كما سيأتي قال ان ارادني الله بضر هل هن كاشفات؟ هل هن كاشفات ضره؟ او ارادني برحمة؟ هل هن ممسكات رحمته ابطل ان يكون لتلك الالهة بانواعها اظرار او نفق المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد بن ابراهيم بن عبداللطيف ال الشيخ. شروحات كتب الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله شرح كتاب التوحيد. الدرس السابع بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن اهتدى بهداه اما بعد فموضوع كلمة هذا اليوم عن نفسية طالب العلم حين يتلقى الدرس والمستمعون للعلم يختلفون من جهة رغبتهم فيما يسمعون ويختلفون ايضا من جهة استعداداتهم فليست الرغبات واحدة وليست الاستعدادات واحدة الرغبات مختلفة منهم من يستمع للعلم رغبة في تحصيله هذا هو الغالب ولله الحمد ومنهم من يستمع للعلم رغبة في تقييم المعلم او في معرفة مكانته من العلم وحسن تعليمه او حسن استعداداته العلوم ومنهم من يأتي مرة ويترك عشر مرات وهذه في رغباتنا ايضا متنوعة ويهمنا منها من يأتي للعلم رغبة في العلم فحين يأتي طالب العلم للدرس راغبا في الاستفادة ينبغي ان يكون على نفسية وحالة قلبية خاصة وحالة عقلية ايضا خاصة. اما الحالة القلبية والنفسية بان يكون قصده من هذا العلم ان يرفع الجهل عن نفسه وهذا هو الاخلاص في العلم لان طلب العلم عبادة والاخلاص فيه واجب والاخلاص في العلم بان ينوي بتعلمه رفع الجهل عن نفسه وقد سئل الامام احمد عن النية في العلم كيف تكون فقال ان ينوي رفع الجهل عن نفسه فاذا كان في طلبه للعلم يروم ان يكون معلما او ان يكون داعيا او ان يكون مؤلفا ونحو ذلك فالنية الصالحة فيه والاخلاص في ذلك يكون بشيئين الاول ان ينوي رفع الجهل عن نفسه الثاني ان ينوي رفع الجهل عن غيره فاذا لم ينوي احد هذين او لم ينوهما معا فانه ليس بصاحب نية صحيحة فاذا رام احدنا ان يطلب العلم فلابد ان يكون ناويا رفع الجهل عن نفسه. واذا نوى هذه النية يكون مستحظرا بالطبع ان الله جل جلاله خلقه وله عليه امر ونهي في عصر الاصول الا وهو حقه جل وعلا توحيد وكذلك في الامر والنهي في الحلال وفي الحرام سبب الاقدام على المنهيات في العقائد وكذلك في السلوك الجهل. من اسباب ذلك الجهل ثم اسباب فخار فاذا علم ورفع الجهل عن نفسه كان عالما بمراد الله جل وعلا ثم بعد ذلك يستعين الله جل وعلا في امتثال مراداته الشرعية هذا امر نفسي مهم والامر النفسي الثاني المهم ايضا انه حين يتلقى العلم يتلقى وهو واثق من علم المعلم. يعني ان يكون في نفسه ان الاصل في المعلم انه يعلم على الصواب فاذا دخل وفي نفسه ان المعلم يعلم غلطا او ان معلوماته مشوشة او انه كذا وكذا مما يضعفه في العلم فانه لن يستفيد. ذلك لانه اذا استمع سيستمع بنفس بنفس المعارض يأتي اذا قال كلمة اخذ يفكر بعدها نصف دقيقة او دقيقة فيما قال قال هذا صحيح وفي اطلاعاته وقد اطلع كذا وكذا مما يعارض كلام المعلم ثم في هذه الدقيقة يكون المعلم قد اتى بشيء اخر فاذا انتهى هذا من تفكيره سمع جملة اخرى فتكون مشوشة ايضا فيدخل في اعتراضات وهذا يحرم المستمع العلم. واذا كان عند طالب العلم فيما يسمع اشكالات او ايرادات فيكون عنده ورقة او كراسة بين يديه يكتب الاشكال ثم لا يفكر فيه وهو حين وهو يستمع العلم يكتب بحث هذه المسألة. المسألة كذا وكذا ثم بعد ذلك اذا فرغ من هذا الدرس يذهب هو ذلك اليوم او بعده يذهب يبحث هذه المسألة او يسأل عنها. ومن المعلوم انه ليس من شرط المعلم ان يكون محققا وليس من شرط المعلم ان يكون مصيبا دائما فقد يكون له اختيارات او اراء تخالف المشهور او يكون له توجيهات غلط فيها لكن الشأن ان يكون المعلم مشهودا له بالعلم مؤصلا في العلم يعرف ما يتكلم به اذا عرف ما يتكلم به وعرف اقوال الناس وعلم العلم فانه قد يكون عنده غفلة في مسألة او في حكم او نحو ذلك فيغلط مرة او يغلط في تصور ونحو ذلك هذا ليس بعجيب لان المعلم بشر والبشر تعرف خطاؤون اذا المهم ان تتلقى العلم ممن وثقت بعلمه وانت في نفسية غير معارضة وهذا يحرم كثيرين علما واسعا حيث انهم يتلقون العلم بنفسية السؤال بنفسية من يستشكل ولهذا من اكثر السؤال في حلقات العلم لا يكون مجيدا وقد حضرت مرة عند الشيخ عبد الرزاق عفيفي العلامة المعروف رحمه الله تعالى وكان عنده من يسأله عن المسائل في الحج فاذا اتى مستفت يستفتي فيأتي هذا السائل ويقول له فان كان كذا يحاول ان يتعلم العلم بطرح مسائل اخر غير المسألة التي استفتى فيها الساحر فقال له الشيخ رحمه الله العلم لا يؤتى هكذا وانما يؤتى العلم بدراسته وهذا صحيح. لان الم تعلم حين يحضر عند اهل العلم فيسمع فانه اذا عرض لذهنه انه في كل ما يأتي يسأل او في كل ما يسمع يعترض كما مر معنا كثيرا من بعظ الاخوان والشباب في حلقات العلم يريدون اسئلة ويريدون استشكالات طبعا بحسب ما عندهم من العلم سألوا واستشكلوا ولو صبروا لكان خيرا لهم هذه النفسية تؤثر على الذهن وعلى صفائه وعلى تصور العلوم. في اثناء الدرس. لهذا ينبغي لنا اننا حين نتلقى العلم ان نتلقاه بنفسية من ليس عنده علم البتة يسمع ويسمع ويسمع واذا استشكل فيكون بعد ذلك في محله يقيد ثم يبحث او يسأل عن ذلك طبعا هذا في حق من وثقنا بعلمه فاخذنا عنه العلم عن ثقة بما يأتي به نعم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف المرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين قال المصنف رحمه الله تعالى باب من الشرك لبس الحلقة والخيط ونحوهما لرفع البلاء او دفعه. وقول الله تعالى قل افرأيتم ما تدعون من دون الله ان ارادني الله بضر هل هن كاشفات ضره او ارادني برحمة هل هن ممسكات رحمته قل حسبي الله عليه يتوكل المتوكلون. وعن عمران بن حصين رضي الله عنه ان ان نبي ان النبي صلى الله عليه وسلم رأى رجلا في يده حلقة من صفر فقال ما هذه؟ قال من الواهنة؟ فقال انزعها فانها لا تزيدك الا وهنا. فانك لو مت وهي عليك ما افلحت ابدا. رواه احمد بسند لا بأس به. وله عن عقبة ابن عامر مرفوعا. من تعلق تميمة فاتم الله له ومن تعلق ودعة فلا ودع الله له. وفي رواية من تعلق تميمة فقد اشرك. ولابن ابي حاتم عن حذيفة رضي الله عنه انه رأى رجلا في يده في يده خيط من الحمى فقطعه وتلا قوله تعالى وما يؤمن اكثرهم بالله الا وهم مشركون هذا باب شرع به الشيخ رحمه الله في تفصيل ما سبق فقال باب من الشرك لبس الحلقة والخيط ونحوهما برفع البلاء او دفعه هذا شروع في بيان التوحيد ببيان ضده ومن المعلوم ان الشيء يعرف ويتميز بشيئين بحقيقته وبمعرفة ظده والتوحيد يتميز بمعرفته في نفسه بمعرفة معناه وافراده وبمعرفة ظده ايضا وقد قال الشاعر وبضدها تتميز الاشياء وهذا صحيح فان التوحيد انما يعرف حسنه معرفة قبح الشرك والامام رحمه الله بدأ في ذكر ما هو مظاد للتوحيد وما يضاد التوحيد منه ما يضاد اصله وهو الشرك الاكبر الذي اذا اتى به المكلف فانه ينقض توحيده يعني يكون مشركا شركا اكبر مخرجا من الملة. هذا يقال فيه بالتوحيد او ينافي اصل التوحيد والثاني ما ينافي كمال التوحيد الواجب وهو ما كان من جهة الشرك الاصغر ينافي كماله فاذا اتى بشيء منه فقد نافى بذلك كمال التوحيد. لان كمال التوحيد انما يكون بالتخلص من انواع جميعا وكذلك الرياء فانه من افراد الشرك الاصغر اعني يسير الرياء وهذا ينافي كمال التوحيد منها اشياء يقول العلماء فيها انها نوع شرك فيعبرون عن بعض المسائل من الشركيات بانها نوع شرك او نوع تشريك فصار عندنا في الفاظهم في هذا الباب اربعة الاول الشرك الاكبر الثاني الشرك الاصغر الثالث الشرك الخفي الرابع قوله نوع شرك او نوع تشريك وذلك من مثل ما سيأتي في قوله جل وعلا يعرفون نعمة الله ثم ينكرونها. وفي نحو قوله ايشركون ما لا يخلق شيئا وهم يخلقون. في قصة ادم وحواء حين عبد ابنهما للشيطان فهذا في الطاعة كما سيأتي بيانه مفصلا ان شاء الله بدأ الشيخ رحمه الله في تفصيل الشرك ببيان صور من الشرك الاصغر. التي يكثر وقوعها وقدم الاصغر على الاكبر انتقالا من الادنى الى الاعلى لان الشبهة في الادنى ضعيفة. بخلاف الشبهة في الاعلى يعني ان تعلق المتعلق بالخير وتعلق المتعلق بالتميمة هذا شبهته اظعف فتعلق ذلك المتعلق بغير الله اذا وعى انه تعلق بغير الله فانه يكون مقدمة مهمة ومنتجة للمطلوب في اقناعه بان التعلق بغير الله في الشرك الاكبر انه قبيح اما اذا اتى الى ما هو من جهة الشرك الاكبر كالتعلق بالاولياء ودعائهم وسؤالهم او الذبح للجن او الذبح للاولياء فانه يكون هناك شبهة وهي ان اولئك لهم مقامات عند الله جل وعلا والناس الذين يتوجهون الى اولئك ويشركون بهم الشرك الاكبر المخرج من الملة والعياذ بالله يقولون انما اردنا الوسيلة. هؤلاء لهم مقامات عند الله. وانما اردنا الوسيلة كحال المشركين في زمن النبي صلى الله عليه وسلم الذين قال الله جل وعلا فيهم والذين اتخذوا من دونه اولياء ما نعبدهم الا ليقربونا الى الله زلفى فاذا الشيخ رحمه الله بدأ بما هو من الشرك الاصغر انتقالا من الادنى الى الاعلى حتى يكون ذلك اقوى في الحجة وامكن في النفوس من جهة ضرورة التعلق بالله وابطال التعلق بغيره قال رحمه الله باب من الشرك من هذه تبعيضية يعني هذه الصورة التي في الباب هي بعض الشرك هل هي بعض افراده او بعض انواعه؟ هي هذه وهذه فما ذكر وهو لبس الحلقة او الخيط احد نوعي الشرك وهو الشرك الاصغر وهو احد افراد الشرك بعمومه لانها صورة من صور الاشراك قال باب من الشرك لبس الحلقة والخيط ونحوهما. نحو الحلقة والخيط مثل الخرز تمائم والحديد ونحو ذلك مما قد يلبس. كذلك مما يعلق ايضا في البيوت او في السيارات او يعلق على الصغار ونحو ذلك مما فيه لبس او عليك كل ذلك يدخل في هذا الباب وانه من الشرك. قال باب من الشرك لبس الحلقة او الخيط الحلقة اما ان تكون من صفر يعني من نحاس واما ان تكون من حديث او تكون من اي معدن. والخيط مجرد خيط يعقده في يده. والخيط معروف. الحلقة والخيط كان عند العرب فيها اعتقادات. في مثل التمائم وغيرها يعتقدون ان من تعلق شيئا من ذلك اثر فيه ونفعه اما من جهة دفع البلاء قبل وقوعه واما من جهة رفع البلاء والمرض رفع البلاء او المرض بعد وقوعه ولهذا قال الشيخ رحمه الله لرفع البلاء او دفعه. لان الحالتين موجودتان. منهم من يعلق قبل ان يأتي البلاء ليدفعه وهذا اعظم ان يعلق خيطا ان يعلق حلقة يلبس حلقة او يلبس خيط ليدفع الشيخ قبل وقوعه. وهذا اعظم لان انه يعتقد ان هذه الاشياء الخسيسة الوضيعة انها تدفع قدر الله جل وعلا وكذلك منها ان ان يلبس ليرفع البلاء بعد حصوله. مرض فلبس خيطا ليرفع ذلك المرض اصابته عين فلبس الخيط ليدفع ليرفع تلك العين وهكذا في اصناف شتى من الناس في ذلك واعتقادات الناس كثيرة هذه لبس الحلقة او الخيط من الشرك. لما كان شركا قلنا انه شرك اصغر لما كان شركا اصغر؟ لانه تعلق قلبه بها وجعلها سببا لرفع البلاء او سببا لدفعه والقاعدة في هذا الباب ان اثبات الاسباب المؤثرة لا يجوز الا ان يكون من جهة الشرف لا يجوز اثبات سبب الا ان يكون سببا شرعيا او ان يكون سببا قد ثبت بالتجربة الواقعة انه يؤثر ظاهرا لا خفيا فهذا من اللبس فانه جعل سببا ليس بمأذون به في الشرع وكذلك من جهة التجربة لا يحصل ذلك على وجه الظهور وانما هو مجرد اعتقاد من من لبس في هذا الشيء. فقد يوافق القدر انه يشفى حين لبث حين لبس او بعد لبسه او يدفع عنه اشياء يعتقد انها ستأتيه فيبقى معلقا في ذلك ويثبت ان تلك سبب من الاسباب وهذا باطل. اذا صار لبس الحلقة والخيط ونحوهما لرفع البلاء او دفعه شرك اصغر لان من لبسها تعلق قلبه بها وجعلها تدفع او تنفع او جعلها تؤثر في رفع الضرر عنه او في جلب المنافع له. وهذا انما يستقل به الله جل وعلا وحده اذ هو النافع الضار هو جل وعلا الذي يفيض الرحمة ويفيض الخير او ذلك واما الاسباب التي تكون سببا لمسبباتها فهذه لابد ان يكون مأذونا بها في الشرع ولهذا بعض العلماء يعبر عما ذكرت بقوله من اثبت سببا لله من اثبت سببه يعني يحدث المسبب يحدث النتيجة لم يجعله الله سببا لا شرعا ولا قدرا فقد بركات يعني الشرك الاصغر هذه القاعدة في الجملة صحيحة قد بعض الامثلة يشكل هل تدخل او لا تدخل؟ لكن هو المقصود من هذا الباب. ان اثبات الاسباب لابد ان يكون يا من لابد ان يكون اما من جهة الشرع واما من جهة التجربة الظاهرة. مثل دواء الطبيب ومثل الانتفاع ببعض الاسباب التي فيها الانتفاع ظاهرة تتدفى بالنار او تتبرد بالماء او نحو ذلك هذه اسباب ظاهرة. بين اثرها لكن اذا كان السبب من جهة تعلق الذي لم يأذن به الشرع فان التعلق بشيء يعني التعلق القلبي بشيء لم يأذن به الشرع كونوا نوع شرك اذا كان لدفع البلاء او لرفعه. وهذا مراد الشيخ بهذا الباب فان لبس الخيض الحلقة من الشرك الاصغر كل اصناف الشرك الاصغر قد تكون شركا اكبر بحسب حال من فعلها تعليق التمائم الحلف بغير الله قول ما شاء الله وشئت ونحو ذلك منه الاعمال والاعتقادات او الاقوال الاصل فيها ان نقول هي شرك اصغر. لكن قد يكون شرك قد تكون تلك شركا اكبر بحسب الحال يعني ان اعتقد في الحلقة والخيط مثلا انها تؤثر بنفسها فهذا شرك اكبر اذا اعتقد انها ليست سبب. ولكن هي تؤثر بنفسها لان لان هذه تدفع بنفسها. تدفع المرض بنفسها تدفع العين بنفسها. او ترفع المرض بنفسها او ترفع العين بنفسها وليست اسبابا ولكن هي بنفسها مؤثرة فهذا شرك بالله شرك اكبر لانه جعل التصرف في هذا الكون لاشياء مع الله جل وعلا ومعلومة ان هذا من افراد الربوبية فيكون ذلك شركا في الربوبية اذا عماد هذا الباب من جهة تعلق القلب. تعلق بهذه الاشياء بالحلقة او الخيط لدفع ما يسوؤه او لرفع ما حل به من مصائب الشيخ رحمه الله ساق بعد ذلك قول الله جل وعلا قل افرأيتم ما تدعون من دون الله ان ارادني الله بضر هل هن كاشفات ضره قوله جل وعلا في هذه الاية من سورة الزمر قل افرأيتم ما تدعون من دون الله العلماء يقولون ان الفاء اذا جاءت بعد همزة الاستفهام فانها تكون عاطفة على جملة محذوفة يدل عليها السياق وهذه الاية اولها ولئن سألتهم من خلق السماوات والارض ليقولن الله. قل افرأيتم يعني قل اتقرون بان الذي خلق السماوات والارض هو الله وحده تدعون غيره فتتوجهون لغيره اتقرون بذلك فتفعلون هذه الاشياء؟ قال جل وعلا قل افرأيتم ما تدعون من دون الله. او يكون التقدير اتقرون بان الله هو الواحد في ربوبيته هو الذي خلق السماوات والارض وحده اذا اقررتم فاه رأيتم هذه الاشياء التي تتوجهون لها من دون الله هل تدفع عنكم المضار او هل تجلب لي ضرا؟ او تجلب لكم رحمة من دون اذن الله فاذا تكون الفاء هنا ترتيبية رتبت ما بعدها على ما قبلها وهذا هو المقصود ايضا من الاحتجاج. لان طريقة القرآن انه يحتج على المشركين بما اقروا به من توحيد الربوبية على ما انكروه من توحيد الهي وهم اقروا بالربوبية فرتب على اقرارهم انه يلزمهم ان يبطلوا عبادة غير الله جل وعلا. قال افرأيتم ما تدعون من دون الله. تدعون يعني تعبدون. وقد تكون العبادة بدعاء المسألة وقد تكون بانواع العبادة الاخرى او نقول تدعون هذه تشمل دعاء المسألة ودعاء العبادة لانهما حالتان من احوال اهل الاشراك بالله. وما تدعون من دون الله ما هنا عامة لانها اسم موصول بمعنى الذي افرأيتم الذي تدعونه من دون الله. والذي يدعونه من دون الله الذي شمل هذه الاية انواع وهو كل ما دعي من دون الله مما جاء بيانه في القرآن. وجاء في القرآن بيان ان الاصناف التي اشرك بها من دون الله جل وعلا وتوجه لها بالعبادة انواع. الاول الانبياء بعض الانبياء والرسل والصالحون كما قال جل وعلا في اخر سورة المائدة واذ قال الله يا عيسى ابن مريم اانت قلت للناس اتخذوني وامي الهين من دون الله. قال سبحانه الاية فهذا في هذا النوع ونوع اخر اتخذوا الملائكة كما جاء في اخر سورة سبأ بيان ذلك ويوم نحشرهم جميعا ثم نقول للملائكة اهؤلاء اياكم كانوا يعبدون؟ قالوا سبحانك انت ولينا من دونهم بل كانوا يعبدون الجن اكثرهم بهم مؤمنون هذا في الملائكة نوع اخر ايضا كانوا يتوجهون للكواكب شمس القمر يعني طائفة من الناس يتوجهون لهذه الاشياء فيعبدونها ايضا من الانواع انهم كانوا يتوجهون للاشجار والاحجار. ومن الانواع انهم كانوا للاصنام والاوثان فاذا قوله افرأيتم ما تدعون من دون الله يدخل فيه توجه اولئك في كل ما اشركوا به من دون لله جل وعلا بكل ما اشركوا به مع الله جل وعلا في نوع من انواع العبادة. يفيدنا ذلك في معرفة وجه الاستدلال من هذه الاية ان ارادني الله بضر هل هن كاشفات ضره؟ لا يستطيعون ان ارادني الله جل وعلا برحمة هل هذه تدفع رحمة الله؟ لا تستطيع ايضا فاذا بطل ان يكون ثم تعلق بتلك الالهة العظيمة التي يظن ان لها مقامات عند الله جل وعلا موجبة لشفاعتها اذا تبين ذلك فقد قال بعض اهل العلم ان هذه الاية في الشرك الاكبر. فلما جعلها الشيخ الله في صدر بيان اصناف من الشرك الاصغر والجواب عن ذلك من وجهين. الوجه الاول ان ايراد الايات في الشرك الاكبر من جهة معناه والتعلق بغيره ووجوب التعلق بالله جل وعلا ونحو ذلك هذا يوري السلف فيما هو من الشرك الاصغر الايات التي في الشرك الاكبر تورد في ابطال الشرك الاصغر بجامع ان في كلا الشركين تعلق بغير الله جل وعلا. فاذا بطل التعلق في الاعظم بطل التعلق فيما هو دونه من باب اولى الثاني ان هذه الاية في الشرك الاكبر. ولكن المعنى الذي دارت عليه هو انه في ابطال اظرار احد من دون الله او ان الله اذا اصاب احدا بضر ان ثم من يستطيع ان يرفعه بدون اذن الله او اذا اراد الله رحمة ان نثم من يصرفه من يصرف تلك الرحمة بدون اذنه جل وعلا وهذا المعنى الذي هو التعلق بما يضر وبما ينفع هو المعنى الذي من اجله تعلق المشرك الشرك الاصغر وبالخيط لانه ما علق الخيط ولا علق الحلقة او لبس الحلقة والخيط الا لانه يعتقد ان في حلقة تأثيرا من جهة رفع البلاء او دفع الضر. وانها تجلب النفع وتدفع الضر. وهذه اشياء مهينة. اشياء وضيعة فاذا نفي عن الاشياء العظيمة كالانبيا والمرسلين والملائكة والصالحين او الاوثان التي لها روحانيات كما يقولون فانه انتفاء النفع والضر عما سواها عما سواها مما هو ادنى لا شك انه اظهر في البرهان وابيها طبعا في قوله ان ارادني الله بضر هنا بضر هذه نكرة في سياق الشرف وهذا يعم جميع انواع الظرر يعني فغير الله جل وعلا لا يستطيع ان يرفع ضرا انزله الله جل وعلا الا باذنه سبحانه ثم ساق رحمه الله عدة احاديث. قال عن عمران بن حصين رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم رأى رجلا في يده من صفر فقال ما هذه؟ قال من الواهنة؟ فقال انزعها فانها لا تزيدك الا وهما. فانك لو مت وهي عليك ما افلحت ابدا مناسبة الباب مناسبة الحديث للباب ظاهرة وهي انه عليه الصلاة والسلام رأى رجلا في يده حلقة من صفر حسب ما كان يعتقد اهل الجاهلية. فقال عليه الصلاة والسلام ما هذه هذا الاستفهام هذا السؤال من اهل العلم من قال انه استفهام انكار ولكن الرجل ما فهم انه انكار فهم انه استفصال فلذلك اجاب فقال من الواهنا وقال اخرون من اهل العلم قوله عليه الصلاة والسلام ما هذه يحتمل ان يكون استفهام استفصال او استفهام انكار. ولهذا اجاب الرجل فقال من الواهنا والاستفهام الاول يعني في القول الاول للانكار الشديد وهو الاظهر من حيث دلالة السياق عليه لان النبي عليه الصلاة والسلام في السياق ما ذكر الحالة الاخرى والحالة الاخرى التي يمكن ان يكون لبسها من اجله ان تكون للتحلي. والتحلي بالصفر غير ان يلبسه لدفع البلاء او رفعه. المقصود ان الاستفصال هنا في قوله ما هذه هذا السؤال لا يعني انه يحتمل ان يكون اللبس شركا ويحتمل ان يكون اللبس غير شرك. ولكن هذا للانكار. واذا كان استفهام الاستفصال فانه لاجل انه قد يلبس لاجل التحلي لا لاجل التعلق تعلق القلب بذلك. فلما اجاب من الواهنة تعين على كلا القولين انه لبسها لاجل تعلقه بها لرفع المرظ او لدفعه. والواهنة نوع مرظ من الامراظ يهن الجسم ويطرحه ويضعف قواه فقال عليه الصلاة والسلام انزعها. هذا امر انكار المنكر يكون باللسان اذا كان المأمور به يطيع اذا كان المأمور به يطيع الامر فانك تأمره باللسان لا تنكر عليه باليد والنبي عليه الصلاة والسلام له ولاية وينزع هذا المنكر بيده لكن علم من حال ذاك انه يمتثل الامر فقال انزعها فلا تعارض بين هذا وبين ما سيأتي من ان حذيفة رضي الله عنه قطع خيطرة من رجل فانها ذلك مبني على حال اخرى. فالنبي عليه الصلاة والسلام امره فامتثل ذلك الامر. قال فانها لا تزيدك الا وهم فانها لا تزيدك الا وهنا يعني ان ضررها اقرب من نفعها وهذا في جميع انواع الشرك فانما اشرك به ظرره اعظم من نفعه لو فرض ان فيه نفعا قد قال العلماء هنا انزعها فانها لا تزيدك الا وهنا يعني لو كان فيها اثر فان اثر هل اضرار بدنية؟ وان اثرها ايضا الاضرار روحيا ونفسيا حيث تضعف الروح والنفس عن مقابلتي الوهم والمرض لانه يكون المرء اضعف ويتعلق بهذه الحلقة او بذلك الخير قال فانها لا تزيدك الا وهناك. وهذا حال كل من اشرك فانه من ظرر الى ظرر اكثر منه ولو ظن انه في انتفاع ثم قال فانك لو مت فانك لو مت وهي عليك ما افلحت ابدا هذا القول منه عليه الصلاة والسلام لان حال المعلق يختلف قد يكون علقها اعتقادا فيها استقلالا وقد يكون علقها في قد يكون طه من جهة التسبب والاستقلال اذا كان الذي رؤي في يده الصحابي لا شك انه منفي ولكن العبرة هنا لاجل العبرة هنا في هذا اللفظ الفائدة منه لغيره فان من مات وهي عليه قد يحتمل انه علقها لاجل الاستقلال او علقها لاجل التسبح وبالتالي يكون الفلاح على قسمين القسم الاول الفلاح المنفي هو الفلاح المطلق. وهو دخول الجنة و النجاة من النار وهذا في حال من اشرك الشرك الاكبر بان اعتقد ان تلك الحلقة من الصفر او الخير الذي يعلق بانه ينفع استقلالا او يكون المنفي نوع من الفلاح او مطلق الفلاح درجة من درجاته بعض الفلاح ذلك اذا كان فاعله جعل سببا انت مما لم يجعله الله جل وعلا سببا لا شرعا ولا قدرا. يعني كان مشركا الشرك الاصغر فانه يكون الفلاح هنا المراد به مطلق الفلاح يعني درجة من درجات الفلاح. وهذان الاخوان يكثران في كتب اهل العلم وفي التوحيد بخصوصه الاول مطلق السيف والثاني الشيء المطلق يقول مثلا التوحيد المطلق ومطلق التوحيد الاسلام المطلق ومطلق الاسلام. الايمان المطلق ومطلق الايمان الشرك المطلق ومطلق الشرك الفلاح المطلق ومطلق الفلاح الدخول المطلق ومطلق الدخول التحريم المطلق يعني تحريم دخول الجنة او تحريم دخول التحريم المطلق ومطلق التحريم. ومن المهم ان تعلم ان الشيء المطلق هو الكامل الايمان المطلق هو الكامل الاسلام المطلق هو الكامل. التوحيد المطلق هو الكامل. الفلاح المطلق هو الكامل. واما مطلق الشيء فهو اقل درجاته او درجة من درجاته. فمطلق الايمان هذا اقل درجاته. فنقول مثلا هذا ينافي الايمان المطلق يعني ينافي كمال الايمان او نقول هذا ينافي كمال الايمان او نقول ينافي مطلق الايمان يعني ينافي اقل درجات الايمان فهو ينافي الايمان من اصله فاذا هنا نقول الفلاح يحتمل ان يكون المنفي الفلاح المطلق يعني كل الفلاح او درجة من درجاته بحسب حال وعلق فكل من من لبس حلقة او خيطا ومات وهي عليه من غير توبة فانه لو فانه لن يفلح ابدا لن يفلح يعني لن يكون مفلحا. وهذا الفلاح بحسب اعتقاده. ان كان معتقدا فيها كما ذكرت انها تنفع باستقلال فهو من اهل النار او كان اعتقد انها سبب فهو من اهل النار كعصاة الموحدين قال رحمه الله وله عن عقبة ابن عامر مرفوعة من تعلق تميمة فلا اتم الله له. ومن تعلق ودعة فلا ودع الله له المقصود من هذا الحديث ذكر لفظ التعلق وتعلق يعني انه علق وتعلق قلبه بما علق لفظ تعلق يشمل التعليق وتعلق القلب بما بما علق. فهو لبس وتعلق قلبه بما لبس. علق في صدره علق قلبه بما علق قال عليه الصلاة والسلام من تعلق تميمة فلا اتم الله له والتميمة لها باب يأتي ان شاء الله تعالى لكن هي نوع خرزات واشياء توضع على صدور الصغار او يضعها الكبار لاجل دفع العين او دفع الظرر او الحسد او اثر الشياطين ونحو ذلك. قال من تعلق تميمة فلا اتم الله له هنا دعا عليه عليه الصلاة والسلام الا يتم الله له لان التميمة اخذت من تمام الامر سميت تميمة لانه يعتقد فيها انها تتم الامر. فدعا عليه عليه الصلاة والسلام بالا يتم الله جل وعلا له المراد قال ومن تعلق ودعه فلا ودع الله له. والودعة نوع من الصدقة والخرز يوضع على صدور الناس او يعلق على العضد ونحو ذلك لاجل ايضا دفع العين ونحو من الافات او رفع العين ونحوها من الافات. قال ومن تعلق ودعة فلا ودع الله له. يعني فلا تركه وذلك ولا جعله في دعة وسكون وراحة. ودعاؤه عليه الصلاة والسلام عليه ذلك لانه اشرك بالله جل وعلا. قال وفي رواية من تعلق تميمة فقد اشرك لان تعليق التمائم والتعلق بها شرك اصغر بالله جل وعلا وقد يكون اكبر حسب الحال كما سيأتي قال ولابن ابي حاتم عن حذيفة انه رأى رجلا في يده خيط من الحمى فقطعه وتلا قوله تعالى وما يؤمن اكثر بالله الا وهم مشركون. مناسبة هذا الحديث او الاثر للباب ظاهرة من ان حذيفة الصحابي رضي الله وعن رأى رجلا في يده خيط هذا الخيط من الحمى. من هنا تعليلية يعني علق الخيط لاجل رفع الحمى. او لاجل دفع الحمى ومن لها استعمالات شتى مرنا في اول الباب انها تبعيضية وهنا ايضا انها تعليلية لها احوال كثيرة جمعها ابن ام قاسم في نظمه لبعض حروف المعاني بقوله اتتنا من لتبين وبعض وتعليل وبدء وانتهاء وزائدة وابدال وفصل ومعنى عنه وعلا وفي وباء. فمنها ان من تكون للتعليم فقوله رأى رجلا في يده خيط من الحمى يعني لاجل دفع الحمى او لاجل رفع الحمى. فمن تعليل وضع الخيط في اليد. قال فقطعه وهذا يدل على ان هذا منكر عظيم. يجب انكاره ويجب قطعه قال وتلا قوله تعالى وما يؤمن اكثرهم اكثرهم بالله الا وهم مشركون. قال السلف في هذه الاية وما يؤمن اكثرهم بالله يعني ان الله هو الرب وهو الرزاق وهو المحيي وهو المميت. يعني توحيد الربوبية الا وهم مشركون به جل وعلا في العبادة فليس توحيد الربوبية بمنج بل لا بد من ان يوحد الله العبادة وهذا بالدليل في الشرك الاكبر وقد قال المصنف رحمه الله ان فيه ان الصحابة يدلون بما نزل في الشرك الاكبر على الشرك الاصغر