المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد بن ابراهيم بن عبداللطيف ال الشيخ. شروحات كتب الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله شرح كتاب التوحيد الدرس الثالث وستون بعض ما جاء في ذمة الله وذمة نبيه وقوله واوفوا بعهد الله اذا عاهدتم ولا تنقضوا الايمان بعد توحيدها جعلتم الله عليكم كفيلا. ان الله يعلم ما تفعلون. وعن بريدة قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا اميرا على جيش او ثرية اوصاه في خاصته بتقوى الله. ومن معه من المسلمين خيرا. فقال اغزوا بسم الله سبيل الله قاتلوا من كفر بالله. اغزوا ولا تغلوا ولا تغدروا ولا تمثلوا. ولا تقتلوا وليدا. واذا لقيت عدوك من فادعوهم الى ثلاث خصال او خلال. فايتهن ما اجابوك فاقبل منهم وكف عنهم. ثم ادعوهم الى الاسلام. فان اجابوك منهم ثم ادعوهم الى التحول من دارهم الى دار المهاجرين. واخبرهم انهم ان فعلوا ذلك فلهم ما للمهاجرين. وعليهم ما على المهاجرين فان ابوا ان يتحولوا منها فاخبرهم انهم يكونون كاعراظ مسلمين. يجري عليهم حكم الله تعالى ولا تكون لهم في الغنيمة والفي شيء الا ان يجاهدوا مع المسلمين. فانهم ابوا فاسألهم الجزية فانهم اجابوك فاقبل منهم وكف فانهم ابوا فاستعن بالله وقاتلهم. واذا حاصرت اهل حصن فارادوك ان تجعل لهم ذمة الله وذمة نبيه. فلا تجعل ذمة الله وذمة نبيه ولكن اجعل لهم ذمتك وذمة اصحابك. فانكم ان تخسروا ذممكم وذمة اصحابكم اهون من ان تغفروا ذمة الله وذمة نبيه. واذا حاصرت اهل حصن فارادوك ان تنزلهم على حكم الله فلا تنزلهم على حكم الله ولكن ولكن انزلهم على حكمك فانك لا تدري تصيب فيهم حكم الله ام لا؟ رواه مسلم هذا باب عظيم من الابواب الاخيرة في هذا الكتاب وهو باب ما جاء في ذمة الله وذمة نبيه. صلى الله عليه وسلم ذكر الامام رحمه الله في هذا الباب لاجل حديث بريدة الذي ساقه وفيه واذا حاصرت اهل حصن فارادوك ان تجعل لهم منة الله وذمة نبيه فلا تجعل لهم ذمة الله وذمة نبيه ولكن اجعل لهم ذمتك وذمة اصحابك فانكم ان تغفروا ذممكم ولمن وذمة اصحابكم اهون من ان تكثروا ذمة الله وذمة نبيه. وهذا لاجل تعظيم الرب جل وعلا وتعظيم رسوله صلى الله عليه وسلم. فان تعظيم الله جل وعلا في مناجاته وفي سؤاله وفي العبادة انه جل وعلا وفي التعامل مع الناس هذا كله من كمال التوحيد. وهذا الباب من جهة التعامل مع الناس كما جاء بالباب الذي قبله والباب الذي قبله وهو باب ما جاء في كثرة الحلف متعلق بتعظيم الله جل وعلا التعامل مع الناس وناب ما جاء في ذمة الله وذمة نبيه متعلق بالتعامل مع الناس في الحالات العاشرة والصعبة وهي تنبه بذلك على ان تعظيم الرب جل وعلا يكون في التعامل ولو كان ذلك التعامل في اعظم الحالات وهي الجهاد فان العبد يكون موقرا لله مجلا لله معظما لاسمائه وصفاته. ومن لا ان يعظم ذمة الله وذمة نبيه. والذمة بمعنى العهد. وذمة الله يعني عهد الله وعهد نبيه. فانه اذا كان يعطي بعهد الله ثم يخطئ فقد كفر عهد الله جل وعلا وفجر في ذلك وهذا منافي لكمال التوحيد لان الواجب على العبد ان يعظم الله جل جلاله وان لا يغفر عهده وذمته. لانه اذا اعطى بذمة الله فانه يجب عليه ان يوفي بهذه الذمة مهما كان حتى لا ينسب النقص لعدم تعظيم ذمة لله جل جلاله من اهل الاسلام. لهذا كان يعطاء مثل هذه الكلمة مثل كثرة الحلف. فلا يجوز ان تجعل في العهد ذمة الله وذمة نبيه صلى الله عليه وسلم كما لا يجوز كثرة الايمان لان في كل منهما في تعظيم الرب جل جلاله. قال وقوله تعالى واوفوا بعهد الله اذا عاهدتم ولا تنقضوا الايمان بعد توكيدها. العهد في قوله واوفوا بعهد الله كفر بالعقل وفسر باليمين. العهد بمعنى العقد كما قال جل وعلا واوفوا بالعهد ان العهد كان مسئولا. وقال جل وعلا ايها الذين امنوا اوفوا بالعقوق. فالعقد والعهد بمعنى. ولهذا قصر واوفوا بعهد الله اذا عاهدتم بانها العقول التي تكون بين الناس. وفسر العهد هنا بانه اليمين ودل عليه قوله بعدها ولا تنقضوا الايمان بعد توكيدها. فيجب الوفاء بالعقل ويجب الوفاء باليمين تعظيما الله جل وعلا لان من اعطى اليمين الا فان معناه انه اكد وفاءه بهذا الشيء الذي تكلم به اكد ذلك بالله جل جلاله. فاذا خالف واخبر فمعنى ذلك انه لم يعظم الله جل جلاله تعظيما خاف بسببه من ان لا يقيم ما يجب لله جل وعلا من الوفاء باليمين. ولهذا ولكن ايمان بعد توكيدها وقد جعلتم الله عليكم كفيلا. حين استشهدتم الله جل جلاله او حين حلفتم بالله جل جلاله. ولهذا كفارة اليمين واجبة. على ما هو مفصل في موضعه من كتب الفقه. والحديث ظاهر الدلالة على ما ذكرنا فيه تعظيم الله جل جلاله بان لا يعطي العبد الناس بذمة الله وذمة نبيه صلى الله عليه وسلم بل ان يعطي بذمته هو. وفي هذا تنبيه عظيم لاهل التوحيد وطلبة العلم الذين يهتمون بهذا العلم ويعرف الناس منهم انهم يفهمون بهذا العلم الا ينظر منهم الفاظ او افعال تدل على عدم تمثلهم بهذا العلم. فان التوحيد هو مقام الانبياء والمرسلين ومقام اولياء الله الصالحين. وان يتعلم طالب العلم مسائل التوحيد. ثم لا تظهر على لسانه او على جوارحه او على تعامله لا شك ان هذا يرجع ولو لم يشعره يرجع الى اتهام ذلك الذي حمله من التوحيد او من العلم الذي هو علم الانبياء والمرسلين. عليهم الصلاة والسلام. فتذكر قول النبي صلى الله عليه وسلم هنا واذا حاصرت اهل حصن فارادوك ان تجعل لهم ذمة الله وذمة نبيه فلا تجعل لهم ذمة الله وذمة نبيه لاجل انه قد يدخل على اهل الاسلام او على الدين في نفسه من جهة فعله. فيغفرون هذه الذمة فيرجع الاخطار ذلك الى اتهام ما حملوه من الاسلام ومن الدين. فهذه مسألة عظيمة فتستحضر ان الناس ينظرون اليه خاصة في هذا الزمان الذي هو زمان شبه وزمان فتن ينظرون اليك انك تحمل سنة تحمل توحيد اذا تحمل تحمل علما شرعيا فلا تعاملهم الا بشيء يكون معه تعظيم. الرب جل وعلا ونجعله ذلك يعظمون الله جل وعلا بتعظيمك له ولا تخبر في اليمين ولا تخذل في ذمة الله او تكون في الشهادة حالفا او في التعامل حانثا لان ذلك ينقص لاثر ما تحمله من العلم والدين. فتذكر هذا وتذكر ايضا قوله عليه الصلاة والسلام هنا واذا حاصرت اهل حصن فارادوك ان تنزلهم على حكم الله فلا تنزلهم على حكم لا ولكن انزلهم على حكمك فانك لا تدري اتصيب فيهم حكم الله ام لا. وذلك حتى اذا كان غلط فيكون الغلط منسوبا الى من حكم الى هذا البشر ولا يكون منسوبا الى حكم الله فيصد الناس عن دين الله وكم من الناس ممن يحملون سنة او علما او يحملون او يحملون استقامة يسيئون بافعالهم واقوالهم لاجل عدم او فهمهم ما يجب لله جل وعلا وما يجب لسنة النبي صلى الله عليه وسلم وما يدعوهم اليه الرب الكريم جل وعلا وتعالى وتقدس نبرأ الى الله جل وعلا من كل نقص ونسأله ان يعفو ويتجاوز