من تلك الطائفتين حقا ارشدونا اليه في اعظم المسائل واجل المطالب وهو توحيد الله جل جلاله. هذه المسائل ليست من الشرك الاكبر بل من الاصغر دل عليه قوله في اخره المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد بن ابراهيم بن عبداللطيف ال الشيخ. شروحات كتب الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله شرح كتاب التوحيد الدرس السابع والعشرون باب قول ما شاء الله وشئت عن قتيلة ان يهوديا اتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال انكم تشركون تقولون ما شاء وشئت وتقولون والكعبة فامرهم النبي صلى الله عليه وسلم اذا ارادوا ان يحلفوا ان يقولوا ورب الكعبة وان ورب ان يقولوا ورب الكعبة وان يقولوا ما شاء الله ثم شئت. رواه النسائي رواه النسائي وصححه. وله ايضا ابن عباس رضي الله عنهما ان رجلا قال للنبي صلى الله عليه وسلم ما شاء الله وشئت فقال اجعلتني لله ندا؟ بل ما شاء الله وحده ولابن ماجة عن الطفيل اخي عائشة لامها قال رأيت كأني اتيت على نفر من اليهود. قلت انكم لانتم قوم لولا انكم تقولون عزير ابن الله قالوا وانكم لانتم القوم لولا انكم تقولون ما شاء الله وشاء محمد ثم مررتم بنفر من النصارى فقلت انكم لانتم القوم لولا انكم تقولون المسيح ابن الله. قالوا وانكم لانتم القوم لولا انكم تقولون ما شاء الله وشاء محمد. فلما اصبحت اخبرت بها من اخبرت. ثم اتيت النبي صلى الله عليه وسلم فاخبرته. قال هل بها احدا؟ قلت نعم. قال فحمد الله واثنى عليه. ثم قال اما بعد فان طفيلا رأى رؤيا رأى رؤيا اخبر يا من اخبر منكم وانكم قلتم كلمة كان يمنعني كذا وكذا ان انهاكم عنها فلا تقولوا ما شاء الله وشاء محمد ولكن قولوا ما شاء الله وحده هذا الباب ترجمه بقوله باب قول ما شاء الله وشئت وهذه المسألة مر الكلام عليها في باب قول الله تعالى فلا تجعلوا لله اندادا وانتم تعلمون وان قول القائل ما شاء الله وشئت شرك في اللفظ وتشريك في المشيئة وهذا من الشرك العصب الباب واضح من حيث ما اشتمل عليه. لكن فيه فائدة او فيه فوائد منها ان قوله في حديث قتيلة ان يهوديا اتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال انكم تشركون. تقولون ما شاء الله وشئت وتقولون والكعبة. فامرهم النبي صلى الله عليه وسلم اذا ارادوا ان يحلفوا ان يقولوا ورب الكعبة ويقولوا ما شاء الله ثم شئت. رواه النسائي وصححه فيه من الفوائد ما قاله الشيخ رحمه الله في مسائل الباب قال فيه فهم الانسان اذا كان له هواء. فهؤلاء اليهود هم اهل الشرك. يقولون عزير ابن الله ويشركون بالله جل وعلا. لكنهم مع كونهم مشركين نقموا على اهل الاسلام انهم يشركون. وهذا لاجل الطعن فيهم. فالهوى طلب تنقص اهل الاسلام والنقد عليهم قول القول لهم بما او مخاطبتهم بما يسوؤهم هذا كان قصدا لهم. ولهذا فهموا من اين يدخلونه. فاهل الاسلام اهل التوحيد فقالوا لهم انكم تشركون. وهم اهل الشرك. لكن فيه ان صاحب الهوى قد يفهم الصواب فاذا فهم الصواب فان الواجب ان يقبل منه. لان المؤمن يجب عليه ان يقبل الحق ممن جاء به ولو كان يهوديا او نصرانيا. فهذا اليهودي او النصراني او النصارى كما سيأتي. هؤلاء توجهوا الى المؤمنين بالقدح فيهم بالشرك ولم يمنع النبي صلى الله عليه وسلم من قبول الحق الذي قالوه انهم يهود بل قبل جاء به ذلك اليهودي فاوصاهم بان يتركوا ذلك التنديد وهذا فيه ان الحق هو ضالة المؤمن اين وجده اخذه. فلا يمنعه من قبول الحق ان قاله مشرك او قاله كافر او قاله فاسق او قاله مبتدع او قاله ضال اذا كان الكلام في نفسه حقا لانه كما قال النبي عليه الصلاة والسلام الحكمة ضالة المؤمن اينما وجدها اخذها. قال وله ايضا والحديث الذي بعده واضح ثم قال ولابن ماجة عن الطفيل اخي عائشة لامها قال رأيتك اني اتيت على نفر من اليهود. قلت انكم لانتم القوم لولا انكم تقولون عزير ابن الله قالوا وانكم لانتم القوم لولا انكم تقولون ما شاء الله وشاء محمد. هذا فيه ان صاحب الهوى او صاحب الملة الباطلة قد يرد على صاحب الحق بان عنده باطلا كما ان عند ذاك باطلا اذا واجهه بذلك فالواجب عليه ان يتجرد للحق والا يرد الحق لاجل ان من اتى به صاحب باطل. فالقاعدة اهل السنة والايمان ان البدعة لا ترد ببدعة والباطل لا يرد بباطل. وكثير مما حصل معه النقص في تاريخ الاسلام وحصلت الشبهات وقويت بعض الضلالات من جهة ان من ووجه بحق وكان القائل وكان الذي واجهه بذلك صاحب باطل انه رد عليه الحق فصار معنى ذلك انه لا يقبل ثم صار يوجه الادلة في ابطال ذلك الحق. وهذا كما فعله طائفة من اهل البدع. والواجب ايضا الا ترد البدعة ببدعة والا ترد البدعة الا بحق. واذا جهل المرء كيف يرد البدعة بحق فيصبر حتى يتعلم او يسأل اهل العلم. وليس من الواجب عليك ان ترد مباشرة بل اذا وجهت بحق ولو كان من اضل الضلال فاقبل فابليس الشيطان قبل منه بعض الحق الذي جاء به وارشد اليه ابو ابا هريرة وهؤلاء اليهود والنصارى في هذين الحديثين قبل منهما يعني قلتم كلمة كان يمنعني كذا وكذا ان انهاكم عنها. والشرك في الالفاظ اتى بالتدريج. بخلاف يعني نفي الشرك في الالفاظ وتحريم الشرك في الالفاظ اتى بالتدريج في تاريخ بعثة النبي عليه الصلاة والسلام وتبليغ امته وتبليغه امته بالاوامر. والنواهي. اما الشرك الاكبر فقد نفاه من اول الرسالة اما شرك الالفاظ وبعظ انواع الشرك الاصغر فاتى بالتدريج فكان الحلف بالاباء جائزا ثم نهاهم عليه الصلاة والسلام عن ذلك وكذلك قول ما شاء الله وشئت ثم نهاهم عن ذلك ولهذا قال المصنف في مسائل كتاب التوحيد فيه ان الشرك فيه اكبر واصغر لقوله كان يمنعني كذا وكذا. واما الشرك الاكبر فلا يجوز ان يؤخر انكاره او او ان يمنع عنه مانع اما شرك الالفاظ فقد تكون المصلحة والفقه فقه الدعوة فقه ترتيب الاهم والمهم وتقديم الاهم على المهم ان يؤخر بعضه لتتم المصلحة العظمى. اما الشرك الاكبر فلا مصلحة تبقى مع وجوده نعم. ما هو من سب الدهر فقد اذى الله وقول الله تعالى وقالوا ما هي الا حياتنا الدنيا نموت ونحيا وما يهلكنا الا الدهر وما لهم بذلك من علم ان هم الا يظنون. في الصحيح عن ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال قال الله تعالى يؤذيني ابن ادم يسب الدهر وانا الدهر اقلب الليل والنهار. وفي رواية لا تسبوا الدهر فان الله هو الدهر. باب من سب الدهر فقد اذى الله الدهر هو الزمان اليوم والليلة اسابيع الاشهر السنون العقود هذا هو الدهر وهذه الازمنة مفعولة مفعول بها لا فاعلة. فهي لا تفعل شيئا وانما هي مسخرة يسخرها الله جل جلاله. وكل يعلم ان السنين لا تأتي بشيء. وانما الذي يفعل هو الله جل وعلا في هذه الازمنة. ولهذا صار سب هذه السنين سبا لمن تصرف فيها. وهو الله جل جلاله. لهذا عقد هذا الباب بما يبين ان سب الدهر ينافي كمال التوحيد وان سب الدهر يعود على الله جل وعلا بالايذاء لانه سب لمن تصرف في هذا الدهر. فمناسبة هذا الباب لكتاب التوحيد ظاهرة وهو ان سب الدهر من الالفاظ التي لا تجوز والتخلص منها واجب واستعمالها مناف لكمال التوحيد. وهذا يحصل من الجهلة كثيرا انهم اذا حصل لهم في زمان شيء لا يسرهم سبوا ذلك الزمان ولعنوا ذلك اليوم او لعنوا من تلك السنة او لعنوا ذلك الشهر ونحو ذلك من الالفاظ الوبيلة او شتموا الزمان وهذا لا شك لا يتوجه الى الزمن لان الزمن شيء لا يفعل وانما يفعل فيه وهو اذية لله جل وعلا باب من سب الدهب. السب يكون باشياء. والسب في اصله التنقص او الشتم. فيكون بي تنقص الدهر او يكون بلعنه او بشتمه او بنسبة اليه او بنسبة الشر اليه ونحو ذلك. وهذا كله من انواع سبه. والله جل وعلا هو الذي يقلب الليل والنهار قال فقد اذى الله ولفظ هذا الله لاجل الحديث حديث ابي هريرة قال يؤذيني ابن ادم يسب الدهر وانا الدهر اقلب الليل والنهار ففيه رعاية للفظ الحديث سب الدهر كما ذكرنا محرم هو درجات واعلاه لعن الدهر لان توجه اللعن الى الدهر اعظم انواع المسبة واعظم انواع الايذاء وليس من مسبة الدهر وصف السنين بالشدة ولا وصف اليوم بالسواد ولا وصف الاشهر بالنحس ونحو ذلك لان هذا مقيد. وهذا جاء في القرآن في نحو قوله جل وعلا في ايام النحسات لنذيقهم عذاب الخزي في ايام نحسات وصف الله جل وعلا الايام بانها نحسات. المقصود في ايام عليهم فوصف الايام بالنحس بانه جرى عليهم فيها ما فيه نحس عليهم نحو ذلك قوله جل وعلا في سورة القمر في يوم نحس مستمر يوم نحف او يقول يوم اسود او سنة سوداء هذا ليس من سب الدهر لان المقصود بهذا الوصف ما حصل فيها كان من صفته كذا وكذا على هذا المتكلم وعما سبه ان ينسب الفعل اليه فيسب الدهر لاجل انه فعل به ما يسوءه. فهذا هو الذي يكون هدية لله جل وعلا. قال وقول الله تعالى وقالوا ما هي الا حياتنا الدنيا نموت ونحيا وما يهلكنا الا الدهر هذه الاية ظاهرة في ان نسبة الاشياء الى الدهر هذه من خصال المشركين اعداء التوحيد. فنفهم منه ان خصلة الموحدين ان ينسبوا الاشياء الى الله جل وعلا. ولا ينسب الاهلاك الا الى الدهر بل الله جل وعلا هو الذي يحيي ويميت. قال في الصحيح عن ابي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال قال الله تعالى يؤذيني ابن وادم يسب الدهر وانا الدهر. قوله هنا وانا الدهر لا يعني ان الدهر من اسماء الله جل وعلا. ولكنه رتبه على ما قبله. فقال يسب الدهر وانا الدهر لان حقيقة الامر ان الدهر لا يملك شيئا ولا يفعل شيئا. فسب الدهر لله لان الدهر يفعل الله جل وعلا فيه في الزمان ظرف للافعال وليس مستقلا لا يفعل ولا يحرم ولا يعطي ولا يكرم ولا يهلك وانما الذي يفعل هذه الاشياء ما لك الملك بالملكوت وتدبير الامر الذي يجير ولا يجار عليه. اذا فقوله وانا الدهر هذا فيه نفي نسبة الاشياء الى الدهر وان هذه الاشياء تنسب الى الله جل وعلا. فيرجع مسبة الدهر الى مسبة الله جل وعلا بان الدهر لا ملك له والله هو الفاعل. قال اقلب الليل والنهار والليل والنهار هما الدهر فالله جل وعلا هو الذي يقلبهما فليس لهما من الامر شيء. نعم