المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد بن ابراهيم بن عبداللطيف ال الشيخ. شروحات كتب الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله شرح كتاب التوحيد الدرس السابع والخمسون. باب ما جاء في اللون. باب باب ما جاء في اللوت. وقول الله تعالى يقولون لو كان من الامر شيء ما قتلنا ها هنا وقوله الذين قالوا لاخوانهم وقعدوا لو اطاعونا ما قتلوا. في الصحيح عن ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال احرص على ما ينفعك ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجزن وان اصابك شيء فلا تقل لو اني فعلت لكان كذا وكذا ولكن قل قدر الله وما شاء فعل فان لو تفتح عمل الشيطان باب ما جاء في اللوم قلب الموحد قلب المؤمن لا يكون محققا مكملا للتوحيد حتى يعلم ان كل شيء بقضاء الله جل وعلا وبقدره وان ما فعله سبب من الاسباب. والله جل وعلا مضى قدره في خلقه وانه مهما فعل فانه لن يحدث قدر الله جل وعلا فاذا كان كذلك كان القلب معظما لله جل وعلا في تصرفه في ملكوته. وكان القلب لا يخالطه تمني ان يكون شيء فات على غير ما كان وانه لو فعل اشياء لتغير ذلك التابع بل الواجب ان يعلم ان قضاء الله نافذ وان قدره ماض وان ما سبق من الفعل قد قدره الله جل وعلا وقدر نتائجه. فالعبد لا يمكنه ان يرجع الى الماضي في غيره. واذا استعمل لفظ لو او لفظ ليت وما اشبهها من الالفاظ التي تدل على ندم على الندم وعلى التحسر على ما فات فان ذلك يضعف القلب. ويجعل القلب متعلقا بالاسباب منصرفا عن الايقان بتصريف الله جل وعلا في ملكوته. وكمال التوحيد انما يكون بعدم الالتفات الى فان الماضي الذي حصل اما ان يكون مصيبة اصيب بها العبد فلا يجوز له ان يقول لو لو كان فعلت كذا لما حصل كذا. بل الواجب عليه ان يصبر على المصيبة وان يرضى بفعل الله جل وعلا ويستحب له والرضا بالمصيبة. واذا كان ما اصابه في الماضي معصية فان عليه ان يسارع في التوبة. والانابة والا يقول لو كان كذا لم يكن كذا بل يجب عليه ان يسارع في التوبة والانابة حتى يمحو اثر المعصية. فاذا ما مضى من المقدر للعبد معه حالان اما ان يكون مصائب اما ان يكون ذلك الذي مضى مصائب فحالها كما ذكرنا و اما ان يكون معايب ومعاصي فالواجب عليه ان ينيب وان يستغفر وان يقبل على الله جل جلاله قد قال سبحانه واني لغفار لمن تاب وامن وعمل صالحا ثم اهتدى. الشيطان يدخل على القلب يسيء الظن بربه جل وعلا وبقضائه وقدره. واذا دخلت اساءة الظن بالله ضعف التوحيد لم يحقق العبد ما يجب عليه من الايمان بالقدر والايمان بافعال الله جل جلاله. ولهذا عقد المصنف هذا الباب بان كثيرين يعترظون على القدر من اجل يعترظون على القدر من جهة افعالهم يظنون انهم لو اشياء لتغير الحال. والله جل وعلا قد قدر الفعل وقدر نتيجته. فالكل موافق لحكمته سبحانه وتعالى قال وقول الله تعالى يقولون لو كان لنا من الامر شيء ما قتلنا ها هنا. قال وقوله الذين قالوا لاخوانهم وقعدوا لو اطاعونا ما قتلوا. ذكرنا ان قول لو في الماضي ان هذا لا يجوز. وانه محرم ذلك من الايتين ومناسبة الايتين للباب ظاهرة. وهو ان التحسر على الماضي بالاتيان بلفظ لو انما كان من خصال المنافقين. قال جل وعلا عن المنافقين يقولون لو كان لنا من الامر شيء ما قتلنا ها هنا وقال الذين قالوا لاخوانهم وقعدوا لو اطاعونا ما قتلوا. وهذا في قصة غزوة احد ما هو معروف فهذا من كلام المنافقين. فيكون اذا استعمال لو من خصال النفاق وهذا يدل على حرمتها قال في الصحيح عن ابي هريرة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجزنه. وان اصابك شيء فلا تقل او اني فعلت لكان كذا وكذا ولكن قل قدر الله وما شاء فعل فان لو تفتح عمل الشيطان وجه مناسبة هذا الحديث قوله وان اصابك شيء فلا تقل لو اني فعلت لكان كذا وكذا. لو هنا كانت على الماضي ان اصابك شيء فلا تقل وهذا النهي للتحريم لو اني فعلت لكان كذا. وهذا لانه سوء ظن ولانه فتح عمل الشيطان. فالشيطان يأتي المصاب فيغريه بلوء حتى اذا استعملها ضعف قلبه عجز وظن انه سيغير من قدر الله شيء. وهو لن لا يستطيع ان يغير من قدر الله شيئا. بل قدر الله في ماض ولهذا ارشده عليه الصلاة والسلام ان يقول قدر الله وما شاء فعل لان ذلك راجع الى قدره والى مشيئته هذا كله من النهي والتحريم راجع الى ما كان من استعمال لو او ليت وما شابههما من الالفاظ في التحسر على ماضي وتمني ان لو فعل كذا حتى لا يحصل له ما سبق. كل ذلك فيما يتصل بالماضي. اما المستقبل ان يقول او يحصل لي لو فعلت كذا وكذا في المستقبل فانه لا يدخل في النهي. وذلك لاستعمال النبي عليه الصلاة والسلام لذلك حيث قال مثلا لو استقبلت من امري ما استدبرت لما سقت الهدي ولجعلتها عمرة. ونحو ذلك من الادلة اعمال لو في المستقبل الاصل فيه الجواب. الا ان اقترن به الا ان اقترن بقول القائل لو يريد المستقبل اعتقاد ان فعله فيكون حاكما على القدر كاعتقاد بعض الجاهليين لو حصل لي كذا لفعلت كذا. تكبرا وانفة واستعظاما لفعلهم فان هذا يكون من المنهي. لان فيه تدبرا وفيه تعاظما. والواجب على العبد ان يكون ذليلا لان القضاء والقدر ماض. وقد يأتي يحصل له الفعل ولكن ينقلب على عقبيه. كحال الذي قال الله جل وعلا فيه ومنهم من عاهد الله لان اتانا من فضله لنتصدقن ولنكونن من الشاكرين فلما ولنكونن من الصالحين ومنهم من عاهد الله لان اتانا من فضله لنصدقن ولنكونن من الصالحين فلما اتاهما من فضل فلما اتاهم من فضله بخلوا به وتولوا وهم معرضون فاعقبهم نفاقا في قلوبهم الى يوم يلقونه بما اخلفوا الله ما وعدوه وبما كانوا يكذبون فانهم قالوا لو كان لنا كذا وكذا وكذا لفعلنا كذا وكذا فلما اعطاهم اعطاهم الله جل وعلا المال بخلوا به وتولوا وهم معرضون. فهذا فيه نوع تحكم على القدر وتعاظم. فاستعمال لو في المستقبل اذا كانت في الخير مع رجاء ما عند الله بالاعانة على اسباب الخير فهذا جائز اما اذا كان على وجه التجبر والاستعظام فانه لا يجوز لان فيه نوعان تحكم