المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد بن ابراهيم بن عبداللطيف ال الشيخ. شروحات كتب الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله شرح كتاب التوحيد الدرس الثامن والاربعون. باب من هزل بشيء فيه ذكر الله او القرآن او الرسول. وقول الله تعالى ولئن سألتهم ليقولون قلنا انما كنا نخوض ونلعب قل ابالله واياته ورسوله كنتم تستهزئون؟ وعن ابن عمر ومحمد ابن كعب وزيد ابن اسلم دخل حديث بعضهم في بعض انه قال رجل في غزوة تبوك ما رأينا مثل قرائنا ما رأينا مثل قرائنا هؤلاء ارغب بطونا ولا اكذب السنا ولا اجبن عند اللقاء. يعني رسول الله صلى الله عليه وسلم واصحابه القراء. فقال له عوف بن ما لك كذبت ولكنك منافق لاخبرن رسول الله صلى الله عليه وسلم فذهب عوف الى رسول الله صلى الله عليه وسلم ليخبره فوجد القرآن قد سبقك فجاء ذلك الرجل الى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد ارتحل وركب ناقته. فقال يا رسول الله انما كنا نخوض ونتحدث حديث الركب نقطع به عناء الطريق. قال ابن عمر كاني انظر اليه متعلقا بنفعة ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم وان الحجارة تنكب رجليه وهو يقول انما كنا نخوض ونلعب فيقول له رسول الله صلى الله عليه وسلم ابالله واياته ورسوله كنتم تستهزئون لا تعتذروا قد كفرتم بعد ايمانكم ما يلتفت اليه وما يزيده عليه هذا باب من هزل بشيء فيه ذكر الله او القرآن او الرسول التوحيد الخالص في القلب بل اصل التوحيد لا يجامع الاستهزاء بالله جل وعلا وبرسوله وبالقرآن. لان الاستهزاء معارضة والتوحيد موافقة ولهذا قال بعض اهل العلم الكفار نوعان معرضون كمن قال الله فيهم بل اكثرهم لا يعلمون الحق فهم معرضون. ومعارضون وهم المجادلون او الذين يعارضون بانواع المعارضات لاجل اطفاء نور الله ومن ذلك الاستهزاء فالتوحيد استسلام. وانقياس وقبول وتعظيم الهزء والاستهزاء بشيء فيه ذكر الله او القرآن والرسول هذا معارضة لانه مناف للتعظيم. ولهذا صار كفرا اكبر بالله جل وعلا. لا يفطر الاستهزاء بالله او برسوله صلى الله عليه وسلم او بالقرآن من قلب موحد اصلا. بل لابد ان يكون اما منافقا او كافرا مشركا قال باب من هذل الهزل خلاف الجد. وصفته ان ليتكلم بكلام فيه الهزل والاستهزاء والعيب اما بالله او بالقرآن او بالرسول صلى الله عليه وسلم. وقول الشيخ رحمه الله هنا باب من هزل بشيء الباهى به هل هي التي يذكر بعدها وسيلة الهزل او الباء التي يذكر وبعدها ما هزل فيه الظاهر هو الثاني. الاول باب من هزل بشيء فيه ذكر الله او القرآن او الرسول يعني ذكر الله هادلا. ذكر القرآن بشيء فيه هزل. ذكر الرسول بشيء بشيء فيه عدل. يعني هذل وهو يذكر هذه الاشياء. والثاني من هزل بشيء فيه ذكر الله يعني كان المستهزأ به او المهزول به هو ذكر الله او القرآن او الرسول. ومعلوم ان المعنى هو الثاني لان الشيخ اريد ان المستهزأ به هو الله او الرسول او القرآن تباعا لنص الاية. فمناسبة هذه الاية مناسبة هذا الباب لكتاب التوحيد ظاهرة وهو ان الهزل ان الهزل والاستهزاء بالله او بالرسول او مناف لاصل التوحيد وكفر مخرج من الملة. لكن بضابطه وهو ما ذكرناه من ان الاستهزاء وهو الاستنقاص واللعب والسخرية يكون بالله جل جلاله. او يكون بالرسول صلى الله عليه وسلم او يكون بالقرآن. وهذا هو الذي جاء فيه النص. قال جل وعلا ولئن سألتهم ليقولن ان كما كنا نخوض ونلعب قل ابالله واياته ورسوله كنتم تستهزئون لا تعتذروا قد كفرتم قم بعد ايمانكم فمن استنقص الله جل وعلا او هذل او هذل بذكره لله جل وعلا يعني حينما ذكر الله جل وعلا استهزأ هزل ولم يظهر التعظيم في ذلك. فتنقص الله جل وعلا كما يفعل بعض الفسقة. والذين يقولون الكلمة لا يلقون لها بالا تهوي ببعضهم في النار سبعين خريفا او بالقرآن او استهزأ بالقرآن او بالسنة يعني بالنبي عليه الصلاة فانه كافر للكفر الاكبر المخرج من الملة. هذا ضابط هذا الباب ويخرج عن ذلك ما لو استهزأ بالدين. فان الاستهزاء بالدين فيه فان المستهزء او الساب للدين او النائم للدين او المستهزئ بالدين قد يريد دين المستهزئ به ولا يريد اصلا فلا يرجع استهزاؤه الى واحد من الثلاثة ولهذا نقول الكفر يكون اكبر فيمن استهزأ اذا كان باحد الثلاثة التي التي ذكرنا ونصخت عليها الاية او كان راجعا الى احد الثلاثة اما اذا كان استنزاف بشيء خارج عن ذلك فانه يكون فيه تفصيل. فان هزل بالدين فينظر هل دين الاسلام او يريد تدين فلان؟ مثلا يأتي واحد من المسلمين ويقول مثلا بهيئة احد الناس هو هيئته يكون فيها التزام بالسنة. فهل هذا يكون مستهزئا الاستهزاء الذي يخرجه من الملة الجواب لا. لان هذا الاستهزاء راجع الى الى تدين هذا المرء. وليس راجعا الى الى الدين اصلا. فيعرف بان هذا سنة عن النبي صلى الله عليه وسلم فاذا علم انه سنة واقر بذلك وان النبي فعله ثم استهزأ بمعنى استنقص او هزع بالذي اتبع السنة مع علمه بانها سنة واقراره بصحة كونها سنة فهذا رجع الى اهداء للرسول كذلك الاستهزاء بكلمات قد يكون مرجعها الى القرآن وقد لا يكون مرجعها الى القرآن فيكون فيه تفصيل. فاذا اذا سمعت الاستهزاء او قرأته فاذا كان راجعا الى الاستهزاء بالله او التفاتة او باسمائه او بالرسول عليه الصلاة والسلام او بالقرآن فان هذا كفر. فان كان الاستهزاء غير ذلك فتنظر في التفصيل الحين كان راجعا الى احد الثلاثة فهو كفر اكبر وان كان غير ذلك فانه يكون محرما ولا يكون كفرا اكبر قال وقول الله تعالى ولئن سألتهم ليقولن انما كنا نخوض ونلعب. قلها بالله واياته ورسوله كنتم تستهزئون لا تعتبروا قد كفرتم بعد ايمانكم. هذه الاية نص في ان المستهزئ بالله وبالرسول وبايات الله جل وعلا والمقصود بها ايات الله جل وعلا الشرعية يعني القرآن ان هذا المستهزئ كافر وانه لا ينفعه اعتذار بانه كان في هزل ولعب. بل هو كافر لان تعظيم الله جل وعلا وتوحيده يوجب عليه الا يستهدف اذا قوله لا تعتبروا قد كفرتم بعد ايمانكم هو دليل كفر المستهلك. وهذه الاية نزلت في المنافقين. وبعض اهل العلم قال ليست للمنافقين وهذا غلط وليس بصواب ذلك لان لاسباب ومنها ان هذه السورة التي منها هذه الاية هي في حال المنافقين. ولان السياق سباقه سباقه ولحاقه يدل على ان الظمائر فيها ترجع الى المنافقين قال جل وعلا قبل هذه الاية في سورة براءة يحذر المنافقون ان تنزل عليهم سورة تنبئهم بما في وبهم اولي استهزئوا ان الله مخرج ما ما تحذرون ولئن فعلتهم ليقولن انما كنا نخوض نعم هذه ظاهرة لان سباقها في المنافقين الظمير في قوله ولئن سألتهم يعني من ذكر قبل هذه الاية وهم منافقون بقوله يحذر المنافقون ثم قال بعدها ولئن سألتهم. وكذلك ما بعدها من الايات في المنافقين في قوله جل وعلا المنافقون والمنافقات بعضهم من بعض يأمرون بالمنكر وينهون عن المعروف ويقبضون ايديهم والادلة على ذلك كثيرة فالصواب في ذلك ان المراد بهؤلاء انهم المنافقون واما اهل التوحيد فانه لا يصدر منهم اهداء اصلا. ولو استهزأ لعلمنا انه غير لعلمنا مع انه غير معظم لله وان توحيده ذهب اصلا لان الاستهزاء يطرد التعظيم والدليل الذي ذكره في سبب النزول وقصة النزول ظاهرة. فالواجب على المسلمين جميعا وعلى طلبة العلم خاصة ان يحذروا من الكلام. لان كثيرين يتكلمون بكلام لا يلقون له بالا خاصة في مجالس بعظ المنتسبين الى الخير وطلبة العلم ربما استهزأوا او ربما تكلموا بكلام فيه شيء من الهزل وفيه شيء من الضحك وكان في اثناء هذا الكلام فيه ذكر الله او فيه ذكر القرآن او فيه ذكر بعض العلم وهذا مما لا يجوز وقد يدخل احدهم في النبي عليه الصلاة والسلام وان الرجل ليتكلم بالكلمة لا يلقي لها بالا يهوي بها في النار سبعين خريفا فنسأل الله جل وعلا السلامة والعافية فالواجب على العبد ان يعظم الله والا يتلفظ بلسانه الا بكلام عقله قبل ان يقوله لان اللسان هو مورد الهلكة. قال معاذ للنبي عليه الصلاة والسلام او ان يا رسول الله مؤاخذون بما نقول قال ثكلتك امك يا معاذ وهل يكب الناس في النار على مناخرهم او قال على وجوههم الا حصائد السنتهم الله الله في النساء في في انه اعظم الجوارح خطرا مما يسهل او يتساهل به اكثر الناس. فاحذر ما تقول خاصة فيما يتعلق بالدين او بالعلم او اولياء الله او بالعلماء او بصحابة النبي عليه الصلاة والسلام او بالتابعين فان هذا مورده خطير والله المستعان لعظمت الفتنة والناجي من