المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد بن ابراهيم بن عبداللطيف ال الشيخ. شروحات كتب الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله شرح كتاب التوحيد الدرس الثاني والاربعون. نعم باب قول الله تعالى فلا تجعلوا لله اندادا وانتم تعلمون. قال ابن عباس رضي الله عنهما في الاية الامداد هو الشرك اخفى من دبيب النمل على صفاة سوداء في ظلمة الليل. وهو ان تقول والله وحياتك يا فلان وحياتي وتقول لولا سليبة هذا لاتانا اللصوص ولولا البط في الدار لاتوا النصوص. وقول الرجل لصاحبه ما شاء الله وشئت. وقول الرجل وقول الرجل لولا الله وفلان لا تجعل فيها فلان هذا كله شرك رواه ابن ابي حاتم وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من حلف بغير الله فقد كفر او اشرك. رواه الترمذي وحسنه وصححه الحاكم. وقال ابن مسعود لان احلف بالله كاذبا احب الي من ان احلف بغيره صادقا. وعن حذيفة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا تقولوا ما شاء الله وشاء فلان ولكن قولوا ما شاء الله ثم شاء فلان رواه ابو داوود بسند صحيح ابو داوود. رواه ابو داوود بسند صحيح. وجاء عن ابراهيم النخعي انه يكره ان يقول اعوذ بالله وبه ويجوز ان يقول بالله ثم بك. قال ويقول لولا الله ثم فلان ولا تقولوا لولا الله وفلان الله وفلان. نعم. ولا تقولوا لولا الله وفلان هذا باب قول الله تعالى فلا تجعلوا لله اندادا وانتم تعلمون فيه بيان ان هناك الفاظا فيها التنديد والتنديد معناه ان تجعل غير الله ندا له فيكون التنديد في نسبة النعم الى غير الله ويكون التنديد في الحلف بغير الله ويكون التنديد في قول ما شاء الله وشاء فلان وغير ذلك من الالفاظ فهذا الباب فيه بيان ان التنديد يكون في الالفاظ والتنديد هنا المراد به التمديد الاصغر الذي هو شرك اصغر في الالفاظ. وليس التمديد الكامل الذي هو الشرك الاكبر وقوله جل وعلا فلا تجعلوا لله اندادا وانتم تعلمون هذا عام يشمل اتخاذ الانداد للشرك الاكبر اتخاذ الامداد بالشرك الاكبر ويشمل ايضا اتخاذ الامداد بانواع الاشراك التي دون الشرك الاكبر لان قوله اندادا هذا يعم جميع انواع التنبيه. والتنديد منه ما هو مخرج من الملة ومنه ما لا يخرج من الملة ولهذا ساق عن ابن عباس انه قال الانداد هو الشرك اخفى من دبيب النمل. فجعل مما يدخل في هذه الاية الشرك الخفي او شرك الالفاظ التي تخفى على كثير من الناس مناسبة هذا الباب لكتاب التوحيد ظاهرة من ان حقيقة التوحيد الا يكون في القلب الا الله جل وعلا والا يتلفظ بشيء فيه لجعل غير الله جل وعلا فيه جعل غير الله جل وعلا شريكا له او ندا له كمن حلف الله او كمن قال ما شاء الله وشاء فلان او لولا كليبة هذا لاتانا اللصوص ونحو هذه الالفاظ الاول ظاهر وهو تبع للباب قبله. يعني كلام ابن عباس على الاية. ثم قال في اخره لا تجعل فيها هذا كله به شرك. يعني لا تقل لولا الله وفلان قل لولا الله لحصل كذا. هذا هو الاكمل فالذي ينبغي في استعمال هذه الالفاظ ان تنسب الى الله. فظهر لنا هنا ان ثمة درجتين جائزة غير ذلك لا يجوز وهاتان الدرجتان الاولى هي الكاملة. وهي ان يقول لولا الله لما حصل كذا والجائز ان يقول لولا الله ثم فلان لما حصل كذا هذه جائزة وهي توحيد لجعله مرتبة فلان نازلة عن مرتبة نعمة الله جل وعلا او انعام الله ولكن هذا ليس هو الكمال. ولهذا قال ابن عباس هنا لا تجعل فيها فلانا لان الكمال ان تقول لولا الله لاتنا اللصوص لولا نعمة الله لما حصل كذا لولا فضل الله لما حصل هذه هي المرتبة الكاملة والجواز ان تقول لولا الله ثم فلان واما الذي لا يجوز والذي قال فيه ابن عباس كله به شرك ان يقول لولا الله وفلان بالواو. لان الواو تفيد التشريك بين المعطوف والمعطوف عليه. دون تراخي في المرتبة. اما ثم فتفيد التراقي في المرتبة او التراخي في الزمن على ما هو معلوم في هذا المبحث في حروف المعاني من النحو. فلهذا صار قول القائل لولا الله وفلان شرك او ما شاء الله وشاء فلان ان هذا شرك اصغر والواجب ان يقول لولا الله او ان يقول ما شاء الله وحده كما سيأتي في باب بعد ذلك فاذا تحصل لنا ان الكمال ان ينسب ذلك الى الله جل وعلا وان الجائز ان يقول لولا الله ثم فلان قال وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من حلف بغير الله فقد كفر او اشرك. رواه الترمذي حسنه وصححه الحاكم. من حلف بغير الله يعني عقد اليمين بغير الله جل وعلا. فقد كفر او اشرك واليمين هي تأكيد الكلام بمعظم به بين المتكلم والمخاطب يؤكد الكلام بمعظم به. باحد حروف القسم الثلاثة الواو او الباء او التاء فاليمين او الحلف يكون بتأكيد الكلام بمعظم به بالواو او بالباء او والواجب الا يؤكد الكلام الا بالله جل وعلا. لان المعظم على الحقيقة هو الله جل وعلا واما البشر فليسوا بمعظمين بحيث يحلب بهم وانما ربما عظموا بشيء يناسب ذاتهم تعظيم البشر اللائق. اما التعظيم الذي يصل الى حد ان يحلف به فهذا انما هو لله جل وعلا فاذا الواجب الا يؤكد الكلام الا بالله جل وعلا اذا اراد الحلف. اذا اراد ان يكون الفا فليحلف بالله فليؤكد الكلام بالله جل وعلا باستخدام احد الاحرف الثلاثة الواو او الباء او التاء. واما اذا استخدم غير هذه الاحرف كلفظ فيه ونحو ذلك فانه لا يعد حلفا الا ان كان في قلبه انه يمين ولكنه اخطأ التعبير فالعبرة ما في النفس من المعاني اما ما في اللفظ فان انه في هذا المقام يؤول الى ما في القلب. لهذا قال هنا من حلف بغير الله فقد كفر او اشرك. لماذا كفر او اشرك؟ لانه عظم هذا المخلوق كتعظيم الله جل وعلا في الحلف به. وكفره وشركه شرك اصغر. وقد يصل الى ان يشرك بالحلف شركا اكبر اذا عظم المحلوف به كتعظيم الله جل وعلا في العبادة فاذا صار حقيقة الحلف بغير الله انه تعظيم لذلك المحلوف به. في الحلف فان انضاف الى ذلك ان المحلوف به معظم في العبادة صار شركا اكبر. كحلف الذين يعبدون الاوثان باوثانهم فانه شرك اكبر لانه يعظم ذلك الوثن او ذلك القبر او تلك البقعة او ذلك المشهد او ذلك الولي يعظم كتعظيم الله في العبادة. فيكون حلفه حلف فيكون حلفه حلفا بمعظم به في العبادة فاذا صار هنا الشرك الاصغر حاصل بمجرد الحلف بغير الله. فكل من حلف بغير الله فهو مشرك الشرك الافضل وقد يصل في بعض الاحوال الى ان يكون مشركا في الشرك الاكبر اذا كان يعبد هذا الذي حلف به. وهناك امين بغير الله في اللفظ. فهذه ايضا شرك ولو لم يعقد القلب اليمين كمن يكون دائما على لسانه استعمال الحلف بالنبي او بالكعبة او بالامانة او بولي ونحو ذلك وهو ولا يريد حقيقة اليمين وانما يجري على لسانه مجرى اللغو فهذا ايضا شرك لانه تعظيم لغير الله جل وعلا قال وقال ابن مسعود لان احلف بالله كاذبا احب الي من ان احلف بغيره صادقا. هذا لاجل عظم الحلف بغير الله جل وعلا وان الحلف بغير الله شرك. واما الكذب فانه كبيرة والشرك الاصغر هذا اعظم من الكبائر. فلهذا استحب ان يكذب مع التوحيد. والا يصدق مع الشرك. لان حسنة التوحيد اعظم من سيئة الكذب ولان سيئة الشرك عشنا من سيئة الكذب قال وعن حذيفة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم لا تقولوا ما شاء الله وشاء فلان ولكن قولوا ما شاء الله ثم شاء فلان رواه ابو داوود بسند صحيح. هذا من جهة الارشاد الى ما ينبغي ان يقال. فلا تجعل مشيئة العبد مقارنة مع مشيئة الله بل الواجب ان ينزه العبد لفظه حتى يعظم الله جل وعلا. والقلب المعظم لله جل وعلا لا يمكن ان استعمل لفظا فيه جعل لمخلوق في مرتبة الله جل وعلا في المشيئة او في الحلف او في الصفات ونحو ذلك. لهذا قال لا قولوا ما شاء الله وشاء فلان وهذا النهي للتحريم لان هذا التشريك بالمشيئة هذا شرك اصغر بالله جل وعلا قال ولكن قولوا ما شاء الله ثم شاء فلان لان ثم تفيد التراحي في المشيئة وهذا لان مشيئة العبد بمشيئة الله جل وعلا قال تعالى وما تشاؤون الا ان يشاء الله رب العالمين. فمشيئة العبد ناقصة ومشيئة الله كاملة. قال وجاء عن ابراهيم النخعي انه يكره اعوذ بالله وبك اعوذ بالله وبك لان الواو تقتضي التشريك في الاستعاذة والاستعاذة كما ذكرنا لها جهتان جهة ظاهرة جهة باطنة اما الجهة الباطنة وهي الالتجاء والاعتصام والرغب والرهب واقبال القلب على المستعاذ به فهذا لا الا لله الاعتماد بالاستعاذة على المخلوق فيما اقدره الله عليه هذا جائز لان الاستعاذة بالمخلوق فيما اقدره الله عليه ظاهرا هذا جائز. لهذا كان يكره ان يقول اعوذ بالله وبه. والكراهة في استعمال يراد منها غالبا المحرم واترث لغير المحرم. ولكن يستعملونها فيما لا نص فيه. ومجيء الكراهة بمعنى مديء الكراهة بمعنى التحريم في القرآن في قوله تعالى لما ذكر الكبائر في سورة الاسراء كل ذلك كان سيئه عند ربه مكروها وفي القراءة الاخرى كل ذلك كان سيئة عند ربك مكروها مكروها اي محرما تحريم الشديد قال ويجوز ان يقول بالله ثم بك لما فيها من التراخي. قال ويقول لولا الله ثم