او ببقاع مختلفة قد يكون شركا اكبر وقد يكون شركا اصغر يكون شركا اكبر اذا طلب بركتها معتقدا ان هذا الشجر او الحجر او القبر اذا تمسح به او تمرد عليه او التصق به وايضا فيه يعني في البخاري قال ما هذه باو احد الصحابة ما هذه باول بركتكم؟ يا ال ابي بكر. هذه البركة التي اضيفت لكل مسلم واضيفت لال ابي بكر بركة عمل ذات انواع. ظنوا ان هذا لا يدخل في الشرك. وان كلمة التوحيد لا تهدم هذا الفعل ولهذا قال العلماء قد يغيب عن بعض الفضلاء بعض مسائل الشرك. لان الصحابة وهم اعرف الناس باللغة المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد بن ابراهيم بن عبداللطيف ال الشيخ. شروحات كتب الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله شرح كتاب التوحيد الدرس التاسع. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على اشرف المرسلين. نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. قال المصنف رحمه الله تعالى باب من تبرك بشجر او حجر ونحوهما. وقول الله تعالى افرأيتم اللات والعزى ومناة الثالثة الاخرى الكم الذكر وله الانثى تلك اذا قسمة. وعن ابي فاقد الليثي رضي الله عنه قال خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم الى حنين. ونحن حدثاء عهد بكفر وللمشركين سدرة يعكفون عندها وينوطون بها اسلحتهم يقال لها ذات انواط فمررنا بسدرة فقلنا يا رسول الله اجعل لنا ذات انواط كما لهم ذات انواط. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم الله اكبر انها السنن. قلتم نفسي بيده كما قالت بنو اسرائيل لموسى اجعل لنا الها كما لهم الهة. قال انكم قوم تجهلون لتركبون سنن من كان لتركبن سنن من كان قبلكم. رواه الترمذي وصححه قال باب قال بعد ذلك رحمه الله باب من تبرك بشجر او حجر ونحوهما. وقول الله تعالى افرأيتم متى والعزى الايات باب من تبرك بشجر او حجر ونحوهما يعني ما حكمه باب من تبرك بشجر او حجر ونحوهما ما حكمه الجواب هو مشرك يعني باب باب من تبرك بشجر او حجر ونحوهما فهو مشرك وقوله من تبرك التبرك تفاعل من البركة وهو طلب البركة والبركة مأخوذة من حيث الاشتقاق من مادة بروك او من كلمة بركة اما البنوك فبروك البعير يدل على ملازمته وثبوته في ذلك المكان والبركة وهي مجتمع الماء يدل على كثرة الماء في هذا الموضع وعلى لزومه له ثباته في هذا الموضع فيكون اذا معنى البركة كثرة الشيء الذي فيه الخير وثباته ولزومه فالتبرك هو طلب الخير الكثير وطلب ثباته وطلب لزومه تبرك يعني طلب البركة والنصوص في القرآن والسنة ده الذي على ان البركة من الله جل وعلا وان الله جل وعلا هو الذي يبارك. وان الخلق لا احد يبارك احدا. وانما هو جل وعلا الذي يبارك قال سبحانه تبارك الذي نزل القرآن على عبده يعني عظم خير من نزل الفرقان على عبده وكثر ودام وثبت. تبارك الذي بيده الملك. وقال سبحانه وبارك عليه وعلى اسحاق. وقال وجعلني مباركا. الذي يبارك هو الله جل وعلا. لا يجوز المخلوق للمخلوق ان يقول باركت على الشيخ او ابارك فعلكم. لان لفظ البركة ومعنى البركة انما هي من الله. لان الخير كثرته لزومه ثباته انما هو من الذي بيده الامر والنصوص في الكتاب والسنة دلت على ان البركة التي اعطاها الله جل وعلا للاشياء اما ان تكون الاشياء هذه امكنة او ازمنة واما ان تكون تلك الاشياء من بني ادم. يعني مخلوقات ادمية اما الامكنة والازمنة فظاهر ان الله جل وعلا حين بارك بعظ الاماكن كبيت الله الحرام ما حول بيت المقدس الذي باركنا حوله والارض المباركة ونحو ذلك ان معنى انها مباركة ان يكون فيها الخير الكثير اللازم الدائم لها. ليكون ذلك اشجع في ان يلازمها اهلها الذين دعوا اليها وهذا لا يعني ان يتمسح بارضها. او ان يتمسح بحيطانها. فهذه بركة لازمة. لا تنتقل بالذات فبركة الاماكن او بركة الارض ونحو ذلك هي بركة لا تنتقل بالذات يعني اذا لامست الارض او او دفنت فيها او تبركت بها فان البركة لا بالذات وانما الارض مباركة من جهة المعنى كذلك بيت الله الحرام هو مبارك لا من جهة ذاته يعني ان يتمسح به فتنتقل البركة وان هو مبارك من جهة ذاته من جهة المعنى. يعني اجتمعت فيه البركة التي جعلها الله في هذه البنية من جهة التعلق القلوب بها وكثرة الخير الذي يكون لمن ارادها واتاها وطاف بها وتعبد عندها. حتى الاسود هو حجر مبارك ولكن بركته لاجل العبادة يعني انه من استلمه تعبدا مطيعا للنبي صلى الله عليه وسلم في استلامه له وفي تقبيله فانه يناله به بركة الاتباع. وقد قال عمر رضي الله عنه لما قبل الحجر اني لاعلم انك حجر لا تنفع ولا تضر. قوله لا تنفع ولا تضر يعني لا ينقل لاحد شيئا من النفع ولا يدفع عن احد شيئا من الضر. ولولا اني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبلك ما قبلته هذا من جهة الامكنة واما الازمنة معنى كون الزمان مباركا مثل شهر رمظان او بعظ ايام الله الفاظلة يعني ان من تعبد فيها ورامى الخير فيها فانه يناله من كثرة الثواب ما لا يناله في غير ذلك الزمن والقسم الثاني البركة المنوطة بني ادم والبركة التي جعلها الله جل وعلا الناس انما هي بركة في من امن. لان البركة من الله جل وعلا. وجعل بركته للمؤمنين به وسادة المؤمنين هم الانبياء والرسل. والانبياء والرسل بركتهم بركة ذاتية. يعني ان اجسامهم مباركة. فالله جل وعلا جعل جسدا. هذا مباركا وجعل جسد ابراهيم عليه السلام مباركا وجعل جسد نوح مباركا. وهكذا جسد عيسى وموسى عليهم جميعا الصلاة والسلام. جعل اجسادهم بمعنى انه لو تبرك احد من اقوامهم باجسادهم اما بالتمسح بها او باخذ عرقها او بالتبرك ببعض الشعر فهذا جائز لان الله جعل اجسادهم مباركة. وهكذا النبي صلى الله عليه وسلم محمد بن عبدالله جسده ايضا جسد مبارك. ولهذا جاء في الادلة في السنة ان الصحابة كانوا يتبركون بعرقة يتبركون بشعره. واذا توضأ اقتتلوا على وضوءه. وهكذا في اشياء شتى ذلك لان اجساد الانبياء فيها بركة ذاتية يمكن معها نقل اثر هذه البركة او نقل البركة والفضل والخير من اجسادهم الى غيرهم. وهذا مخصوص بالانبياء والرسل ما غيرهم فلم يرد دليل على ان ثم من اصحاب الانبياء من بركتهم بركة ذاتية افضل هذه الامة ابو بكر وعمر فقد جاء بالتواتر القطعي ان الصحابة والتابعين والمخضرمين لم يكونوا يتبركون بابي بكر وعمر وعثمان وعلي بجنس تبركهم بالنبي صلى الله عليه وسلم بالتبرك بالشعر او بالوضوء او بالنخامة او بالعرق او بالملابس ونحو ذلك فعلمنا بهذا التواتر القطعي ان بركة ابي بكر وعمر انما هي بركة عمل. ليست بركة ذات تنتقل كما هي بركة النبي صلى الله عليه وسلم ولهذا جاء في الحديث الصحيح الذي رواه البخاري في صحيحه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ان من الشجر شجرة قال ان من الشجر لما بركته كبركة المسلم فدل هذا على ان في كل مسلم بركة هذه البركة راجعة الى الايمان والى العلم والدعوة والعمل. فنقول كل مسلم فيه بركة هذه البركة ليست بركة ذات وانما هي بركة عمل بركة ما معه من الاسلام والايمان وما في قلبه من الايقان والتعظيم لله جل وعلا والاجلال له والاتباع لرسوله صلى الله عليه وسلم. هذه البركة بركة العلم او بركة العمل بركة الصلاح لا تنتقلون. وبالتالي يكون التبرك باهل الصلاح هو الاقتداء بهم في التبرك باهل العلم هو الاخذ من علمهم والاستفادة من علومهم. وهكذا ولا يجوز ان يتبرك بهم بمعنى يتمسح بهم او يتبرك بريقهم. لان افضل الخلق لم يفعلوا ذلك لان افضل خلق من هذه الامة لم يفعلوا ذلك مع خير هذه الامة ابي بكر وعمر وعثمان وعلي. وهذا امر مقطوع به تبرك المشركين انهم كانوا يرجون كثرة الخير ودوام الخير ولزوم الخير وثبات الخير بالتوجه الى وهذه الالهة يكون منها الصنم الذي من الحجارة ويكون منها القبر من التراب ويكون منها الوثن ويكون منها الشجر ويكون منها البقاع المختلفة غار او عين ماء او نحو ذلك. هذه تبركات مختلفة جميعها تبركات شركية. ولهذا جاء الشيخ رحمه الله وقال باب باب من تبرك بشجر او حجر ونحوهما باب من تبرك بشجر او حجر. الشجر جمع شجرة. والحجر معروف والشجر معروف ذلك ان المشركين كانوا يتبركون بالاشجار والاحجار. حتى في اول الدعوة في هذه البلاد كانت الاشجار كثيرة التي يتبرك بها والاحجار كثيرة. قال ونحوهما نحوهما يعني نحو الشجر والحجر مثل البقاع المختلفة او غار او قبر او عين ماء او نحو ذلك من الاشياء التي يعتقد فيها اهل الجهالة ما حكمه الجواب انه مسرف كما صرح به الشيخ عبدالرحمن ابن حسن في شرحه فتح المجيد باب من تبرك بشجر او حجر او نحوهما فهو مشرك الشراح في هذا الموضع لم يفصحه هل شرك المتبرك بالشجر والحجر شرك اكبر او شرك اصغر وانما ادار المعنى الشيخ سليمان رحمه الله في التيسير بعد ان ساق تفسير اية النجم افرأيتم اللات والعزى؟ قال في اخره الاية للترجمة انه ان كان ذلك في الشرك الاكبر ان كان التبرك شركا اكبر فظاهر. وان كان شركا اصغر فالسلف يستدلون بالايات التي نزلت في الاكبر على الاصل وتحقيق هذا المقام ان التبرك بالشجر او بالحجر او بالقبر او يتوسط له عند الله فاذا اعتقد فيه انه وسيلة الى الله فهذا اتخاذ اله مع الله جل وعلا وشرك اكبر وهذا هو الذي كان يزعمه اهل الجاهلية بالاشجار والاحجار التي يعبدونها. وبالقبور التي يتبركون بها يعتقدون انهم اذا عكفوا عندها وتمسحوا بها او نثروا التراب عليها فان هذه البقعة او صاحب هذه البقعة او الروحانية الروح التي تخدم هذه البقعة انه يتوسط له عند الله جل وعلا. فهذا راجع الى اتخاذ انداد مع الله جل وعلا قد قال سبحانه والذين اتخذوا من دونه اولياء ما نعبدهم الا ليقربونا الى الله ويكون التبرك شركا اصغر اذا كان هذا التبرك بنثر التراب عليه او انصاف الجسم بذلك او التبرك بعين ونحوها اذا كان من جهة انه جعله سببا لحصول البركة بدون اعتقاد انه اوصل الى الله يعني جعله سببا مثل ما يجعل لابس التميمة او لابس الحلقة او لابس الخيط جعل تلك اشياء سببا فاذا اخذ تراب القبر ونثره عليه لاعتقاده ان هذا التراب مبارك واذا لابس جسمه ان جسمه يتبارك من جهة السببية فهذا شرك اصغر. لانه ما صرف عبادة لغير الله جل وعلا. وانما اعتقد ما ليس سببا مأذونا به شرعا سببا. واما اذا تمسح بها كما هي الحالة الاولى تمسح بها وتمرغ والتصق بها لتوصله الى الله جل وعلا فهذا شرك اكبر مخرج من الملة هذا قال الشيخ سليمان كما ذكرت لك ان كان التبرك شركا اكبر فظاهر في الاستدلال بالاية وان كان شركا اصغر فالسلف يستدلون بما نزل في الاصغر بما نزل في الاكبر على ما يريدون من الاستدلال في مسائل الشرك الاصل قال وقول الله تعالى افرأيتم اللات والعزى الايات افرأيتم اللات والعزى ومناة الثالثة الاخرى؟ هذه الثلاث ذكرت لكم ان الهمزة من قبل يعني بالامس ان الهمزة همزة الاستفهام اذا اتى بعدها فاء فانه يكون بينها وبين الفاء جملة دل عليها السياق. فمن اول سورة النجم الى هذا الموضع يدل على المحذوف قال افرأيتم اللات والعزى ومناة الثالثة الاخرى؟ اللات هذه صخرة بيضاء عند اهل الطائف وما هدمت الا بعد ان اسلم الثقيف. ارسل لها النبي صلى الله عليه وسلم المغيرة ابن شعبة فهدم اهلك وكسرها وكان عليها بيت ولها سدنة ولها خدعة. المقصود ان اللات صخرة وصفت بانها بيضاء. وفي قراءة ابن عباس وغيره من السلف رأوها اللات افرأيتم واللاتة واللات هذا رجل كان يلت السويق. وكان يعطيهم السويق في رواية على صخرة فعظموا تلك الصخرة. وفي رواية اخرى يعني عن السلف انه كان يلت لهم فلما مات عكفوا على قبره. فتحصن من هذا ان اللات صخرة واذا قرأت اللات فيكون قبر او صخرة كان يتعبد عندها ويتصدق ذاك الذي كان يلت السويف والعزى شجرة كانت بين مكة والطائف وكانت في العصر شجرة وهي ثم بني بناء على ثلاث سمرات وكان هناك له سدنة وكانت امرأة كاهنة هي التي تخدم ذلك الشرك. ولما فتح النبي صلى الله عليه وسلم مكة ارسل اليها خالد ابن الوليد قطع الاشجار الثلاث سمرات الثلاث وقتل من قتل. فلما رجع واخبر النبي صلى الله عليه وسلم قال له ارجع فانك لم تصنع شيئا. فرجع فرآه السدنة ففروا الى الجبل ثم رأى مرأة ناشرة شعرها عري هي الكاهنة التي كانت تخدم ذلك الشرك تحضر الجن اظلال الناس في ذلك الموضع فرعاها فعلاها بالسيف حتى قتلها. فرجع للنبي صلى الله عليه وسلم قال تلك العزة. المقصود ان العزى اسم لشجرة كانت في ذلك الموضع. وفي الحقيقة تعلق الناس كان بتلك الشجرة وبي المرأة التي كانت تخدم ذلك الشرك. فلو قطعت الاشجار وبقيت المرأة فان المرأة ستغري الناس مرة اخرى بما تدل بما تذكره لهم او ما تحكيه لهم او ما تجيب به مطالبهم عن طريق الجن فيكون الشرك من قطع ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم تلك العزى يعني في الحقيقة هي المرأة التي تغري الناس بذلك والا فهي شجرة. كذلك قال ومن اتى الثالثة الاخرى الاخرى يعني الوضيعة الحقيرة منات هذه ايضا صخرة سميت مناتا بكثرة ما يمنى عليها من الدماء تعظيما لها وجه مناسبة الترجمة مناسبة الاية للترجمة ان اللات صخرة ومناة صخرة والعزى شجرة في الازمنة المتأخرة وفي زماننا هذا وجدت انهم يصنعون كما كان المشركون الاولون يصنعون عند الله وعند العزى وعند منات وعند ذات انهار. فانهم يعتقدون في القبر. بل يعتقدون في الحديد الذي وما كان يفعله المشركون عند هذه الثلاث هو عين ما يفعله المشركون في الازمنة المتأخرة عند الاشجار والاحجار والغيران قبور ومن قرأ شيئا مما يصنعه المشركون علم غربة الاسلام في هذه البلاد قبل هذه الدعوة وان الناس كانوا على شرك عظيم. واذا تأملت احوال ما حولك من البلاد مما من البلاد التي ينتشر فيها الشرك وجدت من اتخاذ الاشجار والاحجار الهة ويتبرك بها الشيء الكثير. اعظم من ذلك اتخاذ القبور الهة يتوجه اليها ويتعبد عندها. ثم ساق حديث ابي واقد الليثي قال عن ابي واقد الليثي قال خرجنا مع الله صلى الله عليه وسلم الى حنين ونحن حدثاء عهد بكفر وللمشركين سدرة يعكفون عندها وينوطون بها اسلحتهم قالوا لها ذات انواط فمررنا بسدرة بسدرة فقلنا يا رسول الله اجعل لنا ذات انوار كما لهم ذات كما لهم ذات انواط وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم الله اكبر انها السنن. قلتم والذي نفسي بيده كما قالت بنو اسرائيل لموسى اجعل لنا كما لهم الهة قال انكم قوم تجهلون لتركبن سنن من كان قبلكم. رواه الترمذي وصححه هذا الحديث حديث صحيح عظيم المشركون كانت لهم سدرة شجرة لهم معها اعتقاد. او لهم فيها اعتقاد واعتقادهم فيها يشمل ثلاثة اشياء الاول انهم كانوا يعظمونه الثاني انهم كانوا يعكفون عندها الثالث انهم كانوا ينوطون بها الاسلحة رجاء نقل البركة من الشجرة الى السلاح حتى يكون امضى وحتى يكون خيره لحامله اكثر وفعلهم هذا شرك اكبر. لانهم عظموها وعكفوا عندها والعكوف عبادة وهو ملازمة الشيب على وجه التعظيم والقربة والثالث انهم طلبوا منها البركة. فصار شركهم الاكبر لاجل هذه الثلاث مجتمعة الصحابة رضوان الله عليهم قالوا يعني من كانوا حديثي عهد بكفر قالوا اجعل لنا ذات انواط كما هؤلاء الذين كان اسلامهم بعد الفتح خفيت عليه بعض افراد توحيد العبادة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم الله اكبر انها السنن. قلتم والذي نفسي بيده كما قالت بنو اسرائيل لموسى لنا الها كما لهم الهة شبه عليه الصلاة والسلام وانتبه لهذا. شبه المقالة بالمقالة معلوم ان اولئك عبدوا غير الله عبدوا ذات الانوار. واما اولئك فانما طلبوا بالقول والنبي عليه الصلاة والسلام شبه القول بقول قوم موسى اجعل لنا الها كما لهم اله ولم يفعلوا ما طلبوا. ولما نهاهم النبي صلى الله عليه وسلم انتهوا ولو فعلوا ما طلبوا لكان شركا اكبر. لكن لما قالوا وطلبوا دون فعل قولهم شركا اصغر لانه كان فيه نوع تعلق بغير الله جل وعلا لهذا نقول ان اولئك الصحابة الذين طلبوا هذا الطلب لما نهاهم النبي صلى الله عليه وسلم انتهوا. وهم لا يعلمون ان هذا الذي طلبوه غير جائز والا فلا يظن بهم انهم يخالفون امر النبي صلى الله عليه وسلم ويرغبون في معصية فاذا صار الشرك في مقالهم. واما الفعل فلم يفعلوا شيئا من الشرك وهذا الذي قالوه قال العلماء هو شرك اصغر. وليس بشرك اكبر. ولهذا لم يأمرهم النبي صلى الله عليه وسلم بتجديد اسلامها. دل على ذلك قوله قلتم والذي نفسي بيده كما قال بنو اسرائيل لي موسى فشبه المقالة بالمقالة وقد قال الشيخ رحمه الله في المسائل انهم لم يكفروا وان الشرك منه اكبر ومنه اصغر لانه لم يأمرهم عليه الصلاة والسلام بتجديد الاسلام ظاهر من هذا ان الشرك الاكبر الذي كان فيه المشركون لم يكن راجعا الى التبرك بذات الانواط فقط وانما كان بالتعظيم والعكوف والتبرك بالتعليق قد قلت لك ان التبرك بالشجر والحجر ونحو ذلك. اذا كان فيه اعتقاد ان هذا الشيخ يقرب الى الله وانه يرفع الحاجة الى الله او ان تكون حاجاتهم ارجى اجابة وامورهم احسن اذا تبركوا بهذا فهذا شرك اكبر وهذا الذي كان يصنعه اهل الجاهلية. لهذا قلت لك ان فعلهم يشمل ثلاثة اشياء التعظيم وتعظيم العبادة وهذا لا يجوز الا لله. تعظيم ان هذا يتوسل ويتوسط لهم عند الله جل وعلا. وهذا ايجوز وهو من انواع العبادة واعتقاد شركي والثاني انهم عكفوا عندها ولازموا والعكوف والملازمة نوع عبادة فاذا عكف ولازم تقربا ورجاء ورغبة ورهبة ومحبة فهذا نوع من العبادة. والثالث التبرك فاذا يكون الشرك الاكبر ما ضم هذه الثلاثة. واذا تأملت ما يصنعه عباد القبور والخرافيون يسيد به القبر فالمشاهد المختلفة في البلاد التي يفشو فيها الشرك او يظهر فيها الشرك تجد ان الناس يعتقدون في الحائط الذي على القبر او في الشباك الحديدي الذي يحيط بالقبر فاذا تمسحوا به كانهم تمسحوا بالمقبور واتصلت روحهم بانه سيتوسط لهم لانهم عظموه. هذا شرك اكبر بالله جل وعلا لانه رجع الى اتعلق القلب في جلب النفع وفي دفع الضرب بغير الله جل وعلا وجعله وسيلة الى الله جل وعلا كفعل الاولين الذين قال الله فيهم ما نعبدهم الا ليقربونا الى الله زلفى واما الحالة الاخرى التي نبهتك في اول المقام عليها من انه يجعل بعظ التمسحات اسبابا مثل ما ترى بعظ الناس يأتي في الحرم ويتمسح بابواب الحرم الخارجية او ببعض الجدران او ببعض الاعمدة فهذا ان ان ثم روحا في هذا العمود او هناك احد مدفون بالقرب منه او ثم من يخدم هذا العمود من الارواح الطيبة طيبة كما يقولون تمسح لاجل ان يصل الى الله جل وعلا فهذا شرك اكبر. واما اذا تمسح باعتقاده ان هذا مكان مبارك وان هذا سبب قد يشفيه قد يشفيه اذا قلنا اذا كان يتمسح بجعله سببا هذا يكون شركه شرك اصغر. واذا كان تعلق قلبه بهذا المتمسح به او وتبرك به وعظمه ولازمه واعتقد ان ثمة روحا هنا او انه يتوسل به الى الله فان هذا شركا اكبر قال بعد ذلك باب ما جاء في الذبح لغير الله يعني من الوعيد وعنه شرك باب ما جاء في الذبح لغير الله من الوعيد وانه شرك بالله جل وعلا وآآ قول الشيخ رحمه الله باب ما جاء في الذبح لغير الله الذبح معروف وهو اراقة الدم ولغير الله اللام هذه يعني متقربا به الى غير الله ذبح لاجل غير الله والذبح الذبح فيه شيئان مهمات وهما نكتة هذا الباب. وعقدته الاول الذبح باسم الذبح باسم الله او الذبح بالاهلال باسم ما والثاني ان يذبح متقربا ليه ما يريد ان يتقرب اليك فاذا ثم تسمية وثم القصد. وهما شيئان اما التسمية فظاهرة فظاهر ان ما ذكر عليه اسم الله فانه جائز فكلوا مما ذكر اسم الله عليه. ان كنتم باياته مؤمنين وان ما لم يذكر اسم الله عليه فهذا الذي اهل لغير الله يعني ذكر غير اسم الله عليه فهذا اهل لغير الله به. وما اهل به لغير الله. وما اهل لغير الله به التسمية على الذبيحة من جهة المعنى استعانة فاذا سمى الله فانه استعان في هذا الذبح بالله جل وعلا لان الباء في قولك بسم الله يعني اذبح متبركا ومستعينا بكل اسم لله جل وعلا او بالله جل وعلا الذي له الاسماء الحسنى فاذا جهة التسمية جهة استعانة واما القصد فهذه جهة عبودية ومقاصد فذبح بسم الله لله كانت الاستعانة بالله والقصد من الذبح انه لوجه الله تقرب لله جل وعلا وصارت الاحوال عندنا اربع. الاولى ان يذبح باسم الله لله وهذا هو التوحيد والثانية ان يذبح باسم الله لغير الله وهذا شرك في العبادة والثالث ان ان يذبح باسم غير الله لغير الله وهذا شرك في الاستعانة وشرك في العبادة ايضا والرابع ان يذبح بغير اسم الله ويجعل الذبيحة لله وهذا شرك في الربوبية فاذا الاحوال عندنا اربعة اما ان يكون تسمية مع القصد لله جل وعلا وحده وهذا هو التوحيد وهو العبادة. فالواجب ان يذبح لله قصدا تقربا وان يسمي الله جل وعلا على الذبيحة. فان لم يسمي الله جل وعلا وترك التسمية عمدا فان الذبيحة لك الذبيحة لا تحيد وان لم يقصد بالذبيحة التقرب الى الله جل وعلا ولا التقرب لغيره وانما ذبحها لاجل اضياف عنده او لاجل ان يأكلها يعني ذبحها بقصد اللحم لم يقصد بها التقرب فهذا جائز وهو من المأذون فيه لان الذبح لا يشترط فيه ان ينوي التقرب بالذبيحة الى الله جل وعلا. فاذا صار عندك المسألة الاولى او الحالة الاولى مهمة ان تعلم ان ان ذكر اسم الله على الذبيحة واجب وان يكون قصدك بالتقرب بهذه الذبيحة. ان نويت بها تقربا ان يكون لله لا لغيره وهذا مثل ما يذبح من الاضاحي او يذبح من الهدي او نحو ذلك مما يذبحه المرء تعظيما لله جل وعلا عقيقة ونحو ذلك مما امر به شرف. فهذا تذبحه لله يعني تقصد التقرب لله هذه الذبيحة فهذا من العبادات العظيمة التي يحبها الله جل وعلا وهي عبادة النحر والذكر قد ينبح بسم الله ولكن يقول اريدها للاضياف. اريدها للحم اكل لحما ولم اتقرب بها لغير الله ايضا لم اتقرب بها لله. فنقول هذه الحالة جائزة لانه سمى بسم الله ولم يذبح لغير الله داخلا في الوعيد ولا في النهي بل ذلك من المأذون فيه الحالة الثانية ان يذبح باسم الله ويقصد بالتقرب ان هذه الذبيحة لغير الله فيقول مثلا بسم الله وينحر الدم وهو ينويه بنحره ازهاقه النفس الدم ينوي التقرب لهذا العظيم المدفون. بهذا النبي او لهذا الصالح. فهو ولو ذبح بسم الله فان الشرك حاصل من جهة انه اراق الدم تعظيما للمدفوع. تعظيما لغير الله كذلك يدخل فيه ان يذكر ان يذكر اسم الله على الذبيحة او على المنحور ويكون قصده بالذبح ان يتقرب به للسلطان مثل او للملوك او لامير ما وهذا يحدث عند بعض البادية وكذلك بعض الحذر الحظر اذا ارادوا ان يعظموا ملكا قادما او اميرا قادما او ان يعظموا سلطانا او شيخ قبيلة فانهم يستقبلونه الجمال يستقبلونه بالبقر يستقبلونه الشياه يعني بالظأن الخرفان ويذبحونها في وجهه يسيل الدم عند اقباله. هذا ذبح ولو سمى الله عليه. لكن تكون الذبيحة قصد بها غير الله جل وعلا وهذه افتى العلماء بتحريمها لان فيها اراقة دم لغير الله جل وعلا فلا يجوز اكلها ومن باب اولى قبل ذلك لا يجوز تعظيم اولئك بمثل هذا التعظيم لان اراقة الدم انما يعظم به الله جل وعلا وحده لانه هو الذي سبحانه يستحق العبادة والتعظيم بهذه الاشياء وهو الذي اجرى الدماء في العروق سبحانه وتعالى الحالة الثالثة ان يذكر غير اسم الله وان يقصد بالذبيحة غير الله جل وعلا. فيقول مثلا باسم المسيح ويحرك يده ويقصد بها التقرب للمسير فهذا الشرك جمع شركا في الاستعانة وشركا في العبادة. او ان يذبح باسم البدوي او باسم الحسين او باسم السيدة زينب او باسم العيدروس او باسم المارغناني او نحو ذلك منه الناس الذين توجه اليهم بعض الخلق بالعبادة فيذبح باسمها ويقصد بها هذا المخلوق يعني ناوي ينوي حين ذبح ان يريق الدم تقربا لهذا المخلوق. فهذا الشرك جاء من جهتين. الجهة اولى جهة الاستعانة والجهة الثانية جهة العبودية والتعظيم واراقة الدم لغير الله جل وعلا والرابع ان يذبح باسم ان يذبح باسم باسم غير الله ويجعل ذلك لله جل وعلا وهذا نادر وربما حصل الى انه يذبح للمعظم يذبح للبدوي او يذبح او يذبح للشيخ عبد القادر او نحو ذلك ثم ينوي بهذا التقارب بهذا ان يتقرب الى الله جل وعلا وهذا في الحقيقة راجع الى الشرك في الاستعانة والشرك في العبادة. قال شيخ الاسلام رحمه الله في معرظ كلام له في هذه المسائل قال ومعلوم ان الشرك في العبودية اعظم من استعانة بغير الله فهذه المراتب اعظمها كلها شرك بالله جل وعلا الحالة الثانية الصورة منها انه يذبح لسلطان ونحوه. بعض العلماء ما اطلق عليها انها شرك وانما قال تحرم لاجل انه لا يقصد بذلك تعظيم ذاك كتعظيم الله جل وعلا. المقصود ان الشرك بقصد الذبح لغير الله شرك في ادير والشرك بذكر غير اسم الله على الذبيحة شرك في الاستعانة. ولهذا قال جل وعلا ولا تأكل مما لم يذكر اسم الله عليه وانه لفسق وان الشياطين ليوحون الى اوليائهم ليجاهلوكم. وان اطعتموهم ان لمشركون. يعني ان اطعتموهم في الشرك فانكم مشركون كما انهم مشركون نكمل ان شاء الله بقية الباب غدا باذن الله وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد