يذهب القلب الى ان ثمة نوح من عبودية هذه الاشياء من اظيفت اليه. بل ان ذلك معروف انه اضافة ملك لانها ليست مخاطبة بالامر والنهي وليس يحصل منها خضوع وليس منها خضوع او تذلل. فاذا يقيد النهي الوارد في ذلك تعبيد المكلف او ان يقال لمكلف وضئ ربك او انا رب هذا الغلام او نحو ذلك من الالفاظ التي لا تناسب الادب لان حقيقة العبودية لا تتصور فيها كأن تقول رب الدار ورب المنزل ورب المال ونحو ذلك. فان الدار والمنزل والمال ليست باشياء مكلفة بالامر والنهي فلهذا لا تنصرف الاذهان او المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد بن ابراهيم بن عبداللطيف ال الشيخ. شروحات كتب الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله شرح كتاب التوحيد الدرس الثاني والثلاثون بعضنا يقول عبدي وامتي في الصحيح عن ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا قل احدكم اطعم ربك وضأ ربك وليقل سيدي ومولاي. ولا يقل احدكم عبدي وامتي وليقل فتايا وفتاتي وغلامي باب لا يقول عبدي وامتي هذا الباب مع الابواب قبله وما بعده كلها في تعظيم ربوبية الله جل وعلا وتعظيم اسماء الله جل وعلا وصفاته. لان تعظيم ذلك من كمال التوحيد وتحقيق التوحيد لا يكون الا بان يعظم. الله جل وعلا في ربوبيته وفي الهيته وفي اسمائه وصفاته فتحقيق التوحيد لا يكون الا بالاحتراس. من الالفاظ التي يكون فيها اساءة ادب مع عبوبية الله جل وعلا على خلقه. او مع اسماء الله جل وعلا وصفاته ولهذا عقد هذا الباب فقال باب لا يقول عبدي وامتي العبودية عبودية البشر لله جل وعلا عبودية حقيقية واذا قيل هذا عبد الله فهو عبد لله جل وعلا اما قهرا او فكل من في السماوات والارض عبد لله جل وعلا كما قال جل وعلا ان كل من في السماوات والارض الا اتي عبدا فقد احصاهم وعدهم عدا وكلهم اتيه يوم القيامة فردا. فعبودية الخلق لله جل وعلا ظاهرة لانه هو الرب وهو المتصرف وهو سيد الخلق وهو المدبر شؤونهم فالله جل وعلا هو المتفرد بذلك سبحانه. فاذا قال الرجل لرقيقه هذا عبدي وهذه امتي كان في نسبة العبودية عبودية اولئك له وهذا فيه منافاة كمال الادب الواجب مع الله جل وعلا ولهذا كان كان هذا اللفظ غير جائز عند كثير من اهل العلم ومكروه عند طوائف اخرين فاذا سبب النهي عن لفظ عبدي وامتي ما ذكرنا من تعظيم الربوبية وعدم احتظام عبودية الخلق لله جل وعلا. قال في الصحيح عن ابي هريرة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا يقل احدكم اطعم ربك وامض ربك وليقل سيدي ومولاي ولا يقل احدكم عبدي وامتي وليقل فتاي تأتي وغلامك هذا النهي في هذا الحديث اختلف فيه اهل العلم على قولين بل على قولين الاول انه للتحريم. لان النهي الاصل فيه للتحريم الا اذا صرفه عن ذلك الاصل صارف وقال اخرون النهي هنا للكراهة وذلك لانه من جهة الادب ولانه جاء في القرآن من قول يوسف عليه السلام اذكرني عند ربك الشيطان ذكر ربه. فلبث في السجن بالمعفنين ولان الربوبية هنا المقصود بما يناسب البشر رب الدار ورب العبد هو الذي يملك امره في هذه الدنيا فلهذا قالوا النهي للكراهة وليس للتحريم. مع ما جاء في بعض الاحاديث من جواز او من تجويز اطلاق بعض تلك الالفاظ قال وليقل سيدي ومولاي السيادة مع كون الله جل وعلا هو السيد. لكن السيادة بالاضافة لا بأس بها. لان للبشر سيادة تناسبه ومولاي المولى يأتي على معان كثيرة. والبشر ان يخاطب البشر بقوله مولاي اجازه هذا اجازه طائفة من اهل العلم بناء على هذا الحديث قال وليقل سيدي ومولاي. وقد جاء في المسلم النهي عن عن ان يقول مولاي. لا تقولوا مولاي انما مولاكم الله او نحو ذلك. وهذا الحديث اعله بعض اهل العلم بانه نقل بالمعنى فهو شاذ من جهة اللفظ وهو معارض لهذا الحديث الذي هو نص في اجازة ذلك. فيكون اذا الصحيح جواز لهم مولاي هنا سيدي مولاي ونحو ذلك لان السيادة هناك سيادة البشر وقول مولاي هناك ما يناسب البشر من ذلك فليست في مقام ربك او عبدي وامتي لان ذاك اعظم درجة وواضح ان فيها اختصاص العبودية لله جل وعلا اطلاق ذلك على البشر لا يجوز. قال ولا يقل احدكم عبدي وامتي وليقل فتايا وفتاتي وغلامي لاجل ما ذكرنا. فتحصل من ذلك ان هذه الالفاظ يجب كما ذكرنا يجب ان يحترز فيها ما لا يكون معه الادب مع مقام ربوبية الله جل وعلا واسمائه سبحانه وتعالى عليه فلا يكون جائزا ان يقول عبدي وامتي او ان يقول اطعم ربك وظأ ربك ونحو ذلك. هذا كله مختص بالتعبيد او الربوبية المكلفين اما اضافة الربوبية الى غير المكلف فلا بأس بها نعم باب لا يرد من سأل بالله عن ابن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من سأل بالله اعطوه ومن استعاذ بالله فاعيدوه. ومن دعاكم فاجيبوه. ومن صنع اليكم معروفا فكافئوه. فان لم تجدوا ما اتكافئونه فادعوا له حتى تروا انكم قد كافئتموه. رواه ابو داوود والنسائي بسند صحيح باب لا يرد من سأل بالله هذا الباب مع الباب الذي قبله ومع ما سبقه كما ذكرنا كلها في تعظيم الله جل وعلا وربوبيته واسمائه وصفاته بان تعظيم ذلك من اكمال التوحيد ومن تحقيق التوحيد ومن سأل بالله جل جلاله فقد سأل بعظيم ومن استعاذ بالله فقد استعاذ بعظيم بل استعاذ بمن له هذا الملكوت وله تدبير الامر. بمن كل ما تراه وما لا تراه عبد له جل وعلا فكيف يرد من جعل مالك كل شيء وسيلة حتى تقبل سؤاله. ولهذا كان من تعظيم الله تعظيم الواجب الا يرد احد سأل بالله جل وعلا فاذا سأل سؤالا وجعل الله جل وعلا هو الوسيلة فانه لا يجوز ان يرد تعظيما لله جل وعلا. والذي في قلبه تعظيم الله جل وعلا ينتفض اذا ذكر الله كما قال سبحانه انما المؤمنون الذين اذا ذكر الله وجلت قلوبهم. بمجرد ذكر الله تجد القلوب لعلمهم بالله جل وعلا وما يستحق ولتثبت علمهم بتدبيره وملكوته وعظمة صفاته واسمائه جل وعلا فاذا سأل احد بالله فان قلب الموحد لا يكون رادا له لانه معظم لله مجل لله جل وعلا فلا يرد احدا جعل وسيلته اليه رب العزة سبحانه وتعالى اهل العلم قالوا السائل بالله قد تجب اجابته ويحرم رده قد لا يجب ذلك وهذا القول هو قول وقول شيخ الاسلام ابن تيمية واختيار عدد من المحققين بعده وهو القول الثالث في المسألة واما القول الاول فهو ان من سأل بالله حرم ان يرد مطلقا والقول الثاني ان من سأل بالله استحب اجابته وكره رده والقول الثالث ما ذكرنا عن شيخ الاسلام انه قد يكون واجبا وقد يكون مستحبا وقد لا يكون كذلك يعني يكون مباحا تفصيل شيخ الاسلام ظاهر وذلك انه اراد بحالة الوجوب ان يتوجه السؤال ان يتوجه السؤال لمعين في امر معين يعني الا يكون السائل سأل عددا من الناس بالله ليحصل على شيء فلهذا لم يدخل فيه السائل الفقير الذي يأتي فيسأل هذا ويسأل هذا ويسأل هذا ويسأل هذا. او ممن يكون كاذبا في سؤاله فيقول يجب اذا توجه لمعين في امر معين اما اذا توجه لفلان وفلان وفلان وفلان عدد فانه لا يكون توجه لمعين فانه لا يجب عليه يؤتيه مطلبه ويجوز له ان يرد سؤاله واذا كان كذلك فتكون الحالة على هذه الاحوال تكون ثلاث حال يحرم فيها رد السعي وحال يكره فيها رد السائل وحال يباح فيها رد السائل بالله على كلام شيخ الاسلام. يحرم رد السائل بالله اذا توجه لمعين في امر معين. خصك بهذا وسألك بالله ان تعينه وانت طبعا قادر على ان تؤتيه مطلوبا ويستحب فيما اذا كانت التوجه ليس لمعين. كان يسأل فلان وفلان وفلان ويباح فيما اذا كان من سأل بالله يعرف منه الكذب. فصارت عندنا اذا الاقوال ثلاثة في يحرم رد السائل ويجب اعطاؤه هذا واحد. الثاني يستحب. ويكره رده. والثالث هو التفصيل. وهذا الثالث وقول شيخ الاسلام وعدد من المحققين و قوله هنا باب لا يرد من سأل بالله فيه عموم لاجل الحديث الوارد قال عن ابن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من سأل بالله فاعطوه لماذا؟ تعظيما لله جل وعلا ومن استعاذ بالله فاعدوه من استعاذ منك بالله فودت يجب ان تعيذه من قال اعوذ بالله منك تعظيما لله جل جلاله تجيبه الى ذلك وتتركه. لان من استعاذ بالله فقد استعاذ باعظم مستعاذ به. ولهذا في قصة الجونية التي دخل عليها النبي عليه الصلاة والسلام. فلما دخل عليها واقترب منها عليه الصلاة والسلام قالت له اعوذ بالله منك فابتعد عنها عليه الصلاة والسلام وقال لقد استعذت بمعادن الحقي باهلك استعاذت بالله منه فتركها عليه الصلاة والسلام قال ومن دعاكم فاجيبوه. عامة اهل العلم على ان هذا مخصوص بدعوة العرس وليس في كل الدعوات واما سائر الدعوات فهي على قال طائفة اخرون من اهل العلم هذا في الدليل ليس فيه التفصيل فيكون كل دعوة يجب اجابتها تجب اجابتها لما في اجابتها من ائتلاف القلوب واصلاح ذات البين. والقول الاول هو قول الجمهور وهو الصواب لان قوله ومن دعاكم فاجيبوه هذا يحمل على ما جاء في في من احاديث اخرى من تخصيص ذلك بدعوة الوليمة ولان لفظ دعاكم هذا في الغالب يطلق على الدعوة للوليمة وهي دعوة العرس. قال ومن صنع معروفا فكافئوه من صنع اليك معروفا فكافئه كافئه بجنس معروفه. ان كان معروفه من جهة المال فكافئه من جهة المال. يعني بما يشمل الهدايا المختلفة ان كان معروفه من جهة الجاه فكافئه من جهة الجاه او ما وجدت ما تكافئه من جهة الجاه فيكون من جهة الهدية بل سبب ذلك وصلته بالتوحيد كما قال المحققون ان الذي صنع له معروف يكون في قلبه ميل ونوع تذلل وخضوع في قلبه واسترواح لهذا الذي صنع اليه المعروف ومعلوم ان تحقيق التوحيد ان يكون القلب خاليا من كل ما سوى الله جل جلاله وان يكون ذله وخضوعه وعلمه لسانه بالجميل هو لله جل وعلا. وتخليص القلب من ذلك يكون بالمكافأة على المعروف. وانه اذا ادى اليك معروفا فخلص القلب من رؤية ذلك المعروف بان ترد اليه معروفا. ولهذا قال فان لم تجدوا ما تكافئونه فادعوا له حتى تروا انكم قد كافئتموه. حتى تروا انكم قد كافأتموه لاجل ان يتخلص القلب من اثره بذلك المعروف فترى انك دعوت له ودعوت له ودعوت له بقدر ترجو معه انك قد كافأته. وهذا القلب مما سوى الله جل وعلا. وهذه مقامات لا يدركها الا ارباب الاخلاص وتحقيق التوحيد. جعلنا الله واياكم منه. نعم