المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد بن ابراهيم بن عبداللطيف ال الشيخ. شروحات كتب الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله شرح كتاب التوحيد الدرس الواحد والثلاثون. باب قول الله تعالى ومن الناس من يتخذ من دون الله اندادا يحبونهم كحب الله. وقوله ان كان اباؤكم وابناؤكم واخوانكم وازواجكم وعشيرتكم واموال اقترفتموها وتجارة تخشون كسادها ومساكن احب اليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله فتربصوا حتى يأتي الله بامره. عن انس ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كما قال لا يؤمن احدكم حتى اكون احب اليه من ولده ووالده والناس اجمعين. اخرجاه ولهما عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الايمان ان يكون الله ورسوله احب اليه مما سواهما ان يكون الله ورسوله احب اليه مما سواهما. وان يحب المرء لا يحبه الا لله. وان يكره ان يعود في الكفر بعد اذ انقذه الله منه ما يكره ان يقذف في النار وفي رواية لا يجد احد حلاوة الايمان حتى الى اخره. وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال من احب في الله وابغض في الله ووالى في لله وعاد في الله فانما تنال ولاية الله بذلك. ولن يجد عبد طعم الايمان وان كثرت صلاته وصومه حتى يكون كذلك قد صارت عامة مؤاخاة الناس على امر الدنيا وذلك لا يثدي على اهله شيئا رواه ابن جرير. وقال ابن عباس في قوله تعالى وقعت بهم الاسباب قال المودة هذا الباب والابواب التي بعده شروع من الامام الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله في ذكر العبادات القلبية وما يجب من ان تكون تلك العبادات لله جل وعلا هذا في ذكر واجبات التوحيد ومكملاته وبعض العبادات القلبية وكيف يكون افراد الله جل وعلا بها وابتدأها بباب المحبة وان العبد يجب ان يكون الله جل وعلا احب اليه من كل شيء حتى من نفسه وهذه المحبة المراد منها محبة العبادة وهي المحبة التي فيها تعلق بالمحبوب بما يكون معه امتثال للامر رغبة واختيارا ورغد الى المحبوب واجتناب النهي رغبة واختيارا فمحبة العبادة هي المحبة التي تكون في القلب يكون معها الرغب والرهب يكون معها الطاعة. يكون معها السعي في مرض المحبوب. والبعد عما لا يحب المحبوب والموحد ما اتى للتوحيد الا بشيء وقر في قلبه من محبة الله جل وعلا لانه ربوبية الله جل وعلا وانه الخالق وحده وانه ذو الملكوت وحده وانه ذو الفضل والنعمة على عباده وحده من انه محبوب. وانه يجب ان يحب واذا احب واذا احب العبد ربه فانه يجب عليه ان يوحده بافعال العبد ان يوحد الله بافعاله يعني افعال العبد حتى يكون محبا له على الحقيقة. لذلك نقول المحبة التي هي من العبادة هي المحبة التي يكون فيها اتباع للامر والنهي ورغب ورهب ولهذا قال طائفة من اهل العلم المحبة المتعلقة بالله ثلاثة انواع محبة الله على النحو الذي وصفنا على نوع من العبادات الجليلة ويجب افراد الله جل وعلا بها والنوع الثاني محبة في الله وهو ان يحب الرسل في الله عليهم الصلاة والسلام وان يحب الصالحين في الله يحب في الله وان يبغض في الله والنوع الثالث محبة مع الله. وهذه محبة المشركين لالهتهم فانهم يحبونها مع الله جل وعلا فيتقربون الى الله رغبا ورهبا نتيجة محبة الله ويتقربون الى الالهة رغبا ورهبا نتيجة لمحبتهم لتلك العالية ويتضح المقام بتأمل حال المشركين وعبدة الاوثان وعبدة القبور في مثل هذه الازمنة فانك تجد توجه لقبر الولي في قلبه من محبة ذلك الولي وتعظيمه ومحبة سدنة ذلك القبر ما يجعله في رغب ورهب وفي خوف في طمع وفي اجلال حين يعبد ذلك الولي او يتوجه اليه بانواع العبادة لاجل تحصيل مطلوبه. فهذه هي محبة العبادة التي صرفها لغير الله جل وعلا شرك اكبر به بل هي عماد الدين. بل هي عماد صلاح القلب. فان القلب لا يصلح الا بان يكون محبا جل وعلا وان تكون محبته لله جل وعلا اعظم من كل شيء. فالمحبة محبة الله وحده هذه محبة العبادة هذه من اعظم انواع العبادات وافراد الله بها واجب والمحبة مع الله محبة العبادة هذه شركية من احب غير الله جل وعلا معه محبة العبادة فانه مشرك الشرك الاكبر بالله جل وعلا هذه الانواع الثلاثة هي المحبة المتعلقة بالله. اما النوع الثاني من انواع المحبة وهي المحبة المتعلقة بغير الله من جهة المحبة الطبيعية وهذا اذن فيه الشرع وجائز لان المحبة فيها ليست محبة العبادة والرغب والرهب الذي هو من العبادة وانما هي محبة للدنيا وذلك كمحبة الوالد لولده والولد لوالده والرجل لزوجته والعقارب لاقربائهم والتلميذ لشيخه والمعلم ابناءه ونحو ذلك من الاحوال. هذه محبة طبيعية لا بأس بها. بل الله جل وعلا جعلها غريبة قال الامام رحمه الله باب قول الله تعالى ومن الناس من يتخذ من دون الله اندادا يحبونهم كحب الله قوله ومن الناس من يتخذ من دون الله اندادا اندادا يعني اشباها ونظراء وعكفه يعني يساوونه في المحبة. لهذا قال يحبونهم كحب الله واحد وجهي التفسير في قوله يحبونهم كحب الله يعني يحب المشركون الانداد المشركين لله والوجه الثاني من التفسير ان قوله يحبونه كحب الله معناه يحب المشركون الانداد كحب المؤمنين لله. والوجه الاول اظهر والكاف فيه. هنا في قوله كحب الله بمعنى مثل يعني يحبونهم مثل حب الله وهي كان في المساواة. ومثلية المساواة ولهذا قال جل وعلا في سورة الشعراء مخبرا عن قول اهل النار تالله ان كنا لفي ضلال مبين اذ نسويكم برب العالمين. قال العلماء سووهم برب العالمين في المحبة بدليل هذه الاية ولم يسووهم برب العالمين في الخلق والرزق وافراد الربوبية قال وقوله قل ان كان اباؤكم وابناؤكم الى قوله احب اليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله فتربصوا حتى يأتي الله بامره هذا يدل على ان محبة الله جل وعلا واجبة. وان كون محبة الله وان محبة الله يجب ان تكون فوق كل محبوب. وان يحب الله اعظم من محبته لاي شيء. قال جل وعلا قل ان كان ابائكم وابناؤكم الى ان قال احب اليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله فتربصوا حتى يأتي الله بامره وهذا وعيد في على ان تقديم محبة غير الله على محبة الله كبيرة من الكبائر محرم من المحرمات لان الله توعد عليه وحكم على فاعله بالفسق والضلال الواجب لتكميل التوحيد ان يحب العبد الله ورسوله فوق كل محبوب. ومحبة النبي عليه الصلاة والسلام هي محبة في الله ليست محبة مع الله بل هي محبة في الله لان الله هو الذي امرنا بحب النبي عليه الصلاة والسلام ومحبته اذا في الله يعني في في الله لاجل محبة الله فان من احب الله جل وعلا احب رسله. قال عن انس ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا يؤمن احدكم حتى اكون احب اليه من ولده ووالده والناس اجمعين. قوله لا يؤمن احدكم يعني الايمان الكامل و قوله حتى اكون احب اليه من ولده ووالده والناس اجمعين يعني ان يكون محابي مقدما على محاب غيري فحتى اكون في نفسه احب اليه واعظم في نفسه من ولده ووالده اجمعين. وفي حديث عمر المعروف انه قال للنبي عليه الصلاة والسلام الا من نفسي. فقال يا عمر حتى اكون احب اليك من فقال عمر انت الان احب الي من نفسي؟ قال فالان يا عمر يعني كملت الايمان. فقوله لا يؤمن احدكم يعني الايمان الكامل حتى لا يقدم محبة النبي عليه الصلاة والسلام على محبة الولد والوالد والناس اجمعين. ويظهر هذا بالعمل. فاذا كان يقدم محال هؤلاء على ما فيه مرضاة الله جل وعلا وعلى ما امر به عليه الصلاة والسلام فان محبته للنبي عليه الصلاة والسلام تكون ناقصة لان المحبة محركة. كما قال شيخ الاسلام في كتابه قاعدة في المحبة. يقول المحبة هي التي تحرك الذي يحب الدنيا يتحرك الى الدنيا. والذي يحب العلم يتحرك للعلم. الذي يحب الله جل وعلا محبة عباده ورغب ورهب يتحرك طالبا لمرضاته ويتحرك مبعدا عما فيه مساخط الرب جل وعلا. كذلك الذي يحب النبي عليه الصلاة والسلام على الحقيقة فانه الذي يسعى في اتباع سنته وفي امتثال امره وفي اجتناب نهيه والاهتداء بهديه والاقتداء بسنته عليه الصلاة والسلام قال ولهما عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الايمان ان يكون الله ورسوله احب اليه مما سواهما وان يحب المرء لا يحبه الا لله وان يكره ان يعود في الكفر بعد اذا نقذه الله منه كما يكره ان يقذف في النار. والاستدلال به ظاهر على ان محبة الله ورسوله يجب ان تكون مقدمة على محبة ما سواهما وانها من كمال الايمان وان العبد لن يجد كمال الايمان الا بذلك. قال وفي رواية لا يجد احد حلاوة الايمان حتى الى اخره. المقصود بالحلاوة هنا الحلاوة الناتجة عن تحصيل كماله. لان الايمان له حلاوة حلاوة توجد في الروح وكلما سعى العبد في تكميل ايمانه كلما اشتد وجده لهذه الحلاوة واشتد شعوره بتلك الحلاوة واللذة التي تكون في القلب. قال وعن ابن عباس قال من احب في الله وابغض وفي الله ووالى في الله وعاد في الله فانما تنال ولاية الله بذلك. هذه محبة في الله راجعة الى الامر والنهي وهي من اقسام المحبة احب في الله يعني كانت محبته لذلك المحبوب لاجل امر الله. ابغضت الله يعني كان بغضه لذلك لاجل امر الله ووالى في الله كانت موالاته لعقد للعقد الذي بينه وبين ذاك في الله جل وعلا من اخوة قال وعادا في الله يعني لما حصل بينه وبين ذاك الذي خالف امر الله اما بكفر او بما دونه. قال فانما تنال ولاية الله بذلك يعني انما يكون العبد وليا من اولياء الله بهذا الفعل وهو ان يوالي في الله وان يعادي في الله جل وعلا. والولاية في الفتح هي المحبة والنصرة ولا ولاية يعني احب محبة ونصر نصرة واما الولاية بالكثر فهي الملك والامارة. قال جل وعلا هنالك الولاية لله الحق يعني المحبة والنصرة انما هي لله جل وعلا وليست لغيره. والولاية بالكثر هي الامارة ونحو ذلك فقوله فانما تنال ولاية الله لذلك يعني تنال محبة الله ونصرته بذلك بان يأتي بمحبة الله والبغض في الله. قال ولن يجد عبد طعم الايمان وان كثرت صلاته وصومه حتى يكون كذلك فقد صارت عامة مؤاخاة الناس على امر الدنيا وذلك لا يجدي على اهله شيئا. المؤاخاة والمحبة في الدنيا هذه للدنيا والدنيا قصيرة زائلة وانما يغتر بها اهل الغرور. واما اهل المعرفة بالله والعلم بالله واهل كمال توحيده واهل اكمال الايمان وتحقيق التوحيد فانما تكون محابهم ومشاعرهم القلبية اسوأ انواع العلوم والمعارف التي تكون في القلب وانواع العبادات والمقامات والاحوال التي تكون في القلب يكون ذلك ذلك كله تبعا لامر الله ونهيه رغبة في الاخرة. اما الدنيا فلها اهلنا وهي مرتحلة من هم وهم مقبلون على امر اخرتهم؟ ولذلك لن تجدي المحبة في الدنيا على اهلها شيئا انما الذي يجدي هو الحب الا والرغب في الاخرة. قال وقال ابن عباس في قوله وتقطعت بهم الاسباب. قال المودة لان المشركين كانوا يشركون بالهتهم ويحبونها ويظنون انها ستشفع لهم يوم القيامة لاجل مودتهم لها ومحبتهم لها وستتقطع تلك الاسباب وتلك الحبال المدعاة الموهومة يوم القيامة ولن يجدوا نصيرا. والله جل جلاله قال وتقطعت بهم الاسباب يعني كل ما ظنوه سببا نافعا ينفعهم عند الله فانه سينقطع يوم القيامة اذ تبرأ الذين اتبعوا من الذين اتبعوا