المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد بن ابراهيم بن عبداللطيف ال الشيخ. شروحات كتب الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله شرح كتاب التوحيد الدرس الثاني والستون. بعض ما جاء في كثرة الحلف. وقول الله تعالى واحفظوا ايمانكم. وعن ابي هريرة رضي الله عنه سمعتم رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الحلف منفقة للسلعة ممحقة ممحقة للكسب. اخذاه وعن سلمان ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ثلاثة لا يكلمهم الله ولا يزكيهم ولهم عذاب اليم. وشيء وشيء من طندان وعائل مستكبر ورجل جعل الله بضاعته لا يشتري الا بيمينه ولا يبيع الا بيمينه. رواه الطبراني بسند صحيح. وفي الصحيح عن عمران ابن رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم خير الناس قرني ثم الذين يلونهم خير امتي خير خير امته خير امتي قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم. قال عمران فلا ادري اذكر بعد قرنهم مرتين او ثلاثة ثمان هم قوم يشهدون ولا يستشهدون ويخونون ولا يؤتمنون وينذرون ولا يوفون ويظهر فيهم السنن. وفيه عن ابن مسعود ان النبي صلى الله عليه وسلم قال خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ثم يجيء قوم تسبق شهادة احدهم يمين ويمينه شهادته. وقال ابراهيم كانوا يضربوننا على الشهادة والعهد ونحن صغار هذا باب ما جاء في كثرة الحلف و من الظاهر والبين ان القلب المعظم لله جل جلاله الذي اذا ذكر الله وجل قلبه انه لا يستعمل الحلف وكثرة الحلف لا تجامع كمال التوحيد. فان من كمل التوحيد في قلبه او قارب الكمال لا يكون جاعلا جل وعلا في ايمانه يجعل الله جل وعلا في يمينه اذا تكلم تكلم بالحلف واذا باع باع الحلف واذا اشترى اشترى بالحلف ونحو ذلك فان هذا ليس من التعظيم الواجب لله جل وعلا. فان الواجب على العبد ان يعظم الله جل وعلا والا يكثر اليمين. والمقصود باليمين والحلف هنا اليمين المعقودة المنعقدة التي عقدها صاحبها اما لغو اليمين فان هذا معفو عنه مع ان الكمال فيه والمستحب ان يخلص الموحد لسانه وقلبه من كثرة الحلف في الاكرام ونحوه بلغو اليمين. فمناسبة هذا الباب لكتاب التوحيد ظاهرة وهي ان تحقيق التوحيد وكمال التوحيد لا يجامع كثرة الحلف. فكثرة الحلف منافية لكمال التوحيد والحلف هو كما ذكرنا تأكيد الامر بمعظم وهو الله جل جلاله فمن اكد وعقد اليمين بالله جل وعلا واكثر من ذلك واكثر فانه لا يكون معظما لله جل جلاله اذ الله سبحانه وتعالى يجب ان يصان اسمه ويصان الحلف به واليمين به الا عند الحاجة اليها. اما كثرة ذلك وكثرة مجيئه على اللسان فهو ليس من صفة اهل الصلاح. ولهذا امر الله جل وعلا بحفظ اليمين فقال واحفظوا ايمانكم هذا الامر للوجوب لانه وسيلة لتحقيق تعظيم الله جل وعلا وتحقيق كمال التوحيد. فقوله واحفظوا ايمانكم ثم على ايجاد بان يحفظ العبد يمينه فلا يحلف عاقدا اليمين الا على امر شرعي بين. اما ان يحلف دائما ويجعل الله جل وعلا في يمينه فهذا ليس من تعظيم اسماء الله جل جلاله. قال عن ابي هريرة رضي الله عنه سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الحلف منفقة للسلعة ممحقة للكهف. وسبب ذلك انه نوع عقوبة ان هذا الذي يبيع بالحلف فانه تنفخ سلعته ولكن كسبه يمحق لان محق الكفر يكون نوع عقوق لاجل انه لم يفعل الواجب من تعظيم الله جل وعلا. قال وعن سلمان ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ثلاثة لا يكلمهم الله ولا يزكيهم ولهم عذاب اليم. اشيمط ثان يعني من شمطه الشيب وقلبه متعلق بالزنا والعياذ فانه ليس عنده من الدواعي بالزنا ما يجعله يقبل عليه ليس كحال من كان شابا فهو قد وخطه الشيب فيكون اذا في قلبه حب المعصية وليست مسألة غلبة الشهوة. ولهذا كان من اهل هذا الوعيد العظيم لان لا يكلمهم ولا يزكي وله عذاب اليم. والصفة الثانية قال عائل مستكثر. هذا النوع الثاني وهو من جنس الاول فان الاستكبار كما قال العلماء يكون اكبارا في الذات ويكون استكبارا للصفات. استكبار للذات واستكبار الصفات فاذا كان استكبارا للصفات فهذا محرم ولكنه اهون كمن يكون ذا جاهل ورفعة فيتكبر لاجل ما له من الجاه والرفعة فهذا لا يجوز لكن عنده ما يوقع في قلبه الشبهة والفتنة التكبر او الاستكبار او يكون ذا مان او يكون ذا جمال او يكون ذا سمعة ونحو ذلك فعنده سبب يجعله يتكبر وهذا يكثر في اهل الغنى فان اهل الغنى يكونوا كثيرا عندهم نوع تكبر على من كانوا من اهل الفقر او ليسوا من اهل الغنى فهذا عنده وقف جعله يتكبر لكن الاعظم ان يكون تكبره في الذات بان ليس عنده صفة تجعله متكبرا. وهذا هو النوع الاول وهو استكبار للذات. يرى نفسه كبيرة ويتعاظم وهو ليس عنده شيء من الصفات يجعله كذلك. فهذا يكون فعله كبيرة من الكبائر العظيمة ويدخل في هذا الحديث. ولهذا قال وعائل مستكبر لان العائل وهو الفقير الكثير العيال ليس عنده من الصفات ما يكون الاستكبار شبهة عنده او لاجل تلك الصفات او يكون تم فتنة عنده الا لما قام في نفسه الخبيثة من الكبر قال ورجل جعل الله بضاعته لا يشتري الا بيمينه ولا يبيع الا بيمينه وهذا موطن الشاهد من الحديث وهو ظاهر في انه مذموم انه صاحب كبيرة لانه جعل الله بضاعته ويبيع باليمين ويشتري باليمين وهذا لا يجامع كمال بل لا يجامع تعظيم الله جل وعلا التعظيم الواجب فيكون مرتكبا لمحرم والحديث الذي بعده واضح وكذلك الذي بعده واخره قول ابراهيم النخعي قال ابراهيم كانوا يضربوننا على الشهادة والعهد ونحن صغار هذا فيه تأديب السلف لاولادهم ولذراريهم على تعظيم الله جل وعلا فان الشهادة والعهد واجب ان تكون مع التعظيم لله جل وعلا والخوف من لقائه والخوف من الظلم فكانوا يعذبون اولادهم على ذلك حتى يتمرنوا وينشروا او على تعظيم توحيد الله وتعظيم امر الله