لكن الله ولكن الله يذهبه ولكن الله يذهبه بالتوكل. ولكن الله يذهبه بالتوكل. رواه ابو داوود والترمذي وجعل اخره من قول ابن مسعود ولاحمد من حديث ابن عمر ولاحمد ولاحمد من حديث ابن عمرو من ردته المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد بن ابراهيم بن عبداللطيف ال الشيخ. شروحات كتب الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله شرح كتاب التوحيد الدرس التاسع عشر باب ما جاء في التطير وقول الله تعالى الا انما طائرهم عند الله ولكن اكثرهم لا يعلمون. وقوله قالوا طائركم معكم ان ذكرتم بل انتم قوم مسرفون. وعن ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا عدوى ولا ولا هامة ولا صفر اخرجاه وزاد مسلم ولا نوء ولا غول. وله ما ولهما عن انس قال قال رسول الله الله عليه وسلم لا عدوى ولا طيرة ويعجبني الفأل. قالوا وما الفأل؟ قال الكلمة الطيبة. ولابي داوود بسند صحيح عن عقبة ابن عامر قال ذكرت ذكرت الطيرة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقال احسنها الفأل. ولا ترد ولا ترد مسلما فاذا رأى احدكم ما يكره فليقل اللهم لا يأتي بالحسنات الا انت ولا يدفع السيئات الا انت ولا لا حول ولا قوة الا بك وله من حديث ابن مسعود مرفوعا الطيرة شرك الطيرة شرك الطيرة شرك وما منا الا عن حاجته فقد اشرك قالوا وما كفارة ذلك؟ قال ان تقول اللهم لا خير الا خيرك ولا طير الا طيرك ولا غيرك وله من حديث الفضل ابن العباس رضي الله عنه انما الطيرة ما امضاك او ردك هذا باب ما جاء في التطير ومر معنا ان الطيرة من انواع السحر ولهذا جاء الشيخ رحمه الله بهذا الباب بعد الابواب المتعلقة بالسحر لانها من انواعه بنص الحديث مناسبة هذا الباب لكتاب التوحيد ان التطير نوع من الشرك بالله جل وعلا بشرطه والشرك الذي يكون من جهة التطير مناف لكمال التوحيد الواجب. لانه شرك اصعب وحقيقة التطير انه تشاؤم او التفاؤل بحركة الطير من السوامح والبوارح او النطيح او القعيد او بغير الطير مما يحدث اذا اراد احد ان يذهب الى مكان او يمضي في سفر او ان يعقد له خيارا فيستدل بما يحدث له من انواع حركات الطيور او بما يحدث له من الحوادث ان هذا السفر سفر سعيد فيمضي فيه او انه سفر سيء وعليه فيه وبال ارجع عنه ولذلك ضابط الطيرة الشركية التي من قامت في قلبه وحصل له شرطها وضابطها فهو مشرك الشرك الاصغر ما جاء في اخر الباب. انه قال عليه الصلاة والسلام انما الطيرة ما امضاك او ردك فالطيرة شرك وهي التي تقع في القلب ويبني عليها المرء مظاء في الفعل او ردا عن الفعل فاذا خرج مثلا من بيته وحصل امامه يعني وهو ينوي سفر او ينوي رحلة او ينوي القيام بصفقة تجارة او نحو ذلك. فحصل امامه حادث فهذا الحادث الذي حصل امامه من تصادم سيارة او اعتدام واحد على اخر او نحو ذلك جعل من هذا الحادث في قلبه شؤما ثم استدل بهذا الحادث على انه سيفشل في سفره او في تجارته او انه سيصيبه مكروه في سفره. فاذا رجع ولم يمضي فقد حصل له التطير الشركي اما اذا وقع ذلك في قلبه مجرد وقوع وحصل له نوع تشاؤم ولكنه مضى وتوكل على الله فهذا لا يكاد يسلم منه احد كما جاء في حديث ابن مسعود وما منا الا ولكن الله يذهبه بالتوكل كما سيأتي اذا فهذه حقيقية التطير في الشرك وضابطه وبيان ان التطير اسم عام ليس خاصا بالطير وحركاتها. مر معنا العيافة فيما سبق في باب ما جاء في شيء من باب ما جاء بشيء من انواع السحر وان العيافة متعلقة بالطير كما فسرها عوف الاعرابي بقوله العياء فزجر متعلقة بالطير من حيث انه يحرك الطير ويزجرها. حتى ينظر اين تتحرك. واما الطيرة فهو ان يتشاءم او او يتفائل ويمضي او يرجع بحركة تحصل امامه ولو لم يزجر او يفعل. او بشيء يحصل امامه اما من الطير او ومن غيره قال الشيخ رحمه الله باب ما جاء في التطير يعني من انه شرك بالله جل وعلا اذا امضى او رد وكفارة التطير اذا وقع في القلب. ونحو ذلك من الاحكام. قال وقول الله تعالى الا انما طائر هم عند الله ولكن اكثرهم لا يعلمون هذه من اية في سورة الاعراف فاذا جاءتهم الحسنة قالوا لنا هذه وان تصبهم سيئة ليطيروا بموسى ومن معه الا انما طائرهم عند الله ولكن اكثرهم لا يعلمون. يعني اذا اتاهم خصب وسعة وزيادة في الارزاق قالوا لنا هذه يعني نحن المستحقون لها. وان تصبهم سيئة يعني اصابهم جذب او نقص في الارزاق او بلاء قالوا هذا بسبب شؤم ومن معه فهم الذين بسببهم بسبب اقوالهم واعمالهم حصل لنا هذا السوء وهذه الويلات فتطيروا بهم يعني جعلوهم سببا لما حصل لهم قال جل وعلا الا انما طائرهم عند الله طائرهم يعني ما يطير عنهم من عمل صالح او طالح وانهم يستحقون الحسنات او يستحقون السيئات كل هذا عند الله جل وعلا او ان معنى قوله انما الا انما طائرهم عند الله يعني ان سبب ما يأتيهم من الحسنات او ما يأتيهم من السيئات ان ذلك من جهة القضاء والقدر فهو عند الله جل وعلا. ومناسبة هذه الاية لهذا الباب ان هذه الخفلة من صفات اعداء الرسل من صفات المشركين. فالتطير من صفات اهل الاشراك. من صفات اعداء الرسل. واذا كان كذلك فهو مذموم ومن خصال المشركين الشركية. وهذا وهذه هي مناسبة ايراد الاية تحت هذا الباب من جهة انه خصلة من خصال اعداء الرسل وليست من خصال اتباع الرسل. وانما اتباع الرسل فانهم ان يكون ذلك بما عند الله من القضاء والقدر او بما جعله الله جل وعلا لهم من ثواب اعمالهم او العقاب على اعمالهم كما فقال الا انما طائرهم عند الله. وكذلك ما اورده من الاية الثانية وهي قوله وقوله قالوا طائركم معكم الاية وهي من سورة ياسين قالوا طائركم معكم اان ذكرتم؟ الذي تطير باولئك هم المشركون اصحاب تلك القرية حيث قالوا انا تطيرنا بكم لان لم تنتهوا ارجو منكم وليمسنكم منا عذاب اليم. قال تتباع الرسل قالوا طائركم معكم. ائن ذكرتم يعني حقيقة سبب السيئات عليكم او سبب قدوم الحسنات عليكم هذه من شيء فيكم. فالسوء الذي ينالكم والعقاب الذي كيف ينالكم ملازم لكم ملازمة ما يطير عنكم لكم. فما يطير عنكم من عمل سوء ومن معاداة للرسل وتكذيب للرسل هذا ملازم لكم وستتطيرون به. قال طائركم معكم لانه من جهة انهم فعلوا السيئات وكذبوا الرسل وهذا سيقع عليهم وباله. ومناسبة هذه الاية للباب كمناسبة الاية قبلها من ان هذه هي قالت المشركين واعداء الرسل قال عن ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا عدوى ولا طيرة ولا هامة ولا صفر اخرجاه زاد مسلم ولا نوع ولا غول مناسبة هذا الباب مناسبة هذا الحديث من باب قوله ولا طير له ومن المعلوم ان المنفي هنا ليس هو وجود الطيرة لان الطيرة موجودة من جهة اعتقاد الناس ومن جهة استعمالها. ولكنها باطلة. كذلك العدوى موجودة من جهة الوقوع ولهذا قال العلماء النفي هنا راجع الى ما تعتقده العرب. ويعتقده اهل الجاهلية. لان لا نافية للجنس واسمها مذكور. وخبرها محذوف لاجل العلم به فان الجاهليين لا ينازعون باصل وجود هذه الاشياء وانما فان الجاهليين يؤمنون بوجود هذه الاشياء ويؤمنون ايضا بتأثيرها. المنفي ليس هو وجودها وانما هو تأثيرها فيكون التقدير هنا لا عدوى مؤثرة بطبعها ونفسها وانما تنتقل العدوى باذن الله جل وعلا. واهل الجاهلية يعتقدون ان العدوى تنتقل بنفسها. فابطل ذلك الله جل وعلا ابطل ذلك الاعتقاد. فقال عليه الصلاة والسلام لا عدوى يعني مؤثرة بنفسها. ولا طيرة مؤثرة ايضا فان الطير شيء وهمي يكون في القلب لا اثر له في قضاء الله وفي قدره. فحركة الطائر يمينا او شمالا او السامح او والنطيحة والقعيد لا اثر لها في حكم الله وفي ملكوت الله وفي قضائه وقدره. فاذا الخبر قوله ولا طيرة يعني تقدره بقولك ولا طيرة مؤثرة بل الطيرة شيء وهمي ولا هامة ولا صبر الى اخر الحديث وسبق ان ذكرت لكم ان ان خبر لام نافية للجنس يحذف كثيرا في لغة العرب كما قال ابن مالك في اخر ارباب لان ما فيها الجنس في الالفية وشاع في ذا الباب اسقاط الخبر اذا المراد مع سقوطه ظهر وهذا مهم في العربية قال ولهما عن انس قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا عدوى ولا طيرة يعني لا عدوى مؤثرة بنفسها بل باذن الله جل وعلا ولا اعطيتك مؤثرة اصلا وانما ذلك راجع الى قضاء الله وقدره. قال ويعجبني الفأل. قالوا وما الفأل؟ قال الكلمة الطيبة الفأل كان عليه الصلاة والسلام يحبه وفسره بانه الكلمة الطيبة. لان الكلمة الطيبة اذا سمعها فتفاءل بها انه سيحصل له كذا وكذا من الخيرات ففيها انها حسن ظن بالله جل وعلا. الفال حسن ظن بالله والتشاؤم سوء ظن بالله جل وعلا. ولهذا صار الفأل ممدوحا ومحمودا. وصار الشؤم مذموما الفأل ممدوح من جهة انه تحسين تحسين الظن او فيه تحسين الظن بالرب جل وعلا وهذا مأمور العبد به. لهذا كان عليه الصلاة والسلام يتفائل وكل ذلك من تعظيم الله جل وعلا وحسن الظن به وتعلق القلب به وانه لا يفعل للعبد الا ما هو اصلح له قال ولابي داوود بسند صحيح عن عقبة ابن عامر ابن عامر قال ذكرت الطيرة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال احسنها الفأ الطيرة يعني التأثر بالكلمة لاننا ذكرنا لكم ان الطيرة عامة تشمل الاقوال والاعمال التي تحصل امام العبد فاذا كان ثم تطير فان احسنه الفأل يعني ان يقع في قلبه انه سيحصل له كذا وكذا من جراء كلمة سمعها او من جراء فعل حصل له احسن ذلك الفهم. وغيره مذموم. لما كان الفأل محمودا وممدوحا ومأذونا به لما ذكرنا من انه اذا تطير متفائلا فانه محسن الظن لله جل وعلا. واما الفأل في نفسه فهو مطلوب لان التفاؤل يشرح الصدر ويؤنس العبد ويذهب الضيق الذي يوحيه الشيطان ويسببه الشيطان في قلب العبد الشيطان يأتي للعبد فيجعله يتوهم اشياء واشياء كلها في مضرته. فاذا فتح العبد على قلبه باب التفاؤل ابعد عن قلبه باب تأثير الشيطان على النفس قال ولا ترد مسلما لا ترد مسلما هذا خبر لكنه مظمن النهي وقد ذكرت لكم ان النهي قد يعدل عنه للخبر كما ان الامر قد يعدل عنه الى الخبر لتأكيد النهي ولتأكيد الامر قال ولله يسجد ما في السماوات وما في الارض من دابة. هذا خبر لكنه كالامر المؤكد هذا خبر مثبت والخبر المنفي كقوله هنا لا ترد مسلما هذا خبر لكن فيه النهي ان ترد الطيرة مسلما عن حاجته فاذا ردته عن حاجته فقد حصل له الشرك بالتطير قال فاذا رأى احدكم ما يكره فليقل اللهم لا يأتي بالحسنات الا انت ولا يدفع السيئات الا انت ولا حول ولا قوة الا هذا دعاء عظيم في دفع ما يأتي للقلب من انواع التشاؤم وانواع الطيرة قال وعن ابن مسعود مرفوعا الطيرة شرك الطيرة شرك الطيرة شرك وما منا الا ولكن الله يذهبه بالتوكل قال الطيرة شرك شرك اصغر بالله جل وعلا. قال وما منا الا يعني الا وقد اتى. لقلبه بعض التطيب لان هذا من الشيطان والشيطان يأتي القلوب فيغريها بما يفسدها ومن ذلك التطيب. ما من وما منا الا يعني ويعرض له ذلك. ولكن الله يذهبه بالتوكل لان حسنة التوكل واتيان العبد بواجب التوكل يذهب عنه كيد الشيطان بالتطير. فالواجب على العبد اذا عرظ له شيء من التشاؤم ان لا ان لا يرجع عما اراد عمله بل يعظم التوكل على الله جل وعلا لان هذه الاشياء التي تحصل لا تدل على الامور المغيبة لانها امور طرأت ووافقت هكذا امام العبد وليس لها اثر فيما يحصل مستقبلا قال ولاحمد من حديث ابن عمرو من ردته الطيرة عن حاجته فقد اشرع هذا الضابط ذكرناه لكم في اول الباب ان ضابط كون الطيرة شركا ان ترد المتطير عن حاجته فاذا لم ترده عن حاجته فانه لم يستأنس لها فلا حرج عليه في ذلك الا ان عظمت في قلبه فربما دخلت في انواع محرمات القلوب. والذي يجب ان يذهبه بالتوكل وتعظيم الرغب فيما عند الله وحسن الظن بالله جل وعلا. قالوا فما كفارة ذلك؟ قال ان تقول اللهم لا خير الا خيرك ولا طير الا طيرك. لا طير الا طيرك يعني لن يحصل الا قضاؤك الذي قضيته او لن يحصل ويقضى الا ما قدرته على العبد. والعلم علم المغيب انما هو عند الله جل وعلا. نعم باب ما جاء في التنجيم. قال البخاري في صحيحه قال قتادة خلق الله هذه النجوم لثلاث زينة للسماء ورجوما وعلامات يهتدى بها. فمن تأول فيها غير ذلك اخطأ واضاع نصيبه. وتكلف ما لا علم له به انتهى. وكره قتادة تعلم منازل القمر ولم يرخص ولم يرخص ابن عيينة فيه ذكره حرب عنهما ورخص في تعلم المنازل احمد واسحاق. وعن ابي موسى قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث لا يدخلون الجنة مدمنوا الخمر ومصدق بالسحر وقاطع الرحم. رواه احمد وابن حبان في صحيحه باب ما جاء في التنجيم يعني في حكم التنجيم وانه منقسم الى جائز ومحرم والمحرم منه نوع من انواع السحر وهو كفر وشرك بالله جل وعلا فالتنجيم هو ادعاء معرفة المغيبات عن طريق النجوم على التنجيم المذموم المحرم الذي هو من انواع الكهانة والسحر وفي ما يتعلمه الناس او فيما هو موجود عند عند الناس وعند الخلق التنجيم ثلاثة انواع الاول التنجيم الذي هو اعتقاد ان النجوم فاعلة مؤثرة بنفسها. وان الحوادث الارظية منفعلة ناتجة عن النجوم وعن ايرادات النجوم وهذا تأليف للنجوم وهو الذي كان يصنعه الصابئة ويجعلون لكل نجم وكوكب صورة وتمثالا و تحل فيها ارواح الشياطين فتأمر اولئك بعبادة تلك الاصنام والاوثان وهذا بالاجماع كفر اكبر وشرك كشرك قوم ابراهيم والنوع الثاني من التنجيم هو ما يسمى علم التأثير وهو الاستدلال حركة النجوم والتقائها واحتراقها وطلوعها وغروبها الاستدلال بذلك على ما سيحصل في الارض سيجعلون حركة النجوم دالة على ما سيقع مستقبلا في الارض والذي يفعل هذه الاشياء ويحسنها يقال له المنجم وهو من انواع الكهان. لان فيه انه يخبر بالامور المغيبة عن طريق الاستدلال حركات الافلاك تحرك النجوم. وهذا النوع محرم وكبيرة من الكبائر. وهو نوع من الكهانة وهي كفر بالله جل وعلا. لان نجوم ما خلقت لذلك وهؤلاء تأتيهم الشياطين فتوحي اليهم بما يريدون وبما سيحصل في المستقبل ويجعلون حركة النجوم دليلا على ذلك وقد ابطل قول المنجمين في اشياء كثيرة من الواقع. ونحو ذلك كما في فتح عمورية في سيدتي ابي تمام المشهورة السيف اصدق انباء من الكتب وغيرها النوع الثالث مما يدخل في اسم التنجيم ما يسمى بعلم التسيير علم التسيير وهو ان يعلم النجوم وحركات النجوم لاجل ان يعلم القبلة والاوقات وما يصلح من الاوقات للزرع وما لا يصلح والاستدلال بذلك على وقت هبوب الرياح وعلى الوقت الذي اجرى فيه سنته انه يحصل فيه من المطر كذا ونحو ذلك. فهذا يسمى علم التسيير. فهذا رخص فيه بعض العلماء وسبب الترخيص فيه انه يجعل النجوم وحركتها والتقائها وافتراقها وطلوعها او غروبها يجعل ذلك وقتا لا يجعله سببا فيجعل هذه النجوم علامة على زمن يصلح فيه كذا وكذا والله جل وعلا جعل النجوم علامات كما قال وعلامات وبالنجم هم يهتدون. فهي علامة على اشياء يحصل طلوع النجم الفلاني يحصل انه بطلوع النجم الفلاني يدخل وقت الشتاء ليس بسبب طلوعه ولكن حين طلع استدللنا بطلوعه على دخول الوقت. والا فهو ليس بسبب لحصول البرد وليس بسبب لحصول الحرب وليس بسبب للمطر وليس بسبب مناسبة غرس النخل او زرع المزروعات ونحو ذلك ولكنه وقت. فاذا كان على ذلك فلا بأس به قولا او تعلما لانه يجعل النجوم وظهورها وغروبها يجعلها ازمنة وذلك مأذون به قال قال البخاري في صحيحه قال قتادة خلق الله هذه النجوم لثلاث. زينة للسماء كما قال جل وعلا وزينا السماء الدنيا بمصابيح وحفظ قال ورجوما للشياطين والايات على ذلك كثيرة قال وعلامات يهتدى بها حيث قال جل وعلا امن يهديكم قال جل وعلا امن يهديكم في ظلمات البر والبحر وقال جل وعلا وعلامات وبالنجم هم يهتدون واه نحو ذلك من الايات فهي علامات يهتدى بها. يهتدى بها على اي شيء او يهتدى بها الى اي شيء يهتدى بها الى الجهات جهة القبلة جهة الشمال جهة الغرب جهة الشرق. يهتدى بها ايضا على الاتجاهات حيث تعرف ان البلد الفلانية باتجاه النجم الفلاني فاذا اراد الساحر ليلا في البر او في البحر يتجه نحو اتجاه هذا النجم في علم انه متجه الى تلك البلدة ونحو ذلك مما اجرى الله سنته به. قال فمن تأول فيها غير ذلك اخطأ واضاع نصيبه وتكلف ما علم له ما لا علم له به وهذا صحيح لان النجوم خلق من خلق الله ولا نفهم سرها الا بما اخبر الله جل وعلا به. فما اخبرنا به اخذناه وما لم نخبر به فلا يجوز ان نتكلف فيه ذلك. ولهذا قال عليه الصلاة والسلام اذا ذكر القدر فامسكوا واذا ذكر اصحابي فامسكوا واذا ذكرت النجوم فامسكوا والمراد هنا بذكر النجوم يعني في غير ما جاه به الدليل. اذا ذكر القدر في غير ما جاءت به الادلة واذا ذكر اصحابي بغير ما جاء به من فضلهم وحسن صحابتهم وسابقتهم ونحو ذلك. من الدليل امسكوا وكذلك اذا ذكرت النجوم وما فيها بغير ما جاء فيه الدليل فامسكوا لان ذلك ذريعة لامور محرمة قال وكره قتادة تعلم منازل القمر ولم يرخص ابن عيينة فيه. ذكره حرب عنهما. ورخص في تعلم المنازل احمد واسحاق. الله جل وعلا جعل القمر منازل كما قال والقمر قدرناه منازل حتى عاد كالعرجون القديم. له ثمانية وعشرون منزلا ينزل في كل يوم منزلة منها. تعلم هذه المنازل هل هو جائز ام لا؟ منعه بعض السلف ورخص فيه طائفة من اهل العلم وهو الصحيح لانه جل وعلا امتن على عباده بذلك. قال والقمر قدرناه منازل لتعلموا عدد السنين والحساب وظاهر ان حصول المنة به في تعلمه وذلك دليل الجواز قال وعن ابي موسى قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة لا يدخلون الجنة مدمن الخمر وقاطع الرحم ومصدق بالسحر ووجه الاستدلال من هذا الحديث قوله ومصدق بالسحر وقد مر معنا ان التنجيم نوع من انواع السحر كما قال عليه الصلاة والسلام من اقتبس شعبة من النجوم فقد اقتبس شعبة من السحر زاد ما زاد واذا صدق بالنجوم فانه مصدق بالسحر والمصدق بالسحر لا يدخل الجنة. قال هنا ثلاثة لا يدخلون الجنة مدمن الخمر وادمان الخمر من الكبائر قال وقاطع الرحم وهي من الكبائر ومصدق بالسحر وهو ايضا من الكبائر مما يدخل في التنجيم في هذا العصر بوضوح مع غفلة الناس عنه ما يكثر في المجلات من مما يسمونه البروج يضعون صفحة او اقل منها في الجرايد يجعلون عليها رسم بروج السنة برج الاسد والعقرب والثور الى اخره ويجعلون امام كل برج ما سيحصل فيه. فاذا كان المرء او المرأة مولودا في ذلك البرج يقول سيحصل لك في هذا الشهر كذا وكذا وكذا وهذا هو التنجيم الذي هو التأثير الاستدلال بالنجوم والبروج على التأثير في الارض وعلى ما سيحصل في العرب وهو نوع من الكهانة ووجوده في المجلات وفي الجرايد على ذلك النحو وجود للكهان فيها فهذا يجب انكاره انكارا للشركيات ولادعاء معرفة الغيب وللسحر وللتنجيم لان التنجيم من السحر كما ما ذكرنا يجب انكاره على كل صعيد. ويجب ايضا على كل مسلم ان لا يدخله بيته وان لا يقرأه ولا يطلع عليه. لانه ان رأى تلك البروج وما فيها ولو ان يعرف ذلك معرفة فانه يدخل في النهي من جهة انه اتى الى الكاهن غير منكر له فاذا اتى لهذه البروج وهو يعرف البرج الذي ولد فيه. ولكن يقول ساطلع ماذا قالوا عني او ماذا قالوا عما سيحصل لمن ولد في هذا البرج فانه يكون كمن اتى كاهنا فسأله فانه لا تقبل له صلاة اربعين ليلة واذا اتى وقرأ وهو يعلم برجه الذي ولد فيه او يعلم البرج الذي يناسبه وقرأ ما فهذا سؤال فاذا صدقه به فقد كفر بما انزل على محمد. وهذا يدلك على غربة التوحيد بين اهله وغربة فهم حقيقة هذا الكتاب كتاب التوحيد حتى عند اهل الفطرة واهل هذه الدعوة فانه يجب ذلك على كل صعيد والا يؤثم المرء نفسه ولا من في بيته بادخال شيء من الجرائد التي فيها ذلك في لان هذا معناه ادخال للكهنة الى البيوت وهذا والعياذ بالله من الكبائر. فواجب انكار ذلك تمزيقه والسعي فيه بكل سبيل حتى يدحر اولئك لان اهل التنجيم اهل البروج اولئك هم من الكهنة والتنجيم له معاهد معمورة في لبنان وفي غيرها يتعلم فيها الناس حركة النجوم وما سيحصل بحسابات معروفة وجداول معينة ويخبرون بانه ما البرج الفلاني يعني من اهل البرج الفلاني فانه سيحصل كذا وكذا عن طريق تعلم وهمي يغرهم به رؤوسهم وكهانهم. فالواجب على طلبة العلم ان يسعوا في تقصير الناس في ذلك في الكلمات وبعد الصلوات وفي خطب الجمعة لان هذا مما كثر البلاء به والانكار فيه قليل والتنبيه عليه ضعيف. والله المستعان. نعم