المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد بن ابراهيم بن عبداللطيف ال الشيخ. شروحات كتب الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله شرح كتاب التوحيد الدرس الثامن والعشرون. نعم باب ما جاء في التطير وقول الله تعالى الا انما طائرهم عند الله ولكن اكثرهم لا يعلمون. وقوله قالوا طائركم معكم ان ذكرتم بل انتم قوم مسرفون. وعن ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا عدوى ولا طيرة ولا هامة ولا صفر اخرجاه وزاد مسلم ولا نوء ولا غول وله ما ولهما عن انس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا عدوى ولا طيرة ويعجبني الفعل. قالوا وما الفعل؟ قال الكلمة الطيبة. ولابي داوود بسند صحيح عن عقبة ابن امر قال ذكرت ذكرت الطيرة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال احسنها الفأل ولا ترد ولا ترد مسلما فاذا رأى احدكم ما يكره فليقل اللهم لا يأتي بالحسنات الا انت ولا يدفع السيئات الا انت ولا حول ولا قوة الا بك وله من حديث ابن مسعود مرفوعا الطيرة شرك الطيرة شرك الطيرة شرك وما منا الا ولكن الله ولكن الله يذهب ولكن الله يذهبه بالتوكل ولكن الله يذهبه بالتوكل. رواه ابو داوود والترمذي وصححه. وجعل اخره من قول ابن مسعود ولاحمد من حديث ابن عمر ابن ابن ولاحمد ابن ولاحمد من حديث ابن عمرو من ردته الطيرة عن حاجته فقد اشرك قالوا وما كفارة ذلك قال ان تقول اللهم لا خير الا خيرك ولا طير الا طيرك ولا اله غيرك وله من حديث الفضل ابن ابن العباس رضي الله عنه انما الطيرة ما امضاك او ردت هذا باب ما جاء في التطير ومر معنا ان الطيرة من انواع السحر ولهذا جاء الشيخ رحمه الله بهذا الباب بعد الابواب المتعلقة بالسحر لانها من انواعه بنص الحديث مناسبة هذا الباب لكتاب التوحيد ان التطير نوع من الشرك بالله جل وعلا بشرطه والشرك الذي يكون من جهة التطير مناف لكمال التوحيد الواجب. لانه شرك اصغر وحقيقة التطير انه تشاؤم او التفاؤل بحركة الطير منح والبوارح او النطيح او القعيد او بغير الطير مما يحدث اذا اراد احد ان يذهب الى مكان او يمضي في سفر او ان ان يعقد له خياران فيستدل بما يحدث له من انواع حركات الطيور او بما يحدث له من الحوادث ان هذا السفر سفر سعيد فيمضي فيه او انه سفر سيء وعليه فيه وبال فيرجع عنه ولذلك ضابط الطيرة الشركية التي من قامت في قلبه وحصل له شرطها وضابطها فهو مش هيكون الشرك الاصغر ما جاء في اخر الباب. انه قال عليه الصلاة والسلام انما الطيرة ما امضاك او ردك فالطيارة شرك وهي التي تقع في القلب ويبني عليها المرء مضاء في الفعل او ردا عن الفعل. فاذا خرج مثلا من بيته حصل امامه يعني وهو ينوي سفر او ينوي رحلة او ينوي القيام بصفقة تجارة او نحو ذلك فحصل امامه كاذب فهذا الحادث الذي حصل امامه من تصادم سيارة او اعتداء من واحد على اخر او نحو ذلك جعل من هذا الحادث في قلبه تؤمن ثم تدل بهذا الحادث على انه سيفشل في سفره او في تجارته او انه يصيبه مكروه في سفره. فاذا رجع ولم يمضي فقد حصل له التطير الشركي. اما اذا وقع في قلبه مجرد وقوع وحصل له نوع تشاؤم ولكنه مضى وتوكل على الله فهذا لا يكاد يسلم منه هذا الضابط ذكرناه لكم في اول الباب ان ضابط كون الطيرة شركا ان ترد المتطير عن حاجته فاذا لم ترده عن حاجته فانه لم يستأنف لها فلا حرج عليه في ذلك الا ان عظمت في قلبه فربما دخلت في ان احد كما جاء في حديث ابن مسعود وما منا الا ولكن الله يذهبه بالتوكل كما سيأتي اذا فهذه حقيقة التطير للشرك وضابطه وبيان ان التطير اسم عام ليس خاصا بالطير وحركاتها. مر معنا العيافة فيما سبق في باب ما جاء في شيء من باب ما جاء في شيء والقعيد لا لا اثر لها في حكم الله وفي ملكوت الله وفي قضائه وقدره. فاذا الخبر قوله ولا طيرة يعني تقدره بقولك ولا طيرة مؤثرة. بل الطيرة شيء وهمي. ولا هامة ولا صبر الى اخر الحديث من انواع السحر وان العيافة متعلقة بالطير كما فسرها عوف الاعرابي بقوله العيافة زجر الطير متعلقة بالطير من حيث انه يحرك الطير ويزجرها. حتى ينظر اين تتحرك. واما الطيرة فهو ان يتشاءم او او يتفائل ويمضي او يرجع بحركة تحصل امامه ولو لم يصدر او يفعل. او بشيء يحصل امامه اما من الطير او من غيره قال الشيخ رحمه الله باب ما جاء في التطير يعني من انه شرك بالله جل وعلا اذا امضى او رد و كفارة التطير اذا وقع في القلب ونحو ذلك من الاحكام قال وقول الله تعالى الا انما طائرهم عند الله ولكن اكثرهم لا يعلمون هذه من اية في سورة الاعراف فاذا جاءتهم الحسنة قالوا لنا هذه وان تصبهم سيئة يتطيروا بموسى ومن معه الا انما طائرهم عند الله ولكن اكثرهم لا يعلمون. يعني اذا اتاهم خصب وسعى وزيادة في الارزاق قالوا لنا هذه يعني نحن المستحقون لها وان تصبهم سيئة يعني اصابهم جدب او نقص في الارزاق او بلاء قالوا هذا بسبب شؤم موسى ومن فهم الذين بسببهم بسبب اقوالهم واعمالهم حصل لنا هذا السوء وهذه الويلات فتطيروا بهم يعني جعلوهم سببا لما حصل لهم قال جل وعلا الا انما طائرهم عند الله طاعوهم يعني ما يطير عنهم من عمل صالح او طالح وانهم يستحقون الحسنات او السيئات كل هذا عند الله جل وعلا. او ان معنى قوله انما الا انما طائرهم عند الله يعني ان سبب ما يأتيهم من الحسنات او ما يأتيهم من السيئات ان ذلك من جهة القضاء والقدر فهو عند الله جل وعلا. ومناسبة هذه الاية لهذا الباب ان هذه الخفلة من صفات اعداء الرسل من صفات المشركين فالتطير من صفات اهل الاشراك من صفات اعداء الرسل واذا كان كذلك فهو مذموم ومن خصال المشركين الشركية. وهذا هذه هي مناسبة ايراد الاية تحت هذا الباب من جهة انه خصلة من خصال اعداء الرسل وليست من خصال اتباع الرسل وانما اتباع الرسل فانهم يعلقون ذلك بما عند الله من القضاء والقدر او بما جعله الله جل وعلا لهم من ثواب ما لهم او العقاب على اعمالهم كما قال الا انما طائرهم عند الله. وكذلك ما اورده من الاية الثانية وهي قوله وقوله قالوا طائركم معكم. الاية وهي من سورة ياسين. قالوا طائركم معكم ائن ذكرتم؟ الذي تطير باولئك هم المشركون اصحاب تلك القرية حيث قالوا انا تطيرنا بكم لان لم تنتهوا لنرجوا انكم وليمسنكم منا عذاب اليم. قال فاتباع الرسل قالوا طائركم معكم. اان ذكرتم يعني حقيقة سبب السيئات عليكم او سبب قدوم الحسنات عليكم هذه من شيء فيكم. فالسوء الذي ينالكم والعقاب الذي ملازم لكم ملازمة ما يطير عنكم لكم. فما يطير عنكم من عمل سوء ومن معاداة للرسل وتكذيب للرسل هذا ملازم لكم وستتطيرون به. قال طائركم معكم لانه من جهة انهم فعلوا السيئات وكذبوا الرسل وهذا عليهم وباله. ومناسبة هذه الاية للباب كمناسبة الاية قبلها من ان هذه هي قالت المشركين اعداء الرسل قال عن ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا عدوى ولا طيرة ولا هامة ولا صبر اخرجاه زاد مسلم ولا اوعى ولا غول مناسبة هذا الباب مناسبة هذا الحديث بالباب قوله ولا طيرة. ومن المعلوم ان المنفي هنا ليس هو وجود الطيرة لان الطيرة موجودة من جهة اعتقاد الناس ومن جهة استعمالها. ولكنها باطلة. كذلك العدوى موجودة من جهة في الوقوع ولهذا قال العلماء النفي هنا راجع الى ما تعتقده العرب ويعتقده اهل الجاهلية يعني لا نافية للجنس واسمها مذكور وخبرها محذوف لاجل العلم به فان الجاهليين لا ينازعون في اصل وجود هذا الاشياء وانما فان الجاهليين يؤمنون بوجود هذه الاشياء ويؤمنون ايضا بتأثيرها. المنفي ليس هو وجودها وانما هو تأثير فيكون التقدير هنا لا عدوى مؤثرة بطبعها ونفسها. وانما تنتقل العدوى باذن الله جل وعلا واهل الجاهلية يعتقدون ان العدوى تنتقل بنفسها. فابطل ذلك الله جل وعلا ابطل ذلك الاعتقاد. فقال عليه الصلاة والسلام لا عدوى يعني مؤثرة بنفسها. ولا طيرة مؤثرة ايضا ان الطير شيء وهمي يكون في القلب لا اثر له في قضاء الله وفي قدره. فحركة الطائر يمينا او شمالا او السانح او البارح او وسبق ان ذكرت لكم ان ان خبر لا النافع للجنس يحذف كثيرا في لغة العرب كما قال ابن مالك في اخر باب لان ما فيها الجنس في الالفية وشاع في ذا الباب اسقاط الخبر الى المراد مع سقوطه ظهر وهذا مهم في العربية. قال ولهما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا عدوى ولا طيرة يعني لا عدوى مؤثرة بنفسها بل باذن الله جل وعلا ولا طيرة معسرة اصلا وانما ذلك راجع الى قضاء الله وقدره. قال ويعجبني الفأل قالوا وما الفأل؟ قال الكلمة الطيبة. الفأل كان عليه الصلاة والسلام يحبه وفسره بانه الكلمة الطيبة. لان الكلمة الطيبة اذا سمعها فتفاءل بها انه سيحصل له وكذا من الخيرات ففيها انها حسن ظن بالله جل وعلا. الفال حسن ظن بالله والتشاؤم سوء ظن بالله جل وعلا ولهذا صار الفأل ممدوحا ومحمودا وصار الشؤم مذموما الفأل ممدوح من جهة انه تحسين تحسين الظن او فيه تحسين الظن بالرب جل وعلا وهذا مأمور العبد به. لهذا كان عليه الصلاة والسلام يتفائل و كل ذلك من تعظيم الله جل وعلا وحسن الظن به وتعلق القلب به وانه لا يفعل للعبد الا ما هو اصلح له قال ولابي داوود بسند صحيح عن عقبة ابن عامر ابن عامر قال ذكرت الطيرة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال احسنها الفأس الطيرة يعني التأثر بالكلمة لاننا ذكرنا لكم ان الطيرة عامة تشمل الاقوال والاعمال التي تحصل امام العبد فاذا كان ثم تطير فان احسنه الفأل. يعني ان يقع في قلبه انه سيحصل له كذا وكذا من جراء كلمة سمعها او من جراء فعل حصل له احسن ذلك الفعل. وغيره مذموم. لما كان الفأل محمودا وممدوحا ومألونا به لما ذكرنا من انه اذا تطير متفائلا فانه يحسن للظن بالله جل وعلا. واما الفأل في نفسه فهو مطلوب لان التفاؤل يشرح الصدر ويؤنس العبد ويذهب الضيق الذي يوحيه الشيطان ويسببه الشيطان في قلب العبد الشيطان يأتي للعبد فيجعله يتوهم اشياء واشياء كلها في مضرته. فاذا فتح العبد قلبه باب التفاؤل ابعد عن قلبه باب تأثير الشيطان على الناس قال ولا ترد مسلما لا ترد مسلما هذا خبر لكنه مظمن للنهي وقد ذكرت لكم ان النهي قد يعدل عنه للخبر كما ان الامر قد يعدل عنه الى الخبر لتأكيد النهي ولتأكيد الامر قال ولله يسجد ما في السماوات وما في الارض من داره. هذا خبر لكنه كالامر المؤكد هذا خبر مثبت. والخبر المنفي كقوله هنا لا ترد مسلما. هذا خبر لكن فيه النهي ان ترد الطيرة مسلما عن حاجته. فاذا ردته عن حاجته فقد حصل له شرك في التطير. قال فاذا رأى احدكم ما يكره فليقل اللهم لا يأتي بالحسنات الا انت ولا يدفع السيئات الا ولا حول ولا قوة الا بك. هذا دعاء عظيم في دفع ما يأتي للقلب من انواع التشاؤم وانواع الطيرة قال وعن ابن مسعود مرفوعا الطيرات شرك الطيرة شرك الطيارات شرك وما منا الا ولكن الله يذهبه بالتوكل قال الطيرة شرك يعني اصغر لله جل وعلا قال وما منا الا يعني الا وقد اتى لقلبه بعض التطير. لان هذا من الشيطان والشيطان يأتي القلوب فيغريها بما يفسدها ومن ذلك التطيب. ما منا وما منا لا يعني ويعرض له ذلك ولكن الله يذهبه بالتوكل لان حسنة التوكل واتيان العبد بواجب التوكل يذهب عنه كيد الشيطان للتطير. فالواجب على العبد اذا عرظ له شيء من التشاؤم ان لا ان لا يرجع عما اراد عمله بل التوكل على الله جل وعلا لان هذه الاشياء التي تحصل لا تدل على الامور المغيبة لانها امور طرأت ووافقت امام العبد وليس لها اثر فيما يحصل مستقبلا قال ولاحمد من حديث ابن عمرو من ردته الطيرة عن حاجته فقد اشرك محرمات القلوب والذي يجب ان يذهبه بالتوكل وتعظيم الرغب فيما عند الله وحسن الظن بالله جل وعلا. قالوا فما كفارة ذلك قال ان تقول اللهم لا خير الا خيرك ولا طير الا طيرك. لا طير الا طيرك يعني لن يحصل الا قضاء الذي قضيته او لن يحصل ويقضى الا ما قدرته على العبد