المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد بن ابراهيم بن عبداللطيف ال الشيخ. شروحات كتب الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله شرح كتاب التوحيد ادى شو الخامس والعشرون. نعم باب بيان شيء من انواع السحر. قال احمد حدثنا محمد بن جعفر قال حدثنا عوف بن مالك. قال حدثنا قطن بن عن ابيه انه سمع النبي صلى الله عليه وسلم قال ان العياثة والطرق والطيرة من الجبس. قال عوف زجر الطير والطرق الخط يخط بالارض والجبس قال الحسن رنة الشيطان اسناده جيد جيد ولابي داود والنسائي وابن حبان في صحيحه المسند منه. والمسند منه. نعم. وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من اقتبس شعبة من النجوم فقد اقتبس شعبة من السحر زاد ما زاد. رواه ابو داوود واسناده صحيح. وللنسائي من حديث لابي هريرة رضي الله عنه من عقد عقدة ثم نفث فيها فقد سحر. ومن سحر فقد اشرك ومن تعلق شيئا وكل اليه وعن ابن مسعود رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الا هل انبئكم ما العظم هي النميمة بين الناس رواه مسلم ولهما عن ابن عمر رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ان من البيان سحر هذا باب بيان شيء من انواع السحر لما ذكر الامام رحمه الله تعالى ما جاء في السحر وما اتصل بذلك من حكمه وتفصيل الكلام عليه ذكر ان السحر قد يأتي في النصوص ولا يراد منه السحر الذي يكون بالشرك بالله جل وعلا فان اسم السحر عام في اللغة يدخل فيه ذلك الاسم الخاص الذي فيه استعانة بالشياطين تقرب الى الشياطين وعبادة الشياطين لتخدم الساحر. وقد يكون اسماء اخر يطلق عليها الشاعر يطلق عليها الشارع انها سحر وليست كالسحر الاول في الحقيقة ولا في الحكم وهو درجات فمما يسمى سحرا البيان والبيان كما جاء في اخر الباب ان من البيان لسحرا البيان ليس سحرا فيه استعانة بالشياطين ولكنه داخل في حقيقة السحر اللغوية لانه تأثير خفي على القلوب. فان الرجل البليغ ذا البيان وذا الايضاح وذا اللسان الجميل الفصيح يؤثر على القلوب حتى يسقيها. وربما قلب الحق باطلا والباطل حقا. ببيانه فسمي سحرا لخفاء وصوله الى القلوب وقلبي الرأي فهم المخاطب من شيء الى اخر كذلك ما ذكر من ان الطيرة من السحر والطيرة نوع اعتقاد كذلك العياقة وهي شبيهة بها او بعض انواعها كذلك الخط في الرمل ونحو لذلك من الاشياء التي ربما اطلق عليها انها سحر وهي ليست كالسحر الاول في الحد والحق ولا في الحكم. اذا هذا الباب قال فيه الامام رحمه الله تعالى باب بيان شيء من انواع السحر وانواع السحر منها ما هو شرك اكبر بالله جل وعلا وهو المراد اذا قلنا السحر وهذه هي الحقيقة العرفية. وهناك في الفاظ الشرع اشياء يكون المرجع فيها الى الحقيقة اللغوية وهناك اشياء يكون المرجع فيها الى الحقيقة العرفية ويكون هناك اشياء المرجع فيها الى الحقيقة الشرعية وهنا في هذا الباب فيما يشمل ما يطلق عليه لغة انه سحر ويطلق عليه عرفا انه سحر ويطلق عليه شرعا انه سحر فاذا التفريط بين هذه الانواع مهم ولهذا ذكر الامام هذا الباب حتى تفرق بين نوع واخر. فالحد الذي فيه الساحر ظربه بالسير لا ينطبق على كل هذه الانواع التي ستذكر لانها سحر لغة وليست بسحر شرعا قال في الحديث الاول قال النبي صلى الله عليه وسلم ان العيافة والطرق والطيرة من الجد العيافة مأخوذة من اياك الشيء وهو تركه عافى الشيء يعافه اذا تركه فلم تبغه نفسه والعيافة كما فسرها عوف بزر الطير. قال احد تفسيرات العيافة وزجر الطير ان يحرك طيرا حتى ينظر الى اين تتحرك ويزجر الطير في حركته ثم يفهم من ذلك الزجر هل هذا الامر الذي سيقدم عليه انه امر محمود او امر مذموم. او يطلع بحقيقة زجر الطير على مستقبل الحال فهذا نوع من الجذع وهو السحر لما ذكرت لكم ان معنى الجبس هو الشيء المرذول المطرح الذي يصرف الواحد عن الحق والسحر شيء خفي يؤثر على النفوس والعيافة من التعثر بالطير وبزجرها وبانتقالها من هنا الى هنا او بحركتها شيء خفي دخل النفس فاثر عليها من جهة الاقدام او الكف فصار نوعا من السحر لاجل ذلك وهو لانه شيء مردود ادى الى الاقبال او الامتنان والطيرة اعم العيافة لان العيافة على حسب تفسير عوف وهو احد تفسيراتها متعلق بالطير وحده واما الطيرة فهو اسم عام لما فيه تشاؤم او تفاؤل بشيء من الاشياء وسيأتي باب مستقل لذكر احكام الطيرة وصورتها وما يقي منها يأتي ان شاء الله تعالى. وحقيقة الطيرة انه يرى شيئا كان في الاول من الطير تحرك يمينا او يسارا فلما رآه تحرك يمينا قال هذا تفاؤل نساء انني سانجح في هذا العمل او في هذا السفر واذا رآه تحرك شمالا قال هذا معناه اني سانظر في هذا السفر او سيصيبني مكروه فرجع قد قال عليه الصلاة والسلام من ردته الطيرة عن حاجته فقد اشرك قد يتشاءم بحركة شيء بكلمة يسمعها بشيء في الجو بتصادم سيارة امامه سواد في الجو حصل امامه. او في ذلك اليوم الذي سينتقل فيه. او تفاءل بشيء حصل له في اول تشاءم بشيء حصل له في اول زواجه ونحو ذلك من انواع التشاؤم. او التشاؤم بالاشهر او بالايام هذا كله من انواع الصيام. ومتى يكون طيرة اذا رده عن حاجته او جعله يقبل عن حاجته فاذا تشاءما وذلك التشاؤم حينما سيطر على قلبه جعله يقدم او يحجم فانه يكون متطيرا وكذلك في باب التفاؤل اذا رأى شيئا فجعله ذلك الشيء يقدم ولولا ذلك الشيء انه رآه لما لما جعله يقدم فان ذلك ايضا من الطيرة وهي نوع من انواع التأثيرات هي على القلوب وذلك ضرب من السحر. واما الطرب فهو مأخوذ من وظع طرق في الارظ وهي الخطوط. فيأتي بخطوط متنوعة ويخطها في الارض. خطوط كثيرة ليس لها عدد. ثم يبدأ الكاهن الذي يستخدم الخطوط فيمسح خطين خطا خطا او يمسح خطين خطين بسرعة ثم ينظر ما بقي فيقول هذا الذي بقي يدل على كذا وكذا هذا الذي بقي يدل على انك ستغتني يدل على انك سيصيب وككذا وكذا ونحو ذلك وهو نوع من انواع الكهانة والكهانة ضرب من السحر. قال هنا والطرق الخط بالارض والجبس. قال الحسن رنة الشيطان وهو من انواع السحر. لان الشيطان يدعو الى بصوته وبعويله. نقف عند هذا ونكمل ان شاء الله يوم السبت ونرجو ان يكون من يوم يوم السبت مع طول الزمن ان ننتهي من هذا الكتاب ان شاء الله تعالى في الاسبوع القادم. قد نختصر بعظ الاختصار في بعظ الابواب لاجل ان ينهى الكتاب عدم اخلال ان شاء الله بمقاصد المؤلف رحمه الله تعالى واجل له المثوبة. بسم الله الرحمن الرحيم ان الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن اهتدى بهداه. اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وجدنا علما وعملا ويقينا وصلاحا يا ارحم الراحمين. اما بعد وقفنا عند قوله وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من اقتبس شعبة من النجوم قد اقتبس شعبة من السحر زاد ما زاد. رواه ابو داوود باسناد صحيح هذا فيه بيان ان تعلم النجوم تعلم للسحر ويأتي في باب خاص باب ما جاء في التنجيم انواع تعلم النجوم وما جعل الله جل وعلا النجوم له قوله هنا من اقتبس شعبة يعني من تعلم بعضا من علم النجوم لان الشعبة هي الطائفة من الشيء او جزء من فكل جزء من هجزاء علم النجوم الذي هو علم التأثير نوع من انواع السحر. قال فقد اقتبس شعبة من السحر زاد ما زاد يعني كلما زاد في تعلم علم النجوم كلما زاد في تعلم السحر حتى يصل الى اخر حقيقة العلم التأثير كما يسمونه فيصبح سحرا وكهانة على الحقيقة. ويأتي ان التنجيم منه علم التأثير وهو جعل الكواكب والنجوم في حركتها والتقائها وافتراقها وطلوعها وغروبها مؤثرة في الحوادث العرضية او دالة على ما سيحدث في الارض فيجعلونها دالة على علم الغيب دالة على مغيبات وهذا القدر من السحر لانه يشترك معه في حقيقته وهو انه جعل للتأثير بامر خفي قال وللنسائي من حديث ابي هريرة من عقد عقدة ثم نفث فيها فقد سحر ومن سحر فقد اشرك ومن تعلق شيئا وكل اليه قوله من عقد عقدة ثم نفث فيها فقد سحر ان عقد العقد والنفس فيها من انواع السحر والنفخ المقصود به هنا النفذ الذي فيه استعاذة واستعانة بالشياطين فليست كل نفس في عقدة يعقد السحر. بل لابد ان يكون النفس بادعية معينة ورقى شركية وتعويذات وكلام تحضر الجن عند عند تلاوته وتخدم هذه العقدة السحرية من عقد عقدة ثم نفث فيها فقد سحر على ما كان يتعاطاه الناس المردة في ذلك الزمان زمان النبي عليه الصلاة والسلام من النفث في العقد كما قال جل وعلا ومن شر النفاثات في العقد وهن السواحل قال فقد سحر لان الجن يخدم هذا السحر بالنفس في العقدة. وفائدة العقدة عند السحرة لا ينحل السحر ما دامت معقودة فينعقد الامر الذي اراده الساحر بشيئين بالعقدة النفس العقدة عقدة حبل او خيط او نحو ذلك النفخ فيها بالادعية الشركية والاستعانة بالشياطين من الامور المهمة ان تعلم في هذا الباب ان العقد هذه تارة تكون مرئية واضحة تكون صغيرة جدا قال ومن سحر فقد اشرك هذا عام. لانه رتب جزاء على فعل لي صيغة من فكأنه قال كل من سحر فقد اشرك. يعني سحر بذلك النحو الذي ذكر وهو ان يعقد عقدة ثم ينفث فيها من سحر فقد اشرك هذا دليل لما ذكرنا لكم في الباب قبله ان كل سحر يعد من انواع الشرك لانه لا يمكن ان يحدث السحر الا بالنفث في العقد او باستحضار الجن بعبادة الجن ونحو ذلك وهذا شرك بالله قال ومن تعلق شيئا وكل اليه هذا مر معنا مثاله ومعنى هذا الحديث وان القلب اذا تعلق شيئا بمعنى ورضيه وتعلق القلب به فانه يوكل اليه ويجعل هو السبب الذي من اجله يجب نفعه او يجيء ضره. ومعلوم ان كل الاسباب الشركية تعود على فاعلها او على الراضي بها بالضرر لا بالنفع والعفو اذا تخلى عن الله جل وعلا ووكل الى نفسه او وكل الى غير الله جل وعلا فقد خاب وخسر وضر اعظم الضرر سعادة العبد وعظم صلاح قلبه وعظم صلاح روحه بان يكون تعلقه بالله جل وعلا وحده. وقوله هنا ان تعلق شيئا وكل اليه فانه من تعلق بالله فان الله كافيه. من تعلق قلبه بالله انزالا لحوائجه بالله مرحبا فيما عند الله ورهبا مما يخافه ويؤذيه يعني يؤذي العبد فان الله جل وعلا كافيه ومن يتوكل على الله فهو حسبه واذا تعلق العبد بغير الله فانه يوكل الى ذلك العبد والعباد فقراء الى الله والله جل وعلا هو ولي النعمة وولي الفضل. يا ايها الناس انتم الفقراء الى الله. والله هو الغني الحميد. فمن انزل وبالله افلح ومن تعلق قلبه بالله افلح واما من تعلق بالخرافات او تعلق بالامور الشركية كالسحر كالذهاب الاولياء وطلب مال وطلب المدد منهم او طلب الاغاثة منهم فانه يوكل الى المخلوق ومن وكل الى المخلوق فانه يضر وهو ذلك اعظم من ضرر كما قال جل وعلا يدعو لمن ضره اقرب من نفعه. قال بعد ذلك وعن ابن مسعود ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الا هل انبئكم ما العضو هي النميمة؟ هل قالت بين الناس؟ رواه مسلم العضو هكذا تروى في كتب الحديث علعضه وفي كتب غريب الحديث واللغة تنطق هكذا العظة هل ننبئكم ما العظة لاشباهها في وزنها؟ وهي كما فسرها النبي عليه الصلاة والسلام النميمة القالة بين واصل العبد في اللغة يطلق على اشياء ومنها السحر. والنميمة القالة بين الناس نوع من انواع السحر وهي كبيرة من الكبائر ومحرم من المحرمات. ووجه الشبه بين النميمة وبين السحر ان تأثير السحر التفريق بين المتحابين او في جمع المتفارقين تأثيره تأثيره على القلوب خفي. وهذا عملا نمام فانه يفرق بين الاحباب لاجل كلام يسوقه لهذا وكلام يسوقه لذاك فيفرق بين القلوب ويجعل العداوة والبغضاء بين قلب هذا وهذا. فحقيقة النميمة كما قال جل وعلا عن السحر فيتعلمون منهما ما يكون به بين المرء وزوجه. والنميمة هي القالة بين الناس. وهذا كما هو ظاهر من انواع السحر وهذا النوع محرم لانه كبيرة من الكبائر لان النميمة نوع من انواع الكبائر والكبائر من اعظم الذنوب العملية قال ولهما عن ابن عمر رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ان من البيان لتحرا. ان من يعني الاستحرام قال عن البيان ان منه ما هو سحر. والمقصود بالبيان هنا التبيين عما في النفس بالالفاظ الفصيحة البينة التي تأخذ المسامع والقلوب فتسحر القلوب فتقلب ربما الحق باطلا والباطل حقا حتى يغدو ذلك الذي يعد من اهل البيان والفصاحة يغدو في قلوب الناس ان ما قاله هو الحق انما لم يقله او رده هو الباطل وهذا ضرب من السحر لانه تأثير خفي عنه على النفوس الالفاظ. هذا التأثير الخفي بقلب الحق باطلا. وبقلب الباطل حقا تأثيره خفي كتأثير السحر في الخفاء. ولهذا قال ان من البيان لسحرا. والصحيح من اقوال اهل العلم ان هذا فيه ذم للبيان وليس مدحا له. قال ان من البيان لتحرى على جهة الذنب. وبعض اهل العلم يقول ان ذاك على جهة المدح لانه يصل في التأثير الى ان يؤثر تأثيرا بالغا تأثير السحر في النفوس والتأثير البالغ اذا كان من جهة البيان يقولون فانه جائز وهذا من جهة المدح له وبيان عوض لتأثيره ولكن هذا فيه نظر والظاهر انه لما جعل البيان سحر علمنا ان عقد انه ولهذا اورده الشيخ رحمه الله في هذا الباب الذي اشتمل على انواع من المحرمات فالذي يستغل ما اتاه الله جل وعلى من اللسان والبيان والفصاحة في قلب الباطل حقا وفي قلب الحق باطلا هذا لا شك انه من اهل الوعيد ومذموم على لان البيان انما يقصد به نصرة الحق. لا ان يجعل