع ذلك الاستمتاع ذبح من الانس بالجن وتقرب بانواع العبادات او والعياذ بالله بالكفر لله جل وعلا باهانة المصحف او رهانه او نحو ذلك ولهذا نقول ان تلك الاستعانة بجميع انواعها لا تجوز. منها ما هو شرك وهي الاستعانة بشياطين الجن. ومنها يعني الكفار ومنها ما هو وسيلة الى الشرك وهو الاستعانة بمسلم الجن ولما كثر عنده الناس صار يعالج علاجا نافعا. وبعد ذلك تسحرت له فئات من الجن اكثر ضعف تأثيره. فلما ضعف تأثيره وعرف ان ما عنده من الحالات التي تأتيه للقراءة او بعض اهل العلم في شيخ الاسلام ابن تيمية قال ان الجن قد تخدم الانسية وهذا المقام فيه نظر وتفصيل. ذلك انه ذكر في اخر كتاب النبوات ان اولياء الله لا يستخدمون الجن الا بما فعله معهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بان امرهم ونهاهم اما طلب خدمتهم وطلب اعانتهم فانه ليس من سجايا اولياء الله وليس من من افعال اولياء لا قال مع انه قد تنفع الجني قد تنفع الجن الانس وقد تقدم له بعض الخدمة ونحو ذلك. وهذا صحيح. فحصل ان المقام فيه تفصيل. فاذا كان الاستخدام بطلب الخدمة فهذا وسيلة الى الشرك اذا توجه الى جني مسلم ولا يجوز ان يؤتى لاحد يقرأ يعرف منه انه يستخدم الجن المسلمين. واذا كانت الجن تخدم بعض الناس بدون طلبه فان هذا قد يحصل. لكن لم يكن من خلق اولياء الله ولم يكن مما سخره الله جل وعلا بخاصة عباده. فلابد ان يكون عند هذا نوع خلل حتى كانت الجن تكثر من خدمته واخباره امور ونحو ذلك. فاذا كان ذلك بطلب منه فهذا لا يجوز وهو نوع من انواع المحرمات لانه نوع استمتاع اذا كان بغير طلب منه فينبغي له ان يستعيذ بالله من الشياطين ويستعيذ بالله من شر مردة الجن لانه قد بعد ذلك فيه يعني فيما فعل في قبوله ذلك الخبر واعتماده عليه وانسه به بما تعلمه الجن منه يكون فيه فتح لابواب على قلبه بان يتوسل بالجن او ان يستخدمه. اذا تبين ذلك فان خبر الجن عند اهل العلم ضعيف. لا يجوز الاحتجاج به عند اهل الحديث وذكر ذلك ايضا الفقهاء وهذا صحيح لان البناء على الخبر وتصديق الخبر هو فرع عن تعديل المخبر والجني غائب وعدالته غير معروفة وغير معلومة عند السامع فاذا بنى الخبر عمن جاء به له من الجن وهو لم يرهم ولم يتحقق عدالتهم الا بما سمع وهي لا تكفي فانه يكون قد قبل خبر فاسق. ولهذا قال الله جل وعلا يا ايها الذين امنوا ان جاءكم فاسق فتبينوا ان تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين. والذين يقبلون اخبار الجن واعلام الجن لهم ببعض الحوادث حصل منهم مفاسد متنوعة كثيرة حيث انهم جزموا بصحة ما اخبرتهم به الجن ربما حصل منهم قيل وقال يعني من الناس في ذلك الذين اخبروا بذلك ويحصل بعد ذلك من مفاسد وقد تفرقت بعض البيوت من جراء خبر قارئ جاهل بان هذا الذي فعل كذا هو فلان باعتبار الخبر الذي جاء ويكون الخبر الذي جاءه من الجن خبر كذب ويكون هو اعتمد على نبأ هذا الذي لا يعلم وبنى عليه واخبر به وصار من جرائه فرقة واختلاف تفرق وشتات في البيوت ونعلم انه قد ثبت في الحديث الصحيح الذي رواه مسلم رحمه الله ان ابليس ينصب عرشه على ماء ويبعث سراياه. فيكون احب جنوده اليه من يقول له فرقت بين المرأة وزوجها. وهذا في جملة التفريق والتفريق بين المرأة وزوجها لانه هو الغالب. واحد ما يكون الى عدو الله ان يفرق بين المؤمنين. ولهذا جاء في الحديث الصحيح الذي رواه ايضا مسلم وغيره ان النبي صلى الله الله عليه وسلم قال ان الشيطان ايس ان يعبده المصلون في جزيرة العرب ولكن في التحريش بينهم. فهذه المسألة يجب عليكم كطلبة علم ان تسعوا في انكارها. وان تبذلوا الجهد في اقامة الحجة على من يستخدم الجن ويتذرع بان بعض العلماء اباح ذلك. وهذا وسيلة من وسائل الشرك بالله جل وعلا. واقرأوا اول كتاب تاريخ نجد لابن بشر حيث قال ان سبب دخول الشرك الى قرى نجد انه كان بعض البادية اذا اتى وقت الحصاد او اتى وقت خروف النخيل فانه يقطنون بجانب تلك القرى ومعهم بعض الادوية. ومعهم بعض الاعشاب. فاذا كانوا كذلك ربما سألهم بعض جهلة القرى حتى حببوا اليهم بعض الافعال من جراء سؤالهم. حببوا اليهم بعض الشركيات او بعض البدع ثم شيئا فشيئا حتى فشى ذلك. عليه يكون من اسباب انتشار الشرك. في هذه يعني في نجد وما حولها بحسب ما ذكر ابن غنام من جهة المتطببين الجهلة او من جهة القراء المشعوذين او والقراء الجهلة وقد حصل ايضا في هذا ولو اطلنا بعض الشيء ان بعض من يستخدم الجن كثر عنده الناس للعلاج انه لم يستطع معها شيئا صار تعلقه بالجن اكثر. ولا زال ينحدر في ما في قلبه من قوة اليقين وعدم الاعتماد بقلبه على الجن حتى اعتمد عليهم شيئا فشيئا ثم حرفوه والعياذ بالله عن السنة وعن ما في عن ما يجب ان يكون في القلب من توحيد الله واعظامه وعدم استخدام الجن في الاغراض الشركية. فجعلوا يستخدم الجن في اغراض شركية واغراظ لا تجوز بالاتفاق. اذا فهذا مما يجب وصفه ووسائل الشرك يجب علينا ان ننكرها. وسائل الغواية يجب علينا ان ننكرها ووجود من يستخدم الجن. ويعلن ذلك ويطلب وهم في الاخبار هذا مبني على جهل في الحقيقة بالشرع وعلى جهل بوسائل الشرك وما يصلح المجتمعات وما والله المستعان بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله والصلاة والسلام على رسول لا وعلى اله وصحبه ومن اهتدى بهداه. باب قول الله تعالى يشركون ما لا يخلق شيئا وهم يخلقون. ولا يستطيعون لهم نصا وقوله والذين تدعون من دونه ما يملكون من قسمير ذكرنا لكم بالامس ان هذا الباب مع الباب الذي يليه مناسبته لكتاب التوحيد ان هذين البابين هما برهان التوحيد. برهان لاستحقاق الله جل وعلا العبادة وحده وعلى بطلان عبادة ما قواه وهذا البرهان هو تقرير ان الله جل وعلا واحد في ربوبيته دليل ذلك الفطرة ودليل ذلك العقل ودليل ذلك ايضا النص من الكتاب والسنة. فلا احد ان الله جل وعلا هو ما لك الملك وهو الذي بيده تصريف العظم كيف يشاء الا شرذمة قليلة من الناس كما قال الشهر الثاني وغيره لا يصح ان تنسب لهم مقالة. فالناس مفطورون على الاقرار بالرب وعلى الاقرار بانهم مخلوقون واذا كان كذلك فان الحجة عليهم في وجوب توحيد الالوهية ان الله جعل في فطرهم الاقرار بان الله واحد في ربوبيته. ولهذا المشركون لا ينكرون ان الله جل جلاله واحد في خلقه واحد في رزقه يعني انه هو الخلاق وحده وانه هو الرزاق وحده وانه جل وعلا فهو الذي يحيي ويميت وهو الذي يدير ولا يجار عليه وهو الذي بيده ملكوت السماوات والارض وهو الذي ينبت النبات وهو الذي ينزل والماء الى اخر افراد تدبيره جل وعلا للامر وافراد توحيد الربوبية. فالبرهان على ان الله هو المستحق للعبادة وحده انه جل وعلا هو مالك الملك وحده وهو الذي يدبر هذا الملكوت وحده وهو الذي خلق العباد والعباد صائرون اليه. اما الالهة التي توجه اليها العباد بالعبادة من الانبياء والاولياء او الملائكة فانما هم مخلوقون مربوبون لا يخلقون شيئا وهم يخلقون وايضا لا يستطيعون نصرا لمن فعله وانما ذلك لله جل وعلا. فاذا كان اولئك ليس لهم من الامر شيء وليس لهم من بشيء وليس لهم من الخلق شيء وليس لهم من تدبير الامر شيء وانما تدبير امر السماوات وتدبير امر الارض بيد الله دون ما سواه فان الذي يستحق العبادة وحده هو الذي يفعل تلك الافعال وهو الذي بتلك الصفات هو الذي وحده العباد في ربوبيته فاذا كان كذلك فيجب ان يكون اذا واحدا في افعالهم بان لا توجهوا بالعبادة الا اليه وحده. وهذا كثير في القرآن جدا. فانك تجد في القرآن ان اعظم الادلة والبراهين على المشركين في ابطال عبادتهم لغير الله وفي احقاق عبادة الله وحده دون ما سواه انهم يقرون بتوحيد الربوبية. فالاقرار بتوحيد الربوبية برهان توحيد الالهية فالله جل وعلا احتج في القرآن على المشركين بما اقروا به من توحيد الربوبية على ما انكروه من توحيد الالهية. ولهذا قال جل وعلا قل من يرزقكم من السماء والارض. امن يملك السمع والابصار. ومن يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من اي ومن يدبر الامر فسيقولون الله فسيقولون الله قل افلا تتقون. يعني اتقرون بذلك فلا تتقون الشرك لان ذكرت لكم ان الفائدة اتت بعد الهمزة فهي تعطف ما بعدها على جملة محذوفة دل عليها السواك. الثياب الا تتقون؟ يعني اتقرون بان الله واحد في ربوبيته؟ فلا تتقون الشرك به. فذلكم الله ربكم الحق باعترافكم وبايقانكم فماذا بعد الحق الا الضلال وهذا نوع احتجاج بما اقروا به وهو توحيد الربوبية على ما انكروه وهو توحيد الالهية. كذلك الايات العظيمة في سورة النمل قال جل وعلا قل الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى. االله خير عما يشركون. امن خلق السماوات والارض وانزل لكم من السماء ماء فانبتنا به حدائق ذات بهجة ما كان لكم ان تنبتوا شجرها االه مع الله بل هم قوم يعدلون. االه مع الله هنا انكار عليهم انكر لماذا؟ لان ما سبق يقرون امن خلق السماوات والارض يقرون بان الذي خلقها هو الله. فاذا كيف يتخذون الها مع الله؟ كان هذا انكار من الذي انزل لهم من السماء ماء؟ فانبت لهم به حدائق ذات بهجة هو الله. فاذا كيف يتخذون معه ولهذا قال جل وعلا االه مع الله هذا انكار عليهم بل هم قوم يعدلون يعني يعدلون بالله غيره او يعدلون غير الله جل وعلا به يعني يساوون هذا بهذا او يعدلون يصرفون عن الحق وينصرفون عنه الى غيره. فكيف يعدلون عن الحق الى غيره؟ او كيف يعدلون بالله غيره من الالهة وهكذا الاية التي بعدها امن جعل الارض قرارا وجعل خلالها انهارا وجعل لها رواسي وجعل بين البحرين حاجزا جواب المشركين على هذا السؤال امن جوابهم هو الله. قال جل وعلا االه مع الله بل اكثرهم لا يعلمون. ثم قال جل وعلا امن يجيب المضطر اذا دعاه. رجع من الايات التي في الافاق وفيما حولهم الى الشيء الذي يعلمونه علم امن يجيب المضطر اذا دعاه ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء الارض االه مع الله قليلا ما تذكرون ثم قال جل وعلا امن يهديكم في ظلمات البر والبحر ومن يرسل الرياح بشرا بين يدي رحمته االه مع الله تعالى الله عما يشركون. امن يبدأ الخلق ثم يعيده ومن يرزقكم من السماء والارض. االه الله قل هاتوا برهانكم ان كنتم صادقين. وفي الحقيقة انه لا برهان لهم. ولهذا قال في اية المؤمنون ومن لا برهان له به فكل اله لا برهان له لا برهان له يعني لا حجة قائمة على انه اله وانما اتخذه البشر بالطغيان وبالظلم. ومن يدعو مع الله الها لا برهان له به فانما حسابه عند ربه انه لا يفلح الكافرون. فهذا الباب قائم على هذه الحجة لهذا من اعظم الحجة على المشركين وعلى الذين توجهوا الى الاموات توجهوا الى المقبورين بطلب تفريج الكربات طلب اغاثة اللهفات وطلب انجاح الحاجات وسؤال ما يحتاجه الناس اعظم الحجة عليهم ان احتج عليهم بتوحيد الربوبية. وهؤلاء المشركون في هذه الازمنة زادوا كما قال الشيخ رحمه الله في القواعد الاربع زادوا على الجاهلية بانه معتقد ان لتلك الالهة لتلك الاموات ان لهم تصرفا في الكون ايضا. فنسبوا اليهم شيئا من توحيد الربوبية. نسبوا اليهم شيئا من الربوبية ولم يجعلوا توحيد الربوبية ايضا خالصة. وهذا البرهان برهان عظيم ينبغي لك ان تتوسع في دلائله وان تعلم الحجة في القرآن منه لان القرآن كثيرا ما يحتج بهذا البرهان وهو توحيد الربوبية على ما ينكره المشركون وهو توحيد الالهية. من ذلك ما ساقه الشيخ رحمه الله في هذا الباب قال باب قول الله تعالى ايشركون ما لا يخلق شيئا وهم يخلقون هذا انكار وتوبيخ لهم كيف يشركون الذي لا يخلق شيئا وهم يخلقون ومن الذي خلقهم؟ هو الله جل وعلا هو الذي خلق من عبد وهو الذي خلق العابد ايضا. فالذي يستحق العبادة وحده دون ما سواه انما هو الله ذو الجلال والاكرام. قال ولا يستطيعون لهم نصرا. لان النصر في الحقيقة انما هو من عند الله جل وعلا. لو اراد الله ان يمنع نصر الناصر لمنعه. قال وقوله والذين تدعون من دونه ما يملكون من تطمير ان تدعوهم لا يسمعوا دعاءكم الايات قال ما يملكون من تطمير وهذا موطن الشاهد قوله ما يملكون من قطمير حتى هذا القطمير وهو غلاف النواة او الحبل الواصل من اعلى النواة الى ظاهر الثمرة هذا لا يملكونه. فغيره مما هو اعلى منه من باب اولى. واولى فحث هذا الشيء الحقير لا يملكونه مما لا يحتاجه الناس ولا يطلبونه. فكيف اذا يطلبون منهم اشياء لا يملكونها قال جل وعلا هنا والذين تدعون من دونه الذين هذا اسم موصول يعم كل ما دعي من دون الله ملائكة او الانبيا والرسل او الصالحين من الاموات او الطالحين او الجن او الاصنام والاشجار والاحجار كل من دعي وما دعي فانه لا يملك ولو تثمير لا يملك هذا فاذا لم يسأل فالواجب ان يتوجه بالسؤال لمن يملك ذلك ذكر الشيخ رحمه الله بعد ذلك عدة احاديث في هذا الباب وهذه الاحاديث مدارها على بيان قول الله جل وعلا ليس لك من الامر شيء ووجه الاستدلال من هذه الاحاديث وايراد هذه الاية ان هذا النفي توجه الى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عليه الصلاة والسلام سيد ولد ادم. ليس لك يا محمد من الامر شيء. و اللام في قوله لك لام الاستحقاق او لام الملك. يعني لا تستحق شيئا او لا تملك شيئا يعني لا تستحقه بذاتك وانما بما امر الله جل وعلا وبما اذن به. فتعظيم النبي صلى الله عليه وسلم ومحبة فالنبي عليه الصلاة والسلام هي فرع عن محبة الله وعن تعظيم الله جل وعلا. فما هو ابعد او اعظم مما اذن الله به فليس له ذلك. او كذلك الملك ملك الاشياء او ملك شيء من الامر فانه ليس فله عليه الصلاة والسلام ذلك. قال الله جل وعلا ليس لك من الامر شيء. ولو كان له عليه الصلاة والسلام من الامر شيء لنفر نفسه واصحابه يوم احد ولكن في يوم احد حصل ما حصل فانزل الله جل وعلا قوله ليس لك من الامر شيء او يتوب عليهم او يعذبهم فانهم ظالمون كذلك الحديث الاخر لما لعن النبي صلى الله عليه وسلم في قنوت الفجر فلانا وفلانا من الناس الذين اذوا المؤمنين نزل قول الله جل وعلا ليس لك من الامر شيء يعني لست تملك شيئا من الامر. وهكذا الحديث الذي بعده هذه الاحاديث دالة على ان النبي صلى الله عليه وسلم نفي عنه ان يملك شيئا من ملكوت الله. واذا كان كذلك فانه عليه الصلاة والسلام يوم فانه عليه الصلاة والسلام قد بلغ ذلك وبينه ومن هو دونه عليه الصلاة والسلام من باب اولى. فالملائكة اولى ان ينفع عنهم ذلك. والانبياء اولى ان ينفى عنهم ذلك وكذلك الصالحون من اتباع الرسل واتباع محمد صلى الله عليه وسلم كذلك اولى ان ينفى عنهم ذلك فاذا كان كذلك بطلة كل التوجهات الى غير الله جل وعلا ووجب ان يتوجه بالعبادة وبانواع عبادة من الدعاء والاستغاثة والاستعاذة والذبح والنذر وانواع التوجهات الى الحق جل وعلا وحده دون ما سواه الحديث الاخير لما نزلت وانذر عشيرتك الاقربين. قال النبي صلى الله عليه وسلم يا معشر قريش اشتروا انفسكم لا اغني عنكم من الله يا عباس بن عبد المطلب لا اغني عنك من الله شيئا. يا صفية عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم لا عنك من الله شيئا يا فاطمة بنت محمد سليني من مالي ما شئت لا اغني عنك من الله شيئا وهذا ظاهر في ان النبي عليه الصلاة والسلام لا يستطيع ان يفعل شيئا بما ينفع به الاقربين الا ما جعل الله له من الرسالة وبلاغ واداء الامانة. واما انه يغني عنهم من الله شيئا يغني عنهم العذاب عنهم المكان يغني عنهم العقوبة فالله جل وعلا لم يجعل لاحد من خلقه من ملكوته شيء وان