حقا لغير اهله او ميراث او بعقد نسبة او بزواج ونحو ذلك فان الناس مؤتمنون على انسابهم. اما اذا كان له اثر فلابد من الاثبات سيما اذا كان مخالفا لما هو شائع متوافر عند الناس المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد بن ابراهيم بن عبداللطيف ال الشيخ. شروحات كتب الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله شرح كتاب التوحيد الدرس العشرون. جاء في الاستشقاء بالانوار وقول الله تعالى وتجعلون رزقكم انكم تكذبون. وعن ابي مالك الاشعري رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اربع في امتي من امر الجاهلية لا يتركونهن الفخر وبالاحساب والطعن في الانساب والاستسقاء بالنجوم والنياحة. وقال النائحة اذا لم تتب النائحة اذا لم تتب قبل وفيها تقام يوم القيامة وعليها سربال من قطران ودرع من جرز رواه مسلم. ولهما عن زيد بن خالد رضي الله عنه قال صلى لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الصبح بالحديبية على اثر سماء كانت من الليل. فلما انصرف اقبل على الناس قال هل تدرون ماذا قال ربكم؟ قالوا الله ورسوله اعلم. قال قال من اصبح من عبادي مؤمن بي وكافر. فاما من قال مطرنا بفضل الله ورحمته فذلك مؤمن بي كافر بالكوكب. واما من قال مطرنا بنوء كذا وكذا فذلك كافر لي مؤمن بالكوكب ولهما من حديث ابن عباس بمعناه. وفيه قال بعضهم لقد صدق نوء كذا وكذا. فانزل الله هذه الاية فلا اقسم بمواقع النجوم وانه لقسم لو تعلمون عظيم انه لقرآن كريم في كتاب مكنون لا يمسه الا هارون تنزيل من رب العالمين افبهذا الحديث انتم مدهنون وتجعلون رزقكم انكم تكذبون هذا باب ما جاء في الاستسقاء بالانواع والاستسقاء بالانواع هو نسبة السقيا الى الانواع والانواع هي النجوم يقال للنجم نوم العرب والجاهليون كانوا يعتقدون ان النجوم والانواع سبب في نزول المطر فيجعلونها اسبابا ومنهم هم طائفة قليلة من يجعل النوع والنجم هو الذي يأتي بالمطر. كما ذكرت لك في حال الطائفة الاولى من المنجمين الذين يجعلون المفعولات منفعلة عن النجوم وعن حركتها فقوله رحمه الله باب ما جاء في الاستسقاء بالانواع يعني ايه باب ما جاء في نسبة السقيا الى النوم وعبر بلفظ الاستسقاء لانه جاء في الحديث والاستسقاء بالنجوم ومناسبة هذا البعض لما قبله من الابواب ان الاستسقاء بالانواع نوع من التنجيم لانه نسبة الى الندم ذلك ايضا من السحر لان التنجيم من السحر بمعناه العام. ونسبة ذلك الى او مناسبة ذلك لكتاب التوحيد ان الذي ينسب السقيا والفظل والنعمة الذي اتاه حينما جاءه المطر ينسب ذلك الى النوم والى النجم هذا ملتفت قلبه عن الله جل وعلا الى غيره. ومتعلق قلبه بغيره وناسب النعم الى غير الله جل وعلا. ومعتقد ان النجوم اسباب لهذه المسببات من نزول المطر ونحوه وهذا مناف لكمال التوحيد فان كمال التوحيد الواجب يوجب على العبد ان ينسب النعم جميعا الى الله وحده. والا ينسب شيء منها الى غير ولو كان ذلك الغير سببا فينسب النعمة الى مفتيها ولو كان من اجرى الله على يديه تلك النعم سببا من الاسباب فانه لا ينسبها الى غير الله جل وعلا كيف وان النجوم ليست بسبب اصلا. ففي ذلك نوعان من التعدي. اولا انها ليست لاسباب والثاني ان تجعل اسبابا لم يجعلها الله جل وعلا اسبابا وتنسب النعم والفضل والسقيا اليها وهذا مناف لكمال التوحيد وكفر اصغر بالله جل وعلا قال وقول الله تعالى وتجعلون رزقكم انكم تكذبون. قال علماء التفسير معنى هذه الاية وتجعلون شكرا رزقكم شكرا ما رزقكم الله من النعم ومن المطر انكم تكذبون بان النعمة من عند الله بنسبتها لغير الله جل وعلا تارة بنسبتها الى الانواع او بنسبتها الى غير الله جل وعلا. والواجب شكرا عن الله جل وعلا وشكرا لله جل وعلا على ما رزق وانعم وتفضل ان ان تنسب النعم جميعا الى الله وان ينسب الفضل الى الرب وحده دون ما سواه قال وعن ابي ما لك الاشعري رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اربع في امتي من امر الجاهلية لا يتركونهن قولهم من امر الجاهلية هذا دليل على ذمها وانها من شعب الجاهلية. ومن المعلوم ان شعب الجاهلية جميعا مطلوب من هذه الامة ان تبتعد عنها لان خصال اهل الجاهلية مذمومة كما جاء في صحيح البخاري من حديث ابن عباس ان النبي عليه الصلاة والسلام قال ابغض الرجال الى الله ثلاثة ملحد في الحرم ومطلب دم امرئ بغير حق ليهريق دمه ومبتغ في الاسلام سنة الجاهلية. فكل شعبة من شعب اهل الجاهلية اذا ارجعت الى اهل الاسلام بعد ان انقذهم الله من ذلك. ببعثة النبي عليه الصلاة والسلام وظهور القرآن والسنة وبيان الاحكام فانه مبتغ في الاسلام سنة الجاهلية وهو من ابغض الرجال الى الله جل وعلا اذا قوله من امر الجاهلية هذا دليل الذنب وليس الاخبار بانها باقية دليل الاباحة. قال لا الفخر بالاحساب يعني على وجه التكبر والرفعة والطعن في الانساب طعن في نسب فلان وفلان والتكذيب بنشر فلان وفلان من غير دليل شرعي ومن غير حاجة شرعية فان القاعدة التي الامام مالك وغيره من اهل العلم ان الناس مؤتمنون على انسابهم. فاذا كان لا يترتب على ذكر النسب وان فلانا ينتسب الى ال فلان او الى القبيلة الفلانية اذا لم يترتب عليه اثر شرعي من اعطاء فالطعن في الانساب من امور الجاهلية. قال والاستسقاء بالنجوم وهو نسبة السقيا الى النجوم. ويشمل ايضا قوله الاستسقاء بالنجوم يرحمك الله يشمل ما هو اعظم من ذلك وهو ان تطلب السقيا من النجم كحال الذين يعتقدون ان الحوادث العرضية تحصل بالنجوم نفسها وان النجوم هي التي تحدث المقدرات الارظية والمنفعلات الارظية يومين قال والنياحة ثم قال النائحة اذا لم تتب قبل موتها تقام يوم القيامة وعليها سربال من قطران ودرع من جرب رواه مسلم النياحة من الكبائر وهي رفع الصوت عند المصيبة وشق الجيب ونحو ذلك. وهي منافية الصبر الواجب ومن خصال الجاهلية. قال ولهما عن زيد بن خالد رضي الله عنه قال صلى لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الصبح بالحديدة على اثر سماء كانت من الليل فلما انصرف اقبل على الناس فقال هل تدرون ماذا ماذا قال ربكم؟ قالوا الله ورسوله قوله اعلم قال قال اصبح من عبادي مؤمن بي وكافر. فاما من قال مطرنا بفظل الله ورحمته فذلك مؤمن بي كافر بالكوكب واما من قال مطرنا بنوء كذا وكذا فذلك كافر بي مؤمن بالكوكب قوله على اثر سماع كانت من الليل على اثر سماء يعني مطر. المطر يطلق عليه سماء لانه يأتي من جهة العلو ويقال له سما كما قال الشاعر اذا نزل السماء بارض قوم رأيناه وان كانوا غظابا يعني اذا نزل المطر. قال فلما انصرف يعني من صلاة الصبح اقبل على الناس. فقال هل تدرون ماذا قال ربكم قالوا الله ورسوله اعلم. هذه من الكلمات التي تقال في حياته عليه الصلاة والسلام. وبعد وفاته عليه الصلاة والسلام فاذا سئل المرء اما لا يعلم فليقل لا ادري او فليقل الله اعلم ولا يقل الله ورسوله اعلم لان ذكر علم النبي عليه الصلاة والسلام مقيد بحياته الشريفة عليه الصلاة والسلام قال قال اصبح من عبادي مؤمن لي وكافره هنا قسم العباد الى قسمين مؤمن بالله جل وعلا وهو الذي نسب هذه النعمة واضافها الى الله جل وعلا وشكر الله عليها وعرف عن من عند الله شكر ذلك الرزق وحمد الله واثنى عليه به والصنف الثاني وكافر ولفظ كافر اسم فاعل الكفر او اسم من قام به الكفر. وهذا قد يصدق على الكفر الاصغر او الكفر الاكبر. فهم انقسموا الى مؤمنين والى كافرين. والكافرون منهم من كفر كفرا اصغر. ومنهم من كفر كفرا اكبر. الذي كفر كفرا اصغر هو الذي قال مطرنا بنوء كذا وكذا يعتقد ان النوع والنجم والكوكب سبب في المطر. فهذا كفره كفر اصغر لانه هذا التشريك والاستقلال ولكنه جعل ما ليس سببا سببا. ونسب النعمة الى غير الله فقوله من اقوال اهل الكفر وهو كفر اصغر بالله جل وعلا كما قال العلماء والصنف الثاني كافر الكفر الاكبر وهو الذي اعتقد ان المطر اثر من ار الفواكه والنجوم وانها هي التي تفضلت بالمطر. وهي التي تحركت بحركة لما اليها عابدوها فانزلت المطر اجابة لدعوة عابدين. وهذا كفر اكبر بالاجماع لانه اعتقاد ربوبية والهية غير الله جل وعلا قال فاما من قال مطرنا بفظل الله ورحمته فذلك مؤمن بي كافر بالكوكب لانه نسب النعمة لله وحده نسبة النعمة لله وحده دلت على ايمانه قال واما من قال مطرنا بنوء كذا وكذا فذلك كافر بي مؤمن بالكوكب وكما ذكرت لك الباب في مطرنا بنوء كذا ان كانت للسببية لان الباء تأتي للسبب مطرنا بسبب نو كذا وكذا فهذا كفر اصغر وعما اذا كان المراد ان النوء هو الذي اتى بالمطر اجابة لدعوة عابديه او لرحمته بالناس هذا كفر اكبر بالله جل جلاله قال ولهما من حديث ابن عباس معناه وفيه قال بعضهم لقد صدق نوب كذا وكذا فانزل الله هذه الاية الا اقسم مواقع النجوم الى قوله وتجعلون رزقكم انكم تكذبون. وهذا ظاهر. نعم باب قول الله تعالى ومن الناس من يتخذ من دون الله اندادا يحبونهم كحب الله هنا تنبيه في هذه المسألة وهو ما يحصل احيانا من بعض الناس من انهم يقولون في الوسم مثلا يأتي مطر والوسم جاء معناه انه يأتي مطر ونجم سهيل طلع فسيحصل كذا ونحو ذلك فهذا القول بما علمت له حالات. الحالة الاولى ان يقول ذلك لاجل ان النجم او البرج الذي اتى هو زمن جعل الله سنته فيه انه يأتي فيه المطر فاذا كان هذا القول بان الوسم جاء معناه هذا وقت المطر. وان شاء الله بيجي مطر ونحو ذلك فهذا جعل للوشم زمنا وهذا جائز واما اذا قال في ذلك الوسم جاء بيأتي المطر او طلع النجم الفلاني بيأتينا كذا وكذا بجعل هذا الفصل او ذلك برد او ذلك النجم سببا فهذا كفر و نسبة من نعمة لغير الله واعتقاد تأثير اشياء لا تأثير لها. فينبغي ان يفرق بين ما يستعمله العوام فيما فيه ان المطر والبرد والصيف ونحو ذلك في تعلقه بالنجوم تعلق زمن ووقت وظرف وما بين نسبة اهل السنة والضلال الافعال للنجوم اما استقلالا واما على وجه التسبب باب قول الله تعالى ومن الناس من يتخذ من دون الله اندادا يحبونهم كحب الله. وقوله والان كان اباؤكم واخوانكم وازواجكم وعشيرتكم واموال اقترفتموها وتجارة تخشون كسادها ومساكن ترضونها احب اليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله فتربصوا حتى يأتي الله بامره عن انس ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا يؤمن احدكم حتى اكون احب اليه من ولده ووالده والناس والناس اجمعين اخرجاه ولهما عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الايمان ان يكون الله ورسوله احب اليه مما سواهما ان يكون الله ورسوله احب اليه مما سواهما. وان يحب المرء لا يحبه الا لله. وان يكره ان يعود في الكفر بعد اذ انقذه الله منه كما يكره ان يقذف في النار وفي رواية لا يجد احد حلاوة الايمان حتى الى اخره. وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال من احب في الله وابغض في الله ووالى في الله وعاد في الله فانما تنال ولاية الله بذلك. ولن يجد عبد طعم الايمان وان كثرت صلاته وصومه حتى يكون كذلك وقد صارت عامة مؤاخاة الناس على امر الدنيا وذلك لا يجدي على اهله شيئا رواه ابن جرير. وقال ابن عباس في قوله تعالى وتقطعت بهم الاسباب قال المودة هذا الباب والابواب التي بعده فروع من الامام الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله في ذكر العبادات القلبية وما يجب من ان تكون تلك العبادات لله جل وعلا هذا في ذكر واجبات التوحيد ومكملاته وبعض العبادات القلبية وكيف يكون افراد الله جل وعلى بها وابتدعها بباب المحبة وان العبد يجب ان يكون الله جل وعلا احب اليه من كل شيء حتى من نفسه وهذه المحبة المراد منها محبة العبادة وهي المحبة التي فيها تعلق بالمحبوب بما يكون معه امتثال للامر رغبة واختيارا ورغد الى المحبوب واجتناب النهي رغبة واختيارا فمحبة العبادة هي المحبة التي تكون في القلب يكون معها الرغب والرهق. يكون معها الطاعة. يكون معها السعي في مرض المحبوب والبعد عما لا يحب المحبوب والموحد ما اتى للتوحيد الا بشيء وقر في قلبه من محبة الله جل وعلا. لانه دلته ربوبية الله جل وعلا انه الخالق وحده وانه ذو الملكوت وحده وانه ذو الفضل والنعمة على عباده وحده من انه محبوب انه يجب ان يحب واذا احب واذا احب العبد ربه فانه يجب عليه ان يوحده بافعال العبد ان يوحد الله بافعاله يعني افعال العبد حتى يكون محبا له على الحقيقة لذلك نقول المحبة التي هي من العبادة هي المحبة التي يكون فيها اتباع للامر والنهي ورغب ورهب ولهذا قال طائفة من اهل العلم المحبة المتعلقة بالله ثلاثة انواع محبة الله على النحو الذي وصفنا هذا نوع من العبادات الجليلة ويجب افراد الله جل وعلا بها والنوع الثاني محبة في الله وهو ان يحب الرسل في الله عليهم الصلاة والسلام وان يحب الصالحين في الله يحب في الله وان يبغض في الله والنوع الثالث محبة مع الله وهذه محبة المشركين لالهتهم فانهم يحبونها مع الله جل وعلا فيتقربون الى الله رغبا ورهبا نتيجة محبة الله ويتقربون الى الالهة رغبا ورهبا نتيجة لمحبتهم لتلك الالة ويتضح المقام بتأمل حال المشركين وعبدة الاوثان وعبدة القبور في مثل هذه الازمنة فانك تجد المتوجه لقبر الولي في قلبه من محبة ذلك الولي وتعظيمه ومحبة سدنة ذلك القبر ما يجعله في رغب ورهب وفي خوف وفي طمع وفي اجلال حين يعبد ذلك الولي او يتوجه اليه بانواع العبادة لاجل تحصيل فهذه هي محبة العبادة التي صرفها لغير الله جل وعلا شرك اكبر به بل هي عماد الدين. بل هي عماد صلاح القلب. فان القلب لا يصلح الا بان يكون محبا لله جل وعلا وان تكون محبته لله جل وعلا اعظم من كل شيء. فالمحبة محبة الله وحده هذه يعني محبة العبادة هذه من اعظم انواع العبادات وافراد الله بها واجب والمحبة مع الله محبة العبادة هذه شركية من احب غير الله جل وعلا معه محبة العبادة فانه مشرك بالشرك الاكبر بالله جل وعلا. هذه الانواع الثلاثة هي المحبة المتعلقة بالله. اما النوع الثاني من انواع المحبة وهي المحبة المتعلقة بغير الله من جهة المحبة الطبيعية وهذا اذن فيه الشرع وجائز لان المحبة فيها ليست محبة العبادة والرغب والرهب الذي هو من العبادة وانما هي محبة للدنيا وذلك كمحبة الوالد لولده والولد لوالده والرجل لزوجته والاقارب لاقربائهم و التلميذ لشيخه والمعلم ابنائه ونحو ذلك من الاحوال. هذه محبة طبيعية لا بأس بها. بل الله جل وعلا جعلها غريزة قال الامام رحمه الله باب قول الله تعالى ومن الناس من يتخذ من دون الله اندادا يحبونهم كحب الله قوله ومن الناس من يتخذ من دون الله اندادا اندادا يعني اشباها ونظراء واكفاء يعني يساوونه في المحبة. لهذا قال يحبونهم كحب الله واحد وجهي التفسير في قوله يحبونهم كحب الله يعني يحب المشركون الاندادا كحب المشركين لله والوجه الثاني من التفسير ان قوله يحبونهم كحب الله معناه يحب المشركون الانداد كحب المؤمنين لله والوجه الاول اظهر والكاف فيه هنا في قوله كحب الله بمعنى مثل يعني يحبونهم مثل حب الله. وهي كافر المساواة ومثلية المساواة. ولهذا قال جل وعلا في سورة الشعراء مخبرا عن اهل النار تالله ان كنا لفي ضلال مبين اذ نسويكم برب العالمين. قال العلماء سووهم رب العالمين في المحبة بدليل هذه الاية ولم يسووهم برب العالمين بالخلق والرزق وافراد الربوبية قال وقوله قل ان كان اباؤكم وابناؤكم الى قوله احب اليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله. فتربصوا حتى يأتي الله بامره هذا يدل على ان محبة الله جل وعلا واجبة. وان كون محبة الله وان محبة الله يجب ان تكون فوق كل محبوب. وان يحب الله اعظم من محبته لاي شيء. قال جل وعلا قل ان كان ابائكم وابناؤكم الى ان قال احب اليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله فتربصوا حتى يأتي الله بامره وهذا وعي ليدل على ان تقديم محبة غير الله على محبة الله كبيرة من الكبائر و محرم من المحرمات لان الله توعد عليه وحكم على فاعله بالفسق والضلال فالواجب لتكميل التوحيد ان يحب العبد الله ورسوله فوق كل محبوب. ومحبة النبي عليه والسلام هي محبة في الله. ليست محبة مع الله بل هي محبة في الله. لان الله هو الذي امرنا بحب النبي عليه الصلاة والسلام ومحبته اذا في الله يعني في بالله لاجل محبة الله فان من احب الله جل وعلا احب رسله. قال عن انس ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا احدكم حتى اكون احب اليه من ولده ووالده والناس اجمعين. قوله لا يؤمن احدكم يعني الايمان الكامل وقوله حتى اكون احب اليه من ولده ووالده والناس اجمعين يعني ان يكون محابي مقدمة على محاب غيري فحتى اكون في نفسه احب اليه واعظم في نفسه من ولده ووالده والناس اجمعين وفي حديث عمر المعروف انه قال للنبي عليه الصلاة والسلام الا من نفسي فقال يا عمر حتى اكون احب اليك من نفسك؟ فقال عمر انت الان احب الي من نفسي قال فالان يا عمر يعني كملت الايمان. فقوله لا يؤمن احدكم يعني الايمان الكامل حتى محبة النبي عليه الصلاة والسلام على محبة الولد والوالد والناس اجمعين. ويظهر هذا بالعمل. فاذا كان يقدم المحاب هؤلاء على ما فيه مرضاة الله جل وعلا وعلى ما امر به عليه الصلاة والسلام فان محبته للنبي عليه الصلاة والسلام تكون ناقصة لان المحبة محركة. كما قال شيخ الاسلام في كتابه قاعدة في المحبة يقول المحبة وهي التي تحرك الذي يحب الدنيا يتحرك الى الدنيا والذي يحب العلم يتحرك للعلم. الذي يحب الله جل وعلا محبة عبادة ورغب ورهب يتحرك طالبا لمرضاته ويتحرك مبعدا عما فيه مساخط الرب جل وعلا كذلك الذي يحب النبي عليه الصلاة والسلام على الحقيقة فانه الذي يسعى في اتباع سنته وفي امتثال امره وفي اجتناب نهيه والاهتداء بهدي به والاقتداء بسنته عليه الصلاة والسلام قال ولهما عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الايمان ان يكون الله ورسوله احب اليه مما سواهما وان يحب المرء لا يحبه الا لله وان يكره ان يعود في الكفر بعد اذا نقذه الله منه كما يكره ان يقذف في النار. والاستدلال به ظاهر على ان محبة الله ورسوله يجب ان تكون مقدمة على محبة ما سواهما وانها من كمال الايمان وان العبد لن يجد كمال الايمان الا بذلك قال وفي رواية لا يجد احد حلاوة الايمان حتى الى اخره. المقصود بالحلاوة هنا الحلاوة الناتجة عن تحصيل كماله لان الايمان له حلاوة حلاوة توجد في الروح وكلما سعى العبد في ايمانه كلما اشتد وجده لهذه الحلاوة واشتد شعوره بتلك الحلاوة واللذة التي تكون في القلب. قال وعن ابن عباس قال من احب في الله وابغض في الله ووالى في الله وعاد في الله. فانما تنال ولاية الله بذلك هذه محبة في الله راجعة الى الامر والنهي وهي من اقسام المحبة احب في الله يعني كانت محبته لذلك المحبوب لاجل امر الله. ابغض في الله يعني كان بغضه لذلك المبغض لاجل ان لله ووالى في الله كانت موالاته لعقد للعقد الذي بينه وبين ذاك في الله جل وعلا من اخوة ايمانية قال وعادا في الله يعني لما حصل بينه وبين ذاك الذي خالف امر الله اما بكفر او بمال دونه. قال فانما تنال ولاية الله بذلك يعني انما يكون العبد وليا من اولياء الله بهذا الفعل وهو ان يوالي في الله ان يعادي في الله جل وعلا. والولاية بالفتح هي المحبة والنصرة ولا ولاية يعني احب محبة ونصر نصرة واما الولاية بالكسر فهي الملك والامارة قال جل وعلا هنالك الولاية لله الحق يعني المحبة والنصرة انما هي لله جل وعلا وليست غيرك والولاية بالكسر هي الامارة ونحو ذلك. فقوله فانما تنال ولاية الله. لذلك يعني تنال محبة الله الله ونصرته بذلك بان يأتي بمحبة الله والبغظ في الله. قال ولن يجد عبد طعم الايمان وان كثرت صلاته وصومه حتى يكون كذلك وقد صارت عامة مؤاخاة الناس على امر الدنيا وذلك لا يجدي على اهله شيئا. المؤاخاة والمحبة في الدنيا هذه تراد للدنيا والدنيا قصيرة زائلة وانما يغتر بها اهل الغرور. واما اهل المعرفة بالله علمي بالله واهل كمال توحيده واهل اتمام الايمان وتحقيق التوحيد فانما تكون محابهم ومشاعرهم القلبية و انواع العلوم والمعاني التي تكون في القلب وانواع العبادات والمقامات والاحوال التي تكون في القلب يكون ذلك يكون ذلك كله تبعا لامر الله ونهيه ورغبة في الاخرة. اما الدنيا فلها اهلنا وهي مرتحلة عنهم وهم مقبلون على لاخرتهم ولذلك لن تجدي المحبة في الدنيا على اهلها شيئا انما الذي يجدي هو الحب في الله رغب في الاخرة. قال وقال ابن عباس في قوله وتقطعت بهم الاسباب. قال المودة لان المشركين كانوا يشركون الهتهم ويحبونها ويظنون انها ستشفع لهم يوم القيامة لاجل مودتهم لها ومحبتهم لها وستتقطع تلك الاسباب وتلك الحبال المدعاة الموهومة يوم القيامة ولن يجدوا نصيرا. والله جل جلاله قال وتقطعت بهم الاسباب يعني كل ما ظنوه سببا نافعا ينفعهم عند الله فانه سينقطع يوم القيامة اذ تبرأ الذين اتبعوا من الذين اتبعوا ورأوا العذاب وتقطعت بهم الاسباب. نعم