بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره نعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله لا اله الا الله وحده لا شريك له له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله واصحابه وسلم تسليما كثيرا. اما بعد اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما يا كريم ربنا لا تزغ قلوبنا بعد اذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة انك انت الوهاب ايها الاخوة الفضلاء درسنا هذه الليلة في اه كتابي صحيح البخاري في الباب الثاني والثلاثين باب قال ترجم عليه البخاري رحمه الله باب ما يتقى من محقرات الذنوب قوله ما يتقى ما هنا موصولة يعني الذي يتقى ويتقى اي ما يجتنب والمحقرات محقرات الذنوب لتشديد القاف مفتوحة يعني المحتقرات التي يحتقرها الفاعل لها والمراد بيان آآ خطر الذنوب ولو كانت في نظر العبد صغيرة او محتقرة اما بان يكون في العبد نوع من التساهل والتجرأ على الذنوب فيحتقر كثيرا منها كما في حديث كالراعي يرعى حول الحمى يوشك ان يواقعه حديث وبينهما امور مشتبهات قد يكون هذا السبب وقد يكون السبب لانها من الصغائر التي تبين انها من الصغائر فيتساهل بها الانسان حتى يقع في اه في كثرة في الكثرة منها احد التي تسبب له اه يعني الهلاك مهلكات وكذلك قد يكون السبب انه لم يرد فيها وعيد معين يتساهل بها الانسان وكذلك قد يكون من الاسباب انها مشتهرة او منتشرة بين الناس وعرف الناس جاري على التساهل فيها فمثل ما يحصل الان في الغيبة بلغوا من الكلام مع انها شديدة. جاء فيها وعيد شديد وعبر بالمحقرات لانه جاء في بعض الاحاديث تسميتها بذلك ففي حديث سهل بني سعد عن النبي صلى الله عليه وسلم كما في مسند الامام احمد بسند حسنه ابن حجر قال صلى الله عليه وسلم اياكم محقرات الذنوب فانما مثل محقرات الذنوب كمثل قوم نزلوا بطن واد فجاء ذا بعود وجاء ذا بعود حتى جمعوا ما انضجوا به خبزهم وان محقرات الذنوب متى يؤخذ بها صاحبها تهلكه الامر ليس بالسهل ونحوه من حديث ابن مسعود عند الامام احمد والطبراني كذلك وعند النسائي وابن ماجة ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لعائشة يا عائشة اياكي ومحقرات الذنوب فان لها من الله طالبا فينبغي للعبد ان يتوب من جميع الذنوب وان يجتنب جميع الذنوب قال البخاري رحمه الله حدثنا ابو الوليد. قال حدثنا مهدي عن غيلان عن انس رضي الله عنه قال انكم لتعملون اعمالا هي ادق في اعينكم من الشعر ان كنا لنعدها على عهد النبي صلى الله عليه وسلم من الموبقات قال ابو عبد الله يعني البخاري يعني بذلك المهلكات يعني الموبقات المهلكات في هذا الحديث بين انس رضي الله عنه ان انه وقع في زمانه انهم يقع بعض الناس بالذنوب اعمالا من الذنوب يعني ادقنا الشعر حقارة وظعفا وقلة كان الصحابة يعدون في زمن النبي صلى الله عليه وسلم من الموبقات يعني من شفقتهم توقيهم لها وهذا الاسناد قوله حدثنا ابو الوليد هو هشام ابن عبد الملك الطيعني وابن مهدي هو ابن ميمون الازدي غيلان آآ هذا اختلف به قول الحافظ ومرة قال في المقدمة هو غيلان ابن جرير ومرة قال في فتح الباري في هذا الموضع في هذا الباب قال هو ابن جامع آآ والصواب الاول انه ابن جديد يعني هذا الموضع الثاني الذي ذكره في فتح هنا وهم والذي تقدم في الذي ذكره في مقدمة الفتح لما ذكر رجال البخاري ذكر بن جرير انه غيلان بن جرير البصري وهو الصحيح ولذلك في عمدة القارئ العين رحمه الله استدرك على الحافظ فقال وقال بعضهم هو غيلان ابن جامع وهو غلط صريح لان غيلان بن ان غيلان بن جرير من اهل البصرة وغيلان ابن جامع كوفي قاضي الكوفة ورجال السند كلهم كوفيون كلهم بصريون عفوا كلهم مصريون وهو مثل ما قال على كل الصحيح انه ابن جرير والحديث هذا من افراد البخاري لم يخرجه مسلم قوله لتعملون اللام هنا لتعملون هي لام التأكيد هي ادق اه يعني في اعينكم اي احقر. واهون والمقصود بها من الدقة يعني من الدقة كسر الدال ها هو في اعينكم يعني في نظركم لانها هي هذه الذنوب لا تنظر في في العين وانما تنظر في البصيرة فليست بالبصر وانما البصيرة وعبر قال في اعينكم اي في بصائركم اه لا نعدها يقول ان كنا في اعينكم ادق من الشعر الشعر لفتح العين يعني اعمال تحسبونها هينة. ولكنها عظيمة لكنها عظيمة ثم قال ان كنا لنعدها ان كنا ان هذه مخططة من الثقيلة لان اصلها ان المشددة فخففت لادخالها على الفعل وان قد تأتي مخففة من الثقيلة وقد تأتي شرطية وقد تأتي نافية ولكن هنا المقصود بها المخففة من الثقيلة ليست شرطية ولا نافية اذا قلنا نافية تصبح ماء بمعنى ماء يعني ما كنا وهذا غير مراد. لا بل المراد اننا كنا لان ان المشددة تدخل على الاسماء وظمائرها وان المخففة تدخل على الافعال والمراد بها ان المخطط وان مثقلة كلها كلاهما مفادهما اه مفادهما التأكيد التأكيد وهذا هو المراد هنا ولذلك دخلت عليها لام المؤكدة ان كنا لنعدها ان كنا لا نعده ولذلك لا هذه اللام لا نعدها هي الفارقة بين من المخففة وان النافية لان النافية ما تدخل عليها لا لنا عدها قوله عز وجل قل ان كان للرحمن ولد فانا اول العابدين هنا ان اي ما كان للرحمن ولد وان كان يحتمل انها شرطية لكنها الاوجه انها نافية ايضا تدخل يدخل بعدها الاستثناء مثل قوله عز وجل اه ان هو الا وحي يوحى اي ما هو الا وحي يوحى طيب اه في بعض الروايات رواية آآ السرخسي والمستملي ان كنا نعدها بحذف الله جهاز ايضا يجوز ان تكون ان تتجرد النافية عن الحرف اللام هذي تدخل على تأكيدها لكن عند امن الالتباس بالنافية قال ابن مالك وقال العيني ايضا يجوز استعمال بدون عفوا آآ يعني فعلها آآ بدون اللام الفارقة بينها وبين النفي يجوز عند امن الالتباس اذا اذا امنا انها تلتبس بالنافية وهنا السياق يدل على ان المقصود المؤكدة وليس النافية قال من الموبقات نعدها من الموبقات اي المهلكات كما فسرها البخاري وفي رواية لابي ذر من اه كنا نعدها الموبقات في اسقاط من في عند الاسماعيلي كما يقول ابن حجر كنا نعدها ونحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم من الكبائر والموبقات هي الكبائر كما قال التابعين اجتنبوا السبع الموبقات. وعد الكبائر الراوي فسرها بالمعنى ذكرها بالمعنى والمراد ان اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كانوا ينظرون اليها خشية منها كأنها كبائر وليس المعنى انها كان حكمها في ذلك الزمان كبائر ثم تغير الحكم؟ لا ليس هذا المرض نقوله على عهد النبي صلى الله عليه وسلم واضح ان في زمنه لان الناس في زمن كانوا الموجودين كان الموجودون هم الصحابة وكان الايمان قويا والعلم منتشرا فاشيا ثم في زمن التابعين في زمن انس لان انس عمر رضي الله عنه حتى مات سنة اثنين وتسعين فقد يكون هذا القول في زمن متأخر خاصة كثرة الفتن فتحت الدنيا على الناس والبخاري قال يعني بذلك المهلكات هذا تفسير للموبقات بالمهلكات اه وهي جمع موبقة وهي المهلكة في اللغة قال العيني ومعنى الحديث راجع الى قوله عز وجل وتحسبونه هين وهو عند الله عظيم يعني الكلام في اعراض المؤمنين في عرض عائشة رضي الله عنها بن معطل في قضية الافك. قال عز وجل وتحسبونه هينا الكلام هو عند الله عظيم وهذا يؤكد قضية ان بعض الكبائر قد يتساهل بها الناس لكثرة الولوج فيها والخوض فيها حتى تصبح هينة عندهم مع ان حكمها عند الله انها كبيرة قال وكانت الصحابة يعدون الصغائر من الموبقات لشدة خشيتهم لله ولم تكن لهم كبائر قالوا المحقرات اذا كثرت صارت كبائر للاصرار عليها. هذا كلام العين رحمه الله ذكر ان الصحابة كانوا يعدونها من الميقات لشدة شدة خوفهم من الله وقال ولم تكن لهم كبائر يعني في الجملة ولم يكونوا يعني حتى لو ان شخصا وقع لم يصر. يعني مثلا لما وقع ماعز في الزنا ما اصر على ذلك جاء تائبا من شدة خشيته وتوبته انه اقر مع انه يمكن ان آآ يكتفي بالتوبة ان التوبة اه كافية لكن ما شدة ما عنده من الخوف من الله عز وجل جاء واقر ليقام عليه الحد والغامدية لما جاءت الى النبي صلى الله عليه وسلم واخبرته بوقوعها في الزنا وقال لها كذا اراد ان يردها قال اتريد ان تردني كما رددت ماعزا انها حبلى جاءت قالت طهرني يا رسول الله مع ان التوبة اه كافية الا انها ارادت تطهيرا تاما ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم وما تجد ان جادت بنفسها لما قال انها تابت توبة لو هذا صاحب موكس لغفر له. وما تجد ان جادت بنفسها يعني انها بلغ منها الامر ان جادت بنفسها لتطهيرها هذا يدل انه لو وقع منهم شخص انه يتوبوا الى الله لا يصر عليه وهذا قليل بعد قليل ثم يقول والمحقرات اذا كثرت صارت كبائر للاصرار عليها وادي مسألة هل الصغائر اذا اصر عليها الانسان تكون كبائر هذا ذكره العلماء وجاء عن ابن عباس لا صغيرة مع الاصرار ولا كبيرة مع الاستغفار يعني ان الكبائر ان الصغائر مع اصرار العبد عليها لا تذهب بل انه آآ يحاسب عليها ويجد لها عقوبة نسأل الله العافية والسلامة نعم قول الله عز وجل ان تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم وندخلكم مدخلا كريما يدل على ان العبد اذا اجتنب الكبائر في الصغائر على سبيل المغفرة اللي تكفرها الصلاة كما قال النبي صلى الله عليه وسلم كثرها الصيام لكن مع كثرة الاصرار يصبح في العبد بنفس العبد تهاون قد لا تكفي حسناته تكفيريها لكثرتها الاصرار نسأل الله العافية والسلامة خطر على العبد قد تثيرها كبائر لذلك يقول اذا كثرت صارت كبائر للاصرار عليها لانه مصر يعني العلة في كونها كالكبائر استحقاق العقوبة عليها والمحاسبة انه مصر عليها. اما اذا تاب واستغفر ونزع وندم فهذه سبيلها سبيل التكفير نسأل الله ان يعفو عنا وعن المسلمين. قال ابن بطال رحمه الله المحقرات اذا كثرت صارت كبائر مع صارت كبارا مع الاصرار وقد اخرج اسد بن موسى في الزهد عن ابي ايوب الانصاري قال ان الرجل ليعمل بالحسنة فيثق بها وينسى المحقرات سيلقى الله وقد احاطت به وان الرجل ليعمل السيئة فلا يزال منها مشفقا حتى يلقى الله امنا هذا الاثر عظيم ذكره الحافظ ابن حجر في في شرحه وسكت عنه عن ابي ايوب ان الرجل يعني سكت عنه كما نبه في المقدمة انه وما سكت عنه فهو حسن اقل درجاته الحزن يقول ابو ايوب الانصاري رضي الله عنه ان الرجل ليعمل الحسنة فيثق يثق بها وينسى المحقرات يعني يعمل الحسنة فهي ثقة انها قبلت لا يحاسب نفسه على تقصيره فيها ولا يخشى انها قبلت ام لم تقبل مع ان الله عز وجل يقول انما يتقبل الله من المتقين كما قال ابن عمر رضي الله عنه لو اعلم من الله تقبل مني سجدة اتمنيت الموت لان الله يقول انما يتقبل الله من المتقين يقول وينسى المحقرات يعني الصغائر لا يتوب منها فيلقى الله وقد احاطت به يعني كثرتها احاطت بحسناتي ان العبد يوم القيامة يوزن حسناته وسيئاته فمن كثرت فمن غلبت حسناته سيئاته دخل الجنة ومن غلبت سيئاته حسناته استحق العذاب الا ان يعفو الله عز وجل. اسأل الله ان يعفو عنا وعن المسلمين وان يرحمنا برحمته ثم قال وان الرجل ليعمل السيئة فلا يزال منها مشفقا حتى يلقى الله امنا توبة خشية الذنب سواء كانت السيئة كبيرة او صغيرة يزال مشفقا كما قال عمر رضي الله عنه لا زلت اعمل لها لما كان يوم الحديبية وقال يا رسول الله فمما نعطي الدنية في ديننا؟ لا في قضية الصلح كان منه اعتراض لكنه ماذا قال؟ قال لا زلت اعمل لها اعمالا يعني يستغفر ويتصدق خشية ان يكون ذلك الاعتراض ان يكون ذنبا يسخط الله وعائشة لما خرجت يوم الجمل مع المصالحة بين الصفين بين اهل الشام واهل العراق وحصل بينهم مقتلة بسبب ان قتلت عثمان كانوا مع اهل العراق وتحصنوا وابوا ان يسلموا عند ذلك ندمت ندما شديدا فلا زالت تعتق وتتصدق حتى لقيت الله عز وجل فلماذا؟ قال لا يزال منها مشفقا حتى يلقى الله تعالى امنا يحصل له امن يعني عند الموت يأمن اذا مات امن لانه وجد انها محيت هذا الذي ينبغي للعبد ان يكون مشفقا من ذنوبه ولذلك في صحيح مسلم عن عائشة ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول اللهم اني اعوذ بك مما عملت ومما لم اعمل نعوذ بك مما عملت اي كل ما عملت من كل ما عبد ومما لم اعمل لانه قد يعمله شخص يعم البلاء وكذلك يقول في دعائه لما ارشدهم الى دعاء التعوذ من الشرك ان يقول اللهم اني اعوذ بك ان اشرك بك شيئا وانا اعلم واستغفرك لما لا اعلم فيبقى العبد في شفقة مشفق وما امرهم ان يقولوا ذلك كل صباح وكل مساء قال ابن بطال وقد جزع بعضهم عند الموت ذكره ابن حجر عنه انه قالوا قد جزع بعضهم عند الموت فقيل له في ذلك فقال اني اخاف ذنبا لم يكن مني على بال وهو عند الله عظيم اني اخاف ذنبا لم يكن مني على بال وهو عند الله عظيم هؤلاء الذين يتوبون من الذنوب اذا تذكروا يخشى ان يكون هناك ذنب لم يكن على بال منه يعني تساهل فيه ولم يحسب له حسابا او لم يعد له توبة او عملا وهو عند الله عظيم. اسأل الله ان يعفو عنا ان يغفر ذنوبنا وان يستر عيوبنا وان يرحمنا برحمته اللهم ربنا اغفر لنا وتب علينا ولوالدينا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات اللهم انا نسألك حسن الخاتمة وحميد العاقبة الامور كلها ونعوذ بك من خزي الدنيا وعذاب الاخرة هذا والله اعلم. وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته