المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد بن ابراهيم بن عبداللطيف ال الشيخ. شروحات كتب الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله شرح كتاب التوحيد قديش الثامن عشر نبنى بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف المرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه قال المفرد رحمه الله تعالى باب قول الله تعالى انك لا تهدي من احببت ولكن الله لمن يشاء وفي الصحيح عن ابن المسيب عن ابيه قال لما حضرت ابا طالب الوفاة جاءه رسول الله صلى الله عليه وسلم وعنده عبدالله ابن ابي امية وابو ذر فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم يا عهد قل لا اله الا الله كلمة احاج لك بها عند الله. فقال له اترغب عن سنة عبد المطلب؟ فاعاد عليه النبي صلى الله عليه وسلم فاعاده فكان اخر ما قال هو على ملة عبد المطلب وابى ان يقول لا اله الا الله. فقال النبي النبي صلى الله عليه وسلم لاستغفرن لك ما لم ينهى عنه. فانزل الله عز وجل ما كان للنبي والذين امنوا ان يتقوا وفي روح المسرفين ولو كان ولو كانوا اولي قربى. وانزل وانزل الله تبارك وتعالى في ابي طالب انك لا تهدي من احببت لكن الله يهدي من يشاء بقي في الباب قبله باب الشفاعة الاصفر الاخيرة من كلام شيخ الاسلام ابن تيمية فوقفنا عند قوله وحقيقته يعني حقيقة الشفاعة ان الله سبحانه هو الذي يتفضل على اهل الاخلاص فيغفر لهم بواسطة دعاء من اذن له ان يشفع ليكرمه وينال المقام المحمود هذا في حقيقة الشفاعة فاننا ذكرنا لكم ان الشفاعة نفي ان يملكها احد الا الله جل وعلا. قل لله الشفاعة جميعا لام هذه لام الملك يعني الذي يملك الشفاعة هو الله جل وعلا. وقال ليس لهم من دونه ولي ولا شفيع. فان الشفاعة انما هي لله تبارك وتعالى. وجاء في الادلة ان الشفاعة منفية عن المشركين. وان الشفاعة النافعة انما هي لاهل الاخلاص بشرطين الاذن والرضا اذا تقرب ذلك فما حقيقة الشفاعة؟ يعني ما حقيقة حصولها؟ وكيف تحصل؟ الجواب في كلام شيخ الاسلام ابن تيمية في قوله حقيقته ان الله سبحانه هو الذي يتفضل على اهل الاخلاص. يعني ان الذي شفع لهم انما ذلك بتفضل الله جل وعلا عليهم. وهم اهل الاخلاص. حيث جاء في ابي هريرة قال عليه الصلاة والسلام اسعد الناس بشفاعتي من قال لا اله الا الله خالصا من قلبه او قال خالصا من قلبه ونفسه فاهل الاخلاص هم الذين يكرمهم الله بالشفاعة. فالمتفضل بالشفاعة هو الله جل وعلا. فاذا ثبت ذلك انقطع القلب من التعلق بغير الله لاجل الشفاعة. فان الذين توجهوا الى المعبودات المختلفة الى اولياء الى الصالحين الى الملائكة الى غير ذلك. توجهوا اليهم رجاء الشفاعة كما قال جل وعلا عنهم يقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله فاذا بطل ان تكون لهم الشفاعة وان المتفضل بالشفاعة هو الله جل وعلا فان الله جل جلاله انما يتفضل على اهل الاخلاص فيغفر لهم بواسطة من دعا بواسطة دعاء الذي اذن له ان يشفع وها هنا سؤال لم لم يتفضل الله عليهم ان غفر لهم بدون واسطة الشفاعة والجواب عن ذلك ما ذكره شيخ الاسلام ابن تيمية هنا بقوله ليكرمه فهو اظهار فظل الشافع اظهار اكرام الله جل وعلا للشافعي في ذلك المقام. اذ كما هو معلوم ان الشافع الذي قبلت شفاعته ليس في المقام مثل المشفوع له. فالله جل وعلا يظهر اكرامه لمن اذن له ان يشبع ويظهر رحمته بالشافع لان الشافع له قرابة يريد ان يشفع لهم له احباب يريد ان يشفع لهم. لذلك الشفاعة يوم القيامة لاهل الكبائر ليست خاصة بالنبي صلى الله عليه وسلم. بل يشفع الانبياء وتشفع الملائكة ويشفع ايضا الصالحون. فهذه شفاعات مختلفة في اهل الكبائر اكرام الله جل وعلا للشافع رحمة بالشافع وايضا رحمة بالمشفوع له واظهار فظل الله جل وعلا على الشافعي والمشفوع له. هذه هي حقيقة الشفاعة ان الله جل وعلا يتفضل فيقبل الشفاعة باذنه يتفضل على الشافعي ويكرمه بان يشفع يتفضل ويرحم المشفوع له يقبل فيه الشفاعة فاذا هي كلها دالة لمن كان له قلب على عظم الله جل وعلا وتفرده بالملك وتفرته بتدبير الامر وانه الذي يجيروا ولا يجار عليه سبحانه وتعالى هو الذي له الشفاعة كلها هو الذي له ملك الامر كله ليس لاحد منه شيء وانما يظهر فضله ويظهر احسانه ويظهر رحمته ويظهر كرمه لتتعلق القلوب به بطلة اذا ان يكون ثمة تعلق للقلب بغير الله جل وعلا لاجل الشفاعة. فالذين تعلقوا بالاولياء او تعلقوا وبالصالحين او بالانبياء او بالملائكة لاجل الشفاعة هذه هي حقيقة الشفاعة من انها فظل من الله لو علا واكرام فاذا كانت كذلك وجب ان تتعلق القلوب به سبحانه وتعالى في رجاء الشفاعة اذ هو المتفضل بها على الحقيقة والعباد مكرمون بها لا يتبعون بالقول ولا يسبقون بالقول وانما يجدون ويخافون ويثنون على الله ويحمدون حتى يؤذن لهم بالشفاعة ثم قال شيخ الاسلام فالشفاعة التي نفاها القرآن ما كان فيها شرك. التي نفاها القرآن في مثل قوله جل وعلا ليس لهم من دونه ولي ولا شفيع. هذه شفاعة منفية هي الشفاعة التي فيها شرك. كذلك الشفاعة للمشركين كاينة منفية لانهم لم يرضى عنه. فالشفاعة التي فيها شرك من جهة الطلب او من جهة من سئل له بان كان كذلك مشركا فانها منفية عن اهلها لا تنفعه. فاذا يثبت بذلك ان الذي هو حقيق بالشفاعة والذي انعم الله عليه بالاخلاص ووفقه لتعظيمه تعليق القلب به وحده دون ما سواه. فاذا كل ومشرك الشفاعة عنه منفيا. كل مشرك الشرك الاكبر فالشفاعة عنه منفية. لان الشفاعة فضل من الله لاهل الاخلاص اما الشفاعة المثبتة فهي التي اثبتت يعني جاء اثباتها بشرط الاذن والرضا. قال شيخ الاسلام بعد ذلك ولهذا اثبت الشفاعة باذنه في مواضع وهذه هي الشفاعة المثبتة اثبتها باذنه في مواضع يعني بشرط الاذن والاذن اذن كوني واذن شرعي فالمأذون له لا يمكن ان تحصل منه الشفاعة الا ان يأذن الله له كونا بان يشفع. فاذا منعه الله كونا ان ليدفع ما حفظت منه الشفاعة ولا تحرك بها لسانه. كذلك الاذن الشرعي في الشفاعة بان تكون الشفاعة ليس فيها شرك وان يكون المشفوع له ليس من اهل الشرك ويخفف من ذلك ابو طالب حيث يشفع له النبي عليه الصلاة والسلام في تخفيف العذاب عنه فهي شفاعة ليست في الانتفاع بالاخراج من النار انما هي في تخفيف العذاب وهو وهي خاصة هذه بالنبي عليه الصلاة والسلام بما اوحى الله جل وعلا اليه واذن له بذلك قال رحمه الله في اخر كلامه وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم انها لا تكون الا لاهل التوحيد والاخلاص وهذه هي الشفاعة المثبتة فتبين بهذا الباب ان الشفاعة التي تعلقت بها قلوب الخرافيون والمتعلقون بغير الله ان ذلك باطل وان قولهم اولئك شفعاؤنا عند الله هذا قول باطل اذ الشفاعة التي تنفع انما هي لاهل الاخلاص. وما دام انهم طلبوا الشفاعة فمن غير الله فقد سألوا غير الله جل وعلا الشفاعة وهذا مؤذن بحرمانهم من الشفاعة فانما هي لاهل الاخلاص وخلاصة الباب ان تعلق اولئك بالشفاعة انما هو عليهم ليس لهم لانهم لما تعلقوا بالشفاعة حرموها لانهم تعلقوا بشيء لم يأذن الله جل وعلا به شرعا بان استخدموا الشفاعات الشركية وتوجهوا الى غير الله وتعلقت قلوبهم بغير الله الباب الذي بعده باب قول الله تعالى انك لا تهدي من احببت ولكن الله يهدي من يشاء مناسبة هذا البعض لكتاب التوحيد ان الهداية من اعز المطالب واعظم الذي اعظم ما تعلق به الذين تعلقوا بغير الله ان يكون لهم النفع في الاستشفاء وفي التوجه في الدنيا والاخرى والنبي عليه الصلاة والسلام وهو سيد ولد ادم وهو افظل الخلق عند ربه جل وعلا نفي عنه ان يملك الهداية وهي نوع من انواع المنافع فدل على انه عليه الصلاة والسلام ليس له من الامر شيء كما جاء فيما سبق في باب قول الله تعالى يشركون ما لا يخلق شيئا وهم يخلقون في سبب نزول قول الله تعالى ليس لك من الامر شيء فاذا كان النبي عليه الصلاة والسلام ليس له من الامر شيء ولا يستطيع ان ينفع قرابته يا فاطمة بنت محمد سليني من مالي ما شئت لا اغني عنك من الله شيئا. اذا كان هذا في المصطفى صلى الله عليه وسلم وانه لا يغني من الله جل وعلا عن احبابه شيئا وعن اقاربه شيئا وانه لا يملك شيئا من الامر وانه ليس بيده هداية التوفيق فانه ان ينتفي ذلك وما دونه عن غير النبي صلى الله عليه وسلم من باب اولى. فبطل اذا كل تعلق بالمشركين من هذه الامة بغير الله جل وعلا. لان كل من تعلقوا به هو دون النبي عليه الصلاة والسلام بالاجماع. فاذا فهذه اذا كان اذا كانت هذه حال النبي عليه الصلاة والسلام وما نفي عنه فان نفي ذلك عن غيره صلى الله عليه وسلم باب اولى قال هنا باب قول الله تعالى انك لا تهدي من احببت لا هنا نافية وقوله تهدي الهداية المنفية هنا هي هداية التوفيق الالهام الخاص والاعانة الخاصة هي التي يسميها العلماء هداية التوفيق والالهام ومعناها ان الله جل وعلا يجعل بداية التوفيق معناها ان الله جل وعلا يجعل في قلب العبد من الاعانة الخاصة على قبول الهدى ما لا يجعله لغيره فالتوفيق اعانة خاصة لمن اراد الله توفيقه بحيث يقبل الهدى و يسعى فيه جعل هذا في القلوب ليس الى النبي صلى الله عليه وسلم. اذ القلوب بيد الله يقلبها كيف يشاء حتى من احب لا يستطيع عليه الصلاة والسلام ان يجعله مسلما مهتديا فمن انفع قرابته له ابو طالب ومع ذلك لم يستطع ان يهديه هداية توفيق فالمنفي هنا هو هداية التوفيق والنوع الثاني من الهداية المتعلقة بالمكلف هداية الدلالة والارشاد. وهذه ثابتة للنبي صلى الله عليه وسلم بخصوصه ولكل داع الى الله ولكل نبي ورسول. قال جل وعلا انما فانت منذر ولكل قوم هاد. وقال جل وعلا في نبيه عليه الصلاة والسلام وانك لتهدي الى صراط مستقيم. صراط الله لتهدي يعني لتدل وترشد الى صراط مستقيم. بابلغ انواع الدلالة وابلغ انواع الارشاد. الدلالة والارشاد المؤيدان بالمعجزات والبراهين والايات الدالة على صدق ذلك الهادي وصدق ذلك المرشد فاذا الهداية المنتهية اذا هي هداية التوفيق وهذا يعني ان النفع وطلب النفع ففي هذه المطالب المهمة يجب ان يكون من الله جل وعلا وان محمدا عليه الصلاة والسلام مع عظم شأنه عند ربه وعظم مقامه عند ربه وانه سيد ولد ادم وانه افضل الخلق عليه الصلاة والسلام واشرف الانبياء والمرسلين الا انه لا يملك من الامر شيئا عليه الصلاة والسلام. فبطل اذا تعلق القلوب في المطالب المهمة في الهداية وفي المغفرة وفي الرضوان وفي بعد الشرور وفي جلب الخيرات الا بالله جل وعلا فان هو الذي تتعلق القلوب به جل وعلا خظوعا وانابة ورغبا ورهبا واقبالا عليه واعراظا اما سواه سبحانه وتعالى قال بعد ذلك في الصحيح عن ابن المثيب عن ابيه قال لما حضرت ابا طالب الوفاة جاءه رسول الله صلى الله عليه وسلم الى ان قال فقال له يا عمي قل لا اله الا الله كلمة احاج لك بها عند الله فقالا له اترغب عن ملة عبد المطلب فاعاد عليه النبي عليه الصلاة والسلام فاعاد فكان اخر ما قال هو على ملة عبد المطلب وابى ان يقول لا اله الا الله في هذا القدر من الفائدة ان هذه الكلمة كلمة لا اله الا الله ليست كلمة مجردة عن المعنى تنفع من قالها ولو لم يقر بمعناها والعرب كانوا لصلابتهم وعزتهم ورجولتهم ومعرفتهم بما يقولون كانوا اذا تكلموا بكلام يعون ما يتكلمون به يعون كل حرف وكل كلمة خوطبوا به او نطقوا به هم. فلما قيل لهم قولوا لا اله الا الله مع انها كلمة يسيرة لكن ابوا لانهم يعلمون ان هذه الكلمة معناها ابطال الهك من سوى الله جل وعلا. ولهذا قال جل وعلا انهم كانوا اذا قيل لهم لا اله الا الله يستكبرون ويقولون ائنا لتاركوا الهتنا لشاعر مجنون بل جاء بالحق وصدق المرسلين الايات وكذلك قوله في اول سورة صاد ادع قول الله جل وعلا مخبرا عن قولهم اجعل الالهة الها واحدا استنكروا لا اله الا الله وهذا هو الذي حصل مع ابي طالب حيث قال له النبي صلى الله عليه وسلم قل لا اله الا الله كلمة احاج لك بها عند الله فلو كانت مجردة من المعنى عندهم او يمكن ان يقولها دون اعتقاد ما فيها ورضا بما فيها ويقين وانتفاء الريب لقالها ولكن ليس هذا هو المقصود من قول لا اله الا الله بل المقصود هو قولها مع تمام اليقين بها وانتفاء الريب والعلم المحبة الى اخر الشروط فقال له اترغب عن ملة عبد المطلب؟ وهذا فيه والعياذ بالله ضرر جليس السوء على المجالس له فكان اخر ما قال هو على ملة عبد المطلب وابى ان يقول لا اله الا الله. فقال النبي صلى الله عليه وسلم لاستغفرن قال لك ما لم انهى عنك وهذا موطن الساحل من هذا الحديث فمناسبة هذا الحديث لهذا الباب ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لاستغفرن لك. واللام هنا هي التي قطعوا في جواب القسم فثم قسم مقدر تقديره والله لاستغفرن لك. وحصل من النبي صلى الله عليه وسلم ان استغفر لعمه ولكن هل نفع عمه استغفار النبي صلى الله عليه وسلم له لم ينفعه ذلك. وطلب الشفاعة والاستشفاء هو من جنس طلب المغفرة. فالاستغفار طلب المغفرة والشفاعة قد يكون منها طلب المغفرة فردت رد ذلك لان المطلوب له المستشفع له هو مشرك لان المستشفع له المشفوع له مشرك بالله والاستغفار والشفاعة لا تنفع اهل الشرك والنبي صلى الله عليه وسلم لا يملك ان ينفع مشركا بمغفرة ذنوبه او ان ينفع احدا ممن توجه اليه بشرك في ازالة ما به من كربات او جلب الخيرات له. لهذا قال لا استغفرن لك ما لم انهى عنك فانزل الله عز وجل ما كان للنبي والذين امنوا ان يستغفروا للمشركين ولو كانوا اولي قربى من بعد ما تبين لهم انهم اصحاب الجحيم وهذا ظاهر في المقام ان الله جل وعلا نهى النبي صلى الله عليه وسلم ان يستغفر للمشركين كلمة ما كان في الكتاب والسنة تأتي على اعمالين الاستعمال الاول النهي والاستعمال الثاني النفي النهي مثل هذه الاية وهي قوله ما كان للنبي والذين امنوا ان يستغفروا للمشركين على نهي عن الاستغفار لهم وكذلك قوله وما كان المؤمنون لينفروا كافة والنفي كقوله وما كنا مهلكي القرى الا واهلها ظالمون. ونحو ذلك من الايات. فاذا ما كان في القرآن تأتي على هذين المعنيين وهنا المراد بها النهي نهي ان يستغفر احد لمشرك واذا كان كذلك فالميت الذي هو من الاولياء من الانبياء من الرسل فاذا نهي في الحياة الدنيا ان يستغفر فهو ايضا لو فرض انه يقدر على الاستغفار في حال البرزخ فانه لن يستغفر لمشرك ولن يسأل الله بمشرك توجه اليه بالاستشفاء او توجه اليه بالاستغاثة او بالذبح او بالنذر او تألهه او عليك او انزل به حاجاته من دون الله جل وعلا. قال وانزل الله في ابي طالب انك لا