ذاك الرز ممكن ان تصنع. ولكن لا يمكن ان تكون كخلقك كخلق الله جل وعلا. وكذلك الشعيرة يمكن ان تصنع شكلا وان تصور شكلا لكن يعجز ان يجعل فيها الحياة. فمثلا حب البر او الشعير او المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد بن ابراهيم بن عبداللطيف ال الشيخ. شروحات كتب الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله شرح كتاب التوحيد الدرس الواحد والستون. بعض ما جاء في المصورين عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الله تعالى ومن اظلم ممن ذهب يخلق كخلقي فليخلقوا ذرة او ليخلقوا حبة او ليخلقوا شعيرة اخرجاه ولهما عن عائشة رضي الله عنها ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اشد الناس عذابا يوم القيامة الذين يضاهئون بخلق الله ولهما عن ابن عباس سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول كل مصور في النار يجعل له بكل صورة صورها نفس يعذب بها في جهنم وله ما عنه مرفوعا من صور صورة في الدنيا كلف ان ينفخ فيها الروح وليس بنافخ ولمسلم عن ابي الهياج قال قال لي علي الا ابعثك على ما بعثني عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ان لا تدع الا صورة الا طمستها ولا قبرا مشرفا الا سويته هذا باب ما جاء في المصورين والمصورون جمع تصحيح للمصور والمصور هو الذي يفعل احداث الصورة يعني هو الذي يقوم بالتصوير. والتصوير معناه التذكير. تشكيل الشيء حتى هنا على هيئة صورة والصورة قد تكون صورة ادم او لغير ادم من حيوان او لنبات او لجمال او لسماء او ارض فكل هذا يقال له مصور اذا كان يشكل بيده شيئا على هيئة صورة صورة معروفة وقوله باب ما جاء في المصورين يعني من الوعيد. ومن الاحاديث التي فيها انهم جعلوا انفسهم اندادا لله جل وعلا. وعموم ذكرنا في معنى المصور هذا من جهة المعنى. اما من جهة الحكم فيأتي بيان التفصيل ان شاء الله مناسبة الباب لكتاب التوحيد ان التوحيد هو الا يجعل لله مثل فيما يستحقه جل وعلا. والتصوير تنديد من جهة ان المصور جعل فعله ندا لفعل الله جل وعلا ولهذا يدخل الرضا بصنيع المصور في قول الله جل وعلا فلا تجعلوا لله اندادا وانتم تعلمون. اذ ذلك حقيقته انه جعل هذا المصور شريكا لله جل وعلا في هذه الصفة مع انه تصويره ناقص وتصوير الله جل وعلا على جهة الكمال. لكن في من جهة اعتقاد لما جعل هذا المخلوق مصورا والله جل وعلا هو الذي ينفرد بالتصويت سبحانه وتعالى يعني بتصوير المخلوقات كما يشاء كان من كمال التوحيد ان لا يرضى بالتصوير. وعن لا يفعل احد هذا الشيء لان ذلك لله جل وعلا. فالتصوير من حيث الفعل مناف لكمال التوحيد. وهذا فهو مناسبة ايراد هذا الباب في هذا الكتاب. والمناسبة الثانية له ان التصوير وسيلة من وسائل الشرك بالله جل وعلا الشرك ووسائله يجب وفدها وغلق الباب لانها تحدث في الناس الاشراك او وسائل الاشراك فصار اذا التصوير له جهتان الجهة الاولى جهة المضاهاة من خلق الله والتمثل بخلق الله جل وعلا وبصفته واسمه والثانية انه وسيلة للافراد. الصورة من حيث هي وسيلة. قد لا يفرط بالصورة المعينة التي عملت ولكن الصورة من حيث الجنس هي وسيلة ولا شك من وسائل الاشراف. وشرك كثير من المشركين من جهة الصور فكان من تحقيق التوحيد الا تقرر صور لاجل ان الصورة وسيلة من وسائل المشركين في عباداتهم قال عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الله تعالى ومن اظلم ممن ذهب يخلق كخلقي فليخلقه ذرة او ليخلقوا حبة او ليخلقوا شعيرة. اخرجه. هذا الحديث فيه معنى وفيه تمثيل اما المعنى وهو قوله ومن اظلم ممن ذهب يخلق كخلقي. فصار الظلم معلقا بان العبد كخلق الله جل وعلا والمقصود بذلك يصور كصورة او كتصوير الله جل وعلا لخلقه. ثم قال معززا فليخلقوا راحوا ليخلقوا حبة او ليخلقوا شعيرة. معلوم ان الذرة من حيث هي ذرة الا يمكن ان تعمل باي شيء وترمى فتراها في الضوء والشمس انها ذرة. وكذلك الحبة يعني حبة الحنطة حبة البر او او نحو ذلك ينبت بما اذا وظع في الارظ الذي هو من خلق الله جل وعلا. اما ما صنعه المخلوق فانه لا تكون فيه الحياة. الرز مثلا الذي تأكلونه لو رمي في الارض لما خرج منه ساق ولما خرج له جذر ولما كانت منه حياة. واما الذي يكون من خلق الله جل وعلا فهو الذي اودع فيه سر حياة ذلك الجنس من المخلوقات. ولهذا قال بعض اهل العلم ان هذا على وجه التعذيب. فالذي يخلق كخلق الله جل وعلا هذا من جهة ظنه اما من جهة الحقيقة فانه لا احد يخلق كخلق الله. ولهذا صار ذلك مشبها نفسه بالله جل وعلا فصار اظلم خلق استدل مجاهد وغيره من السلف بقوله فليخلقوا ذرة او ليخلقوا حبة او ليخلقوا شعيرة على ان تصوير ما لا حياة فيه او ما لا روح فيه محرم. لانه هنا قال فليخلقوا ذرة او ليخلقوا حبة او ليخلقوا شعيرا فذكر الحبة والشعيرة قالوا فتصوير الاشجار وتصوير الحبق ونحو ذلك لا يجوز. وجمهور العلماء على خلاف ذلك وان الامر في هذا الحديث للتعديل وليس بجهة التعليم. ولهذا قال في حديث في الحديث الذي بعده قال صور صورة في الدنيا كلف ان ينفخ فيها الروح وليس بناته. فلما قال كلف ان ينفخ فيها الروح علمنا ان النهي من جهة تصوير كان منصبا على ما فيه روح يعني على ما حياته بحلول الروح فيه. اما ما حياته في النماء كالمزروعات والاشجار ونحوها فليس داخلا في ذلك. قال ولهما عن عائشة رضي الله عنها ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اشد الناس عذابا يوم القيامة الذين يضاهون بخلق الله. هذا فيه تنبيه للعلة. وهذه العلة هي المضاهاة لخلق الله جل وعلا وهي احد العلتين اللتين من اجلهما حرما التصوير. فالتصوير حرم وصار صاحبه من اشد الناس عذابا لاجل انه يضاهي بخلق الله جل وعلا ولان الصورة وسيلة للشرك المباهاة بخلق الله جل وعلا التي رتب عليها ان يكون فاعلها اشد الناس عذابا يوم القيامة في هذا الحديث عند كثير من العلماء انها ما كانت على وجه الكفر. وتكون المضاهاة التصوير كفرا في حالتين. الحالة الاولى ان يصور صنما ليعبد. او يصور الها ليعبد او يفوض الها يعبد في الواقع لا يصور لي اهلي البوذية صورة بوذا او يصور للنصارى المسيح او يصور ام المسيح. ونحو ذلك. فتصوير ما يعبد من دون الله جل وعلا مع العلم بانه يعبد هذا كفر بالله جل وعلا لانه صور وثنا ليعبد وهو يعلم انه يعبد فيكون شركا اكبر وكفرا بالله جل وعلا. والدرجة الثانية ان يصور الصورة ويزعم انها احسن. من خلق الله جل وعلا. فيقول هذه احسن من خلق الله او انا فقت في خلقي وتصويري ما فعل الله جل وعلا فهذا كفر اكبر وشرك بالله جل جلاله. وهذا هو الذي حمل عليه هذا الحديث وهو قوله اشد الناس عذابا يوم القيامة الذين يضاهون بخلق الله ويدخل فيه ايضا من ضاع بالتصوير عامة بما لا يخرجه من الملة كالذي يرسم بيده او ينحت التمثال وينحت الصورة مما لا يدخل في الحالتين السابقتين فهو كبيرة من الكبائر وصاحبها ملعون ومتوعد بالنار قال ولهما عن ابن عباس سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول كل مصور في النار يجعل له بكل صورة صورها نفس بها في جهنم قوله نفس افاد ان ذلك التصوير وقع بشيء او وقع لشيء تحله النفس وهو الحيوانات او الادمي. لهذا صار الوعيد منصبا على ذلك. وقوله كل مصور في النار هذا تفيد ان التصوير كبيرة من الكبائر. قال ولهما عنه مرفوعا من صور صورة في الدنيا كلف ان ينفخ فيها الروح وليس بنافخ لان الروح انما هي لله جل وعلا. ولمسلم عن ابي الهياج قال قال لي علي الا ابعثك على ما بعثني عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم الا تدع صورة الا طمستها ولا قبرا مشرفا الا سويته. في هذا الحديث التنبيه على العلة الثانية من علتي تحريم التصوير وهو انه وسيلة من وسائل الشرك. ووجه الاستدلال من هذا الحديث انه قرن في الامر قرن بينها السورة والقبر المشرق وبقاء القبر المشرق وسيلة من وسائل الشرك وكذلك للاقتران بقاء الصورة ايضا وسيلة من وسائل الشرك النبي عليه الصلاة والسلام بعث عليا ان لا يدع صورة الا طمسها لان الصور من وسائل الشرك والا يدع قبرا الا سواه لان بقاء القبور مشرقة يدعو الى تعظيمها وذلك من وسائل الشرك هناك انقلاب في بعض مسائل التصوير محله كتب الفقه والفتوى من جهة التصوير الحديث هذا الذي يكون الالاف اما ما يخرج منها ثابتا كالكاميرا الفورية او ما يبقى على الورق او ما يكون منها متحركا في التصوير الفيديو او التلفزيون او نحو ذلك