المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد بن ابراهيم بن عبداللطيف ال الشيخ. شروحات كتب الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله شرح كتاب التوحيد قديه شف الثامن عشر قال رحمه الله تعالى باب ما جاء في الكهان ونحوهم روى مسلم في صحيحه عن بعض ازواج النبي صلى الله عليه وسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال من اتى عرافا فسأله عن شيء فصدقه فصدقه لم تقبل له صلاة يوما وعن ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال من اتى كاهنا فصدقه بما يقول فقد كفر بما انزل على محمد صلى الله عليه وسلم. رواه ابو داوود. وللاربعة والحاكم وقال صحيح على شرطهما. عن النبي صلى الله عليه وسلم من اتى عرافا او كاهنا فصدقه بما يقول فقد كفر بما انزل على محمد صلى الله عليه وسلم ولابي اعلى بسند جيد عن ابن مسعود مثله موقوفا. وعن عمران ابن حصين مرفوعا ليس منا من تطير او تطير له او تكهن او تكهن له او سحر او سحر له. ومن اتى كاهنا فصدقه بما يقول فقد كفر بما انزل على محمد صلى الله عليه وسلم. رواه البزار باسناد جيد. ورواه الطبراني في الاوسط باسناد حسن من حديث ابن مسعود دون قوله من اتى الى اخره قال البغوي العراف الذي يدعي معرفة الامور بمقدمات يستدل بها على المسروق ومكان الضالة ونحو ذلك. وقيل هو الكاهن والكاهن هو الذي يخبر عن المغيبات عن المغيبات في المستقبل. وقيل الذي يخبر عما في الضمير. قال ابو العباس ابن تيمية رحمه الله العراف اسم للكاهن والمنجم والرمال ونحوهم ممن يتكلم في معرفة الامور بهذه الطرق. وقال ابن عباس رضي الله الله عنه في قوم يكتبون ابا جاد وينظرون في النجوم ما ارى من فعل ذلك له عند الله من خلاق باب ما جاء في الكهان ونحوهم هذا الباب اتى بعد ابواب السحر لان حقيقة عمل الكاهن انه يستخدم الجن لاخباره بالامور المغيبة اما التي غابت في الماضي او الامور المغيبة في المستقبل التي لا يعلمها الا الله جل جلاله. فالكاهن يجتمع مع الساحر في ان كلا منهما يستخدم الجن بغرظه ويستمتع بالجن لغرظه الباب لكتاب التوحيد ان الكهانة استخدام للجن. واستخدام الجن كفر وشرك اكبر بالله جل وعلا لانه لا يجوز ان يستخدم الجن في مثل هذه الاشياء. واستخدام الجن في مثل هذه الاشياء لا يكون الا بان يتقرب الى الجن بشيء من العبادات فالكهان لابد حتى يخدموا بذكر الامور المغيبة لهم ان يتقربوا الى الجن ببعض العبادات اما بالذبح او الاستغاثة او بالكفر بالله جل وعلا باهانة المصحف او بسب الله او نحو ذلك من الاعمال الشركية الكفرية الكهانة صنعة مضادة لاصل التوحيد. والكاهن مشرك بالله جل وعلا لانه يستخدم الجن ويتقرب الى الجن بالعبادات حتى تخدمه الجن وهذا غير ممكن الا لمن حتى تخبره الجن بالمغيبات هذا لا يمكن الا بان يتقرب الى الجن بانواع العبادات. واصل الكهان في الجاهلية كانوا كما مر معنا في حديث جابر في باب سبق ان الكهان كانت منتشرة في بلاد العرب في الجزيرة وفي غيرها. والكهان اناس يدعى فيهم الولاية والصلاح. عندهم وان عندهم علم ما سيكون في المستقبل. او عندهم علم المغيبات التي ستحدث للناس او تحدث في العرض ولهذا كانت العرب تعظم الكهان وكانت تخاف من الكهان وكانت تعطي الكاهن اجرا عظيما لاجل ما عنه والكاهن كما ذكرنا لا يصل الى حقيقة عمله بان يخبر عن المغيبة الا باستخدام الجن. والتقرب الى الجن التقربات الشركية تستمتع الجن به من جهة ما صرف لها من العبادة ويستمتع هو بالجن من جهة ما يخبره به من الامور المغيبة. والجن تصل الى الامور المغيبة التي تصدق فيها عن طريق اشتراط السمع فان بعضهم يركب بعضا حتى يسمعوا الوحي الذي يوحيه الله جل وعلا في السماء. فربما ادرك الشهاب الجني قبل ان يلقي الكلمة لمن تحته وربما ادرك الشهاب الجني بعد ان القى الكلمة فتأتي هذه الكلمة للجن فيعطونها الكهان في كذب معها الكاهن او تكذب معها الجن مئة كذبة حتى يعظم شأن الكهان وحتى تعظم عبادة انا اسف للجن. قبل بعثة النبي عليه الصلاة والسلام كان استراق السمع كثيرا جدا بعد بعثته عليه الصلاة والسلام حرثت السماء منك ان تسترق الجن السمع لاجل تنزل القرآن والوحي حتى لا يقع الاشتباه ايه اصل الوحي والنبوة وبعد وفاة النبي عليه الصلاة والسلام يقع الاستراق ولكنه قليل بالنسبة لما كان عليه قبل البعثة فصارت عندنا احوال السمع ثلاثة قبل البعثة كثير جدا وبعد بعثة النبي عليه الصلاة والسلام لم يحصل استراق من الجن وان حصل فهو نادر في غير وحي الله جل وعلا بكتابه لنبيه والحالة الثالثة بعد وفاته عليه الصلاة والسلام رجع الصراط السمع ايضا ولكنه ليس بالكثرة التي كانت قبل ذلك لان السماء ملئت حرسا شديدا وشهبا والله جل وعلا بين ذلك في القرآن في ايات كثيرة من ان النجوم والشهق ترمي الجن كما قال جل وعلا الا من استرق السمع فاتبعه شهاب مبين ونحو ذلك من الايات التي فيها ان الشهب مرصدة للجن تبينت لك حقيقة الكاهن اذا ظهر ذلك فالكاهن قد يطلق عليه العراف وهذا الاسم الكاهن او العراف اسمان متداخلان قد يكون احدهما يدل على الاخرة. وعند بعض الناس او في بعض الفئات يستخدم الكاهن للاخبار للاخبار بما يحصل في المستقبل ويستخدم كلمة او لفظ العراف لمن يخبر عن الغائب عن الاعين مما حصل في الماضي. من مثل المكان المسروق او السارق من هو ونحو ذلك مما هو غائب عن الانظار وانما يعلمه العراف بواسطة الجن الجد والصحيح في ذلك ما ذكره شيخ الاسلام ابن تيمية ان العراف اسم للكاهن والمنجم والرمال نحوهم ممن يتكلمون في معرفة الامور بتلك الطرق. من تكلم في معرفة الامور المغيبة. اما الماظية او مستقبلا بتلك الطرق طريق التنجيم او طريق الخط في الرمل او طريق الطرق على الحصى او في طريق او الخط الرمل بالطريق الطرق او بالودع او نحو ذلك من الاساليب او بالخشبة المكتوب عليها باجات ونحو ذلك من قراءة الفنجان او قراءة الكف كل من يخبر عن الامور المغيبة بشيء يجعله وسيلة لمعرفة الامور المغيبة يسمى كاهنا ويسمى عرافا. لانه لا يحصل له امره الا بنوع من انواع الكهانة. وسيأتي ذلك ان شاء الله قال رحمه الله باب ما جاء في الكهان ونحوهم يعني من العرافين والمنجمين الذين يخطون في الرمل والذين هنا على الخشب ونحو ذلك. قال روى مسلم في صحيحه عن بعض ازواج النبي صلى الله عليه وسلم قال من اتى عرافا فسأله عن شيء وتصدق لم تقبل له صلاة اربعين يوما. هذا الحديث نبه الشراح على ان لفظه في مسلم من اتى عرافا فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة اربعين يوما بدون كلمة فصل صدقه وكلمة وصدقه في هذا الحديث موجودة في مسند الامام احمد الشيخ رحمه الله ذكر هذا اللفظ وعزاه لمسلم على طريقة اهل العلم في عزو الحديث لاحد صاحبي الصحيح اذا كان اصله فيهما باتحاد الطريق او نحو ذلك من اتى عرافا فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة اربعين يوما هذا الحديث فيه جزاء الذي يأتي العراف فيسأل العراف وقلنا ان العراف يشمل اسم الكاهن ونحو ذلك فمن اتى عرافا فسأله بمجرد سؤال ولم يصدقه فانه لا تقبل له صلاة اربعين يوما والمقصود من قوله لم تقبل له صلاة اربعين يوما انها تقع مجزئة لا يجب عليه قضاؤها ولكن لا ثواب له فيها لان الذنب والاثم الذي حصله حين اتى العراف فسأله عن شيء يقابل ثواب الصلاة اربعين يوما فاسقط هذا هذا ويدل ذلك على عظم ذنب الذي يأتي العراف فيسأل العراف عن شيء. ولو لم يصدقه. وهذا عند اهل العلم في حق من اتى العراف فسأله عن شيء رغبة في الاطلاع. اما من اتى العراف فسأله للانكار عليه وحتى فيتحقق انه عراف فلا يدخل في ذلك لان الوسائل لها احكام المقاصد الحالة الثانية ان يأتي العراف او الكاهن فيسأل عن شيء فاذا احضره الكاهن او العراف صدقه بما يقول الحديث الاول الذي عن بعظ ازواج النبي صلى الله عليه وسلم فيه انه لم تقبل له صلاة اربعين يوما والحديث الثاني فيه انه كفر بما انزل على محمد صلى الله عليه وسلم. يتضح بالحديثين ان الحالة الثانية وهي من اتى العراف او الكاهن فسأله عن شيء فصدقه انه كفر بما انزل على محمد صلى الله عليه وسلم وانه لا تقبل له صلاة اربعين يومين هذا الحال يدل على ان الذي اتى الكاهن او العراف فصدقه انه لم يخرج من الملة. لانه حد عليه الصلاة والسلام عدم قبول صلاته باربعين يوما. والكافر الذي حكم عليه المسلم او من اتى الكاهن اذا حكم عليه بانه كافر كفرا اكبر ومرتد وخارج من الملة فان صلاته لا تقبل بتاتا حتى يرجع الى الاسلام قال طائفة من اهل العلم دل قوله فصدقه لم تقبل له صلاة اربعين يوما على ان قوله كفر بما انزل على محمد انه كفر اصغر وليس بالكفر المخرج من الملة. وهذا القول صحيح وهو الذي يتعين جمعا بين النصوص فان قول النبي عليه الصلاة والسلام من اتى عرافا فسأله عن شيء فصدقه لم تقبل له صلاة اربعين يوما يدل على انه لم يخرج من الاسلام. والحديث الاخر وهو قوله من اتى كاهنا فصدقه او بما يقول فقد كفر بما انزل على محمد يدل على كفره فعلمنا بذلك ان كفره كفر اصغر وليس كفرا مخرجا من الملة هذا احد الاقوال في مسألة كفر من اتى الكاهن فصدقه بما يقول. والقول الثاني انه يتوقف هو فيه فلا يقال يكفر كفر اكبر ولا يقال اصغر وانما يقال هو كفر اتيان الكاهن وتصديقه كفر بالله جل وعلا ويسكت عن ذلك ويطلق القول كما جاء في الاحاديث. وهذا لاجل تهديد والتخويف حتى لا يتجاسر الناس على هذا الامر وهذا هو مذهب الامام احمد في المنصوص عنه. والقول الثالث من اقوال اهل العلم في ذلك ان الذي يصدر الكاهن كافر كفرا اكبر. كفره مخرج من الملة اذا اتى الكاهن فسأله فصدقه. او صدق الكهان بما يقولون قال طائفة من اهل العلم كفره كفر مخرج من الملة. وهذا القول فيه نظر من جهتين الجهة الاولى ما ذكرنا من الدليل من ان قوله عليه الصلاة والسلام لم تقبل له صلاة اربعين يوما يدل على انه لم يكفر الكفر الاكبر ولو كان كفر الكفر الاكبر لم يحد عدم قبول صلاته بتلك المدة من الايام. والثاني ان تصديق الكاهن فيه شبهة ادعاء علم الغيب او تصديق احد ممن يدعي علم الغيب كفر بالله جل وعلا كفر اكبر. لكن هذا كاهن الذي ادعى علم الغيب كما نعلم انه يخبر بالامور المغيبة فيما صدق فيه عن طريق استراق الجن للسمع فيكون اذا هو نقل ذلك الخبر عن الجن والجن نقلوه عما سمعوه في السماء وهذه شبهة قد يأتي الاتي الذي يأتي للكاهن ويقول انا اصدقه فيما اخبر من الغيب لانه قد جاءه وذلك الغيب من السماء عن طريق الجن وهذه الشبهة تمنع من التكفير. تكفير تصديق الكاهن تكفير من صدق الكاهن الكفر الاكبر فصار عندنا اذا ان القول الاظهر ان كفره كفر اصغر وليس باكبر لدلالة احاديث ولظهور التعليل في ذلك قال فقد كفر بما انزل على محمد صلى الله عليه وسلم وهو القرآن بانه قد جاء في القرآن وما بينه النبي عليه الصلاة والسلام من السنة ان الكاهن والساحر والعراف لا يفلحون. وانهم انما يكذبون ولا يصدقون قال ولابي يعلى بسند جيد عن ابن مسعود مثله موقوفا وعن عمران ابن حسين مرفوعا ليس منا من تطير او تطير له. يأتي في باب ما جاء في التطير او تكهن او تكهن له ليس منا يدل على ان الفعل محرم وبعض اهل العلم يقول ان قوله عليه الصلاة والسلام ليس منا يدل على انه من الكبائر فقال ليس منا من تطير او تطير له. والطيرة من الكبائر او تكهن يعني ادعى علم الغيب وادعى انه كاهن او اخبر بامور من المغيبة يخدع من رآه بانه كاهن قال او تكهن له يعني من رضي بان يتكهن له فاتى فسأل عن شيء او سحر او سحر او سحر له. ومن اتى كاهنا فصدقه بما يقول فقد كفر بما انزل على محمد صلى الله عليه وسلم وهذا كله لاجل ان تصديق الكاهن فيه اعانة له على الشرك الاكبر بالله جل وعلا. هذا الحكم الذي يأتي الكافر اما الكاهن فذكرنا حكمه وهو انه مشرك الشرك الاكبر بالله لانه لا يمكن له ان يخبر بالامور المغيبة الا بان يشرك قال البغوي العراف الذي يدعي معرفة الامور بمقدمات يستدل بها على المشروخ ومكان الضالة ونحو ذلك. هذا الذي ذكرنا من ان العراف عند بعض يا اهل العلم من يخبر بامور سبقته. لكنها خفية غيبية عن الناس. لكنها من حيث الوجود وقعت في ملكوت قلة قال وقيل هو الكاهن يعني ان العراء يعني ان العراف والكاهن اسمان بشيء واحد. قال والكاهن هو الذي يخبر عن المغيبات في المستقبل وقيل الذي يفطر عما في الظمير. وقال ابو العباس ابن تيمية العراف اسم للكاهن والمنجم والرمال ونحوهم. المنجم هو الذي يستخدم علم التأثير. يقول ظهر نجم كذا والتقى بنجم كذا فمعناه انه سيحدث كذا وكذا او اذا ولد ولد فلان او اذا ولد لفلان ولد في برج كذا فانه سيحصل كذا وكذا له من الغنى والفقر او السعادة او الشقاوة ونحو ذلك يستدلون بحركة النجوم على حال الارض وحال الناس فيها وسيأتي تفصيله ان شاء الله. قال والرمال الرمال هو صاحب الطرق او الذي يخط في الرمل او يستخدم الحصى على الرمل يقال له رماء ونحوهم يعني من مثل الذين يقرأون الكف ويقرأون الفنجان او في هذا العصر الذين يكتبون في الصحف والجرائد والمجلات البروج وما يحصل في ذلك البرج وانت اذا ولدت في هذا البرج معناه سيحصل لك في هذا الشهر كذا وكذا هذه كلها من انواع الكهانة كما سيأتي. قال وقال ابن عباس في قوم يكتبون ابا جاد وينظرون في النجوم ما ارى من فعل ذلك له عند الله من خلاق. ذلك فلان كتابة ابا جاد والنظر في النجوم يعني للتأثير نوع من انواع الكهانة و الكهانة محرمة وكفر بالله جل وعلا بقي ان نقول ان اصناف الكهانة كثيرا جدا وجامعها الذي يجمعها انه يستخزم الكاهن وسيلة ظاهرية عنده ليقنع السائل بانه وصل اليه العلم عن طريق امور ظاهرية علمية تارة يقول عن طريق النجوم وتارة يقول عن طريق الخط او عن طريق الطرق او عن طريق الودع او عن طريق الفنجال او عن طريق الكف او عن طريق النظر في الارض في حصن يجعله او عن طريق الخشب ونحو ذلك. هذه كلها وسائل يغر بها الكاهن من يأتيه في الحقيقة هي وسائل لا تحصل العلم ذاك ولكن العلم جاءه عن طريق الجن وهذه الوسيلة انما هي وسيلة للضحك على الناس وسيلة لكي يظن انها تؤدي الى العلم وان هؤلاء اصحاب علم وفن بهذه الامور. وفي الواقع هو لا يتحصل على العلم الغيبي عن طريق او عن طريق فنجان او عن طريق النظر في البروج او نحو ذلك وانما يأتيه العلم عن طريق الجن وهو يظهر هذه الاشياء حتى يحصل على المقصود حتى تصدقه الناس انه لا يستخدم الجن ولكنه ولي من الاولياء. كيف يستنتج هذه المغيبات كيف يستنتج المغيبات من هذه الامور الظاهرية في بعض البلاد كغرب افريقيا وبعض شمالها ونحو ذلك. وهذا منتشر ايضا في الشرق. وفي كثير من البلاد يجعلون من اعطى هذه الاشياء وليا من الاولياء. ويقولون الملائكة تخبره بكذا فهو لا يفعل الفعل الا بارشاد من الملائكة. فالذين يفعلون هذه الافعال من الامور السحرية او الكهنية عندهم انهم اولياء. ولهذا ترى بعض الشراح يذكر في مقدمة هذه الابواب ان اولياء الله جل وعلا لا يتعاطون الشرك ولا يتعاطون مثل هذه الامور. فاولياء الله مقيدون بالشرع. وليسوا من اولياء الجن نعم قال رحمه الله تعالى باب ما جاء في النشرة وعن جابر ان رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن النشرة فقال هي من عمل رواه احمد بسند جيد. رواه احمد بسند جيد وابو داوود. وقال سئل احمد عنها فقال ابن مسعود اكره هذا كله وفي البخاري عن قتادة قلت لابن المسيب رجل به طب او رجل به طب او يؤخذ عن امرأته ايحل عنه او ينشر؟ قال قال لا بأس به انما يريدون به الاصلاح فاما ما فاما ما ينفع فلم ينهى عنه انتهى وروى وروي عن الحسن انه قال لا يحل السحر لا يحل السحر الا ساحر. قال ابن القيم النصرة حل السحر عن وهي نوعان احدهما حل بسحر مثله وهو الذي من عمل الشيطان وعليه يحمل قول الحسن فيتقرب الناشر الى الشيطان بما يحب فيبطل عمله عن المسحور. والثاني النشرة بالرقية والتعوذات والادعية ادوية والدعوات المباحة فهذا جائز باب ما جاء في النشرة النشرة متعلقة بالسحر واصلها من النشر وهو قيام المريض صحيحا النشرة اسم لعلاج المسحور سميت نشرة لانه ينتشر بها ان يقوم ويرجع الى حاله المعتادة وقول الشيخ رحمه الله هنا باب ما جاء في النشرة يعني ايه؟ من التفصيل وهل النصرة جميعا وهي حل السحر مذمومة او ان منها ما هو مذموم ومنها ما هو مأذون به ومناسبة هذا الباب لكتاب التوحيد ظاهرة وهي انه كما ان السحر ابشركم بالله جل وعلا يقدح في اصل التوحيد وان الساحر مشرك في الشرك الاكبر بالله فالنشرة التي هي حل السحر قد يكون من ساحر وقد يكون من غير ساحر الادوية المأذون بها او الادعية ونحو ذلك فاذا كان من ساحر فانها مناقضة لاصل التوحيد. ومنافية لاصله فاذا المناسبة ظاهرة فالصلة بين هذا الباب وباب ما جاء في السحر وكذلك مناسبتها لباب التوحيد لان كثيرين ممن يستعملون النشرة يشركون بالله جل وعلا والنفرة كما سمعتم في الباب قسمان نشرة جائزة ونشرة ممنوعة النصرة الجائزة هي ما كانت بالقرآن او بالادعية المعروفة او بالادوية عند الاطباء ونحو ذلك فان السحر يكون كما ذكرنا عن طريق الجن والسحر يحصل منه امرار حقيقة في البدن ويحصل منه تغيير حقيقة في العقل والذهن والفهم واذا كان كذلك فانه يعالج بالمضادات التي تزيل ذلك السحر فمما يزيله القرآن والقرآن هو اعظم ما ينفع في ازالة السحر كذلك الادعية والاوراد ونحو ذلك مما هو معروف من الرقى الشرعية ونوع من السحر يكون في البدن يعني من جهة عضوية. فهذا احيانا يعالج بالرقى والادعية والقرآن واحيانا يعالج عن طريق الاطباء العضويين وذلك لان السحر كما قلنا يمرظ حقيقة. فاذا ازيل المرظ او سبب المرظ فانه يبطل سحر ولهذا قال لك ابن القيم في اخر الكلام والثاني النشرة بالرقية والتعوذات والادوية. والدعوات المباحة فهذا جائز لانه يحصل منه المرض واذا كان كذلك فانه يعالج بما اذن به شرعا من الرقى والادوية المباحة والقسم الثاني من النشرة وهي التي من انواع الشرك ان ينشر عنه بغير الطريق الاول بطريق السحر طيحت فيحل السحر عم بسحر اخر يحل السحر الاول بسحر اخر. وذكرنا ان السحر لا ينعقد اصلا الا بان يتقرب الساحر الى الجني او ان يكون الجني يخدم الساحر الذي يشرك بالله دائما فيخبئ كذلك حل السحر لابد فيه من ازالة سببه. وهو خدمة شياطين الجن للسحر تحس وهذا لا يمكن الا الجن. فان الساحر الثاني الذي ينشر السحر ويرفع السحر لا بد ان يستغيث او ان يتوجه الى بعض جنه في ان يرفع اولئك الجن الذين عقدوا هذا السحر ان يرفعوا اثرهم فصار اذا هذه الجهة انها من حيث العقد والابتداء لا تكون الا بالشرك بالله ومن حيث الرفع والنشر لا الا بالشرك بالله جل وعلا. ولهذا قال لا يحل السحر الا ساحر. يعني لا يحل السحر بغير الطريق الشرعية المعروفة الا ساحة لا يأتي احد ويقول انا احل السحر هل تستقدم القراءة والتلاوة والادعية؟ قال لا. هل انت طبيب تطب ذلك المسحور قال لا اذا فهو ساحر. اذا لم يستخدم الطريقة الثانية فانه لا يمكن ان يحل السحر الا ساحر لانه فك اثر الجن في ذلك السحر ولا يمكن الا عن طريق شياطين الجن الذين يؤثرون على ذاك قال اه رحمه الله عن جابر ان رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن النشرة فقال هي من عمل الشيطان سئل عن النصرة السائل سأله عما كان معهودا معروفا عندهم في هذا الاسم وهو اسم نشرة والذي كان معروفا معهودا هو ان اسم النصرة انما هو من جهة الساحر النشرة عند العرب هي حل السحر بمثله هذه هي النشرة عند العرب لهذا سئل النبي عليه الصلاة والسلام عن النشرة فقال هي من عمل الشيطان وقال العلماء او لام التعريف في قوله النصرة هذه للعهد. يعني النشرة المعبود استعمالها. وهي حل السحر بمثله. فقال عليه الصلاة والسلام هي من عمل الشيطان. لان رفع السحر لا يكون الا بعمل شيطان جني ولهذا قال عليه الصلاة والسلام هي يعني الرفع والنشر من عمل الشيطان لان العقد اصلا من عمل الشيطان و الرفع والنشر من عمل الشيطان. فاذا هو سؤال عن نصرة عن النصرة التي كانت تستخدم في الجاهلية رواه احمد بسند جيد وابو داود وقال سئل احمد عنها فقال ابن مسعود يكره هذا كله يكره هذا كله يعني ان تكون النصرة عن طريق التمائم التي فيها القرآن. لانه مر معنا ايه ما سبق ان ابن مسعود كان يكره جميع انواع التمائم. حتى من القرآن كما قال ابراهيم النخعي رحمه الله كانوا يكرهون هنا كماهم كلها من القرآن ومن غير القرآن يعني اصحاب ابن مسعود. وابن مسعود كذلك فابن مسعود كان يكره التمائم من القرآن هو ان يعلق شيئا من القرآن لاي غرض لدفع العين او لازالة السحر ورفع الظرر. لهذا ابن آآ هذا الامام احمد لما قال له لما قال ابو داوود سئل احمد عنها يعني عن النشرة التي تكون بالتمائم من فقال ابن مسعود يكره هذا كله اما النصرة باستخدام النفث والرقية من غير تعليق فلا يمكن للامام احمد ولا لابن مسعود ان يكرهوا ذلك لان النبي عليه الصلاة والسلام استخدم ذلك واذن به عملا في نفسه وكذلك في غيره عليه الصلاة والسلام قال وفي البخاري عن قتادة قلت لابن المسيب رجل به طب او يؤخذ عن امرأته ايحل عنه او ينشر؟ قال لا بأس به انما يريدون به الاصلاح فاما ما ينفع فلم ينهى عنه. يريد ابن المسيب في ذلك ما ينفع من النشرة في التعوذات والادعية والقرآن الدواء المباح ونحو ذلك. اما النشرة التي هي بالسحر ابن مسعود ارفع من ان يقول انها جائزة ولم ينه عنها. والنبي عليه الصلاة والسلام يقول هي من عمل الشيطان. بهذا قال لا بأس به انما يريدون به الاصلاح فاما ما ينفع فلم ينهى عنه اما ما ينفع يعني من الادوية المباحة ومن الرقى والتعوذات الشرعية وقراءة القرآن ونحو ذلك فهذا لم ينهى عنه بل اذن فيه. اذا فالسحر بلاء وسئل ابن عن هذا الذي به طب يعني سحر او يؤخذ عن امرأته بصرف القلب عنها ايحل عنه او ينشر باصل الحل والنشر يعني ايجوز ان يرفع ذلك الطب الذي به؟ او ذلك الاخذ عن امرأته باي وسيلة؟ فقال نعم ما ينفع فلم ينهى عنه. انما يريدون به الاصلاح. ومعلوم انه يريد بذلك ما اذن به في الشرع من القسم الذي فيه الذي ذكرنا من جواز فيه من جواز استخدام الرقى والتعوذات والادوية والدعوات المباحة. قال وروي عن الحسن انه قال لا يحل سحر الا ساحر وهذا بينا معناه قال ابن القيم النشرة حل السحر عن المسحور وهي نوعان حل بسحر مثله وهو الذي من عمل الشيطان وعليه يحمل قول الحسن فيتقرب هذي حقيقة النشرة الشركية قال فيتقرب الناشر والمنتشر الى الشيطان بما يحب كما ذكرنا لكم سلفا فيبطل عمله عن المسحور. هذه حقيقة النشرة الشركية. قال والثاني النشرة بالرقية والتعوذات والادوية والدعوات المباحة فهذا جائز. اذا تبين ذلك فان حكم حل السحر بمثله انه لا يجوز ومحرم بل هو شرك بالله جل وعلا لانه لا يحل السحر الا ساحر. بعض العلماء من اتباع المذاهب يرى جواز حل السحر بمثله اذا كان للضرورة كما قال فقهاء مذهب الامام احمد في بعض كتبهم وله او ويجوز حل سحر بمثله ضرورة وهذا القول ليس صواب بل هو غلط لان الضرورة لا تكونوا جائزة ببذل الدين والتوحيد عوضا عنها معروف ان الاصول الخمسة اولها حفظ يعني التي جاءت بها الشرائع حفظ الدين. وما هو دونها مرتبة؟ لا يبذل لا يبذل ما هو واعلى لتحصيل ما هو ادنى وضرورة الحفاظ على النفس هذه لا شك انها من الضروريات الخمس لكنها دون حفظ الدين. مرتبة ولهذا لا يقدم ما هو ادنى على ما هو اعلى او ان يبذل ما هو اعلى لتحصيل ما هو ادنى من الظروريات الخمس والانفس لا يجوز حفظها بالشرك وهذا ان يموت وهو على التوحيد لا شك انه خير له من ان يعافى وقد اتى بشرك بالله جل وعلا والسحر لا يكون الا بشرك. والذي يأتي الساحر ويطلب منه حل السحر هذا معناه انه رضي قوله وعمله ورضي ان يعمل به ذاك ورضي ان يشرك ذاك بالله لاجل منفعته وهذا غير جائز. فاذا تحصل ان السحر وقوعا وان السحر نشرا لا يكون الا بالشرك الاكبر بالله جل وعلا وعليه فلا يجوز ان يحل لا من جهة الظرورة ولا من جهة غير الظرورة من باب اولى بسحر مثله بل حل وينشر بالرقى الشرعية. نعم