ليس من حجر ولا من بناء يعني مجفف وانما كانت من البناء الذي كان في عهده عليه الصلاة والسلام من خشب ونحو ذلك ثم بعد ذلك لما جاءت لما جاءت المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد بن ابراهيم بن عبداللطيف ال الشيخ. شروحات كتب الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله شرح كتاب التوحيد الدرس الخامس عشر. باب ما جاء ان سبب كفر بني ادم وتركهم دينهم تركهم وتركهم دينهم بسبب تركهم. هي معطوفة على كفر. نعم. وتركهم دينهم هو الغلو في الصالحين. وقول الله تعالى قل يا اهل الكتاب لا تغلوا في دينكم ولا تقولوا على الله الا الحق. وفي الصحيح عن ابن عباس هذا الكتاب يا اهل الكتاب يا اهل الكتاب لا تغلوا في دينكم ولا تقولوا على الله الا الحق. وفي الصحيح عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال في قول الله وقالوا لا تذرن الهتكم ولا تذرن ودا ولا سواعا ولا يغوث ويعوق ونسرا. قال هذه اسماء رجال من قوم نوح فلما هلكوا اوحى الشيطان الى قومهم ان انصبوا الى مجالسهم التي كانوا يجلسون فيها انصابا باسمائهم ففعلوا ولم تعبد حتى اذا هلك اولئك ونسي العلم عبدت. وقال ابن القيم قال غير واحد من السلف لما ماتوا عكفوا على قبورهم ثم صوروا تماثيلهم ثم طال عليهم الامد فعبدوهم. وعن عمر ان رسول صلى الله عليه وسلم قال لا تطروني كما اطرت النصارى ابن مريم انما انا عبد فقولوا عبد الله ورسوله انما انا عبد فقولوا عبد الله ورسوله اخرجاه وقال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اياكم والغلو انما اهلك من كان قبلكم الغلو ولمسلم عن ابن مسعود ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال هلك المتنطعون قالها ثلاثة هذا باب ما جاء ان سبب كفر بني ادم وتركهم دينهم هو الغلو في الصالحين هذا الباب جاء بعد الابواب قبله من اول الكتاب الى هنا والشيخ رحمه الله بين اصولا فيما سبق بين انبع شيئا من البراهين على التوحيد وبين ايها الاحبة ما يتعلق به المشركون وعطل اصول اعتقادهم بالشريك او الظهير او الشفيع ونحو ذلك. فاذا كان هذا الاعتقاد مع ما اورد من النصوص بهذه المثابة من الوضوح والبيان وان النصوص دالة على ذلك دلالة واضحة. فكيف اذا دخل الشرك كيف صار الناس الى الشرك بالله جل وعلا ادلة على انتفائه وعلى عدم جوازه وعلى بطلانه واضحة ظاهرة وان الرسل جميعا بعثت لي عبد الله وحده دون ما سواه. ولقد بعثنا في كل امة رسولا. ان اعبدوا الله واجتنبوا فمنهم من هدى الله ومنهم من حقت عليه الضلال. فما سبب الغواية؟ ما سبب الشرك هذا الذي بين من اوضح الواضحات. الابواب السالفة دالة بظهور ووضوح على احقاق عبادة الله واحدة وعلى ابطال عبادة كل من سوى الله جل جلاله وتقدست اسماؤه فاذا ما ما سبب وقوع الشرك كيف وقع الشرك في الامم؟ جاء الشيخ رحمه الله بهذا الباب وما بعده ليبين ان سبب الشرك وسبب الكفر هو الغلو الذي نهى الله جل وعلا عنه ونهى عنه رسوله صلى الله عليه وسلم. سواء في هذه الامة او في الامم من قبل فسبب وقوع الكفر والشرك هو الغلو في الصالحين. هذا احد اسباب وقوع الكفر والشرك بل هو سببها الاعظم قال هنا باب ما جاء ان سبب كفر بني ادم وتركهم دينهم هو الغلو في الصالحين. هذا ذكر اسباب بعد ذكر الاصول والعقائق قال هنا الغلو هو الغلو في الصالحين الغلو مأخوذ منه غلا في الشيء يغلو غلوا اذا جاوز به حده وقد جاء في الحديث ان النبي صلى الله عليه وسلم لما رمى الجمرات بحصيات قال بمثل هذه فرم واياكم والغلو. يعني مجاوزة الحد حتى في حجم تلك الحصاد وفي مقدار الحصى. قال بمثل هذه فرض فاذا جاوز في المثلية بان رمى بكبيرة فانه قد غلا يعني جاوز الحد الذي حد له في ذلك فاذا الغلو هو مجاوزة الحد قال هنا الغلو في الصالحين. معناه ان سبب كفر بني ادم وتركهم دينهم. الذي امرهم الله به هو مجاوزة الحد الذي اذن به في الصالحين والصالحون يشمل الانبياء والرسل ويشمل ايضا الاوليا ويشمل كل من اتصف بالصلاح في الامم وعصر كلمة الصالحون اصلها جمع الصالح هو الصالح هو اسم من قام به الصلاح والصلاح في الكتاب والسنة تارة يكون بمعنى نفي الفساد ما يقابل الفساد وتارة يكون بمعنى ما يقابل السيئات فيقال صالح بمعنى ليس به فساد ويقال ايضا صالح بمعنى ليس بسيء فهذا جاء وهذا جاء والصالحون هنا المراد بهم اهل الصلاح يعني اهل الطاعة والاخلاص لله جل وعلا الذين اجتنبوا الفساد واجتنبوا السيئات. وهم الذين اشتركوا في فعل الطاعات وترك المحرمات او كانوا من السابقين بالخيرات. فاسم الصالح يقع شرعا على المقتصد وعلى السابق بالخيرات فالمقتصد صالح والسابق بالخيرات صالحا. وكل درجات عند الله جل وعلا قال هو الغلو في الصالحين يعني مجاوزة الحد في الصالحين ما هو الحد الذي اذن به الشرع في الصالحين حتى نعلم ما الذي يكون مجاوزة له؟ الصالحون اذن في حقهم بان احبوا في الله وان يوقروا في الله وان يقتدى بهم في صلاحهم وفي علمهم واذا كانوا من الرسل والانبياء فانهم يؤخذ بشرائعهم وبما امروا به ويتبع ذلك باثاره هذا هو الحد الذي اذن به. احترام ومحبة وموالاة لهم. ودفع عنهم ونصرة لهم ونحو ذلك من المعاني اما الغلو فيهم بان يجاوز ذلك الحد فهو بحر لا ساحل له. فمما حصل من الغلو فيهم انهم جعلت فيهم خصائص الالهية جعل في بعض البشر انه يعلم سر اللوح والقلم وانه من جوده الدنيا وضرتها كما قال البوصيري في قصيدته المشهورة فان من جودك الدنيا ضرتها ومن علومك علم اللوح والقلم وهذا ليس الا لله جل وعلا. هذا من الغلو المنهي عنه. كذلك قوله في النبي عليه الصلاة والسلام غاليا فيه اعظم الغلو قال لو ناسبت قدره ايات عظما احيا اسمه حين يدعى دارس الرمم. يقول ان النبي عليه الصلاة والسلام لم يعطى اية تناسب قدره. قال الشراح حتى القرآن لا يناسب قدر النبي صلى الله عليه وسلم والعياذ لا يقولون القرآن المتلو بخلاف غير المتلو عند الاشاعرة لانهم يفرقون بين هذا وهذا. فهذا البوصيري يغلو ويقول لو ناسبت قدره يعني النبي عليه الصلاة والسلام لو ناسبت قدره اياته عظما يعني في العظمة احيا اسمه حين يدعى دارس ذمم. لكان لا يناسب قدره الا اذا ذكر اسمه على ميت قد درسه وذهب رميمه في الارض وذهبت عظامه لتجمعت هذه العظام وحي بعدل ذكر اسم النبي صلى الله عليه وسلم عليه. وهذا من انواع الغلو الذي يحصل من الذين يعبدون غير الله جل وعلا ويتوجهون هنا الى الانبياء والرسل ويجعلون في حقهم من خصائص الالوهية ما لا اذن لهم به بل هو من الشرك الاكبر بالله جل وعلا. ومن سوء الظن بالله ومن تشبيه المخلوق بالخالق فكفر والعياذ بالله يقابل ذلك هناك حد مأذون به وهناك غلو والحالة الثالثة الجفا الجفا في حق الصالحين هذا بعدم موالاتهم وعدم احترامهم وعدم اعطائهم حقهم وترك محبة الصالحين فكل تقصير في الامر يعد جفاء وكل زيادة فيه يعد غلوا. قال وقول الله عز وجل يا اهل الكتاب لا تغلوا في دينكم قوله يا اهل الكتاب لا تغلوا في دينكم مناسبته للباب ظاهرة وهي انه نهى اهل الكتاب عن الغلو فقال يا اهل الكتاب لا تغلوا في دينكم ووجه الاستدلال انه قال لا تغلوا. وتغلو هنا في علم جاء في سياق النهي وهذا يعم جميع انواع الغلو في الدين. لا تغلوا في دينكم. يعني لا تغلو باي نوع من انواع الغلو في الدين فنهوا عن اي نوع من انواع الغلو. هذا موطن الشاهد ووجه الاستدلال من الاية على الحبيب. واذا كان كذلك دخل في هذا العموم الغلو في الصالحين والمتأمل لحال اهل الكتاب ولما قص الله جل وعلا من اخبارهم يجد انهم قد غلى ولو في صالحيهم قد غلا النصارى في عيسى عليه السلام وفي امه وفي حواريه. وقد غلى ايضا في عزير وفي اصحاب موسى وفي احبارهم وفي رهبانهم. وهكذا فحصل الغلو من اهل الكتاب. تارة بان جعلوا اهل تارة بان جعلوا الرسل والانبياء لهم خصائص الالوهية من جهة التوجه لهم. وقد قال الله جل وعلا لقد كفر الذين قالوا ان الله هو المسيح ابن مريم. وقال المسيح يا بني اسرائيل اعبدوا الله ربي بكوا انه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة. ومأواه النار وما للظالمين من انصار. لقد كفر الذين فقالوا ان الله ثالث ثلاثة. وفي اخر سورة المائدة ايضا قال الله جل وعلا واذ قال الله يا عيسى ابن مريم اانت قل قلت للناس اتخذوني وامي الهين من دون الله؟ قال سبحانه يعني تنزيها وتعظيما لك ان اقول لهم ذلك وذلك من الشرك فكيف اقول لهم ذلك؟ قال سبحانك ما يكون لي ان اقول ما ليس لي بحق ان كنت قلته فقد علمته تعلم ما في نفسي ولا اعلم ما في نفسك انك انت علام الغيوب ما قلت لهم الا ما امرتني به ان اعبدوا الله ربي وهذا كله في التوحيد فحصل ان غلى اتباع الرسل واتباع الانبياء في الانبياء والرسل وغلوا ايضا في الصالحين من اتباع وجعلوا لهم بعض خصائص الالهية. جعلوا لهم الشفاعة جعلوا لهم انه لهم نصيبا من الملك. او انهم يدبرون الامر او انهم يصرفون شيئا من الملكوت فيعتقد الان الصوفية ان او بعض الصوفية ان للكون اقطابا اربعة وان ربما في ربع العالم المسؤول عن فلان وفي الربع الثاني المسؤول عن فلان الى اخره فجعلوا لهم نصيبا من الملك. جعلوا لهم نصيبا من الربوبية. وجعلوا لهم ايضا نصيبا من الالهية فتقربوا اليهم بانواع القربات من الذبح والاستغاثة والتذلل والخضوع والمحبة والرغب والرهب وخوف السر الى اخر انواع العبادات القلبية والعملية قال رحمه الله وفي الصحيح عن ابن عباس رضي الله عنهما في قول الله تعالى وقالوا لا تذرن الهتكم ولا تذرن ولا يغوث ويعوق ونثرا وقد اضلوا كثيرا. قال هذه اسماء رجال صالحين من قوم نوح فلما هلكوا اوحى الشيطان الى قومهم الى اخر ما قال رحمه الله تعالى. هذه القصة او هذا الاثر عن ابن عباس رضي الله عنهما محمول على الرفع لان هذا خبر غيبي وهذا الخبر الغيبي فيه انه لا يستقاء الا من مفكات النبوة وسواع ويغوث ويعول ونسر هذه اسماء رجال صالحين من قوم نوح نوح عليه السلام اتى بالرسالة. بان يعبد الله وحده دون ما سواه. بالتوحيد فكيف دخل في قوم نوح في القرآن ذكر لاصلين من اصول الشرك وثم غيرهما ايضا الاصل الاول شرك قوم نوح والاصل الثاني شرك قوم ابراهيم وشرك قوم نوح كان بالصالحين بالغلو في الصالحين وارواح الصالحين. فجاءهم الشيطان من جهة روح ذلك العبد الصالح واثر كالروح وان من تعلق به فانه يشفع له ثم ساقهم من ذلك التعظيم الى الصور والانصاب والاوثان والاصنام والنوع الثاني شرك قوم ابراهيم وذلك شرك في تأثير من جهة النظر في الكواكب ومن يؤثر ويحرك فهذا شرك في الربوبية ما تبعه من الشرك في الالوهية لانهم جعلوا لتلك الكواكب اصناما وجعلوا لها صورا وجعلوها فعبدوها من دون الله جل وعلا وتوجهوا اليها. واما قوم نوح فكان شركهم في الصالحين بالغلو في الصالحين. كما قال ابن عباس هنا في بيان اصل وقوع هذا الشرك فلما هلكوا اوحى الشيطان الى قومهم ان ينصبوا الى مجالسهم التي كانوا يجلسون فيها انصابا وسموها باسمائهم ففعلوا ولم تعبد حتى اذا هلك اولئك ونسي العلم عبدت. قال غير واحد قال ابن القيم قال غير واحد من السلف لما ماتوا عكفوا على قبورهم ثم صوروه تماثيلهم ثم طال عليهم الامد الشاهد من هذا ان اولئك توجهوا الى الصور صور الصالحين فكانوا اهل علم يعلمون انهم اذا اتخذوا الصور فانهم لن يعبدوها. لكن كانت الصور تلك للصالحين والمعظمين وسيلة وطريق وسبب لان عبدت في المستقبل لما نسي العلم والشيطان ربما اتى الى الصورة فجعل في عيني الناظر اليها او اخاطب لها انها تتحدث وان فم المصور يتكلم وانه يسمع منه كلاما ونحو ذلك وانه يسمع منه كلام ونحو نحو ذلك من من الاشياء واصناف التصرفات التي تجعل القلوب تتعلق بتلك الروحانيات كما يقول وتلك فيغرى اولئك بهم. وهذا هو الذي حصل عند القوم الذين عكفوا على القبور وعبدوا اهلها مع الله جل وعلا. يأتي ويقول ذهبت الى القبر الفلاني فكلمني. ابي وهو شيطان نطق على لسان ابيه وربما تصور بصورة ابيه فخرج له في ظلام ونحوه ابوه بصوته الذي يعرفه او يحدثه العالم او الولي بصوته الذي يعرفه منه فتقع الفتنة وهذا من الشيطان ولهذا قال ابن عباس هنا كلمة تبين السبب في ذلك فقال اوحى الشيطان الى قومهم والوحي في خفاء. الشيطان ما يتحدث علنا لكن اوحى يعني القى في خفاء. الوحي هو القاء الخبر في خفاء فالقى فروعهم القى في انفسهم ذلك الامر فكان سببا للشرك بالله جل وعلا. اول الامر ما عبدت جعلت للشرك من من الصور والانصاب والتسمية باسماء الصالحين وكان ذلك وسيلة الى الشرك لم تعبد جعلوا الوسائل لكن عندهم من العلم ما يحجزهم عن ان يعبدوه اولئك الصالحين لكن لما نسي العلم عبدت. وهذا الفعل الذي فعلوه بايحاء الشيطان كان من الغلو في اولئك الصالحين. وهذا وجه الشاهد من انهم لما ماتوا عكفوا على قبورهم او صوروا تلك الصور او نصبوا الانصاب في اماكنهم ليتذكروهم وليكون انشط لهم في العبادة او العلم ولكنهم لما فعلوا ذلك كان ذلك غدا من اسباب العبادة لانهم غلوا في الصالحين. وهذا مراد الشيخ رحمه الله من ايراد هذا الاثر قال وعن عمر ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا تطروني كما اطرت النصارى ابن مريم انما انا عبد فقولوا عبد الله رسوله قوله لا تطروني كما عطرت النصارى ابن مريم فيه نهي عن اطرائه عليه الصلاة والسلام والاطراء هو مجاوزة الحد ايضا في المدح الغلو عام في اشياء كثيرة قد يكون في المدح قد يكون في الذنب قد يكون في الفهم قد يكون في العلم قد يكون في العمل لكن الاطراء الغلو في المدح الغلو في الثناء الغلو في الوسط والنبي عليه الصلاة والسلام نهى عن اطرائه كاطراء النصارى ابن مريم وقال انما انا عبد فقولوا عبد الله ورسوله قوله هنا كما اطرت النصارى ابن مريم الكاف هنا بعظ الناس يظن انها المثلية يعني لا تطروني بمثل ما اطرت النصارى بمريم ويقول ان النصارى عطرت ابن مريم في شيء واحد وهو ان قالوا انه ولد لله جل وعلا. والنبي عليه الصلاة والسلام نهى ان تجعل له رتبة البنوة فاذا كان كذلك ما عداه فجائز. وهذا هو قول الخرافيين كما قال البوصيري في هذا المقام دع ما ادعته النصارى في نبيهم واحكم بما شئت فيه او كما قال يعني لا تقل انه ولد لله او انه ابن الله وبعد ذلك قل ما شئت غير ملوم وغير مسرب عليك الوجه الثاني وهو الفهم الصحيح وهو الذي يدل عليه السياق ان الكاف هنا هي كاف القياس لا تطروني اطراء كما اطرت النصارى ابن مريم وكاف القياس هي كاف التمثيل الناقص بان يكون هناك شبه بين ما بعدها وما قبلها ايه اصل الفعل لا تطروني كما اطرت فهنا نهى ان يطرى عليه الصلاة والسلام كما حصل ان النصارى اطرد فهو تمثيل للحدث بالحدث لا تمثيل او نهي عن نوع الاطلاق قال لا تطروني كما اطرد. فنهى عن اطراء له عليه الصلاة والسلام لاجل ان النصارى اطرت ابن مريم فقادهم ذلك الى الكفر والشرك بالله وادعاء انه ولد مع الله انه ولد لله جل وعلا ولهذا قال انما انا عبد فقولوا عبد الله ورسوله فاذا الكاف هنا ليست كافة التمثيل الكامل بان يكون ما بعدها مماثل لما قبلها تماما يعني في الوصف وانما هي كاف التمثيل الذي يكون ما بعده مشترك مع ما قبله في المعنى. وهي القياسية التي تجمعها العلة. ولهذا يقول الفقهاء كما هو معلوم. هذا كذا كهذا. نقول مثلا نبيل غير التمر والعنب كنابيب التمر والعنب مساواة بين هذا وهذا لوجود اصل المعنى بينهما. وهنا نهي عن الاطراء لاجل وجود اصل الاطراء في في الاشتراك بين اطراء النصارى وما سببه من الشرك واطراء ما لو اطري النبي صلى الله عليه وسلم وما سيسببه من الشرك. والامة في كثير من طوائفها خالفت ذلك وعطرت النبي صلى الله عليه وسلم اطراء حتى بلغ ان جعلوا من علومه علم اللوح والقلم وان جعلوا من جوده الدنيا وضرتها وان جعلوا له من الملك نصيب عليه الصلاة والسلام وتعالى الله عما يقول الظالمون علوا كبيرا ارشدهم بقوله انما انا عبد. فقولوا عبد الله ورسوله. وهذا هو الكمال في حقه عليه الصلاة والسلام. ان يكون رسولا هذا اشرف مقاماته عليه الصلاة والسلام قال للمؤلف وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اياكم والغلو فانما اهلك من كان قبلكم الغلو. هذا نهي عن الغلو بانواعه. وان من قبلنا انما اهلكهم الغلو. اهلكهم من جهة الدين. واهلكهم ايضا من جهة الدنيا انهم غلوا في دينهم. فالغلو سبب لكل شر. والاقتصاد سبب في كل فلاح وخير منهي عنه بجميع صوره في الاقوال والاعمال اقوال القلب اعمال القلوب وكذلك اقوال اللسان واعمال الجوارح فالغلو سبب للهلاك هلاك العبد في دينه ودنياه. قال ولمسلم عن ابن مسعود ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال هلك المتنطعون. هذه الكلمة هلك المتنطعون يعني الذين تنطعوا في ما يأتون به في افعالهم او اقوالهم وهم الذين جاوزوا الحد في ذلك وابتغوا علم شيء او تكلفوا شيئا لم يأذن به الله فزادوا عما اذن لهم فاتوا باشياء لم يؤذن لهم فيها. والتنطع والاطراء والغلو متقاربة يجمعها الغلو. الغلو يشمل الفطر ويشمل التنطع. فكل تنطع وكل اطراء غلو غلو اسم جامع بهذه جميعا. فالشيخ رحمه الله في هذا الباب بين ان سبب كفر بني ادم وسبب تركهم دينهم هو الغلو في الصالحين بان جاوزوا الحد فيهم. جاوز قوم نوح الحد في الصالحين فيهم فعبدوا عكفوا على قبورهم والهوها فصارت الهة والنصارى فغلت في رسولهم ليس عليه السلام وفي الحواريين وفي البطارقة حتى جعلوهم الهة مع الله جل وعلا بهم ويؤلهونهم ويسألونهم ويعبدونهم وكذلك في هذه الامة جعل للنبي عليه الصلاة والسلام نصيب من خصائص الاله وهذا هو عين ما نهى عنه عليه الصلاة والسلام بقوله لا تطروني كما اطرت النصارى المسيح ابن مريم انما انا عبد فقولوا عبد الله ورسوله. في هذا القدر كفاية واسأل الله لي ولكم عموم الانتفاع العلم والعمل وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد. بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فهذا سائل يقول بعض اصحاب السيارات الخاصة وسيارات النقل كبيرة يضعون على اطراف السيارة خرقا سوداء اعتقادا منهم بانها حروز تمنعهم الحوادث. فهل نقوم بنزع ماذا نفعل بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن اهتدى بهداه اما بعد اذا كان الامر كما وصفه السائل من جهة وضع تلك الشعارات او الخرق ومن جهة اعتقاد اهلها فيها فيجب نزعها ومن نزعها فله فضل نزع التمائم من اماكنها او تخليص اصحابها منها لكن هذا متوقف على ان يعلم انهم وضعوها لهذا الغرض فان وضع الشارات مثل هذه لهذا الغرض غير معروف انه لاجل دفع الثماني. فاذا كان بعض الناس يستعملها آآ لدفع الشرف ويستعملوها لانها تمائم هذي يجب نزعها. ومن رآها لا يحل له ان ان يتعداها حتى ينزعها لانها اعتقاد في غير الله ولانها نوع من انواع المنكر واعتقاد ذلك فيها كبيرة من الكبائر وشرك اصعب بالله جل وعلا نعم وهذا سائل يقول كيف نفرج قول النبي صلى الله عليه وسلم لولا انا لكان عمي في الدرك الاسفل من النار هذا يأتي في بابه ان شاء الله تعالى ضبط القاعدة في ذلك وهو ان قول القائل لولا فلان لكان كذا منع منه وصار شركا لفظيا ونوع تشريف لانه نسبة للنعمة لغير الله جل وعلا. يقول لولا فلان لاصابني كذا. ولولا فلان انه كان جيدا معي لكان حصل لي كذا وكذا او لولا السيارة انها قوية لكان هللت او لولا كذا لكان كذا مما فيه تعليق دفع النقم او حصول النعم باحد من المخلوقين. والواجب على العباد ان ينسبوا النعم الى الله جل وعلا لانه هو الذي يسقي النعم. قال جل وعلا في سورة النعم. وما بكم من نعمة فمن الله. ثم واذا مسكم الضر فاليه تجأرون. وقال جل وعلا ايضا في نفس في السورة نفسها يعرفون نعمة الله ثم ينكرونها فالواجب على العبد المسلم ان ينسب النعم استاء وتفضلا وانعاما لله جل وعلا وان يتعلق قلبه بالذي جعل تلك النعم تصل اليه. والناس او الخلق والاسباب انما هي فظل من الله جل وعلا جعلها اسبابا فغلام من الناس جعله الله سببا لكي يصل اليك النفع عن طريقك. اما النافع في الحقيقة فهو الله جل وعلا. اذا اندفعت عنك نقمة فالذي دفعه هو الذي دفعها هو الله جل وعلا بواسطة سبب ذلك المخلوق اما ادمي واما غير ادمي. فيجب نسبة النعم الى الله جل وعلا. فلا تنسب نعمة لغيره ومن نسبها لغيره سبحانه فهو داخل في قول الله جل وعلا يعرفون نعمة الله ثم ينكرونها واما الحديث الذي في الصحيح من ان النبي صلى الله عليه وسلم سئل هل نفات عمك ابا طالب بشيء قال هو في ضحضاح من النار ولولا انا لكان في الدرك الاسفل من النار قوله عليه الصلاة والسلام لولا انا هذا فيه ذكر لعمله عليه الصلاة والسلام افترقا عن قول القائل لولا فلان لحصل كذا من جهتين. الجهة الاولى ان ذلك القائل هو الذي حصلت له النعمة او او اندفعت عنه النقمة والنبي صلى الله عليه وسلم هنا يخبر عن صنيعه بعمه وان عمه اندفعت عنه النقمة. فذاك في الذي تعلق قلبه بالذي نفعه او دفع عنه الضر. واما قول النبي صلى الله عليه وسلم فهو اخبار عن نفعه لغيره فليس فيه تعلق القلب في اندفاع النعمة في اندفاع النقمة او حصول النعمة بغير لله جل وعلا هذا وجه فيكون اذا معنى ذلك ان الوجه الذي نهي عنه العلة التي من اجلها نهي عن قول لولا انا ان يكون فيها نسبة النعمة الى غير الله من جهة تعلق القلب بذلك الذي حصل له النعمة. وهذا غير في قول النبي عليه الصلاة والسلام لولا انا لكان في الدرك الاسفل من النار لانه عليه الصلاة والسلام ليس هو الذي حصلت له النعمة وانما هو مخبر عن فعله لعمه. الوجه الثاني في ذلك ان النبي عليه الصلاة والسلام قد بين ان نفعه لعمه من جهة الشفاعة فهو يشفع لعمه حتى يكون في ضحظاح من نار. فقوله لولا انا لكان في الدرك الاسفل من النار يعني لولا شفاعتي ومعلوم لنصوص الشرع انه عليه الصلاة والسلام يكرم بالشفاعة ويعطى الشفاعة فهو سائل وهو سبب من الاسباب والمتفضل حقيقة هو الله جل وعلا فكأنه قال عليه الصلاة والسلام لضميمة علمنا انه يشفع لعمه كأنه قال لو لولا ان الله شفعني فيه لكان في الدرك الاسفل من النار. فليس فيه بالوجهين جميعا تعليق للقلب بغير الله جل وعلا في حصول النعم او اندفاع النقم مما يكون في قول القائل لولا فلان لحصل كذا او لو وللسيارة لحصل كذا او لولا الطيار لحصل كذا او لولا البيت كان محصنا لحصل كذا ونحو ذلك مما فيه تعلق قلب من حصلت له النعمة بالمخلوقين. والله اعلم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف المرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. قال المصنف رحمه الله تعالى باب ما جاء من التغليظ في من عبد الله عند قبر رجل صالح فكيف اذا عبده؟ وفي الصحيح عن عائشة رضي الله عنها ان ام سلمة ذكرت لرسول الله صلى الله عليه وسلم كنيسة رأتها بارض الحبشة وما فيها من الصور. فقال اولئك الخلق عند الله اولئك اذا مات فيهم الرجل الصالح او العبد الصالح بنوا على قبره مسجدا وصوروا فيه تلك الصور اولئك قرار الخلق عند الله فهؤلاء جمعوا بين فتنتين فتنة القبور وفتنة التماثيل ولهما عنها قالت لما نزل برسول الله صلى الله عليه وسلم طفق يطرح خميصة له على وجهه. فاذا اغتم بها كشفها. فقال وهو كذلك لعنة الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور انبيائهم مساجد يحذروا ما صنعوا. ولولا ذلك ابرز قبره غير انه خشي ان اتخذ مسجدا ولمسلم عن جندي ولمسلم عن جندب ابن عبد الله رضي الله عنه قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم قبل ان يموت بخمس وهو يقول اني ابرأ الى الله ان يكون لي منكم خليل. اني ابرأ الى الله ان يكون لي منكم خليل فان الله قد اتخذني خليلا. كما اتخذ إبراهيم خليلا ولو كنت متخذا من امتي خليلا لاتخذت ابا بكر خليلا. الا وان من كان قبلكم كانوا قبور انبيائهم مساجد على فلا تتخذوا القبور مساجد فاني انهاكم عن ذلك. فقد نهى عنه في اخر حياته ثم انه لعن وهو في السياق من فعله والصلاة عندها من ذلك وان لم يبنى مسجد وهو معنى قولها خشي ان يتخذ مسجدا. فان الصحابة لم يكونوا ليبنوا حول قبره مسجدا. وكل موضع قصدت الصلاة فيه فقد اتخذ مسجدا. بل كل موضع يصلى فيه يسمى مسجدا كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم جعلت لي الارض مسجدا وطهورا. ولاحمد ولاحمد بسند جيد عن ابن مسعود رضي الله عنه مرفوعا ان من شرار الناس من تدركهم الساعة وهم احياء. والذين يتخذون القبور مساجد. رواه ابو حاتم وفي رواه ابو حاتم في صحيحه هذا باب ما جاء من التغليظ في من عبد الله عند قبر رجل صالح فكيف اذا عبده هذا الباب مع الابواب بعده في بيانه ان النبي صلى الله عليه وسلم كان حريصا على هذه الامة وكان بالمؤمنين رؤوف كان بالمؤمنين عليه الصلاة والسلام رؤوفا رحيما ومن تمام حرصه على الامة ان حذرهم كل وسيلة من وسائل الشرك التي تصل بهم الى الشرك شرك وسد جميع الذرائع الموصلة الى الشرك وغلظ في ذلك وشدد فيه وعدى واعاد حتى انه بين ذلك خشية ان يفوت كيده وهو في النزع وهو يعاني سكرات الموت عليه الصلاة والسلام فهذه الابواب في بيان وسائل الشرك الاكبر وان الشرك الاكبر له وسائل وله ذرائع يجب سدها. ويجب منعها رعاية وحماية للتوحيد. ولان النبي عليه الصلاة والسلام غلظ فيمن يفعلون شيئا من تلك الوسائل او الذرائع الموصلة الى الشرك هذا الباب في بيان احد الوسائل الموصلة الى الشرك والذرائع التي يجب منعها. قال رحمه الله باب ما ما جاء من التغليظ في من عبد الله عند قبر رجل صالح صورة ذلك ان يأتي الى قبر رجل صالح يعلم صلاحه اما ان يكون من الانبياء والمرسلين او ان ان يكون من صالح هذه الامة او صالح امة غير هذه الامة فيتحرى ذلك المكان لكي يعبد الله وحده دون ما سواه. فيأتي الى هذا القبر او يأتي الى هذه البقعة لكي ليعبد الله فيها رجاء بركة هذه البقعة وهذا يروج عند كثيرين في ان ما حول القبور قبور الصالحين او قبور الانبياء مبارك وان العبادة عند ليست كالعبادة عند غيرها. والنبي عليه الصلاة والسلام غلظ في ذلك مع ان المغلظ عليه لم يعبد الا الله جل وعلا. ولم يعبد صاحب القبر لكنه اتخذ ذلك المكان رجاء بركته ورجاء تنزل الرحمات كما يقولون. ورجاء تنزل النسمات الفضل من الله عليه واختاره لاجل بركته. ولكنه لم يعبد الا الله جل وعلا. ومع ذلك لعن النبي صلى الله عليه وسلم ذلك الصنف الذين يتخذون قبور انبيائهم وصالحيهم مساجد. وقوله هنا في لمن عبد الله يعني لم يشرك بالله عبد الله وحده صلى لله مخلصا او دعا لله مخلصا او تضرع واستغاث واستعاذ لله جل وعلا مخلصا. عند قبر رجل صالح لكنه تحرى القبر البركة. والرجل الصالح كما سبق ان ذكرنا هو المقتصد الذي اتى بالواجبات وابتعد عن المحرمات واعلى منه درجة السابق بالخيرات. فالصالحون من الرجال والنساء مقامات هم درجات عند الله. بعض اهل العلم عبروا في تعريف الرجل الصالح بقوله الصالح من عباد الله هو القائم بحقوق الله القائم بحقوق عباده. وهذا صحيح. ولان المقتصد قائم بحقوق الله. قائم بحقوق عباده بالواجبات وانتهى عن المحرمات واعظم منه درجة. السابق بالخيرات اهل السبق بالخيرات من العباد الصالحين لا يجوز ان تعظم قبورهم وان يغلى فيها بظن لان البقعة التي حول القبر بقعة مباركة. فان هذا جاء فيه الوعيد الذي يأتي في هذا الباب وغلظ فيه عليه الصلاة ثلاث قال فكيف اذا عبده؟ يعني هذا التغليط ولعن من اتخذ قبور الانبياء والصالحين مساجد ومن اسرج على القبور او من عظم القبور وعظم من فيها. وعبد الله جل وعلا عندها عبد الله وحده جاء فيه اللعن وجاء فيه انه من شرار الخلق عند الله. فكيف اذا توجه ذلك العابد الى صاحب القبر يدعوه ويرجوه او يخافه او يأمل منه او يستغيث به او يصلي له او يذبح له او يستشفع به لا شك ان هذا اعظم واعظم في التغليظ من عبادة الله وحده عند قبر رجل صالح. لهذا قال الشيخ رحمه الله من تأمل هذه الاحاديث التي سترد فانه هذا مقتضى كلام الشيخ في التبويب فانه يجد ان التغليظ يكون اشد واشد لو كان في القلوب ايمان ومحبة للنبي الله عليه وسلم يكون اشد واشد اذا عبد صاحب ذلك القبر. فاذا صلي له هل هو بمنزلة من صلى لله عنده ذاك وسيلة وهذا غاية هذا شرك اكبر. فاولئك شرار الخلق عند الله مع انهم فعلوا وسائل الشرك ووسائل المحرمات فكيف بمن فعل الشرك الاكبر بعينه وتوجه الى قبور الصالحين واتخذها اوثانا مع الله جل وعلا. لا شك ان هذا اب ابلغ وابلغ في التغليظ ذلك لانه من الشرك الاكبر المخرج من ملة الاسلام اذا فعله مسلم قال فكيف اذا عبده عبده يعني عبد القبر او عبد الرجل لان العبادة عبادة القبوريين تارة تتوجه الى القبر وتارة تتوجه الى صاحب القبر بل وتارة تتوجه الى ما حول القبر فا الابنية المحاطة بالقبور في قبور الاولياء عندهم التي بنيت على القبور وصارت مشاهد تارة تتخذ تلك الستور الحديدية انها الهة. فاذا تمسحوا بها رجو منها البركة واتخذوها وسيلة الى الله جل وعلا يعكفون عندها فيتخذون تلك المشاهد او انا يعبدونها ويرجونها ويخافونها واذا ضم احدهم الى ظم احدهم الى صدره تلك المشاهد او الحديد او الستور ونحو ذلك فكأنه صار مقربا عند الله وقبلت وسيلته تلك. وهذا نوع من انواع اتخاذ المشاهد او ثاني. كذلك اتخاذ القبور او ثانا او اتخاذ الرجل الصالح الذي هو متبرأ عنك متبرع من اولئك ومن عبادتهم له يتخذونهم الهة مع الله اذا توجهوا اليهم بالعبادة وقد علمنا ان معناها واسع وانه قد تكون بالصلاة له او بدعوته بسؤاله بطلبه كشف المدلهمات او جلب الخيرات او الذبح له او وضع النذور له ونحو ذلك من انواع العبادة وهذا هو الواقع عند اولئك الذين يعبدون الاوثان قبور الصالحين قال في الصحيح عن عائشة ان ام سلمة رضي الله عنهما ذكرت لرسول الله صلى الله عليه وسلم كنيسة فرأتها بارض الحبشة. وما فيها من الصور قال عليه الصلاة والسلام اولئك شراء اولئك اذا مات فيهم الرجل الصالح او العبد الصالح بنوا على قبره مسجدا وصوروا فيه تلك الصور. اولئك شرار الخلق عند الله ام سلمة رضي الله عنها لما كانت في الحبشة رأت كنيسة ورأت في تلك الكنيسة صور الصالحين فذكرت ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال اولئك اذا مات فيهم الرجل الصالح قد يكون نبيا من انبيائهم او عبدا من عباد الله الصالحين فيهم ماذا عملوا معه؟ قال بنوا على قبره مسجدا فيجعلون المسجد وهو مكان العبادة في اللغة بما يدخل فيه الكنيسة مكان العبادة يقال له مسجد. والمسجد مكان السجود والسجود هو الخضوع والتذلل لله جل وعلا. فالمسجد يطلق على كل مكان يعبد فيه كل مكان يتخذ لعبادة الله وحده لعبادة الله جل وعلا كما قال النبي صلى الله عليه وسلم وجعلت لي الارض مسجدا وطهورا. فمكان العبادة يقال له مسجد. فالكنيسة هنا قال النبي عليه الصلاة والسلام في شأنها بنوا على قبره مسجدا يعني مكانا للعبادة. فاذا الكنائس بنيت على القبور قبور اولئك الصالحين وصوروا فيها الصور جعلوا صورة ذلك العبد جعلوها على قبره او فوق قبره على الحائط لكي يدل الناس على عبادة الله بتعظيم ذلك الرجل الصالح وتعظيم قبره. فاتخذوا بناء على القبور الذي هو وسيلة من وسائل الشرك الاكبر. ومن البدع التي يحدثها الخلوف بعد الانبياء اتخذوا ذلك فوق القبور وتعبدوا فيها. قال عليه الصلاة والسلام اولئك شرار الخلق عند الله. جل وعلا اولئك اولئك الخطاب لي ام سلمة الخطاب اذا توجه الى مؤنث تكسر فيه الكاف كاف الخطاب اولئك شرار الخلق عند الله. من هم شرار الخلق عند الله؟ هم الذين عظموا عظموا الصالحين فبنوا على قبورهم مساجد هل في هذا الحديث انهم توجهوا بالعبادة لاولئك الصالحين؟ لا انما عظموا قبور الصالحين وجعلوا لهم صورا فجمعوا بين فتنتين فتنة القبور وفتنة الصور وفتنة الصور وسيم من وسائل حدوث الشرك الاكبر. وكذلك فتنة القبور ببناء بالبناء عليها. وبتعظيمها وبارشاد الناس لها هذا وسيلة الى ان يعتقد في صاحب القبر ان له شيئا من خصائص الالهية او انه يتوسط عند الله جل وعلا في الحاجات كما حصل ذلك فعل. قال المصنف الامام رحمه الله فهؤلاء جمعوا بين فتنتين فتنة في القبور وفتنة التماثيل. وهذا هو الواقع. وهذا التغليط في انهم شرار الخلق عند الله هذا نفهم منه التحذير تحذير هذه الامة ان يبنوا على قبر احد مسجدا لانه ان بني على قبر احد مسجد فانه من بنى ذلك ودل الخلق على تعظيم ذلك القبر فانه من شرار الخلق عند الله وقد قال عليه الصلاة والسلام لتتبعن سنن من كان قبلكم شبرا بشبر وذراعا بذراع فاذا وجه الدلالة من هذا الحديث انه قال اولئك شرار الخلق عند الله وهذا تغليظ في من عبد الله في الكنيسة التي فيها القبور والصور والقبور والصور من وسائل الشرك بالله جل وعلا قال ولهما عنها يعني عن عائشة قالت لما نزل برسول الله صلى الله عليه وسلم يعني نزل به الموت طفق يطرح خميصة له على وجهه فاذا اغتم بها كشفها فقال وهو كذلك لعنة الله على اليهود والنصارى اتخذوا قبور انبيائهم مساجد هذا الحديث من اعظم الاحاديث التي فيها التغليظ في وسائل الشرك وبناء المساجد على القبور واتخاذ حضور الانبياء والصالحين مساجد ووجه ذلك انه عليه الصلاة والسلام وهو في ذلك الغم وتلك الشدة ونزول سكرات الموت به عليه الصلاة والسلام يعانيها لم يغفل عليه الصلاة والسلام بل اهتم اهتماما عظيما وهو في تلك الحال بتحذير الامة من وسيلة من وسائل الشرك وتوجيه اللعن والدعاء على اليهود والنصارى بلعنة الله لانهم اتخذوا قبور اهل انبيائهم مساجد سبب ذلك انه عليه الصلاة والسلام في تلك الحال يخشى ان يتخذ قبره مسجدا كما اتخذت قبور الانبياء قبلهم ومسابح ومن الذي اتخذ قبور الانبياء مساجد؟ شرار الخلق عند الله من اليهود والنصارى الزيادة في المسجد النبوي في عهد الوليد بن عبد الملك وكان امير المدينة يوم ذاك عمر بن عبد العزيز رحمه الله واخذوا شيئا من حجر زوجات النبي عليه الصلاة والسلام. بقي بقيت حجرة النبي عليه الصلاة والسلام كذلك الذين لعنهم النبي عليه الصلاة والسلام. فقال لعنة الله على اليهود والنصارى واللعنة هي الطرد والابعاد من رحمة الله. وذلك يدل على انهم فعلوا كبيرة من كبائر الذنوب وهذا كذلك فان البناء على القبور واتخاذ قبور الانبياء مساجد هذا من وسائل الشرك وهو كبيرة من الكبائر. قال اتخذوا قبور انبيائهم مساجد فاذا سبب اللعن انه اتخذوا قبور الانبياء مساجد. والنبي عليه الصلاة والسلام يلعن ويحذر وهو في ذلك الموقف العصيب فقام ذلك مقام اخر وصية اوصى بها عليه الصلاة والسلام الا تتخذ القبور مساجد فخالف كثير من الفئام في هذه الامة خالفوا وصيته عليها الصلاة والسلام. قال اتخذوا قبور انبيائهم مساجد اتخاذ القبور مساجد يكون على احد ثلاث صور الصورة الاولى ان يسجد على القبر يعني يجعل القبر مكان سجوده اتخذوا قبور انبيائهم مساجد يعني جعلوا القبر مكان السجود هذه صورة وهذه الصورة في الواقع لم تحصل لان يعني لم تحصل بي انتشار لان قبور الانبياء في اليهود والنصارى لم تكن مباشرة للناس يمكن ان يصلوا على القبر وان يسجدوا يسجدوا عليك بل كانوا يعظمون قبور انبيائهم فلا ايصلوا عليها مباشرة لكن قوله اتخذوا قبور انبيائهم مساجد ابلغ صوره ان يتخذ القبر نفسه مسجدا يعني يصلي عليه مباشرة وهذه افظع تلك الانواع وهي التي تدل على اعظم وسيلة من وسائل الشرك والغلو بالقبر الصورة الثانية ان يصلي الى القبر ان يتخذ القبر مسجدا يعني ان يكون امام القبر يصلي اليه فانه اتخذ القبر وما حوله له حكمه اتخذه مكانا للتذلل والخضوع. والمسجد لا يعنى به مكان السجود الذي هو وضع الجبهة على الارض فقط وانما يعني به مكان التذلل والخضوع. فاتخذوا قبورهم مساجد يعني جعلوها قبلة لهم ولهذا نهى النبي صلى الله عليه وسلم ان يصلى الى القبر لاجل ان الصلاة اليه وسيلة من وسائل التعظيم. وهذا يوافق قول الشيخ رحمه الله في الباب باب باب ما جاء في التغليظ في من عبد الله عند قبر رجل صالح. قوله عند قبره نفهم منه هذه الصورة التي هي ان يكون امام امامه القبر فيجعل القبر بينه وبين القبلة تعظيما للقبر الصورة الثالثة ان يتخذ القبر مسجدا بان يجعل القبر في داخل بناء وذلك البناء هو المسجد فاذا دفن النبي قام اولئك بالبناء عليه. فجعلوا حول قبره مسجدا. واتخذوا ذلك المكان للتعبد وللصلاة فيه هذه هي الصورة الثالثة وهي ايضا موافقة لقول الشيخ رحمه الله عند قبر رجل صالح. وهذا يبين لك بعض في ايراد هذا الحديث تحت الباب قال قالت عائشة يحذر ما صنعوا يعني ما سبب اللعن؟ لماذا لعن النبي عليه الصلاة والسلام؟ اليهود والنصارى في ذلك المقام العظيم وهو انه في سكرات الموت السبب انه يريد ان يحذر الصحابة من ذلك. قالت ما صنعوا وقد قبل الصحابة رضوان الله عليهم تحذيره وعملوا بوصيته قالت ولولا ذلك ابرز ابرز قبره يعني اظهر وجعل قبره مع سائر القبور في البقيع او نحو ذلك ولكن كان من العلل التي جعلتهم لا ينقلونه عليه الصلاة والسلام. من مكانه الذي يتوفى فيه قوله هنا عليه الصلاة والسلام لعنة الله على اليهود والنصارى اتخذوا قبور انبيائهم مساجد قالت يحذر ما صنعوا ولولا ذلك لابرز ولولا ذلك ابرز قبرك فهذه احد علتين والعلة الثانية قول ابي بكر رضي الله عنه انه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول ان يقبرون حيث يقبضون قالت غير انه خشي هنا او خشي تروى بالوجهين. غير انه خشي يعني عليه الصلاة والسلام ان هذا مسجدا يعني ان يتخذ قبره مسجدا. ويجوز ان تقرأها غير انه خشي ان يتخذ مسجدا يعني خشي الصحابة ان يتخذ قبره مسجدا وهذا تنبيه على احدى العلتين. الصحابة رضوان الله عليهم قبلوا هذه الوصية جعلوا دفنه عليه الصلاة والسلام في مكانه وحجرة عائشة التي دفن فيها عليه الصلاة والسلام كانت عائشة تقيم او اقامت جدارا بينها وبين قبور فكانت غرفة عائشة فيها قسمان قسم فيه القبر وقسم هي فيه كذلك لما توفي ابو بكر رضي الله عنه ودفن بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم من جهة الشمال كانت ايضا في ذلك المقام في جزء من الغرفة من الحجرة ثم بعد ذلك لما دفن عمر تركت الحجرة رضي الله عنها ثم اغلقت الحجرة فلم يكن ثم باب فيها يدخل وانما كان فيها نافذة صغيرة وكانت الحجرة كما تعلمون من بناء اخذوا من الروضة روضة المسجد اخذوا منها شيئا وجعلوه وجعلوا عليه بنائه فبنوه من ثلاث جهات جدار اخر غير الجدار الاول. منوه من ثلاث جهات وجعلوا الجهة التي تتلي او التي تكون شمالا يعني جهة الشمال جعلوها مسنمة. جعلوها مثلثة قائمة هكذا و صار عندنا الان صار عندنا جداران الجدار الاول مغلق تماما وهو جدار حجرة عائشة والجدار الثاني الذي عمل في زمن عمر بن عبد العزيز رضي الله رحمه الله ورضي عنه في زمن الوليد بن عبد الملك جعلوا جهة الشمال وهي عكس القبلة جعلوها مسممة. لانه في تلك الجهة جاءت التوسعة وسعوها من جهة الشمال فخشوا ان تكون ان يكون ذلك الجدار مربعا يعني مسامتا للمستقبل فيكون اذا استقبله احد استقبالا للقبر فجعلوه مثلثا يبعد كثيرا عن الجدار الاول وهو جدار حجرة عائشة. لاجل الا يمكن احد ان مستقبلا لبعد الماء لبعد المسافة ولاجل ان الجدار صار مثلثا ثم بعد ذلك بازمان جاء جدار ثالث ايضا وبني حول بينك الجدارين وهو الذي قال فيه ابن القيم رحمه الله تعالى في النونية في وصف دعاء النبي عليه الصلاة والسلام لقوله اللهم لا تجعل قبري وثنا يعبد قال فاجاب رب العالمين دعاء واحاطه بثلاثة الجدران. حتى غدت ارجائه بدعائه في عزة وحماية وصيام النبي عليه الصلاة والسلام صار قبره في ثلاثة جدران وكل جدار ليس فيه باب. ولا يمكن لاحد حتى في زمن الصحابة ان يعني في زمن المتأخرين منهم في عهد الوليد وما قبله لا يمكن ان يدخل نقف على القبر بنفسه لانه صار ثم جداران وكل جدار ليس له باب. ثم بعد ذلك وضع الجدار الثالث. وهذا الجدار ايضا كبير مرتفع الى فوق. وضعت عليه القبة فيما بعد هذا الجدار ايضا ليس له باب. فلا يستطيع الان احد ان يدخل الى القبر او ان يصل القبر او ان سحب القبر او ان يرى قبر النبي عليه الصلاة والسلام. ثم بعد ذلك وضع السور الحديدي هذا وهذا السور الحديدي بين وبين الجدار الثالث الذي ذكرت لكم بينه نحو متر ونصف في بعض بعض المناطق ونحو متر في بعضها وبعضها نحو او متر وثمانين متر وثمانين الى مترين في بعضها يضيق ويزداد لكن من مشى؟ فانه يمشي بين ذلك الجدار الحديدي وبين الجدار الثالث فقبر النبي عليه الصلاة والسلام عمل المسلمون بوصيته عليه الصلاة والسلام وابعد تماما فلا يمكن ان يصل احد الى القبض ولا يمكن ايضا ان يتخذ ذلك القبر مسجدا. ولهذا لما جاء الخرافيون في الدولة العثمانية جعلوا التوسعة التي هي من جهة الشرق جعلوا فيها ممر لكي يمكن من يريد ان يطوف بالقبر او ان يصلي في تلك الجهة. ذلك الممر الشرقي الذي هو قدر مترين او نحو ذلك او يزيد قليلا ذلك الممر الشرطي في عهد الدولة السعودية الاولى وما بعدها منع من الصلاة فيه. فكأنه اخرج من كونه مسجدا لانه اذا كان من مسجد النبي عليه الصلاة والسلام فلا يجوز ان يمنعوا احدا من الصلاة فيه. فلما منعوا احدا ان يصلي فيه جعلوا له حكم المقبرة ولم يجعلوا له حكم المسجد فلا يمكن لاحد ان يصلي فيه يغلقونه وقت الصلاة اما وقت السلام او وقت الزيارة فانهم يفتحونه للمرور. فاذا تبين بذلك ان قبر النبي عليه الصلاة والسلام لم يتخذ مسجدا وانما دخلت الغرف بالتوسعة في عهد التابعين في المسجد لكن جهتها الشرقية خارجة عن المسجد فصارت كالشيء الذي دخل في المسجد ولكن شيطان متعددة تم ان يكون القبر في داخل مسجد النبي صلى الله عليه وسلم. وانما فيه جدار يفصل بين فيه اربع جدارات تفصل بين المسجد وبين قبر النبي عليه الصلاة والسلام يعني مكان الدفن. واعظم من ذلك مما يدل على اخذ صحابة التابعين ومن بعدهم بوصية النبي عليه الصلاة والسلام هذه وسد الطرق الموصلة الى الشرك به عليه الصلاة والسلام باتخاذ قبره مسجدا انهم اخذوا من الروضة الشريفة اخذوا من الروضة التي هي فروضة من رياض الجنة كما قال عليه الصلاة والسلام ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة اخذوا منها قدر ثلاثة امتار لكي يقوم الجدار الثاني ثم يقوم الجدار الثالث ثم يقوم السور الحديدي واكثر من ثلاثة امتار. فهذا من اعظم التطبيق وهو انهم اخذوا من الروضة واجازوا ان يأخذوا من المسجد لاجل ان يحمى قبر النبي عليه الصلاة والسلام من ان يتخذ مسجدا وهذا ولا شك من اعظم الفقه في من فعل ذلك ومن رحمة الله جل وعلا بهذه الامة ومن اجابة دعوة النبي عليه الصلاة والسلام بقوله فيما سيأتي بعد هذا الباب اللهم لا تجعل قبري وثنا يعبد اذا فقوله عليه الصلاة والسلام لعنة الله على اليهود والنصارى اتخذوا قبور انبيائهم مساجد يحذر ما صنعوا انه عليه الصلاة والسلام لم يتخذ قبره مسجدا. واليوم الموجود قد يكون صورته عند غير المتأمل وغير الفقيه صورته صورة قبر في داخل مسجد وفي الحقيقة ليست صورته وليست حقيقته انه قبر في داخل مسجد لوجود الجدران المختلفة التي تفصل بين المسجد وبين القبر ولان الجهة الشرقية منه لا ليست من المسجد. ولهذا لما جاء في التوسعة الاخيرة كانت كان مبتدعها من جهة الشمال بعد نهاية الحجرة بكثير حتى لا تكون الحجرة في وسط المسجد من جهة انه يكون ثمة من جهة الشرق وثم الروضة من جهة الغرب فتكون وسط المسجد فيكون ذلك من اتخاذ قبره مسجدا عليه الصلاة والسلام. المقصود من هذا البيان المهم الذي ينبغي ان تعيه جيدا ان قبر النبي عليه الصلاة والسلام ما اتخذ مسجدا ولكن وصيته عليه الصلاة والسلام في التحذير قد اخذ بها في مسجده وفي قبره ولكن خالفتها الامة في قبور الصالحين من هذه الامة فاتخذوا قبور بعض ال البيت مساجد وعظموها كما تعظم الاوثان. قال ولمسلم عن جندب ابن عبد الله سمعت النبي صلى الله عليه وسلم قبل ان يموت بخمس وهو يقول اني ابرأ الى الله ان يكون لي منكم خليل فان الله قد اتخذني خليلا الى كما اتخذ ابراهيم خليلا ولو كنت متخذا من امتي خليلا لاتخذت ابا بكر خليلا. سبب ذلك ان الخلة هي اعظم درجات المحبة وهي التي تتخلل الروح وتتخلل القلب وشغاف الصدر بحيث لا يكون هم مكان لغير الخليفة لهذا النبي عليه الصلاة والسلام ليس له من اصحابه خليل. قال ولو كنت متخذا من امتي خليلا لاتخذت ابا بكر خليلا. وجهي الشاهد من هذا الحديث قوله بعد ذلك الاوان من كان قبلكم كانوا يتخذون قبور انبيائهم مساجد. الا فلا تتخذوا القبور اجد فاني انهاكم عن ذلك. الا وان من كان قبلكم كانوا يتخذون قبور انبيائهم مساجد. الا فلا تتخذوا القبور مساجد فاني انهاكم عن ذلك وهذا جاء في رواية اخرى ايضا كانوا يتخذون قبور انبيائهم وصالحيهم مساجد وهذا هو الذي وقع في هذه الامة وهذا وسيلة من وسائل الشرك. مناسبته للباب ظاهرة من ان تحريم اتخاذ قبور الانبياء والصالحين مساجد مع انه قد يكون العابد لا يعبد الا الله لانها وسيلة من وسائل الشرك اكبر والوسائل تفضي الى ما بعدها. وقد تقرر في القواعد الشرعية و اجمع عليها المحققون ان سد الذرائع الموصلة الى الشرك والى المحرمات واجبة فان الذريعة التي اوصل الى المحرم يجب سدها لان الشريعة جاءت بسد الاصول وسد الذرائع بسد اصول المحرمات وسد اليها فيجب ان يغلق كل باب من ابواب الشرك بالله ومن ذلك اتخاذ قبور الانبياء والصالحين مساجد ولهذا لا تصح الصلاة في مسجد بني على قبره المسجد الذي يبنى على قبر فانه لا تصح الصلاة فيه. لان ذلك مناف لان ذلك مناف لنهي النبي صلى الله عليه وسلم. النبي عليه الصلاة والسلام نهى وهم فعلوا. والنهي توجه الى بقعة الصلاة بطلت الصلاة فالذي يصلي في مسجد اقيم على قبر صلاته باطلة لا تصح لقوله عليه الصلاة والسلام الا فلا تتخذوا القبور مساجد يعني بالبناء عليها الصلاة حولها فاني انهاكم عن ذلك قال فقد نهى عنه في اخر حياته ثم انه لعن وهو في السياق من فعله والصلاة عندها من ذلك وان لم يبنى مسجد. وهو معنى قولها ان يتخذ مسجدا. يعني الصلاة عند القبور لا تجوز سواء صلى اليها او صلى عندها رجاء بركة ذلك المكان او لم يرجو بركة ذلك المكان وانما صلى نافلة غير صلاة الجنازة عندها. كل هذا لا يجوز سواء كان ثم بنا على القبر كمسجد او كان قبرا او قبرين في غير بناء عليها عليهما. فان الصلاة لا تجوز. ولهذا جاء في الصحيح ان النبي عليه الصلاة والسلام قال اجعلوا من صلاتكم في بيوتكم ولا تجعلوها قبورا. وفي البخاري ايضا معلق من معلقا من كلام عمر رضي الله عنه انه رأى انسا يصلي عند قبر فقال له القبر القبر يعني احذري القبر احذري القبر. وهذا يدل على ان الصلاة عند القبور لا تجوز لانها وسيلة من وسائل الشرك واعظم اذا كان ثم بنيان اتخاذ لما حول القبر من الابنية مسجدا للصلاة والدعاء والقراءة ونحو ذلك قال وهو معنى قولها خشي ان يتخذ مسجدا فان الصحابة لم يكونوا ليبنوا حول قبره مسجدا. وكل موضع قصدت الصلاة فيه فقد اتخذ مسجدا بل كل موضع يصلى فيه يسمى مسجدا كما قال صلى الله عليه وسلم جعلت لي الارض مسجدا وطهورا هذا ظاهر. قال ولاحمد بسند جيد عن ابن مسعود رضي الله عنه مرفوعا ان من شرار الناس من تدركهم الساعة وهم احياء والذين يتخذون القبور مساجدا ورواه ابو حاتم يعني بن حبان في صحيحه. وجه الشاهد من هذا الحديث انه قال والذين يتخذون القبور مساجد يعني انهم من شرار الناس. فالذين يتخذون القبور مساجد من شرار الناس. وذلك لان اتخاذ القبور مساجد كما ذكرنا وسيلة من وسائل الشرك بالله جل وعلا. وقوله والذين يتخذون القبور مساجد هذا يعم كل متخذ القبر مسجدا سواء سواء اتخذه بالصلاة عليه او بالصلاة اليه او بالصلاة عنده فذلك القصد للصلاة عند القبر يجعل من قصد في شرار الناس الذين وصفهم النبي عليه الصلاة والسلام بذلك. ومناسبة هذا الحديث الباب ظاهرة فانه ذكر ان من شرار الناس الذين يتخذون القبور مساجد والقصد من اتخاذ القبر مسجد ان يعبد الله عند قبر ذلك الرجل الصالح. فكيف حال الذي توجه الى النبي عليه الصلاة والسلام بالعبادة؟ القبر لا اخلص اليه الاستغاثة بالنبي عليه الصلاة والسلام وتأليه النبي عليه الصلاة والسلام هذا قد يقع بحسب الاعتقادات وبحسب المناداة كما حصل من الجاهليين مناداة الملائكة واتخاذ الملائكة الهة مع الله جل جلاله. كذلك اتخاذ الاولياء معبودين. هل هؤلاء من خيار الناس عند الله؟ بل هم اشر من الذين وصفهم النبي عليه الصلاة والسلام بقوله من شرار الناس من تدركهم الساعة وهم احياء الذين يتخذون القبور مساجد فان الذي اتخذ القبر مسجدا ملعون النبي عليه الصلاة والسلام لو كان لم يعبد الا الله جل وعلا. فكيف حال الذي عبد صاحب ذلك القبر؟ نسأل الله جل وعلا العافية والسلامة من كل وسائل تأمل هذا مع ما فشى في بلاد المسلمين من البناء على القبور والقباب عليها ومن بناء المشاهد وتعظيم ذلك وتوجيه الناس اليها وذكر الحكايات الطويلة في مناقب اولئك الاولياء وفي اجابتهم للدعوات واغاثتهم للهفات ونحو ذلك يتبين لك كغربة الاسلام اشد غربة في هذه الازمنة وما قبلها. كيف اذا قالوا ان ذلك جائز وذلك بل كيف اذا اتهموا من نهاهم عن ذلك بعدم المعرفة وعدم الفهم وهو يدعوهم الى الله جل وعلا وهم يدعونه الى النار نسأل الله السلامة والعافية. نعم