المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد بن ابراهيم بن عبداللطيف ال الشيخ. شروحات كتب الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله شرح كتاب التوحيد الدرس السادس والعشرون. باب قول الله تعالى فلا تجعلوا لله اندادا وانتم تعلمون. قال ابن عباس رضي الله عنه ما فيها في الاية الانداد هو الشرك اخفى من دبيب النمل على صفاة سوداء في ظلمة الليل وهو ان تقول والله يا فلان وحياتي وتقول لولا كليبة هذا لاتاها اللصوص. ولولا البط في الدار لاتى اللصوص. وقول الرجل لصاحبه ما شاء الله وشئت. وقول وقول الرجل لولا الله وفلان لا تجعل فيها فلانا هذا كله شرك. رواه ابن ابي حاتم وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من حلف بغير الله فقد كفر او اشرك رواه الترمذي وحسنه وصححه الحاكم. وقال ابن مسعود لان احلف بالله كاذبا احب الي من ان احلف بغيره صادقا. وعن حذيفة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا تقولوا ما شاء الله وشاء فلان ولكن قولوا ما شاء الله ثم شاء رواه ابو داوود بسند صحيح. وجاء عن ابراهيم النخعي انه يكره ان يقول اعوذ بالله وبك. ويجوز ان يقول الله ثم بك قال ويقول لولا الله ثم فلان ولا تقولوا لولا الله وفلان هذا باب قول الله تعالى فلا تجعلوا لله اندادا وانتم تعلمون فيه بيان ان هناك الفاظا فيها التمديد والتنديد معناه ان تجعل غير الله ندا له فيكون التنديد في نسبة النعم الى غير الله ويكون التنديد في الحلف بغير الله ويكون التنديد في قول ما شاء الله وشاء فلان وغير ذلك من الالفاظ فهذا الباب فيه بيان ان التنديد يكون في الالفاظ والتمديد هنا المراد به التنديد الاصغر الذي هو شرك اصغر في الالفاظ. وليس التمديد كامل الذي هو الشرك الاكبر وقوله جل وعلا فلا تجعلوا لله اندادا وانتم تعلمون. هذا عام يشمل اتخاذ الامداد في الشرك الاكبر اتخاذ الانداد بالشرك الاكبر ويشمل ايضا اتخاذ الانداد بانواع الاشراك التي دون الشرك الاكبر لان قوله اندادا هذا يعم جميع انواع التمديد. والتنديد منه ما هو مخرج من الملة ومنه ما لا يخرج من الملة. ولهذا ساق عن ابن عباس انه قال الانداد هو الشرك اخفى من دبيب النمل. فجعل مما يدخل في هذه الاية الشرك الخفي او شرك الالفاظ التي تخفى على كثير من الناس. و مناسبة هذا الباب لكتاب التوحيد ظاهرة من ان حقيقة التوحيد الا يكون في قلبي الا الله جل وعلا والا يتلفظ بشيء فيه جعل غير الله جل وعلا فيه جعل غير الله جل وعلا شريكا له او ندا له. كمن حلف بغير الله او كمن قال ما شاء الله وشاء فلان او لولا كليبة هذا لاتانا اللصوص ونحو هذه الالفاظ الاول ظاهر وهو تبع للباب قبله يعني كلام ابن عباس على الاية ثم قال في اخره لا تجعل فيها فلانا هذا كله به شرك. يعني لا تقل لولا الله وفلان. قل لولا الله لحصل كذا هذا هو الاكمل الذي ينبغي في استعمال هذه الالفاظ ان تنسب الى الله فظهر لنا هنا ان ثمة درجتين جائزة لا يجوز وهاتان الدرجتان الاولى هي الكاملة وهي ان يقول لولا الله لما حصل كذا والجائز ان يقول لولا الله ثم فلان لما حصل كذا هذي جائزة وهي توحيد لجعله مرتبة فلان نازلة عن مرتبة نعمة الله جل وعلا او انعام الله ولكن هذا ليس هو الكمال ولهذا قال ابن عباس هنا لا تجعل فيها فلانا لان الكمال ان تقول لولا الله لاتنا اللصوص لولا نعمة الله لما حصل كذا لولا فضل الله لما حصل كذا هذه هي المرتبة الكاملة والجواز ان تقول لولا الله ثم فلان واما الذي لا يجوز والذي قال فيه ابن عباس كله به شرك ان يقول لولا الله وفلان بالواو. لان الواو تفيد التشريك بين المعطوف والمعطوف عليه. دون تراخ في المرتبة اما ثم فتفيد التراخي في المرتبة او التراخي في الزمن على ما هو معلوم في هذا المبحث في حروف المعاني من النحو فلهذا صار قول القائل لولا الله وفلان شرك او ما شاء الله وشاء فلان ان هذا شرك اصغر والواجب كان يقول لولا الله او ان يقول ما شاء الله وحده كما سيأتي في باب بعد ذلك فاذا تحصل لنا ان الكمال ان ينسب ذلك الى الله جل وعلا وان الجائز ان يقول لولا الله ثم فلان قال وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من حلف بغير الله فقد كفر او اشرك. رواه الترمذي وحسنه وصححه الحاكم من حلف بغير الله يعني عقد اليمين بغير الله جل وعلا. فقد كفر او اشرك واليمين هي تأكيد الكلام لمعظم به بين المتكلم والمخاطب يؤكد الكلام بمعظم به. باحد حروف القسم الثلاثة. الواو او الباء او التاء فاليمين او الحلف يكون بتأكيد الكلام بمعظم به بالواو او بالباء او بالتاء والواجب الا يؤكد الكلام الا بالله جل وعلا لان المعظم على الحقيقة هو الله جل وعلا. واما البشر فليسوا بمعظمين بحيث يحلف بهم وانما ربما عظموا بشيء يناسب ذاتهم. تعظيم البشر اللائق. اما التعظيم الذي يصلوا الى حد ان يحلف به فهذا انما هو لله جل وعلا. فاذا الواجب الا يؤكد الكلام الا بالله جل وعلا اذا اراد الحلف. اذا اراد ان يكون حالفا فليحلف بالله فليؤكد الكلام بالله جل وعلا باستخدام احد الاحرف الثلاثة الواو او الباء او التاء. واما اذا استخدم غير هذه الاحرف كلفظ فيه ونحو ذلك فانه لا يعد حلفا الا ان كان في قلبه انه يمين ولكنه اخطأ التعبير فالعبرة ما في النفس من المعاني و اما ما في اللفظ فانه في هذا المقام يؤول الى ما في القلب. لهذا قال هنا من حلف بغير الله فقد كفر او اشرك. لماذا كفر او اشرك؟ لانه عظم هذا المخلوق كتعظيم الله جل وعلا في الحلف به وكفره وشركه شرك اصغر وقد يصل الى ان يشرك بالحلف شركا اكبر اذا عظم المحلوف به كتعظيم لله جل وعلا في العبادة فاذا صار حقيقة الحلف بغير الله انه تعظيم لذلك المحلوف به. في الحلفين فان انضاف الى ذلك ان المحلوف به معظم في العبادة صار شركا اكبر كحلف الذين يعبدون الاوثان باوثانهم فانه شرك اكبر لانه يعظم ذلك الوثن او ذلك القبر او تلك البقعة او ذلك المشهد او ذلك الولي يعظمه كتعظيم الله في العبادة. فيكون حلفه حلف فيكون حلفه حلفا به في العبادة. فاذا صار هنا الشرك الاصغر حاصل بمجرد الحلف بغير الله. فكل من حلف بغير الله فهو مشرك الشرك اصغر قد يصل في بعض الاحوال الى ان يكون مشركا الشرك الاكبر اذا كان يعبد هذا الذي حلف به. وهناك يمين بغير الله في اللفظ فهذه ايضا شرك ولو لم يعقد القلب اليمين. كمن يكون دائما على لسانه استعمال الحلف بالنبي او بالكعبة او بالامانة او بولي ونحو ذلك وهو لا يريد حقيقة اليمين وانما يجري على لسانه مجرى اللغو هذا ايضا شرك لانه تعظيم لغير الله جل وعلا قال وقال ابن مسعود لان احلف بالله كاذبا احب الي من ان احلف بغيره صادقا. هذا لاجل عظم الحلف بغير الله جل وعلا وان الحلف بغير الله شرك. واما الكذب فانه كبيرة والشرك الاصغر هذا اعظم من الكبائر. فلهذا استحب ان يكذب مع التوحيد. والا يصدق مع الشرك. لان حسنة التوحيد اعظم من سيئة الكذب. ولان سيئة الشرك اشنع من سيئات الكذب قال وعن حذيفة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم لا تقولوا ما شاء الله وشاء فلان ولكن قولوا ما شاء الله ثم شاء فلان رواه ابو داوود بسند صحيح. هذا من جهة الارشاد الى ما ينبغي ان يقال. فلا تجعل مشيئة العبد مقارنة مشتركة مع مشيئة الله بل الواجب ان ينزه العبد لفظه حتى يعظم الله جل وعلا. والقلب المعظم لله جل وعلا لا يمكن ان يستعمل لفظا فيه جعل لمخلوق في مرتبة الله جل وعلا في المشيئة او في الحلف او في الصفات ونحو ذلك. لهذا قال لا تقولوا ما شاء الله وشاء فلان. وهذا النهي للتحريم لان هذا التشريك في المشيئة هذا شرك اصغر بالله جل وعلا قال ولكن قولوا ما شاء الله ثم شاء فلان لان ثم تفيد التراخي في المشيئة وهذا لان مشيئة العبد تبع لمشيئة الله جل وعلا. قال تعالى وما تشاؤون الا ان يشاء الله رب العالمين فمشيئة العبد ناقصة ومشيئة الله كاملة. قال وجاء عن ابراهيم النخعي انه يكره اعوذ بالله كاف اعوذ بالله وبك لان الواو تقتضي التشريك في الاستعاذة والاستعاذة كما ذكرنا لها جهتان. جهة ظاهرة وجهة باطنة. اما الجهة الباطنة وهي الالتجاء والاعتصام والرغب والرهب واقبال القلب على المستعاذ به. فهذا لا تصلحوا الا لله الاعتماد في الاستعاذة على المخلوق فيما اقدره الله عليه هذا جائز لان الاستعاذة بالمخلوق ظاهرة فيما اقدره الله عليه ظاهرا هذا جائز. لهذا كان يكره ان يقول اعوذ بالله وبك والكراهة في اعمال السلف يراد منها غالبا المحرم وقد ترد لغير المحرم ولكن يستعملونها فيما لا نص فيه ومجيء الكراهة بمعنى تحريم مجيء الكراهة بمعنى التحريم في القرآن في قوله تعالى لما ذكر الكبائر في سورة الاسراء كل ذلك كان سيئه عند ربك مكروها وفي القراءة الاخرى كل ذلك كان سيئة عند ربك مكروها مكروها اي محرما تحريم شديد. قال ويجوز ان يقول بالله ثم بك بما فيها من التراخي. قال ويقول لولا الله ثم فلان ولا تقولوا لولا الله وفلان. نعم باب ما جاء في من باب ما جاء في من لم يقنع بالحلف بالله. وعن ابن عمر رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا تحلفوا بابائكم من حلف له بالله فليصدق ومن حلف له بالله فليرضى ومن لم يرظى فليس من الله رواه ابن ماجة بسند حسن. اعد الحديث عن ابن عمر رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا تحلفوا بابائكم من حلف بالله فليصدق ومن حذف له بالله فليرضى ومن لم يرضى فليس من الله رواه ابن ماجة بسند حسن وابن ماجة ابن ماجة ماجه امه واخره هاء. وصلا ووقفا الا يقال رواه ابن ماجة بسند حسن او روى ابن ماجة هذا غلط والصواب ان تقول ابن وروى ابن ماجة بسند حسن لان الها هنا ليست لاجل السكون في التاء وانما ما هي اصلية اسم ام امه رحمه الله تعالى ورحمه هذا باب ما جاء فيما فيمن لم يقنع بالحلف بالله لما كان تعظيم الله جل وعلا في قلب العبد المؤمن واجبا كان الرضا بكلام اكد فيه الكلام بالحلف بالله كان ذلك مطلوبا ومأمورا به ومن لم يقنع بالحلف بالله فقد فاته تعظيم الله جل وعلا. وتعظيم شرعه. والواجب ان يقنع بكلام حلف عليه بالله تعظيما لجلال الله جل وعلا كما قال امنت بالله وكذبت عيني في من حلف له بالله فالواجب على العبد ان اذا حلف له بالله ان يرضى. لان في ذلك تعظيما للرب جل وعلا باب ما جاء فيمن لم يقنع بالحلف بالله. لفظ لم يقنع استفاد منه كثير من الشراح بان المراد بهذا الباب ما يكون عند توجه اليمين على احد المتخاصمين فانه اذا كانت الخصومة وتوجهت اليمين في الدعوة فان الواجب على الاخر ان يطمع ما حلف عليه الاخر بالله جل وعلا. فخص ما جاء من الدليل واخص هذا الباب بمسألة الدعاوي يعني اليمين عند القاضي وقال بعض اهل العلم ان الحديث عام والحديث حسنه طائفة من اهل العلم كما ذكر الشيخ رحمه الله فقوله من حلف له بالله يرضى هذا عام في كل حلف سواء كان عند القاضي او لم يكن عند القاضي. وهذا القول اوجه واصوب ظاهرا لان سبب الرضا بالحلف سبب الرضا بالكلام الذي حلف عليه بالله التعظيم لله جل وعلا فان تعظيم الله في قلب العبد يجعله يصدق من حلف له بالله ولو كان كاذبا لكن له الا يبني عليه. لكن يصدقه ولا يظهر تكذيبا له لتعظيم الله جل وعلا. من حلف له بالله ارض فليجعل توحيده وتعظيمه لله جل وعلا له وكذب ذاك في الحلف بالله عليه وقال طائفة من اهل العلم وهذا هو الثالث ان هذا راجع الى من عرف صدقه. في اليمين. اما من كان فاجرا فاسقا لا يبالي اذا نفع ان يحلف كاذبا فانه لا يجب تصديقه. لان تصديقه والحالة هذه مع قيام اليقين. او العامة بكذبه ليس بداخل في الحديث. لقوله في اول الحديث من حلف بالله فليصدق ان حلف له بالله فليرضى. فتعلق قوله من حلف له بالله بما قبلها وهو قوله من حلف بالله فليصدق فتعلق من حلف له بالله فليرضى يعني فيمن كان صادقا. ومن لم يرضى بالحلف من لم يرضى باليمين بالله فليس من الله. فيدل على ان فعله من الكبائر لان قوله ليس من الله هذا ملحق لفعله بالكبائر. وهذا الباب فيه نوع تردد عند الشراح والظاهر في المراد منه ان الامام المصنف رحمه الله ذكره تعظيما لله جل وعلا. وقد ذكر في الباب قبله من حلف بغير الله وان حكمه انه مشرك. فهذا فيه ان الحلف بالله يجب تعظيمه. والا يحلف المرء بالله الا صادقا والا يحلف بابائه والا يحلف بغير الله. ومن حلف له بالله فواجب عليه الرضا تعظيما لاسم الله تعظيما لحق الله جل وعلا حتى لا يقع في قلبه استهانة باسم الله الاعظم وعدم اكتراث به او بالكلام المؤكد به. فصار عندنا اذا ان كثيرا من اهل العلم جعلوا قولا المصنف باب ما جاء فيمن لم يقنع بالحلف بالله انه عند القاضي اذا توجهت اليمين على احد المتخاصمين وعنا طائفة من اهل العلم قالوا في قوله ومن حلف له بالله فليرضى ان هذا عام في كل من حلف له لا فانه يجب عليه الرضا. واخرون قالوا يفرقوا بين من ظاهره السدس ومن ظاهره الكذب. والله اعلم. نعم