سخن ادخلوا مصر انشاح الله امنين وهم قد دخلوا مصر وكقوله جل وعلا لتدخلن المسجد الحرام ان شاء الله امنين محلقين رؤوسكم ومقصرين لا تخافوا المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد بن ابراهيم بن عبداللطيف ال الشيخ. شروحات كتب الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله شرح كتاب التوحيد الدرس الثالث والخمسون؟ باب قول اللهم اغفر لي ان شئت في الصحيح عن ابي هريرة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا يقل احدكم اللهم اغفر لي ان شئت اللهم ارحمني ان شئت ليعزم المسألة فان الله لا مكره له. ولمسلم وليعظم الرغبة فان الله لا يتعاظمه شيء اعطاه قال باب قول اللهم اغفر لي ان شئت حقيقة التوحيد ان يوحد العبد ربه جل وعلا بتمام الذل والخضوع والمحبة. وان يتضرع الى الله جل وعلا ويتذلل اليه في اظهار فقره التام اليه وان الله جل وعلا هو الغني عمن سواه وقول القائل اللهم اغفر لي ان شئت يفهم منه انه مستغن عن ان يغفر له. كما يأتي العزيز او المتكبر من الناس فيقول لاخر لا يريد ان يتذلل له فيقول افعل هذا انكر. يعني ان فعلت ذلك فحسن وان لم تفعل فليست بملح عليك. ولن بذي اكرام فهو مناف هذا القول مناف حاجتك الذي قالها الى الاخر. ولهذا كان في عدم تحقيق للتوحيد ومنافعة لما يجب على العبد في جناب ربوبية الله جل وعلا ان يظهر ساقته وحاجته لربه وانه لا غنى به عن مغفرة الله وعن غنى الله وعن عفوه وكرمه وافضاله ونعمه طرفة عين. فقول القائل اللهم اغفر لي ان شئت كانه يقول لست محتاجا ان شئت فاغفر والا لم تشاء فلست بمحتاج وهذا فعل اهل التكبر واهل الاعراض عن الله جل وعلا. ولهذا حرم هذا اللفظ وهو ان يقول احد اللهم اغفر لي ولهذا ساق الحديث قال في الصحيح عن ابي هريرة ان رسول الله صلى الله عليه قال لا يقل احدكم اللهم اغفر لي ان شئت اللهم ارحمني ان شئت ليعزم المسألة فان الله الا مكره له ولمسلم وليعظم الرغبة فان الله لا يتعاظمه شيء اعطاه. قوله ليعزم المسألة يعني ليسأل سؤال عازم سؤال محتاج سؤال متذلل لا سؤال مستغني مستكبر فليعزم المسألة وليسأل هل تعان جاد محتاج متذلل فقير يحتاج الى ان يعطى ذلك. والذي سأل سأل اعظم المتاعب وهي والرحمة من الله جل وعلا. فيجب عليه ان يعظم هذه المسألة ويعظم الرغبة وان يعزم المسألة. فان الله لا مكره له الله جل وعلا لا احد يكرهه لتمام غناه وتمام عزته وقهره وجبروته وتمام كونه مقيتا سبحانه وتعالى وهذا من اثار الاسماء والصفات. لهذا لا يجوز للدعاء ان يواجه العبد ربه بهذا قول اللهم اغفر لي ان شئت اللهم ارحمني ان شئت. وهذا واضح ظاهر في الدعاء الذي فيه المخاطبة. كهذا الخطاب اللهم اغفر لي ان شئت هو يخاطب الله جل وعلا فيقول ذلك. ولهذا قال بعض اهل العلم ان هذا قيدوا بالدعاء الذي فيه خطاب. اما الدعاء الذي ليس فيه خطاب؟ فيكون التعليق مشيئة ليس تعليقا لاجل عدم الحاجة او منبئا عن عدم الحاجة كهذا الدعاء بل هو للتبرك فمن يقول رحمه الله ان شاء الله او غفر الله له ان شاء الله او الله يعطيه من المال كذا وكذا ان شاء الله ونحو ذلك. فهذا قالوا لا يدخل في هذا النوع لانه ليس على وجه الخطاب وليس على وجه الاستغناء. ولكن الادب ينطوي الا يستعمل هذه العبارة في الدعاء مطلقا. لانها وان كانت ليست بمواجهة فانها داخلة في تعليق الدعاء بالمشيئة. والله جل وعلا لا مكره له. فعموم المعنى المستفاد من قوله فان الله انامك يا له عموم هذا التعليل يشمل هذه وهذا. فلا شك ان قول اللهم اغفر لي ان شئت اعظم ولكن قول القول اثر داخل ايضا في علة النهي ومعنى النهي ولهذا لا يسوغ استعماله. وقول النبي عليه الصلاة سلام لمن عاده كما رواه البخاري ومسلم وغيرهما قال لمن عاده وقد اصابته الحمى قال طهور ان شاء الله قال بل هي حمى تفور الى اخر كلامه. هذا قوله عليه الصلاة والسلام طهور ان شاء الله. هذا ليس فيه دعاء وانما هو من جهة الخبر. قال يكون طهورا ان شاء الله. فهو ليس بدعاء وانما هو خبر فافترق عن اصل المسألة. قال طائفة ايضا من اهل العلم من شراح البخاري. وقد يكون قوله طهور ان شاء الله بالبركة. فيكون ذلك من جهة التبرك كقوله جل وعلا مخبرا عن قول