ان يقع لما دعا النبي عليه الصلاة والسلام بذلك الدعاء العظيم بل دعا الا يجعل القبر وثنيه المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد بن ابراهيم بن عبداللطيف ال الشيخ. شروحات كتب الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله شرح كتاب التوحيد الدرس العشرون. نعم بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على اشرف المرسلين. نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين قال المصنف رحمه الله تعالى باب ما جاء من التغليظ في من عبد الله عند قبر رجل صالح فكيف اذا عبده؟ وفي الصحيح عائشة رضي الله عنها ان ام سلمة ذكرت لرسول الله صلى الله عليه وسلم كنيسة رأتها بارض الحبشة وما فيها من فقال اولئك شرار الخلق عند الله. اولئك اذا مات فيهم الرجل الصالح او العبد الصالح بنوا على قبره مسجدا وصوروا وفي تلك الصور اولئك شرار الخلق عند الله. فهؤلاء جمعوا بين فتنتين فتنة القبور وفتنة التماثيل. ولهما عنها قالت لما نزل برسول الله صلى الله عليه وسلم طفق يطرح خميصة له على وجهه. فاذا اغتم بها كشفها قال وهو كذلك لعنة الله على اليهود والنصارى اتخذوا قبور انبيائهم مساجد يحذروا ما صنعوا ولولا ذلك ابرز قبره غير انه خشي ان يتخذ مسجدا ولمسلم عن جندي ولمسلم عن جند بن عبدالله رضي الله عنه قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم قبل ان يموت بخمس وهو يقول اني ابرأ الى الله ان يكون لي منكم خليل. اني ابرأ الى الله ان يكون لي منكم خليل فان الله قد اتخذني خليلا كما اتخذ ابراهيم خليلا ولو كنت متخذا من امتي خليلا لاتخذت ابا بكر خليلا. الا وان من كان قبلكم يتخذون قبور انبيائهم مساجد الا فلا تتخذوا القبور مساجد فاني انهاكم عن ذلك. فقد نهى عنه في اخر حياته ثم انه لعن وهو في السياق من فعله. والصلاة عندها من ذلك وان لم يبنى مسجد. وهو معنى قولها خشي ان يتخذ مسجدا. فان الصحابة لم يكونوا ليبنوا حول قبره مسجدا. وكل موضع قصدت الصلاة فيه فقد اتخذ مسجدا. بل كل موضع يصلى فيه يسمى مسجدا كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم جعلت لي الارض مسجدا وطهورا ولاحمد ولاحمد بسند جيد ابن مسعود رضي الله عنه مرفوعا ان من شرار الناس من تدركهم الساعة وهم احياء والذين يتخذون القبور مساجد رواه وهو ابو حاتم رواه ابو حاتم في صحيحه هذا باب ما جاء من التغليظ فيمن عبد الله عند قبر رجل صالح فكيف اذا عبده هذا الباب مع الابواب بعده في بيان ان النبي صلى الله عليه وسلم كان حريصا على هذه الامة وكان بالمؤمنين فرؤوف كان بالمؤمنين عليه الصلاة والسلام رؤوفا رحيما ومن تمام حرصه على الامة ان حذرهم كل وسيلة من وسائل الشرك التي تصل من الشرك وشد جميع الذرائع الموصلة الى الشرك وغلظ في ذلك وشدد فيه وعدى واعاد حتى انه بين ذلك خشية ان يفوت تأكيده وهو في النزع وهو يعاني سكرات الموت عليه الصلاة والسلام فهذه الابواب في بيان وسائل الشرك الاكبر وان الشرك الاكبر له وسائل وله ذرائع يجب سدها. ويجب منعها رعاية وحماية للتوحيد. ولان النبي عليه الصلاة الصلاة والسلام خلظ في من يفعلون شيئا من تلك الوسائل او الذرائع الموصلة الى الشرك هذا الباب في بيان احد الوسائل الموصلة الى الشرك والذرائع التي يجب منعها. قال رحمه الله باب ما جاء من التغليظ في من عبد الله عند قبر رجل صالح صورة ذلك ان يأتي الى قبر رجل صالح يعلم صلاحه اما ان يكون من الانبياء والمرسلين او ان يكون من صالح هذه الامة او صالح امة غير هذه الامة فيتحرى ذلك المكانة لكي يعبد الله وحده دون ما سواه. هذا الباب في بيان احد الوسائل الموصلة الى الشرك والذرائع التي يجب منعها. قال رحمه الله باب ما جاء من التغليظ في من عبد الله عند قبر رجل صالح صورة ذلك ان يأتي الى قبر رجل صالح يعلم صلاحه اما ان يكون من الانبياء والمرسلين او ان يكون من صالح هذه الامة او صالح امة غير هذه الامة فيتحرى ذلك المكانة لكي يعبد الله وحده دون من سواه. فيأتي الى هذا القبر او يأتي الى هذه البقعة لكي ليعبد الله فيها. هذا الباب في بيان احد الوسائل الموصلة الى الشرك والذرائع التي يجب منعها. قال رحمه الله باب ما جاء من التغليظ في من عبد الله عند قبر رجل صالح صورة ذلك ان يأتي الى قبر رجل صالح يعلم صلاحه اما ان يكون من الانبياء والمرسلين او ان يكون من صالح هذه الامة او صالح امة غير هذه الامة فيتحرى ذلك المكان لكي يعبد الله وحده دون من سواه فيأتي الى هذا القبر او يأتي الى هذه البقعة لكي يعبد الله فيها رجاء بركة هذه البقعة وهذا يروج عند كثيرين في ان ما حول القبور قبور الصالحين او قبور الانبياء مبارك وان العبادة عندها ليست كالعبادة عند غيرها. والنبي عليه الصلاة والسلام غلظ في ذلك مع ان المغلظ عليه لم يعبد الا الله جل وعلا. ولم يعبد صاحب القبر لكنه اتخذ ذلك المكان رجاء بركته ورجاء تنزل الرحمات كما يقولون. ورجاء تنزل النسمات الفضل من الله عليه واختاره لاجل بركته ولكنه لم يعبد الا الله جل وعلا ومع ذلك لعن النبي صلى الله عليه وسلم ذلك الصنف الذين يتخذون قبور انبيائهم وصالحيهم مساجد. وقوله هنا في من عبد الله يعني لم يشرك بالله. عبد الله وحده صلى لله مخلصا او دعا لله مخلصا او تبرع واستغاث واستعاذ لله جل وعلا مخلصا. عند قبر رجل صالح لكنه تحرى القبر لاجل البركة. والرجل الصالح كما سبق ان ذكرنا هو المقتصد الذي اتى بالواجبات وابتعد عن المحرمات واعلى منه درجة السابق بالخيرات والصالحون من الرجال والنساء مقامات هم درجات عند الله. بعض اهل العلم يعبر في تعريف الرجل الصالح بقوله الصالح من عباد الله هو القائم بحقوق الله القائم بحقوق عباده. وهذا صحيح. ولان المقتصد قائم بحقوق الله قائم بحقوق بعباده اتى بالواجبات وانتهى عن المحرمات واعظم منه درجة السابق بالخيرات. اهل السبق بالخير بالخيرات من العباد الصالحين لا يجوز ان تعظم قبورهم وان يغلى فيها بظن ان البقعة التي حول القبر بقعة مباركة فان هذا جاء فيه الوعيد الذي يأتي في هذا الباب وغلظ فيه عليه الصلاة والسلام. قال فكيف اذا عبده؟ يعني هذا التغليط ولعن من اتخذ قبور الانبياء والصالحين مساجد ومن افرج على القبور او من عظم القبور وعظم من فيها. وعبد الله جل وعلا عندها عبد الله جاء فيه اللعن وجاء فيه انه من شرار الخلق عند الله. فكيف اذا توجه ذلك العابد الى صاحب القبر يدعوه ويرجوه او يخافه او يأمل منه او يستغيث به او يصلي له او يذبح له او يستشفع لا شك ان هذا اعظم واعظم في التغليظ من عبادة الله وحده عند قبر رجل صالح. لهذا قال الشيخ رحمه الله من تأمل هذه الاحاديث التي سترد فانه هذا مقتضى كلام الشيخ في التبويب فانه يجد ان التغليظ يكون اشد واشد لو كان في القلوب ايمان ومحبة للنبي صلى الله عليه وسلم يكون اشد واشد اذا عبد صاحب ذلك القبر. فاذا صلي له هل هو بمنزلة من صلى لله عنده ذاك وسيلة وهذا غاية هذا شرك اكبر. فاولئك شرار الخلق عند الله مع انهم فعلوا وسائل الشرك ووسائل المحرمات فكيف بمن فعل الشرك الاكبر بعينه وتوجه الى قبور الصالحين واتخذها اوثانا مع الله جل وعلا. لا شك ان هذا ابلغ وابلغ في التغليظ ذلك لانه من الشرك الاكبر المخرج من ملة الاسلام اذا فعله مسلم قال فكيف اذا عبده عبده يعني عبد القبر او عبد الرجل لان العبادة عبادة القبوريين تارة تتوجه الى القبر وتارة تتوجه الى صاحب القبر بل وتارة تتوجه الى ما حول القبر الابنية المحاطة بالقبور في قبور الاولياء عندهم التي بنيت على القبور وصارت مشاهد تارة تتخذ تلك الستور الحديدية انها الهة. فاذا تمسحوا بها رجو منها البركة واتخذوها وسيلة الى الله جل وعلا. يعكفون عندها فيتخذون تلك المشاهد او كانوا يعبدونها ويرجونها ويخافونها واذا ظم احدهم الى ضم احدهم الى صدره تلك المشاهد او الحديث او الستور ونحو ذلك فكأنه صار مقربا عند الله وقبلت وسيلته تلك. وهذا نوع من انواع اتخاذ المشاهد او ثاني. كذلك اتخاذ القبور اوثانا او اتخاذ الرجل الصالح الذي هو متبرع عنه متبرغ من اولئك ومن عبادتهم له يتخذونهم الهة مع الله اذا توجهوا اليهم بالعبادة وقد علمنا ان عبادة معناها واسع وانه قد تكون بالصلاة له او بدعوته بسؤاله بطلبه كشف المدلهمات او جلب الخيرات او الذبح له او وضع النذور له ونحو ذلك من انواع العبادة وهذا هو الواقع عند اولئك الذين يعبدون الاوثان قبور الصالحين قال في الصحيح عن عائشة ان ام سلمة رضي الله عنهما ذكرت لرسول الله صلى الله عليه وسلم كنيسة رأتها بارض الحبشة وما فيها من الصور فقال عليه الصلاة والسلام اولئك شراء اولئك اذا مات فيهم الرجل الصالح او العبد الصالح بنواه وعلى قبره مسجدا وصوروا فيه تلك الصور. اولئك شرار الخلق عند الله ام سلمة رضي الله عنها لما كانت في الحبشة رأت كنيسة ورأت في تلك الكنيسة صور الصالحين فذكرت ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال اولئك اذا مات فيهم الرجل الصالح قد يكون نبيا من انبيائهم او عبدا من عباد الله الصالحين فيهم ماذا عملوا معه؟ قال بنوا على قبره مسجدا فيجعلون المسجد وهو مكان العبادة في اللغة بما يدخل فيه الكنيسة مكان العبادة يقال له مسجد والمسجد مكان السجود والسجود هو الخضوع والتذلل لله جل وعلا. فالمسجد يطلق على كل كان يعبد فيه كل مكان يتخذ لعبادة الله وحده لعبادة الله جل وعلا كما قال النبي صلى الله عليه وسلم وجعلت لي الارض مسجدا وطهورا. فما كان للعبادة يقال له مسجد. فالكنيسة هنا قال النبي عليه الصلاة والسلام في شأنها بنوا على عبره مسجدا يعني مكانا للعبادة. فاذا الكنائس بنيت على القبور. قبور اولئك الصالحين تصوروا فيها الصور جعلوا صورة ذلك العبد جعلوها على قبره او فوق قبره على الحائط. لكي يدل الناس على عبادة الله بتعظيم ذلك الرجل الصالح وتعظيم قبره. فاتخذوا البناء على القبور الذي هو وسيلة من وسائل الشرك الاكبر ومن البدع التي يحدثها الخلوف بعد الانبياء. اتخذوا ذلك فوق القبور وتعبدوا فيها. قال عليه الصلاة والسلام اولئك شرار الخلق عند الله. جل وعلا اولئك اولئك الخطاب لي ام سلمة الخطاب اذا توجه الى مؤنث تكسر فيه الكاف كاف الخطاب اولئك شرار الخلق عند الله. من هم شرار الخلق عند الله؟ هم الذين عظموا عظموا الصالحين فبنوا على قبورهم مساجد هل في هذا الحديث انهم توجهوا بالعبادة لاولئك الصالحين؟ لا انما عظموا قبور نحيل وجعلوا لهم صورا. فجمعوا بين فتنتين فتنة القبور وفتنة الصور. وفتنة الصور وسيلة من وسائل حدوث الشرك الاكبر وكذلك فتنة القبور ببناء بالبناء عليها وبتعظيمها وبارشاد الناس لها هذا وسيلة الى ان يعتقد في صاحب القبر ان له شيئا من خصائص الالهية او انه يتوسط عند الله جل وعلا في الحاجات كما حصل ذلك فعله. قال المصنف الامام رحمه الله فهؤلاء جمعوا بين فتنتين فتنة القبور وفتنة التماثيل وهذا هو الواقع. وهذا التغليط في انهم شرار الخلق عند الله هذا نفهم منه بالتحذير تحذير هذه الامة ان يبنوا على قبر احد مسجدا لانه ان بني على قبر احد مسجد فانه من بنى ذلك ودل الخلق على تعظيم ذلك القبر فانه من شرار الخلق عند الله. وقد قال عليه الصلاة والسلام لتتبعن سنن من كان قبلكم شبرا بشبر وذراعا بذراع فاذا وجه الدلالة من هذا الحديث انه قال اولئك شرار الخلق عند الله وهذا تغليظ في من عبد الله في الكنيسة التي فيها القبور والصور والقبور والصور من وسائل الشرك بالله جل وعلا قال ولهما عنها يعني عن عائشة قالت لما نزل برسول الله صلى الله عليه وسلم يعني نزل به الموت طفق يطرح خميصة له على وجهه فاذا اغتم بها كشفها فقال وهو كذلك لعنة الله على اليهود والنصارى اتخذوا قبور انبيائهم مساجد هذا الحديث من اعظم الاحاديث التي فيها التغليظ في وسائل الشرك وبناء المساجد على القبور واتخاذ قبور الانبياء والصالحين مساجد ووجه ذلك انه عليه الصلاة والسلام وهو في ذلك الغم وتلك الشدة ونزول سكرات الموت به عليه الصلاة والسلام يعانيها لم يغفل عليها الصلاة والسلام بل اهتم اهتماما عظيما وهو في تلك الحال بتحذير الامة من وسيلة من وسائل الشرك وتوجيه الله والدعاء على اليهود والنصارى بلعنة الله لانه اتخذوا قرى انبيائهم مساجد سبب ذلك انه عليه الصلاة والسلام في تلك الحال يخشى ان يتخذ قبره مسجدا كما اتخذت قبور الانبياء قبل له مساجد ومن الذي اتخذ قبور الانبياء مساجد؟ شرار الخلق عند الله من اليهود والنصارى الذين لعنهم النبي عليه الصلاة والسلام. فقال لعنة الله على اليهود والنصارى واللعنة هي الطرد والابعاد من رحمة الله وذلك يدل على انهم فعلوا كبيرة من كبائر الذنوب وهذا كذلك فان البناء على القبور واتخاذ قبور الانبياء مساجد هذا من وسائل الشرك وهو كبيرة من الكبائر قال اتخذوا قبور انبيائهم مساجد فاذا سبب اللعن انهم اتخذوا قبور الانبياء مساجد. والنبي عليه الصلاة والسلام يلعن ويحذر وهو في ذلك الموقف العصبي قيل فقام ذلك مقام اخر وصية اوصى بها عليه الصلاة والسلام الا تتخذ القبور اجد فخالف كثير من الفئام في هذه الامة خالفوا وصيته عليه الصلاة والسلام. قال اتخذوا قبور انبيائهم مساجد اتخاذ القبور مساجد يكون على احد ثلاث صور الصورة الاولى ان يسجد على القبر يعني يجعل القبر مكان سجوده دخلوا قبور انبيائهم مساجد يعني جعلوا القبر مكان السجود هذه صورة وهذه الصورة في الواقع لم تحصل لان يعني لم تحصل انتشار لان قبور الانبياء في اليهود والنصارى لم تكن مباشرة للناس يمكن ان يصلوا على القبر وان يسجدوا يسجدوا عليه. بل كانوا يعظمون قبور انبيائهم الا يصلوا عليها مباشرة لكن قوله اتخذوا قبور انبيائهم مساجد ابلغ صوره ان يتخذ القبر نفسه مسجدا يعني يصلي عليه مباشرا وهذه افظع تلك الانواع وهي التي تدل على اعظم وسيلة من وسائل الشرك والغلو بالقضاء. الصورة الثانية ان يصلي الى القبر ان يتخذ القبر مسجدا يعني ان يكون امام القبر يصلي اليه فانه اتخذ القبر وما حوله له حكمه اتخذه مكانا للتذلل والخضوع. والمسجد لا يعنى به مكان الذي هو وضع الجبهة على الارض فقط وانما يعني به مكان التذلل والخضوع. فاتخذوا قبورهم مساجد يعني جعلوها قبلة لهم. ولهذا نهى النبي صلى الله عليه وسلم ان يصلى الى القبر لاجل ان الصلاة اليه وسيلة من وسائل التعظيم. وهذا يوافق قول الشيخ رحمه الله في الباب بعد ما جاء في التغليظ في من عبد الله عند قبر رجل صالح. قوله عند قبره نفهم من هذه الصورة التي هي ان يكون امام امامه القبر فيجعل القبر بينه وبين القبلة تعظيما للقبر الصورة الثالثة ان يتخذ القبر مسجدا بان يجعل القبر في داخل بناء وذلك البناء هو المسجد فاذا دفن النبي قام اولئك بالبناء عليه. فجعلوا حول قبره مسجدا. واتخذ ذلك المكان للتعبد وللصلاة فيه هذه هي الصورة الثالثة وهي ايضا موافقة لقول الشيخ رحمه الله عند قبر رجل صالح. وهذا يبين لك بعض في ايراد هذا الحديث تحت جبال. قال قالت عائشة يحذر من قنعوا يعني ما سبب اللعن؟ لماذا لعن النبي عليه الصلاة والسلام؟ اليهود والنصارى في ذلك المقام العظيم وهو انه في سكرات الموت السبب انه يريد ان يحذر الصحابة من ذلك. قالت حذروا ما صنعوا وقد قبل الصحابة رضوان الله عليهم تحذيره وعملوا بوصيته قالت ولولا ذلك ابرز امره ابرز قبره يعني اظهر وجعل قبره مع سائر القبور في البقيع او نحو ذلك ولكن كان من العلل التي جعلتهم لا ينقلونه عليه الصلاة والسلام من مكانه الذي يتوفى فيه قوله هنا عليه الصلاة والسلام لعنة الله على اليهود والنصارى اتخذوا قبور انبيائهم مساجد قالت يحذر ما صنعوا ولو ذلك لابرز ولولا ذلك ابرز قبره. فهذه احد علتين والعلة الثانية قول ابي بكر رضي الله عنه انه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول ان الانبياء يقبرون حيث يقبضون قالت غير انه خشي هنا او خشي تروى بالوجهين. غير انه خشي يعني عليه الصلاة والسلام ان اتخذ مسجدا يعني ان يتخذ قبره مسجدا. ويجوز ان تقرأها غير انه خشي ان يتخذ مسجدا يعني خشي الصحابة ان يتخذ قبره مسجدا وهذا تنبيه على احدى العلتين. الصحابة رضوان الله عليهم قبلوا هذه الوصية جعلوا دفنه عليه الصلاة والسلام في مكانه وحجرة عائشة التي دفن فيها عليه الصلاة والسلام كانت عائشة تقيم او اقامت جدارا بينها وبين القبور فكانت غرفة عائشة فيها قسمان قسم فيه القبر وقسم هي فيه كذلك لما توفي ابو بكر رضي الله عنه ودفن بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم من جهة الشمال كانت ايضا في ذلك المقام في جزء من الغربة من الحجرة ثم بعد ذلك لما دفن عمر تركت الحجرة رضي الله عنها ثم اغلقت الحجرة فلم يكن ثم باب فيها يدخل وانما كان فيها نافذة صغيرة وكانت الحجرة كما تعلمون من بناء ليس من حجر ولا من بناء يعني مجفف وانما كانت من البناء الذي كان في عهده عليه الصلاة والسلام من خشب ونحو ذلك ثم بعد ذلك لما جاءت لما جاءت بالزيادة في المسجد النبوي في عهد الوليد بن عبد الملك وكان امير المدينة يوم ذاك عمر بن عبد العزيز رحمه الله واخذوا شيئا من حجر زوجات النبي عليه الصلاة والسلام بقيت حجرة النبي عليه الصلاة والسلام كذلك فاخذوا من الروضة روضة المسجد اخذوا منها شيئا وجعلوه وجعلوا عليه بناءه. فبنوه من ثلاث جهات جدار اخر غير الجدار الاول. منوه من ثلاث جهات وجعلوا الجهة التي فبالتالي او التي تكون شمالا يعني جهة الشمال جعلوها مسنمة. جعلوها مثلثة قائمة هكذا فصار عندنا الان صار عندنا جداران الجدار الاول مغلق تماما وهو جدار حجرة عائشة والجدار الثاني الذي عمل في زمن عمر بن عبد العزيز رضي الله رحمه الله ورضي عنه في زمن الوليد بن عبدالملك جعلوا جهة الشمال وهي عكس القبلة جعلوها مسممة لانه في تلك الجهة جاءت التوسعة وسعوها من جهة الشمال فخشوا ان تكون ان يكون ذلك الجدار مربعا يعني مسانتا للمستقبل فيكون اذا استقبله احد استقبالا للقبر فجعلوه مثلثا يبعد كثيرا عن الجدار الاول وهو جدار حجرة عائشة لاجل الا يمكن احد ان يستقبل لبعد لبعد المسافة ولاجل ان الجدار صار مكلفا. ثم بعد ذلك بازمان جاء جدار ثالث ايضا وبني حول بينك الجدارين. وهو الذي قال فيه ابن القيم رحمه الله تعالى في النونية في وصف دعاء النبي عليه الصلاة والسلام بقوله اللهم لا تجعل قبري وثنا يعبد قال فاجاب رب العالمين دعاء واحاطه بثلاثة الجدران. حتى غدت ارجائه بدعائه في عزة وحماية وصيامه فالنبي عليه الصلاة والسلام صار قبره في ثلاثة جدران وكل جدار ليس فيه باب ولا يمكن لاحد حتى في زمن الصحابة ان يعني في زمن المتأخرين منهم في عهد الوليد وما قبله لا يمكن ان يدخل ويقف على القبر بنفسه لانه صار ثم جداران وكل جدار ليس له باب ثم بعد ذلك وضع الجدار الثالث وهذا الجدار ايضا كبير مرتفع الى فوق وظعت عليه القبة فيما بعد وهذا الجدار ايضا ليس له باب. فلا يستطيع الان احد ان يدخل الى القبر او ان يصل القبر او ان يتمسح بالقبر او ان يرى قبر النبي عليه الصلاة والسلام ثم بعد ذلك وضع السورة الحديدي هذا وهذا السور الحديدي بينه وبين الجدار الثالث الذي ذكرت لكم بينه نحو متر ونصف في بعض بعض المناطق ونحو متر في بعضها وبعضها نحو متر وثمانين متر وثمانين الى مترين في بعضها يضيق الذات لكن من مشى فانه يمشي بين ذلك الجدار الحديدي وبين الجدار الثالث فقبر النبي عليه الصلاة والسلام عمل المسلمون بوصيته عليه الصلاة والسلام ابعد تماما فلا يمكن ان يصل احد الى القبر ولا يمكن ايضا ان يتخذ ذلك القبر مسجدا. ولهذا لما جاء الخرافيون في الدولة العثمانية جعلوا التوسعة التي هي من جهة الشرق جعلوا فيها ممر. لكي يمكن من يريد ان يطوف بالقبر او ان يصلي في تلك الجهة. ذلك الممر الشرقي الذي هو قدر مترين او نحو ذلك او يزيد قليلا. ذلك الممر الشرقي في عهد الدولة السعودية الاولى وما بعدها منع من الصلاة فيه. فكأنه اخرج من كونه مسجدا لانه اذا كان من مسجد النبي عليه الصلاة والسلام فلا يجوز ان يمنعوا احدا من الصلاة فيه. فلما منعوا احدا ان يصلي فيه جعلوا له حكم المقبرة ولم يجعلوا له حكم المسجد فلا يمكن لاحد ان يصلي فيه بل يغلقونه وقت الصلاة اما وقت السلام او وقت الزيارة فانهم يفتحونه للمرور. فاذا تبين بذلك ان قبر النبي عليه الصلاة والسلام لم يتخذ مسجدا وانما دخلت الغرف بالتوسعة في عهد التابعين في المسجد ولكن جهتها الشرعية خارجة عن المسجد فصارت كالشيء الذي دخل في المسجد ولكن شيطان متعددة تمنع ان يكون القبر في داخل مسجد النبي صلى الله عليه وسلم. وانما فيه جدار يفصل بين بين فيه اربع جدارات تفصل بين المسجد وبين قبر النبي عليه الصلاة والسلام يعني مكان الدفن. واعظم من ذلك مما يدل على اخذ الصحابة التابعين ومن بعدهم بوصية النبي عليه الصلاة والسلام هذه وسب الطرق الموصلة الى الشرك به عليه الصلاة والسلام وباتخاذ قبره مسجدا انهم اخذوا من الروضة الشريفة اخذوا من الروضة التي هي روضة من رياض الجنة كما قال عليه الصلاة والسلام ما بين بيته ومنبري روضة من رياض الجنة اخذوا منها قدر ثلاثة امتار لكي يقوم الجدار الثاني ثم يقوم الجدار الثالث ثم يقوم السور الحديث واكثر من ثلاثة امتار فهذا من اعظم التطبيق وهو انهم اخذوا من الروضة واجازوا ان يأخذوا من المسجد لاجل ان يحمى قبر النبي عليه الصلاة والسلام من ان يتخذ مسجدا وهذا ولا شك من اعظم الفقه في من فعل ذلك ومن رحمة الله جل وعلا بهذه ومن اجابة دعوة النبي عليه الصلاة والسلام بقوله فيما سيأتي بعد هذا الباب اللهم لا تجعل قبري وثنا يعبد. اذا فقوله عليه الصلاة والسلام لعنة الله على اليهود والنصارى اتخذوا قبور انبيائهم مساجد يحذر ما صنعوا فانه عليه الصلاة والسلام لم يتخذ قبره مسجدا. واليوم الموجود قد يكون صورته عند غير المتأمل وغير صورته صورة قبر في داخل المسجد وفي الحقيقة ليست صورته وليست حقيقته انه قبر في داخل مسجد لوجود بالجدران المختلفة التي تفصل بين المسجد وبين القبر ولان الجهة الشرقية منه لا ليست من المسجد. ولهذا لما جاءت التوسعة الاخيرة كانت كان مبتدعها من جهة الشمال بعد نهاية الحجرة بكثير حتى لا تكون الحجرة في وسط المسجد من جهة انه يكون ثمة توسعة من جهة الشرق وثم الروضة من جهة الغرب فتكون وسط المسجد فيكون ذلك من اتخاذ قبره مسجدا عليه الصلاة والسلام المقصود من هذا البيان المهم الذي ينبغي ان تعيه جيدا ان قبر النبي عليه الصلاة والسلام ما اتخذ مسجدا ولكن وصيته على عليه الصلاة والسلام في التحذير قد اخذ بها في مسجده وفي قبره ولكن خالفتها الامة في قبور الصالحين من هذه الامة فاتخذوا قبور بعض ال البيت مساجد وعظموها كما تعظم الاوثان. قال ولمسلم عن جندب ابن عبد الله قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم قبل ان يموت بخمس وهو يقول اني ابرأ الى الله ان يكون لي منكم خليل فان الله قد اتخذني خليلا كما اتخذ ابراهيم خليلا ولو كنت متخذا من امتي خليلا لاتخذت ابا بكر خليلا. سبب ذلك ان الخلة هي اعظم درجات المحبة وهي التي تتخلل الروح وتتخلل القلب وشغاف الصدر بحيث لا يكون ثم مكان لغير ذلك الخليل. لهذا النبي عليه الصلاة والسلام ليس له من اصحابه خليل. قال ولو كنت متخذا من امتي خليلا لاتخذت ابا بكر خليلا. وجه الشاهد من هذا الحديث قوله وبعد ذلك الاوان من كان قبلكم كانوا يتخذون قبور انبيائهم مساجد الا فلا تتخذوا القبور مساجد فاني انهاكم عن ذلك. الا وان من كان قبلكم كانوا يتخذون قبور انبيائهم مساجد الا فلا تتخذوا القبور مساجد فاني انهاكم عن ذلك وهذا جاء في رواية اخرى ايضا كانوا يتخذون قبور انبيائهم وصالحين المساجد وهذا هو الذي وقع في هذه الامة وهذا وسيلة من وسائل الشرك. مناسبته للباب ظاهرة من ان تحريم اتخاذ قبور الانبياء والصالحين مساجد مع انه قد يكون العابد لا يعبد الا الله لانها وسيلة من وسائل الاكبر والوسائل تفضي الى ما بعدها. وقد تقرر في القواعد الشرعية و اجمع عليها المحققون انها سد الذرائع الموصلة الى الشرك والى المحرمات واجبة فان الذريعة التي توصل الى المحرم يجب سدها لان الشريعة جاءت بسد الاصول وسد الذرائع بسد اصول المحرمات وسد الذرائع اليها فيجب ان يغلق كل باب من ابواب الشرك بالله ومن ذلك اتخاذ قبور الانبياء والصالحين مساجد ولهذا لا تصح الصلاة في مسجد بني على قبره المسجد الذي يبنى على قبر فانه لا تصح الصلاة فيه. لان ذلك مناف لان ذلك مناف لنهي النبي صلى الله عليه وسلم. النبي عليه الصلاة والسلام نهى وهم فعلوا. والنهي توجه الى بقعة الصلاة فبطلت الصلاة فالذي يصلي في مسجد اقيم على قبر صلاته باطلة لا تصح لقوله عليه الصلاة والسلام الا فلا تتخذوا القبور مساجد. يعني بالبناء عليها الصلاة حولها فاني انهاكم عن قال فقد نهى عنه في اخر حياته ثم انه لعن وهو في السياق من فعله والصلاة عندها من ذلك وان لم يبنى مسجد. وهو معنى قوله ان يتخذ مسجدا. يعني الصلاة عند القبور لا تجوز سواء مصلى اليها او صلى عندها رجاء بركة ذلك المكان او لم يرجوا بركة ذلك المكان وانما صلى نافلة غير صلاة الجنازة عندها. كل هذا لا يجوز سواء كان ثم بنا على القبر كمسجد او كان قبرا او قبرين في غير بناء عليها عليهما. فان الصلاة لا تجوز. ولهذا جاء في الصحيح ان النبي عليه الصلاة والسلام قال اجعلوا من صلاتكم في بيوتكم ولا تجعلوها قبورا. وفي البخاري ايضا معلق من معلقا من كلام عمر رضي الله عنه انه رأى انسا يصلي عند قبر فقال له القبر القبر. يعني احذر القبر احذر القبر وهذا يدل على ان الصلاة عند القبور لا تجوز لانها وسيلة من وسائل الشرك. واعظم اذا كان ثم بنيان اتخاذ لما حول القبر من الابنية مسجدا للصلاة والدعاء والقراءة ونحو ذلك قال وهو معنى قولها خشي ان يتخذ مسجدا فان الصحابة لم يكونوا ليبنوا حول قبره مسجدا. وكل موضع قصدت الصلاة فيه فقد اتخذ مسجدا بل كل موضع يصلى فيه يسمى مسجدا كما قال صلى الله عليه وسلم جعلت لي الارض مسجدا وطهورا هذا ظاهر. قال ولاحمد بسند جيد عن ابن مسعود رضي الله عنه مرفوعا ان من شرار الناس من تدركهم الساعة وهم احياء والذين يتخذون القبور مساجد ورواه ابو حاتم يعني ابن حبان في صحيحه. وجد الشاهد من هذا الحديث انه قال والذين القبور مساجد يعني انهم من شرار الناس. فالذين يتخذون القبور مساجد من شرار الناس. وذلك لان اتخاذ القبور مساجد كما ذكرنا وسيلة من وسائل الشرك بالله جل وعلا. وقوله والذين يتخذون القبور مساجد هذا يعم كل متخذ القبر مسجدا سواء ثواء اتخذه بالصلاة عليه او بالصلاة اليه او بالصلاة عنده فذلك القصد للصلاة عند القبر يجعل من قصد في شرار الناس الذين وصفهم النبي عليه الصلاة والسلام بذلك. ومناسبة هذا الحديث الباب ظاهرة فانه ذكر ان من شرار الناس الذين يتخذون القبور مساجد والقص من اتخاذ القبر مسجد ان يعبد الله عند قبر ذلك الرجل الصالح. فكيف حال الذي توجه الى النبي عليه الصلاة والسلام بالعبادة؟ القبر لا الاخلاص اليه الاستغاثة بالنبي عليه الصلاة والسلام وتأليف النبي عليه الصلاة والسلام هذا قد يقع بحسب الاعتقادات وبحسب المناداة كما حصل من الجاهليين مناداة الملائكة واتخاذ الملائكة الهة مع الله جل جلاله. كذلك اتخاذ الاولياء معبودين. هل هؤلاء من خيار الناس عند الله؟ بل هم اشر. من الذين وصفهم النبي عليه الصلاة والسلام بقوله من شرار الناس من تدركهم الساعة وهم احياء الذين يتخذون القبور مساجد فان الذي اتخذ القبر مسجدا ملعون النبي عليه الصلاة والسلام لو كان لم يعبد الا الله جل وعلا. فكيف حال الذي عبد صاحب ذلك القبر؟ نسأل الله جل وعلا العافية والسلامة من كل وسائل الشرك. تأمل هذا مع ما فشى في بلاد المسلمين من البناء على القبور والقباب عليها. ومن بناء المشاهد وتعظيم ذلك وتوجيه الناس اليها وذكر الحكايات الطويلة في مناقب اولئك الاولياء وفي اجابتهم للدعوات واغاثتهم للهفات ونحو ذلك يتبين لك كغربة الاسلام اشد غربة في هذه الازمنة وما قبلها كيف اذا قالوا ان ذلك جائز وذلك توحيد بل كيف اذا اتهموا من نهاهم عن ذلك بعدم المعرفة وعدم الفهم فهو يدعوهم الى الله جل وعلا وهم يدعونه الى النار نسأل الله السلامة والعافية. نعم. بعض ما جاء عن غلوة قبور الصالحين يصيرها او اوثانا تعبد من دون الله تبارك وتعالى. وروى مالك روى مالك في الموطأ ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اللهم لا تجعل قبري وثنا يعبد اشتد غضب الله على قوم اتخذوا قبور انبيائهم مساجد. ولابن جرير بسنده عن سفيان عن منصور عن مجاهد افرأيتم اللات والعزى؟ قال كان يلت لهم السويق فما على قبره كذا قال ابو الجوزاء عن ابن عباس قال كان يلت السويق للحاج. وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم زائرات القبور والمتخذين عليها المساجد المساجد والسرد رواه اهل السنن باب ما جاء ان الغلو في قبور الصالحين يصيرها اوثانا تعبد من دون الله الغلو في قبول الصالحين وسيلة من وسائل الشرك بل يصل الغلو الى ان يكون شركا بالله جل وعلا وان يصير ذلك القبر وثنا. يعبد فالغلو درجات مر علينا في الابواب قبله بعض في الغلو في القبور وهنا بين ان الغلو يصل الى ان يصير تلك القبور اوثانا تعبد من دون الله. قلنا ان الغلو هو مجاوزة الحد والقبور قبور الصالحين وغير الصالحين صفتها في الشرع واحدة. لم يميز الشرع ولم يأتي دليل في الشريعة بان قبر الصالح يميز عن قبر غيره. بل القبور تتساوى هذا وهذا لا تفرقوا بين قبر صالح ولا قبر بين قبر طالح بل الصفة واحدة وهو اما ان يكون القبر في ظاهره مسلما واما ان يكون مربعا. وهذه الصورة من حيث الظاهر واحدة نهى النبي عليه الصلاة والسلام عن الكتابة عليها وعن تجسيس القبر وعن رفع القبر و في انواع من السنن التي جاءت في احكام القبور وهذا لاجل سد الطرق التي توصل الى الغلو في قبور الصالحين. فاذا مجاوزة الحد في قبور الصالحين هي مجاوزة ما امر به او نهي عنه في في القبور لان قبور الصالحين لا تختلف عن قبور غير الصالحين. فالغلو فيها يكون بالكتابة عليها يكون برفعها يكون بالبناء عليها يكون بان يتخذ مساجد يكون الغلو فيها ذلك الذي سبق كله من جهة الوسائل يكون الغلو في قبور الصالحين بان يجعل القبر وسيلة من الوسائل التي تقرب الى الله جل وعلا ويجعل القبر او من في القبر شفيعا لهم عند الله جل وعلا يجعل القبر له حق ان ينذر له او ان يذبح له او ان يستشفى اعتقادا انه وسيلة عند الله جل وعلا ونحو ذلك من انواع الشرك الاكبر بالله تبارك وتعالى. لهذا الغلو في قبور الصالحين يكون بمجاوزة ما اذن فيها. من من المجاوزة ما هو من الوسائل ومن ما هو من اتخاذها او ثان من دون الله جل وعلا. ولهذا قال رحمه الله باب ما جاء ان الغلو في الصالحين يصيرها او هان. وقوله يصيرها يعني يجعلها. قد يكون جعل الوسائل للغايات يعني انه ان الغلو صار وسيلة لاتخاذها اوثانا وقد يكون ان الغلو جعلها وثنا يعبد من دون الله جل وعلا وهذا هو الذي حصل ويرى في البلاد من ان القبور صارت اوثانا تعبد من دون الله لما اقيمت عليها المشاهد والقباب ودعي الناس اليها وذبح لها وقبلت النذور لها وصار يطاف حولها ويعكر عندها وذلك من انواع الشرك الاكبر بالله. قال روى مالك في الموطأ ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اللهم لا تجعل قبري من يعبد اشتد غضب الله على قوم اتخذوا قبورا انبيائهم مساجد. قوله اللهم لا تجعل قبري وثنا يعبد هذه استعاذة ودعاء لخوف ان يقع ذلك. ولو كان ذلك لا يقع اصلا ولا يمكن