فاذا ان يجعل ماء زمزم سببا لاشياء يريدها فهذا راجع الى انه سبب اذن به شرعه ولو شرب ماء اخر مثلا ماء صحة واراد بشرب هذا الماء ان يحفظ القرآن المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد بن ابراهيم بن عبداللطيف ال الشيخ. شروحات كتب الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله شرح كتاب التوحيد. الدرس العاشر بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن اهتدى بهداه اما بعد فانبه على مسألة الا وهي ان الكلام في مسائل التوحيد تقريرا واستدلالا وبيان وجه وبيان وجه الاستدلال من الامور الدقيقة والتعبير عنها يحتاج بلا دقة من جهة المعبر وايضا من جهة المتلقي اقول هذا لان بعض الاخوة استشكلوا بالامس وقبله واليوم ايضا بعض العبارات مدار الاستشكال انهم ما دققوا فيما قيل اما ان يحذفوا قيدا او يحذفوا كلمة او يأخذ المعنى الذي دل عليه الكلام ويعبر عنه بطريقته وهذا غير مناسب. لهذا ينبغي ان يكون المتلقي لهذا العلم دقيقا. فيما يسمع بان كل مسألة لها ضوابطها ولها قيودها. وايضا بعض المسائل يكون الكلام عليها تارة مجملا وفي بعض ما سمعه المتلقي يكون سمع احد الاحوال. وهي فيها تفصيل ويكون الكلام عليها من حيث الاجمال. غير الكلام عليها من حيث التقصير نعم الحمد لله رب العالمين هذا سائل يقول فضيلة الشيخ مما يقع فيه كثير من الناس انه اذا حصل له امر ونجا منه فانه يجب وعليه ان يتصدق الصدقة في مثل هذا ليس لها حكم الوجوه والشكر لله جل وعلا على نعمه اذا نجي العبد من بلاء او حصلت له مسرة يكون تارة بالسجود وتارة بالصلاة او بالصدقة شكرا لله جل وعلا على نعمه وهذا كله من المستحب وليس من الواجب. الا اذا كان ثم نذر نذر انه ان نجي من وكذا فانه سيتصدق فهنا يكون الزم نفسه بعبادة الا وهي الصدقة اذا حصل له كذا وكذا فتكون واجبة بالنذر اما اصل الصدقة فهو مستحب واذا كانت في مقابلة نعمة او اندفاع نقمة فهي ايضا مستحبة وليست بواجبة لا تجب الا اذا نذر وتحقق المشروط حبب الشرق نعم وهذا يقول فضيلة الشيخ اذا كان الذبح لا يجوز لدفع المرض فكيف نجمع بينه وبين الحديث؟ داووا مرضاكم بالصدقة. هذا عجيب عنه بالامس نعم وهذا يقول عندنا عادة وهي ان من حصل بينه وبين شخص عداوة او بغضاء لتعد من احدهما على الاخر. فيطلبون من احدهم اي اي ان يذبحا ويسمون ذلك ذبح صلح. فيذبح ويحضرون من حصلت معهم العداوة فما حكم ذلك ذبح الصلح الذي تعمله بعض القبائل في صورته المشتهرة المعروفة لا يجوز لانهم يجعلون الذبح امام من يريد من يريدون ارضاءه ويريقون الذنب تعظيما له او اجلالا لارظائه وهذا يكون محرما لانه لم يرق الدم لله جل وعلا وانما اراقه لاجل ارضاء فلان وهذا الذبح محرم والذبيحة ايضا لا يجوز اكلها. لانها لم لم تهلى او لم تذبح لله جل وعلا وانما ذبحت لغيره فان كان الذبح الذي هذا صفته من جهة التقرب والتعظيم صار شركا اكبر. وان لم يكن من جهة التقرب والتعظيم صار محرما لانه لم لم يخلص من ان يكون لغير الله فصار عندنا في مثل هذه الحالة وكذلك في الذبح للسلطان ونحوه المسألة التي مرت علينا بالامس ان يكون الذبح في مقدمه وان يراقى الدمع بقدومه وبحضرته هذا قد يكون على جهة التقرب تعظيم فيكون الذبح حينئذ شركا اكبر بالله جل وعلا لانه ذبح واراق الدم تعظيما للمخلوق وتقربا اليه وان لم يذبح تقربا او تعظيما وانما ذبح لغاية اخرى مثل الارظاء ولكنه شابه اهل الشرك فيما يذبحونه تقربا وتعظيما فنقول الذبيحة لا تجوز ولا تحل والاكل منها حرام ويمكن الاخوة الذين يشيع عندهم في بلادهم او في قبائلهم مثل هذا المسمى ذبح الصلح ونحوه ان يبدلوه بخير منه وهو ان تكون وليمة للصلح. فيذبحون للضيافة يعني يذبحون لا بحضرة من يريدون ارضاءه. ويدعونهم ويكرمونهم. وهذا من الامر المرغب فيه. فيكون الذبح كما يذبح المسلم عادة لضيافة اضيافه ونحو ذلك نعم وهذا يقول هناك رجل في منطقتنا يأتي اليه الناس عند فقد اموالهم فيعطيهم خيطا معقدا ويقرأ عليه ويطلب منهم ان يضعوه في المكان الذي فقده. فما حكم ذلك؟ وما حكم الصلاة خلفه هذا من الكهانة لان هذا الذي يعمل هذه الاشياء عن رغب او كاهن وقد يكون ساحرا ايضا فلا يجوز عمل مثل هذا العمل ولا يحل لاحد ان يعين احدا يدعي معرفة شيء من علم الغيب والصلاة خلفه لا تجوز. لان هذا اما ان يكون عرافا او كاهنا او ساحرا. وهؤلاء لا تجوز الصلاة خلفهم نعم وهذا يقول فضيلة الشيخ ما معنى قولهم الشرك الاكبر اكبر من الكبائر الشرك الاصغر اكبر من الكبائر وكيف يكون كذلك والشرك الاكبر يعتبر من الكبائر؟ اذ هو اكبر الكبائر نرجوا ازالة الاشكال ان شاء الله هذا ايضا اوضحته بالامس وهو ان الكبائر قسمان قسم منها راجع الى جهة الاعتقاد والعمل الذي يصحبه اعتقاد وقسم منها راجع الى جهة العمل الذي لا يصحبه اعتقاد المثال الاول الذي يصحبه الاعتقاد انواع الشرك بالله من الاستغاثة بغيره ومن الذبح لغير الله ومن النذر لغير الله ونحو ذلك فهذه اعمال ظاهرة هي كبائر يصحبها اعتقاد جعلها شركا اكبر فهي في ظاهرها حرف لعبادة صرف عبادة لغير الله جل وعلا. وقام بقلب صاحبه بها الشرك بالله بتعظيم هذا المخلوق وجعله يستحق هذه هذا النوع من العبادة اما على جهة الاستقلال او لاجل ان يتوسط والقسم الثاني لكبائر العملية التي تعمل لا على وجه اعتقاد مثل الزنا شرب الخمر والسرقة واكل الربا واكل مال اليتيم والتولي يوم الزحف ونحو ذلك من الكبائر والموبقات فهذه تعمل دون اعتقاد. لهذا صارت الكبائر على قسمين. نقول الشرك الاصغر ومن باب اولى الشرك الاكبر هذا جنسه اكبر من الكبائر يعني العملية فانواع الشرك الاصغر ولو كان لفظيا مثل قول ما شاء الله وشئت ومثل الحلف بغير الله او نسبة النعم الى غير الله او نسبة اندفاع النقم لغير الله جل وعلا او تعليق التمائم ونحو ذلك هذه من حيث الجنس اعظم هي كبائر ومن حيث الجنس اعظم من كبائر العمل الذي لا يصاحبه اعتقاد. وذاك لان العمل الاعمال تلك زنا والسرقة ونحوها من الكبائر العملية هذه ليس فيها سوء ظن بالله جل وعلا. وليس فيها صرف عبادة لغير الله او نسبة شيء لغير الله جل وعلا وانما هي من جهة الشهوات. والاخرى هي من جهة الاعتقاد بغير الله وجه. غير الله جل وعلا ندا لله سبحانه وتعالى. واعظم الذنب ان يجعله ان يجعل المرء ان يجعل المرء لله ندا وهو خلقه جل وعلا. نعم وهذا يقول فضيلة الشيخ لماذا لم يبين الرسول صلى الله عليه وسلم الشرك لاخذ الصحابة قبل ان يقعوا فيه في حديث ما في انواع من المعلوم ان الشريعة جاءت الاثبات المفصل والنفي المجمل والنفي اذا كان مجملا فانه يندرج تحته صور كثيرة يدخلها من فهم النفي في الدلالة فلا يحتاج مع النفي ان ينبه على كل فرد فرد ولهذا نقول من فهم لا اله الا الله لم يحتج الى ان يفصل له كل مسألة من المسائل فمثلا النذر لغير الله ليس فيه حديث النذر لغير الله شرك والذبح لغير الله ليس في الذبح لغير الله شرك ونحو ذلك من الالفاظ الصريحة. وهكذا في العكوف عند القبور او العكوف والتبرك من الاشجار والاحجار لم يأتي فيها شيء صريح ولكن نفي الهية غير الله جل وعلا يدخل فيها عند عند من فهم معنى العبادة كل الصور الشركية. ولهذا الصحابة رضي الله عنهم فهموا ما دخل تحت هذا النفي ولم يطلب ذات انوار كما للمشركين ذات انوار الا من كان حديث عهد بكفر يعني لم يسلم الا قريبه. وهم قلة من ممن كانوا مع النبي صلى الله عليه وسلم في مسيره الى حنين والاثبات يكون مفصلا وتفصيل الاثبات تارة يكون بالتنصيط وتارة يكون بالدلالة العامة من وجوب افراد الله جل وعلا بالعبادة مثلا اعبدوا ربكم ما لكم من اله غيره ونحو ذلك من الايات و الادلة الخاصة بالعبادة كقوله يوفون بالنذر ويخافون يوما كان شره مستطيرا وكقوله فصل لربك وانحر وكقوله اذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم. فهذه ادلة اثبات تثبت ان تلك المسائل من العبادات واذا كانت من العبادات فقول لا اله الا الله يقتضي بالمطابقة انه لا تصرف العبادة الا لله جل وعلا اذا فيكون ما طلبه اولئك من القول الذي لم يعملوه راجع الى عدم فهمهم ان تلك الصورة داخلة فيما نفي لهم مجملا بقول لا اله الا الله نعم وهذا يقول فضيلة الشيخ ما حكم التبرك بالصالحين وبماء زمزم؟ والتعلق باستار الكعبة التبرك بالصالحين قسمان تبرك بذواتهم بعرقهم بسورهم يعني بقية الشراب لعابهم الذي اختلط ان نوى مثلا او ببعض الطعام او التغرق بشعرهم او نحو ذلك فهذا لا يجوز وهو من البدع المحدثة وقد ذكرت لكم ان الصحابة رضوان الله عليهم لم يكونوا يعملون مع ابي بكر وعمر وعثمان وعلي وهم سادة اولياء هذه الامة شيئا من ذلك وانما فعله الخلود الذين يفعلون ما الذين يفعلون ما لا يؤمرون ويتركون ما امروا به والقسم الثاني بركة عمل وهي الاقتداء بالصالحين في صلاحهم الاستفادة من اهل العلم تأثر باهل الصلاح وهذا امر مطلوب والتبرك بالصالحين بهذا المعنى مطلوب شرعه اما التبرك بالذات كما كان يفعل مع النبي صلى الله عليه وسلم فهذا ليس لاحد الا للنبي عليه الصلاة هو الثلاث اما التبرؤ بماء زمزم فان شرب ماء زمزم بما جاء به الدليل ولما جاء به الدليل لا بأس به النبي عليه الصلاة والسلام قال بماء زمزم انها طعام طعم وشفاء ثقم فمن شربها طعاما او شفاء سقم شرب بما دل عليه الدليل. كذلك شربها لغرض من الاغراض التي يريد ان يحققها لنفسه فهذا ايضا جائز. لان النبي عليه الصلاة والسلام قال ماء زمزم لما شرب له فيكون هذا اعتقادا خاطئا. لان ما جاء فيه الدليل هو الذي يجعل ذلك السبب مؤثرا او جائزا ان يعتقد انه مؤثر اما التعلق بافكار الكعبة رجاء البركة فهذا من وسائل الشرك ومن الشرك الاصغر كما ذكرت لكم بالامس اذا اعتقد ان ذلك التبرك سبب. اما اذا اعتقد ان الكعبة ترفع امره الى الله او انه اذا فعل ذلك عظم قدره عند الله وان الكعبة يكون لها شفاعة عند الله او نحو تلك اعتقادات التي فيها اتخاذ الوسائل الى الله جل وعلا. فهذا يكون التبرك على ذاك النحو شرك اكبر. ولهذا يقول كثير من اهل العلم ان انواع هذه التبرك بحيطان المسجد الحرام وبالكعبة او نحو ذلك او بمقام ابراهيم التمسح بذلك رجاء البركة من وسائل الشرك بل هو من الشرك من وسائل الشرك الاكبر بل هو من الشرك يعني الشرك الاصغر كما قرر ذلك الامام الشيخ محمد ابن ابراهيم رحمه الله. نعم وهذا يقول فضيلة الشيخ يوجد بعض الساعات مكتوب عليها لفظ الجلالة فهل يجوز الدخول بها الى الخلاء وجزاكم الله خيرا العلماء يقولون ويكره دخوله الخلاء بشيء فيه ذكر الله في اداب حقول الخلاء في الفقه فاصطحاب شيء مما فيه ذكر الله الى الخلاء مكروه نواصل الحديث على باب ما جاء بالذبح لغير الله. قال الامام رحمه الله تعالى وقول الله تعالى قل ان صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له هذه الاية فيها ان عبادة الصلاة وعبادة النسك وهو الذبح لله جل وعلا وقال هنا قل ان وان من المؤكدات ومجيئ التأكيد في الجمل الخبرية معناه ان من خوطب بذلك منكر لهذا الامر او منزل منزلة المنكر له ولهذا يكون الاستدلال بهذه الاية على انه خوطب بها من ينكر ان الصلاة لله وحده وان الذبح لله وحده استحقاقا. وهم المشركون. فدل على ان هذه الاية في يعني في توحيد الذبح لعدم الله جل وعلا وان الذبح لغيره مخالف لما يستحقه الرب جل وعلا. قال هنا قل ان صلاتي ونسكي والنسك هو الذبح او النحر يعني التقرب بالدم والتقرب بالدم لله جل وعلا عبادة عظيمة. لان الذبائح او المنحورات الابل في البقر الغنم من الضأن والمعز هذه مما تعظم في نفوس اهلها ونحرها تقربا الى الله جل وعلا والصدقة بها عبادة عظيمة فيها اراقة الدم لله وفيها تعلق القلب بحسن الثواب من الله جل وعلا وفيها حسن الظن بالله تبارك وتعالى وفيها التخلص من الشح والرغب فيما عند الله سبحانه بازهاق نفسي ما هو عزيز عند اهله ولهذا كان النحر والذبح عبادة من العبادات العظيمة التي يحبها الله جل وعلا. وهذه الاية على ان النحر والصلاة عبادتان لانه جعل النسيكة لله والله جل وعلا له من اعمال العبادات فلهذا صار وجه الدلالة ان قوله ونسكي فيه دلالة على ان النسك عبادة من العبادات وانه مستحق لله جل وعلا. قوله لله رب العالمين اللاب هنا المتعلقة بقوله قل ان صلاتي ونسكي لا من استحقاق لان اللام في اللغة وفي ما جاء من الاستعمال في القرآن لام الملك اما السفينة فكانت لمساكنها يعني يملكونه او تكون لام الاختصاص وهو شبه الملك او تكون لام الاستحقاق مثل الحمد لله. يعني جميع انواع المحامل مستحقة لله كذلك اللام هنا قل ان صلاتي ونسكي لله يعني مستحقة لله جل وعلا قال سبحانه ومحياي ومماتي لله وهنا ومحياي ومماتي لله تكون اللام هذه مع انها واحدة لكن يكون معناها على الاول رجوعها للاول غير معناها برجوعها للمحيا والممات فان الله جل وعلا قال في هذه الاية من اخر سورة الانعام قل ان صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله والمحيا والممات يعني الاحياء والاماتة. وهذه بيد الله جل وعلا ولله ملكا. فهو الذي يملكها سبحانه لانها من افراد ربوبيته جل وعلا على خلقه. فهذه الاية بما اشتملت عليه من هذه الالفاظ الاربع دلت على توحيد الالهية وعلى توحيد الربوبية. قل ان صلاتي ونسكي هذا توحيد العبادة. ومحياي ومماتي هذا توحيد الربوبية لله. اللام اذا ارجعتها للاوليين الصلاة والنسك صارت صار معناها الاستحقاق. واذا ارجعتها للاخير صار معناها الملك. ولهذا يقول اهل التفسير هنا قل ان صلاتي ونسكي بالله استحقاقا ومحياي ومماتي لله ملكا وتدبيرا وتصرفا قال لله رب العالمين لا شريك له. وهذا وجه استدلال ثالث حيث قال لا شريك له يعني فيما مر لا شريك له في الصلاة والنسك فلا يتوجه بالصلاة والنسك الى احد مع الله جل وعلا او من دونه وكذلك لا شريك ليس له في ملكه في المحيا والممات بل هو المتفرد سبحانه بانواع الجلال وانواع الكمال وهو المستحق للعبادة وهو ذو الملكوت الاعظم قال وقوله فصل لربك وانحر قال جل وعلا انا اعطيناك الكوثر فصلي لربك وانحر قال فصلي لربك وانحر فامر بالصلاة وعمر بالنحر واذا امر به فهو داخل في حد العبادة لان العبادة اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه. من الاقوال والاعمال الظاهرة والباطنة والصلاة امر بها الله جل وعلا وهي محبوبة لديه اذا. والنحر امر الله جل وعلا به وهو محبوب ومرضي له اذا فيكون اذا نفسك. النحر عبادة لله جل وعلا وفي التعريف الاخر ان العبادة هي كل ما يتقرب به العبد الى الله جل وعلا ممتثلا به الامر والنهي. صادق على هذا لان النحر يعمل تقربا الى الله جل وعلا بامتثال الامر والنهي. قال سبحانه انا اعطيناك الكوثر والكوثر هو الخير العظيم الذي منه النهر الذي في الجنة فصلي لربك وانحر الفاء هذه سببية يعني بسبب ذلك اشكر الله جل وعلا بتوحيدك بان صلي لربك الذي اعطاك ذلك الخير الكثير وتقرب اليه حرف وبنسك النسائي له سبحانه لان الخير انما اسداه جل وعلا وحده اذا وجه الدلالة من هذه الاية على الباب ان النحر عبادة وقد قال جل وعلا فصل لربك وانحر يعني وانحر لربك فصار النحر لغير الله والذبح لغير الله خارج عما امر الله به فهو اذا صرف للعبادة لغير الله جل وعلا قال رحمه الله وعن علي رضي الله عنه قال حدثني رسول الله صلى الله عليه وسلم باربع كلمات لعن الله من ذبح لغير الله لعن الله من لعن والديه لعن الله من اوى محدثا لعن الله من غير منار الارض رواه مسلم. الشاهد من هذا قوله لعن الله من ذبح لغير الله. وهذا وعيد يدل على ان الذابح لغير الله ملعون واللعن هو الطرد والابعاد من رحمة الله جل وعلا. فاذا كان الله هو الذي لعن فيكون قد طرد وابعد من رحمة الله الخاصة يكون جل وعلا قد طرد وابعد هذا الملعون من رحمته جل وعلا الخاصة اما الرحمة العامة فهي تشمل المسلم والكافر جميع اصناف الخلق وان كان دعاء باللعن عليه لعن الله من ذبح لغير الله كأن النبي عليه الصلاة والسلام قال داعيا على من ذبح لغير الله جل وعلا باللعن وهو الطرد والابعاد من رحمة الله جل وعلا هذا يدل على ان الذبح لغير الله من الكبائر. ومن المعلوم ان اقتران ذنب من الذنوب اللعن يدل على انه من الكبائر من كبائر الذنوب. وهذا ظاهر من جهة ان الذبح لغير الله شرك بالله جل وعلا يستحق صاحبه اللعنة والطرد والابعاد من رحمة الله جل وعلا. وقوله لعن الله من ذبح لغير الله اللام هذه يعني من اجل غير الله تقربا اليه فذبح لغير الله تقربا الى ذلك الغير وتعظيما لذلك الغيب وهذا وجه مناسبة هذا الحديث لباب ما جاء في الذبح لغير الله. يعني من الوعيد وانه شرك ومن الوعيد لانه صاحبه ملعون الحديث الاخر قال وعن طارق بن شهاب ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال دخل الجنة رجل في ذباب ودخل النار رجل في ذباب قالوا وكيف ذلك يا رسول الله؟ قال مر رجلان على قوم لهم صنم لا يجوزه احد حتى يقرب له شيئا فقالوا لاحدهما قرب قال ليس عندي شيء اقرب. قالوا له قرب ولو ذبابة وقالوا فقرب ذبابا فخلوا سبيله فدخل النار وقالوا للاخر قرب فقال ما كنت لاقرب لاحد شيئا دون الله عز وجل وضربوا عنقه فدخل الجنة رواه احمد وجه الدلالة من هذا الحديث ان التقرير للصنم بالذبح كان سببا لدخول النار وذلك من حيث ظاهر المعنى ان من فعله كان مسلما فدخل النار بسبب ما فعل هذا يدل على ان الذبح لغير الله شرك بالله جل وعلا شرك اكبر لان ظاهر قوله دخل النار يعني استوجبها مع من يخلد فيها ووجه الدلالة ايضا ان قريب هذا الذي لا قيمة له وهو الذباب يدل على ان من قرب ما هو ابلغ واعظم منفعة واعظم عند اهله واغلى انه سبب اعظم لدخول النار وقوله هنا قرب يعني اذبح تقربا والحظ هنا انهم لم يكرهوهم بالفعل الحديث لم يدل على انهم اكرهوا لانه قال مر رجلان على قوم انهم صنم لا يجوزه احد حتى يقرب له شيئا فظاهر قول فظاهر قوله لا يجوزه احد يعني انهم لا يأذنون لاحد بمجاوزته عن ذلك قريب حتى يقرب وهذا ليس اكراها اذ يمكن ان يقول سارجع من حيث اتيت. ولا يجوز ذلك الموضع يتخلص من ذلك هذا يدل على ان الاكراه بالفعل لم يحصل من اولئك فلا يدخل هذا في قوله الا من اكره وقلبه مطمئن بالايمان. ولكن منشرح بالكفر صدرا لانه ليس في الحديث دلالة كما هو ظاهر على حصول الاكراه. وانما قالوا قال مر رجلان على قوم لهم صنم لا يجوزه احد حتى يقرب له شيئا. لا يجوزه احد ما صفة عدم السماح بعدم المجاوزة؟ هل هو انه لا يجوز حتى يقتل؟ او يقرب؟ او لا يجوزه حتى لا يجوزه حتى يقرب او يرجع. بعض العلماء استظهر من قوله في اخر الحديث فقتل من قتلهم لاحد الرجلين انه لا يجوزه حتى يقتل. وان هذا علم بالسياق فصار ذلك نوع اكراه فلهذا استشكلوا كون هذا الحديث داء كونه استشكلوا كون هذا الحديث دالا على ان من فعل هذا الفعل يدخل النار مع انه مكره. والجواب عن هذا الاشكال ان هذا الحديث على هذا القول وهو انه حصل منهم الاكراه بالقتل ان هذا الحديث فيمن كان قبلنا ورفع الاكراه او جواز قول كلمة الكفر او عمل الكفر مع اطمئنان القلب بالايمان هذا خاص بهذه الامة هذا اجاب به بعض اهل العلم والثاني وهو ما قدمت ان السياق ليس بمتعين على انهم هددوه بالقتل اذا كان غير متعين بانهم هددوه بالقتل فانه لا يحمل على شيء مجمل لم يعينه. ودلالة قوله هنا فضربوا عنقه يعني في من لم يقرب فدخل الجنة ربما لانه اهان صنمهم بقوله ما كنت لاقرب لاحد شيئا دون الله عز وجل. لهذا استشكل هذا الحديث طائفة من اهل العلم وهو بحمد ليس فيه اشكال لانه اما ان يحمل على انه كان في من كان قبلنا فلا وجه اذا لدخول الاكراه. او يحمل على انهم لم يكرهوه حين اراد المجاوزة ولكن قتلوه لاجل قوله لم اكن لاقرب لاحد شيئا دون الله عز وجل اذا هذا الباب وهو قوله باب ما جاء في الذبح لغير الله ظاهر في الدلالة على ان التقرب لغير الله جل وعلا بالذبح انه شرك بالله جل وعلا في العبادة. فمن ذبح لغير الله تقربا وتعظيما فهو مشرك الشرك الاكبر المخرج من الملة نعم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن اهتدى بهداه اما بعد فانبه على مسألة الا وهي ان الكلام في مسائل التوحيد تقريرا واستدلالا وبيان وبيان وجه الاستدلال من الامور الدقيقة والتعبير عنها يحتاج الى دقة من جهة المعبر وايضا من جهة المتلقي اقول هذا لان بعض الاخوة استشكلوا بالامس وقبله واليوم ايضا بعض العبارات مدار الاستشكال انهم ما دققوا فيما قيل اما ان يحذفوا قيدا او يحذفوا كلمة او يأخذ المعنى الذي دل عليه الكلام ويعبر عنه بطريقته وهذا غير مناسب لهذا ينبغي ان يكون المتلقي لهذا العلم دقيقا فيما يسمع بان كل مسألة لها ضوابطها ولها قيودها وايضا بعض المسائل يكون الكلام عليها تارة مجملا وفي بعض ما سمعه المتلقي يكون سمع احد الاحوال وهي فيها تفصيل ويكون الكلام عليها من حيث الاجمال غير الكلام عليها من حيث التفصيل نعم الحمد لله رب العالمين هذا سائل يقول فضيلة الشيخ مما يقع فيه كثير من الناس انه اذا حصل له امر ونجا منه فانه يجب وعليه ان يتصدق الصدقة في مثل هذا ليس لها حكم الوجوه والشكر لله جل وعلا على نعمه اذا نجي العبد من بلاء او حصلت له مسرة يكون تارة بالسجود وتارة بالصلاة او بالصدقة شكرا لله جل وعلا على نعمه وهذا كله من المستحب وليس من الواجب الا اذا كان ثم نذر نذر انه ان نجي من وكذا فانه سيتصدق. فهنا يكون الزم نفسه بعبادة الا وهي الصدقة. اذا حصل له كذا وكذا فتكون واجبة بالنذر. اما اصل الصدقة فهو مستحب واذا كانت في مقابلة نعمة او اندفاع نقمة فهي ايضا مستحبة وليست بواجبة لا تجب الا اذا نذر وتحقق المشروع حبب الشرط نعم وهذا يقول فضيلة الشيخ اذا كان الذبح لا يجوز لدفع المرض فكيف نجمع بينه وبين الحديث؟ داووا مرضاكم بالصدقة. هذا عنه بالامس نعم وهذا يقول عندنا عادة وهي ان من حصل بينهم وبين شخص عداوة او بغظاء لتعد من احدهما على الاخر. فيطلبون من احدهم ان يذبح ويسمون ذلك ذبح صلح فيذبح ويحضرون من حصلت معهم العداوة فما حكم ذلك ذبح الصلح الذي تعمله بعض القبائل في صورته المشتهرة المعروفة لا يجوز لانهم يجعلون الذبح امام من يريد من يريدون ارضاءه ويريقون الدم تعظيما له او اجلالا لارضائه وهذا يكون محرما لانه لم يرق الدم لله جل وعلا وانما اراقه لاجل ارضاء فلان وهذا الذبح محرم والذبيحة ايضا لا يجوز اكلها. لانها لم لم تهلى او لم تذبح لله جل وعلا وانما ذبحت لغيره فان كان الذبح الذي هذا صفته من جهة التقرب والتعظيم صار شركا اكبر. وان لم يكن من جهة التقرب والتعظيم صار محرما لانه لم لم يخلص من ان يكون لغير الله فصار عندنا في مثل هذه الحالة وكذلك في الذبح للسلطان ونحوه المسألة التي مرت علينا بالامس ان يكون الذبح في مقدمه وان يراقى الدم. لقدومه وبحضرته. هذا قد يكون على جهة التقرب وتعظيمه فيكون الذبح حينئذ شركا اكبر بالله جل وعلا لانه ذبح واراق الدم تعظيما للمخلوق وتقربا اليه وان لم يذبح تقربا او تعظيما وانما ذبح لغاية اخرى مثل الارظاء ولكنه شابه اهل الشرك فيما يذبحونه تقربا وتعظيما فنقول الذبيحة لا تجوز ولا تحل والاكل منها حرام ويمكن الاخوة الذين يشيع عندهم في بلادهم او في قبائلهم مثل هذا المسمى ذبح الصلح ونحوه ان يبدلوه بخير منه وهو ان تكون وليمة للصلح. فيذبحون للضيافة. يعني يذبحون لا بحضرة من يريدون ارضاءه. ويدعونهم ويكرمونهم. وهذا من الامر المرغب فيه. ويكون الذبح كما يذبح المسلم عادة لضيافة اضيافه ونحو ذلك. نعم وهذا يقول هناك رجل في منطقتنا يأتي اليه الناس عند فقد اموالهم فيعطيهم خيطا معقدا ويقرأ عليه ويطلب منهم ان يضعوه في المكان الذي فقده. فما حكم ذلك؟ وما حكم الصلاة خلفه هذا من الكهانة. لان هذا الذي يعمل هذه الاشياء عن رأف او كاهن وقد يكون ساحرا ايضا فلا يجوز عمل مثل هذا العمل ولا يحل لاحد ان يعين احدا يدعي معرفة شيء من علم الغيب والصلاة خلفه لا تجوز. لان هذا اما ان يكون عرافا او كاهنا او ساحرا. وهؤلاء لا تجوز الصلاة خلفهم نعم وهذا يقول فضيلة الشيخ ما معنى اه قولهم الشرك الاكبر اكبر من الكبائر الشرك الاصغر اكبر من الكبائر وكيف يكون كذلك والشرك الاكبر يعتبر من الكبائر؟ اذ هو اكبر الكبائر نرجو ازالة الاشكال هذا ايضا اوضحته بالامس وهو ان الكبائر قسمان قسم منها راجع الى جهة الاعتقاد والعمل الذي يصحبه اعتقاد وقسم منها راجع الى جهة العمل الذي لا يصحبه اعتقاد المثال الاول الذي يصحبه الاعتقاد انواع الشرك بالله من الاستغاثة بغيره ومن الذبح لغير الله ومن النذر لغير الله ونحو ذلك فهذه اعمال ظاهرة هي كبائر يصحبها اعتقاد جعلها شركا اكبر فهي في ظاهرها صرف لعبادة صرف عبادة لغير الله جل وعلا. وقام بقلب صاحبه الشرك بالله بتعظيم هذا المخلوق وجعله يستحق هذه هذا النوع من العبادة اما على جهة الاستقلال او لاجل يتوسط والقسم الثاني لكبائر العملية التي تعمل لا على وجه اعتقاد مثل الزنا شرب الخمر والسرقة واكل الربا واكل مال اليتيم والتولي يوم الزحف ونحو ذلك من الكبائر والموبقات فهذه تعمل دون اعتقاد. لهذا صارت الكبائر على قسمين. نقول الشرك الاصغر ومن باب اولى الشرك الاكبر هذا جنسه اكبر من الكبائر يعني العملية فانواع الشرك الاصغر ولو كان لفظيا مثل قول ما شاء الله وشئت ومثل الحلف بغير الله او نسبة النعم الى غير الله او نسبة اندفاع النقم لغير الله جل وعلا او تعليق تمائم ونحو ذلك هذه من حيث الجنس اعظم هي كبائر ومن حيث الجنس اعظم من كبائر العمل الذي لا يصاحبه اعتقاد. وذاك لان العمل الاعمال تلك زنا والسرقة ونحوها من الكبائر العملية هذه ليس فيها سوء ظن بالله جل وعلا وليس فيها صرف عبادة لغير الله او نسبة شيء لغير الله جل وعلا وانما هي من جهة الشهوات. والاخرى هي من جهة الاعتقاد بغير الله وجهل. غير الله جل وعلا ندا لله سبحانه وتعالى. واعظم الذنب ان يجعله ان يجعل المرء ان يجعل المرء لله ندا وهو خلقه جل وعلا. نعم وهذا يقول فضيلة الشيخ لماذا لم يبين الرسول صلى الله عليه وسلم الشرك لاحد الصحابة قبل ان يقعوا فيه في حديث انوار من المعلوم ان الشريعة جاهت الاثبات المفصل والنفي المجمل والنفي اذا كان مجملا فانه يندرج تحته صور كثيرة يدخلها من فهم النفي في الدلالة فلا يحتاج مع النفي ان ينبه على كل فرد فرد ولهذا نقول من فهم لا اله الا الله لم يحتج الى ان يفصل له كل مسألة من المسائل فمثلا النذر لغير الله ليس فيه حديث النذر لغير الله شرك والذبح لغير الله ليس فيه حديث الذبح لغير الله شرك ونحو ذلك من الالفاظ الصريحة. وهكذا في العكوف عند القبور او العكوف والتبرك من الاشجار والاحجار لم يأتي فيها شيء صريح ولكن نفي الهية غير الله جل وعلا يدخل فيها عند عند من فهم معنى العبادة كل الصور الشركية. ولهذا الصحابة رضي الله عنهم فهموا ما دخل تحت هذا النفي ولم يطلب ذات انوار كما للمشركين ذات انواط الا من كان حديث عهد بكفر يعني لم يسلم الا قريبه. وهم قلة من ممن كانوا مع النبي صلى الله عليه وسلم في مسيره الى حنين والاثبات يكون مفصلا وتفصيل الاثبات تارة يكون بالتنصيط وتارة يكون بالدلالة العامة من وجوب افراد الله جل وعلا بالعبادة مثلا اعبدوا ربكم ما لكم من اله غيره ونحو ذلك من الايات و الادلة الخاصة بالعبادة كقوله يوفون بالنذر ويخافون يوما كان شره مستطيرا وكقوله فصل لربك وانحر وكقوله اذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم. فهذه ادلة اثبات تثبت ان تلك المسائل من العبادات واذا كانت من العبادات فقول لا اله الا الله يقتضي بالمطابقة انه لا تصرف العبادة الا لله جل وعلا اذا فيكون ما طلبه اولئك من القول الذي لم يعملوه راجع الى عدم فهمهم ان تلك الصورة داخلة فيما نفي لهم مجملا بقول لا اله الا الله نعم. وهذا يقول فضيلة الشيخ ما حكم التبرك بالصالحين وبماء زمزم؟ والتعلق باستاد الكعبة التبرك بالصالحين قسمان تبرك بذواتهم بعرقهم بسورهم يعني بقية الشراب لعابهم الذي اختلط بالنوى مثلا او ببعض الطعام او التبرك بشعرهم او نحو ذلك فهذا لا يجوز وهو من البدع المحدثة وقد ذكرت لكم ان الصحابة رضوان الله عليهم لم يكونوا يعملون مع ابي بكر وعمر وعثمان وعلي وهم سادة اولياء هذه الامة شيئا من ذلك وانما فعله الخلود الذين يفعلون ما الذين يفعلون ما لا يؤمرون ويتركون ما امروا به والقسم الثاني بركة عمل وهي الاقتداء بالصالحين في صلاحهم الاستفادة من اهل العلم تأثر باهل الصلاح وهذا امر مطلوب والتبرك بالصالحين بهذا المعنى مطلوب شرعا. اما التبرك بالذات كما كان يفعل مع النبي صلى الله عليه وسلم. فهذا ليس لاحد الا للنبي عليه الصلاة هو السلف اما التبرك بماء زمزم فان شرب ماء زمزم بما جاء به الدليل ولما جاء به الدليل لا بأس به النبي عليه الصلاة والسلام قال في ماء زمزم انها طعام طعم وشفاه سقم فمن شربها طعاما او شفاء سقم شرب بما دل عليه الدليل. كذلك شربها لغرظ من الاغراض التي يريد وان يحققها لنفسه فهذا ايضا جائز. لان النبي عليه الصلاة والسلام قال ماء زمزم لما شرب له فاذا ان يجعل ماء زمزم سببا لاشياء يريدها فهذا راجع الى انه سبب اذن به شرعا ولو شرب ماء اخر مثلا ماء صحة واراد بشرب هذا الماء ان يحفظ القرآن فيكون هذا اعتقادا خاطئا. لان ما جاء فيه الدليل هو الذي يجعل ذلك السبب مؤثرا او جائزا ان يعتقد انه مؤثر اما التعلق باستار الكعبة رجاء البركة فهذا من وسائل الشرك ومن الشرك الاصغر كما ذكرت لكم بالامس اذا اعتقد ان ذلك التبرك سبب. اما اذا اعتقد ان الكعبة ترفع امره الى او انه اذا فعل ذلك عظم قدره عند الله وان الكعبة يكون لها شفاعة عند الله او نحو تلك اعتقادات التي فيها اتخاذ الوسائل الى الله جل وعلا. فهذا يكون التبرك على ذاك النحو شرك اكبر. ولهذا يقول كثير من اهل العلم ان انواع هذه التبرك بخيطان المسجد الحرام وبالكعبة او نحو ذلك او بمقام ابراهيم التمسح بذلك رجاء البركة من وسائل الشرك بل هو من الشرك من وسائل الشرك الاكبر بل هو من الشرك يعني الشرك الاصغر كما قرر ذلك ومرضي له اذا فيكون اذا النحر عبادة لله جل وعلا وفي التعريف الاخر ان العبادة يقول ما يتقرب به العبد الى الله جل وعلا ممتثلا به الامر والنهي. صادق على هذا لان النحر الامام الشيخ محمد بن ابراهيم رحمه الله. نعم وهذا يقول فضيلة الشيخ يوجد بعض الساعات مكتوب عليها لفظ الجلالة. فهل يجوز الدخول بها الى الخلاء وجزاكم الله خيرا العلماء يقولون ويكره دخوله الخلاء بشيء فيه ذكر الله في اداب دخول الخلاء في الفقه فاصطحاب شيء مما فيه ذكر الله الى الخلاء مكروه نواصل الحديث على باب ما جاء في الذبح لغير الله. قال الامام رحمه الله تعالى وقول الله تعالى قل ان صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له هذه الاية فيها ان عبادة الصلاة وعبادة النسك وهو الذبح لله جل وعلا وقال هنا قل ان وان من المؤكدات ومجيء التأكيد في الجمل الخبرية معناه ان من خوطب بذلك منكر لهذا الامر او منزل منزلة المنكر له ولهذا يكون الاستدلال بهذه الاية على انه خوطب بها من ينكر ان الصلاة لله وحده السحر وان الذبح لله وحده استحقاقا. وهم المشركون. فدل على ان هذه الاية في يعني في توحيد الذبح لعدم الله جل وعلا وان الذبح لغيره مخالف لما يستحقه الرب جل وعلا قال هنا قل ان صلاتي ونسكي والنسك هو الذبح او النحر يعني التقرب بالدم والتقرب بالدم لله جل وعلا عبادة عظيمة. لان الذبائح او المنحورات الابل البقر الغنم من الضأن والماعز. هذه مما تعظم في نفوس اهلها ونحرها تقربا الى الله جل وعلا والصدقة بها عبادة عظيمة فيها اراقة الدم لله وفيها تعلق القلب بحسن الثواب من الله جل وعلا وفيها حسن الظن بالله تبارك وتعالى وفيها التخلص من الشح والرغب فيما عند الله سبحانه بازهاق نفسي ما هو عزيز عند اهله ولهذا كان النحر والذبح عبادة من العبادات العظيمة التي يحبها الله جل وعلا. وهذه الاية على ان النحر والصلاة عبادتان لانه جعل النسيكة لله والله جل وعلا له من اعمال العبادات فلهذا صار وجه الدلالة ان قوله ونسكي فيه دلالة على ان النسك عبادة من العبادات وانه مستحق لله جل وعلا. قوله لله رب العالمين اللام وهنا المتعلقة بقوله قل ان صلاتي ونسكي لام الاستحقاق لان اللام في اللغة وفي ما جاء من الاستعمال في القرآن لام الملك اما السفينة فكانت لمساكنها يعني يملكونه او تكون لام الاختصاص وهو شبه الملك او تكون لام الاستحقاق نزلت الحمد لله يعني جميع انواع المحامل مستحقة لله كذلك اللام هنا قل ان صلاتي ونسكي لله يعني مستحقة لله جل وعلا قال سبحانه ومحياي ومماتي لله وهنا ومحياي ومماتي لله تكون اللام هذه مع انها واحدة لكن يكون معناها على الاول رجوعها للاول غير معناها برجوعها للمحيا والممات فان الله جل وعلا قال في هذه الاية من اخر سورة الانعام قل ان صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله والمحيا والممات يعني الاحياء والاماتة. وهذه بيد الله جل وعلا. ولله ملكا. فهو الذي يملكها سبحانه لانها من افراد ربوبيته جل وعلا على خلقه. فهذه الاية بما اشتملت عليه من هذه الالفاظ الاربع دلت على توحيد الالهية وعلى توحيد الربوبية. قل ان صلاتي ونسكي هذا توحيد العبادة. ومحياي ومماتي هذا توحيد الربوبية لله. اللام اذا ارجعتها للاوليين الصلاة والنسك صارت صار معناها الاستحقاق. واذا ارجعتها للاخير صار معناها الملك. ولهذا يقول اهل التفسير هنا قل ان صلاتي ونسكي لله استحقاقا ومحياي ومماتي لله ملكا وتدبيرا وتصرفا قال لله رب العالمين لا شريك له. وهذا وجه استدلال ثالث حيث قال لا شريك له يعني فيما مر لا شريك له في الصلاة والنسك فلا يتوجه بالصلاة والنسك الى احد مع الله جل وعلا او من دونه وكذلك لا شريك له في ملكه في المحيا والممات بل هو المتفرد سبحانه بانواع الجلال وانواع الكمال وهو المستحق للعبادة وهو ذو الملكوت الاعظم قال وقوله فصل لربك وانحر قال جل وعلا انا اعطيناك الكوثر فصل لربك وانحر قال فصل لربك وانحر فامر بالصلاة وامر بالنحر واذا امر به فهو داخل في حد العبادة لان العبادة اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه. من الاقوال والاعمال الظاهرة والباطنة الصلاة امر بها الله جل وعلا وهي محبوبة لديه اذا والنحر امر الله جل وعلا به وهو محبوب يعمل تقربا الى الله جل وعلا بامتثال الامر والنهي. قال سبحانه انا اعطيناك الكوثر والكوثر هو الخير العظيم الذي منه النهر الذي في الجنة فصلي لربك وانحر الفاها به سببية يعني بسبب ذلك اشكر الله جل وعلا بتوحيده بان صلي لربك الذي ذلك الخير الكثير وتقرب اليه بالنحر وبنسك النسائي له سبحانه لان الخير انما اسداه جل وعلا وحده اذا وجه الدلالة من هذه الاية على الباب ان النحر عبادة وقد قال جل وعلا فصل لربك وانحر يعني وانحر لربك فصار النحر لغير الله والذبح لغير الله خارج عما امر الله او به فهو اذا صرف للعبادة لغير الله جل وعلا قال رحمه الله وعن علي رضي الله عنه قال حدثني رسول الله صلى الله عليه وسلم باربع كلمات لعن الله من ذبح لغير الله لعن الله من لعن والديه لعن الله من اوى محدثا لعن الله من غير منار الارض. رواه مسلم الشاهد من هذا قوله لعن الله من ذبح لغير الله. وهذا وعيد يدل على ان الذابح لغير الله العون واللعن هو الطرد والابعاد من رحمة الله جل وعلا. فاذا كان الله هو الذي لعن فيكون قد طرد وابعد من رحمة الله الخاصة يكون جل وعلا قد طرد وابعد هذا الملعون من رحمته جل وعلا الخاصة اما الرحمة العامة فهي تشمل المسلم والكافر جميع اصناف الخلق وان كان دعاء باللعن عليه لعن الله من ذبح لغير الله كأن النبي عليه الصلاة والسلام قال داعيا على من ذبح لغير الله جل وعلا باللعن وهو الطرد والابعاد من رحمة الله جل وعلا هذا يدل على ان الذبح لغير الله من الكبائر. ومن المعلوم ان اقتران ذنب من الذنوب اللعن يدل على انه من الكبائر من كبائر الذنوب. وهذا ظاهر من جهة ان الذبح لغير الله شرك بالله جل وعلا يستحق صاحبه اللعنة والطرد والابعاد من رحمة الله جل وعلا. وقوله لعن الله من ذبح لغير الله اللام هذه يعني من اجل غير الله تقربا اليه عظيمة فذبح لغير الله تقربا الى ذلك الغير وتعظيما لذلك الغيب وهذا وجه مناسبة هذا الحديث لباب ما جاء في الذبح لغير الله. يعني من الوعيد وانه شرك ومن الوعيد لانه صاحبه ملعون الحديث الاخر قال وعن طارق بن شهاب ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال دخل الجنة رجل في ذباب ودخل النار في ذباب قالوا وكيف ذلك يا رسول الله؟ قال مر رجلان على قوم لهم صنم لا يجوزه احد حتى يقرب له شيئا فقالوا لاحدهما قرب قال ليس عندي شيء اقرب. قالوا له قرب ولو ذبابة وقالوا فقرب ذبابا فخلوا سبيله فدخل النار وقالوا للاخر قرب فقال ما كنت لاقرب لاحد شيئا دون الله عز وجل وضربوا عنقه فدخل الجنة رواه احمد وجه الدلالة من هذا الحديث ان التقرير للصنم بالذبح كان سببا لدخول النار وذلك من حيث ظاهر المعنى ان من فعله كان مسلما فدخل النار بسبب ما فعل وهذا يدل على ان الذبح لغير الله شرك بالله جل وعلا شرك اكبر لان ظاهر قوله دخل النار يعني استوجبها مع من يخلد فيها ووجه الدلالة ايضا ان تقريب هذا الذي لا قيمة له وهو الذباب يدل على ان من قرب ما هو ابلغ واعظم منفعة واعظم عند اهله واغلى انه سبب اعظم لدخول النار وقوله هنا قرب يعني اذبح تقربا والحظ هنا انهم لم يكرهوهم بالفعل الحديث لم يدل على انهم اكرهوا لانه قال مر رجلان على قوم انهم صنم لا يجوزه احد حتى يقرب له شيئا فظاهر قول فظاهر قوله لا يجوزه احد يعني انه لا يأذنون لاحد بمجاوزته عن ذلك قريب حتى يقرب وهذا ليس اكراها اذ يمكن ان يقول سارجع من حيث اتيت. ولا يجوز ذلك الموضع يتخلص من ذلك هذا يدل على ان الاكراه بالفعل لم يحصل من اولئك فلا يدخل هذا في قوله الا من اكره وقلبه مطمئن بالايمان. ولكن منشرح بالكفر صدرا لانه ليس بالحديث دلالة كما هو ظاهر على حصول الاكراه. وانما قالوا قال مر رجلان على قوم لهم صنم لا يجوزه احد حتى يقرب له شيئا. لا يجوزه احد ما صفة عدم السماح بعدم المجاوزة؟ هل هو انه لا يجوز حتى يقتل؟ او يقرب او لا يجوزه حتى لا يجوزه حتى يقرب او يرجع. بعض العلماء استظهر من قوله في اخر الحديث فقتل من قتلهم لاحد الرجلين انه لا يجوزه حتى يقتل. وان هذا علم بالسياق فصار ذلك نوع اكراه فلهذا استشكلوا كون هذا الحديث داء كونه استشكلوا كون هذا الحديث دالا على ان من فعل هذا الفعل يدخل النار مع انه مكره. والجواب عن هذا الاشكال ان هذا الحديث على هذا القول وهو انه حصل منهم الاكراه بالقتل ان هذا الحديث فيمن كان قبلنا ورفع الاكراه او جواز قول كلمة الكفر او عمل الكفر مع اطمئنان القلب بالايمان هذا خاص بهذه الامة هذا اجاب به بعض اهل العلم والثاني وهو ما قدمت ان السياق ليس بمتعين على انهم هددوه بالقتل اذا كان غير متعين بانهم هددوه بالقتل فانه لا يحمل على شيء مجمل لم يعير. ودلالة قوله هنا فضربوا عنقه يعني في من لم يقرب فدخل الجنة ربما لانه اهان صنمهم بقوله ما كنت لاقرب لاحد شيئا دون الله عز وجل. لهذا استشكل هذا الحديث طائفة من اهل العلم وهو بحمد الله ليس فيه اشكال لانه اما ان يحمل على انه كان في من كان قبلنا فلا وجه اذا لدخول الاكراه او يحمل على انهم لم يكرهوه حين اراد المجاوزة ولكن قتلوه لاجل قوله لم اكن لاقرب لاحد شيئا دون الله عز وجل اذا هذا الباب وهو قوله باب ما جاء في الذبح لغير الله ظاهر في الدلالة على ان التقرب لغير الله جل وعلا بالذبح انه شرك بالله جل وعلا في العبادة. فمن ذبح لغير الله تقربا وتعظيما فهو مشرك الشرك الاكبر المخرج من الملة نعم