مخذولا وختمها بقوله ولا تجعل مع الله الها اخر فتلقى في جهنم ملوما مدحورا ونبهنا الله سبحانه على عظم شأن هذه المسائل بقوله ذلك مما اوحى اليك ربك من الحكمة هذا امر اه التبس على النصارى فظنوا ان المسيح هو كلمة الله بمعنى انه جزء او فيه جزء لاهوتي وجزء ناسوتي. كما اضطربوا في ذلك اضطرابا عظيما القاها الى مريم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ونبيه محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد فهذا هو المجلس الثاني من مجالس شرح كتاب التوحيد اه بلغنا فيه قول الله عز وجل وقضى ربك الا تعبدوا الا اياه وبالوالدين احسانا هنا بمعنى امر ووصى ذلك ان قضاء الله تعالى نوعان قضاء كوني كقول الله تعالى وقضى هن سبع سماوات في يومين وقضاء شرعي كقول الله تعالى وقضى ربك الا تعبدوا الا اياه وبالوالدين احسانا اذا هو بمعنى امر ووصى فالقضاء ها هنا هو القضاء الديني الشرعي وليس القدري الكوني الا تعبدوا الا اياه. يعني ان تعبدوه وحده لا تعبدوا احدا سواه ثم ثنى قال وبالوالدين احسانا. اي وقضى ان تحسنوا بالوالدين احسانا فاحسان مصدر لفعل مقدر مفهومه من السياق وهو ان تحسنوا احسانا والاحسان يشمل جميع صور الاحسان القولي والفعلي وبين ذلك بما بعده. فقال اما يبلغن عندك الكبر يعني سن الهرم احدهما او كلاهما فلا تقل لهما اف التأفيف هو ادنى ما يضرب به المثل. والا لو وجد ما هو ادنى منه فانه منهي عنه فلا تقل لهما اف وهي تدل على الضيق والتبرم والضجر فلا يجوز ان يبدأ ذلك للوالدين. ولا ان ينفظ الانسان يديه امامهما كما قال بعض السلف ولا تنهرهما اي لا ترفع الصوت عليهما بطريقة التقريع والزجر فلا تقل لهما اف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما. اي قولا لينا سمحا سهلا طيبا وقل لهما قولا كريما واخفض لهما جناح الذل من الرحمة. هذا من باب المجاز والتشبيه فكما الطائر يخفض جناحه الا يصيب آآ فراخه فكذلك الاولاد مع والديهم يتظعون لهم يلينون معهم بالقول والفعل هذه وصية عظيمة قرن الله تعالى بها حق الوالدين بحقه واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا وفي هذا تذكير بالنعمة الاولى والفضل السابق للابوين فيها موعظة بليغة لهذا اه دلت هذه الاية على جملة من الفوائد منها اه اولا ان التوحيد هو اول ما يؤمر به من الواجبات اذا انه قال وقضى ربك الا تعبدوا الا اياه وما كان الله ليبدأ الا بالاهم وفيها ايضا ما في معنى لا اله الا الله من النتي والاثبات كما نبهنا سابقا الا تعبدوا الا اياه. فالا تعبدوا الا اياه اثبات وفيها عظم حق الوالدين. حيث قرن الله حقهما بحقه. ووجوب الاحسان اليهما بجميع صور الاحسان وفيها النهي عن ابيتهما وعقوقهما بجميع صور العقوق القولي كالتأفيف او النهر او الفعلي الاذى العملي في اه بضرب او بدفع او اه عدم نفقة او ما اشبه ذلك اه وعندي حسب الترتيب قدم الاية واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا. وفي بعض النسخ اه قدم عليها اية الانعام وهذه الاية دلت على ما دل عليها ما تقدمه ما تقدمها فان قوله واعبدوا الله ولا تشركوا جمع بين الامر بعبادته والنهي عن الشرك به ما هو الشرك كما قد عرفنا التوحيد فما هو الشرك الشرك يا كرام هو تسوية غير الله بالله فيما هو من خصائص الله هذا اعم تفسير للشرك تسوية غير الله بالله فيما هو من خصائص الله والشرك يتعلق بالربوبية ويتعلق بالاسماء والصفات ويتعلق ايضا بالعبادة وهو المقصود ها هنا وهو الشرك المتعلق بالعبادة فقوله واعبدوا الله امر بعبادته وحده. ولا تشركوا به شيئا نهي عن الشرك. ثم ان كلمة شيئا في هذا السياق نكرة ونكرة في سياق النهي والنكرة اذا جاءت في سياق النهي فانها تدل على العموم النكرة في سياق النهي تدل على العموم. فدل ذلك على تحريم الشرك قليله وكثيره. اكبره واصغره. ظاهره وخفيه اه فهذه اه الاية فيها وجوب افراد الله تعالى بالعبادة وفيها تحريم الشرك وهو ظاهر بين وان آآ اجتناب الشرك شرط في قبول العبادة. فلا يكفي ان يعبد الانسان ربه وهو متلبس بشرك تلبس بشرك بطلت عبادته وفيها اه دم الشرك قليله وكثيره آآ فيها انه لا يجوز ان يشرك مع الله احد غيره ملك مقرب ولا نبي مرسل واما اية الانعام فهي اية عظيمة تسمى اية الحقوق العشرة فيها قول الله تعالى قل والخطاب لنبينا صلى الله عليه وسلم تعالوا ومعنى تعالوا اي اقبلوا وهلموا نحن اصحاب المبادئة والمبادرة والدعوة ندعو غيرنا ولا ننتظر غيرنا ان يأتي ويصغي الينا بل نبادئه بذلك قل تعالوا اتلوا ما حرم ربكم عليكم والتحريم هو المنع الا تشركوا به شيئا وهي جملة من المواعظ يختم الله تعالى آآ والوصايا يختم الله تعالى بها آآ بقوله لعلكم تعقلون لكم تذكرون لعلكم تتقون وكان هذا الترتيب في هذه في هذا التدليل يدل على ان مبدأ الامر ان يتعقل فاذا تعقل تذكر. فاذا تذكرت تقع هكذا رتب الله هذه الايات. معنى اتلو يعني اقصص وعليكم واخبركم وهذه الوصايا العشرة التي ضمنها الله تعالى هذه الاية نمر عليها مرورا سريعا اعظمها الا تشركوا به شيئا فهي نهي عن الشرك عموما اه الوصية الثانية اه وبالوالدين احسانا كما تقدم في اية الاسراء الوصية الثالثة لا تقتلوا اولادكم من املاق. والاملاق هو الفقر وقد كانوا يصنعون ذلك في الجاهلية فيقتلون البنين ويعيدون البنات اما خشية العار واما خشية الفاقة فبين الله تعالى انه هو المتكفل برزقهم ورزق اولادهم الوصية الرابعة ولا تقربوا الفواحش ما ظهر منها وما بطن والفاحشة كل ما عظمت النفس خبثه كالزنا والسرقة وما اشبه سواء كانت ظاهرة او باطنة اما الوصية الخامسة فهي ولا تقتل النفس التي حرم الله الا بالحق والقتل وان كان فاحشة الا انه خصه بالذكر مزيد فضاعته وقد قال نبينا صلى الله عليه وسلم لزوال الكعبة اهون على الله من قتل امرئ مسلم. وقال سبحانه وتعالى ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه واعد له عذابا عظيما قوله الا بالحق اشارة الى ما ما استثناه النص كقول النبي صلى الله عليه وسلم لا يحل دم امرئ مسلم الا باحدى ثلاث اما الوصية السادسة ولا تقربوا مال اليتيم واليتيم هو من مات آآ ابوه ولم يبلغ آآ سن الحلم يسمى يتيما وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم اني احرج عليكم حق الضعيفين المرأة واليتيم وقد كانوا يأكلون اموال اليتامى ظلما لكنه قال الا بالتي هي احسن وفي هذا اشارة الى انه من ولي يتيما فان عليه ان يحفظ ماله بل ان آآ ثم يسلبه اليه اذا بلغ اشده كما قال الله حتى يبلغ اشده. وقال في اية النساء فان انستم منهم رشدا تدفع اليهم اموالهم فهو زوال السفه مع البلوغ. لا بد من اجتماع الوصفين. الوصية السابعة واوفوا الكيل والميزان بالقسط فنهاهم عن التطفيف وامرهم بالوفاء بالكيد والميزان. حسب الاستطاعة لقوله لا نكلف نفسا الا وسعها فاذا اجتهد فقد ادى ما عليه حتى وان وقع شيء من الخلل الوصية الثامنة واذا قلتم فاعدلوا ولو كان ذا قربى امر بالقول والحكم بالعدل ان الله يأمر بالعدل والاحسان التنبيه على الا تأخذهم عاطفة او حمية لمحاباة قريب والوصية التاسعة قال وبعهد الله اوفوا وعهد الله وصيته او جملة وصاياه التي وصى بها فاوفوا بمعنى قادوا وادوها كما امركم بها ثم ختم بوصية جامعة فقال وان هذا صراطي مستقيما فاتبعوه. ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله والصراط هو الطريق الواضح المستقيم فامر باتباع سبيله سبحانه وصراطه ودل ذلك على ان الصراط واحد لانه وحده الا يذكر الصراط الا موحدا. اهدنا الصراط المستقيم. وقل هذه سبيلي. واما ما سواه فانها تأتي على سبيل التكثير العدد لهذا قال ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله. وقد وصف النبي صلى الله عليه وسلم ذلك وصفا عمليا تخطى خطا وخط خطوطا خارجة عنه وقال هذا سبيل الله وهذه السبل على رأس كل سبيل منها شيطان يدعو اليها لهذا كان على المرء ان يعلم ان طريق الله واحد وان سبيله واحد. وان عليه ان يتحرى اصابته ومن اجتهد فاصاب فله اجران. ومن اجتهد فاخطأ فله اجر واحد فهذه اية عظيمة من جوامع الايات وقد تضمنت هذه المذكورات من الحقوق لهذا واعظمها وهو مناسبة ذكرها لهذا الباب اه قوله الا تشركوا به شيئا. فالشرك هو اعظم المحرمات ما عصي الله بذنب اعظم من الشرك ولا تقرب له بطاعة اعظم من التوحيد ما عصي الله بذنب اعظم من الشرك سئل النبي صلى الله عليه وسلم قيل يا رسول الله اي الذنب اعظم قال ان تجعل لله ندا وهو خلقك هذا اعظم الذنب وكذا كما سيأتينا آآ قال تعالى ان الشرك لظلم عظيم الشرك اعظم المحرمات والتوحيد هو اوجب الواجبات. ثم بقية الخصال التسعة المذكورة ثم ذكر اثر ابن مسعود رضي الله عنه من اراد ان ينظر الى وصية محمد صلى الله عليه وسلم التي عليها خاتمه اقرأ قوله تعالى ثم ذكر الاية السابقة هذا الاثر عن ابن مسعود رواه الترمذي والطبراني وابن ابي حاتم وقد حسنه الترمذي. وان كان قد ضعفه غيره وقد ضعفوه بداوود الاودي آآ وهذا اثر عن ابن مسعود قيل ان له سببا. وذلك ان النبي صلى الله عليه وسلم في مرض موته آآ قال ائتوا بكتاب اكتب لكم لا تختلفوا بعدي فقال عمر لعل رسول الله صلى الله عليه وسلم قد قلبه الوجع تنازعوا فيما بينهم قال اخرجوا لا ينبغي ان تتنازعوا عندي فخرجوا ثم قال ابن عباس الا ان الرزية كل الرزية ما حال بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين كتابه فلما بلغ ذلك ابن مسعود قال هذه القولة بمعنى ان ما يوصي به النبي صلى الله عليه وسلم هو ما وصى به الله عز وجل واما زعم الرافضة من ان النبي صلى الله عليه وسلم اراد ان يكتب كتابا لعلي فهذا من اوهامهم ومخاريقهم وهذا باطل باتفاق المسلمين انه ما اراد ذلك وانما اراد ان ان يوثق عهد الله تعالى آآ الذي امرهم به في كتابه لهذا قال ابن مسعود هذه القولة من اراد ان ينظر الى وصية محمد صلى الله عليه وسلم. والوصية هي الامر المؤكد المقرر التي عليها خاتمه يعني كأنما مهرها خاتمه من باب التأكيد فليقرأ قوله تعالى قل تعالوا اكلوا ما حرم ربكم عليكم. فقد امره ربه ان يتلو على الناس هذه الامور فهذا هو المقصود بحمد الله اه فهذا الكلام من ابن مسعود يدل على اهمية هذه الوصايا العشر. ويدل على عمق فقه ابن مسعود الله عنه وعبدالله بن مسعود بن غافل رضي الله عنه من اقرب الصحابة هديا ودلا وسمتا برسول الله صلى الله عليه وسلم. حتى ان كلامه لا يلتبس بكلام النبي صلى الله عليه وسلم. فيظن انه مرفوع وهو اه ثم بعد ذلك ذكر حديث معاذ قال المصنف رحمه الله عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال كنت رديف النبي صلى الله عليه وسلم على حمار قال لي يا معاذ اتدري ما حق الله على العباد وما حق العباد على الله قلت الله ورسوله اعلم قال حق الله على العباد ان يعبدوه ولا يشركوا به شيئا وحق العباد على الله الا يعذب من لا يشرك به شيئا قلت يا رسول الله افلا ابشر الناس قال لا تبشرهم فيتكلوا. اخرجه في الصحيحين. نعم اه هذا الحديث العظيم المخرج في الصحيحين في البخاري ومسلم يحكي فيه معاذ رضي الله عنه وهو معاذ ابن جبل من اجلة اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ومن احبهم اليه حتى قال له يا معاذ احبك اني اعلمك كلمات وقد خلفه النبي صلى الله عليه وسلم عام الفتح على اهل مكة. يفقههم في الدين وبعثه سنة في اخر سنة تسع او اول سنة عشر الى اهل اليمن هاديا ومعلما وقاضيا ومفقها اه فكان من اجلة الصحابة رضوان الله عليهم واعلمهم بالحلال والحرام. قال كنت رديت النبي صلى الله عليه وسلم والرديف هو يركب خلف آآ راكب الدابة وهذا يدلنا على تواضعه صلى الله عليه وسلم من جهتين احداهما انه يركب الحمار بخلاف اهل البطر والاشر الذين يستنكفون عن ركوب الحمار الامر الثاني انه يردف وقد اردث النبي صلى الله عليه وسلم عدة مرات. اردف معاذا واردف فضل ابن عباس واردف اردف اسامة بن زيد. بينما اهل الكبر التفاخر لا يفعلون هذا بابي هو وامي صلى الله عليه وسلم فقال يا معاذ اتدري ما حق الله على العباد يعني المستحق عليهم الواجب المفروض عليهم وما حق العباد على الله؟ اما قوله وما حق العباد على الله؟ فليس حقا مستحقا بمعنى انه على سبيل المقاضاة والمقابلة والثمانية كما تزعم المعتزلة وانما هو حق حقه الله على نفسه لا انهم استحقوا ذلك على الله فان المعتزلة تزعم ان للعباد على الله حق واجب ان هم اطاعوه والحق ان انه كما قال ابن القيم ما للعباد عليه حق واجب. هو اوجب الحق العظيم الشامل ان عذبوا فبعدله او نعموا فبفضله والفضل للديانية فقلت الله ورسوله اعلم وهذا مقتضى الادب مع العالم والنبي صلى الله عليه وسلم آآ احق من غيره بذلك. قال الله ورسوله اعلم وهذا يقال في الامور مع النبي صلى الله عليه وسلم في الامور الشرعية اه او الامور الكونية التي اطلعه الله تعالى عليها واما من سوى النبي صلى الله عليه وسلم فلا يقال او لا يقولن قائل آآ مثلا الله ورسوله اعلم بعد ذهاب النبي صلى الله عليه وسلم بل يقول الله اعلم الله اعلم في الامور الكونية. اما الشرعية فلا حرج ان يقول الانسان الله ورسوله اعلم. لكن لو قال لك صاحبك هل جاء فلان من فلا يليق ان تقول الله ورسوله اعلم لكن لو قال ما حكم كذا وكذا؟ لك ان تقول الله ورسوله اعلم اجاب النبي صلى الله عليه وسلم فقال حق الله على العباد ان يعبدوه ولا يشركوا به شيئا. وهذا هو الشاهد من هذا الحديث نلقي الترجمة كتاب التوحيد وحقيقة التوحيد افراد الله بالعبادة نبذ الشرك ان يعبدوه لا يشركوا به شيئا. وحق العباد على الله الا يعذب من لا يشرك به شيئا اذا هذا هو الذي اوجبه الله تعالى واحقه على نفسه اه تفضلا وتكرما منه الا يعذب من لا يشرك به شيئا والمقصود ان لا يشرك به شيئا وهذا من مقتضى عبادته فان هذا لازم لازم افراده بالعبادة فلما سمع معاذ هذه البشارة العظيمة اه يعني حفزت نفسه اه ابلاغ الناس فسأل النبي صلى الله عليه وسلم او استأذنه ان يبشر الناس بذلك؟ قال لا تبشرهم يعني يتكل اي يتكل على آآ هذا الامر فيدع العمل ويكسل عن العبادة لكن قد ثبت ان معاذا رضي الله عنه اخبر به قبل موته تأثما يعني تحرجا او تخرجا من الاثم حتى لا يلحقه اثم كتمان العلم فقد جاء من كتم علما الجمه الله بلجام من نار يوم القيامة هذا حديث عظيم دل على فوائد عدة منها تواضع النبي صلى الله عليه وسلم كما اسلفنا وفيه ايضا جواز الارداف على الدابة ان كانت مطيقة لذلك والا فالواجب الرفق ومنها طريقة التعليم عن طريق السؤال والجواب فان هذا من الوسائل التعليمية والاساليب المحفزة للاذهان ان يكون عن طريق الحوار والالقاء والسؤال والجواب اه وفيه ان من سئل عن مسألة لا يعلمها فليقل الله ورسوله اعلم وفيه معرفة حق الله على العباد وهو عبادته وحده وعدم الشرك به يستفاد من ذلك ان من اشرك بالله وهو يعبد الله فان عبادته باطلة لان لابد من اجتماع الامرين افراد الله بالعبادة واجتناب الشرك وفيه ايضا آآ استحباب بشارة المسلم معاذا اه ابتدر بطلب البشارة ولم ينكر النبي صلى الله عليه وسلم اه هذا القصد وانما منعه من ذلك اه مراعاة لمفسدة متوقعة وهو ان يتكلوا. والا فالبشارة امر محمود وفيه جواز كتمان العلم لمصلحة لكن لا يكون كتمانا مطلقا قد يكتمه عن قوم ويبديه لاخرين او يكتمه في وقت يظهره في وقت اخر وفيه تأدب الطالب مع شيخه تأدب الم تعلم مع معلمه هذا هو الباب الاول. ذكر المسائل نعم نأخذها واحدة واحدة قال رحمه الله في مسائل الاولى الحكمة في خلق الجن والانس وهي عبادة الله وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون نعم الثانية ان العبادة هي التوحيد لان الخصومة فيه. نعم. كما فسرها ابن عباس الا ليعبدون اي الا ليوحدوه وقول الشيخ لان الخصومة فيه نعم فان خلافة الاقوام مع انبيائهم حول هذه المسألة. وهي توحيد رب العالمين قال الله عز وجل ولقد ارسلنا الى الثمود اخاهم صالحا ان اعبدوا الله فاذا هم فريقان يختصمون فريقان يختصمون اذا جاء الانبياء بكلمة التوحيد اختصم الناس. ما بين مؤمن وكافر هو الذي خلقكم فمنكم كافر ومنكم مؤمن نعم الثالثة ان من لم يأت به لم يعبد الله ففيه معنى قوله ولا انتم عابدون ما اعبد نعم ان من لم يأتي بالتوحيد لم يعبد الله فمن اشرك مع الله غيره ما حقق العبادة ولا كرامة فلا تكونوا العبادة الا بتوحيد الله تعالى الرابعة الحكمة في ارسال الرسل ولقد بعثنا في كل امة رسولا ماذا ان اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت هذا وربما كان لبعض الرسل مهام ووظائف اخرى جانبية فمثلا لوط عليه السلام نهى قومه عن الفاحشة العظمى وشعيب نهى قومه عن تطفيف المكيال والميزان وهكذا لكن الاصل انهم يدعونهم الى عبادة الله ويصلحون امورهم الاجتماعية والخلقية والدليل على انهم جميعا جاءوا بعبادة الله. قول الله تعالى وما ارسلنا من قبلك من رسول الا نوحي اليه انه لا اله الا انا فاعبده فهذا يدل على ان دعوة الانبياء واحدة. وان صاحبها شيء من المقاصد الاخرى الخامسة ان الرسالة عمت كل امة كما دل عليه قوله ولقد بعثنا في كل امة الله تعالى قد اقام الحجة الرسالية على الناس وقطع معاذيرهم ان تقولوا ما جاءنا من بشير ولا نذير. فقد جاءكم بشير ونذير. رسلا مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس والله حجة بعد الرسل السادسة ان دين الانبياء واحد نعم وهو ما دل عليه قوله ولقد بعثنا في كل امة رسولا ان اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت هذه دعوة الانبياء جميعا. فدين الله واحد وهو الاسلام السابعة المسألة الكبيرة ان عبادة ان عبادة الله لا تحصل الا بالكفر بالطاغوت ففيه معنى قوله تعالى فمن يكفر بالطاغوت نعم لا تتحقق العبادة الا باجتماع الامرين كما تكرر معنا. اه في واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا فلا تحصل العبادة الا بالكفر بالطاغوت ان اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت. فمن زعم من الادعية انه مؤمن موحد وهو يعكف على وثن او يدعو غير الله او يتوجه لقبر او بولي ويزعم انه مسلم حنيف يقال له لست كذلك لان لان العبادة لا تتم الا باجتماع الامرين توحيد الله عز وجل والكفر بالطاغوت فمن تجاوز حده من معبود او متبوع او مطاع الطاغوت لا يكون عابدا لله تعالى من تلطخ بشيء من ذلك الثامنة ان الطاغوت عام في كل ما عبد من دون الله وهذا بين لان عبادة من دون الله عز وجل تجاوز وعدوان هذا طغيان امر الله تعالى باجتنابه التاسعة عظم شأن ثلاث الايات المحكمات في سورة الانعام عند السلف. نعم. وفيها عشر مسائل اولاها النهي عن الشرك العاشرة الايات المحكمة اشار الى اهمها وهي النهي عن الشرك. وان السلف كانوا يعظمون ما عظم الله. وهكذا ينبغي لطالب العلم الراسخ ان يقدم ما قدم الله وان يؤخر ما اخر الله وان يعظم ما عظم الله وان يهون ما هون الله عليك يا طالب العلم ان تتكيف تكيفا ايمانيا تجعل فيه الاولويات والمبادئ مرتبة في ذهنك كما رتبها القرآن واحيانا يختل الميزان يطيش الميزان عند بعض طلبة العلم سيحتفي بامور مؤخرة ويقدم امورا ويؤخر امورا مقدمة فكن على بينة وعظم ما عظم الله وفخم ما فخم الله دعوني اضرب لكم مثالا. ارأيتم قول الله عز وجل الذي قد نقرأه ولا يقع في نفوسنا ما ينبغي ان يقع انظروا كيف عظم القرآن هذه المسألة وقالوا اتخذ الرحمن ولدا لقد جئتم شيئا ادا تكاد السماوات يتفطرن منه وتنشق الارض وتخر الجبال هدا. ان دعوا للرحمن ولدا ارأيتم كيف الله سبحانه وتعالى يعني آآ اشار الى ان الكون باكمله السماوات والاراضين والجبال كم فعل لهذه الدعوة الباطلة وهذا الزعم والافتراء. وربما نمر على هذه الاية ولا نعظمها كما اراد ربنا ان نعظمها وان ننفعل لها كما آآ ينبغي هكذا على المؤمن ان يعظم ما عظم الله. ان يفخم ما فخم الله. اه اه ان يرتب اهتماماته واولوياته بحسب ما جاء في كتاب الله. نعم العاشرة الايات المحكمات في سورة الاسراء وفيها ثماني عشرة مسألة. بدأها الله بقوله لا تجعل مع الله الها اخر فتقعد مذموما نعم هو الشيخ رحمه الله في كتابه اقتصر على قوله وقضى ربك الا تعبدوا الا اياه ولكن قد سبقها اه الامر بالتوحيد وهي سلسلة من الاوامر اه ذكرها الله تعالى في سورة الاسراء اه ابتدأها بالامر بالتوحيد وختمها بذلك ايضا نعم الحادية عشرة اية سورة النساء التي تسمى اية الحقوق العشرة. بدأها الله تعالى بقوله واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا الثانية عشرة التنبيه على وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم عند موته الثالثة عشرة معرفة حق الله علينا الرابعة عشرة معرفة حق العباد عليه اذا ادوا حقه الخامسة عشرة ان هذه المسألة لا يعرفها اكثر الصحابة السادسة عشرة وذلك لان معاذ رضي الله عنه قال الله ورسوله اعلم فاذا كان هذه المسألة قد تخفى يعني يعني بذاتها على بعض الصحابة من باب اولى ان تخفى على بعض المسلمين لا انهم لا يعرفون حقيقة التوحيد قطعا ان الصحابة وآآ المسلمون قد فقهوا عن النبي صلى الله عليه وسلم آآ حقيقة الدين والملة لكن ان يعرفوا ان هذا حق الله على العباد وان هذا حق العباد على الله هذا امر قد خفي على بعض الصحابة يخفى على من بعدهم السادسة عشرة جواز كتمان العلم للمصلحة السابعة عشرة استحباب بشارة المسلم بما يسره الثامنة عشرة الخوف من الاتكال على سعة رحمة الله التاسعة عشر. وهذه المسألة مسألة آآ جديرة بالانتباه وهو ان من الناس من يعظم جانب الرجاء على جانب الخوف سيقع منه تساهل وتفريط آآ كثير ما تسمع من بعض العامة يقول يا اخي ربك غفور رحيم ويتكل على هذا ولا ريب ان الله غفور رحيم. ولكن قد قال نبئ عبادي اني انا الغفور الرحيم وان عذابي هو العذاب الاليم فينبغي للموفق ان يسوس نفسه بالخوف والرجاء وان يكون له كجناحي الطائر فان الطائف لا يستقيم طيرانه الا اذا كان جناحاه معتدلا وكذلك ايضا اه ينبغي للسائر الى الله تعالى ان يجعل الخوف والرجاء معتدلان يحجوه الرجاء ويزجره الخوف فبذلك يسوس نفسه سياسة حكيمة عادلة التاسعة عشرة قول المسؤول عما لا يعلم الله ورسوله اعلم وقد بين التفصيل في ذلك وانه اذا تعلق بامر شرعي فانه يسوغ هذا باطلاق. اما اذا تعلق بامر كوني فيقول الله اعلم العشرون جواز تخصيص بعض الناس بالعلم دون بعض وهذا قد وقع من النبي صلى الله عليه وسلم في اه مواطن كثيرة كان يخص حذيفة ابن اليمان ما يتعلق بالفتن ويخص غيره بما يناسب حاله. فلهذا كان المعلم آآ الموفق هو من يتلمس مظاهر النبوغ عند طلابه فاذا انس من بعضهم ميلا لصنف او نوع من انواع العلوم والفنون خصه بمزيد الحادية والعشرون تواضعه صلى الله عليه وسلم لركوب الحمار مع الارداف عليه الثانية والعشرون جواز الارداف على الدابة اذا كانت تطيق ذلك الثالثة والعشرون فضيلة معاذ ابن جبل رضي الله عنه الرابعة والعشرون عظم شأن هذه المسألة باب فضل التوحيد وما يكفر من الذنوب وقول الله تعالى الذين امنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم عن عبادة ابن الصامت رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من شهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له وان محمد عبده ورسوله وان عيسى عبد الله ورسوله وكلمته القاها الى مريم وروح منه. والجنة حق والنار حق حق ادخله الله الجنة على ما كان من العمل. اخرجه. نعم قال في هذا الباب باب فضل التوحيد وما يكفر من الذنوب لما تكلم عن حقيقة التوحيد في مستهل هذا الكتاب ببيان فضله ليشوق النفوس اليه. فقال باب فضل التوحيد وما ما بمعنى الذي يعني والذي يكفر ويمكن ان تكون مصدرية يعني باب فضل التوحيد وتكثيره للذنوب. كلاهما له محمل صحيح آآ ولا شك ان التوحيد له فضائل عظيمة كما سيتبين لنا في النصوص التالية اه قائد ذكرت فيها قول الله تعالى الذين امنوا ولم يلبسوا الذين امنوا المقصود بالايمان اي انهم صدقوا بقلوبهم ونطقوا بالسنتهم وعملوا بجوارحهم فان هذه هي حقيقة الايمان الايمان قول وعمل له حقيقة مركبة من القول والعمل. ليس القول دون العمل ولا العمل دون القول بل مجموع الامرين لهذا لم يزل اهل السنة والجماعة يقولون هذه الجملة المحكمة الايمان قول وعمل. قول القلب واللسان وعمل القلب واللسان والجوارح ولم يلبسوا اي لم يشوبوا ولم يخلطوا ايمانهم المشار اليه انفا بظلم. المراد بالظلم هنا الشرك المراد بالظلم هنا الشرك والدليل عليه ان النبي صلى الله عليه وسلم لما تلا عليهم هذه الاية قالوا يا رسول الله واينا لم يظلم نفسه تبادر الى اذهانهم ان الظلم ها هنا هو ظلم العبد لنفسه اجابهم قال الم تسمعوا الى قول العبد الصالح اريد لقمان ان الشرك لظلم عظيم بين لهم ان الظلم المراد بهذه الاية هو الشرك ورتب عليها الجزاء فقال اولئك لهم الامن يعني في الدنيا والاخرة وهم مهتدون اي في الدنيا والاخرة ذلك ان الله سبحانه وتعالى لما اهبط الابوين من الجنة ماذا قال؟ قال فمن تبع هداي فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون والذين كفروا وكذبوا باياتنا اولئك اصحاب النار هم فيها خالدون وقال في اية طه فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى. ومن اعرض عن ذكري فان له معيشة ضنكا قواعد محكمات هكذا قررها الله تعالى منذ بدء الخليقة الامن التام والاهتداء التام يكون مع الايمان التام واذا ان سلم الايمان نقص من الامن ومن الاهتداء بقدر من سلام الكل بالكل والحصة بالحصة. كما قال ابن القيم رحمه الله تعالى الظلم ثلاثة انواع اشدها ظلم العبد لربه بالشرك به الثاني ظلم العبد للخلق الثالث ظلم العبد لنفسه فمن سلم من الاولى وحقق توحيد الله عز وجل فقد حقق الامن والاهتداء بمعنى انه لابد ان يدخل الجنة ولابد ان تسعه آآ رحمة الله تعالى ان اخل بالثانية والثالثة ان سلم من ايمانه ان سلم من اهتدائه ومن امنه بقدر ما نقص وبقدر ما ظلم فان الله حكم عدل مقسط لا يظلم مثقال ذرة والامن لا يخفى معشر الاخوة والاخوات هو شيء يقوم في النفس سكينة ودعة وطمأنينة والاهتداء هو البينة. افمن كان على بينة من ربه هو الفرقان الذي يميز به بين الحق والباطل وفي هذه الاية اغراء عظيم. بان من حقق بان من اذهب الايمان الذي هو التوحيد والاخلاص فانه ينال الامن ففيها فضل التوحيد كما هي ترجمة الباب وفيها ان الشرك مذهب مزيل للامن والاهتداء ولهذا لا يغرنك ما تجد من حال اهل الشرك والكفر والالحاد من آآ وتفاخر وتكاثر فان هذه صورة ظاهرة لكنهم في قرارة انفسهم في اضطراب وشقاء كما قال ربنا عز وجل ومن اعرض عن ذكري فان له معيشة ضنكا. وان سكنوا الدور والقصور لكنهم في الدواخل نفوسهم في قلق وفي اضطراب قد انساهم الله انفسهم وفيها ان الشرك لا يغفر. لان الله قال الذين امنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم اولئك لهم الامن وهم مهتدون. اذا من اشرك بالله فلا امن ولا اهتداء فهذا يدل على ان الله لا يغفره واما حديث عبادة ابن الصامت فهو ايضا حديث عظيم جامع لعديد من مسائل الاعتقاد ذكر فيه النبي صلى الله عليه وسلم جملا شرطية وذكر جزاءها واولى هذه الجمل من شهد ان لا اله الا الله وحده وكلمة وحدة تأكيد للاثبات لا شريك له. تأكيد للنفي كلمة لا اله الا الله كما مر بنا مركبة من نفي ولا واثبات فلا اله نفي الا الله اثبات تكون كلمة وحدة تأكيد للاثبات الا الله تأكيد لا شريك له تأكيد للنفي وان محمدا عبده ورسوله هذا هو الشق الثاني من الشهادة فمعنى لا اله الا الله اي لا معبود بحق الا الله هكذا ينبغي ان تقدر لا اله الا الله اي لا معبود بحق الا الله وهذا مقام مهم ينبغي لطالب العلم ان يتبينه كلمة الى والله ها هي لفظ جامد ام مشتق قد اختلف اهل اللغة في ذلك هل هي لفظ جامد الله جامد ام مشتاق؟ والصحيح انه مشتاق من اله يأله الوهة هو كسائر الاسماء الحسنى العظيم من العظمة والرحيم من الرحمة فان اله من التأله والالوهة والتأله هو الوله والانجذاب الناشئ عن المحبة والتعظيم الناشئ عن المحبة والتعظيم. قال رؤبة ابن العجاج يقول لله در الغانيات المدهي. سبحن واسترجعن من تألهه من تأله يعني اه تأله هو التنسك كلمة اله اي مألوه وهي على وزن فعال الى في اصل وضعها في اللغة على وزني فعال وكثيرا ما يأتي في اللغة فعال ويراد به مفعول مثال ذلك كتاب يعني مكتوب فراش يعني مفروش غراس يعني مغروس وعلى هذا قس فإذا اله بمعنى مألوه يعني تألهه القلوب محبة وتعظيما يألهه القلوب محبة وتعظيما وليست مشتقة من اله كما زعم ذلك المتكلمون وتحديدا الاشاعرة فان الاشاعرة يقولون ان اله بمعنى اله ما هو بمعنى مألوه ونحن نقول بل بمعنى مألوه اسم مفعول وليس اسم فاعل لانهم يفسرون الاله بانه القادر على الاختراع هذا التعريف الاله عند الاشاعرة والمتكلمين ان الاله عندهم هو القادر على الاختراع. يعني انهم يفسرون الالوهية بالربوبية وهذا امر لم ينازع فيه ولا المشركون فان المشركين مشركي العرب كانوا مقرين بان الله هو الخالق المنشأ من العدم هذا امر لم ينازع لم ينازعوا فيه ولم آآ يعترضوا عليه الصحيح ان اله على وزن مألوه مفعول وليست على وزن اله بمعنى قادر على الاختراع كما ادعى ذلك المتكلمون معنى لا اله الا الله اي لا معبود بحق الا الله ولماذا قدرنا كلمة بحق لانه يوجد الهة ومبدعات اتخذوا من دونه الهة هناك الهة كما قال الله عز وجل افرأيتم اللات والعزى ومن اتى الثالثة الاخرى؟ الكم الذكر وله وله الانثى. تلك اذا قسمة ديزة ان هي الا اسماء سميتموها انتم واباؤكم وكذا قال يوسف عليه السلام ما انزل الله بها من سلطان فيوجد الهة لكنها بباطل اما الاله بحق فهو الله وحده لا شريك له فهذا هو معنى لا اله الا الله. فمعنى من شهد ان لا اله الا الله اي اعتقد واقر وجزم جزما لا تردد فيه ولا ريبة بان المعبود بحق هو الله الشق الثاني وان محمدا عبده ورسوله شهادة ان محمدا عبده ورسوله تقتضي تصديقه فيما اخبر وطاعته فيما امر والسناب ما عنه نهى وزجر والا يعبد الله الا بما شرى هذا معنى شهادة ان محمدا رسول الله لا تكون الا بهذا والا فاي قيمة لان يقول قائل مثلا نعم محمد رسول ثم هو لا يتبعه او لا يصدق بعض اخباره او يستنكف عن آآ امتثال امره واجتناب نهيه لا تتحقق شهادة ان محمدا رسول الله الا بهذا تصديقه فيما اخبر طاعته فيما امر اجتناب ما عنه نهى وزجر والا يعبد الله الا بما شرع على لسانه ولما كانت هتهان القضيتان ولما كانت هاتان القضيتان متلازمتين جعلهما الله ركنا واحدا. فقال النبي صلى الله عليه وسلم بني الاسلام على خمس على شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله. فجعلهما ركنا واحدا مع تعدد المشهود به. لان احداهما لا تتم بدون الاخرى فلا اله الا الله تدل على الاخلاص ومحمد رسول الله تدل على المتابعة وفي وصفه بالعبودية والرسالة رد على صنفين من الناس رد على اهل الجفاء ورد على اهل الغلو ووصفه صلى الله عليه وسلم بالعبودية رد على اهل الغلو الذين يغلون فيه صلى الله عليه وسلم ويرفعونه فوق منزلته وهذا كثير عند المداحين في الموالد وغيرها يصفون النبي صلى الله عليه وسلم باوصاف لا تنبغي الا لله وقد قال بابي هو وامي لا تطروني كما اطرت النصارى المسيح ابن مريم انما انا عبد الله يقول عبد الله ورسوله وفي وصفه بالرسالة رد على اهل الجفاء الذين يتنقصون ويتجرأون على مقامه وينالون من قدره الشريف يقال هو رسول الله اه وان عيسى عبدالله ورسوله وكلمته القاها الى مريم وروح منه هذا ما يجب اعتقاده في اه نبي الله ورسوله عيسى عليه السلام الذي خلقه الله تعالى من ام بلا اب وبه تمت قسمها الرباعية فان الله تعالى خلق خلقا من اب وام وهم سائر البشر وخلق خلقا بلا اب ولا ام وهو ادم عليه السلام وخلق خلقا من اب بدون ام يا حواء وخلق خلقا من ام بلا اب وهو عيسى تمت بذلك القسمة الرباعية او الاحتمالات الرباعية فهو عبد الله اذا هذا دليل على بطلان ما ذهبت اليه النصارى بزعمهم انه الله او ابن الله او ثالث ثلاثة هذه ثلاث مقالات النصارى على اختلاف مللهم آآ فانهم يدعون هذه الدعاوى فنقول كلا بل هو عبد الله ورسوله. كما قلنا ذلك في محمد صلى الله عليه وسلم وكلمته القاها الى مريم ما معنى انه كلمته يعني انه مخلوق بكلمته لانه هو نفسه الكلمة كما تزعم النصارى فان الله تعالى خلقه بكلمة كن لا انه هو كن. كما قال الامام احمد فليس عيسى هو كن بل هو مخلوق بكن هذا معنى قوله وكلمته القاها الى مريم. قال الله عز وجل ان مثل عيسى عند الله كمثل ادم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون اذا هو مخلوق بيكون لا انه كن بواسطة الروح القدس قال الله عز وجل فنفخنا فيه من روحنا. فنفخنا فيها من روحنا وروح منه ما معنى انه روح منه؟ من هذه للابتداء لانها للتبعيض. تعالى الله عن ذلك فليس معنى من بمعنى انه جزء منه لا. هذا مثل قول الله تعالى وسخر لكم ما في السماوات والارض جميعا منه منه يعني من خلقه ومن لها نحو اربعة عشر معنى في اللغة العربية توهم بعض النصارى ان كلمة منه يدل على التبعيض وان آآ المسيح هو الله او فيه جزء من الله او ان اللاهوت حل في الناسوت على اختلاف عباراتهم آآ في اه والجنة حق والنار حق والجنة حق والنار حق هاتان الجملتان تدلان على ان الجنة والنار مخلوقتان حقيقيتان موجودتان وهذا هو الذي دلت عليه عموم الادلة وانكرت المعتزلة ان الجنة والنار مخلوقتان بمزاعم عقلية باطلة كقولهم ان ان ذلك من باب العبث والذي لا يليق بالله سبحان الله الله تعالى قد اثبت خلقهما اعدت للمتقين اعدت للكافرين. ونبيه صلى الله عليه وسلم اثبت وجودهما كما في حديث صلاة الكسوف وغيرها قال ادخله الله الجنة على ما كان من العمل. هذا هو جزاء الشرط وجوابه جواب الشرط وجزاؤه اه ادخله الله الجنة اذا من حقق هذه الشروط فانه لابد ان يدخل الجنة لكن الجملة الاخيرة على ما كان من العمل. تحتمل امرين على ما كان من العمل يعني ان مآله الجنة مهما كان عمل من الكبائر والمعاصي فلابد ان يكون ماله الجنة ما دام انه اتى بحسنة التوحيد ويحتمل ان المراد على ما كان من العمل يعني ان الله ينزله في الجنة بحسب عمله ان كان من السابقين فهو في المراتب العلا. وان كان من اصحاب اليمين فدون ذلك وهذان المعنيان كلاهما مستقيم فهذا حديث عظيم كما رأيتم وفوائده يعني جمة فيه فضل التوحيد. وان الله تعالى يكفر به الذنوب. ادخله الله الجنة على ما كان من العمل. وفيه دليل على سعة فضل الله واحسانه وفيه اه دليل على البعد عن الافراط والتفريط والغلو والجفاء في حق الانبياء لانه قال عبده ورسوله. في حق محمد وفي حق عيسى عليهما السلام وفيه ان يعني عقيدة التوحيد الحق مخالفة لدين اليهود والنصارى فان اليهود اهل الجفاء والنصارى اهل غلو وكلهم رغبوا عن ملة ابراهيم. ومن يرغب عن ملة ابراهيم الا من سفها نفسه وفي الاية رد على الخوارج لان آآ عفوا وفي الحديث رد على الخوارج ذلك انه دل على ان عصاة الموحدين لا يخلدون في النار لقوله ادخله الله الجنة على ما كان من العمل. بينما تزعم المعتزلة والخوارج ان مرتكب الكبيرة خالد مخلد في النار نقف عند هذا القدر وللحديث صلة ان شاء الله وصلى الله على نبينا