بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم وبارك على عبده ونبيه محمد وعلى اله وصحبه اجمعين هذا هو المجلس الخامس من مجالس الشرح والتعليق على كتاب التوحيد لشيخ الاسلام محمد بن عبد الوهاب وقد بلغنا باب ما جاء باب ما جاء في الرقى والتمائم اذا هو استمرار لما وعد به الشيخ من قوله وتفسير ذلك في الابواب وتفسير هذه الترجمة في الابواب التي تليها فعقد هذا الباب ليبين ما يتعلق بالرقى والتمائم من الشرك واراد التمائم الرقى والتمائم الشركية فاورد فيه حديث ابي بشير في الصحيح عن ابي بشير الانصاري رضي الله عنه انه كان مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض اسبابه فارسل رسولا جاء في رواية ان هذا الرسول هو زيد ابن حارثة ما نص الرسالة ان لا يبقين في رقبة بعير قلادة من وتر او قلادة الا قطعت اراد ان يبين المصنف في هذا الباب ما المنهي عنه من الرقى والتمائم التي تكون من الشرك او مفضية اليه فقوله في الصحيح اراد الصحيحين في الواقع. فالحديث مروي في الصحيحين والمراد بالقلادة ما يعلق على رقبة البعير او غيره من الدواب او الصبيان الا يبقين في رقبة بعير قلادة من وتر والوتر هو ما يشد بين طرف هي القوس فاذا اخلولق اذا اخلولق الوتر فانه ينزع ويستبدل بغيره ويوضع البالي القديم اه قلادة في رقبة البعير او الدابة لدفع العين او قلادة هذا شك من الراوي هل كانت القلادة آآ مقيدة بقلادة من وتر او انها مطلقة اه كمناسبة هذا الحديث واضحة للباب فانه يدل على اه ان تقليد الابل في هذه الاوتار ان هذا من الشرك وان هذا اعتقاد فاسد واي شيء يمكن ان يدفعه آآ وتر محاط بالعنق في دفع العين لا شك ان هذا التعليق من التعليق المحرم وفيه وجوب انكار المنكر وعدم التساهل فيه. فالنبي صلى الله عليه وسلم انتدب رجلا من اصحابه هذه المهمة بحيث اذا رأى شيئا من ذلك ان يقطعه ويأمر بقطعه وفيه ضرورة صيانة عقيدة الناس. وتنبيههم على ما يقدح فيها ويثلمها وهذا امر من مهام الجهات الاعلامية التنبيه عليها وكشف زيفها وعدم تركها تؤثر في الناس وتفسد لهم وتسلب اموالهم اه قال وعن ابن مسعود قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ان الرقى والتمائم والتولة شرك. رواه احمد وابو داوود اما المفردات فان المصنف سوف يذكر معانيها ان شاء الله تعالى اخبر ابن مسعود سماعا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ان هذه المذكورات شرك ويدل هذا على ما اسلفنا من ذكره من ضرورة آآ صون العقيدة عن العقائد الفاسدة والخرافات وتحريم استعمال هذه المذكورات وانه وصفها بانها شرك دون استثناء كسر المصنف رحمه الله هذه المذكورات بقوله التمائم شيء يعلق على الاولاد من العين شيء يعلق على الاولاد من العين. وكلمة يعلق يدل على انه يحاط بالعنق لانه هو موضع التعليق قال لكن اذا كان المعلق من القرآن فرخص فيه بعض السلف وبعضهم لم يرخص فيه ويجعله من المنهي عنه منهم ابن مسعود رضي الله عنه التمائم اختلف فيها اذا كانت من القرآن اما اذا لم تكن من القرآن فهي شرك باطلاق لكن وقع الخلاف بين السلف اه فيما اذا كانت من القرآن فذهب بعضهم ومنهم عائشة انها اذا كانت من القرآن فهي جائزة وهذا قول لاحمد رحمه الله وذهب اخرون الى المنع مطلقا من القرآن وغيره وهذا هو القول المتوجه اولا لطلاقة النصوص في ذلك النبي صلى الله عليه وسلم لم يفصل السبب الثاني انها مفضية الى تعليق ما ليس من القرآن الامر الثالث ان ذلك قد يؤدي الى اهانة القرآن فيها فان الغالب انها اذا علقت في اعناق الصبيان ان الصبي يدخل موضع الخلاء ولا يتفطن نزعها او خلعها وربما نام عليها وربما سال لعابه عليها الى غير ذلك وقد كان هذا فاشيا او موجودا في في المجتمع يصنعون شيئا من او يكتبون بعض الكتابات والتعويذات ويخيطون عليها بالجلد ويعلقونها يعني بناء على ذلك لكن الصحيح القول بالمنع مطلقا وهو مذهب آآ اهل الكوفة عبدالله بن مسعود واصحابه كابراهيم النخعي سويد بن غفلة وعلقمة وغيرهم فهذا هو المأثور عنهم اه قال والرقى هي التي تسمى العزائم وخص منها الدليل ما خلا من الشرك الرقى جمع رقية والرقى لا تجوز الا بشروط. ذكر السيوطي رحمه الله اه ان من شروطها ان تكون باسم من اسماء الله او صفة من صفاته وان تكون باللسان العربي او ما يفهم معناه او ما يفهم معناه شرط شرطا ثالثا وهو الا يعتقد انها مؤثرة بطبعها قد قال النبي صلى الله عليه وسلم اعرضوا علي رقاكم ثم قال لا بأس بالرقى ما لم تكن شركا ما الذي اه خص منها الدليل هو ما خلا من الشرك فهذا يجوز قال والتولة شيء يصنعونه يزعمون انه يحبب المرأة الى زوجها والرجل الى امرأته هذه هذا تعريف التولة وهي قطعا ممنوعة لانها نوع من السحر يسمى الصرف والعطف وهذا الانجذاب ليس انجذابا طبيعيا فلربما قال قائل ما المشكلة في ان يتحبب الرجل الى زوجته او تتحبب الزوجة الى زوجها لكن الواقع ان هذا انجذاب انجذاب غير طبيعي وغير سوي بل فيه تعلق مؤد لصاحبه مزعج له ليس هو ما ينشأ مثلا عن توجيه مستشار اسري نصيحتي ناصح ينتج عنه مزيد مودة بين الزوجين كلا. وانما هو عمل شيطاني يفعله بعض النساء لاستقطاب زوجها او بعض الرجال لاستقطاب امرأته. فهذا لا ريب في تحريمه وانه من الشرك قال وعن عبد الله ابن عكيم مرفوعا من تعلق شيئا وكل اليه. رواه احمد والترمذي هذا الحديث حسن بشواهده ان شاء الله تعالى لانهم قد عللوه بعلتين منها ضعف محمد ابن ابي ليلى في سنده وعدم سماع عبد الله بن عكيم من النبي صلى الله عليه وسلم لكن آآ قد حسنه السيوطي والالباني اه بشواهد اخرى قوله مرفوعا اي مرفوعا الى النبي صلى الله عليه وسلم ومعنى من تعلق شيئا اي تعلق به يعني بان انصرف قلبه اليه واعتقد نفعه اه او ضره وكل اليه اي وكله الله الى ما تعلق به ومن وكله الله الى سواه فقد وكله الى مضيعة فهذا وعيد اه اه خذلان من الله تعالى لمن فعل هذا. فدل ذلك على تحريم اه امثال هذه التعليقات في جلب المنافع او دفع المضار وان الواجب التعلق بالله تعالى دون ما سواه وان الشرك مضر بصاحبه دنيا واخرى فانه اذا وكل اليه في الدنيا لم يخرج بطاعة. ومن اضل ممن يدعو من دون الله من لا يستجيب له الى يوم القيامة وهم عن دعائهم غافلون وفيه ان الجزاء من جنس العمل لانه وكل الى ما تعلق به استأهل هذه النتيجة قال وروى الامام احمد عن رويفا وهو رويفع بن ثابت بن السكن من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا رويفا لعل الحياة ستطول بك وعجبا قد وقع ما اخبر به النبي صلى الله عليه وسلم. فطال به العمر رضي الله عنه حتى ولي اه برقة برقة الموجودة الان في ليبيا وفتح جهات من تونس وغيرها وكانت وفاته سنة سبع واربعين آآ النائب بل كانت سنة ست وخمسين فاخبر الناس فاخبر الناس ان من عقد لحيته او تقلد وترا او استنجى برجيع دابة او عظم فان محمدا بريء منه رواه الامام احمد وابو داوود والطبراني واسناده صحيح فالنبي صلى الله عليه وسلم آآ امر رويفعا بهذه آآ الامور ان يبثها بين الناس. اولاها من عقد لحيته وما المقصود بعقد اللحية ما يفعلونه اه قبل الحروب من جدل لحاهم على هيئة معينة من باب التفاخر والمباهاة وغير ذلك او ان يفعله بعضهم من باب التأنث والتخنت او تقلد وترا وهذا هو موضع الشاهد. وهو ان يأتي بالوتر البال الخلق فيجعله آآ قلادة او استنجى برجيع والرجيع هو اكرمكم الله هو المكان. آآ روث الدابة يتخذه للنجو لازالة النجو عند قضاء الحاجة وقد اه نهى النبي صلى الله عليه وسلم ان يستنجى بعظم او رجيع قال فان العظم طعام اخوانكم من الجن يجدونه اوفر ما يكون لحما واما الرجيع فهو علف دوابهم برجيع دابة او عظم فان محمدا بريء منه وهذا التعبير يعني التبري من الفاعل دليل على انه كبيرة من الكبائر وقد تكون الكبيرة بسبب انه معصية او بسبب كونه شركا قوله تقلد وترا آآ يلحق بمسائل الشرك واما الاستنجاء الرجعي والدابة والعظم فهو من المعصية واما عقد اللحية فلكونه من الاخلاق البذيئة همة من جهة الكبر واما من جهة التخنث فهذا الحديث مناسب لان فيه النهي عن تقليد الاوتار بدعوى دفع العين عن من تقلدها. وان هذا من الشرك من اعتقد انه مؤثر بطبعه فهو شرك اكبر وان اعتقد انه سببا فهو شرك اكبر لما قررناه مرارا ان من اعتقد سببا لم ينصبه الله سببا لا حسا ولا شرعا فقد وقع في الشرك الاصغر لا يجوز في اثبات الاسباب الا ما قام عليه دليل شرعي او دليل حسي في الحديث علم من اعلام النبوة حيث ان روي في عن قد مدا في عمره وفسح في اجله الى سنة ست وخمسين وفيه وجوب الامر بالمعروف والنهي عن المنكر وافشاء العلم لانه قال اخبر الناس. وهذا هو الواجب على طلبة العلم اذا بلغهم شيء من العلم ان يبثوه في الناس وينشروه بينهم ويبدأ باقرب الناس اليهم وهم اهلوهم. كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يصنع ويقول من يوقد صواحب الحجرات رب كاسية في الدنيا عارية يوم القيامة يبدأ الانسان بالاقربين وانذر عشيرتك الاقربين ثم ينتقل الى من ورائهم وهكذا وفيه ان للحية ادابا ادابا في اعفائها وتوفيرها وعدم اه اخذ شيء منها وبمقابل ذلك عدم عقدها على نحو من الانحاء المذمومة ان يقصد بذلك التكبر او التجعيد للتأنث وما اشبه وفيه كما هو مناسب للباب تحريم اتخاذ القلادة لدفع العين وما ونحو ذلك وفيه ايضا احترام حق اخواننا الجن بعدم الاستنجاء بالعظم وعدم الاستنجاء بالروث قال وعن سعيد بن جبير قال من قطع تميمة من انسان كان كعدل رقبة كان كعدل رقبة قال رواه وكيل وله عن ابراهيم كانوا يكرهون التمائم كلها من القرآن وغير القرآن واما وجه كوني اه وهذا طبعا مقطوع يسمى مقطوع لانه عن تابعي وعن سعيد بن جبير ليس من كلام صحابي ولا هو مرفوع الى النبي صلى الله عليه وسلم لكنه من تفقه سعيد ابن جبير لان قطعت تميمة من الانسان اه انقاذ الله من الرق بالتعلق بالمخلوقين او بسبب وهمي فهو كعدل رقبة بشرائها وتحريرها من الرق والعبودية لاحد هذا وجه التشبيه وقوله وله عن ابراهيم هو ابراهيم النخاعي رحمه الله من كبار اصحاب عبد الله بن مسعود قال كانوا يريدوا بذلك اصحاب عبد الله ابن مسعود كالذين سميناهم انفا اه علقمة والأسود النخعي سويد بن غفلة غيرهم من اصحابه من اهل الكوفة اه في في هذا في هذين الاثرين المانع من تعليق التمائم مطلقا. وان هذا هو الذي كان عليه السلف يستفاد فضل قطع التمائم وان الانسان لا يحتاج الى اذن في هذا فاذا رأى الانسان شيئا من ذلك لا يستأذن بل يبادر بازالة المنكر اللهم الا ان يخشى على نفسه ان يعود عليه ذلك اه باذى ومن باب اولى تحريم تعليقها وحرص السلف على صيانة العقيدة ثم قال باب باب من تبرك بشجرة او حجر ونحوهما. يعني مراده ان ذلك من الشرك وقول الله تعالى افرأيتم اللات والعزى ومناة الثالثة الاخرى الكم الذكر وله الانثى تلك اذا ان هي الا اسماء سميتموها انتم واباؤكم ما انزل الله بها من سلطان يتبعون الا الظن وما تهوى الانفس. ولقد جاءهم من ربهم الهدى قال من تبرك التبرك هو طلب البركة واعلموا يرعاكم الله ان البركة منها ما هو حقيقي ومنها ما هو باطل فقد اثبت الله البركة في بعض الاماكن والازمنة والاطعمة والاشربة اثبت الله فيه بركة فاننا نثبته رمضان مبارك وزمزم مبارك وعشر ذي الحجة مباركات ومحمد صلى الله عليه وسلم مبارك وال ابي بكر مباركون ليست في اول بركاتكم يا ال ابي بكر وكذلك البقاع مكة والمدينة وبيت المقدس بالوادي المقدس طوى مما اثبت الله له بركة فانا نثبته ومن ذلك العسل والحبة السوداء البركة هي كثرة الخير واما اثبات بركة بلا دليل فان هذا تبرك ممنوع فلا يجوز ان يتبرك بالذوات كما يفعل بعض آآ الخرافيين من التبرك بمشايخهم ومسحهم ولحس ايديهم وآآ اخذ ما يتساقط منه وغير ذلك التبرك بهذه الاشياء خاص بنبينا صلى الله عليه وسلم فانه يتبرك بفضلاته واما من سواه فلا اراد الشيخ رحمه الله التنصيص على نوع او نوعين وهو التبرك بالشجر والحجر ذكر هذه الاية افرأيتم اي اخبروني وهذا سؤال على سبيل الانكار اه اللات والعزى اللات نقرأ بالتشديد اه وبالتخفيف فهو اما اللات واما اللات اذا كان بالتشديد فهو من اللت نسبة الى رجل كان يلت السويق للحجاج. يعني يجعل الدقيق بالسمن ويطعم الحجاج. فكان رجلا صالحا فلما مات عكفوا قبره او على موضعه وعظموه وبالتخفيف هي صخرة مربعة بيضاء في الطائف يقال لها اه كذلك اه كانوا يقصدونها والعزى عبارة عن شجرة شجرة سمر بني حولها وجعل لها استار تقع بين مكة والطائف واما منات فهي صنم في المشلل بين مكة والمدينة ووسطها بالثالثة الاخرى تحقيرا لها لانها وضيعة لما ذكر هذه الثلاثة المشهورات عندهم في الجاهلية قال الكم الذكر وله الانثى تلك اذا قسمة ديزا يعني تجعلون لله اه الاناث بزعمكم ان الملائكة بنات الله تنسبون لانفسكم اه الذكر تختارون لانفسكم ذلك تلك اذا قسمة ديزع ديزا اي جائرة غير عادلة ان هي الا اسماء. يعني هذه المعبودات التي تتوجهون لها لا تعدو ان تكون مجرد عناوين ولافتات ليس تحتها وليس لها تأثير ان هي الا اسماء سميتموها انتم واباؤكم وتسميتكم اياها وخلعكم عليها الالقاب. وتبجيلكم وتعظيمكم لها لا يجدي شيئا ولا يغير من الواقع شيئا ما انزل الله بها من سلطان. اي من حجة ولا برهان ان يتبعون الا الظن. يعني انهم وجدوا اباءهم على امة فقالوا نحن على اثارهم مهتدون مقتدون. فهي مجرد ظنون واوهام لا دليل لهم عليها اه وما تهوى الانفس لان لبعضهم حظوظا في هذه السدانة سيحصلون على الاموال والنذور والقرابين من جراء استديانتهم لها. وهذا هو الجاري الواقع الان في كثير من بلاد المسلمين المبتلاة بهذه المشاهد المقاصد والمقابر وغير ذلك. يوجد اناس يقتاتون من ورائها سدنة آآ يتظاهرون بالصلاح ويلبسون الجبة والعمامة ويطيلون المسابح ويطقطقونها ويبدون للناس وكانهم صلحاء وهم في الحقيقة يأكلون اموال الناس بالباطل فهذا هو الهوى او انهم يحصلون بذلك على نوع من الرئاسة والتصدير وهذا من اعظم حظوظ النفس اه ولقد جاءهم من ربهم الهدى الهدى هو ما بعث الله به نبيه من العلم النافع القاطع لهذه الخرافات فهذه الاية مناسبة جدا للترجمة لان العزى شجرة ولاة حجر على احد الوصفين وكذلك مناه صنم من حجر هي مناسبة لترجمة الباب وفيه من الفوائد ان التبرك بهذه المزعومات شرك فيه ايضا ما تقدم التنبيه عليه وهو الندب الى مجادلة المشركين ومقارعتهم لانه قال افرأيتم اللات والعزى وهذه من الفروض الكفائية التي آآ يجب ان يقوم بها المؤهلون من طلبة العلم مقارعة الملحدين واهل الاهواء والبدع والمتكلمين فرض كفائي لابد ان ينتدب له احد من اهل الاسلام والسنة فيقيمون عليهم الحجة ويقطعون باطلهم واذا جاء نهر الله بطل نهره فان هؤلاء الملاحدة والمتكلمين والرافضة واهل الاهواء والبدع لا حجة لهم لا عندهم اثارة من علم. وانت ايها المؤمن الحنيف معك كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعك العقل والفطرة كلها تقف الى جانبك ثق تمام الثقة ان الله مؤيدك وناصرك فلا تتردد في مجادلتهم. لكن من لم يجد في نفسه الاهلية العلمية او الاهلية الشخصية لان بعض المحاورات والمناظرات تتطلب سعة صدر ومثابرة وعدم يعني تقبل للاستفزاز لان بعض هؤلاء يمارسون نوعا من الاستفزاز والاثارة قد تخرج بعض الصالحين عن طورهم تفقدهم سوابهم فمن انس من نفسه قوة شخصية وعلمية فينبغي ان يخوض هذا الغمار فانه نوع من الجهاد قال عن ابي وقود التي وهو صحابي مشهور كانت وفاته قيل سنة ثمان وستين قال عن ابي واقد الليثي قال خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم الى حنين وهي المعركة المشهورة يوم حنين الذي ذكره الله في كتابه ويوم حنين اذا اعجبتكم كثرتكم وقد جرت بعد فتح مكة بين النبي صلى الله عليه وسلم ومعه مسلمة الفتح وبينها وازن ووقعت هزيمة للمسلمين ثم بعد ذلك فائوا ونصرهم الله عز وجل قال ونحن حدثاء عهد بكفر لانهم كانوا من مسلمة الفتح وللمشركين سدرة سدرة اه المقصود بها اه شجرة النبق المعروفة وعادة ما تكون كبيرة ضخمة يقال لها وللمشركين سدرة يعكفون عندها والعكوف هو طول الاقامة وينوطون بها اسلحتهم. لماذا يعلقون عليها اسلحتهم؟ طلبا للبركة يقال لها لتلكم السدرة ذات انواق قال فمررنا بسدرة يعني السدرة خير ذات انواط فقالوا بحكم انهم حدثاء عهد بكفر اجعل لنا ذات انواط. يعني ليكن لنا سدرة نعلق عليها اسلحتنا للبركة كما للمشركين سدرة يفعلون عندها ذلك وقالوا لها ذات انواق فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم الله اكبر انها السنن كبر النبي صلى الله عليه وسلم تعجبا لوجود السبب الذي يدعو للعجب وهو تحقق مشابهة هذه الامة لمن قبلها من الامم. فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم لتتبعن سنن الذين من قبلكم حذو القدة بالقدة. حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه ما وجه الشبه قال انها السنن. قلتم والذي نفسي بيده كما قالت بنو اسرائيل لموسى. اجعل لنا الها كما لهم الهة. قال هم قوم تجهلون تجاوزنا ببني اسرائيل البحر فاتوا على قوم يعكفون على اصنام لهم قالوا اجعل لنا الها كما لهم الهة وهم للتو قد نجاهم الله من فرعون. واخرجهم من هلكة ثم ما اسرع ما دب فيهم الكفر وقالوا اجعل لنا الها كما لهم اله. قال انكم قوم تجهلون ان هؤلاء مكبر فيه وباطل ما كانوا يعملون لتركبن سنن من كان قبلكم. رواه الترمذي وصححه اه هذا الحديث اه فيه ما يناسب الباب وهو التبرك بالشجر اذا انهم ارادوا ان يتخذوا سدرة يتبركون بتعليق آآ اسلحتهم اسلحتهم عليها والسنن المراد بها الطرق يعني سن سنة يعني طرق طريقا او افتتح طريقا فاتخاذ ذلك للتبرك من الشرك وتأليه غير الله عز وجل فدل هذا الحديث حديث ابي واكد الليثي على ان التبرك بالاشجار والاحجار شرك وقد نبره النبي صلى الله عليه وسلم بشرك بني اسرائيل اه وفيه ايضا ان حديث العهد للكفر لا يؤمن ان تسرع فيه الفتنة ويقع فيما كان يقع فيه من قبل ولهذا معشر الاخوان ينبغي الحذر من تصدير المهتدين الجدد فان بعض الدعاة الله حينما يظفر احدهم بشخص زائغ ويهتدي يضعه في المقدمة يسلمه الميكروفون ويجعل هل هو يتحدث ويتصدق وربما استزله فصار يتكلم بما يحسن وما لا يحسن. يهرف بما يعرف وما لا يعرف. وهذا غلط لا يجوز ان ان يصدر ولا من باب تأليف القلوب فانه يأتي بما يكون فيه الضرر واخطر من ذلك من يكون فيه شائبة من اه الحاج او فكر باطل ثم يحصل عنده انتقال آآ الى الاسلام ولا يزال يعلق في ذهنه بعض الشبهات تتاح له المنابر والمنصات والمحاضرات يفوه بكلام فيه حق وباطل. فيقع من جراء ذلك فتنة ولبس. لا يتكلم الا من كان راسخا في العلم عنده اه احاطة وتأصيل. اما من كان غضا فاننا لا ننبذه ولكن نضعه في موضعه وندعوه الى التفقه في الدين اه كذلك ايضا ان من اسباب الشرك وعبادة الاصنام تعظيم الاشجار والاحجار فهذا امر لم يزل ولا يزال الى يومنا هذا في الناس وعجبا كيف يتمكن الشيطان من اقناع اناس عقلاء بتعظيم شجرة او بتعظيم حجر هذا موجود حتى عند الاوروبيين وغيرهم مثل هذه الترهات واعتقاد البركة في اشياء ربما رأى بعضكم مشاهد من هذا حينما مثلا القطع النقدية في البحيرات والماء يظنون انه احسن لهم بذلك بركة. وعندهم العين والخوف من العين واستجلاب وامور اكثر مما عند المسلمين. رغم انهم يحسبون على الحضارة والتقنية وغير ذلك آآ من الامور التي يعني يستفاد من هذا الحديث جواز تمثيل الادنى بالاعلى ان الذي اقترحه الصحابة حدثاء عهد بكفر نوع من الشرك الاصغر. والذي حكاه النبي صلى الله عليه وسلم عن بني اسرائيل هو شرك اكبر لانهم قالوا اجعل لنا الها كما لهم اليا. لكن ما طاوعهم والا لحكم يعني قطعا بكفره يجوز ان ان يستدل بتمثيل الادنى بالاعلى وهذا له نظائر اخر وفيه علم من اعلام النبوة وهو قوله لتركبن سنن من كان قبلكم لتتبعن سنن من كان قبلكم حذو القدة بالقدة ففعلا كل ما فعله اليهود والنصارى اه وقع في المسلمين حتى قال النبي صلى الله عليه وسلم حتى لو اتى احدهم امه في قارعة الطريق لفعلتموه. عياذا بالله يعني من اشنع الامور وافظعها التي يعني تستبعد ومع ذلك يمكن ان يقع والناظر الان في حال المسلمين في اصقاع الارض يجد محاكاتهم ومشابهته ومشابهتهم لما يفعله اليهود والنصارى قديما وحديثا حتى باتوا رجع الصدى في كثير من الامور يزينهم الله بزينة الايمان ويقول كنتم خير امة اخرجت للناس. ثم يخلعون هذه الخلعة الربانية ويغيرون هذه الصبغة الالهية صبغة الله بالصبغات الملوثة من عادات اليهود والنصارى في عاداتهم وسلوكهم واخلاقهم ولبسهم وقصاتهم اه كلماتهم وغير ذلك اه ثم قال باب ما جاء في الذبح لغير الله وقول الله تعالى قل ان صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين. لا شريك له. وبذلك امرت وانا اول المسلمين هذا الباب نوع من انواع الشرك المضاد للتوحيد الذي اشار الشيخ رحمه الله الى انه سيأتي ما يبين الترجمة السابقة في تفسير لا اله الا الله ومعنى الاسلام عقد هذا الباب ليبين ان ذبح لغير الله شرك. لان الذبح عبادة وايما عبادة صرفت لغير الله تعالى فهي اه تأمره ان يقول ان صلاتي والصلاة معروفة وهي اشرف العبادات البدنية ونسكي والنسك هو الذبح وهو اشرف العبادات المالية ولهذا يقرن الله تعالى بين هاتين العبادتين كما قال سبحانه وتعالى فصل لربك وانحر فلما كانت الصلاة اشرف العبادات البدنية لما فيها من قيام وقعود وركوع وسجود وكان النحر اشرف العبادات المالية لما فيه من بذل المال واراقة الدم تقربا الى الله عز وجل قرن الله تعالى قال ومحياي محياي يعني ما اتيه في حياتي من اقوال وافحة ومماتي يعني ما اموت عليه من الايمان والعمل الصالح. لله رب العالمين. كله لله فهذا دليل الاخلاص لهذا قال وبذلك ما المشار اليه؟ الاخلاص قوله لله رب العالمين يعني انه خالص لله رب العالمين قال وبذلك امرت ذلك ان الله تعالى قد قال قل اني امرت ان اعبد الله مخلصا له الدين. وامرت لان اكون اول المسلمين لهذا قال وبذلك امرت وانا اول المسلمين لكن هل كان النبي صلى الله عليه وسلم اول المسلمين. نعم هو اول المسلمين في هذه الامة. لكنه مسبوق بمسلمين في الامم السابقة ويجاب عن هذا بان هذا التعبير وانا اول المسلمين يراد به الاولية المعنوية كما مثلا اه تدعو مثلا جملة من اصحابك وتقول مثلا اه اريدكم ان تحظروا مثلا حفل نجاحي او مناسبة زواجي احدهم يقول انا اول الحاضرين ليس مراده انه سيكون عند الباب قبل ان يدخل اي داخل وانما مراده بذلك التأكيد على حضوره وانه سيجئ آآ الى هذا او سيجيب الدعوة هذا هو المراد بقوله وانا اول المسلمين او ان يقال على ظاهره اول المسلمين من هذه الامة الاية فيها دليل على الباب او فيها مناسبة للباب بذكر الذبح على ان النسك احيانا يطلق على مطلق الطاعة والعبادة لكن السياق يؤيد ان يكون اراد به الذبح اذا قارنا هذا بقوله فصلي لربك وانحر. ولهذا تسمى الذبيحة نسيك يسمى الذبيحة نسيكة اه وهكذا سماها الله تعالى في سورة الحج فهذه فهذا هذه الاية يستفاد منها ان الذبح لغير الله شرك اكبر لانه عبادة وصرف عبادة لغير الله تعالى شرك اكبر مخرج عن الملة وتدل على ان هاتين العبادتين الصلاة والذبح من اجل واشرف العبادات وتدل الاية على وجوب الاخلاص لله عز وجل لله رب العالمين الله اكبر محياي ومماتي لله رب العالمين. يعني كأنما دمغ على جبهته وقف لله تعالى كان هذا الانسان جعل حياته خالصة لله عز وجل في جميع تقلباته واحواله. وهذا يا اخوان فعلا يتحقق لدى اولياء الله حقا وصدقا كما جاء في حديث الولي كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي عليها فاذا بلغ الانسان في مراتب الولاء هذه الدرجات صار محياه ومماته. وجميع تصرفاته اه قربة وعبادة اه فيه فائدة مهمة وهي قوله وبذلك امرت ما يدل على ان العبادات توقيفية وانه ليس للانسان ان يخترع عبادة من تلقاء نفسه بل لابد ان يكون ذلك صادرا عن امر الهي فقوله وبذلك امرت يدل على هذا المعنى آآ الشريف فلا يحل لاحد ان يتقرب الى الله عز وجل بما لم يشرعه على لسان نبيه وهذا هو الفرق بين السنة والبدعة فان البدعة كما قال الشاطبي رحمه الله طريقة في الدين مخترعة تضاهي الشرعية يقصد بالسير عليها المبالغة في التعبد لله تعالى لهذا خدع الشيطان المبتدعة وقال لهم افعلوا كذا وافعلوا كذا. وهذا امر مستحسن وهذه بدعة حسنة. وهكذا حتى افسدوا الدين وادخلوا فيه ما ليس منه وما قامت بدعة الا على انقاض السنة والا فان في السنن الثابتة غنية عن البدع المحدثة اقتصاد في اتباع خير من اجتهاد في ابتدائي اقتصاد في اتباع خير من اجتهاد في ابتداء والبدعة لا تزيدك من الله الا بعدا قال فصل لربك وانحر. فصل لربك دليل على الاختصاص لربك يعني لا لغيره وانحر اي وانحر لربك فعطفها عليه فهذا دليل على ان الذبح عبادة واذا كان عبادة لم يجز صرفه لغير الله وما اكثر والعياذ بالله من استهواهم الشيطان واغراهم بالذبح للجن حتى انهم يأتون السحرة والكهان في امور من امور الدنيا فيقول له الساحر اذبح تيسا اسود او ديكا اسود ولا تذكر اسم الله عليه ويقع هذا يا كرام لبعض يعني الجاهلين وهم ممن ينتسبون الى الاسلام والسنة. حدثني احد الدعاة انه ذهب الى احد القرى النائية في المملكة وقاموا بشرح بعض المتون آآ العقدية الاصول الثلاثة كتاب التوحيد. يقول وكان في المسجد رجل انما هو حمامة مسجد من الطاعة والتبكير كلاء للقرآن وكان كبير السن عمره يقول فوق السبعين وكان ينصت الى دروسنا بشغف يقول فلما قضى زمن الدورة واردنا الانصراف واذا بالرجل واقف خارج المسجد على ناصية الشارع ينتظرني يقول فلما خرجت دعاني ثم اعتنقني واخذ يبكي بكاء مريرا ظننت انه يبكي لاجل الفراق. فقلت ان شاء الله تعالى نلتقي والقادم اكثر وجعلت اسلي. قال انا لا ابكي على هذا لان كان ما قلتم حقا فانا عملي طوال السبعين سنة ذهب هدرا وباطلا وحابطا. قلت ما ذاك؟ خير ان شا الله. قال انا منذ عقلت. منذ عقلت وعمري خمسة عشرة سنة وانا اذبح للجن في هذا الجبل اسود كل سنة ابحث عنه في كل مكان قلت انت؟ قال نعم. هكذا نشأت. وهكذا تعلمت على هذا الامر يقول فجعلته اسكنه وقلت احمد الله ان الله تعالى مد في عمرك وفسح في اجلك حتى عرفت التوحيد وحتى وهو يبكي بكاء مريرا حبط عملي فجعلت قلت له اسلمت على ما اسلفت من خير جعلت اسكنه يقول ثم اننا مضينا في طريقنا كان اخر مطافنا ان ختمنا بعمرة فلما اقبلنا على المسجد الحرام واذا بهذا الخارج من المسجد واذا به ذلك شيخ ملتف بازاره ورداءه يتهلل ويسلم علينا يقول هذه عمرة الاسلام امثال هذا موجود كثير. هذا هنا مع كثرة العلم وفشوه فما بالكم في بعض البلاد الاسلامية التي لا يكاد يسمع فيها ذكر التوحيد ويتولى سدنة دعاة ضلالة نشر البدعة اشاعة الشرك ليقتاتوا من ورائهم يعيش اناس على هذا باعداد كبيرة يذبحون للمشاهد والقبور. شيء رأيناه رآه غيرنا مما يدمي القلب قال وعن علي ابن ابي طالب رضي الله عنه قال حدثني رسول الله صلى الله عليه وسلم باربع كلمات والكلمة تطلق على الجملة ليس المقصود بالكلمة هي بضعة حروف آآ ولكن المراد بها آآ الجملة قال لعن الله من ذبح لغير الله ولعن الله من لعن والديه ولعن الله من اوى محدثا ولعن الله من غير منار الارض رواه مسلم عافانا الله واياكم هذه اربع ملاعق هذه اربع ملاعب ودليل على ان فاعلها قد ارتكب كبيرة. اذ ان تعريف الكبيرة كما تعلمون اه ما ترتب عليه حد في الدنيا او وعيد في الاخرة او اقترن به لعن او غضب او براءة او ما اشبه ذلك فيقول علي رضي الله عنه فيما حدثه به رسول الله صلى الله عليه وسلم لعن الله من ذبح لغير لغير الله فهذا دليل على ان الذبح لغير الله ملعون فاعله وقد واللعن هو الطرد والابعاد عن رحمة الله اه ويذبح لغير الله يعني يذبح للاصنام يذبح للجن يذبح حتى للصالحين لقبورهم ومشاهدهم او غير ولعن الله من لعن والديه ايعقل ان يقع ذلك؟ نعم يمكن ان يعقل من بعض الحققة. فان من العققة الجفات القساة من لا يبالي والعياذ بالله فيلعن والديه حقيقة لكن الاكثر ما نبه عليه النبي صلى الله عليه وسلم حينما استشكل اصحابه ذلك فقالوا يا رسول الله اويلعن الرجل والديه؟ قال نعم يسب الرجل ابا الرجل فيسب اباه ويسب امه يعني بمعنى انه يصدر منه اساءة وسب لابي فلان او امه فيقابله ذلك بالمثل فيكون تسببه بذلك كما لو كان هو فاعله وهذا امر ينبغي ان يتفطن له المؤمن وهو ان ينظر الى المآلات والعواقب. الم يقل الله تعالى ولا تسبوا الذين يدعون من دونه فيسب الله عدو بغير علم. مع ان بعض من يدعونهم من دون الله من الاصنام حقيقة بالسب والشتم. لكن الله نهى المؤمنين عن سبهم مراعاة لمصلحة ودفع لمفسدة حتى لا يقابل ذلك بسب الله تعالى وكذلك ايضا من عقوق الوالدين ان يسب الرجل ابا الرجل. او يسب امة لانه سيسب اباه ويسب امه قال ولعن الله من اوى محدثا. اواه يعني وتستر عليه ودافع عنه وذب عنه ومن هو المحدث؟ المحدث اما المبتدع في دين الله واما الجاني الذي يطلبه السلطان فانه لا تجوز لا يجوز ايواءه ولا اجارته فان هذا مما يفتح على المسلمين باب شر تمكين المبتدعة واهل الباطل او المحافظة والدفاع عن المجرمين والمطلوبين قال ولعن الله من غير منار الارض. المقصود منار الارض مراسمها التي اه تفصل اه الحدود يأتي بعض الناس والعياذ بالله فينقل المراسم من موضع الى موضع يدخل على دار على ارض جاره وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم من اقتطع قيد شبر من الارض طوقه من من سبع اراضين عياذا بالله يعني جعل كالطوق له الى سبع اراضين هو لا يستطيع ان يتحمل طوقا من ارض واحدة فكيف بسبع اراضيك فهذه ملاعن اربع عافانا الله واياكم. آآ يجب ان تتقى فهذا فيه مناسبة ظاهرة للحديث. وهي قوله لعن الله من ذبح لغير الله دل على تحريم هذه المذكورات الذبح لغير الله لانه شرك اكبر. ولعن الوالدين لما فيه من العقوق الذي هو من سبع الموبقات ومناصرة المجرمين واهل البدع لما يترتب على ذلك من نشر البدعة او نشر الجريمة وكذلك ايضا اه التعدي على اه الاراظي والحقوق وفيه دليل على جواز لعن الفساق بالجملة وذلك ان اللعن لعن المعين لا يجوز لا يجوز لعن المعين لكن اللعن بالوصف لا بالعين جائز يجوز ان تلعن من لعن الله ورسوله تقول لعن الله اليهود والنصارى. لعنة لان النبي صلى الله عليه وسلم قال على فراشه الموت لعنة الله على اليهود والنصارى. اتخذوا قبورا مساجد يجوز ان تقول لعن الله من انتسب الى غير ابيه لعن الله من غير منار الارض يجوز ان تقول لعن الله اكلت الربا لان النبي صلى الله عليه وسلم قال لعن الله اكل الربا وموكله وكاتبه وشاهديه وهكذا فيجوز اللعن بالوصف لا اللعن بالعين لماذا لا يجوز اللعن بالعين؟ لان لعن المعين يعني الطرد والابعاد عن رحمة الله. وهذا الى الله لا تدري لعل الله ان يتوب عليه ولما لعن النبي صلى الله عليه وسلم اشخاصا من المشركين باعيانهم واسمائهم كان يقنت بذلك في صلاة الصبح انزل الله تعالى اليه ليس لك من الامر شيء فترك ذلك وجميع اولئك اسلموا وحسن اسلامهم يجوز ان يلعن معينا واللعانون لا يكونون شهداء ولا شفعاء يوم القيامة ويجب تحذير الناس من اللعن فان بعض الناس فيه بذاءة لسان وسفه قد يلعن زوجته وقد يلعن ابناءه ولما سمع النبي صلى الله عليه وسلم في سفرة الله رجلا يقول لبعير يعني اتعبه يا ملعون قال سيد لا يتبعنا ملعون وقال لا تدعوا على انفسكم ولا على اولادكم ولا على اموالكم عسى ان توافقوا ساعة يستجيب الله لكم او كما قال النبي صلى الله عليه وسلم قال وعن طارق بن شهاب ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال دخل الجنة رجل في ذباب ودخل النار رجل في ذباب قالوا وكيف ذلك يا رسول الله؟ قال مر رجلان على قوم لهم صنم لا يجاوزه احد حتى يقرب له شيئا قالوا لاحدهما قرب. قال ليس عندي شيء اقرب لا نقرب ولو ذبابا تقرب ذبابا فخلوا سبيله فدخل النار وقالوا للاخر قرب قال ما كنت لاقرب لاحد شيئا دون الله عز وجل فضربوا عنقه فدخل الجنة اه هذا من الاحاديث التي انتقدت على كتاب التوحيد وقد اخرج هذا الحديث ابو نعيم وابن ابي شيبة عن سلمان موقوفا بسند صحيح روي عن سلمان موقوفا اه وذلك ان طارق بن شهاب آآ البجلي رأى النبي صلى الله عليه وسلم لكن لم يسمع منه ولذلك فحديثه مرسل حديث مرسل الصحابي يظهر والله اعلم ان طارق بن شهاب سمع هذا الحديث من سلبا وكان سلمان رضي الله عنه اه ممن آآ يعني عنده اثارة من علم اهل الكتاب فتعلمون في قصة اسلام سلمان كيف تنقل بين بعض الرهبان في صوامعهم ودياراتهم وآآ سمع من علمهم فلعل هذا مما تلقاه سلمان اه من غير النبي صلى الله عليه وسلم. وحدث به طارق بن شهاب آآ او روي عن سلمان موقوفا فالسند الى سلمان اه صحيح ومعنى الحديث آآ ان رجلا دخل الجنة في ذباب يعني بسبب ذباب وان اخر دخل النار في ذباب يعني بسبب ذباب فقالوا كيف يا رسول الله؟ قال مر رجلان على قوم لهم صنم لا يجاوزه احد حتى يقرب له شيئا يقرب يعني يذبح فقالوا لاحدهما اي آآ للذي دخل النار قالوا قرب قال ليس عندي شيء اقرب ما معي شيء قالوا قرب ولو ذبابا فقرب ذبابا استهان بالامر ولم ير به بأسا فدخل النار وقالوا للاخر قرب. قال ما كنت لاقرب لاحد شيئا دون الله عز وجل. شيئا نكرة في سياق النفي فدلت على العموم فضربوا عنقه فدخل الجنة اه قد قال المؤلف انه رواه احمد اه لكن ليس عند احمد مرفوعا في المسند الحديث كما ذكرت لكم مما انتقد على آآ الكتاب وفيه على فرض انه من قصص اهل الكتاب ومن الاسرائيليات فوائد اولا انه مناسب لكتاب التوحيد او لهذا الباب لان فيه ذكر الذبح والذبح عبادة التقريب لغير الله تعالى يكون آآ من باب صرف العبادة لغير الله فيكون شركا فيه بيان خطورة الشرك قليله وكثيره وانه لا يختلف اذا ان الكلام على الاصل الذي يقوم في القلب وفيه ان الشرك موجب للنار قطعا وان التوحيد موجب للجنة وفيه ان الشخص ربما وقع في الشرك خير ابهم به يستهين بالمسألة ولا يبالي. ويقول الكلمة فتهوي به في النار. سبعين خريفا يقع في حفرة من حفر النار وفيه وجوب التوقي والتحوط من الذنوب مهما كانت والا يستهين الانسان بالصغائر فان النبي صلى الله عليه وسلم قال اياكم ومحقرات الذنوب اه وفيه ان المسلم اذا فعل الشرك ابطل اسلامه ودخل النار لان ظاهر القصة ان الرجل هذا الذي قرب ذبابا كان مسلما اه لانه لو لم يكن مسلما من قبل لما قال دخل النار في ذباب لكان قد دخل النار بسبب كفره السابق فهذا يدل على انه كان مسلما كفر بسبب صنيعه ذلك وفيه فضل التوحيد وان من حقق التوحيد ولو بشيء يسير فان هذا يكون اه وسيلة لدخول الجنة لقوله فيه اه دخل النار دخل الجنة في ذباب وفيه اه ان اللسان عليه ان ان يصبر ولكن لو قدر ان الانسان بلغ به الامر مبلغ الاكراه فهل يسعه يفعل المكفر الجواب نعم اذا بلغ مبلغ الاكراه فانه لا يكفر باطنا قال الله عز وجل الا ان تتقوا منهم تقاة الا ان تتقوا منهم تقى في حديثي سلمان رضي الله في حديث عمار ابن ياسر انه اتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال له يا رسول الله هلكت قال وما اهلكك قال اجبتهم الى بعض ما طلبوا وكان المشركون يعذبون سلمان حتى انهم يغمسون رأسه في الماء حتى يكاد ينقطع نفسه ويريدونه على سب النبي صلى الله عليه وسلم فاجابهم الى بعض ما طلبوا بات النبي صلى الله عليه وسلم باكيا فقال له النبي صلى الله عليه وسلم كيف تجد قلبك؟ قال مطمئن بالايمان او مطمئن بالايمان. قال فان عادوا فعد وهذا هو معنى قول الله تعالى منشرح بالكفر من كفر بالله من بعد ايمانه الا من اكره وقلبه مطمئن بالايمان ولكن منشرح بالكفر صدرا قال قائل فما بال الرجل يقال الرجل في هذه القصة على فرض ثبوتها لم يأبه بالامر ولم يمانع ولم يدافع وانما قالوا له افعل ففعل بخلاف حال سلمان الذي تعرض للاذى واجابهم الى بعض ما طلبوا. لا الى كل ما طلبوا ففرق بين الصورتين ونقف عند هذا القدر والحديث صلة ان شاء الله وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين