المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد بن ابراهيم بن عبداللطيف ال الشيخ. شروحات كتب الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله شرح كتاب التوحيد الدرس السادس عشر رحمه الله تعالى باب قول الله تعالى حتى اذا فزع عن قلوبهم قالوا ماذا قال ربكم؟ قالوا الحق هو العلي الكبير وفي الصحيح عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا قظى الله الامر في السماء طردت الملائكة باجنحتها خظعانا لقوله كانه سلسلة على على صفوان ينفذهم ذلك. حتى اذا فزع عن قلوبهم قالوا ماذا قال ربكم؟ قالوا الحق وهو العلي الكبير. فيسمع الكلمة وسوف يسمع الكلمة مفترق السمع ومفترق السمع هكذا بعضه فوق بعض وصفه سفيان بكفه فحرفها وبدد بين اصابعه. فيسمع الكلمة فيلقيها الى من تحته ثم يلقيها الاخر الى من تحته حتى يلقيها على لسان الساحر او الكاهن. فربما ادركه الشهاب قبل ان يلقيها. وربما القاها قبل ان يدركه فيكذب معها مئة كذبة فيقال اليس قال لنا كذا واليوم كذا وكذا كذا وكذا فيصدق بتلك الكلمة التي سمعت من السماء وعن النواس بن سمعان رضي وعن النواس بن سمعان رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا اراد الله تعالى ان يوحي بالامر تكلم بالوحي اخذت السماوات منه رجفة او قال رعدة شديدة خوفا من الله عز وجل. فاذا سمع ذلك اهل السماوات صعقوا وخروا لله سجدا. فيكون اول من يرفع رأسه جبريل عليه السلام فيكلمه الله من وحيه بما اراد ثم يمر جبريل بالملائكة كلما مر بسماء سأله ملائكتها ماذا قال ربنا يا جبريل فيقول جبريل قال الحق وهو العلي الكبير فيقولون كلهم مثل ما قال جبريل فيقولون كلهم مثل ما قال جبريل فينتهي جبريل فينتهي جبريل بالوحي من حيث امر الى حيث امره الله عز وجل هذا الباب كما ذكرنا بالامس مناسبته لكتاب التوحيد ان فيه برهانا على ان المستحق للعبادة هو الله جل جلاله ذلك انه هو المتصف بصفات الكمال والجلال وهذا الباب فيه ذكر لصفة او لصفات الجلال لله جل وعلا. والله سبحانه كل من في السماوات ومن في الارض خاشف منه وجل منه في الحقيقة. اذ هو الجليل سبحانه ولهذا كان اعرف والى ولذلك كان ان اعرف به في السماء الملائكة فان الملائكة يخافون ربهم من فوقهم ويفعلون ما يؤمرون. وقال جل وعلا في وصفهم ايضا وهم من خشيته مشفقون فصفات الجلال لله جل وعلا صفات الكمال له سبحانه وصفات الجمال له سبحانه هذه كلها دلائل على انه هو يستحق للعبادة وحده دون ما سواه. فمن المتصف بالعظمة على كمالها؟ من الذي يهاب منه يخاف على الحقيقة من الذي يكون كل ما في السماوات وما في الارض على وفق امره هو الله جل وعلا اذا هو جل وعلا ذو الاسماء الحسنى وذو الصفات العلى. ولهذا قال جل وعلا في اية سبق حتى اذا فزع عن قلوبهم قالوا ماذا قال ربكم؟ قالوا الحق وهو العلي الكبير. فزع يعني ازيل الفزع عن قلوب الملائكة. فالملائكة مع انهم مقربون الا انهم شديد المعرفة بالله جل وعلا شديد به عظيم علمهم بالرب جل وعلا. ومما يعلمونه عن الله جل وعلا انه هو الجبار وانه هو الجليل سبحانه وانه ذو الملكوت. فلهذا يشتد فزعهم منه سبحانه لانه لا غنى بهم عنه جل وعلا طرفة عين والصفات التي فيها هذا البرهان هي صفات الجلال لله جل وعلا وصفات الجلال هي الصفات التي تورث الخوف في القلب لان الصفات تنقسم الى اقسام متنوعة باعتبارات ومن تقسيمات الصفات انها تنقسم الى صفات جلال وصفات جمال. فالصفات التي تحدث في القول في القلب الخوف والهلع والرهبة من الرب جل وعلا هذه تسمى صفات الجلال والذي تصف بصفات الجلال على الحقيقة هو الله جل وعلا لانه هو الكامل في صفاته سبحانه. فاذا كان كذلك كان تعمل في صفاته هو المستحق للعبادة. واما البشر اما المخلوقون فانهم ناقصون في صفاتهم يعلمون ان حياتهم ليست حياة كاملة وانما هي حياة اذا عرض لها ان يعارض صار المخلوق ميتة واذا عرض له اي عام صار مريضا. اذا عرض له اي عارض صار ضعيفا لا يستطيع ان يعمل شيء. فهم ضعاف فقراء محتاجون ليست لهم صفات الكمال وهذا دليل نقصهم ودليل عجزهم ودليل انهم قرون مربوبون فيجب ان يتوجه العباد الى من له صفات الكمال ونعول الجلال والجمال وهو الله جل وعلا وحده سبحانه وتعالى نعم هذا المراد من هذا الباب وهذا