بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن اهتدى بهداه اما بعد قال المؤلف رحمه الله تعالى وغفر له ولشيخنا والمسلمين حدثنا هشام ابن خالد الدمشقي قال حدثنا محمد بن شعيب وهو ابن شابور قال حدثنا عمر بن عبد الله المولى غفرة قال سمعت انس بن مالك رضي الله عنه يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اتاني جبريل وفي يده كهيئة المرآة البيضاء فيها نكتة سوداء. فقلت ما هذه يا جبريل؟ قال هذه الجمعة بعث بها اليك ربك تكون عيدا لك ولامتك من بعدك قلت وما لنا فيها؟ قال لكم فيها خير كثير. انتم الاخرون السابقون يوم القيامة. وفيها ساعة لا يوافقها عبد يصلي يسأل الله شيئا الا اعطاه قلت ما هذه النقطة السوداء قال هذه الساعة تكون تكون تكون يوم الجمعة وهو سيد الايام. ونحن نسميه عندنا يوم المزيد. قلت وما المزيد يا قال ذلك بان ربك اتخذ في الجنة واديا افيحا من مسك ابيض فاذا كان يوم يوم الجمعة من ايام الاخرة هبط الرب تبارك وتعالى عن عرشه الى كرسيه وحف الكرسي من نور فيجلس عليها النبيون وحف المنابر بكراسي من ذهب فيجلس عليها الصديقون والشهداء ويهبط اهل الغرف من غرفهم فيجلسون على كثبان المسك. لا يرون لاهل المنابر والكراسي عليهم فضلا في المجلس. ثم يتبدل ادى لهم ذو الجلال والاكرام. فيقول سلوني فيقولون باجمعهم نسألك الرضا. فيشهدهم على الرضا ثم يسألونه حتى تنتهي نهية كل عبد منهم ثم يسعى عليهم بما ثم يسعى عليهم بما لا عين رأت ولا اذن سمعت ولا خطر على قلب بشر. ثم يرتفع الرب عن كرسيه الى عرشه ويرتفع اهل الغرف الى غرفهم وهي غرفة من لؤلؤة بيضاء او زبرجدة خضراء او ياقوتة حمراء ليس فيها قسم ولا وصم مطردة فيها انهارها متدلية فيها ثمارها فيها ازواجها وخدمها ومساكنها فليس اهل الجنة الى شيء اشوق منهم الى يوم الجمعة. ليزدادوا قربا من الله ورضوانا. الله المستعان. ماذا حكم على الحديث نعم هذا الحديث حديث آآ اشار المحققون الى ضعفه وهو من الاحاديث التي اوردها ابن القيم رحمه الله في زاد المعاد في فضائل يوم الجمعة والسلف رحمهم الله كما ترون يسوقون الاحاديث وان كان فيها ضعف باب الترغيب. نعم حدثنا عبد الله بن صالح قال حدثني الليث قال حدثني يونس عن ابن شهاب عن سالم عن عبد الله ابن عمر رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من الناس فاثنى على الله بما هو اهله ثم ذكر الدجال. فقال لا ادري اتدركونه ما من نبي ما من نبي الا وقد قومه لقد انذره نوح قومه ولكني اقول لكم قولا لم يقله نبي لقومه. تعلمون انه اعور وان الله ليس باعور قال الزهري قال الزهري اخبرني عمر بن ثابت الانصاري انه اخبره بعض اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوم قال يوم حذر الناس انه مكتوب بين عينيه كافر يقرأه من كره عمله او يقرأه كل مؤمن وقال تعلموا قلنا انه لن يرى احدكم ربه حتى يموت نعم هذان الحديثان في ذكر الدجال ومناسبتهما لباب الرؤية ان النبي صلى الله عليه وسلم حذر من الدجال ان النبي صلى الله عليه وسلم حذر من الدجال وذكر فيه علامة يراها الناس وهو انه اعور وهذا يدل على ان الله تعالى يمكن ان يرى. والا لما كان لذكر هذه العلامة الفارقة فائدة اخبر النبي صلى الله عليه وسلم آآ بخبر خص به امته مع ان الدجال ما من نبي الا وحذر امته منه. لكن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر لهم هذه الفائدة وهو ان الدجال اعور وان الله ليس باعور استفدنا من هذه الجملة ان الله سبحانه وتعالى له عينان اثنتان ان لهت عينان اثنتان فان العور يدل على افة في احدى العينين والله سبحانه وتعالى منزه عن ذلك دل هذا على ان الله تعالى له عينان وبهذا تلتئم الادلة المتعلقة باثبات العينين لله تعالى ذلك ان الله تعالى قد ذكر في كتابه صفة العين بصيغة الجمع فقال تجري باعيننا. وقال فانك باعيننا وذكرها بصيغة الافراد فقال ولتصنع على عيني في القرآن العظيم صيغة افراد وصيغة جمع وليس في القرآن العظيم صيغة التثنية كما في اليدين فان اليدين قد وردت للافراد والتثنية والجمع لكن قد ورد حديث وهو قول قول النبي صلى الله عليه وسلم فيما يروى اذا قام العبد يصلي قام بين عيني الرحمن لكن الذي دلنا على الجمع بين الافراد والجمع في اه صفة العينين هو هذا الحديث وان ربكم ليس باعور واما الافراد فانه لا يعارض. التثنية ولا الجمع لان المفرد المضاف يعم المفرد اذا اضيف يعم بمعنى انه لا يعارض تثنية ولا جمعا كقولك رأيت الحادثة بعيني لازم من هذا ان يكون لك عين واحدة آآ ومثله لو قلت مثلا آآ مشيت الى آآ فلان برجلي لا يقال ان ليس له الا رجل واحدة العرب عندها ان المفرد المضاف يعم. وبالتالي لا تعارض بين الافراد والتثنية واما الجمع والتثنية فسبيل التوفيق بين الصيغتين الطريقة احدهما ان نقول ان اقل الجمع اثنان فاذا قلنا اقل الجمع اثنان فحينئذ لا مشكلة. نحمل الجمع على اقله وهو اثنان ويقول لا بل اقل الجمع ثلاثة كما هو المشهور فان نجيب عن هذا بالقول انه اتى بصيغة الاعين مجموعة في في الايتين فانك باعيننا تجري باعيننا لاجل المشاكلة المضاف والمضاف اليه فلما كان المضاف اليه التي في اصل وضعها في اللغة تسمى ناء الفاعلين لكنها بالنسبة للرب نون العظمة فلما كانت في اصل وضعها في اللغة تدل على التكثر ناسب ان يكون المضاف من جنس المضاف اليه ولهذا قال اعيننا فان هذا افصح وابلغ واقوى في الدلالة على التعظيم لا ان المراد به كثرة الاعين اذا هذه هي الفائدة الاولى من قوله وان ربكم ليس باعور انها افادتنا ان الله تعالى له عينان اثنتان حقيقتان ينظر بهما يرى بهما سبحانه وبحمده الفائدة الثانية اثبات الرؤية فان النبي صلى الله عليه وسلم ما جعل هذه العلامة الفارقة لامته الا لكون الله تعالى تمكن رؤيته وقال وان ربكم ليس باعوام فكان مجرد النظر الى المسيح الدجال كافيا في ابطال دعوة الوهيته اذ ان انه اعور والله تعالى ليس باعور ولو كان لا يمكن ان يرى الرب سبحانه وتعالى لما كان لذكر ذلك فائدة ولا ريب ان امر الدجال عظيم حتى قال النبي صلى الله عليه وسلم ما بين خلق ادم الى قيام الساعة خلق اعظم من الدجال وما من نبي الا وحذر امته من الاعور الدجال وقد ذكر النبي صلى الله عليه وسلم احاديث كثر كثر في التحذير من الدجال وكان شديد الحدب على امته من شأنه حتى انه حدثهم عنه يوما حتى ظنه الصحابة انه في طائفة النخل وكان اذا لما سمع النبي صلى الله عليه وسلم بابن صائد او بابن صياد اه خشي ان يكون هو الدجال فذهب صلى الله عليه وسلم يتخفى بين جذوع النخل يريد ان ان يباغته ليرى اهو كاهن ام هو الدجال حتى تبين بانه دجال من الدجاجلة وليس هو الاعور الدجال الموصوف والمقصود ها هنا ما يتعلق بمسألة الرؤية وهذان الحديثان بسند المؤلف رمز لهما بالظعف او اشار اليهما بالضعف لكنهما بحمد الله في الاحاديث الصحيحة وكذلك ايضا كون من علاماته انه مكتوب بين عينيه كافر وفي بعض النسخ كاء فاء راء مقطعة وهذه قد ورد ورد الاحاديث فيها في السنن وانه يقرأها كل مؤمن كاتب وغير كاتب وهذا من رحمة الله بعباده يمكن المؤمن حتى الامي غير الكاتب من ان يقرأ هذه بين عيني الدجال يقرأه كل مؤمن كما قلت لكم ورد في السنن ما يدل على انه يتمكن من قراءتها الكاتب وغير الكاتب ثم قال حدثنا سليمان ابن حرب قال حدثنا حماد ابن زيد عن عطا ابن السائب عن ابيه ان عمار ابن ياسر رضي الله عنه صلى باصحابه صلاة اوجز فيها فقيلا له خففت فقال اما اني قد دعوت فيها بدعاء سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم ومظافة تبعه رجل فسأله عن الدعاء. ثم رجع الى القوم فاخبرهم فقال اللهم اني اسألك بعلمك الغيب وقدرتك على الخلق احيني ما علمت الحياة خيرا لي وتوفني اذا كانت الوفاة خيرا لي واسألك خشيتك في الغيب والشهادة. واسألك كلمة الحق في الغضب والرضا. واسألك القصد في الفقر والغنى. واسألك نعيما لا ينفد. واسألك قرة عين لا تنقطع واسألك الرضا بعد القضاء فاعلم واسألك واسألك الرضا بعد القضاء واسألك برد العيش بعد واسألك لذة النظر الى وجهك واسألك الشوق الى لقائك في غير ضراء مضرة ولا فتنة مضلة. اللهم زينا بزينة الايمان. واجعلنا هداة مهتدين. نعم هذا حديث عظيم ويتضمن دعاء من انفع الادعية التي ينبغي للمؤمن ان يكثر من الدعاء منه سببه ان عمار ابن ياسر رضي الله عنه اما او صلى فكأنهم رأوا ان صلاته خفيفة فاخبرهم بانه قد دعا فيه بدعاء عظيم يعني ان صلاته تسعت لهذا الدعاء وجمل هذه الدعاء جمل آآ ينبغي لكل مؤمن ان يتملاها وان يستغرق في معانيها لان الامر كما قال عمر رضي الله عنه قال اني لا احمل هم الاجابة ولكني احمل هم الدعاء. فاذا الهمت الدعاء الهمت الاجابة اه فكان من دعائه الذي سمعه من النبي صلى الله عليه وسلم اللهم اني اسألك اللهم اني اسألك بعلمك الغيب وقدرتك على الخلق هذا توسل الله سبحانه وتعالى بصفاته فقد سأل بوصفين عظيمين بعلمه وبقدرته بعلمه الغيب وبقدرته على الخلق سأل بهما ما يناسب هذا الاستهلال ما هو احيني ما علمت الحياة خيرا لي وتوفني اذا كانت الوفاة خيرا لي لان امر الحياة والموت مبني على العلم والقدرة مبني على العلم والقدرة. فسأل الله تعالى بوصفين يتحقق بهما مطلوبه وهو علمه وقدرته وذلك ان الانسان ينبغي ان يكل امره الى الله عز وجل صغيره وكبيره دقه وجله فهو يسأل الله تعالى ان يمد في عمره ما علم الحياة خيرا له اذ ليست الحياة دوما في صالح العبد وربما يمد في عمر انسان ويكون عمره وبالا عليه كما ترون في كثير من المعمرين او في بعض المعمرين انما يزداد اثما يستكثر من السيئات والموبقات بسبب طول عمره اليس كل طول عمر يكون لصاحبه بل ربما كان عليه ولهذا قال احيني ما علمت الحياة خيرا لي فاذا كانت الحياة خيرا فحي هلا. فخيركم من طال عمره وحسن عمله وتوفني اذا كانت الوفاة خيرا لي احيانا تكون الوفاة خيرا لصاحبها آآ يكون الموت خير لصاحبه من الحياة ولهذا جاء في الحديث واذا اردت بعبادك فتنة فاقبضنا اليك غير خزايا ولا مفتونين فانه يأتي على الناس زمان كما في صحيح البخاري يقف الرجل على القبر ويقول ليتني مكانه وما به الدين يعني ليس الذي حمله على ذلك ثقل الديون التي آآ ارهقته. لكن الفتن التي تعتام الناس عياذا بالله قال وهذا خير هذا الدعاء يرعاكم الله خير من ان يدعو الانسان على نفسه بالموت فقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك وقال لا يتمنين احدكم الموت لضر اصابه فان كان ولابد فاعلا فليقل اللهم احيني ما علمت الحياة خيرا لي وتوفني اذا علمت الوفاة خيرا لي. هذا تفويض الله عز وجل وطلبوا الخيرة ليس من هذا المنهي عنه قول مريم رضي الله عنها يا ليتني مت قبل هذا وكنت نسيا منسيا. فانها لم تقل لكمال ادبها رضي الله عنها. اللهم اهلكني اللهم امتني كما يفعل بعض من يضيق عطنه وينفد صبره من النساء والرجال وانما قالت بادب يا ليتني مت قبل هذا. وكنت نسيا منسيا يتأمل الفرق بين الصيغتين ثم تأمل في قول النبي صلى الله عليه وسلم واسألك خشيتك في الغيب والشهادة. اي والله هذه الخشية هي ثمرة العلم وهي حقيقة العبودية انما يخشى الله من عباده العلماء ان الذين اوتوا العلم من قبله اذا يتلى عليهم يخرون للاذقان سجدا ويقولون سبحان ربنا ان كان وعد ربنا لمفعولا ويخرون للاذقان يكون ويزيدهم خشوعا فهذا العلم اورثهم الخشية والخشوع العبد يسأل الله تعالى خشية ربه في الغيب والشهادة لا يتخشع في الشهادة فقط امام الناس. بل اذا اوصد الابواب وارخى الستور قامت خشية الله في قلبه ان الذين يخشون ربهم بالغيب لهم مغفرة واجر كبير. هذه هي الخشية الحقيقية لكن ليس معنى ذلك انها تفارق الانسان في الشهادة. لا هي مطلوبة في الحالين واسألك كلمة الحق في الغضب والرضا وهذه عظيمة ما اعز كلمة الحق الغضب فان الغضب يحمل صاحبه على تنكب الطريق والتفوه بخلاف الحق ربما تمكن الانسان من اصابة كلمة الحق في الرضا حينما يكون في حال السواء لكن اذا انفعل وخرج عن طوره تفلست الكلمات على لسانه وصار يهرف بما يعرف وما لا يعرف. الا من عقل الله لسانه بالتقوى ولهذا سألك هل كلمة الحق في الغضب والرضا وكم من كلمة يقولها صاحبها في حال الغضب فيعض عليها اصابع الندم الذي قال والله لا يغفر الله لك فقال الله من ذا الذي يتألى علي الا اغفر لفلان؟ اني قد غفرت له واحبطت عملك. قال ابو هريرة لقد قال كلمة او بقت دنياه واخراه مع انه قالها غضبا لله او يعني قالها في حال غضب لكنه لم يصب والعياذ بالله وكلا وكالصحابي الذي لما قال النبي صلى الله عليه وسلم يوم احد من لقي العباس فلا يقتله قال نقتل اباءنا واخواننا ونجع العباس والله لان لقيته لالجمنه السير قال النبي صلى الله عليه وسلم يا عمر ايسرك ان يضرب وجه عم رسول الله بالسيف او كلمة نحوه. قال يا رسول دعني اضرب عنقه ابى عليه النبي صلى الله عليه وسلم فما زالت هذه الكلمة في نفسه قائلها حتى قال حتى ظننت انه لا يكفرها الا الشهادة الا الشهادة فقتل رضي الله عنه شهيدا يوم الحديقة في قتال مسيلة الكذاب وبالجملة يا اخوة ويا اخوات ومن بلغ على الانسان ان يعقل لسانه في حال غضب ما استطاع فان الانسان في حال الغضب يفقد السيطرة اقل ما ينبغي ان تصنع في حال الغضب ان تعقل لسانك لا تتكلم ولهذا جاء في الحديث اذا غضب احدكم فليسكت لان هذا اقل شي يمكن ان تفعله. ولن تندم على السكوت اما اذا اطلقت لسانك فانك لا تدري ما يمكن ان يصدر عنك قال واسألك القصد في الفقر والغنى. اي نعم. القصد هو التوسط وذلك ان من الناس من يكون في حال الغنى مبذرا ولا يبالي بما يفعل ويكون في حال الفقر مقترا وقد اثنى الله تعالى على عباده وسماهم عباد الرحمن بقوله والذين اذا انفقوا لم يسرفوا ولم يقتلوا وكان بين ذلك قواما فلهذا قال واسألك القصد في الفقر والغنى واسألك نعيما لا ينفد. اي نعيم لا ينفد؟ نعيم الجنة وكل نعيم سوى نعيم الجنة فمآله للنفاد لا ريب واسألك نعيما لا ينفد واسألك قرة عين لا تنقطع قرة العين هذه انما تكون في الجنة. فان العين لا تقر قرارا حقيقيا الا اذا بلغت مرادها اما القلق فان عينه زائغة المتلفت يمنة ويسرة لا تستقر عينه في حدقتها قال واسألك قرة عين لا تنقطع. واسألك الرضا بعد القضاء. وهذا من اعلى درجات مواجهة الاقدار المؤلمة. وهو الرضا وذلك ان الناس في مواجهة الاقدار المؤلمة اطباق منهم من يتسخط ومنهم من يصبر ومنهم من يرضى ومنهم من يشكر والمتسخط اثم والصابر سالم والراضي رابح واعلى منه الشاكر وربما تقلب المؤمن بين الاطباق الثلاث اعني الصبر والرضا والشكر وهذا يقع للمؤمنين تارة يعقل لسانه وجوارحه ويكظم ما في نفسه يتحمل ما يقع عليه فيكون في حال الرظا في حال الصبر وتارة يستوي عنده الامران سيكون في حال في حال الرضا وتارة يبلغ الامر الى ان يبصر نعمة الله عليه في هذا البلاء فيبلغ درجة الشكر وقد يتقلب المؤمن بين هذه الاطباق الثلاث المهم الا ينحط الى الدرجة السفلى وهي السخط ان يتفوه بدعاء الجاهلية وثبوراه وويلاه. ونحو ذلك ولا يلطم خدا ولا يشق جيبا من افعال الجاهلية. ولا ايضا يجزع في نفسه جزعا يحمله وعلى آآ النقمة عدم الرضا بما قدر الله تعالى عليه اذا قال واسألك الرضا بعد القضاء واسألك برد العيش وايهما اي هذه الدرجات واجب الواجب الصبر اما الرضا فانه مستحب القول الراجح وقد ذهب ابن عقيل من الحنابلة الى ان الرضا واجب ولكن الصحيح ان الرضا مستحب وليس بواجب. وان الواجب هو الصبر قال واسألك برد العيش بعد الموت هذا برد العيش بعد الموت هو ما يكون للمؤمنين من برد العيش في قبورهم وبعد بعثهم وضده حر العيش والعياذ بالله وهما يصلاه الكافر في قبره وبعد بعثه واسألك لذة النظر الى وجهك وهذا هو الشاهد من ايراد هذا الحديث هذه الجملة الدعائية. اسألك لذة النظر الى وجهك دل ذلك على اثبات رؤية المؤمن لربه عز وجل. وانما خص الوجه بالذكر لان الوجه يدل على بقية او على عموم الذات. ولكن الوجه دوما اشرف ما يكون في الشيء لانه مأخوذ من المواجهة ولهذا قال واسألك نظرة لذة النظر الى وجهك وتأملوا في قوله لذة لم يقل اسألك النظر الى وجهك لان هذا لازم ولابد ان من نظر الى وجه الله التد ولا ريب ان هذا هو الواقع واسألك لذة النظر الى وجهك وفيها اثبات صفة الوجه لله عز وجل وهي ثابتة في الكتاب والسنة في نصوص كثيرة. واسألك الشوق الى لقائك وهذه ايضا من مطالب المؤمنين وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم كما في صحيح مسلم من احب لقاء الله احب الله لقاءه وهذا لا يتعارض مع كراهة المؤمن للموت فان المؤمن يكره الموت لكنه لا يكره لقاء ربه وثلاثة في بين الامرين كل مؤمن يحب لقاء الله ولكن وتختلف درجة هذه المحبة بين مؤمن ومؤمن النبي صلى الله عليه وسلم حال موتك كان يشير بيده ويقول الرفيق الاعلى الى الرفيق الاعلى وبلال كان في موته يقول غدا نلقى الاحبة محمدا وصحبه آآ هذا يختلف باختلاف آآ درجات الايمان واما الموت فان كراهته طبيعة انسانية. ولهذا قال الله تعالى في الحديث القدسي قال وما ترددت في شيء انا فاعله. ترددي في قبض رح عبدي المؤمن يكره الموت ويكره مساءته يكره الموت هذا امر مغروز في الفطار قال واسألك الشوق الى لقائك في غير ضراء مضرة ولا فتنة مضلة. اي ان لا يكون الحامل لي على هذا الامر اصابني من مرض او فتنة او غير ذلك قال ولا فتنة مضلة ثم ختمه بهذه الجملة اللهم زينا بزينة الايمان واجعلنا هداة مهتدين. وذلك ان الايمان له زينة له بهجة له يظهر في وجوه المؤمنين يعرفه اصحاب الايمان واصحاب المزاج السوي والفطر المستقيمة يميزون بين الوجوه المسفرة في الدنيا وبين الوجوه المكفهرة التي علتها ظلمة المعصية والكفر والفسوق والعصيان فيجد الانسان في وجوه المؤمنين من الاشراق والبهاء والنور يعني يدركه بمجرد مرأهم كما ان وجوه الفسقة والكافرين عليها غبرة وقطرة بسبب ما هم غارقون فيه من الكفر والفسوق والعصيان قال واجعلنا هداة مهتدين وصفة نهدي غيرنا مهتدين اي مهتدين لسبيلك وهم مهتدون بانفسهم هادون لغيرهم. فدل ذلك على النفع القاصر والنفع المتعدي فهذا دعاء عظيم وحديث عظيم. تظمن اثبات رؤية المؤمنين اه او دعاء المؤمنين برؤية ربهم سبحانه وتعالى ثم قال حدثنا احمد بن يونس قال حدثنا ابو شهاب وهو الحناط قال اخبرني خالد ابن ابن دينار عن حماد بن جعفر عن ابن عمر رضي الله عنهما قال الا اخبركم باسفل اهل الجنة؟ وساق احمد الحديث بطوله قال حتى اذا بلغ النعيم منهم كل مبلغ وظنوا ان لا نعيم افضل منه تجلى لهم الرب فنظروا الى وجه الرحمن قال احمد قلت لابي شهاب حديث خالد ابن ابن حديث خالد ابن دينار هذا في ذكر الجنة رفعه؟ قال نعم حدثنا يحيى الحماني وابو بكر اشار الى ضعفه ماذا عندك عبد العزيز اذا هذا اسناد منقطع فهو ضعيف نعم ثم قال حدثنا يحيى الحماني وابو بكر بن ابي شيبة قال حدثنا شريك عن ابي اسحاق. شريك شريك عن ابيه اسحاق عن سعيد ابن نمران عن ابي بكر الصديق رضي الله عنه في قوله تعالى للذين احسنوا الحسنى وزيادة. قال النظر الى وجه لله عز وجل حدثنا ابو بكر من ابي شيبة قال حدثنا وكيع عن سفيان عن ابي اسحاق عن عامر بن سعيد عن مسلم عن اليزيد عن حذيفة للذين الحسنى وزيادة. وعلى النظر الى وجه الله عز وجل حدثنا يحيى الحمماني وسليمان ابن حرب قال حدثنا حماد بن ابن زيد عن ثابت عن عبد الرحمن بن ابي ليلى في قوله تعالى للذين احسنوا الحسنى وزيادة. قال الحسن الجنة وزيادة النظر الى وجه الله عز وجل. لا يصيبهم بعد النظر اليه قطر ولا ذلة. حدثنا ابن ابي شيبة قال حدثنا ابو معاوية عن جويبر عن الضحاك للذين احسنوا الحسنى وزيادة. قال النظر الى وجه الله عز وجل واعتقدوا فيهم في ربهم العقائد الحسنة من صفات الكمال ونعوث الجلال واما من تنكب الطريق فانهم انكروا الله تعالى اه بقلوبهم وانكروا رؤيته واحالوها فاذا كان يوم القيامة وآآ تميز المؤمنون من الكفار وعرف كل سبيله حينئذ حدثنا احمد بن يونس قال حدثنا فضيل لعن ابن عياض عن سفيان عن ابي اسحاق عن عامر ابن سعيد ابن سعد في قوله تعالى للذين احسنوا الحسنى وزيادة قال الزيادة النظر الى وجه ربهم عز وجل. اي نعم هذه ستة احاديث ذكرها المصنف رحمه الله التي تحمل ارقام ستة وتسعين مئة وواحد اه منها ما هو ضعيف ومنها ما هو حسن ومنها ما هو صحيح قد فسر النبي صلى الله عليه وسلم الزيادة في بعضها ما هو موقوف على ابي بكر قال حذيفة وبعضها مقطوع على عبد الرحمن ابن ابي ليلى نعم ما يدل على تفسير الزيادة بالنظر الى وجه الله عز وجل وهذا لا يمكن الا ان يكون مما تلقي عن النبي صلى الله عليه فزيادة في الاية هي النظر الى وجه الله عز وجل واسرح من هذا كما مر بنا في درس الامس من ادلة القرآن قول الله عز وجل وجوه يومئذ ناضرة الى ربها ناظرة. نعم حدثني قال حدثنا وكيع عن ابي بكر الهدري عن ابي عن ابي تميمة الهجمي عن ابي موسى رضي الله عنه قال الزيادة النظر الى وجه الرب حدثنا محمد بن المنهاري البصري قال حدثنا يزيد ابن زريع عن سليمان عن سليمان التيمي عن اسلم عن ابي مرية عن ابي موسى الاشعري رضي الله عنه قال ابو موسى وهم ينظرون الى الهلال فقال كيف ربكم اذا رأيتموه جهرا حدثنا موسى ابن اسماعيل قال حدثنا حماد يعني ابن سلمة عن عطاء ابن السائب عن ابيه عن عمار ابن ياسر رضي الله عنه انه كان يقول في دعائه اللهم اني اسألك اللهم اني اسألك لذة النظر الى وجهك الى وجهك وشوقا الى لقائك حدثنا شيخ من اهل بغداد قال حدثنا شريك عن عثمان بن ابي عن عثمان بن ابي اليقظان عن انس ابن مالك ولدينا مزيد قال يتجلى لهم كل كل جمعة حدثنا موسى ابن إسماعيل قال حدثنا حماد عن جويبر عن الضحاك قال ان الملائكة اذا اخذوا باصوات من تحميد وتقديس وثناء على الله عز وجل فليس شيء اضرب منه. ليس النظر الى الله. حدثنا محمد بن منصور الذي يقال له. يعني قصته الا بقوله ليس النظر الى الله فليس شيء اقرب منه الا النظر الى الله. لكن الحديث او هذا الاثر ضعيف حدثنا موسى ابن منصور الذي يقال له الطوسي من اهل بغداد قال حدثنا علي بن شقيق قال انبأنا حسين بن واقظ عن يزيد النحوي عن يزيد النحوي عن عكرمة وجوه يومئذ ناظرة الى ربها ناظرة. قال ينظرون الى الله نظرا حدثنا الزهراني ابو الربيع قال حدثنا يعني اراد بذلك التحقيق عكرمة رحمه الله على وجوه يومئذ ناظرة الى ربها ناظرة ينظرون الى الله نظرا جعل هذا المفعول المطلق مؤكدا لفعله حدثنا الزهراني ابو الربيع قال حدثنا جرير ابن عبد الحميد عن يزيد ابي زياد، عن يزيد ابن ابي زياد عن عبد الله ابن الحارثي عن كعب قال ما نظر الله عز وجل الى الجنة الا قال طيبي لاهلك فزادت طيبا على ما كانت وما مر يوم كان لهم عيدا في الدنيا لا يخرجون في مقداره الا الا يخرجون في مقداره في رياض الجنة ويبرز لهم الرب ينظرون اليه وتسفي عليهم الريح بالطيب والمسك فلا يسألون ربهم شيئا الا اعطاهم ويرجعون الى اهليهم وقد ازدادوا على ما كانوا عليه من الحسن والجمال سبعين ظعفا حدثنا سعيد بن ابي مريم المصري قال انبأنا ابراهيم بن اسماعيل بن ابي حبيبة الانصاري قال كتب عمر بن عبدالعزيز الى بعض امراء الاجناد اما بعد فاني اوصيك بتقوى الله وطاعته والتمسك بامره والمعاهدة التي والمعاهدة التي حملك الله من دينه واستحفظك من كتابه فان بتقوى الله نجا اولياؤه من سخطه وبها تحق ولايته وبها وافقوا انبيائه وبها وبها نظرت وجوههم ونظروا الى خالقهم قال ابو سعيد رحمه الله في هذه الاحاديث كلها كلها. واكثر منها قد رويت في الرؤية على تصديقها. والايمان بها ادركنا اهل الفقه مصارينهم مشايخنا ولم يزل المسلمون قديما وحديثا يروونها ويؤمنون بها ولا يستنكرونها ولا ينكرونها. ومن انكرها من اهل الزيغ نسبوه الى بل كان من اكبر رجائهم واجزل ثواب الله في انفسهم النظر الى وجه خالقهم حتى ما يعجلون به شيئا من نعيم الجنة. نعم صدق ابو سعيد. ما زال اهل الاسلام حملة الاثار والرواة من المحدثين قديما وحديثا يروون هذه حديث ويعظمونها ويقبلونها ويطيبون بها نفسا ويقرون بها عينا ويعظمون الرجاء بها ان ينالوا ما وعدهم الله تعالى من لذة النظر الى وجهه ولا ينكرون شيئا منها ولا يستشنعونها بل يشنعون على من ردها هذا امر لم يزل عليه اهل السنة والجماعة في اثبات الرؤية. وانما شرق بها اهل الاهواء والبدع كما سيذكر المصنف رحمه الله وقد كلمت بعض وقد كلمت بعض اولئك المعطلات وحدثت ببعض هذه الاحاديث. وكان ممن يتزين بالحديث في الظاهر. ويدعي معرفتها انكر بعضا ورد بعضا ورد ردا عنيفا. قلت قد صحت الاثار عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. فمن بعده من اهل العلم وكتاب الله الناظر فاذا اجتمع الكتاب وقول الرسول واجماع الامة لم يبقى لمتأول عندها تأول الا لمكابر او جاحد اما الكتاب فقوله تعالى وجوه يومئذ ناضرة. الى ربها ناظرة وقوله وقوله كلا انهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون. ولم يقل ولم يقل الكفار محجوبون الا وان المؤمنين لا يحجبون عنه. فان كان المؤمنون عندكم محجوبون عن الكفار عن الله كالكفار. محجوب محجوبين عن الله كالكفار. فاي توبيخ للكفار في هذه الاية؟ اذا كانوا هم والمؤمنون جميعا عن الله يومئذ يومئذ محجوبين واما قول الرسول صلى الله عليه وسلم فقوله لا تضامون في رؤيته كما لا تضامون في رؤية الشمس والقمر في الصحو ثم ما روينا عن هذه الجماعة من اصحاب محمد صلى الله عليه وسلم والتابعين. فهل عندكم مارد ذلك من كتاب او سنة او اجماع من الامة فاحتج بحديث ابي ذر عن النبي صلى الله عليه وسلم نور انا اراه فقلت هذا في الدنيا وكلاهما قد قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم. وتفسيرهما بين في الحديثين جميعا. فقالت عائشة رضي الله عنها من زعم ان محمدا رأى ربه عز وجل. فقد اعظم على الله الفريان وتلت لا تدركه الابصار وهو يدرك الابصار. وهو اللطيف الخبير حدثناه عمرو بن عون عنه شيء من عن داوود عن الشعبي عن مسروق عن عائشة قال ابو سعيد وانتم وجميع الامة تقولون به انه يرى ولا يرى في الدنيا فاما في الاخرة فما اكبر نعيم اهل الجنة الا النظر الى وجهه والخيبة لمن حرم وما تعجبون من ان وما تعجبون من ان كان الله ولا شيء من خلقه ثم خلق ثم خلق الخلق ثم استوى على عرشه فوق سماواته. واحتجب لخلق بحجب النار بحجب النار والظلمة كما جاءت به الاثار. ثم ارسل اليهم رسله يعرفهم نفسه بصفاته المقدسة. بصفاته المقدسة ليبلو بذلك ايمانهم. ايهم يؤمن به ويعرفه بالغيب. ولم يره وانما يجزى وانما يجزى العباد على ايمانهم بالله طيب لان الله عز وجل لو تبدى لخلقه وتجلى له في الدنيا لم يكن لايمان الغيب هناك معنى. كما انه لم يكفر به عندها كافر لعصاه عاص ولكنه احتجم عنهم في الدنيا. ودعاهم الى الايمان به بالغيب. والى معرفته والاقرار بربوبيته. ليؤمن به من قد سبق له منه السعادة ويحق ويحق القول على الكافرين ولقد تجلى لهم ولو قد تجلى. ولو قد تجلى لهم لامن به من في الارض كلهم جميعا. بغير رسل ولا كتب ولا دعاة ولم يعصون طرفة عين. فاذا كان يوم القيامة تجلى لمن امن به وصدق رسله وكتبه. وامن برؤيته واقر بصفاته التي وصف بها نفسه حتى يروه عيانا مثوبة منه لهم واكراما. ليزدادوا بالنظر الى من عبدوه بالغيب نعيما. وبرؤيته فرحا واغتباطا. ولم رؤيته في الدنيا والاخرة جميعا. وحجب عنه الكفار يومئذ اذ حرموا اذ حرموا رؤيته كما كما حرم كما حرموها في الدنيا ليزدادوا حسرة وثبورا. نعم اذا المصنف رحمه الله دلل على اثبات الرؤية بانواع الادلة من الكتاب ومن السنة ومن الاجماع ثم من المعنى والنظر الصحيح وقد مر بنا ادلة الكتاب وادلة السنة التي ساقها وكذلك آآ اجماع المسلمين على هذا الامر من الصحابة والتابعين ومن يعتد بقولهم ثم ربع بهذا المعنى وهو ان الله سبحانه وتعالى لما خلق الخلق واحتجب عنهم في عليائه سبحانه بحجب النور والنار والظلمة وجعل ذلك محل الابتلاء وهو الايمان بالغيب يرى سبحانه من يؤمن به بالغيب ممن لا يؤمن به. اذ لو كان تبدى لهم ورأوه لما تميز المؤمنون من الكفار ولا عرف اهل الايمان من اهل الكفران الله سبحانه وتعالى قد احتجب عنهم في الدنيا ودعاهم الى الايمان به فاما اهل الايمان ومن سبقت لهم من الله الحسنى فانهم بادروا الى الايمان به وتصديقه وتصديق رسله بما اودعه الله تعالى في قلوبهم يتبدل الرب سبحانه وتعالى لاولياءه المؤمنين مثوبة لهم على سابقة ايمانهم وتصديقهم سيحصل لهم بذلك اعظم النعيم. ولا يجمع الله عليهم حجابين حجاب في الدنيا حجاب في في الاخرة اما من منع رؤيته في الدنيا وحجب قلبه عن العلم بالله تعالى واعتقد حجب عينه عن النظر اليه فانه يجتمع عليه الحجابات فهذه انواع اربعة من الادلة المتظافرة على اثبات الرؤية والشيخ رحمه الله قد شرع في ذكر شبهات المانعين للرؤية هي تنقسم في الواقع الى قسمين اه الى شبهات مبنية على ادلة نصية وشبهات مبنية على امور عقلية فاما شبهاتهم المبنية على نصوص فمن ذلك ما تقدم من آآ احتجاجهم بقول النبي صلى الله عليه وسلم نور انا اراه لما سأله ابو ذر هل رأيت ربك او رأيت ربك؟ قال نور انا اراه وفي لفت رأيت نورا الجواب هذا سهل في ان نقول انما كان ذلك في الدنيا حينما عرج بالنبي صلى الله عليه وسلم وبلغ سدرة المنتهى وكلمه ربه بين انه لم يره انه لن يرى وانما رأى نورا رأى الحجب قد قالت عائشة رضي الله عنها قولا فاصلا في ذلك لمسروق لما قال لها هل رأى محمد ربه؟ قالت لقد قلت قولا قفله شعر رأسي يعني فزعت منه حتى قفله شعر رأسي. من حدثك ان محمدا قد رأى ربه فقد اعظم على الله الفدية واستدلت بالاية لا تدركه الابصار وهو يدرك الابصار اذا هذا نص وهذا جوابه النص الثاني وسيذكره المؤلف وهو قول الله تعالى لا تدركه الابصار وهو يدرك الابصار فان اهل البدع زعموا ان معنى لا تدركه الابصار اي لا يمكن ان تراه الابصار ولاهل السنة عن هذا جوابا احدهما جواب عائشة رضي الله عنها كما دل عليه السياق السابق ان المراد بقوله لا تدركه الابصار اي في الدنيا لا تدركه الابصار اي في الدنيا فلا تبلغه ابصار المبصرين والجواب الثاني ان ان نفي الادراك ليس نفيا للرؤية المنفي في هذه الاية لا تدركه الابصار. هو الادراك وليس الرؤية ولا يلزم من نفي الادراك نفي الرؤيا. لان الادراك معناه الاحاطة واهل السنة معاذ الله ان يقولوا ان المبصر لله تعالى تحيط به لا يقولون بذلك ولا يزعمون ان ان الرائي لله تعالى يحيط به ويدركه وانما يثبتون رؤية ويستدلون على هذا بقول الله تعالى في قصة موسى مع فرعون ان موسى قال لقومه فلما ترى ان الله تعالى اخبر فقال فلما تراءى الجمعان قال اصحاب موسى انا لمدركون حصلت رؤية ولا لا حصلت رؤيا. هل حصل ادراك لم يحصل ادراك اذا لا يلزم من نفي الادراك نفي الرؤية وقد تحصل رؤية ولا يلزم من الرؤية ادراك كما هو في اه مدلول الاية فلما ترى الجمعة قال اصحاب موسى انا لمدركون قال كلا. اذا كلا لا يلزم من رؤية ادراك خلافا لما ادعته اه اه المبتدعة فهذا جواب عن يعني ما استدلوا به من النص اه ايضا من النصوص التي استدلوا بها قول قول الله عز وجل لموسى عليه السلام حينما طلب الرؤيا قال ربي ارني انظر اليك قال لن تراني قالوا هذا دليل على امتناع الرؤية واستحالتها اذ لو كان احد حقيق بالرؤية لكان موسى الذي كليم الرحمن والجواب عن هذا ان يقال ان قوله لن تراني اي في الدنيا وليس لن تراني مؤبدا ولهذا ذهب ابن مالك رحمه الله امام العربية الى ان لن لا يلزم منها التأبيد لا يلزم منها التأبيد. فقال في الفيته ومن رأى النفي بلن مؤبدا فقوله اردد وسواه فاضد ومن رأى النفي بلا مؤبدا يعني مفيد التأبيد فقوله اردد وسواه فاضدا ليس بالضرورة تدل على النفي المؤبد. نعم ربما احيانا تدل على التأبيد كان يقول مثلا قائل لن افعل اه كان يقول المؤمن لن ازني مثلا يقصد على التأبيد ولكن ليس كل استعمال لها يدل على التأبين لو قال انسان لن اشرب الخمر سيشربها في الاخرة من خمر الجنة يلزم من ذلك التأبيد في كل حال ولو كان ولو كان سؤال موسى فاسدا لعاتبه الله تعالى كما عاتب على نوح. فان نوحا لما قال ربي ان ابني من اهلي عتب الله عليه وقال انه ليس من اهلك وقال اني اعظك ان تكون من الجاهلين. لكن لما كان سؤال موسى في اصله صحيحا وهو طلب الرؤيا لم يعتد الله عليه لهذا وانما صرفه عن امر لا يطيقه في الدنيا فقال لن تراني ولكن انظر الى الجبل. فان استقر مكانه فسوف تراني فلما تجلى ربه للجبل جعله دكا وخر موسى صعيقا اي افهمه بانه لا يطيق الرؤية بدليل ان هذا الجبل الاصم الشامخ العظيم الاشم لما تبدله ربه آآ جعله دكا فكيف بالانسان الضعيف الى غير ذلك من الادلة فهذه ادلتهم النقلية. او ما ارادوا ان يستدلوا به من ادلة نقلية واما ادلتهم العقلية فانها مغربة بعيدة. فمن ذلك مثلا انهم يقولون يلزم من الرؤية ان يكون الرب متحيزا واذا كان متحيزا لزم ان يكون جسما واذا كان جسما لزم ان يكون في جهة وهكذا ظلمات بعضها فوق بعض. شبه بعضها يمسك برقاب بعض وكلها مبنية على الفاظ مجملة ليست منفية في الكتاب والسنة باطلاق فحينما يقولون يلزم من الرؤية ان يكون متحيزا. ماذا تقصدون بالتحيز؟ وهل تجدون في الكتاب والسنة نفي التحيز باطلاق التحيز من الالفاظ المجملة التي تحتاج الى استقصال كنتم تقصدون نفي التحيز ان الله سبحانه وتعالى ليس في العلو فبئس ما قلته. وقولكم مردود عليكم واذا كان هذا هو المفهوم من التحيز فاننا المعنى. ونقول ان الله تعالى في العلو في جهة العلو وكذا قولهم يلزم من ذلك ان يكون جسما. ماذا تقصدون بقولكم ان يكون جسما؟ هل تجدون في الكتاب والسنة نفي الجسم باطلاق ان كنتم تقصدون بالجسم ان الله تعالى له ذات تقوم بها صفات فاننا نثبت هذا المعنى. هو سبحانه له ذات كريمة وتقوم بها صفات كريمة كالوجه واليدين والعينين. وسائل ما اخبر الرب به عن نفسه. فاذا كان هذا هو معنى الجسم عندكم فان نثبت هذا المعنى ولا آآ ولا غضاضة في ذلك بل هو الواجب المتعين وكذلك قولكم يلزم ان يكون في جهة نقول نعم ماذا تقصدون بالجهة هل تجدون في الكتاب والسنة نفي الجهة باطلاق لا تجدون ان كنتم تقصدون بنفي الجهة نفي جهة العلو فانا نثبتها. ونقول هذا معنى صحيح دلت عليه نصوص الكتاب والسنة والاجماع والفطرة والعقل ان الله تعالى في جهة العلو. ولا نقول كما تقولون انه في كل مكان منبث في الكون. كما هي عقائدكم الفاسدة فهذا من شبهاتهم العقلية يقولون ايضا في شبهاتهم العقلية انه يلزم من الرؤية وجود تناسب بين الرائي والمرئ وجود تناسب بين الرأي والمرء فانه لا يكون رأيا ومرئيا الا من كان بما كان بينهما مناسبة شبهة فاسدة يفسدون بها العقائد ويردون بها النصوص. كما يقولون مثلا في نفي المحبة. يقولون لا يمكن ان ان ان يحب ويحب لماذا؟ قالوا لانه لا تناسب بين الحاب والمحبوب. من اين لكم هذا؟ كانما يقولون هذا يتلون به قرآنا او حديثا متواترا وهي انما هي آآ غثائيات امور يدعونها لا تقوم على بينة ونقول لهم الله تعالى قد قال في في صريح كتابه يحبهم ويحبونه ثم هم يقولون لا يحبهم اي ينعم عليهم يحبونها يطيعونه ما الذي يحملكم على التجشم وهذه المشاق وتنكب الطريق لماذا تشقون بالقرآن؟ ما انزلنا عليك القرآن لتشقى اجر الايات على ظاهرها وعلى حقائقها اللائقة بالله لا يلزم من المحبة او وغيرها التناسب بين الحب. الم يقل النبي صلى الله عليه وسلم احد جبل يحبنا ونحبه ونحن ادميون واحد جبل اصم بل ان الناس يعبرون كثيرا في المحبة. احدهم يحب الطعام والشراب ويحب اه سائر المحبوبات حتى ان من الادميين من يحب بعض الدواب دون بعض يحب جملا من آآ مثلا جباله او دابة من دوابه او حتى سيارة من حديد اذا كان له اكثر من مركوب. هذا موجود فكيف يعني تعارضون الاحاديث والايات بمثل هذه الامور العقلية المتهافتة هذه وللاسف يعني هذا شؤم الانسياق وراء المقدمات العقلية المزعومة التي آآ اتى بها علم المنطق والفلسفة حينما اشتغل به المتكلمون وزعموا انهم يثبتون العقائد الايمانية بالادلة العقلية فلا عقلا حصلوا ولا نصا حفظ طيب نقرأ يسيرا. ماذا قال ابو سعيد محتجة محتج منهم بقول الله تعالى لموسى لن تراني ولكن انظري ولكن انظر الى الجبل. فان استقر مكانه فسوف تراني قلنا هذا لنا عليكم لا لكم. قلنا هذا لنا عليكم نعم. قلنا هذا لنا عليكم لا لكم انما قال لن تراني في الدنيا لان بصر موسى من الابصار التي كتب الله عليها الفناء في الدنيا. فلا تحملوا النظر الى نور البقاء. فاذا كان يوم القيامة ركبت الابصار باعوا للبقاء فاحتملت النظر الى الله عز وجل بما طوقها الله. الا ترى انه يقول فان استقر مكانه فسوف تراني ولو قد شاء لاستقر الجبل ورآه موسى. ولكن سبقت منه الكلمة انه لا يراه احد في الدنيا. فلذلك قال لن تراني فاما اي ان مراده بقوله ولو قد شاء لاستقر الجبل ورآه موسى اي ان الله تعالى احاله على ممكن لم يحله على ممتنع هذا يدل على انه غير ممتنع فان استقر مكانه فسوف تراني هو من حيث الامكان ممكن لو شاء الله تعالى لاقره لكن الله سبحانه وتعالى لم يجعل طاقة الادميين في الدنيا والمخلوقات آآ تتمكن من آآ يعني الصبر على التجلي والابصار. نعم اما في الاخرة فان الله تعالى ينشئ خلقه فيركب اسماعهم وابصارهم للبقاء. فيراه اولياؤه جهرا كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال بعضهم انا لا نقبل هذه الاثار ولا نحتج بها. قلت اجل ولا كتاب الله تقبلون. ارأيتم ان لم تقبلوها اتشكون ان مروية عن السلف مأثورة عنهم مستفيضة فيهم يتوارثونها عن اعلام الناس وفقهائهم. قرنا بعد قرن قالوا نعم قلنا فحسبنا اقراركم بها عليكم حجة لدعوانا. انها مشهورة مروية مروية تداولتها تداولتها العلماء والفقراء فهاتوا عنهم مثلها حجة لدعواكم. التي كذبتها الاثار كلها. فلا تقدرون ان كلها كلها فلا تقدرون ان تأتوا فيها بخبر ولا اثر. نعم هم في الواقع حينما تضيق بهم المذاهب يردون النصوص ويقولون لا نقبل هذه الاثار ولا نحتج بها لانهم لا يرفعون رأسا ما بعث الله به محمدا صلى الله عليه وسلم من الهدى والعلم. كما اخبر صلى الله عليه وسلم حين قسم الناس قال ان مثل ما بعثني الله به من الهدى والعلم كمثل غيث اصاب ارضا فكان منها طائفة طيبة قبلت الماء فانبتت الكلأ والعشب الكثير وكان منها اجادب امسكت الماء فشرب الناس منه وسقوا وزرعوا وكان منها قيعان لا تمسكوا ماء ولا تنبتوا كلأ كذلك مثل من نفعه الله بما بعثني به من الهدى والعلم فعلم وعلم. ومثل من لم يرفع بذلك رأسا ولم يقبل هدى الله الذي ارسلت به. فهؤلاء هؤلاء القوم للجهمية والمعتزلة لم يقبلوا هدى الله الذي بعث به محمد صلى الله عليه وسلم ورد النصوص. قال نعم قد علمنا انكم تردون من النصوص بل انكم رددتم كتاب الله. لكن هل تقرون هل تقرون بان الفقهاء والائمة قد رووها وتداولوها وذكروها قرنا بعد قرن؟ قالوا نعم لانهم لا يستطيعون انكار ذلك من ان هذه هي تجارة المؤمنين التي يشتغلون بها. قالوا نعم. قال حسبنا اقراركم بها عليكم حجة لدعوانا انها مشهورة مروية تداولتها العلماء والفقهاء ها هاتوا ما عندكم انتم هل عندكم ما تقاومون به؟ فهاتوا عنهم مثلها حجة لدعواكم التي كذبتها الاثار كلها فلا تقدرون ان تأتوا فيها بخبر لا اثر ما اقوى حجة رحمه الله وآآ اشد بيانه والزامه للحج حتى لكأنه يأخذ يعني حلوقهم اه لنختم ما يتعلق بالاثار وقال وقد علمتم وقد علمتم ان شاء الله انه لا يستدرك سنن رسول الله صلى الله عليه وسلم واصحابه واحكامهم وقضاياهم الا بهذه الاثار والاسانيد على ما فيها من الاختلاف وهي السبب الى ذلك. والنهج الذي درج عليه المسلمون وكانت امامهم في دينهم بعد كتاب الله عز وجل. منها يقتبسون علما وبها يقضون وبها يقيمون وبها يقيمون وعليها يعتمدون وبها يتزينون. يرثها الاول منهم الاخر. ويبلغها الشاهد منهم الغائب. احتجاجا بها احتسابا في ادائها الى من لم يسمعها. يسمونها السنن والاثار والفقه والعلم. ويضربون في طلبها شرق الارض وغربها يحلون بها حلال الله ويحرمون بها حرامه. ويميزون بها بين الحق والباطل والسنن والبدع ويستدلون بها على تفسير القرآن ومعانيه واحكامه ويعرفون بها ضلالة من ضل عن الهدى. فمن رغب عنها فانما يرغب عن اثار السلف وهديهم ويريد مخالفتهم ليتخذ دينه هواه. وليتأول كتاب الله برأيه خلاف ما عنى. خلاف ما عنى الله به. ما شاء الله هذه قطعة في الحقيقة ينبغي آآ ان تعد ظفرا وغنيمة لمن اراد ان يتكلم عن فضل العلم وطلبه فانها كلمات نيرات لا تعليق عليها ولا مزيد نعم فان كنتم من المؤمنين او على منهاج اسلافهم فاقتبسوا العلم من اثارهم. واقتبسوا الهدى في سبيله وارضوا بهذه الاثار اماما. كما رضي فيها القوم لانفسهم اماما. فلعمر ما انتم اعلم بكتاب الله منهم. ولا مثلهم ولا يمكن الاقتداء بهم الا باتباع هذه الاثار على ما ترون فمن لم يقبلها فانه يريد ان يتبع غير سبيل المؤمنين. وقال الله تعالى ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى. ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا. اي نعم حسبك. اذا هذه حقيقة الامر منهجان مختلفان طريقان متخالفان طريق السلف الصالح القائم على تعظيم النصوص وآآ قبول خبر الله ورسوله وعدم اه التعرض له بشيء من التحريف والتعطيل وطريق هؤلاء المتكلمين من الخلف الذين آآ ارتظوا المناهج الكلامية والمسالك العقلية وزهدوا في طريقة السلف الصالح وفهم الصحابة والتابعين. فاودى بهم الى هذه النتائج الوخيمة فعلى المؤمن ان يعض على ما كان عليه السلف بالنواجذ. ويعظم نصوص الكتاب والسنة. ويعلم ان العصمة فيها نسأل الله تعالى ان يلزمنا كلمة التقوى وان يجعلنا حق بها واهلها صلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين